آية.. ومعنى
موضوع أتمنى أن يتواصل معه جميع الأعضاء والمشرفين ففي كل مرة نضع أية كريمة ونتدبر في معناها وكيفية تطبيقها ونسأل الله أن يوفقنا وأن يجعل عملنا هذا مباركاً وأن يرزقنا الفهم والعمل.
سأبدأ بإذن الله تعالى باية كريمة من سورة البقرة
يقول الله تعالي
قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذًى) البقرة:263
وردت هذه الآية الكريمة ضمن آيات عدة تحث علي الصدقة, وتذكر ادابها وثمراتها, وقد بدأ الله تعالي هذه الايات من سورة البقرة بذكر ثمرات التصدق في سبيل الله, ترغيبا في الصدقة من اول الامر.
مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة غرست في الارض, فنبتت واينعت, واثمرت سبع سنابل ممتلئة موفورة, في كل سنبلة منها مائة حبة, ويشير الله بذلك الي اجر المتصدق, ومقدار مايخلفه الله عليه جزاء صدقته, هذا الاجر الذي يتضاعف فيصل الي سبعمائة ضعف, ولكنه لايقتصر علي ذلك, فإنه بمقدار اخلاص المتصدق يضاعف الله له الاجر, اذا شاء, وان فضل الله لأوسع من ان يضيق بمنح الاضعاف المضاعفة وهو سبحانه عليم بمن يستحق ذلك من المخلصين.
وبعد ذلك تتعرض الآيات لبعض شروط الصدقة المقبولة من ذلك ان الله تعالي لايقبلها من الذين يتبعونها بالمن والمن: ان يعتد المتصدق بإحسانه علي من احسن اليه, فيقول مثلا: انا احسنت اليه في كذا وكذا يريد اظهار فضله عليه.
وايضا لايقبل الله الصدقة ممن يتبعها بالاذي, والذي ان يتطاول المنفق علي من انفق عليه بالكلام او بغيره.
علي ان الكلام الحسن والرد الجميل علي السائل, والبشاشة في وجهه والتجاوز عن الحافه, ومغفرة ذلك له خير عند الله وافضل من صدقة يتبعها من أو أذًى للسائل.
والدين الاسلامي دين يحافظ علي كرامة الفرد, محافظة تامة, مادام الفرد محافظا علي حدود الدين, وآدابه لايتجاوزها, وان حث علي الصدقة والانفاق فليس يعني بذلك الحط من قيمة الفقير.
اذ ان المتصدق هو المستفيد الاول يقول الله تعالي( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) والصدقة دواء من المرض يقول صلوات الله عليه( داووا مرضاكم بالصدقات) ويقول ـ صلي الله عليه وسلم ـ
الصدقة تسد سبعين بابا من الشر) وفي الآخرة فانها كما يقول صلي الله عليه وسلم
تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار)