اليوم صباحا نسمع في اذاعة القران الكريم، لفت انتباهي تفسير اية مختلف عن الذي كنت نتصوروا و ممكن برشا ناس كانوا يعتقدوا كيفي. على كل، الاية هي في قول ربنا عز وجل: " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ".
انا كان في بالي أن المقصود ببيت العنكبوت هنا هو بيتها المادي، أي الشباك التي منها تصنع منزلها، وهذا المنزل لا يغني عنها شيئاً ، هو أضعف البيوت لا يقيها حراً ولا برداً، أضعف البيوت لتفاهته وحقارته. و هذا التفسير قال به عديد من العلماء القدماء كابن كثير.
الا ان العلم الحديث اثبت العكس، يثبت أن نسيج العنكبوت من أقوى الأنسجة الحيوية على الإطلاق، صلابته تزيد عن صلابة الحديد، حتى أنهم يسموه الصلب الحيوي، وبيته من أقوى البيوت متانة حيث يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه الفرائس فلا تستطيع منه فكاك.
كيف يتعارض القرآن مع حقيقة أثبتها العلم بدلائل حسية واضحة لكل مستفسر؟؟؟؟
بإيماننا الحقيقي كمسلمين، نعلم أن الحقائق العلمية لا يمكن أن تتعارض مع ما ذكر في القرآن الكريم، إذن لنرجع للآية نفسها.
نركز على كلمة " بيت "، في المعاجم والقواميس العربية قد استخدمت كلمة بيت عند العرب الأوائل بمعنى آخر غير المعنى الذي نعرفه.
لكلمة " بيت " أيضاً عدة معان أخرى: ( المسكن، فرش البيت، الكعبة، القبر، …) لكن أهم ما لفت نظري عندما تمعنت في المعان، أن (امرأة الرجل وعياله) يطلق عليهم بيت.
في المعاجم التالية:
المعجم الوسيط: بيت الرجل، امرأته وعياله.
لسان العرب المحيط: بيت الرجل، امرأته.
ترتيب القاموس المحيط، الصحاح: بيت الرجل، عيال الرجل.
إذن، ليس المقصود في الآيات هو البيت الحسي بمعنى السكن، في العالم يوجد أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب، يغلب عليها المعيشة الفردية، والعدائية لبعضها البعض، أنواع قليلة جداً هي التي تعيش في جماعات، الإناث أكبر حجما من الذكور، الزوجان من العناكب يلتقيان في الغالب وقت التزاوج فقط ويقوم الذكر قبل الجماع برقصات وطقوس معينة أمام الأنثى يقصد الحد من الغريزة العدوانية لدى الأنثى، وعند انتهاء عملية التلقيح ( الجماع) يغادر الذكر عش الأنثى خوفاً من أن تقوم بقتله!!!
هذه العملية ـ عملية قتل الذكر بعد التلقيح ـ تفعلها الكثير من أنواع العناكب الأنثوية، أشهر من يقوم بذلك ( الأرملة السوداء)، من اسمها يتبين فعلها، وبعض الأنواع تترك الذكر يعيش في عشها، لكن حتى يفقس البيض، ليخرج الصغار، ويلتهموا أباهم بعد قتله، أنواع أخرى تطعم صغارها، حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها ( بكل بساطة).
من تلك العلاقات بين العناكب، نعرف أنها علاقات سيئة، ليست إلا لمصالح مؤقتة، تنتهي هذه المصالح وينقلب الكل على بعضه، هذا العداء الشديد الذي يتجلى فقط بعد انتهاء المصالح، وهذه العلاقات الضعيفة جداً بين أفراد بيت العنكبوت تجعله حقاً أوهن بيوت المخلوقات المعروفة.
ارجو ان اكون قد وفقت في الطرح