رأيتها صدفة بعد خمسة عشر عاما
كانت واقفة فى السوبر ماركت تشترى أشياء بسيطة تنمّ عن شظف العيش
وحولها أربعة أطفال يتساقط البؤس من وجوههم ينادونها ياماما
تأكّدت أنها هى حين نادتها البائعة باسمها.....
تأمّلتها جيّدا وأطلت النظر فى وجهها الذى طحنته رحى الأيّام
نعم إنّها هى الفاتنة االأولى كيف لى أن أنساها ولازالت قسمات وجهها الأوّل محفورة فى ذاكرتى ووجدانى
إنّها الشمس التى تنازلت عن عرشها فى السماء وجلست على دكّة خشبيّة بجوار النافذة فى فصل 3 رابع بنات
كنت أودّ أن أقول لها إنها شمسى وإنّ نهارى لا يشرق إلا إذا أطلّت صدفة من نافذة الفصل ورأيتها
كنت أختلس النظر إليها وأملؤ روحى بأشعّة جمالها لأمتلئ حماسا وحبّا للمدرسة
كانت فاتنة بحق جعلت من التلميذ شاعرا يفقه الحب
كنت أحب تحيّة العلم لأجلها كانت بلادى وحبّى وفؤادى
كنت أنظر نحو مدرستها المقابلة وأرى وجهها مرسوما على علم المدرسة حين أهتف بالنشيد الوطنى

أحببتكِ منذ الإعدادى
وكتمت غرامكِ بفؤادى
قد كان جمالكِ معجزة
خلعت من قلبى أوتادى
قد كنتِ لقلبى موطنه
قد كنتِ نشيدى وبلادى
وهلال جمالك إن ظهرا
هلّت بفؤادى أعيادى
وإذا ما حيّيتُ العلما
فكأنّى لعينيكِ أنادى
وإذا لمحتنى عيناكى
أتأنّق كالطّير الشادى

ياندا الروحُ دنت منكِ
ودنا الورد من الورد
وجرى الفرح على خدّى
يدكِ  ارتعشت فى كفّى
روحى مدّت راحتها
صافحت القلب مع اليدّ