® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2010-05-07, 9:49 am | | السلام عليكم... أنا عندي مشكلة، وكنت عايزة أعرف رأيكم، أنا عندي 18 سنة، وفي كلية الطب اللي طول عمري نفسي أدخلها واطلع دكتورة وأساعد الناس، وحمدت ربنا إني دخلتها؛ بس بعد ما دخلتها أنا مش مبسوطة فيها أبداً وحاسة إنها تقيلة عليّ جداً، مش مبسوطة، وحاسة إني أخدت قرار غبي لما دخلتها، ومش عارفة هاعمل إيه طول الست سنين فيها.
أنا شخصية اجتماعة جداً ولي أصحاب كتير جداً؛ بس المشكلة إنه كالعادة طبعاً البنات في الكلية ما لهمش حديث إلا عن الأولاد؛ بس الموضوع ده مضايقني جداً.. أنا عايزة إن البنات عندي تبقى زي الأولاد.. كلهم زمايل، لا نتكلم عن حد ولا حد يتكلم عننا؛ يعني تعاملنا يبقى في الحدود.. ولما باقول لهم بلاش كده هو إحنا ما لناش كلام غير كده بيزعلوا مني ويقولوا إني مزوداها.
والمشكلة كمان إني ما باعرفش أتعامل مع الناس لأن مشكلتي ما باعرفش أقول لحد لا، والموضوع ده صعب جداً؛ فعلشان كده باخاف أتعامل مع الولاد علشان خايفة إن تعاملهم يخرج معايا عن الحدود، وساعتها أتكسف أردّ عليهم.
أنا خايفة أبقى منغلقة على نفسي وفي نفس الوقت مش عارفة أعمل حاجة، أنا خايفة إن أصحابي يتضايقوا مني أو يتجنبوا الحديث معايا أو أكون مقيداهم؛ بس النتيجة إني ما عدتش باتكلم خالص بقى ردي على أي كلمة ابتسامة.
بجد أنا مش مبسوطة لا بالكلية ولا بحياتها، ومتلخبطة جداً.
صديقتي العزيزة:
أشعر تماماً بكل كلمة ذكرتِها في رسالتك، لأنني تقريباً قد مررت بتجربة مشابهة..
فأنا أيضاً عندما بدأت دراستي في الكلية التي اخترتها بنفسي عن اقتناع تام، شعرت ببعض الندم، وبأنني لم أوفّق في اختياري، وبأن هذه الكلية ليست مكاني الذي طالما حلمت به.
وخاصة إذا كنت في كلية من الكليات الصعبة التي تحتاج لتركيز ومجهود زائد؛ فإن هذا يصعّب الأمر ويكثر من شعورنا بالغربة داخل تلك الكلية.
والذي يزيد أيضاً من هذا الشعور، أن الدراسة الجامعية مختلفة كلّيةً عن الدراسة في المدرسة؛ حيث إنك في المدرسة يكون عندك منهج محدد تعرفين بدايته ونهايته، وهناك من يوجّهك ويقول لك ما عليك فعله، أما في الجامعة -وخاصة في السنة الأولى- تشعرين بالضياع وعدم الاستقرار؛ لأن هذه مرحلة جديدة تماما ًتكونين أنت فيها قائد نفسك في دراستك وتحصيلك للمواد؛ فأنت التي تبحثين عن المعلومة وتسعيْن وراءها وهذا ما لم تعتادي عليه بعد.
ولكن صدقيني لن يدوم الأمر طويلاً، وسريعاً ما ستتفهمين طبيعة الدراسة وتعرفين كيف تتعاملين معها؛ وخاصة بعد السنة الأولى.
ويمكنك الاستعانة في ذلك ببعض زملائك الأكبر منك ليوجّهوكِ إلى أفضل الطرق للتعامل مع نظام الدراسة في تلك الكلية لأن خبرتهم بالطبع ستكون أفضل؛ ولكن عليك اختيار الأشخاص المناسبين الذين تثقين في نصيحتهم.
وأنا واثق من أنك ستكونين بخير وستحققين ما تريدين؛ وخاصة أنه من الواضح أنك شخصية تخطط لحياتها جيداً وتسعى للوصول إلى أهدافها؛ فإذا كانت دراسة الطب هي حقاً هدفك؛ فعليك أن تسعي جاهدة للتغلب على أية عقبة تواجهك.
أما بخصوص المشكلة الأخرى؛ فلابد أن تعرفي أنه هناك بعض الأمور في حياتنا لابد وأن نتعامل معها بمرونة لا بتعنّت وإصرار.
أولاً أنا لا أستطيع أن ألومك أو أن أقول إنك مخطئة في تفكيرك؛ لأنك محقة تماماً؛ فالعلاقة بين الشباب والبنات في الكلية يجب أن تكون في حدود الزمالة أو حتى الصداقة المحترمة.
ولكن الشيء الذي أريدك أن تراجعي نفسك فيه هو طريقة تعاملك مع المشكلة؛ فالحل ليس أن تكتفي بالابتعاد وعدم الاختلاط بأحد، ولكن الحل أن تتعاملي مع الناس بمبادئك أنت مادمت واثقة من صحتها.
ولا تخافي من التعامل مع زملائك من الشباب، ولا تخافي من أن يتعدوا الحدود معك، لأن تلك الحدود أنت التي تضعينها من البداية.
فليس هناك معنى لأن لا تستطيعي أن تقولي لأحد لا؛ لأنك ستقولينها بمنتهى التلقائية إذا ما شعرت بأن هناك تصرفاً لا يعجبك أو أنك لا ترضين عنه.
وفي النهاية أطلب منك ألا تنزوي بعيداً عن زملائك، وأن تحاولي أن تستمتعي -بقدر الإمكان- بسنوات دراستك الجامعية؛ لأنها بحق من أجمل الأوقات التي يعيشها الإنسان في حياته.
حاولي أن تندمجي أكثر مع زملائك وأن تصِلي لحل وسط معهم في الموضوع الذي يضايقك؛ فيمكنك مثلاً أن تأخذيهم بالحوار بعيداً عن تلك المنطقة التي تضايقك، وأن تجذبيهم لحديث في موضوعات أخرى.
صديقتي العزيزة.. لا تستسلمي بسهولة، وابذلي كل جهدك لإنجاح حلمك ورغبتك.. استخيري الله دائماً قبل أن تخطِي أي خطوة في حياتك.
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا | |
| |