® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-12-15, 3:57 pm | | @hassanbalam
خمس قصائد لأدونيس وأمجد ناصر ومحمد بنيس #أدونيس
رسالة إلى غوته:في الظّهيرةِ، أيقَظْتُ ليليَ باسْمِكَ، أصغَيْتُ .دبُّ الكواكبِ يُمْلي على الدّورةِ الدّمَويّة في الأرض آياتهِ والمَدائِنُ ـ مختومةٌ بشَمْعِ الشّرائعِ، تقرأُ أَسفارَها على بَشَرٍ من جِراحٍ وخُبْزٍ يَطوفونَ يستفسرونَ الشّوارعَ : من أينَ جِئنا إلى أينَ نمضي ؟ وهذا .قمَرُ الشّرقِ يدخُل في طَقْسِه
أهُوَ الوَقْتُ، يا نبْعَ حرّيّتي ؟ .سأتابِعُ سَيْري ،أهُوَ الشّرقُ ينأى عن الغربِ، يُعطي سماواتِه إلى قمرٍ آخَرٍ ؟ .سأتابِع سيري كلُّ شيءٍ مَجازٌ ـ ليسَتِ الرّوحُ إلاّ مَنِيّاً له صورتانْ ،صورةٌ ترسمُ الزّمانَ بِحِبْر غواياتِها .صورةٌ تلبسُ المَكانْ
،إنّه الغَرْبُ خلفَكَ، والشّرقُ ليس أمامي ضِفّتانِ لنَهْرٍ واحِدٍ صار أكثرَ من هُوّةٍ وأكثرَ من صَخْرةٍ :ليس سيزيفُ إلاّ صوْتَها صارِخاً سِندَبادٌ يتشَرَّدُ في بَحْرِ إسلامِهِ .ماتَ جلجامِشٌ، وعوليسُ في مَوْجِه
جسدٌ واحدٌ يتمزّقُ عُضْواً فَعُضواً .جسدٌ ليس فيه من الشّرقِ إلاّ اسْمُهُ .جسدٌ ليس فيه من الغرْبِ إلاّ اسمُهُ
لم أعُدْ أتَعَدَّدُ مِثْلكَ، في وحدةٍ أتَنَشَّقُ إكسيرَها وأناجي أنابيقَها لم أعُدْ قادِراً أن أُميِّزَ مثلكَ: مَن هو قابيلُ؟ ،مَن هو هابيلُ ؟ كلاّ لا ترى خطواتيَ في غابةِ الكَوْنِ ما يتوهّجُ فيها
،ما يُضيءُ مسافاتِها .ويُجَدِّدُ أبعادَها أتُرى أوّلُ الشّرْقِ غَرْبٌ ؟ أتُرى آخِرُ الغربِ شرْقٌ ؟
هكذا أفْتَحُ الكلِماتِ على جُرْحِ هذا الوجودِ، على هَوْله وأرى كيف يجْتاحُني وأرى كيف يجتاحُ شطآنَ حُبّي ويَسْتَدْرِجُ الأشرِعهْ ،للذّهاب إلى آخِر المَوْجِ غرْباً وشَرْقاً، إلى آخِرِ الظّلُماتِ إلى ما يُسمِّيه نفسي .وإلى ما يؤكِّدُ أنّي ضدَّ نفسي، مَعَهْ
الأساطيرُ في الغربِ والشّرقِ مَجروحةٌ وأنا لسْتُ إلاّ دماً .يتقطّرُ منْها
#أمجد_ناصر
أحصنة حديدية(إلى باولو دالوليو) قلْ لي ماذا تفعل هنا أيها الغصنُ المنحني؟ كيف وصلت بين الأكفان البيض وأشجار الكوبالت إلى مآدب الضباع؟ هناك عيون تراك ولا تراها تنقل الصورة السالبة لشكل الركعة .وترسلها إلى طوطم التمر الله الذي عبدناه طويلاً تخلى عنا في هذا الليل / التيه .ولم نعد نرى له أثراً في سماء النجيع الساعات هنا تتوقف عن العمل .