آخر المساهمات
2024-11-06, 9:59 pm
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

محمد الماغوط حطّاب الأشجار العالية

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : محمد الماغوط حطّاب الأشجار العالية 15781612
محمد الماغوط حطّاب الأشجار العالية Icon_minitime 2020-09-30, 6:25 am
@hassanbalam
#محمد_الماغوط

البدوى الأحمر شعر محمد الماغوط

ديوان حزن فى ضوء القمر محمد الماغوط

محمد الماغوط .. حطاب الأشجار العالية



قد يكون محمد الماغوط واحداً من أكبر الأثرياء في عصرنا, إرثه مملكة مترامية, حدودها الكوابيس.. والحزن.. والخوف.. واللهفة الطاعنة بالحرمان, وشمسها طفولة نبيلة وشرسة.

عاش الماغوط مع الكوابيس, حتى صار سيد كوابيسه وأحزانه, وصار الخوف في لغته نقمة على الفساد والبؤس الإنساني بكل معانيه وأشكاله, لغته مشتعلة دائما تمسك بقارئها, تلسعه كلماتها كألسنة النيران, ترجّه بقوة, فيقف قارئ الماغوط أمام ذاته, ناقداً, باكياً, ضاحكاً, مسكوناً بالقلق والأسئلة.

في قصائده ومقالاته ومسرحياته وأفلامه, قدّم محمد الماغوط نفسه عازفاً منفرداً, وطائراً خارج السرب, لا يستعير لغته من أحد, ولا يشبه إلاّ نفسه: في انتمائه وعشقه وعلاقته بالناس والأمكنة.

وفيٌّ لعذاباته, قوي الحدس, شجاع في اختراق حصار الخوف وأعين الرقباء, منحاز إلى الحرية والجمال والعدل, وله طقسه النادر في حب الوطن ورسم صور عشقه له, التي تقدمه مغايراً للمألوف في قيمه وعواطفه وانكساراته وأحلامه.

ورغم إعلانه أن الفرح ليس مهنته, وأن غرفة نومه بملايين الجدران, فهو بارع في اقتناص السعادة والاحتفاظ بها زمنا طويلا, لكنها سعادة الماغوط المستولدة من رحم القهر والسجن والخيبة والتشرد وغدر الأصدقاء ورحيل الأحبة, سجنه المبكر قبل قرابة نصف قرن, لايزال نبعاً لذكريات, تتحول المرارة فيها, إلى سخرية حيناً.. وحكمة حيناً.. وإضاءات.. يطل من خلالها على نفسه أحياناً كثيرة.

مدينة (سلمية).. ودمشق.. وبيروت.. محطات حميمة في دفاتر الماغوط وفي حياته الشخصية والإبداعية.

كل الأرصفة والحانات والأقبية والحدائق العامة.. وكل الصالونات والفنادق والمقاهي والصحف ودور النشر, وكل الكتّاب والرسامين والصحفيين وعمال المقاهي وشرطة المرور والسجانين والمومسات وقطّاع الطرق كل النساء اللاتي أحبهن أو اللاتي نظرن باستعلاء إلى مظهره الريفي البائس واخترن مجالسة غيره.. وكل من مرّ بهم الماغوط في مراحل حياته المختلفة, ولا يزالون يقاسمونه غرفة نومه.. يرى ملامح لهم ومرتسمات وصوراً عالقة في كئوس شرابه ولفافات تبغه.. ومحابره.. وأوراقه الخاصة.

كتب محمد الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية, وكتب الرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي, وهو في كل كتاباته حزين إلى آخر الدمع.. عاشق إلى حدود الشراسة, باحث عن حرية لا تهددها جيوش الغبار.

