® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2022-01-31, 2:47 am | | حدثنا المتيم ابن ولهان
قال بلغت الخامسة والثلاثين ولم أزل فى زمرة العزاب المساكين ولم أطأ بساط النعيم ولم أقعد مع الحريم. فلما هلت عطلة الأزهر وفرغنا من الجهاد الأكبر عزمت على التفسح والتمسح, فلبست جبة من الجوخ السلطانى وقفطانا من القطن الحمصانى وشالا من الشاش النعمانى وحذاء يقال لجلده أمريكانى. وخرجت الى ميدان الأوبرا أتطلع الى النساء وأنتقى لى منهن خنساء, فلم أر إلا خواجات وهوانم لا يرغبن فى مجاور ولا عالم. فقلت لنفسى: عليك بالأحياء الوطنية مثل حى الغورية فهناك يحن الجنس الى الجنس وتكمل المعرفة ويتم الأنس:
يأبى النساء اللابسات خلاخلا
الحاملات مقاطفا ومناخلا
والضاربات صدورهن تعجبا
والآكلات مدمسا وفلافلا
والقاصدات محاميا ومحاكما
والقائلات البخت أضحى مائلا
هن اللواتى يحترمنى مكانتى
ويخلننى فى القطر شيخا هائلا
فوقفت عند موقف الترام ونقطة الازدحام فمرت امرأة لها كفل مهول فمشيت خلفها أقول:
أيها الردف الذى قد عظما وعلا جدا وفاق الهرما
يتهادى يمنة أو يسرة تابعا فى حالتيه القدما
كلما سارت به ربته أظهر الطيش وأخفى الحلما
كيف يلقاك محب واله برح الشوق به فاحتلما
فمشيت على طول ولم تفهم ما أقول. فرجعت الى موقف الترام حيث نقطة الازدحام فمرت امرأة ثانية لها ساق سبحان الخلاق فمشيت جنبها وأنا أقول:
أيها الساق الذى قد دملجا وتحاشى حجله أن يخرجا
يتهادى يمنة أو يسرة خلقة أو خفة لا عرجا
كلما سارت به ربته خلتها تدوس المهجا
كيف يلقاك محب واله أن تمددت عليه ابتهجا
فمرت ولم تفهم. فقلت الى جهنم. ورجعت الى موقف الترام حيث نقطة الازدحام فمرت امرأة كالبرج المشيد وفيها محاسن الأخريات وتزيد وفوق رأسها شوال خفيف كأنه محشو ليف «أو هكذا كنت أخال», فهجمت عليها فى الحال وقلت: لا والله لأحملن عنك هذا الشوال. فلما استقر الشوال على رأسى كاد يخمد أنفاسى ولكن التظاهر بالرجولة صبرنى على هذه الحمولة. وسارت تتأود وتتبختر وأنا خلفها أتلوى وأتعثر وكلما رأتنى أقترب منها أسرعت وإذا ابتعدت عنها تمهلت. فسألتها: بالله ما محتويات هذا الشوال؟, فقالت: فى هذا الشوال كليم وسندان وطست وحلتان وعشرة صحون وهون وأقتان من الزيتون وفيه عشرة أرطال بن أخضر وست رؤوس من السكر ومائة بقسماطة وعشر أقات بطاطة وأربعة أزواج من القباقيب وثلاثة مراكيب. واستمرت تسير وأنا أسير وهى تقول وأنا فى ذهول الى أن وجدت نفسى قدام شباك التذاكر الذى يقصده كل مسافر. قلت: هل أنت مسافرة؟, قالت: نعم ولك شاكرة.
| |
| |