قيمة الإخلاص يا أحبابنا هي من اهم القيم التي علينا ان نتحلى بها لأن أي عمل غير مخلص لوجه الله لا ينفع صاحبه بل على العكس قد يدخله النار إذا كان فيه شرك قلبي او فعلي
فالإخلاص يكون له جانبان
1- إخلاص بالقلب وهو إخلاص النية لله في كل أمر من حياتنا
2- إخلاص العمل وهو إتقانه على أكمل وجه بغية الأجر من الله
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: {وما أمروا إلا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة: 5]. وقال تعالى: {ألا لله الدين الخالص} [الزمر3
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها)؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه].
ولذلك علينا ان نجعل كل أعمالنا لله -سبحانه- ابتغاء مرضاته، وليس طلبًا للرياء والسُّمْعة؛ فنحن لانعمل ليرانا الناس، ويتحدثوا عن أعمالنا ، ويمدحونا ، ويثْنُوا علينا .
ومن ثمار الإخلاص لله ابتعاد الشيطان عنا وعدم قدرته على إغوائنا... فالله سبحانه وتعالى قد حفظ المؤمنين المخلصين من الشيطان، ونجد ذلك فيما حكاه القرآن الكريم على لسان الشيطان: {قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين} [الحجر: 39-40]. وقد قال الله تعالى في ثواب المخلصين وجزائهم في الآخرة: {إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيمًا} [النساء: 146]
.
ومن ثمار الإخلاص أيضا
أن يكفي الله المسلم ما بينه و بين الناس
حب أهل السماء للمخلص ، و وضع القبول له في الأرض و الصيت الطيب عند الناس
حرية و فرار من كل قيود الأرض و يصبح القلب أميراً بعد أن كان أسيراً
انشراح الصدر ، وطمأنينة النفس ، و وحدة الهدف
يحمل الإخلاص صاحبه على تنظيم وقته ، و عمله
الزهد في الدنيا و القناعة و عدم النظر إلى ما عند الآخرين
عدم الالتفات لمدح الناس أو ذمهم أو رضا الناس أو غضبهم
زيادة الثواب و القرب من الله تعالى و العبودية له
قبول الحق و رد الباطل
الثبات على الحق و الاستقامة عليه
وثمار الإخلاص عديدة وعديدة
ولنحذر أحبتنا أن نكون مثل هؤلاء الأشخاص الذين جاء ذكرهم في هذا الحديث
أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن سليمان بن يسار قال:تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال:نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت, قال: كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل تعلم العلم, وعلمه, وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم, وقرأت القرآن ليقال هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل وسع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ).
اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا من عبادك المخلصين..آمين