أمي .. قرة عيني
لا أعرف يا أمي من أين أبدأ .. وما الكلمات التي أنتقيها لترقى إلى مقامك العالي .. وما العبارات التي تلامس شفافيتك وصفاء قلبك الطاهر .. فهل يسعفني القلم ؟ وهل يحدوني الأمل الذي أرجوه في كتابة بعض ما يكنه قلبي المتضرع إلى رضاك ؟ وهل تساعدني أناملي الخجلى في خط ما يمليه علي فؤادي تجاه عظيم معروفك وطيب إحسانك ؟
أمي الحنون :
أكتب إليك كتابا خطه حبي واحترامي لك من صدى قلبي الذي نعم وما زال بدفء محبتك لي ، كل عام أمي يحتفل الناس بيوم الأم ، ولكن كيف يكفيك يوم واحد أشكرك على ما فعلتيه من أجلي ؟ كيف أكتفي بزهرة أقدمها لك وقد ذبلت ورود عمرك في رعايتي والاهتمام بي ، وقطفت ريحانة عافيتك لتهديها لي كي أمنح حياتي نسمة من شذاها ... كيف أكتفي ببضع كلمات لأعبر بها عن امتناني ، وأنت التي سطرت كتاب حياتي ، وكنت لي نعم قدوة وخير دليل يأخذ بيدي نحو طريق الخير والسداد ، كيف ألخص فحوى حبي لك في يوم واحد وأنت التي أهديت ضياء عينيك لأبصر الطريق القويم .. وسهرت لأنام ، وعانيت لأرتاح ، ومرضت لأتعافى ، أم كيف أتناسى دموع عينيك وقسمات وجهك التي كانت تنطق بالجزع والهلع إذا مرضت أو إن أصابني سقم أو مكروه ؟
أماه : ما رأيت أشمل من عينيك تحتويني في لحظات .. ولا أطيب من قلبك الذي لا يستطيع الصمود أمام إلحاحي ودموعي ،، فأنت أمي النبع الرقراق المتدفق الذي لا تنضب مياهه على مر الحقب والأزمان ، فكنت ولا تزالي الشجرة التي تجود بثمارها بدون ضيق أو ضجر .
والدتي .. حبيبة قلبي .. حسنة أيامي .. أميرة مشاعري .. ملكة إحساسي : تعجز السطور عن الوفاء بحقك الذي عرفته منذ أن قرأت القرآن الكريم ووعيت سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما وصانا بك خيرا في أكثر من موضع وحديث .
أيتها الغالية :
يا لقلبك الرقيق الذي تحملينه بين جوانحك ، قلبا شافقا ، وبتوحيد الله ناطقا ، وبحب كل من حوله خافقا ، قلبا يسع العالم بأكمله ،، ويا لأخلاقك الرفيعة التي أسقيتني إياها منذ نعومة أظافري ولازلت ، فأنت مدرستي الأولى التي نهلت منها حتى ارتويت علما وأدبا ، فتبوأت بفضلك الذرى والقمم ..
أمي الرؤوم :
تظلين دائما وأبدا البحر في أحشائه الدر كامن ، يرده القاصي والداني ، تزخرين بأنبل معاني الحب والعطف و الحنان ، فمنذ أن أبصرت عيناي الدنيا وأنت أمي تكدحين ، تحملت تعب الحمل تسعة أشهر وهنا على وهن ، ثم قاسيت آلام وأوجاع الولادة ، ولم تتواني لحظة واحدة كي أنعم في ظل حبك بالهناءة والسعادة والفرح .. ولم تكتف بذلك بل صارت دعواتك ترافقني أينما وحيثما كنت ... انقضت الأيام والشهور والسنون ، كبرت وترعرعت ، وروعك لا يزال لا يهدأ حرصا وخوفا منك علي
حبيبتي :
لا يسعني بعد هذا كله إلا أن أشكرك جزيل وخالص الشكر أمي ، أدرك بأنه لن يوفيك حقك ، ولن يجازيك ، كما أدعو الله العلي القدير أن يرعاك ويحفظك ، وأن يظل حضنك ملاذي في الشدة والرخاء يحميني ويشفق علي إن تربصت بي الأخطار في معترك الحياة ، وأن يبعد عنك كل سوء وشر ، فأنت يا أمي تستحقين الخير جله .. أدامك الله منارة تتألق مع تعاقب الليل والنهار ، فلا حياة لي بدونك ، ولا عوض لي سواك.
امى اكتبت اليكى هذه الرساله والدموع تجف من عينى ...فارحمى قسوه قلبى واعذرى جفاء عينى.
يا مااااه لو مره خطيت سامحينى ولا تزعلى . الجنه يااماه تحت أقدامك..