آخر المساهمات
2024-11-06, 9:59 pm
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

مختارات من شعر ميخائيل نعيمة,شعر وقصائد ميخائيل نعيمة

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : مختارات من شعر ميخائيل نعيمة,شعر وقصائد ميخائيل نعيمة 15781612
مختارات من شعر ميخائيل نعيمة,شعر وقصائد ميخائيل نعيمة Icon_minitime 2020-11-09, 6:54 am
@hassanbalam
#ميخائيل_نعيمة

مختارات من شعر ميخائيل نعيمة,شعر وقصائد ميخائيل نعيمة

أجمل قصائد ميخائيل نعيمة

كتاب الغربال ميخائيل نعيمة

أنا هو المنوال والخيط والحائك مقالات ميختئيل نعيمة
مختارات من شعر ميخائيل نعيمة,شعر وقصائد ميخائيل نعيمة P_1774l1gfk1

همس الجفون


إذا سماؤك يوماً .............. تحجّبت بالغُيُومْ
أغمِض جُفونكَ تُبصرْ ..... خلفَ الغيوم نجوم

والأرضُ حولَك إمّا ......... توشَّحَتْ بالثّلوجْ
أغمِض جُفونَك تُبصرْ .... تحت الثّلوج مروج

وإنْ بُلِيتَ بداءٍ ................ وقِيل داءٌ عيَاءْ
أغمِض جُفونَك تُبصرْ .... في الدّاء كلَّ الدواء

وعندما الموتُ يدنو .......... واللّحدُ يَفغُر فاهْ
أغمِض جُفونَك تُبصرْ ... في اللّحد مهدَ الحياه


النهر المتجمد ( ميخائيل نعيمة )



يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير ؟

أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير ؟

***

بالأمسِ كنتَ مرنماً بين الحدائقِ والزهور

تتلو على الدنيا وما فيها أحاديثَ الدهور

***

بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانعَ في الطريق

واليومَ قد هبطتْ عليك سكينةُ اللحدِ العميق

***

بالأمس كنتَ إذا أتيتُكَ باكياً سلَّيْتَني

واليومَ صرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكاً أبكيتني

***

بالأمسِ كنتَ إذا سمعتَ تنهُّدِي وتوجُّعِي

تبكي ، وها أبكي أنا وحدي، ولا تبكي معي !