هو شاعر في كل نصوصه وفي كل تفاصيل حياته, يحتفظ بطفولة يندر مثيلها, يسافر كل يوم إلى نفسه وذكرياته, فيدلل أحزانه ومواجعه, ويستعيد صور أحبته وأصدقائه وعذابات عمره الحميمة.. ويداوي نفسه بالكتابة والمكاشفة فتولد قصائده ونصوصه حاملة صورة محمد الماغوط وحريق روحه واكتشافاته التجريبية في الحياة واللغة.. فهو مدهش مفرد الأسلوب والموهبة, وأصدقاء شعره في جيله وكل الأجيال اللاحقة يتبارون في الاحتفال والاحتفاء بهذا الشاعر الضلّيل الكبير.

عام 1934 كان ميلاد الشاعر محمد الماغوط في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية.. وسلمية ودمشق وبيروت كانت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه.

مؤلفاته

1 - حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959).


2 - غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت - 1960).


3 - الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970).


4 - العصفور الأحدب - مسرحية (لم تمثل على المسرح - 1960).


5 - المهرج - مسرحية (مثلت على المسرح 1960 - طبعت عام 1998 دار المدى - دمشق).


6 - الأرجوحة رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر).


7 - ضيعة تشرين - مسرحية (لم تطبع - مثلت على المسرح 1973 - 1974).

8 - غربة - مسرحية (لم تطبع - مثلت على المسرح 1994).

9 - كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مثلت على المسرح 1979).

10 - حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري).

11 - وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري).

12 - الحدود - فيلم سينمائي (إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية).

13 - التقرير - فيلم سينمائي (إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية).

14 - شقائق النعمان - مسرحية (لم تطبع - مثلت على المسرح 1986 - 1987).

15 - وادي المسك - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري).

16 - سأخون وطني - مقالات نقدية (دار رياض الريس للنشر - لندن 1987).

17 - خارج السرب - مسرحية (مثلت على المسرح - طبعت في دار المدى للثقافة والنشر 1999 دمشق).

18 - أعمال محمد الماغوط (شعر - مسرح - رواية) - (دار المدى - دمشق 1998).

19 - سياف الزهور - نصوص حرة (دار المدى - دمشق 2001).

20 - المسافر - فيلم سينمائي (قيد الظهور).

- أعماله الكاملة طبعتها دار العودة في لبنان وأعادت طباعتها دار المدى بدمشق.

وثمة ترجمات لدواوينه ومختارات له نشرت في عواصم عالمية متعددة إضافة إلى دراسات نقدية وأطروحات جامعية حول شعره ومسرحه.

- زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح ولهما بنتان: (شام) وتعمل طبيبة, و(سلامة) متخرجة في كلية الفنون الجميلة بدمشق.

والمختارات التي ننشرها بعض من قصائد ديوانه المعروف

(الفرح ليس مهنتي).


