® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 
 2009-10-01, 11:45 pm | | هذا الكتاب الثري لصاحب الشنب العظيم فريدرك نيتشه " هكذا تكلم زرادشت " الذي ألفه في سني حياته المتأخرة لذا نرى فيه رسالته الفلسفيّـة العمق والوضوح بل وتجلّت في مواضع كثيرة من أجزاء هذا الكتاب ، ومن القهر أنّ أن يورد بعضها أو نسرق من وقتنا دقائق لنكتب عن الكتاب أو منه .. وأوفيليا ابنة اللورد بولونيوس عشيقه هاملت في مسرحيّة شكسبير العظيمة ماتت منتحرة بعد أن ألقت بنفسها في النهر المسمى مجازاً شتات !
على أية حال أقول أن رسالته بدت واضحة حيث جعل أن المسيحيّة وأخلاقها عقبة في سبيل الإرتقاء الإنساني وأن السوبر مان أو الإنسان المثالي لا يمكن إنجابه مالم تنبذ الأخلاق المسيحية فتغرق في أعماق بحر النسيان فلا تذكر ولا تخطر على بال الفكر الذي كان على ضده مواطنه الفيلسوف الألماني يوكن الذي ينادي بالحياة الروحية المسيحية وأنها نقطة الأكوان وبؤرة اللذاذة الإنسانيّة هي الروحانية فشغل فكرة وحياته في ذلك وألف أكثر من ثلاثين مجلدا في هذا الموضوع حينما كان شغل منصب أستاذ الفلسفة في جامعة يانا وما كان يرمي إلى أنّ الحياة الروحية هي زبدة الوجود وغاية الله من خلقه .
ويبدو أن الأقدار أصابت صاحب النظرة الفلسفيّة الملحد الذي يقول أن الإله قد مات وما هو إلا من صنع البشر وأذهنهم ، المنادي بالحريَّـة بمرض الزهري وعزل من الجامعة السويسريّة التي كان أستاذا للفلسفة فيها وعكف في بيته حتى وفاته .
الممتع في قراءة نيتشه هي الكتابة الفلسفيّة الفكريّة ذات الصبغة الشعريّة تماما كما لدى الفرنسي فولتير بل يتفوق على الأخير في لغته الشعريّة وغزارة العلم والميل إلى جِدة الكتابة وعمقها . ولو توغلنا أكثر في فكر هذا الرجل الفيلسوف لوجدنا أنّه لديه من الصواب والرشد الشيء الكثير فليس بإباحيّ النظرة وإن ظُلم وهو الذي عشق الروسيّة الشقراء ، وليس بالمُلحد وإن ظلم وهو الذي قال على لسان زرادشت في هذا الكتاب العظيم الذي أهداه إلينا العزيز : ألم تعلم بأن الله قد مات ؟ جميع الآلهة قد ماتوا فعلى المرء أن يحمل حمل نفسه ، فإن هدفه في هذه الدنيا لا في السماء البعيدة ، حدَّق الإنسان في السماء فجهل واجباته على الأرض فعليه الآن أن يخفض نظرهُ إلى مسقط رأسه لكي يعرف كيف يعيش !.
وقد صدق زرادشت إذ لو أن الإنسان تواكل إلى القوى العليا ووتقاعس عن نواميس هذا الكون سيموت جوعاً ولن تنفعه روحانيته حينها ولا استغاثاته الوجودية وقتها .
حسن محمد بلم
اتمنى لكم قراءة ممتعة
التحميل من الرابط في الاسفل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
| 
