® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2010-03-08, 7:09 am | | لسلام عليكم ورحمة الله، أنا مشكلتي إن ماما إنسانة كويسة أوي، قد إيه هي تعبت في تربيتنا لحد ما وصلنا الحمد لله.. بس المشكلة فيها هي عدم القدرة على التعامل، وعصبية على طول تاخد الأمور بعصبية وتبدأ تتنرفز، وساعات بتغلط فيّ، واللي بيضايقني أكتر إنها بتدعي عليّ، وكتير طلبت منها ما تعملش كده؛ لأني حساسة جدا، وده بيؤثر فيّ لدرجة بتوصلني للاكتئاب أحيانا، لكنها بالعكس بتزيد.
هي مش وحشة، هي طيبة جدا وحنينة، إنما فعلا مش عارفة تتعامل معايا، مع العلم إني مش باعمل حاجات بشعة يعني.. لا عادي الأخطاء البسيطة اللي ممكن الواحد يعملها، واللي المفروض تتحلّ عادي بالنقاش والتفاهم، يا ريت تقولوا لي أعمل إيه بجد.. أنا نفسي ترضى عني، بس حاسة إني يئست من كُتر المحاولات.
عادة ما تمر الحياة بنا ونحن سائرون معها، ولا نكتشف أن هناك ما يضايقنا لنناقشه أولا بأول، حتى لا يصير هذا الذي كان يضايقنا ولا نكاد نشعر به كالجبل يجثم فوق أنفاسنا لا نستطيع أن نتنفس منه.
وكلامي يا صديقتي معناه أن مامتك لم تتحول لإنسانة عصبية يصعب التعامل والتفاهم معها في يوم وليلة. فلا بد وأن يكون ما تشكين منه بدأ قليلا أو بسيطا، ثم ازداد حتى أصبح من الصعب احتماله.
إذن صديقتي وصول أمك لما وصلت إليه أنت مشتركة فيه على الأقل بالنصف؛ وذلك لأنك لم تراجعيها أولا بأول فتعرفين ما يثير عصبيتها، فلا تفعلينه، وما يأتي برضاها فتفعلينه. وهذه المراجعة صديقتي لعلاقتنا مع من نحب تمنع التراكمات؛ فهي عتاب رقيق يصفي القلب والنفس أولا بأول، فلا نصل لطريق مسدود مع من نحب، وخاصة من نطمع أن ندخل الجنة برضاها.
يبقى أن نبحث أسباب عصبية أمك؛ لنعرف كيف نمنع عنها هذه الأسباب؛ فالعصبية إن كانت الآن مجرد خناق معك والدعاء عليك إلا أنها في المستقبل ستتحول –لا قدر الله- إلى سُكّر، وضغط، وأمراض من كل شكل ومن كل لون.
يعني عصبية أمك تضرها كما تضرك وأكثر، وإن لم تكتشفي أسبابها وتعالجيها في الوقت المناسب لطالك تأثير هذه العصبية مرتين:
الأولى: خناقات و.. و.. ما يحدث معك الآن، وسيظل حتى في وجود عريس أو خطيب.
الثاني: أنك ستتحملين عبء خدمتها، والقرب منها إذا لا قدّر الله أصابها مرض، وأصبحت في حاجة لخدمتك لها.
لذلك صديقتي أنصحك بالآتي:
أولا: لا بد وأن تظهري الطاعة العمياء لأمك، فلا تستخدمي معها إلا "حاضر" و"نعم"، حتى تقتربي منها ومن نفسها وقلبها، وتعرفي أسباب عصبيتها هذه.
ثانيا: أن تعرفي هل عصبيتها هذه خاصة بك وحدك أم هي عصبية معك ومع أخواتك ومن حولها بنفس القدر؟ فإذا كانت عصبية مع الجميع فلا بد وأن يكون سبب عصبيتها العمل خارج المنزل، أو علاقتها بأبيك، أو بأهلها.. إلى آخر الأسباب التي تُعتبر بالنسبة لأصحابها مشاكل لا حول ولا قوة لهم بحلها أو التغلب عليها.
وإذا كانت عصبيتها خاصة بك وحدك فاعلمي أن سلوكك الذي ترينه عاديا -لأن أصحابك وأقاربك والناس كلها ماشية عليه- لا يعجبها، هذا إذا كنت خمنت صح، وعليه لا بد من التفاهم معها مباشرة في أنك طوع أمرها، وستنفّذين لها كل ما تطلب منك، ثم ابدئي بالتدريج المناقشة معها في أن ليس كل ما تقتنعين به خطأ، وليس كل ما تقتنع به صح. لذا لزم عليكما أن تتفقا على أسلوب يرضيكما معا.
وقولي لها: {إِنَّ اللَّهَ لا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}، لذا فلا بد من الاتفاق على ما يرضيها ويرضيك ويرضي الله (تبارك وتعالى) برضاها عليك.
خلاصة القول:
للأسف لا يمكننا توجيه الأم، أو القول بأن طريقتها في التربية غير سليمة، أو نعاقبها على فعل لا يرضينا، ولكن يمكننا أن نعرف ما يرضيها مما لا يغضب الله فنطيعها فيه، ويمكننا أن نكسب ودها طاعة، وعبادة لله عز وجل.
وأن تعرفي سبب تصرفاتها معك وحدك أو مع الجميع، فإذا كانت مرضا فليس على المريض حرج. وإذا كان ضغط عمل وضغط حياة، فحاولي أن تكوني سببا في رفع هذا الضغط، وليس سببا لزيادته. وإن كانت حالة طارئة، فلتحتمليها، فمن يحتملها إذا لم تحتملها ابنتها وحبيبتها؟!!!
أعلم صديقتي حبك لأمك، وعجزك عن فهم سبب تصرفاتها، ولكن لا حيلة لك إلا أن تتعاملي مع الواقع؛ حتى تتغلبي عليه بإذن الله وفضله ورحمته. | |
| |
® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 115 نوسا البحر : 2010-03-12, 7:20 pm | | | |
| |