هذه حقيقة الإسلام التي بشر بها الشاعر الفرنسي 'لامارتين' في كتابه 'حياة محمد'.. وهي بلا شك حقيقة تهدد المفاهيم الأوروبية 'الصليبية' الحديثة، وتؤرق مجتمعات أوروبا التي تعج بضجيج الإسلاموفوبيا.. وتجتهد حكوماتها وأحزابها في إصدار القوانين وتعديل الدساتير لمنع مظاهر الإسلام من النقاب الى المآذن الى منع منح الجنسية عن الرجال الذين يفرضون النقاب على زوجاتهم، و آخرها البدعة الأمريكية 'الفاشية' التي فرضت الوصاية على وسائل الإعلام.. وغيرها من ملامح الحملة الصليبية الجديدة التي تلوح في أفق أوروبا بذات أفكار ومبادئ 'أربانوس الثاني'! لامارتين صدم مثقفي أوروبا بهذا الإصدار الذي عرض فيه سيرة النبي 'عليه السلام' وسيرة أصحابه، وما طرأ على البشرية من تغيرات أيديولوجية بعد مجيء الإسلام وانتشار الدعوة .. وهو يمهد بهذا للتأريخ لتركيا! لامارتين يرى أن القرآن في حرفه وروحه هو الثمرة التي أينعت في الصحراء بعد بذرة الإنجيل.. ولعل الجينات الأندلسية التي يحملها لامارتين حتمت عليه الدفاع عن الإسلام بفكره وإبداعه، والمؤكد عند لامارتين صحة مقولة نجاشي الحبشة للمسلمين في هجرتهم الأولى .. 'بين ما تقولونه عن المسيح عليه السلام وبين ما تقوله الديانة المسيحية، ليس هناك من فرق'! اغلب مثقفي أوروبا يصورون الإسلام في أعمالهم كدين تقليدي بدائي، ويتهمون المسلمين بالإرهاب، تعبيراً عن أحقاد صليبية موروثة.. وتمهيداً لطمس الإسلام وسيادتهم! كتاب لامارتين احدث هزة ثقافية في فرنسا التي تسعى لمنع النقاب، بعدما أكدت إحصائيات الشرطة الفرنسية ازدياد عدد المنقبات، وكانت قد قدرتها بــ '1900' امرأة منقبة.. كما أحدث كتاب 'محمد نبي هذا العصر' للكاتبة والباحثة البريطانية 'كارين أرمسترونغ' هزة مماثلة في بريطانيا.. وقد ذكرت أنها.. 'وجدت النبي محمد' صلى الله عليه وسلم 'شخصية مثالية ولديه دروس مهمة ليست فقط للمسلمين، وإنما للعالم كله، حياته كانت جهاداً ليس بمعنى الحرب بل بمعنى النضال، قدم مجهوداً فريداً لكي يحقق السلام للعرب الممزقين، لذا نريد اليوم أناساً مستعدين للاقتداء بذلك، إن حياته كانت حملة ضد الظلم والتغطرس، قام بجهد إبداعي لتطوير تدريجي، ووضع حلولاً مثالية للمشكلات التي كان يعاني منها ذلك المجتمع، وهو ما دعاني للبدء في الكتابة عن الإسلام لإنصاف القرآن والرسول اللذين ظلما طويلا في الإعلام الغربي'! إن رؤية الأوروبيين للإسلام يشوبها الكثير من التشويه الذي طال الإسلام من خلال ممارسات فردية أو جماعية لبعض الطوائف والفئات الشاذة عن روح الإسلام، واتت تلك الممارسات غير الاسلامية باسم الإسلام لتصفه بصفات ليست منه في شيء.. وهذا ابرز ردة فعل عنيفة من قبل مواطني أوروبا واستغلته بعض الأحزاب السياسية الراغبة في الوصول الى السلطة أو تحريك الرأي العام في اتجاهات تخدم مصالحها.. كما حدث في سويسرا ويحدث الآن في هولندا! اعتقد أن العامل الأهم في نصرة الإسلام هو التعريف بمبادئه ونشر ثقافته الإنسانية الزاخرة بالمثل والمواعظ، وإحداث التداخل الأيديولوجي بين أيديولوجيا الإسلام 'اسلامولوجيا' وبين أيديولوجيات المجتمعات الاخرى.. ولنقف على حقيقة كون الإسلام دين سماوي متتم للأديان السابقة، وان الإسلام هو المحتوى الأساسي للديانات الإسلامية، وخصوصاً وان القرآن الكريم قد نوه الى هذه الحقيقة في الآية ' 52' بسورة آل عمران والآية ' 111 ' بسورة المائدة، وفي غيرها من الآيات ليؤكد كون النصارى مسلمون، وكذلك شأن خليل الله 'إبراهيم' وأبنائه وأحفاده.. ومنهم إسرائيل 'يعقوب'! وما جاء الإنجيل وبعثَ المسيح 'عليه السلام' إلا ليصلح شريعة 'موسى - عليه السلام'.. كما بشر إنجيل 'برنابا' ببعثة نبينا 'محمد - عليه السلام '، وان كان الكثير من المسيحيين يعترضون على هذا الانجيل ويفندون نصوصه!
_________________
حسن بلم
خايف مره احب
® عضو مميّز ®
رسالة sms : لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلابُ
لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها
فالأسود أسودُ و الكلاب كلابُ
تبقى الأسـود مخيفة في أسرها
حتى و إن نبحت عليها كلابُ