إسرائيل محظوظة إلى درجة كبيرة ليس في هذه الأوقات فحسب ولا منذ قيامها ، فأول عمل قام به نابليون بعد غزوه لمصر كان بناء أول محفل ماسوني في الشرق هو( محفل إيزيس)، وهو اسم مشتق من الآلهة المصرية الفرعونية القديمة ، فما بالنا بعدد محافل اليوم في الدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص ؟ ، كما طلب اليهود من نابليون مساعدتهم على تحقيق وطن قومي لهم ، تماما كما طالبوا بذلك الأتراك زمن الخلافة ، واليوم تقوم البوارج الفرنسية بمراقبة شواطئ قطاع غزة دعما وتأييداً لإسرائيل باسم الاتحاد الأوروبي ، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تبنى مشروع الإتحاد من أجل المتوسط، ، وقدمه باسم فرنسا ثم باسم الإتحاد الأوربي ، ويعتبر إسرائيل دولة ديمقراطية كبيرة جديرة بالاحترام ، وفي 16/12/2004، ألقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خطابا في مغتصبة هرتزيليا – فلسطين - والذي ينعقد فيها سنويا مؤتمر ، لبحث الإستراتيجية الصهيونية ، حيَّى فيه جنود إسرائيل الذين قاتلوا جيش عبد الناصر عام 1956 وهو الذي صرح قائلا : إن الرئيس مبارك قال له : يجب أن لا يسمح لحركة حماس بالانتصار في هذه الحرب ، ويقف العالم كله بمؤسساته إلى جانب إسرائيل ، والتي أصبحت عضواً في أهم مؤسساته الدولية وهي الأمم المتحدة في 11أيار/مايو1949.
وبعد أن أنهت إسرائيل هجومها على غزة ، قيما سُمي بعملية الرصاص المصبوب ، وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس مع وزيرة خارجية إسرائيل ليفني على اتفاق ، يعرف بالعابر للقارات ، يعطي إسرائيل الحق بمتابعة وملاحقة تهريب السلاح إلى قطاع غزة ، ويسمح لإسرائيل أن تعترض السفن في أي مكان خارج المياه الإقليمية ، ومهاجمة أي دولة عربية تهرب العتاد لقطاع غزة .
الإرادة الصهيونية يتم تنفيذ أهدافها ساعة بساعة ، وجميع المناخات السياسية في العالم تصب في مصلحة تحقيق تلك الأهداف ، فقد اتفق العالم على أن معاداة السامية منحصرا فقط في انتقاد التاريخ اليهودي وأداء وممارسات إسرائيل ، معتبرا ذلك الانتقاد جريمة يجب أن يطولها القانون من أجل إرضاء إسرائيل ، لذلك لا إرادة دولية ( كما يقولون ) تحل الصراع ، ولا إرادة عربية ولا إسلامية ( إن وجدت ) تستطيع مواجهة الإرادة الإسرائيلية ، والعالم يدلل إسرائيل ويكيل بمكيالين ، ولا يعنيه الحق العربي على الإطلاق ، إلا من وراء ستائر النفاق السياسي ، والكذب والمراوغة والخداع والتضليل ، خاصة أن العالم شاهد جرائم إسرائيل في قانا الأولى في لبنان عام 1996، و قانا الثانية في عام 2006، وجرائم حربها على غزة ولم يفعل شيئاً له وزنه المنسجم مع بشاعة الحدث ، وغطت حكومات الغرب على المذابح والجرائم ، حتى مدينة القدس يخضعونها لعوامل الشد والرخي ، فقد استهجن مؤخرا المجلس الثوري الفلسطيني الموقف الأوروبي الداعي لإخضاع القدس للتفاوض على مستقبلها كعاصمة للدولتين ، وتراجعه عن الاقتراح السويدي بشأن اعتبار القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية، استخفاف في العقول والكرامة والحقوق والدماء لا يضاهيه استخفاف ...