والقلب عن القصيدة الطويلة التي ضخ فيها دماً كثيراً إذهبْ مثلنا في التيه ،إدخلْ في هذا الليل الأرقط ،فلن تصادفَ في الأرجاء آلهةً ولا أبطالاً مثلما في الملاحم ،وحكاياتِ ما قبل النوم ،فلم تعدْ هذه الصحراء التي جئتها بيدين مرفوعتين ،تنجبُ أنبياء لقد أفرطتْ في ذلك من دون أن يستطيع هؤلاء .انتزاع الوحش الكامن خلف القفص الصدريِّ لأبناء آدم :اسمح لي، إذن، أن أقول لك لا الملائكة ولا الشياطين بقادرين على وقف نواعير الدم ،التي تديرها أرواحٌ شريرةٌ من مكانٍ مجهولٍ ،فلا تفكِّر بإلياذة هوميروس بل بجحيم دانتي غير أنك لن تحتاج فيرجيلو ،ليصحبكَ في رحلةٍ بين الأشلاء والأنين فأيُّ رَجُلٍ بساقٍ خشبيّةٍ أو طفلٍ بيده رغيفُ خبزٍ جافٍّ ،وعلى خصره مسدسٌ بلاستيكيٌّ يستطيع الطواف بك في دوائر الجحيم التسع لكنك لن ترى طغاةً ومرابينَ ،أو مبدّديْ أرواحٍ وجَدَتْ نَفْسَها خطأً في مرمى النيران ،بل وجوهاً امَّحت ملامحها وأجساداً فقدت أطرافها .وأشجاراً تلتهما النيران لكنها لا تحترق
،قد تفكِّر أنك في الآخرة وهذا خطأٌ فأنت لا تزال في الحياة الدنيا ،ولكن تشابهتْ عليك الصور سترى سماءً خفيضةً تتساقطُ منها البراميلُ بدل الأمطار .فلا ماء لهذه الأرض المُشَقِّقة من العطش ،أنظرْ الأحصنةُ الحديديةُ تعبُّ الدمَ بصرف النظر عن فصيلته .فمن يهمه، هنا، مثل هذه التفاصيل .عَطَشٌ هناك أنهارٌ من الدم .بيد أنها لا تروي .دمٌ وملحٌ دمٌ وبلازما .دمٌ .دمٌ
هذه الأرض مثل كلبٍ شاردٍ تلقَّى ركلةً على خاصرته من بسطارٍ فراحت تعوي وتعوي .ولا شيء يرتدُّ إلا الصدى السيمفوني للآلام ،لا تحتاج درويشاً يدور إلى الأبد حول الشكل الهندسيّ الأمثل للنقطة ،كي يقول إنَّ مَنْ يشربُ الدمَ يزدادُ عطشاً ،ولا قديساً ،أو أفَّاقاً بلحيةٍ شيباء يصرخ في الجموع التي تتقافز :من طبقة في الجحيم الى أخرى .اغفروا لاعدائكم
***
:صوت من الصحراء
،أنا نبيٌّ من دون ديانة ولا أتباع. نبيُّ نفسي. لا ألزمُ أحداً بدعوتي ولا حتى أنا إذ يحدثُ أن أكفر بنفسي، وأجدِّفَ على رسالتي. نبي ماذا؟ ومَن. لا أعرف شيئاً .في هذه الظلمة التي تلفّني. لا أحمل صليباً على ظهري وليس لي عصا تشقُّ البحر أتلمَّس طريقي بالضوء الصادر من عينيَّ ولا أرى يدي التي تلوّح لجموعٍ وهميةٍ .تموج تحت سفح الجبل
