السلام عليكم.. أنا مش عارفة أبدأ منين بس من أسبوع واحدة من أصحاب ماما قالت لها أنا عايزة أجوّز ابني لبنتك، وطبعاً الست دية لا هي ولا ابنها يعرفوني، المهم جت عندنا البيت هي وابنها وبنتها وأنا خلال المقابلة قدرت أقرأ نظراتهم (أختي حلوة وبيضا وأرفع مني، وأنا شكلي عادي وسمرا) يعني الناس قالت ناخد البيضا أحسن، على فكرة الكلام ده مش من وحي خيالي ده الكلام اللى الست قالته لأمي صراحة، في اليوم اللي جت فيه الست وبنتها وقالت لماما الكلام ده وإنها عايزة أختي، لقيت بنتها بتنادي على أختي وقعدت تتكلّم معاها بصوت منخفض، أنا طبعاً كنت فاهمة الحوار.
اللي زعلني أوي حركة البنت دي إنها وأنا قاعدة طلبت من أختي إنها تقعد جنبها عشان تقول لها حاجة، وهي مش معترفة بوجودي كأني كيس جوافة، أنا مش فارق معايا ابنها يتجوّز أختي ولأ أنا، المهم عندي إن أختي تتجوّز وابنها أصلاً مش فارق معايا في حاجة، أنا حتى لو شفته في الشارع مش هاعرفه، بس موقف أخته أحرجني بجد، واليوم ماما قالت لي على واحد كان متقدّم لي قبل كده وأنا رفضته مرتين؛ لأني مش حاسة بيه، مش حاسة إني متقبلاه، أنا دلوقتي عندي 25 سنة، وبصراحة أنا مش حلوة بمنظور الناس اللي مش بتشوف إلا المنظر الخارجي، أنا دلوقتي مش عارفة أوافق عليه وتكون جوازة والسلام؟!! ولّا أرفض وأقعد أندب حظي؟!! أنا فعلا مش متقبلاه ساعدوني آخد القرار.
السلام عليكم.. مشكلتك صديقتي أنك حساسة جداً وتقيسين المسائل بمقياس الناس رغم أنك أعقل وأكثر حكمة منهم؛ بمعنى أن من تعرف أن الجمال ليس جمال الشكل المنتهي بالسن والتجاعيد أو -والعياذ بالله- الحوادث، والأمراض. وأن الجمال كما تقولين بالضبط جمال الروح والقلب والعشرة والإحساس بالآخرين..إلخ مواصفات الخلق الطيب الذي يحبه الله عملا بالحديث الشريف: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
لذلك صديقتي أعتب عليك بعقلك وحكمتك أن تتأثري بموقف بنت صديقة أمك التي انفردت بأختك لتتكلّم معها عن خطبتها لأخوك، فهذا موقف عادي ولا تقصد منه هذه البنت إلا مراعاة شعورك، فأنتِ على ما أعتقد أكبر من أختك هذه. كذلك أعتب عليك أن تتصوري أن البياض والرفع وما عليه أختك هو سبب اختيارها للزواج من ابن صاحبة أمك، فهذا اتهام لأختك بأنها مثل عروسة المولد شكل من غير مضمون.
أما قصة الشاب الذي تقدّم لك مرتين ولم توافقي عليه لأنك غير متقبلاه، يعني لم تشعري ناحيته بإعجاب أو حب، فلي في هذه القصة رأي أرجو أن تتفهميه قبل أن تقبليه أو ترفضيه. لو كان هذا الشاب على دين وخلق وابن ناس طيبين ممكن العيش معهم دون مشاكل، ولديه عمل طيب يمكّنه من فتح بيت في مستوى بيت أهلك.. فهذه ميزة تتقدم على الإعجاب والحب الذي يمكن أن يأتي بعد ذلك بالعشرة الطيبة والمعاملة الحسنة.
وإذا كان هذا الشاب معجب بك لدرجة أن تشاركيه في قلبه وفي بيته وفي حياته بحلوها ومرها لدرجة التقدم ثلاث مرات.. فهذه ميزة أخرى توافق المثل الذي يقول: خدي اللي يحبك.. مش اللي أنت تحبيه. وإذا كانت أمك ترى أنه صالح لأن يكون شريك حياتك وتقبله وترحّب به فهذه ميزة ثالثة على طريقة "يا بخت من ترضى حماته عنه".
باقي مسألة مهمة، الزواج صديقتي لا يكون أبداً لإنهاء موقف أو غصب عن الشاب أو الفتاةـ فكما يقولون "كله بالخناق إلا الزواج فبالاتفاق"، بمعنى أنه يمكن أن تقبلي هذا الشاب كخطيب وتنظري في فترة الخطبة على عيوبه ومحاسنه؛ يعني تعطي نفسك فرصة من قريب لتعرفي هذا الشاب الذي تقدّم لك ثلاث مرات مع إن البنات أكتر من عددهم ما فيش.
وافقي على الخطبة.. واحكمي عليه من قرب.. عسى أن تكتشفي فيه ما يعجبك، أو تتأكد لك وجهة نظرك.