ولم تُحقق مسيرة التسوية شيئا للعرب ولا للفلسطينيين ولم تُجد كافة الأطروحات والرؤى الهادفة إلى تعزيز المسيرة السياسية لا من قريب ولا من بعيد على شاكلة السلام خيار استراتيجي – دولة ثنائية القومية - باريس الاقتصادية – واي ريفر – شرم الشيخ - كامب ديفد - أوسلو خارطة الطريق - المبادرة العربية - طابا - وادي عربة- حصار غزة – القانون الدولي – الاتحادية أو الفيدرالية ، وما إلى ذلك ... لأن جميع الظروف والمناخات تسير لصالح دولة الاحتلال
إسرائيل تعدم الفلسطينيين بدم بارد وتشن عليهم حملة تطهير عرقي واضحة المعالم ، بما فيهم الغير مسلحين من الأطفال والنساء والشيوخ ، وهي تماطل وتداهن وتراوغ ، وتظهر أمام العالم أنها هي الضحية دوما ، وهي المعتدى عليها ، وليست تصريحات وزير خارجيتها ليبرمان عنا ببعيد ، حيث تحدث عن عدم إمكانية حل الصراع حتى في العقد القادم ، كل ذلك يحدث أمام صور كاريكاتير الأخلاق والمبادئ والديمقراطية ، والمدنية والحداثة والعولمة والعالم الحر، وبإمكانك أن تسمي من هذه المسميات البراقة الخادعة ما تشاء ، أمام هزلية مقولة الأمن العربي أو القومي العاجز عن كل شيء حتى عن تحرير أراضيه المحتلة ، والتي باتت عارية مفضوحة السوأة والنوايا والأهداف ، على غرار حماية ألأمن القومي المصري عن طريق بناء سور العار على حدود غزة ، والفلسطينيون يعيشون النكبة تلو النكبة ، وشتات يعقبه شتات ، ولجوء يتلوه آخر، ولا يكادون يفارقون أحزانهم حتى تسقط فوق رؤوسهم مزيدا من الويلات ، هجرة من حيفا إلى لبنان إلى العراق ، إلى مخيم التنف والرويشد في نهاية عام 2007 ، إلى البرازيل والنرويج وتشيلي واليونان وكندا ، بتغطية وتأييد ما يسمى بالمجتمع الدولي .
ولم يسلم الشعب المصري من همجية العدو ، فمنذ انسحاب الاحتلال من الأراضي المصرية حتى اليوم سقط أكثر من سبعين مصريا بين شهيد وجريح على الحدود بين مصر ودولة الكيان ، وفي مصر أشار مناحيم بيغن رئيس وزراء العدو السابق إلى الأهرامات وأبو الهول ، وقال لمن كان معه من العرب في مكان إقامته : انظروا هذا بناء أجدادي اليهود ، ولا زالوا يصرحون بحق التملك في سيناء كما صرح من قبل قادتهم ، خاصة على لسان موشي ديان وزير الدفاع السابق للعدو ، ولازالت أرض أم الرشراش المصرية ( إيلات اليوم ) تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي ، ودولة الكيان هي من وراء الاعتداء على الأراضي المصرية والسورية والأردنية سنة 1967 ، و هي من وراء ذبح الجنود المصريين الأسرى الذين قُدروا بألف رجل ، ودفنت الكثير منم أحياء في صحراء سيناء باعتراف قادة الكيان ووسائل إعلامه ، وهي وراء ضرب مصانع أبو زعبل ومدرسة بحر البقر ، و التي استشهد فيها أكثر من 150 تلميذ وعامل مصري وهي من وراء العدوان الثلاثي على مصر ، وضرب مدن بور سعيد والإسماعيلية والسويس وبور توفيق وتشريد أهلها .دولة الاحتلال هي التي أرسلت إلى مصر البضاعة الفاسدة كالأسمدة والبيض ، والمواد الزراعية التي تسبب أمراضا خطيرة ، وهي وراء شبكات الدعارة المتسترة بالسياحة ، من أجل نشر الايدز بين الشباب المصري ، والتي ألقت الشرطة المصرية القبض عليها ، وهي وراء شبكات تزييف العملات بعد تداولها في الأسواق المصرية لضرب الاقتصاد المصري ، وقد ألقت الشرطة المصرية أيضا القبض على تلك الشبكات ، كما أنها وراء شبكات العملاء والخونة ، والتي ألقت الحكومة المصرية على البعض منها وهم يتسترون بالتجارة ، وقصفت إسرائيل معبر رفح من الجهة المصرية في فبراير2009 وفي يناير 2009 حلقت مقاتلتين إسرائيليتين من طراز -F16- في المجال الجوي المصري ، وليبرمان دعا قبل سنوات إلى قصف السد العالي وتدميره وإغراق مصر كلها بمياهه ، ودولة الكيان تحاول الوصول إلى منابع النيل ؛ من أجل التحكم في مياه مصر والسودان ، عن طريف إقامة مشاريع السدود والمنشآت المائية ، وإدارة الموارد المالية في منابع النيل من أجل تحويل مياهه ، تحت ستار استثمارات إسرائيلية ، وهذا هو سر زيارة ليبرمن الأخيرة إلى دول المنبع الإفريقية أثيوبيا وكينيا وأوغندا والهدف من وراء ذلك هو مصر والسودان .
