"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" سورة يونس
من هو الولي؟ هو الذي أخلص لله قلبه وعباداته ..ظاهره وباطنه..هو التقي في الخفاء والعلن .. يعبد الله كأنه يراه أي يراقبه في القول والفعل.. الأولياء هم أهل الإستقامة .. الذين يتبعون ما أنزل الله ويتبعون النبي صلى الله عليه وسلم..صفاتهم وشروط صلاحهم في القرآن وأفعالهم واضحة كما بينها الله
الكرامات هي علامات "فوق العادة"من الرضا يبديها الله لهؤلاء المتقين للتثبيت ولا تتسنى لكل الناس ..تكون بينهم وبين الله كاستجابة الدعاء بسرعة أو فتح في أمر ما .
الصوفية في معناها الحقيقي هي رقة القلب عن معرفة الله والوصل الدؤوب معه والاستغناء به والزهد في الدنيا ..الإخلاص والحب دون اتخاذ مظاهر أو تمييز على الخلق بالرياء
للتوضيح .. الولي الحقيقي الذي يحبه الله ويعادي من يعاديه لا يفتتن بالكرامة التي أظهرها الله له فينشغل بها عن الطاعة وعن الله أو يغتر بها لأنه يعلم تماما أن الله يحول القلوب متى وأنى شاء ..كما أنه لا يتحدث بها ذهابا وإيابا ليشير بها إلى أفضليته ..فهو دائما في خوف ورجاء من الله وكلما أظهر الله له علامة رضا ازادد شفقة على نفسه..فهو في سريرته يظن نفسه دائما أقل العباد وصلا وأكثرهم ذنوبا
منذ زمن طويل كنت أبغض كل هؤلاء من أصحاب الطرق لأنهم قبلوا أن ينزلوا أنفسهم منازل الأنبياء بالإدعاء بأنهم مرسلين من الله ورسوله بتبليغ الناس بأمور خاصة أظهرها الله ورسوله لهم وحدهم فكذبوا على الله ورسوله وحرفوا العلم وأساءوا إلى الدين وجوهره وهدفه وغرتهم أنفسهم بكثرة الكلام والأهواء والتفاف الناس والتماسهم للنور الذي يدعونه حتى أخذتهم العزة بالإثم بأنهم أصحاب الفضل واليد العليا فوق إيمان الناس وتقواهم .. فمشوا بين الناس يدعون رؤى النبي وظهوره لهم وقوله _حاشاه صلى الله عليه وسلم_ بتبليغ أمور جديدة وشرحها للناس !!
هل ترك رسول الله ﷺ أمرا لم يشرحه أو يوضحه للناس فتركه للتبليغ بعد وفاته من ١٤٠٠ سنة وهو القائل " إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني". ؟!!
هل كتاب الله لم يكن وافيا بشريعته ووصاياه وبيانه للناس وهو القائل سبحانه في محكم تنزيله " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" ؟!!
كم الخرافات والإدعاء والاغترار والافتراء على الله ونبيه واللغط والثرثرة التي أثاروها في نفوس الخلق بحكايات ما أنزل الله بها من سلطان.. هؤلاء الذين يدعون بشيوخ الطرق ليسوا من الله ومن الإسلام في شيء حتى فتنوا الناس في دينهم وإيمانهم واسترهبوهم حتى قدسوهم وانشغلوا بهم عن حقيقة وجوهر القرب من الله ورسوله فتنحوا عن الإتزان والوسطية واتبعوا المغالاة وملازمة المظاهر المريبة وصاروا كالفراش حول النار يحترقون ولا يبالون ..
من إذا هو العالم الفقيه؟.. هو الذي بلغ الأمانة عن رسول الله يشرح للناس ويفسر لهم أحكام الله في الذكر الحكيم وسنة نبيه ويرشدهم بالتبليغ بما أظهره الله لخلقه في الذكر الحكيم "القرآن الكريم" وما يلتبس عليهم من أمور دينهم وتفسير سنة النبي صلى الله عليه وسلم بما ظهر سابقا ويوافق ما نزل من الكتاب تفصيلا وإلماما وليس التألي على الله والاستحواذ على فطرة البشر بأنهم أخيار الخلق.. والبعد عن يقين التوحيد إلى شخوصهم وذواتهم يبارزون الله بإسمه.
ما الذي يفعله هؤلاء ؟ من أين واتتهم هذه الجرأة على الله ودينه ..وبأي حق اصطفوا لأنفسهم كل هذا التبرك والتفويض من الله وصكوك الجنة ؟! ما سمعنا بهذا الكذب في صحابة رسول الله أبدا ولا آل بيته الأطهار الطيبين والله ورسوله منكم براء..
والله لا يفضح عبده أبدا من أول مرة مصداقا لقصة المرأة التي هرولت لعمر بن الخطاب ليعفو عن ابنها الذي سرق فقالت له إنها أول مرة يا أمير المؤمنين فقال لها كذبت فالله لا يأخذ عبده من أول مرة .
نستغفر الله ونستعيذ به من فداحة تلك الفتن ..نعتذر لك يا حبيبي يا رسول الله ممن انحرفوا عن مسارك ونهجك ومن سبقك من الأنبياء والمرسلين .. وصدق الصديق أبو بكر حين قال "بُليت بأربع ..نفسي والدنيا والشيطان والهوى"
وقول الله "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم ".
وقول نبيه الكريمﷺ "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء"
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا أنت ولينا في الدنيا والآخرة وحسبنا الله ونعم الوكيل .