***

ما هذه الأكفانُ ؟ أم هذي قيودٌ من جليد

قد كبَّلَتْكَ وذَلَّلَتْكَ بها يدُ البرْدِ الشديد ؟

***

ها حولك الصفصافُ لا ورقٌ عليه ولا جمال

يجثو كئيباً كلما مرَّتْ بهِ ريحُ الشمال

***

والحَوْرُ يندبُ فوق رأسِكَ ناثراً أغصانَهُ

لا يسرح الحسُّونُ فيهِ مردِّداً ألحانَهُ

***

تأتيه أسرابٌ من الغربانِ تنعقُ في الفَضَا

فكأنها ترثِي شباباً من حياتِكَ قد مَضَى

***

وكأنها بنعيبها عندَ الصباحِ وفي المساء

جوقٌ يُشَيِّعُ جسمَكَ الصافي إلى دارِ البقاء

***

لكن سينصرف الشتا ، وتعود أيامُ الربيع

فتفكّ جسمكَ من عِقَالٍ مَكَّنَتْهُ يدُ الصقيع

***

وتكرّ موجتُكَ النقيةُ حُرَّةً نحوَ البِحَار

حُبلى بأسرارِ الدجى ، ثملى بأنوارِ النهار

***

وتعود تبسمُ إذ يلاطف وجهَكَ الصافي النسيم

وتعود تسبحُ في مياهِكَ أنجمُ الليلِ البهيم

***

والبدرُ يبسطُ من سماه عليكَ ستراً من لُجَيْن

والشمسُ تسترُ بالأزاهرِ منكبَيْكَ العارِيَيْن

***

والحَوْرُ ينسى ما اعتراهُ من المصائبِ والمِحَن

ويعود يشمخ أنفُهُ ويميس مُخْضَرَّ الفَنَن

***

وتعود للصفصافِ بعد الشيبِ أيامُ الشباب

فيغرد الحسُّونُ فوق غصونهِ بدلَ الغراب

***

قد كان لي يا نهرُ قلبٌ ضاحكٌ مثل المروج

حُرٌّ كقلبِكَ فيه أهواءٌ وآمالٌ تموج

***

قد كان يُضحي غير ما يُمسي ولا يشكو المَلَل

واليوم قد جمدتْ كوجهِكَ فيه أمواجُ الأمل

***

فتساوتِ الأيامُ فيه : صباحُها ومساؤها

وتوازنَتْ فيه الحياةُ : نعيمُها وشقاؤها

***

سيّان فيه غدا الربيعُ مع الخريفِ أو الشتاء

سيّان نوحُ البائسين ، وضحكُ أبناءِ الصفاء

***

نَبَذَتْهُ ضوضاء ُ الحياةِ فمالَ عنها وانفرد

فغدا جماداً لا يَحِنُّ ولا يميلُ إلى أحد

***

وغدا غريباً بين قومٍ كانَ قبلاً منهمُ

وغدوت بين الناس لغزاً فيه لغزٌ مبهمُ

***

يا نهرُ ! ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّلا

والفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ ، وهو لا

أخي ( ميخائيل نعيمة )



أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ

وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ

فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا

بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ

لنبكي حَظَّ موتانا

***

أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ

وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ

فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا

لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم

سوى أشْبَاح مَوْتَانا

***

أخي ! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ

ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ

فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا

ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا

سوى أجْيَاف مَوْتَانا

***

أخي ! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا

وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا

فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا

بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل

نواري فيه مَوْتَانَا

***

أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ

إذا نِمْنَا ، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ

لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا

فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر

نُوَارِي فيه أَحَيَانَا

إلى دودة ( ميخائيل نعيمة )