في الليل


أيها الحارس العجوز يا جدّي

أعطني كلبك السلوقي لأتعقّب حزني
أعرني مصباحك الكهربائي

لأبحث عن وطني
من أزقة طويلة كسياط أجدادي

آتي إليك,
والاستغاثاتُ مصطفةٌ في حنجرتي كالمجاذيف

لأشكو لك الغبار والجماهير
الليل والزهور والموسيقى

لأشكو لك ذلك الرصيف:
ما أن شرعت بقصتي

حتى انسل بين الأزقة كالأفعى
وتركني وحيداً... وقدماي

تهتزان في الهواء كقدميّ المشنوق
ولذا جئتك مرفرفاً بيدي كالخفاش

لا أعرف أين أمضي هذه الليلة
وكل ليلة

الأرصفة التي أعبرها
تلفظ خطواتي كالدواء المرّ

الجدران التي ألمسُها
ترتعشُ تحت أصابعي كالشفاه قبل الزئير

بعد تفكير طويل
انزعوا الأرصفة

لم تعدّ لي غايةٌ أسعى إليها
كل شوارع أوروبا

تسكعُتها في فراشي
أجملُ نساء التاريخ

ضاجعتهنَّ وأنا ساهمٌ في زوايا المقهى
قولوا لوطني الصغير والجارح كالنمر

إنني أرفع سبابتي كتلميذ
طالباً الموت أو الرحيل

ولكن
لي بذمته بضعةُ أناشيد عتيقة

من أيام الطفولة
وأريدها الآن

لن أصعد قطاراً
ولن أقول وداعاً

ما لم يُعِدْها إلي حرفاً حرفاً
ونقطة نقطة

وإذا كان لا يريد أن يراني
أو يأنف من مجادلتي أمام المارة

فليخاطبني من وراء جدار
ليضعها في صُرَّةٍ عتيقةٍ أمام عتبة

أو وراء شجرة ما
وأنا أهرع لالتقاطها كالكلب

ما دامت كلمة الحرية في لغتي
على هيئة كرسي صغيرٍ للإعدام

كل العيون نحو الأفق
مذ كانت رائحة الخبز

شهية كالورد
كرائحة الأوطان على ثياب المسافرين

وأنا أسرّح شعري كل صباح
وأرتدي أجمل ثيابي

وأهرع كالعاشقِ في موعده الأول
لانتظارها

لانتظار الثورة التي يبستْ
قدماي بانتظارها

من أجلها
أحصي أسناني كالصيرفي

أداعبها كالعازف قبل فتح الستار
بمجــرد أن أراهـا وألمـح ســـوطـــاً مـــن ســـياطــها

أو رصاصةً من رصاصاتها
سأضعُ يدي حول فمي

وأزغرد كالنساء المحترفات
سأرتمي على صدرها كالطفل المذعور

وأشكو لها
كم عذّبني الجوع وأذلّني الإرهاب

من العتبة إلى السماء
الآن

والمطرُ الحزين
يغمرُ وجهي الحزين

أحلم بسلّمٍ من الغبار
من الظهورِ المحدودبة

والراحاتِ المضغوطةِ على الركب
لأصعدَ إلى أعالي السماء

وأعرف
أين تذهبُ آهاتنا وصلواتنا؟

آه يا حبيبتي
لابد أن تكون

كل الآهاتِ والصلوات
كل التنهدات والاستغاثات

المنطلقة
من ملايين الأفواه والصدور

وعبر آلاف السنين والقرون
متجـمعـــةً فـــــي مكــــانٍ مـــــا مــــن الســــماء... كالغــيـــوم


بعد تفكير طويل


انزعوا الأرصفة
لم تعد لي غاية أسعى إليها
كل شوارع أوروبا
تسكّعتها في فراشي
أجمل نساء التاريخ
ضاجعتهنّ و أنا ساهمٌ في زوايا المقهى

قولوا لوطني الصغير و الجارح كالنمر
إنني أرفع سبابتي كتلميذ
طالباً الموت أو الرحيل
ولكن
لي بذمته بضعة أناشيد عتيقة
من أيام الطفولة
و أريدها الآن
لن أصعد قطاراً
و لن أقول وداعاً
ما لم يُعِدها إليّ حرفاً حرفاً
و نقطة نقطة
و إذا كان لا يريد أن يراني
أو يأنف من مجادلتي أمام المارة
فليخاطبني من وراء جدار
ليضعها في صُرّة عتيقةٍ أمام عتبة
أو وراء شجرة ما
و أنا أهرع لالتقاطها كالكلب
ما دامت كلمة الحرية في لغتي
على هيئة كرسيٍّ صغير للإعدام

قولوا لهذا التابوت الممدد حتى شواطئ الأطلسي
إنني لا أملك ثمن المنديل لأرثيه
من ساحات الرجم في مكّه
إلى ساحات الرقص في غرناطه
جراح مكسوّةٌ بشعر الصدر
و أوسمة لم يبق منها سوى الخطافات
الصحاري خاليةٌ من الغربان
البساتين خاليةٌ من الزهور
السجون خاليةٌ من الاستغاثات
الأزقة خاليةٌ من المارّة
لا شيء غير الغبار
يعلو و يهبط كثدي المصارع
فاهربي أيتها الغيوم
فأرصفة الوطن
لم تعد جديرةً حتى بالوحل
......

