السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... أنا عندي مشكلة، وهي إني مش عارفة أحكم على تصرفاتي هي صح ولا غلط، ناس قريبيين مني جداً يقولوا لي إني اتصرفت "غلط"، وناس تانية قريبين جداً بيقولوا لي على نفس الموقف إني اتصرفت "صح"، طيب أنا ما بقيتش عارفة أحكم على تصرفاتي، فيه حاجات باعملها وحاسة إنها صح، وكتير بيؤيدوني في موقفي؛ فييجي ناس تانين ويغلّطوني، وخدوا عندكم إحساس بيموتني إني ممكن أكون ظلمت حد بتصرفي الخطأ أو إني ممكن أخسر حد بسبب موقف خدته مع إني باكون مقتنعة بيه في الأول.
أنا مش عارفة هي دي عدم ثقة بالنفس ولا إيه؟ وهل معنى الثقة بالنفس إني آخد موقف ولا أبالي بآراء الناس، وإذا فعلت ذلك؛ فمن يقومني؟ وكيف أعرف إن الصح صح والغلط غلط، صدقوني أنا بجد في مشكلة عندما عجزت عن حلها اكتأبت، وبدأت اسأل الله أن يريني الحق حقاً، ويرزقني اتباعه، وأن يريني الباطل باطل ويرزقني اجتنابه، وأرجو أن تقبل هذه الدعوة ادعوا لي لأني إنسانة عندي ضمير ما بينيمنيش على أقل شيء وإنسانة بقيت أخاف آخد موقف وقريب هأكون لا شيء سلبية بلا معنى، أو هأكون إنسانة حادة يصعب التعامل معي، وفي الحالتين أنا الخسرانة.
nodaaa
صديقتي العزيزة لقد أوجزتي حل مشكلتك في هذا الدعاء الجميل، والذي أرجو من الله أن يتقبله منك.. فالحق والباطل والصواب والخطاً دائماً ما يفصل بينهم خيط رفيع والإنسان التقي القريب من الله هو وحده الذي يستطيع أن يميز هذا الخيط ويفرق بين الصواب والخطأ برحمة الله وهداه..
ولكن لا يوجد على وجه هذه الأرض من هو معصوم من الخطأ فكل ابن أدم خطّاء؛ فهذه هي طبيعة البشر ولكن علينا دائماً السعي لتجنب الوقوع في الأخطاء التي تغضب الله سواء كانت في حق الآخرين أو في حق أنفسنا..
إلا أن هناك بعض الأمور أو المواقف التي نقابلها في حياتنا لا يمكن أن يكون الحكم فيها بهذه المباشرة والبساطة بأن نقول أن هذا خطأ أو هذا صواب... ولكن الأمر يرجع في بعض المواقف إلى طبيعة الموقف نفسه والأشخاص المرتبطين بهذا الموقف؛ فمثلاً هناك بعض الأشخاص الذين يحتاجون لردود فعل قوية حتى ينتبهوا لتصرفاتهم معنا، وهناك أشخاص آخرين من الممكن أن نسمح لهم بتجاوز بعض الحدود على حسب درجة قربهم منا وتقييمنا الشخصي لهم وإذا كان هؤلاء الأشخاص سيقدرون سماحنا لهم ببعض التجاوزات أم أنهم سيعتقدونها حقاً مكتسباً لهم..
أما بالنسبة لحكم الناس على تصرفاتنا وردود أفعالنا وتقييمهم لها إذا كانت صواب أم خطأ؛ فمن الضروري جداً أن نستمع لهم ولكن ليس من الضروري أبداً أن نتأثر به او نصدقه كله؛ فلابد أن نرجع الأمر دائماً لقناعتنا الشخصية والتي تختلف من شخص لآخر ومن موقف لآخر..
وعلى أساس كل ما سبق أرجو منك صديقتي العزيزة أن تريحي نفسك من عذاب الضمير طالما أن كل تصرفاتك لا تتعدى حدود الله ولا تؤذي الآخرين، وأن تكوني واثقة دائمأ في تصرفاتك، وأن تزيدي من هذه الثقة باستماعك للآخرين وتقييم آرائهم بينك وبين نفسك لتحصلي في النهاية على القرار أو التصرف الصحيح.. وأدعو الله لكِ أن يرزقك حسن التصرف دائماً.