محكمةٌ،
نصبتُ نفسك فيها قاضياً ومدعياً
رغم زعمك أنك فيها الضحية...
رسمت الحيثيات..
وجمعت المدلولات..
وحصرت كل شبهاتك فيَّ..
عذراً يا قاضي الهوى..
غير العادل،
فات أوان مثول قلبي في قفص ادعائك
وانطلت حكاياك على محلفيك،
ولكن.. ليس عليَّ..
ودعني أُنحيك قصراً عن قضاء الهوى،
فليس ما يخفقُ في يسارك قلباً
هو فقط عضلة خاوية دموية..
دعني أخبرك سيدي،
ليس في المشاعر سبق وترصد،
ولا في الهوى جناية حبٍ بلا أسبقية..
هو فقط حب..
لا يثبت ببراهين،
أو بأدلة مادية..
كيف بك لا تشعر بشعاع الشمس،
من ملامستها بشرتك؟!
أيجب أن تُحرق بنيرانها العلية؟!!
كيف بك لا ترى زنبقة بيضاء،
سوى مع أنات سحقها بأناملك السوداوية؟!!
يا قاضي الهوى،
قد خالفت قوانين الأفئدة الأزلية..
والآن مكانك لتحاكم على جرمك،
وتدفع ثمن لياليَّ الحزينة المطوية..
لن تبكى عيوني عليك،
وستحبس الجفون دمعاتي اللؤلؤية..
سيدي لا تصلح لقضاء الهوى،
فقد عجزت أن ترى نظرات تنبض برعشة فؤادي،
وكلمات تتناغم بحرقة آهاتي
وألقيت بي متهمة خلف قضبانك الحديدية..
سيدي قاضي الهوى- سابقاً
حكمت على قلبي بأنه لم يعرف هواك،
والآن...
أحكم عليك بحيثيات ظلمك،
ومدلولات قسوتك..
أحكم عليك بالقصاص منك،
وبنفس سلاح جريمتك..
بنفس أصابع اتهامك السوداوية..
أحكم عليك بالنفي عن عالم هوايًّ
ونعيم حبي.. وبسم شفايًّ
وشدو الطيور في نغمي
وكلمة "أحبكَ" في هجايَّ...
واسمح لي،
سأنسحب من ساحة هواك المنسية.
فوداعاً،
ويا أسفاً على كلماتك الحجرية.