الوشم


الآن

في الساعة الثالثة من القرن العشرين

حيث لا شيء

يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ الماره

سوى الاسفلت

سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو

ولن أنهض

حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين

في العالم

وتوضع أمامي

لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..

حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين

من قبضات أصحابها

وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى)

في غاباتها

أضحك في الظلام

أبكي في الظلام

أكتبُ في الظلام

حتى لم أعدْ أميّز قلمي من أصابعي

كلما قُرعَ بابٌ أو تحرَّكتْ ستاره

سترتُ أوراقي بيدي

كبغيٍّ ساعةَ المداهمه

من أورثني هذا الهلع

هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ

ما ان أرى ورقةً رسميةً على عتبه

أو قبعةً من فرجة باب

حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها

ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه

كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات

تطارده من شريان إلى شريان

آه يا حبيبتي

عبثاً أستردُّ شجاعتي وبأسي

المأساة ليست هنا

في السوط أو المكتب أو صفارات الإنذار

إنها هناك

في المهد.. في الرَّحم

فأنا قطعاً

ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سرّه

بل بحبل مشنقة



جنون العظمة

بيدي رزمة من المفاتيح

الشعر، الحب، العظمة، الخلود،

ولكنني لم أحقق أي نجاح في أي منها

بسبب بطء أو سرعة أو خطأ في الإيلاح أو الولوج

إنني بحاجة إلى مسحة من الغلّ والحسد

كالتي نراها في عيون اليهود والشيوعيين والغزاة المدحورين.

*

بعض الكتب نرجسية كالطغاة

وعدوانية ومتوحشة كالصخور

وبعضها وديع وأليف كالريش

ولذلك أعزلها وأفرزها عن بعضها البعض

ولا أدعها تنام في غرفة واحدة

فكيف في درج واحد.

*

ليست بحاجة إلى ريشة

لأكتب عن الكبرياء

ولا إلى وردة

لأكتب عن الربيع

ولا إلى ينبوع

لأكتب عن العطاء

ولا إلى التسول لأكتب عن الفقراء

وعندما أفكر بما سأكتب

وما هو ممنوع أو مسموح

وأكيل كل كلمة بمكيال كالدبّاس

لا أخط حرفاً واحداً...

أما عندما أترك على سجيتي

فغير الله لا يعرف ماذا أكتب

وأية أبواب أطرق

وفي أية مجاهيل أتوغل

وعلى أية أطلال أصدح

وأكتسح في طريقي: العقل والمنطق وحتى المارة وشارات المرور.



القتل

ضع قدمك الحجريةَ على قلبي يا سيدي

الجريمةُ تضرب باب القفص

والخوفُ يصدحُ كالكروان

ها هي عربةُ الطاغية تدفعها الرياح

وها نحن نتقدم

كالسيف الذي يخترقُ الجمجمه .

. . .

أيها الجرادُ المتناسلُ على رخام القصور والكنائس

أيتها السهولُ المنحدرة كمؤخرة الفرس

المأساةُ تنحني كالراهبه

والصولجان المذهَّبُ ينكسر بين الأفخاذ .

كانوا يكدحون طيلة الليل

المومساتُ وذوو الأحذية المدبَّبه

يعطرون شعورهم

ينتظرون القطار العائد من الحرب .

قطار هائل وطويل

كنهر من الزنوج

يئن في أحشاءِ الصقيع المتراكم

على جثث القياصرة والموسيقيين

ينقل في ذيله سوقاً كاملاً

من الوحل والثياب المهلهله

ذلك الوحل الذي يغمرُ الزنزانات

والمساجد الكئيبة في الشمال

الطائرُ الذي يغني يُزجُّ في المطابخ

الساقيةُ التي تضحك بغزاره

يُربَّى فيها الدود

تتكاثرُ فيها الجراثيم

كان الدودُ يغمر المستنقعات والمدارس

خيطان رفيعة من التراب والدم

وتتسلَّق منصّاتِ العبودية المستديره

تأكل الشاي وربطات العنق ، وحديد المزاليج

من كل مكان ، الدود ينهمرُ ويتلوى كالعجين ،

القمحُ ميت بين الجبال

وفي التوابيت المستعمله كثيراً

في المواخير وساحات الإعدام

يعبئون شحنه من الأظافر المضيئه إلى الشرق

وفي السهول التي تنبع بالحنطة والديدان ...