تدبّين دبَّ الوهنِ في جسميَ الفاني

وأجري حثيثاً خلف نعشي وأكفاني

فأجتاز عمري راكضاً متعثّراً

بأنقاض آمالي وأشباح أشجاني

وأبني قصوراً من هباءٍ وأشتكي

إذا عبثتْ كفُّ الزمانِ ببنياني

ففي كل يومٍ لي حياةٌ جديدةٌ

وفي كلّ يومٍ سكرةُ الموتِ تغشاني

ولولا ضبابُ الشكّ يا دودةَ الثرى

لكنتُ أُلاقي في دبيبِكِ إيماني

فأترك أفكاري تُذيع غرورَها

وأترك أحزاني تكفّن أحزاني

وأزحف في عيشي نظيرَكِ جاهلاً

دواعيَ وجدي أو بواعثَ وجداني

ومستسلماً في كلّ أمرٍ وحالةٍ

لحكمةِ ربّي لا لأحكام إنسان

****

فها أنتِ عمياءٌ يقودكِ مُبصرٌ

وأمشي بصيراً في مسالك عُميان

لكِ الأرضُ مهدٌ والسماءُ مظلّةٌ

ولي فيهما من ضيق فكريَ سِجْنان

لئن ضاقتا بي لم تضيقا بحاجتي

ولكنْ بجهلي وادّعائي بعرفاني

ففي داخلي ضدّان: قلبٌ مُسلِّمٌ

وفكرٌ عنيد بالتساؤل أضناني

توهّم أن الكونَ سِرٌّ وأنّهُ

يُنال ببحثٍ أو يُباح ببرهان

فراح يجوب الأرضَ والجوَّ والسَّما

يُسائل عن قاصٍ ويبحث عن دان

وكنتُ قصيداً قبل ذلك كاملاً

فضعضع ما بي من معانٍ وأوزان

****

وأنتِ التي يستصغر الكلُّ قدرَها

ويحسبها بعضٌ زيادةَ نقصان

تدبّين في حضن الحياةِ طليقةً

ولا همَّ يُضنيكِ بأسرارِ أكوان

فلا تسألين الأرضَ مَنْ مدَّ طولَها

ولا الشمسَ من لظّى حشاها بنيران

ولا الريحَ عن قصدٍ لها من هبوبها

ولا الوردةَ الحمراءَ عن لونها القاني

وما أنتِ في عين الحياةِ دميمةٌ

وأصغرُ قَدْراً من نسورٍ وعُقبان

فلا التبرُ أغلى عندها من ترابها

ولا الماسُ أسنى من حجارةِ صَوّان

هل استبدلتْ يوماً غراباً ببلبلٍ

وهل أهملتْ دوداً لتلهو بغزلان؟

وهل أطلعتْ شمساً لتحرقَ عوسجاً

وتملأ سطحَ الأرضِ بالآس والبان؟

لعمركِ، يا أختاه، ما في حياتنا

مراتبُ قَدْرٍ أو تفاوتُ أثمان

مظاهرها في الكون تبدو لناظرٍ

كثيرةَ أشكالٍ عديدةَ ألوان

وأُقنومُها باقٍ من البدء واحداً

تجلّتْ بشُهبٍ أم تجلّتْ بديدان

وما ناشدٌ أسرارَها، وهو كشفُها،

سوى مشترٍ بالماء حرقةَ عطشان


مع ميخائيل نعيمه في (همس الجفون)


(أيها اللابسون عرى اليتامى كيف تدفئون؟

أيها الكارعون ري العطاش كيف تنقعون؟

أيها الآكلون خبز الجياع كيف تشبعون؟

أيها الراضعون ثدي الثكالى كيف تسمنون؟

أيها السائقون ظعن المنايا كيف تهزجون؟

أيها المستحمون بالدم الحي كيف تطهرون؟

أيها المدلجون، إذ يقبل الفجر، أين تدبرون؟

أيها البائعون سم الأفاعي هل سوى السلم تربحون؟!)

رأيتني إذا عددت الشعراء الذين أفزع إليهم كلما حزبني أمر وضقت بالحياة والأحياء أعد نعيمه في طليعة أولئك الشعراء فما أكثر ما أردد قوله:

إذا سماؤك يوماً ... تحجبت بالغيوم

اغمض جفونك تبصر ... خلف الغيوم نجوم

والأرض حولك إمّا ... توشحت بالثلوج

أغمض جفونك تبصر ... تحت الثلوج مروج!

وإن بليت بداء ... وقيل داء عياء

أغمض جفونك تبصر في الداء كل دواء!

وعندما الموت يدنو ... واللحد يغفر فاه

أغمض جفونك تبصر ... في اللحد مهد الحياة!

فما رددت هذه الأبيات إلا شعرت بأن المرارة التي كنت أغص بها قد خف وقعها وانقشعت عن سماء نفسي تلك السحب الدكناء وصغرت في عيني همومي وآلامي؛ فنعيمه من هذه الناحية طبيب أرواح وقلوب قبل أن يكون شاعراً!

فهو يدخل القلوب بعقاقيره الروحية دون استئذان، وببساطة فائقة يمتلك تلك القلوب التي أثقلتها هموم العيش وآدها ثقل السنين ويصبح فيها السيد المطاع، فلا يلبث أن يغسلها بزيت المقدس وينقيها مما علق بها من أوضار ورسب في قاعها من أقذار حتى تراها تعيش في عالم الروحاني الذي يشيع فيه الحب والخير والجمال، فنعيمه يقوم بمهمات ثلاث: مهمة الكاهن، ومهمة الفيلسوف، ومهمة الشاعر!. .

ليقل الناس ما شاءوا فلست أؤمن إلا بوجداني ولست أفهم الحياة والفن إلا به وعلى ضوئه، وقد هداني وجداني إلى حقيقة لا أتزحزح عنها قيد شعرة وهي أن نعيمه فيه نبوة، ولكنها من نوع جديد، وآثار الأدبية هي (امتداد) لأنبياء العهد القديم، أما الذين لا يرون إلا ما سطر على القرطاس فلم يكتب لهم هذا الكلام. وما دامت الفنون تقاس بمقدار ما تتصل بالنفوس، والأدب أحد تلك الفنون - ولعله أسماها جميعاً - فنعيمه من أشد الشعراء اتصالاً بالنفوس وأعلقهم بالأرواح. . . إنه من أولئك الشعراء والكتاب الذين يرتفعون بالإنسان إلى آفاق الروح الكلي ويمتزجون به امتزاج الليل بالنهار والروح بالجسد، فما قرأته مرة إلا أحسست بأنني أقرب ما أكون إلى الله وأبعد ما أكون عن (التراب)!