كشف كتاب صدر في ( ابريل 2009 )، أصدره العالم الإسرائيلي أوريئيل بخراخ - ٨٣ عامًا- ( لاحظوا العمر ) ، عن سرقة إسرائيل اليورانيوم المصري من صحراء سيناء ، واستخدامه في تشغيل المفاعل النووي الشهير في ديمونة ، وإنتاج القنبلة النووية الإسرائيلية .
ويزعم العالِم أوريئيل بخراخ أن الفريق الإسرائيلي أجرى عدة أبحاث تبين من خلالها أن احتياطي الفوسفات الهائل في شبه جزيرة سيناء ، يحتوى على كميات لا بأس بها من اليورانيوم ، وانتهت الأبحاث بصدور قرار إسرائيلي بـالاعتماد على هذا اليورانيوم المصري في تشغيل مفاعل ديمونة الإسرائيلي وتم ذلك فعلا .
وما جاء في وثيقة صهيونية نشرتها مجلة كيفونيم ، لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان إستراتيجية إسرائيل في الثمانينات ، جاء فيها : إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة ، على عكس ما هي عليه الآن ، سوف لا تشكل أي تهديد لإسرائيل ، بل ستكون ضمانا للأمن والسلام لفترة طويلة ، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا – كما قالت الوثيقة - .وجاء فيها : إن دول مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها ، سوف لا يكون لها وجود بصورتها الحالية ، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التي ستتعرض لها مصر ، فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى ، إن فكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية في مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة ، التي تتمتع بالسيادة الإقليمية في مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هي وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخي ، إن تفتيت لبنان إلى خمس مقاطعات إقليمية ، يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربي ، بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .وجاء فيها أيضاً : السودان أكثر دول العالم العربي الاسلامى تفككا ، فإنها تتكون من أربع مجموعات سكانية ، كل منها غريبة عن الأخرى ، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية افريقية إلى وثنيين إلى مسيحيين .
وقال ديختر في تصريح له في إحدى الجامعات الإسرائيلية : إن عيون إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة مفتوحة على ما يجرى في مصر ، وهما يرصدان ويراقبان ومستعدان للتدخل ؛ من أجل كبح جماح السيناريوهات التي ربما تتعرض لها مصر، والتي ستكون كارثية بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة والغرب.
أما السودان فصحيفة هآرتس بتاريخ 27/03/2009 ذكرت تفاصيل غارة شنتها طائرات إسرائيلية شرقي السودان على شاحنات محملة بالأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى قطاع غزة في يناير الماضي ( وفق قول الصحيفة ) ، وغارة أخرى شنتها في عرض البحر الحمر على سفينة إيرانية محملة بالسلاح لم يكشف الإعلام عنها إلا القليل ، ثم دخلت نطاق التعتيم الإعلامي ، وتدخل إسرائيل في شئون السودان لا يختلف عليه اثنان ، فإسرائيل تدعم حركات التمرد في السودان بهدف تمزيقه ، كما صرح بذلك عدد من قادة الكيان . فقد صرح آفي ديختر حول الهدف من استهداف السودان يوم 10 أكتوبر 2008، خلال وجوده على رأس الوزارة ، في مقالة له بعنوان : الهدف هو تفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية . قال ديختر : إن إضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام ، واستنزاف طاقاتها وقدرتها هو واجب وضرورة ؛ من اجل تعظيم قوة إسرائيل وإعلاء منعتها في مواجهة الأعداء ، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة ، والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى . وقال : السودان بموارده ومساحته الشاسعة ، كان من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية . كما انه يشكل عمقا استراتيجيا لمصر ، وهو ما تجسد بعد حرب 1967 عندما تحول إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري وللقوات الليبية ، كما أنه أرسل قوات مساندة لمصر في حرب الاستنزاف عام 1968.وتابع قائلا : وعليه فانه لا يجب أن يسمح لهذا البلد أن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربي ولا بد من العمل على إضعافه ، وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة ، فسودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل من سودان قوى وموحد وفاعل ، وهو ما يمثل من المنظور الاستراتيجي ضرورة من ضرورات الأمن القومي الاسرائيلى ، ولقد تبنى كل الزعماء الصهاينة من بن جوريون وليفى اشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين وشامير وشارون واولمرت ، خطّاً استراتيجيا واحداً في التعامل مع السودان هو : العمل على تفجير أزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب ثم دارفور ، وقال : إن إسرائيل نجحت بالفعل في تغيير مجرى الأوضاع في السودان ، في اتجاه التأزم والتدهور والانقسام ، وهو ما سينتهي عاجلا أم آجلا إلى تقسيمه إلى عدة كيانات ودول مثل يوغوسلافيا . وبذلك لم يعد السودان دولة إقليمية كبرى قادرة على دعم الدول العربية المواجهة لإسرائيل . انتهى قوله .