***
أخطو في هذا الليل /التيه /كمن يتوقعُ أيَّ شيء من قلب الانسان /صدري مفعم ٌبخضرةٍ /لا بدّ أن هناك من يخطو مثلي في أمكنةٍ أخرى /لست وحيداً في هذا الليل الجامع بقدميَّ الملفوفتين بخرقة الأولياء القدامى ،أدوسُ الرمل /الحجر /العوسج /الذهب الخام /التراب المرتاب /فمن يعرفُ أيَّ شيء يدوسُ المرءُ في الليل التامّ العمى ليس مرضاً في العينين /بل ضعفٌ في عضلة القلب /أخطو الى هذا الليل وفي يدي دليل الحائرين أسمعُ من يقولُ: تفضَّل اجلس معنا تحت هذه النجمة الضّالة/ لِمَ العجلة/ الحيُّ يؤنس الميت/ والطريق أطول من ثلاثة نهاراتٍ تفصل بينها ثلاثُ آبارٍ عليها ثلاثةُ غربانٍ في .منقار الأول حبَّةُ خردلٍ، وفي منقار الثاني حبَّةُ قمحٍ، وفي منقار الثالث لؤلؤةٌ
***
،ليس للضوء أكثر من اسم في لغتك المتوسطية لكن على الجانب الآخر من هذا الليل / التيه ،حيث يتكاثرُ القتلةُ في وضح النهار :اسم نطقتَه بعربيةٍ سوريّةٍ فصحى .النّور ،ففي أيِّ ظلمةٍ ،أو نورٍ داخليٍّ ،ترزحُ ،الآنَ ،أيها الرجلُ الذي حملَ قلبَه على كفِّه وصعدَ به الى جبلٍ بلا عشبةٍ أو قطرة ماء ،وزرعه هناك فأثمر شجرةً ترخي ظلالها لأيِّ عابر سبيلٍ تحت شمسٍ تشتغلُ، أحياناً .جلاداً في الظهيرات أشكُّ أنك تعرفُ أنَّ الحبَّ يخيفُ إلى هذا الحدّ، وأنَّ في الكلمة سرّاً لا يفهمُ خطورتُه ،إلا الأشرار ،كان ينبغي أن تحيا كأنك ميتٌ أو تموتَ مثلنا كأنك حيٌّ .لتذكِّرَ بالجرائم التي لن يُحاسبَ عليها أحدٌ من فرط كثرتها ،قلْ أين أنتَ لآتيك بالقلم والقرطاس بالإبرةٍ والخيطٍ ،بالخبز والزيت بشربة ماء تقطَّرت من أعين الممدَّدين على الأرض .ينتظرون المجارف والأكفان
#محمد_بنيس
نشيـدُ الفجْـريا سيّدَ الشُّعراءِ غُوتَه غنّيْتُ من أدْنَى بلادِ الشرْقِ كأساً كنتَ تشْربُها سعيداً تحتَ داليةٍ وتعْرفُ أنها خيْرٌ تماماً كلُّها
وحْدي هُنا في حَانةِ الغُرباءِ يمْلأُ كأْسيَ السّاقي نبيذاً صافياً كأساً تلي كأساً وفي سرِّي أباركُ نشوْةً مُتنسّكاً أتعلّمُ الغرْبَ الذي أوْدعتَهُ في جوْهرِ الكلماتِ
أنتَ أَنا أراكَ اليوْمَ من زَمنٍ إلى زَمنٍ تعودُ تُطلُّ منْ معْراجكَ الكوْنيِّ يجْمعُ بيْنـنَا حُلمٌ تكوّنَ منْ مدَادِكَ عندمَا سُكرٌ وشطْحٌ فيكَ ظلاّ طائريْن إلى الأعَالي شُعلةً يتلألآنْ
حقّاً سأرْفعُ ضوْءَ كأسكَ لا سبيلَ سواهُ في زمني الجَريحِ كأنما شوقٌ إليْكَ يقودُ من غرْبٍ إلى شرقٍ يدُورُ الكأسُ لي سُكْرٌ يُمجّدُ ما يديمُ عليَّ أنْ أحْيا بعيداً عنْ غباءِ الحقْدِ
أعرفُ أن وقتَ الضّيْق صارَ اليوْمَ أعْتَى باسْم مَا سمّوْهُ شرْعيةً ولكنّي بماءِ الحُبّ أغسلُ ما تدنّسَ في النّفوسْ
أهْلاً بكأسٍ منْ نبيـذٍ يُشبه الياقُوتْ سأشربُ في مديحِ العشْقِ هذا الكأسَ ليْلاً ثم ليْلاً سوْفَ أسْعَى مُخْلصاً لنشيدِ منْ غنّى منَ الشعراءِ للأرضِ التي تبقَى لنَا أُمّاً كما كانتْ