وهذا لعمري هو الفرق بين أدب السماء وأدب الغرائز والأحقاد. إن من ينعم النظر في شعر نعيمه ونثره يجد انه يهدف إلى غاية هي غاية الغايات، أي نشر المحبة والخير والسلام بين الناس، تلك المحبة التي طالما سعى إليها الأنبياء والشعراء والفلاسفة منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا، وسوف يظلون يسعون إليها ما دام الإنسان إنساناً، وما دامت الأرض أرضاً، وفي سعيهم المتواصل هذا سعادتهم وسعادة البشرية، فالسعي إلى الكمال تطور وتجديد، أما الكمال فوقوف وجمود كما يقول عبقري ألمانيا الأعظم (جيتي).

ليست شاعرية نعيمه من تلك الشاعريات التي تعتمد على بلاغة الألفاظ ورنين القوافي وإنما هي شاعرية مجنحة تحلق بين الأرض والسماء، قوامها الروح ولحمتها وسداها الأفكار السامية والتأملات العميقة. في شعر نعيمه صوفية حالمة وحيرة وتساؤل وشك وإيمان، فيه ثورة وتمرد واستسلام، فيه امتزاج بالكون، فيه صلوات وابتهالات تحمل في تضاعيفها النور والطمأنينة، في شعر نعيمه هيمنة النسيم وأنداء الربيع!. . .

عندما نشبت الحرب العالمية الأولى حمل نعيمه البندقية في جيش الولايات المتحدة فرأى بعينيه أشلاء إخوانه كيف تمزقها القنابل، كما سمع بأذنيه أنين الجرحى وصراخهم الذي يصم الآذان من ظلم الإنسان ووحشيته فانطبع في نفسه كره شديد للقوة الغاشمة والأقوياء الظالمين، وانتهت الحرب بانتصار الحلفاء على أعدائهم، ولكن المجاعة في سوريا ولبنان كانت تفتك بالألوف من أبناء وطنه فزفر نعيمه هذه الزفرة الحارة وأرسلها صرخة مدوية خالدة:

أخي، إن ضج بعد الحرب غربي بأعماله

وقدس ذكر من ماتوا وعظم بطش أبطاله

فلا تهزج لمن سادوا، ولا تشمت بمن دانا

بل اركع صامتاً مثلي

بقلب خاشع دام

لنبكي حظ موتانا!

أخي، من نحن؟ لا وطن ولا أهل ولا جار

إذا نمنا، إذا قمنا، ردانا الخزي العارُ

لقد خمت بنا الدنيا، كما خمت بموتانا!. . .

فهات الرفش واتبعني

لنحفر خندقاً آخر

نواري فيه أحياناً!! الخ.

هذا هو نعيمه الثائر الذي يريد أن يؤجج النار في الجليد! هذا هو نعيمه الإنسان الناقم الساخط على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.

ولنصغ الآن إلى نعيمه الفيلسوف يفتش عن نفسه في الموج الذي يثور والبحر الذي يبكي عند أقدام الصخور، وفي الرعد الذي يدوي بين طيات الغمام والبرق الذي يفري سيفه جيش الظلام، وفي الريح الذي تذري الثلج عن رؤوس الجبال وفي الفجر الذي يمشي خلسة بين النجوم!

إن رأيتِ البحر يطغي الموج فيه ويثور،

أو سمعت البحر يبكي عند أقدام الصخور

ترقبي الموج إلى أن يحبس الموج هديره

وتناجى البحر حتى يسمع البحر زفيره راجعاً منك إليه

هل من الأمواج جئت؟!

إن رأيت الفجر يمشي خلسة بين النجوم

ويوشي جبة الليل المولى بالرسوم

يسمع الفجر ابتهالاً، صاعداً منك إليه

وتخرى كنبي هبط الوحي عليه

هل من الفجر انبعثت؟!

حقاً أن نعيمه في قصيدته (من أنت يا نفسي) التي شوهت جمالها وفرقت وحدتها باختياري هذين المقطعين منها لمن أبدع الشعراء تصويراً وأبرعهم تلويناً للفكرة الواحدة. فمن منا لم يحس بنفسه تحاول التفلت والانطلاق، وتحن إلى الامتزاج بمظاهر الكون؟ إلا أنني لا أعرف شاعراً كنعيمه استطاع أن يصور لنا تلك الارتعاشات التي تهيمن على النفس الإنسانية أمام هدير الأمواج وقصف الرعود ولمع البروق وانين الراح وانبثاق الصبح وغناء البلبل.