و ما ورد في كتاب وثائقي صدر عام 2003 عن (مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب) للعميد في المخابرات الإسرائيلية : موشى فرجي يحمل عنوان : إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان ( نقطة البداية ومرحلة الانطلاق ) وقامت الدار العربية للدراسات والنشر بالقاهرة بترجمته ترجمة راقية عن اللغة العبرية .وهذه مقتطفات من الكتاب عن جون جارنج (حصل على دورة عسكرية فى كلية الأمن القومي فى إسرائيل), كما يذكر الكتاب أن أهم الخبراء الإسرائيليين الذين تعاملوا مع جارنج هم : رئيس الموساد السابق أدمونى ، وديفيد كامحى صديق المطبعين المصريين من جماعة القاهرة للسلام ، وإيلياهو بن إيليسار أول سفير لإسرائيل فى مصر وأورى لوبرانى . وإيلياهو بن إيليسار أول سفير لإسرائيل فى مصر. وصرح أبو الغيط :هناك نوايا تجاه السودان لأن هناك ثروة فى أعماق الأرض السودانية . صحيفة لوم وند الفرنسية أكدت أن هناك جمعيات إسرائيلية ويهودية أمريكية ظهرت في الآونة الأخيرة ، تهدف إلى مساعدة أهالي أو لاجئي دارفور، وأن معظم اللاجئين في طريقهم لأن يتهودوا ويصبحوا إسرائيليين.وذكرت صحيفة معاريف في عددها 28/4/2009 أن 12 عسكريا صهيونيا متقاعدا ( من كبار الضبط ) سافروا إلى أفريقيا الوسطى لتدريب جيشها .وكشفت مصادر عسكرية بالمعارضة التشادية ، أن الشريط الحدودي بين السودان وتشاد يشهد حركة مكثفة للموساد ، في إطار الدعم العسكري الذي تقدمه الدولة العبرية للقوات التشادية ، تحت غطاء العمل الطبي. وقدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974 م من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان ( مذكرة الأمن القومي 200) ومن أهم افتراضاتها وتوصياتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث ، يعتبر تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ، لأن تزايد أعداد السكان في تلك البلاد ، سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب . انتهى .
الدم العربي والإسلامي لا قيمة له ، والكرامة تتكدس فوق ركام نفايات الجماجم والعظام، إسرائيل ذلك الطفل المدلل عالميا ، هي فوق ما يُعرف بالقانون الدولي ، تعربد وتشن الحروب وراء الحروب ، من السور الواقي إلى الرصاص المصبوب ( وفق تسمياتهم ) ، وما بينهما وما قبلهما من مذابح قبية الأولى والثانية ، ودير ياسين وريشون ، وجنين والفاخورة ، والزيتون و بحر البقر ، ومذبحة اللد وبيت لحم وقلقيلية ، وغزة وكفر قاسم وخان يونس ، والسموع وشرفات وداراس ، ودير أيوب والحرم الإبراهيمي ..... ، وتدمير القرى وحرق المساجد ، وقصف رياض الأطفال والمدارس والمؤسسات المدنية ، واغتيال القيادات الميدانية ، والاعتداء على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس ، وقتل نحو 1500 فلسطيني على مدار 6 أعوام من انتفاضة 87 وحوالي 1450 في حربها الخيرة على غزة ، وضرب المفاعل النووي العراقي والسوري ، وغزو لبنان واحتلال الجنوب ، وتدمير المدن والقرى والمنشآت اللبنانية ، واستمرار عمليات التطهير العرقي التي لا زالت تسير بخطى حثيثة ، ووفق مخططات تخلو من المعوقات في كل ساحات العالم تقريبا ، وما مطالبة نتن ياهو بحصوله على اعتراف بيهودية إسرائيل إلا سعيا من أجل تحقيق تلك الأهداف .
إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود سياسية ثابتة موثقة ، ومن أهدافها إقامة دولة يهودية خالصة على ما تسميه أرض توراتية ، ولا يمكن لأحد أن يعرف حدودها ، لذلك فهي تتوسع باستمرار وبتخطيط ذكي ناجح بدون أدنا معوقات ، ولم يسلم أحد من مخططات وأطماع دولة الكيان ، فقد وصلت تجارتها بالأعضاء البشرية إلى دول أوكرانيا والهند ومصر( هذا ما تم فقط الكشف عنه ) فقد أكد التلفزيون الإسرائيلي صحة التقرير الصحفي الذي سبق ونشره صحفي سويدي حول سرقة الأعضاء من الشهداء الفلسطينيين ، وزرعها في أجساد الجنود الإسرائيليين المصابين . كما أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية سرقة إسرائيليين لأعضاء بشرية من أوكرانيا ومصر واليمن وإفريقيا .
وتجسست على أمريكا ، وباعت السلاح المتطور لبعض دول العالم مثل جورجيا وروسيا والهند ، طائرات بلا طيار لروسيا ، وقمراً صناعياً للتجسس إلى الهند ، وأسلحة متطورة إلى جورجيا ، وقال مصدر في وزارة الدفاع التركية قبل أيام ، إن أنقرة قد ترفع دعوى ضد إسرائيل ، لدى محكمة التحكيم الدولية ، بسبب الطائرات التي اشترتها من إسرائيل، وتقول أنقرة إنها ليست في حالة جيدة . انتهى قول المصدر .
وهي غدة سرطانية تهدد امن واستقرار العالم ، تهيأت لها كل أسباب النجاح ، ومقومات البقاء وعوامل الديمومة ، ولم تسلم من شرها دولة عربية واحدة ، حتى إنها لم تحترم الأردن فقد أعلنت إسرائيل قبل سنوات عبر احد جنرالاتها أن الملك الحالي هو آخر ملوك الأردن ، أنظروا ماذا فعلت ولا زالت بالعراق ، وكيف تحاول كي الوعي العربي ونشر ثقافة الاستسلام ، وكيف تتدخل بشكل أو بآخر بخصوصيات معظم دول العالم تحت أغطية مختلفة ، منها الإنسانية ومنها الطبية ومنها الخدماتية ... .
المنظمات اليهودية تنشط في كل مكان في العالم ، وتستدر عطف شعوب وحكومات العالم، وتغسل الأدمغة وتزيف الحقائق ، ودولة الكيان تزداد قوة يوما بعد يوم ، ويزداد العالم احتراما وتأييدا لها وتعاطفا معها ، وقد نجحت الأدمغة اليهودية في كل ما تصبوا إليه وتريده ، الأدمغة اليهودية تعمل وتخطط ليلا ونهارا والعرب والمسلمون في غفلة نائمون ، فإسرائيل ووفقا لدراسة ميدانية نُشرت ، وكشفت عن ذلك معظم التقارير الإستراتيجية الدولية ، هي الدولة الأولى في العالم في مجال النشر العلمي مقارنة بنسبة السكان ، فعدد العلماء الناشرين للبحوث العلمية في هذا الكيان اللقيط بكل مرارة 711% لكل عشرة آلاف نسمة، فيما نسبة أمريكا لا تتجاوز 10 %، وفي إسرائيل حاسوب لكل طفل ، و عدد مستخدمي الإنترنت فيها خمسون ضعفاً بالنسبة لمستخدميه من العرب ، أما نسبة الكتب المترجمة من لغات العالم إلى العبرية فتصل إلى 100 كتاب لكل مليون إسرائيلي، فيما لا تتعدى3 في العالم العربي فقط لكل مليون عربي .