حيث الموتى يلقون على المزابل

كانت عجلاتُ القطار أكثر حنيناً إلى الشرق ،

يلهث ويدوي ذلك العريسُ المتقدم في السن

ويخيط بذيله كالتمساح على وجه آسيا .

كانوا يعدّون لها منديلاً قانياً

في أماكنِ التعذيب

ومروحةً سميكةً من قشور اللحم في سيبريا ،

كثير من الشعراء

يشتهون الحبر في سيبريا .

. . .

البندقيةُ سريعةٌ كالجفن

والزناد الوحشي هاديءٌ أمام العينين الخضراوين

ها نحن نندفع كالذباب المسنّن

نلوِّحُ بمعاطفنا وأقدامنا

حيث المدخنةُ تتوارى في الهجير

وأسنان القطار محطّمة في الخلاء الموحش

الطفلةُ الجميلةُ تبتهل

والأسيرُ مطاردٌ على الصخر .

أنامُ وعلى وسادتي وردتان من الحبر

الخريفُ يتدحرج كالقارب الذهبي

والساعات المرعبه تلتهبُ بين العظام

يدي مغلقة على الدم

وطبقةٌ كثيفة من النواح الكئيب

تهدر بين الأجساد المتلاصقة كالرمل

مستاءةً من النداء المتعفّن في شفاه غليظه

تثير الغثيان

حيث تصطكُّ العيونُ والأرجل

وأنين متواصل في مجاري المياه

شفاه غليظة ورجال قساة

انحدروا من أكماتِ العنف والحرمان

ليلعقوا ماء الحياة عن وجوهنا

كنا رجالاً بلا شرفٍ ولا مال

وقطعاناً بربرية تثغو مكرهة عبر المآسي

هكذا تحكي الشفاه الغليظةُ يا ليلى

أنت لا تعرفينها

ولم تشمي رائحتها القويةَ السافله

سأحدثك عنها ببساطة وصدق وارتياح

ولكن

ألاَّ تكوني خائنة يا عطورَ قلبي المسكين

فالحبر يلتهب والوصمةُ ترفرف على الجلد .

. . .

غرفتي مطفأةٌ بين الجبال

القطيع يرفع قوائمه الحافيه

والأوراق المبعثرة تنتظر عندليبها

وندلفُ وراء بعضنا إلى المغسله

كجذوع الأشجار يجب أن نكون

جواميس تتأملُ أظلافها حتى يفرقع السوط

نمشي ونحن نيام

غفاة على البلاط المكسو بالبصاق والمحارم

نرقد على بطوننا المضروبة بأسلاك الحديد

ونشرب الشاي القاحلَ في هدوءٍ لعين

وتمضي ذبابة الوجود الشقراء

تخفقُ على طرف الحنجره

كنا كنزاً عظيماً

ومناهلَ سخيه بالدهن والبغضاء

نتشاجرُ في المراحيض

ونتعانق كالعشاق .

. . .

اعطني فمك الصغير يا ليلى


اعطني الحلمةَ والمدية اننا نجثو

نتحدثُ عن أشياء تافهه

وأخرى عظيمة كالسلاسل التي تصرُّ وراء الأبواب

موصدة .. موصدة هذه الأبواب الخضراء

المنتعشة بالقذاره

مكروهة صلده

من غماماتِ الشوق الناحبة أمامها

نتثاءبُ ونتقيأُ وننظر كالدجاجِ إلى الأفق

لقد مات الحنان

وذابت الشفقة من بؤبؤ الوحشِ الانساني

القابعِ وراء الزريبه

يأكل ويأكل

وعلى الشفة السفلى المتدلية آثار مأساة تلوح

أمي وأبي والبكاء الخانق

آه ما أتعسني إلى الجحيم أيها الوطن الساكن في قلبي

منذ اجيال لم أرَ زهره .