لقد بلغ نعيمه في هذه القصيدة درجة الإعجاز الفني لأنه شاعر فيض وإلهام لا شاعر قريحة ونحت ألفاظ. أنظر كيف يلخص قصيدته بهذا المقطع الرائع:

إيه نفسي! أنت لحن فيَ قد رن صداه

وقعتك يدُ فنان خفَي لا أراه

أنت ريحٌ ونسيمٌ، أنتِ موج أنت بحرُ

أنت برق، أنت رعدٌ، أنت ليلٌ، أنتِ فجرُ

أنتِ فيضٌمن إله!

وهنا لا بد لي من تسجيل هذه الخاطرة في شعر نعيمه، وهي أن شعر نعيمه من ذلك النوع الذي لا يرهق العقل ولا يكده - على ما فيه من عميق الفكر وسامي الخيال - بل يفيض على القلب طمأنينة ويشيع في النفس راحة ويقوي من أجنحة الخيال ويبسط على الروح جواً سحرياً فيه متعة وفيه إخلاد إلى التأملات والاشراقات الروحية التي تقرب الإنسان من خالقه وتبعده عن دنيا الأطماع والسفاسف والشهوات، ولعمري تلك مزية شعر الأمم والأجيال!.

قال نعيمه: (إذا سئلتم عن أبدع آيات الفن وأغلاها قولوا: ضمير لا يسخر وجبين لا يعفر ولسان حليم شكور، وقلب عفيف غفور، وعين لا تبصر القذى ويد لا تنزل الأذى وفكر يرى في البلية عطية وخيال يربط الأزلية بالأبدية) ولو طبق هذا الدستور الذي استنه نعيمه للفن الرائع لكان أدبه في طليعة الآداب التي ينطبق عليها هذا الدستور.

ولننتقل الآن إلى نعيمه المتصرف مبتهلاً إلى ربه، ففي ابتهالاته دليل ناصع على إنسانيته الشاملة وإيمانه الراسخ بوحدانية الحياة والوجود:

كحل اللهم عيني بشعاع من ضياك - كي تراك

في جميع الخلّق، في دور القبور،

في نور الجو في موج البحار

في قروح البرص في وجه السليم

في يد القاتل في نجع القتيل

في سرير العرس في نعش العظيم

في يد المحسن في كف البخيل

في قذى العاهر في طهر البتول. . . .

وإذا ما ساورتها سكتتة النوم العميق

فاغمض اللهم جفنيها إلى أن تستفيق. . .

وافتح اللهم أذني كي تعي دوماً نداك - من علاك

في ثناء الشاة، في زأر الأسود،

في نعيق البوم في نوح الحمام. . . .

في خرير الماء في قصف الرعود. . . .

في هدير البحر في مر الغمام. .

في صراخ الليل في همس الصباح

في بكا الأطفال في ضحك الكهول.

في ابتهالات العراة الجائعين. . . .

في انتخاب الناي في دق الطبول. .

في صلاة الملك والعبد السجين. .

وإذا ما قرب الموت ووافاها الصمم. .

فأختمن ربي عليها ريثما تحيا الرمم.

وأجعل اللهم قلبي واحة - يستقي منها القريب - والغريب!

ماؤها الإيمان أما غرسها. . .

فالرجا والحب والصبر الطويل!. . .

إلى آخر تلك الابتهالات التي نستشف من بين ثناياها فلسفة نعيمه الإنسانية، المؤمنة الموحدة، ونطل من خلال مقاطعها على ذلك العالم الروحاني الذي يعبق من أرج (بوذا) ونفحات (لاوتسو). . .

وهلم بنا الآن إلى (أوراق الخريف). . .

قل أن تجتمع الفلسفة والشعر صعيد واحد، ذلك لأن نبعة الشعر الوجدان، ونبعة الفلسفة العقل، وإذا استطاع الشاعر أن يزاوج بين الشعر والفلسفة كما فعل أبو العلاء المعري (وجيتي) وغيرهما مما عمقت ثقافتهم وتسامت أرواحهم واتسعت آفاق وحيهم ودقت ملاحظتهم بواطن الحياة وظواهرها، أقول إذا استطاع الشاعر أن يجمع بين الشعر والفلسفة فهو الشاعر الخالد الذي لا يجوز لأمة أن تدعيه لنفسها دون أمة أخرى لأنه شاعر كل مكان وزمان. ونعيمه - في اعتقادي - أحد أولئك الشعراء وأن كره عشاق (موزاييك) الألفاظ وعباد الطنين والرنين والقوافي والجوفاء!