أنَا السّكرانُ أبصرُ آيةَ المجْهولِ مُشرقةً على صمْتٍ توحّدَ بي وفـيّاً لانْفتاحِ اللاّنهايةِ بيْننا فرَحاً به أبداً أكونْ
#إيمان_مرسال
رائحتك تراب العالمینادي البائع، على أسماك لم تعد تنتمي للبحر أمرّ على رائحة ملح وحبال غسیل، أمرُّ بلابسات السواد .على باب المستشفى، أمام دكان الجیش ومحكمة الأسرة نھنھة مكتومة أم دعاء؟ بعد شارعین سأصعد السلالم إلیك .وعَدَني الصباح بجریمةٍ وصدقته
.ھویّتي على ممسحة الأحذیة أمام الباب لا حاجة لاسمي، غسلتُ رأسي وتركتھا تجفّ على فرع شجرة .ستخلعھا عاصفة بعد قلیل أنا ما تبقّى من ذلك أمشي في اتجاھك بعینین مغمضتین، وأعرف، لن أكون ھنا ولا ھناك .عندما تطفو ذاكرتي نفسھا في نھر النسیان
لسنوات أرعى الغنم، مع ذلك نزفت قدماي في الرحلة إلى المدینة المدینة التي نجوتَ من حربھا الأھلیّة وما زلتَ ترى الجثثَ في المرآة أنا عمیاء وأنت لا ترید أن ترى نصل إلى اللحظة من طریقین متقابلین .الرغبة كالماء .تُبلّل وتروي وتُغرق وتمیت، ولا یمكن مسكھا بالأصابع
.لا أخاف من كتفي الأیمن ولا من كتفي الأیسر ولا من نقطة العرق بین ثدیي لا أخاف من ذاكرة السُّرّة ولا الشامة على الرقبة .ولا الجرح القدیم في الرّكبة ولا أظافر قدميّ ،یُمكنك أن تُصوّر كل عضو وحده أظلّ عندك كثیرة ومتناثرة، كل عضو سیدلّ عليّ .بینما عیناي التي شھدت كل شيء، معي، تحدق في الداخل
.ملاءة السریر المطرزة بالورود تملؤھا الأشواك .لیس في الأمر مجاز .نحن بشرٌ للغایة، لا نحلم بالطیران النوم بجانبك أشبه بالرجوع للأرض .ورائحتك تراب العالم
سیجارة في غبشة النوم رحلة الضباب تلك .التي یفشل في وصفھا العائدون من الموت
#عباس_بيضون
زليخا و مارلينمن قلب البئر صعد صوتي،والذئب الّذي إخترعوه لي،سمعني وهرب القميص الّذي بللوه بدم كاذب أعشى عيني أبي هل كان البئرحقيقيّا،هل كان القميص حقيقيا؟ هل صدقت الصحراء،هل صدق الذّئب؟ ما الّذي كان ينتظرني عند فم البئر؟ سوى طريق الأنبياء إلى مصر
في قرآن قديم وجدت أنا الشاعر بلاطا وملكة وسجنا الجميلة الّتي أحبّت يوسف قطعت أصابعها من أجله ليس أقلّ من دم حقيقي هذه المرّة، ليس أقلّ من قميص حقيقي أنا الشاعر لا أجد دما لقصيدتي، بريت أصابعي لأكتبها وجدت زليخا في مخيّم للنازحين تحمل مكواة حامية أحرقت أصابعها وقرّحتها صورة أخيها الميّت معلّقة على الحائط أنا الشاعر أعرف أنّها نزفت من يديها ،وهي تجلي، فوق الصحون أن جمالها مطموس في أسمالها
أفكّر الآن بمارلين مونرو الّتي إنتحرت من شقاء العالم وصعوبة الحبّ لقد أشرقت على ملايين غادروا الصالات وإنصرفوا إلى أعمالهم قالوا أنّها مختلّة،إنتظروا جميعا أن تنضج لتستحقّهم