. . .

الليالي طويله والشتاءُ كالجمر

يومٌ واحد

وهزيمةٌ واحدة للشعب الأصفر الهزيل

انني ألمس لحيتي المدبَّبه

أحلم براحة الأرض وسطوح المنازل

بفتاةٍ مراهقةٍ ألعقها بلساني

السماء زرقاء

واليد البرونزيةُ تلمس صفحة القلب

الشفاهُ الغليظةُ تفرز الأسماء الدمويه

وأنا مستلقٍ على قفاي

لا أحدَ يزورني أثرثرُ كالأرمله

عن الحرب ، والأفلام الخليعة ، ونكران الذات

والخفير المطهَّم ، يتأمل قدميَ الحافيتين

وقفتُ وراء الأسوار يا ليلى

أتصاعد وأرتمي كأنني أجلس على نابض

وقلبي مفعمٌ بالضباب

ورائحة الأطفال الموتى

إن أعلامنا ما زالت تحترقُ في الشوارع

متهدلة في الساحات الضاربة إلى الحمره

كنت أتساقط وأحلم بعينيك الجميلتين

بقمصانك الورديه

والهجير الضائع في قبلاتكِ الأخيره

مرحباً بكِ ، بفمك الغامقِ كالجرح

بالشامة الحزينة على فتحةِ الصدر

أنا عبدٌ لك يا حبيبه

ترى كيف يبدو المطر في الحدائق ؟

ابتعدي كالنسيم يا ليلى

يجب ألا تلتقي العيون

هرم الانحطاطِ نحن نرفعه

نحن نشكُّ راية الظلم في حلقاتِ السلاسل

بالله لا تعودي

شيءٌ يمزقني أن أراهم يلمسونك بغلظه

أن يشتهوك يا ليلى

سألكمُ الحديد والجباه الدنيئه

سأصرخُ كالطفل وأصيح كالبغي

عيناكِ لي منذ الطفولة تأسرانني حتى الموت .

. . .

انطفأَ الحلم ، والصقرُ مطاردٌ في غابته

لا شيء يذكر

إننا نبتسمُ وأهدابنا قاتمةٌ كالفحم

هجعت أبكي أتوسَّل للأرض الميتة بخشوع

أوّاه لِم زرتني يا ليلى ؟

وأنت أشدُّ فتنةً من نجمة الشمال

وأحلى رواءً من عناقيد العسل

لا تكتبي شيئاً سأموتُ بعد أيام

القلبُ يخفق كالمحرمه

ولا تزال الشمس تشرق ، هكذا نتخيل

إننا لا نراها

على حافة الباب الخارجي

ساقيةٌ من العشب الصغير الأخضر

تستحمُّ في الضوء

وثمة أحذية براقة تنتقل على رؤوس الأزهار

كانت لامعة وتحمل معها رائحة الشارع ، ودور السينما

كانت تدوس بحريه

ووراء الباب الثالث

يقومُ جدارٌ من الوهم والدموع

جدار تنزلق من خلاله رائحة الشرق

الشرق الذليل الضاوي في المستنقعات

آه ، إنَّ رائحتنا كريهه

إننا من الشرق

من لك الفؤاد الضعيف البارد

إننا في قيلولةٍ مفزعةٍ يا ليلى

لقد كرهتُ العالم دفعة واحده

هذا النسيجَ الحشريَ الفتاك

وأنا أسير أمام الرؤوس المطرقة منذ شهور

والعيون المبلَّلة منذ بدء التاريخ

ماذا تثير بي ؟ لا شيء

إنني رجلٌ من الصفيح

أغنية ثقيلة حادة كالمياه الدفقه

كالصهيل المتمرد على الهضبه .

هضبة صفراء ميتة تشرق بالألم والفولاذ

فيها أكثرُ من ألف خفقة جنونية

تنتحبُ على العتبات والنوافذ

تلتصقُ بأجنحة العصافير

لتنقل صرخةَ الأسرى وهياج الماشيه

من نافذة قصرك المهدمة ، ترينها يا ليلى

مرعبة ، سوداء في منتصف الليل

ومئات الأحضان المهجورة تدعو لفنائها

وسقوطِ هامتها

وردمها بالقشِّ والتراب والمكانس

حتى لو قدِّر للدموع الحبيسة بين الصحراء والبحر

أن تهدرَ أن تمشي على الحصى

لازالتها تلك الحشرةُ الزاحفةُ إلى القلب

بالظلم والنعاس يتلاشى كل أثر

بالأنفاس الكريهه

والأجساد المنطوية كالحلزونات

بقوى الأوباش النائمة بين المراحيض

سنبني جنينة للأطفال

وبيوتاً نظيفه ، للمتسكعين وماسحي الأحذيه .

. . .

أتى الليل في منتصف أيار

كطعنةٍ فجائية في القلب

لم نتحركْ

شفاهنا مطبقةٌ على لحن الرجولة المتقهقر

في المقصورات الداخلية ثمة عويل يختنق

ثمة بساطة مضحكة في قبضة السوط

الأنوارُ مطفأة .. لماذا ؟

القمرُ يذهب إلى حجرته

وشقائق النعمان تحترق على الاسفلت

قشٌّ يلتهبُ في الممرات

وصريرُ الحطب يئنُّ في زوايا خفيه

آلاف العيون الصفراء

تفتِّشُ بين الساعات المرعبة العاقة

عن عاهرةٍ ، اسمها الانسانية

والرؤوس البيضاء ، مليئة بالأخاديد

يا رب تشرق الشمس ، يا إلهي يطلع النجم

دعه يغني لنا إننا تعساء

عذبْنا ما استطعت

القملُ في حواجبنا

وأنت يا ليلى لا تنظري في المرآة كثيراً

أعرفك شهيةً وناضجه

كوني عاقلة وإلا قتلتك يا حبيبه .

. . .

لتشرق الشمس

لتسطع في إلية العملاق

الحدأة فوق الجبل

الغربةُ جميلةٌ ، والرياحُ الزرقاء على الوساده

كانت لها رائحة خاصه

وطعم جيفيّ حار ، دعه

ملايين الابر تسبح في اللحم .

. . .

أين كنتَ يوم الحادثه ؟


كنت ألاحقُ امرأةً في الطريق يا سيدي

طويلةً سمراء وذات عجيزة مدملجه

إنني الوحيد الذي يمرُّ في الشارع دون أن يحييه أحد

دعني لا أعرف شيئاً

اطلقْ سراحي يا سيدي أبي مات من يومين

ذاكرتي ضعيفه ، وأعصابي كالمسامير .

. . .