ففي المقطعين الأولين من (أوراق الخريف) نرى نعيمه شاعراً يؤلمه ويشجيه لأن يشاهد تلك الوراق المصفرة التي لوت أعناقها رياح الخريف وذرتها في الفضاء. .

إنني لأكاد المح دمعة التفجع في عينيه وهو ينظر إلى تلك الوريقات تتساقط الواحدة تلو الأخرى ناظرات إلى رفيقاتهن اللواتي ما برحن خضراً على غصنهن بأعينهن الدامعة وقلوبهن الواجفة لهول الفراق الذي لا لقاء بعده ولرهبة المصير الذي لا رجعة منه!

هذا المقطعان هما من رائع الشعر لأنهما غاية في البساطة والصديق والإحساس فضلاً عن الموسيقى المترقرقة بين السطور وفضلاً عن المعاني الإنسانية والأحاسيس المختلفة التي توحيها الأبيات للقارئ أو السامع.

نظرات في شعر ميخائيل نعيمة

يعتبر الأديب والكاتب والناقد والشاعر اللبناني ميخائيل نعيمة حالة فريدة في دنيا الأدب والثقافة العربية الحديثة ليس لغزارة إنتاجه فحسب ، وإنما لعوامل شتى جعلت منه مثالا نادرا للأديب الفذ والمثقف الواعي والشاعر الحي الوجدان والإنسان الطافح بالمودة والتسامح والإخاء ولكأنه وعى في صدر شبابه مقولة أبي حيان التوحيدي :" الإنسان أشكل عليه الإنسان " فاستبطن ذاته ونزل إلى قرارة نفسه بمبضع الفكر والضمير فاستأصل منها بذور الأنانية والحسد والشره المادي والغرور والكبرياء الزائف ، وتعهد فيها بذور التضحية والشرف وصدق القول والفعل والتواضع والزهد في متاع الدنيا فأينعت تلك البذور دوحة استظل بها في صحراء الحياة القاحلة ودعا إلى ذلك الظل من تاقت نفسه إلى الحقيقة والجمال وكمال الخلق .

وفي حياة الأستاذ ميخائيل نعيمة هدوء وسلاسة وانسياب تلقائي فهو أشبه بالنهر يجري إلى المصب بلا ضوضاء ولا تيه ، وقد أدرك مصبه منذ فجر شبابه إنه مصب الوجود حيث تتوحد الموجودات وتتناغم فتكون وحدة في كثرة ولونا موحدا في أطياف شتى وحياة واحدة في حيوات متعددة وما الإنسان والدودة والحجر والودق إلا مظاهر للوجود الواحد الحي الفاعل .

وبلا شك فمولده في بلد الأديان والتسامح ( بسكنتا) بلبنان ودراسته في الناصرة ثم في روسيا القيصرية وأخيرا في أمريكا كانت تلك الرحلة منافذا للروح والعقل والضمير حررته من عصبية الدين والقومية الرعناء بلا رقيب من الفكر والشعور وأدخلته في رحاب الإنسانية الخالدة فجاء أدبه صورة لفكره ولوجدانه بلا تزويق أو أصباغ فهو الأديب المسؤول والشاعر الهامس على حد وصف أستاذنا الدكتور محمد مندور لجماعته ، ليس في حياته الخصام والنقد الجارح والكلام النابي على عادة كتابنا في ذلك العهد أو ليس هو القائل : " عجبت لمن يغسل وجهه كل يوم ولا يغسل قلبه مرة في السنة "؟ بلى وأهميته الشعرية تكمن في تحرير الشعر العربي من الخطابية والحماسة الزائفة والرياء الماكر .

صحيح ففي النصف الأول من القرن العشرين ظهرت مدارس شعرية جددت الشعر العربي شكلا ومضمونا وتخلت عن طرائقه القديمة وقصرته على الوجدان وهموم الحياة الحديثة فجماعة أبولو وجماعة الديوان ولفيف آخر من الشعراء حقق هذا الانجاز .
أما النتاج الشعري لجماعة أبولو فغلبت عليه الغنائية الحزينة وكثر فيه النحيب وطغت عليه السوداوية والإندفاع الصارخ وأما النتاج الشعري لجماعة الديوان- وأخص العقاد بالتحديد- فجاء في معظمه فلسفة وعمارة منطقية، وغيرهاتين المدرستين ممن جرى مجرى حافظ وشوقي فوقع بين مطرقة التصنع والتحذلق البياني وسندان المناسبات.

