® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2023-03-01, 11:25 am | | فيلم "The Good Nurse " " الممرضة الصالحة" بطولة جيسيكا شاستاين و إيدي ريدمان و إخراج توبياس ليندهولم .. والمأخوذ عن قصة حقيقية من كتاب للصحفي والكاتب الأمريكي "تشارلز جريبر" عام 2013 عن جرائم القاتل المتسلسل " تشارليز كولين" المتورط في قتل 400 مريض داخل مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 1998 _2003 بحقنهم بالأنسولين عبر المحلول الملحي المعلق .. فقد استطاع تضليل العدالة ل16 عاما مع تكتم المستشفيات التي عمل بها على جرائمه والاكتفاء بطرده بسبب خضوع تلك المستشفيات للجشع والرأسمالية والخوف على سمعتها وإغلاقها والتحفظ على أموالها.. إلى أن التقى بآيمي الممرضة الصالحة بإحدى المستشفيات التي تم تعيينه بها حديثا لتنشأ بينهما صداقة قوية يتعاطف خلالها تشارلي مع ظروف آيمي بسبب اعتلال قلبها الذي كان يعيقها عن العمل وتكتمهما الأمر حتى لا يتم طردها من المشفى قبل حصولها على تأمين صحي يخول لها إجراء جراحة دقيقة بالقلب .. ساندها تشارلي بمنتهى المروءة وجلب لها أدوية القلب من مخزن الأدوية الخاص بالمشفى دون علم الإدارة وتعاون معها في رعاية ابنتيها حتى تكررت وتواترت جرائمه في الخفاء مع مرضى العناية المشددة وفتح التحقيق واتجهت الشكوك نحو تشارلي فاتبعت المستشفى نفس نهج سابقاتها لكن شجاعة آيمي في مساعدة الشرطة وتقديم الأدلة كانت السبيل الوحيد الذي قاد تشارلي إلى مصيره وضبطه ومحاكمته مع صدمتها البالغة فيه كصديق طيب ونبيل .. ما أثار انتباهي في الفيلم السبب والدافع الذي نطق به تشارلي عندما واجهته آيمي في محبسه ليعترف بعدما خضع للتحقيق و أحبط المحقق الذي قدم لتشارلي وبشكل إنساني كل ما يمكن تصوره من دوافع تدفع به لكل تلك الجرائم فتارة يقول له كنت تنتقم من شخصية زوجتك وتارة أمك مشيرا بين السطور إلى عقد الطفولة لديه متخيلا أن الضحايا من النساء فقط ..ثم توالت الدوافع المطروحة والتي أصر تشارلي على إنكارها بلا استثناء حتى صرخ في المحقق بصورة هذيانية أنه لا يستطيع إخباره بالسبب .. تفاجأ المحقق بأن ملف تشارلي حمل جرائم ضد الرجال أيضا مما زاد من ارتباكه وكل فريق التحقيق ..لقد كنت كمشاهد بانتظار الإجابة لاسيما و أن القصة واقعية .. لكنه استحوذ على دهشتي كاملة حيث لم تكن لديه إجابة وافية منطقية لكن ما تفوه به كان أبلغ من أي إجابة أخرى ينتظرها المشاهد تفي إدراكه بالغرض.. إجابة حرثت وحصدت من رأسي آلاف الأفكار حتى أني أعدت مشاهدة الفيلم لمرة ثانية والبحث عن الكتاب قال " لم يكن هناك سبب ..فقط لم يردعني أحد!" "لم يردعني أحد!" .. وعندما سئلت آيمي "الشخصية الحقيقية" عن تحليلها لدوافعه كما تراها من وجهة نظرها لقربها منه قالت "أنه كان بحاجة لمن يراه بطلا وكان القتل على ما يبدو بالنسبة له يحقق متعة ما عظيمة". "لم يردعني أحد" كانت جملة قوية تحمل طيات دراسة كاملة قام بها ماسلو عام 1972 في كتابه" مسالك جديدة في علم النفس" والتي أضاف بها أبحاثا جديدة لنظريات فرويد و أدلر في دوافع الجريمة بعدما دون مستويات هرم الإحتياج الإنساني حيث أضاف المستوى الخامس وهو الإحساس بالهيمنة والقوة والتحقق على غرار حياة القرود التي كانت عينة بحثه .. ويذهب بنا "إرنست بيكر " في كتابه "إنكار الموت" إلى أن أهم دافع من دوافع البشرية هو دافع البطولة.. هذا الدافع الذي يُلهم أغلب القتلة "المتسلسلين بخاصة" في قالب طفولي قهقري أناني مُلح .. يدور فيه القاتل حول ذاته بشكل هيستيري لا ينازعه فيه آخر أيا كان .. سمى "ماسلو" تلك الجرائم بجرائم الإحساس بالقيمة وإن كانت القيمة بإزهاق الآخر .. يكرر لسان حال صاحبها "نعم أنا قادر .. انا موجود" .. لكن الروائي العظيم "أندريه جيد" في روايته "كهوف الفاتيكان" عام ١٩١٢ صاغ فكرة "القتل أو الفعل المجاني " بلا دافع سوى الرغبة في الفعل ذاته وتجريبه.. ليخرج بعدها هذا التصنيف الغريب إلى النور في "موسوعة القتل" ومجلة "التحري الدقيق" والتي حملت آلاف الجرائم متعددة الدوافع والأسباب والأنماط .. بينما كان المفكرين والفلاسفة ورجال علم النفس والتحقيق والشرطة أنفسهم لم يأخذوا حقيقة كتلك على محمل الجد البتة حيث أن النفس البشرية جُبلت على الاعتداد بالقرائن والأسباب حتى وإن بدت غير صادقة ومن هنا يُفند القانون .. هناك أيضا ما يسمى "بآلية الحلقة المفرغة " التي يدور فيها القاتل في جزء مطموس من ذاته ويستسلم لمراحلها التصعيدية في اللاوعي كالصعود على درج يصطدم في نهايته برائحة الدم لتحقيق النشوة وهدوء الفورة .. تماما كما قدمها "ديستويفسكي" في روايته الشهيرة "الجريمة والعقاب".. ""لم يردعني أحد" ببساطة هي الطريق المفتوح لكل جريمة مادية أو معنوية وتكرارها بدم بارد .. ونلحظ هنا أن كل القيم الإنسانية لم ولن تشكل رادعا البتة.. حتى نبل الآخرين و إحسانهم لا يشكل مدعاة للتراجع حيال فكرة ضاربة في عمق الأنا وسحق الآخر .. الردع هنا معني بالعقاب المؤذي "الإيلام" وحسب ..العقاب الخاضع للسيطرة والتوقيف .. "لم يردعني أحد" هي الدافع الصادق والجوهري لكل جرائم البشرية . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
| |
® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2023-03-01, 11:26 am | | | |
| |