إسرائيل تصرف 2500 دولار على تعليم الفرد مقابل 340 دولارًا عند العرب، وحجم الإنفاق على التعليم عند إسرائيل حوالي 7% من الناتج القومي مقابل 5% في أمريكا و4% في اليابان، وهناك 1395 عالمًا وباحثًا لكل مليون من السكان مقابل 136 لكل مليون في الوطن العربي، وتخصص إسرائيل أكثر من ستة مليارات دولار للبحث العلمي بما يوازى أربعة ونصفا في المائة من الناتج القومي، أما الوطن العربي مجتمعاً فيخصص مليارًا ونصف المليار تقريباً أي أقل من ثلاثة من عشرة في المائة من ناتجه القومي . والإسرائيليون في فلسطين 6 مليون نسمة ، سجلوا 1882 اختراعا. بينما العرب 300 مليون وسجلوا فقط 173.
ودولة الكيان تزداد عنجهية وغطرسة بدون رادع ، وحدود الكيان مع العرب آمنة ، وتجارته تصل إلى جميع الدول العربية والإسلامية تقريبا ، إن لم يكن كلها بطريقة أو بأخرى ، والدم العربي لا قيمة له ، بينما الدم الغربي أو اليهودي تقوم الدنيا ولا تقعد من أجله ، وانظروا موقف القضاء الأمريكي واليهودي من جنودهم بعد أن يقوموا بالذبح والتنكيل بالأبرياء في العراق وفلسطين وأفغانستان ، تبرئة لا شك فيها كما حدث في الآونة الأخيرة ، أسرانا لا كرامة لهم ، وجندي يهودي واحد أسير تتدخل من اجله دول كبرى ، أرض العرب والمسلمون وخيراتهم ومواردهم مستباحة ، كما هي كرامتهم إن بقي لهم منها شيء ، دماؤنا عندهم رخيصة وأرواحنا في ثقافتهم هي الهدف فالعربي الجيد عندهم هو العربي الميت . فكيف سيواجه العرب والمسلمون تحالف قوى الماسونية العالمية ؟ كيف سيواجهون الهوان والضعف والإهانة المستمرة ؟ كيف سيواجهون الهجمة الصهيو أمريكية وتحالفها الدولي ؟ كيف ستواجهون نظاماً عربياً متآمراً ؟
حقوقنا مسلوبة من سبته ومليلية في المغرب ، إلى عرب إستان والأهواز والعراق في المشرق ، مرورا بالاسكندرونة والجولان وفلسطين وغور الأردن وأم الرشراش المصرية ( إيلات حالياً ) ، ووصولا إلى الصومال وجزر أبو موسى وطمب الكبرى والصغرى ؟ وحالة غير مسبوقة من الانحطاط والتردي والضعف والهوان .
هذا هو الوطن العربي الذي تبلغ مساحته 14 مليون كم مربع، وسكانه 300 مليون نسمة فما بالك بالعالم الإسلامي ؟ انقسامات وشرذمة وخلافات وصدامات ، حتى إن أحد القادة العرب دعا يوما إلى ضم إسرائيل إلى جامعة الدول العربية . فلا أمل في النظام العربي الرسمي ، ولا في الرباعية الدولية ، ولا في دول السوق الأوروبية المشتركة ، ولا في الولايات المتحدة الأمريكية ولا في غيرها ...... فقد سقط الرهان كما سقط القناع ، ولا كرامة إلا من فوهات البنادق .
أيها العرب والمسلمون المغلوبون والمقهورون والمستضعفون في كل مكان : قاتلوا أعداءكم ... انتفضوا من ضعفكم... قاوموا عدوكم ... حطموا القيود من حولكم ... اغضبوا لكرامتكم ... سطروا ملاحمكم ... امضوا بمسيرة دمائكم ...جسدوا إرادة كرامتكم ...رُدوا على تركيعكم ... اقبضوا على سلاحكم ... رسخوا عزتكم ...اصمدوا أمام أنظمتكم... اصبروا في مواجهتكم... اثبتوا على طريقكم ... تحرروا من عبوديتكم ...هبوا... ثوروا... لا تنقادوا إلى المذابح بأيديكم ، فحياة ساعة بكرامة خير من حياة ألف سنة بذل وهوان ، أرضعوا أطفالكم العزّة ، وعلموا شبابكم كيف تكون الرجولة والحياة الكريمة .
لا عدلَ إلّا إنْ تعادلتْ القُوى وتَصادَمَ الإرهَابُ بالإرهَابِ
لا نامت أعين الجبناء ....