أما شعر ميخائيل نعيمة فقد تخلص من هذا كله كان كالمنهل أو كانت نفسه غورا مسها بعصاه فانبجست منها عيون رقراقة سلسة تغذي العقل والوجدان توحي إليك كلماتها دون أن ينضب معينها ويهمس لك شاعرها في أذنك حتى يكون قريبا من وجدانك وقلبك دون أن تذهب الكلمات أدراج الرياح إن اعتلى المنابر.
إقرأ معي هذا المقطع من قصيدته"أخي" تجده يقول:

أخي إن ضج بعد الحرب غربي بأعماله

وقدس ذكر من ماتوا وعظم بطش أبطاله

فلا تهزج لمن سادوا ولا تشمت بمن دانا

بل اركع صامتا مثلي بقلب خاشع دام

لنبكي حظ موتانا

فهذا المقطع يستعلي على المنابر ويتجافى عن المجامع ، لا تجد فيه أثرا للخطابية إنه مقطع يخلو فيه الإنسان إلى نفسه ويقرؤه لنفسه يغذي به وجدانه وعقله ، وفي هذا المقطع دلائل شتى لعل أهمها منزعها الإنساني المتجلي في كلمة" أخي" ونزوعها السلمي وعهدنا بشعرائنا القدامى يتحمسون لساحات الوغى ويهيبون بالمهند والرديني وقراع الكتائب.
إنه شعر يلج من الأذن ليستقر في القلب فيغير مابه وليس بالشعر الذي يردد في المناسبات بالتفخيم ومد الصوت فيلج من الأذن الأولى ليخرج من الأذن الثانية وفي قصيدته " صدى الجراس" هنا نقبض على الخصائص الفنية التي تميز شعر ميخائيل نعيمة فالتصنع والتكلف وانتقاء اللفظ البراق والتفتيش في لسان العرب والقاموس المحيط عن اللفظ الدال على الملكة اللغوية أو كد الذهن في البحث عن استعارات رائعة أو تشبيهات غير مسبوقة والنزوع إلى الأبحر الطويلة النفس (الطويل، الكامل، البسيط) وحشد الشعر بالإحالات العلمية والفلسفية ليست من الخصائص الفنية لشعره.
فالشعر عنده سليقة والسليقة بنت الطبيعة والطبيعة أطياف وأحياء ومشاعر وأفكار قدد إقرا معي هذا المقطع من قصيدته " صدى الأجراس"

لتقع على صحة هذا الرأي:

بالأمـس جلست وأفكـاري

سرحت تستفسـر آثــاري

وترود الحاضر والمـاضي

أملا أن تدرك أســــراري

وأفـاق الشـــــك وأنصـاره

آلام العيـــــــــش وأوزاره

بالله شــكوكـــــي خلـــــني

وحدي ذا الصوت ينـــاديني

ذا صوت صبـــاي يـردده

الــوادي وشـواهق صنـيني

العـــالم مملكتــــــي وأنا

سلــــطان العــالم والدهــر

الــزهر يعطــــر أنفــاسي

والـزهر يولــد في رأسـي

أشبــاحا راقصـة لـــخرير

المـاء وصوت الأجــراس

مابال سكينتي اضطــربت

وجحـافل أشبـاحي هـربت

قد عــاد الشـك وأنــصاره

آلام العيــــــــش وأوزاره

وقد تصرفنا في هذه القصيدة الطويلة لندلل على صحة رأينا في شعره إنه الشعر الهادئ الذي يجد مصبه في وجدان القارئ لافي أذن السامع والشاعر هنا يتعبد في محراب الطبيعة بفرح طفولي ويستذكر شوامخ صنين ويعابث الزهر ويناغي النهر لولا تباريح الشك وتصاريف الحياة ونكد الفكر . وقد كان شعرنا العربي بحاجة إلى هذا النوع من الشعر –شعر القلب والعقل –شعر الإندغام في الطبيعة والوجدان ، فتصير الطبيعة والشاعر واحدا بعد أن كانت موضوعا.