أنا الشاعر، أعرف أنّي لست كحافظ ولا سعدي ولا المتنبي ولا جلال الدّين الرومي اولئك تطلّعوا إلى ما يجعلهم أعلى من أنفسهم،إلى تجربة كونيّة كانوا يتّصلون بالكون عن طريق الحب، كانوا يسمعون النجوم عن طريق الحب الشعراء اليوم مساجين في غرف الآلات هم وحدهم ونساؤهم من ورق العالم ينتكس ، وأنفسنا تنتكس معه، إنّها تنظر فقط إلى ما هوأدنى منها ثمنها الوحيد هو الموت، الإنتحار من أجل لاشىء ، في عالم لم يعد له سعر زليخا في البلاط إنتظرت شيئا أعلى من تاج، شيئا أكثرمن ملك الجمال السماوي الّذي جاء من بئر في الصحراء كان أصيلا وكونيّا يوسف الّذي لم يأكله الذّئب ولا الصحراء رأى ما وراء النجوم زليخا بأصابعها المقطوعة، المزهرة والمضيئة، لا مست السماء
ماذا تفعل أيّها الشاعر العجوز، أنت الّذي لا يقطفك أحد حتّى متى تنتظر زليخا لقد واكبت مارلين إلى القبر وعمّا قريب في مكان آخر ستقع في الحفرة بدون هدف، ولن يخرجك أحد من البئر إنّه موعدك مع اللاأحد
#نجوم_الغانم
الظلال القرمزيةح
وإنْ سرَقَتْ فينوس مِنّا مَواعيدَنا؛ وعبَثَ المشْتريْ بطَوالِعِنا فلن ندَعَهُما يُنشدانِ افْتراقَ دُروبِنا. سنترُكُ لِلأقدارِ وردةَ الأُمْنِياتِ لَرُبّما خانَ السّدَنةُ الأعرافَ مِن أجلِنا رَيثما نصعَدُ إلى اللهِ الذي سيَمْنحُنا باباً ومِفْتاحَ نجاةٍ ويَغفِرُ لنا لأنّنا نُريدُ أنْ نَهبِطَ مِن جنّتِه. ربّما لا بَأسَ إنْ سقطْنا مرّةً.
ز
رحلْتَ مُقْتَفياً مَزاميرَ هِليوس غَسلْتَ الطُّرُقاتِ بالمِلحِ لِئلا يبقى مِن رائِحتِنا شيءٌ عالِقٌ في الحَجر. بَكيْتُ عليكَ حتّى احْترَقَ قلبي بجُرْحِ الغِيابِ ورَغمَ سَطْوةِ الحُزنِ خبّأْتُ لِعَودتِكَ قوافيَ “حافظ” وظِلَّ الأَنْجُمِ القُرْمُزيّةِ، تركْتُ النّوافِذَ مُشْرعةً تحْتَ سماءِ أيْلول، وحينَ لم تأتِ تعلّمْتُ مُناداةَ الرّيحِ. عشِقْتُ الحُبَّ في الانْتِظارِ وكان لَسْعُ الثّلجِ الحارِقُ على وَجْنَتَيَّ يَشْفي قلبي. البدرُ الّذي أَمْرَضَهُ شَوقي أصبحَ بَيتاً أَلوذُ إليه، والمفازاتُ أرضُ أَحْلامي، أمّا مَضائِقُ البُلْدانِ فكانَتِ الْجِسرَ الذي سأَعبُرُهُ لأصِلَ إلى قلبِكَ. كنّا سنفْتَحُ قُمصانَ المساءاتِ ونَتَداوى بالقُبُلاتِ لكنّكَ أَخذْتَ الأناشيدَ مِن يدَيْها وبقيتَ هُناكَ في البُحورِ “الطّويلةِ” تَخْتبرُ وَقْعَ أوزانِها وتُقلّبُ المَوجَ…
رحلْتَ في الرّحيلِ وصار قَدَرُ العِشْقِ بينَنا هو الفِراقْ.
