مدد ياباتع السرّ يا أبا عمّار
ها أنا أطوف حول مقامك ياكعبة الأسرار
أحاول تجسيد الذكرى بمخيّلة تساقط عليها ماء العمر
فلم تزهر واشتعلت بركانَ نار !!!
لكنّ مطرا غامضا تساقط من سمائك على أرض روحى
فاهتزّت ورَبَتْ ومن مقامِك اقتربَتْ !
كنتُ طفلا عندما أخذتنى أمىّ إلى هناك لأتبرّك وأتبارك بك!
وفى غمرة تدافع النساء والنذور
واختلاط الدعاء بالغناء
وامتزاج دخان الشيشة بالبخور
كنت أحدّق فى مقامك مشدوها ومشدودا إليك بمغناطيسٍ حىٍّ يجذبنى إلى أعلى
مغناطيس صوفىّ خلّصنى من جاذبية الأرض والأشياء وغمرنى بجاذبيّة قطب الأقطاب
وجعل روحى تدور فى مدار الجلال!
كنت أقلّب النظر فى مقامك و خلوتك التى تزاحمت بالوافدين والخاوين
خلوتك التى كانت فى الماضى متسعا لخلاء روحك وخُلوِّك بنفسكَ
حيث يستضيفها التأمّل على طاولات السماء
فتناجى الملأ الأعلى وتنصت لحديث الكواكب والنجوم!
كانت أسئلتى تضرب فى فزع الروح والإجابات دخان شيشة يتصاعد من أفواه مريديك
لكنّى أحببتك حقا حين حكت لى إحدى قريباتى عن رؤيا أقسمت أنّها رأتك فيها
وأنّك سألتها عن الشيخ محمد عيسى وأمرتها بالذهاب إليه !!!!
لم أتعمّق فى تأويل رؤياها بل اكتفيتُ من كلامها بذكرك لهذا الشيخ!
وتساءلت وكان السؤال جوابا شافيا لكلّ أسئلتى السابقة
لماذا ذكرت هذا الشيخ تحديدا ولم تذكر أحدا من مريديك ؟
مريديك المتراقصين كل عام فى يوم مولدك
المتراقصين على إيقاع طبولهم وعقولهم المفرغة الجوفاء
مدد ياباتع السرّ يا أبا عمّار