فميخائيل نعيمة ليس الشعر عنده معرفة ( أي علما) وليس الشاعر هو الذي يعدد لك الأشياء ويتلاعب بتشبيهاتها، ويقول لك ماهو ذلك الشىء بل الشعر عنده قبسة من نور الوجود ورشفة من محيط الحياة وحبل سري موصول بمشيمة الكون يحس من خلاله قارئ شعره بإنسانيته تفيض على الوجود وبأخوته حتى للدودة وقد خاطبها مرة في إحدى قصائده بـ "ياأختاه".

ومازلت أذكر أيام الصبا وأيام الدراسة الإبتدائية حين كنا تلامذة في الصفوف الإبتدائية كيف كنا نحفظ قصيدته " لست أخشى" ونرددها في الأزقة بل ويرددها كل لنفسه وأنا واحد منهم.
كيف استطاع هذا الرجل أن ينفذ إلى قلب الطفولة العميق الغامض وإلى نفسها العجيبة المتقلبة فتأبى الطفولة أن تنسى تلك القصيدة التي منها هذه الأبيات؟ :

سقـــــف بيتي حــــديد

ركن بيتــي حجــر

فاعصفي ياريــــــــاح

وانتحــــــب ياشجر

واسبحـــي يا غيــــوم

واهطلي بالمـــطــر

واقصفي يا رعــــــود

لست أخشى خطــــر

من سراجي الضئيل

أستـمد البـــــــــصر

كلــما الــليل طــــال

والظــلام انتــــــشر

وإذا الفــــــجر مـات

والنـــــــهار انتــحـر

فاختــفي يـا نجـــوم

وانطفـىء يـا قمـــــر

باب قلبـي حصـين

من صنـوف الكـــــدر

وازحفـي يا نحوس

بالشقــــــا والضـجــر

لست أخشى العذاب

لسـت أخـشى الضـرر

وحلــــيفي القــضاء

ورفيقــي القـــــــــــدر

وقد استخدم الشاعر مجزوء المحدث دون خبن " فاعلن " المخبونة وجوبا والشاعر معروف باستخدامه الأبحر النادرة لأنها تحقق مأربه في التجديد .
فلما كبرنا واتسعت مداركنا ودرسنا نظريات الفن والشعر وألممنا بالمذاهب الأدبية وبمستويات الدلالة وحفظنا مئات القصائد القديمة والمحدثة أدركنا ما في هذه القصيدة من جمال فني ، ففي عهد الطفولة الغض فهمنا مظاهر الطبيعة على حقيقتها المطر، الليل ، الفجر ، القمر ، ركن البيت سقف البيت ، وهذه الدلالات تناسب عهد الطفولة وأما دلالاتها الأخرى فهي فلسفية عميقة إنها الحلولية الكونية ، حيث تتماهى ذات الشاعر مع الموجودات الموحدة في كثرتها فتستمد من ذلك الوجود السكينة و الوداعة والرضا بالقدر وتتنعم بإنسانيتها الواعية الخلاقة بلا كبرياء أو جبروت زائف إنها النهر يجري منسابا ثابت الخطى إلى مصب الوجود العظيم .
لهذا نفهم لماذا أعرض ميخائيل نعيمة عن الزواج والنسل والإغراق في المتع الحسية وتعبد في"الشخروب " فلقد وجد هناك بهجة الروح وسلوى الخاطر وتناغمت خفقات قلبه مع حفيف الشجر وانسجمت أنفاسه مع خرير الماء وجاء شعره تعبيرا عن هذا الموقف الفذ والحالة الإنسانية الفريدة التي أضافت إلى شعرنا ماكان ينقصه وسدت ثغرة كان من حق الغير أن يعتبرها مثلبة ونقيصة في أدبنا فتحية إلى ناسك "الشخروب" في رقدته الأبدية ولنا في شعره الغذاء للروح والفرح الطفولي والموقف الصوفي النبيل.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مختارات من شعر ميخائيل نعيمة,شعر وقصائد ميخائيل نعيمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» أغمض جفونك تبصر ,شعر وقصائد ميخائيل نعيمة,ديوان ميخائيل نعيمة pdf
» نظرة فى الشعر وأوزانه ميخائيل نعيمة,مقالات ميخائيل نعيمة فى الغربال
» مختارات من قصص يوسف إدريس
» مختارات من قصص الطيب صالح
» شعر وقصائد روخاش زيفار , مختارات من الشعر الكردى الحديث

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا