كعادتى كلّ مساء أسير مبعثر الخطى على شوارع قريتنا
أقرؤ ما يخطه الزمن على صفحات الوجوه وأجول بناظرىّ فى عالم القرية وما جدّ عليها
الا أنّ المساء هذا اليوم كانت له نكهة مختلفة
نكهة انبعثت من ورود الخير المزروعة فى أرواح شبابنا
فبينما أنا أمشى متلفعا بأغنيتى ناظرا الى نجمتى البعيدة فى السماء أرقب أحوالها
وقعت نظراتى بغتة على صندوق زجاجى مملوء بالزيت والسكر "موضوع بجانب السوبر ماركت المجاور لعصارة وسط البلد"
ومحفوف بملائكة العطاء حيث يضع الله يده عليه مناديا هلموا الى كنز فى السماوات لا يفنى!
نظرت اليه بعينين مغرورقتين بالفرح أقرؤ ما كتب عليه بحبر الرحمة
"مشروع الكيلو
الكيلو مش هيفرق معاك كتير
لكن هيفرق عند ناس تانية كتير"
قرأت الكلمات وتبسمت ونظرت الى قلبى الذى ظل يخفق فرحا
أحسست بنسمة باردة تهب عليه
عندها رفعت يد قلبى الى السماء داعيا "اللهم بارك فى أهل قريتنا جميعا
وازرع فى أرواحهم حب العطاء
أعجبتنى جدا فكرة المشروع وهى كما وضحها لى صديق
"اى حد مننا عندة حاجة يقدر يقدمها من المواد التمونية الاساسية
التى لاغنى عنها لكل اسرة زى
(الارز. المكرونة. السمنة. الزيت. السكر. الصلصة. الشاى .عدس واى نوع اخر من البقوليات )
فليتقدم بكيلو فقط الى صندوق العطاء الموضوع بجانب السوبر ماركت المجاور للعصارة "
فلنتسابق اذن
ولنتذكر دائما قول الله تعالى
"ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا،
إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا"
أخيرا أردد ما كتب على الصندوق
الكيلو مش هيفرق معاك كتير
لكن هيفرق عند ناس تانية كتير"