ح
تَعالَيْ لِلَيلةِ اكْتِمالِ القمرِ نَفْترِشُ في ظِلّهِ جزيرَتَنا ونَتّكِئُ على رِياحِ الجَنوبِ ستَدوخُ أقْدارُنا مِن شِدّةِ عِشقِنا وتَمْنحُنا ساعةً أوِاثْنتَيْنِ، نَتَذوّقُ في غَفلتِها القُبلَةَ فوقَ القُبلةِ… وربّما نَسيَتْنا حيثُما نحنُ لألفِ ليلةٍ وليلةٍ أُخرى… هكذا كَقُبلةِ الغيْمةِ للغَيمةِ نَشتعِلُ كُلّما اقْترَبَتْ أرواحُنا ويَنْهمِرُ المطرُ على العالَمِ كالقُبْلةِ فوقَ القُبْلةِ.
ز
نَرْشو الْجِنِّيّاتِ لتُهرِّبَنا كوَزْنٍ في قصيدةٍ إذنْ؟ فتَكْتفي هيَ بحكايةٍ لنا في كِتابِها ونَكتفي نحنُ بالقُبَلِ فوقَ القُبَلِ؟ أيَّ رِيحٍ نَرْشو؟ أَشرْقيّةٌ أم غربيّةٌ تلك التي ستختارنا؟
ح
بل رُبّما شَماليّةٌ أو كِيمياءُ يُبْدِعُها اللهُ لنا لنَسقُطَأوّلاًفي الليلِ كالنَّجْمةِ خلفَ النّجمةِ ثُم نكونَ رَمادَها وسِرَّ أسْرارِها؟ فالعِشقُ مَوتٌ مُحْتملٌ وما أَحْلاهُ إنْ كان لنا فيه نَصيبٌ.
| |
| |
® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2020-12-15, 5:18 pm | | #فاضل_عزاوى
جنة فوق الأرض في العتمة ليلا وأنا أخرج سكران من الحانة أترنح في خطواتي، فيما ثمة أشباح تتعقبني وكلاب هائجة تنبح خلفي رحت أغني كالمجنون بأعلى صوتي .كي أنسى وحشة دربي
أوقفني درويش في زي ملاك في تكية بعصا يحملها هددني، وبخني أني بددت حياتي بين الحانات سدى :ثم دعاني ورعا ـ افلا تعرف يا آدم؟ ممنوع أن تسكر في هذي الدنيا فاذهب واشرب خمرك مجانا في الجنة !صحبة أجمل حوريات العالم ـ آه، ولكن قل لي أين تكون الجنة يا سيد أيامي؟ :بعصاه أشار الى نجم دري يتلألأ في الأبدية !ـ في أعلى عليين .ثم مضى مختالا كالصقر يرفرف نحو الله وطار
فلبثت مكاني لا أعرف ماذا أفعل حتى باغتني الشاعر حافظ يضحك مسرورا :وهو يعود من الحانة مثلي ـ لا تحزن يا صاحب عمري إن كانت جنتهم عالية الأسوار وأنت بلا أجنحة لتطير اليها إذ نحن هنا أيضا نقدر أن نبني فوق الأرض الجنة فلنا غابات تمتد بعيدا ومراع خضراء أنهار جارية وجبال نصعدها حين يجيء الطوفان وبحار تزخر أسماكا ومحيطات تلهو فيها الحيتان فتيات من أجمل ما خلق الله تعالى والحية نجلبها أيضا في قفص كي تتسلق أغصان الشجرة ماذا نطلب أكثر من ذلك؟
| |
| |