أنا مغرمٌ بالكسل


بعدة نساءٍ على فراشٍ واحد

الجريمة تعدو كالمهر البري

وأنا مازلت ألعقُ الدم المتجمدَ على الشفة العليا

مالحاً كان ، من عيوني يسيل

من عيون أمي يسيل

سطّحوه على الأرض

الأشرعة تتساقط كالبلح

لقد فات الأوان

إنني على الأرض منذ أجيال

أتسكع بين الوحوش والأسنان المحطمه

أضربه على صدره إنه كالثور

سفلَه ، دعني آكل من لحمه

بشدةٍ كان الألم يتجه في ذراعي

بشدة ، بشدة ، نحن عبيد يا ليلى

كنت في تلك اللحظه

أذوق طعم الضجيج الانساني في أقسى مراحله

مئات السياط والأقدام اليابسه

انهمرتْ على جسدي اللاهث

وذراعي الممددة كالحبل

كنت لا أميّزُ أيَّ وجهٍ من تلك الوجوه

التي نصادفها في السوق والباصات والمظاهرات

وجوهٌ متعطشةٌ نشوى

على الصدر والقلب كان غزالُ الرعب يمشي

بحيرة التماسيح التي تمرُّ بمرحلة مجاعه

مجاعة تزدردُ حتى الفضيله

والشعورَ الالهي المسوَّس

لقد فقدنا حاسة الشرف

أمام الأقدام العاريةِ والثياب الممزقه

أمام السياط التي ترضعُ من لحم طفلةٍ بعمر الورد

تجلد عاريةً أمام سيدي القاضي

وعدة رجال ترشحُ من عيونهم نتانةُ الشبق

والهياجُ الجنسي

وجوه طويلة كقضبان الحديد

تركتني وحيداً في غرفة مقفلةٍ ، أمضغ دمي

وأبحث عن حقد عميق للذكرى .

النجيع ينشدُّ على طرف اللسان

والغرابُ ينهض إلى عشّه

الألمُ يتجول في شتى الأنحاء

والمغيص يرتفع كالموج حتى الهضبه

كادت تنسحب من هذا النضال الوحشي

من هذا المغيص المروع

رأسي على حافة النافوره

وماؤها الفضي يسيلُ حزينا على الجوانب

من وراء المياه والمرمر

يلوحُ شعرُ قاسيون المتطاير مع الريح

وغمامةٌ من المقاهي

والحانات المغرورقة بالسكارى

تلوح بنعومة ورفقٍ عبر السهول المطأطئة الجباه

لم يعد يورقُ الزيتون

ولم تدرْ المعاصر ، كلهم أذلاء

وأضلاعي تلتهبُ قرب البحيره

إنها تسقي الزهور ، أنا عطشان يا سيدي

في أحشاء الصحراء

أنقذني يا قمر أيار الحزين .

. . .

استيقظي أيتها المدينة المنخفضه

فتيانك مرضى ،

نساؤك يجهضن على الأرصفه

النهد نافر كالسكين

أعطني فمك ، أيتها المتبرجةُ التي تلبس خوذه

. . .

بردى الذي ينساب كسهلٍ من الزنبق البلوري

لم يعد يضحك كما كان

لم أعد أسمع بائع الصحف الشاب

ينادي عند مواقف الباصات

الحرية منقوشةٌ على الظهر

واللجام مليءٌ بالحموضه .

ضعْ قدمك الحجريةَ على قلبي يا سيدي

الريحُ تصفر على جليد المعسكرات

وثمة رجل هزيل ، يرفع ياقته

يشرب القهوه

ويبكي كإمرأةٍ فقدت رضيعها

دعْ الهواء الغريب

يكنس أقواسَ النصر ، وشالات الشيوخ والراقصات

إنهم موتى

حاجز من الأرق والأحضان المهجوره

ينبت أمام الخرائب والثياب الحمراء

وفاه ذئابٍ القرون العائدة بلا شاراتٍ ولا أوسمه

تشقَّ طريقها على الرمال البهيجة الحاره

لا شيء يُذكر الأرض حمراء

والعصافير تكسر مناقيرها على رخام القصر .

وداعا ، وداعاً اخوتي الصغار

أنا راحلٌ وقلبي راجعٌ مع دخان القطار .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محمد الماغوط حطّاب الأشجار العالية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» تحميل جميع كتب محمد الماغوط pdf,دواوين وروايات محمد الماغوط ,الأعمال الكاملة للشاعر
» حوار الأمواج,قصائد وشعر محمّد الماغوط,حزن فى ضوء القمر,ديوان محمد الماغوط pdf
» البدوى الأحمر شعر محمد الماغوط
» العراف محمد الماغوط (مقال قديم)
» تحميل كتاب سأخون وطني – محمد الماغوط

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا