الاسْـتِثْنَاءُ
حكم المستثنى بـ ( إِلاَّ )
وبيان العامل فيه
مَا اسْتَثْنَتِ الاَّ مَعْ تَمَامٍ يَنْتَصِبْ وَبَعْـدَ نَفْيٍ أَوْ كَنَفْىٍ انْتُخِـبْ
إِتْبَاعُ مَا اتَّصَلَ وَانْصِبْ مَا انْقَطَعْ وَعَنْ تَمِيـمٍ فِيهِ إِبْدَالٌ وَقَـعْ
* - الاستثناء ، أركانه ، وأدواته .
- الاستثناء ، هو: إخراج ما بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها ، نحو : نجح الطلاب إلا طالباً . فطالباً ، هو المستثنى أُخْرِج من حكم النّجاح .
ما دلّ على مخالفة بلفظ إلاّ أو إحدى أخواتها
وأركانه ثلاثة : 1- الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ 2- أداةُ الاستثناءِ 3- الْمُسْتَثْنَى .
وتوضيحها كما يلي : نجح الطلاب إِلاَّ طالباً .
المستثنى منـه : الطُّلاب
أداة الاستثناء : إِلاَّ
المسـتثنى : طالباً
وأدوات الاستثناء كثيرة ، أشهرها ( إِلاَّ ) وهي حرف ، وسيأتي بيان بَقِيَّة أدوات الاستثناء إن شاء الله فيما يأتي من أبيات الألفية .
- أنواع الاستثناء ، وتعريف كل نوع بالتفصيل .
-الاستثناء ثلاثة أنواع ، هي :
1- اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ 2- استثناءٌ مُنْقَطِعٌ 3- استثناءٌ مُفَرَّغٌ .
فالاستثناءُ الْمُتَّصِلُ ، هو : ما كان فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه ( أي : واحداً منه ، أو جزءاً من أجزائه ) . وللاستثناء المتصل حالتان ، هما :
أ- أن يكون تامَّا موجباً ، والمراد بالتام : ما ذُكِر فيه المستثنى منه ، والمراد بالموجب : ماخلا من النّفي ، أو شِبْهه ، والمراد بشبه النّفي : النَّهي ، والاستفهام .
مثاله : نجح الطلاب إلا طالباً . فالاستثناء في هذه الجملة متّصل تام موجب ، مُتَّصِلٌ ؛ لأن المستثنى ( الطالب ) واحد من الطلاب ومن جِنْسِهم .
وتَامٌّ ؛ لأن المستثنى منه ( الطلاب ) مذكور .
ومُوجَبٌ ؛ لأن الجملة لم تُسبق بنفي ، أو نهي ، أو استفهام .
ب- أن يكون تامّاً غير موجب ، نحو : ما نجح الطلابُ إلا طالبا . فالاستثناء في هذه الجملة ، متّصل تام غير موجب ، فهو غير موجب ؛ لأن الجملة منفيَّة بحرف النفي ( ما ) وكذلك يكون الاستثناء غير موجب في قولك : هل نجح الطلاب إلا طالباً ؟ وفي قولك : لا تسألْ أحداً إلا حامداً ؛ لأن الاستفهام والنّهي شبيهان بالنّفي .
أما الاستثناء المنقطع ، فهو : ما لم يكن فيه المستثنى بعضاً من المستثنى منه ، وله حالتان أيضا :
أ- أن يكون تاماً موجبا ، نحو : سافر الطلاب إلا المدرسين . فالاستثناء هنا منقطع ؛لأن المستثنى ( المدرسين ) ليسوا من المستثنى منه ( الطلاب ) وهو تامّ ؛ لوجود المستثنى منه ( الطلاب ) وموجب ؛ لخلوِّه من النَّفي ، وشِبهه .
ب- أن يكون تامّاً غير موجب ، نحو : ما سافر الطلاب إلا المدرسين ، ونحو : هل سافر الطلابُ إلا المدرسين .
وأمَّا الْمُفَرَّغ ، فهو : ما لم يُذكر فيه المستثنى منه ، ويكون الكلام فيه غير موجب ، نحو : ما جاء إلا حامدٌ . فالاستثناء هنا مُفَرَّغ ؛ لأن المستثنى منه غير مذكور (ولا بدَّ أَنْ يكون غير موجب ) ونحو قولك : هل جاء إلا حامدٌ ، ولا تسألْ إلا حامداً . وسيأتي بيانه مفصَّلا إن شاء الله .
- حكم المستثنى بـ ( إلا ) في الاستثناء المتصل .
- إذا كان الاستثناءُ المتَّصلُ تامّاً موجباً وجب نصب المستثنى ، نحو : نجح الطلابُ إلا طالباً ، ونحو: قام القومُ إلا زيداً . ومنه قوله تعالى : .
أما إذا كان تامّاً غير موجب فيجوز في المستثنى وجهان :
أ- نصبه على الاستثناء ، نحو : ما جاء القومُ إلا زيداً ، ونحو : هل مررتَ بأحدٍ إلا زيداً ، ونحو : لا تسألْ أحداً إلا زيداً .
ب- الإتباع على أنه بدل بعض من كل ، نحو : ما جاء القومُ إلا زيدٌ . فزيدٌ : يجوز فيه وجهان : الأول النّصب - كما في أمثلة الفقرة ( أ ) – ويجوز إعرابه : بدل بعض من كل ، وهو بذلك تابع للمستثنى منه . وإعرابه ( بدل ) هو الأرجح والأفصح ، ومن ذلك قوله تعالى : وقوله تعالى : ومن ذلك أيضا قولك : هل مررت بأحدٍ إلا زيدٍ ، ولا تسألْ أحداً إلا زيداً . وهذا هو معنى قول الناظم : " وبعد نفي أو كنفي انتُخِب إتباع ما اتَّصل ".
- حكم المستثنى في الاستثناء المنقطع .
- يجب نصب المستثنى في الاستثناء المنقطع عند جمهور العرب ، ولا يجوز الإتباع سواء أكان الكلام تامَّا موجباً ، أم كان تامّاً غير موجب ، نحو : حضر المسافرون إلا حقائبَهم ، ونحو : ما حضر المسافرون إلا حقائبَهم ، ونحو :
جاء الطلابُ إلا المدرسين ، وما جاء الطلاب إلا المدرسين . ومنه قوله تعالى : . أمّا بنو تميم فيجيزون الإتباع إذا كان تامّاً غير موجب ؛ يقولون : ما جاء الطلابُ إلا كتبُهم . فكتبُهم : بدل من الطلاب . وهذا هو معنى قول الناظم : " فانصب ما انقطع وعن تميم فيه إبدالٌ وقع " .
- عامل النَّصب في المستثنى الواقع بعد ( إِلاَّ ) .
- للنحاة في هذه المسألة خلاف طويل ، والمشهور أربعة أقوال :
1- أن النّاصب هو الفعل الواقع قبل ( إلاَّ ) بواسطة ( إلاَّ ) . وهذا هو مذهب السِّيرافي ، وقال الشَّلوبين : إنه مذهب المحقِّقِين ، وقال ابن عقيل : إنه هو الصحيح من مذاهب النحويين .
2- أنّ الناصب هو ( إلاَّ ) نفسها . وهذا مذهب ابن مالك ، وزعم أنه مذهب سيبويه .
3- أنّ الناصب هو الفعل الواقع قبل إلاَّ باستقلاله لا بواسطة إلا َّ ، كما قال أصحاب المذهب الأول ، ونُسب هذا القول لابن خروف .
4- أن الناصب هو فعل محذوف تدل عليه إلا ، تقديره : أَسْتَثْنِي . نَقَلَ السِّيرافي أنه مذهب المبرِّد ، والزَّّجَّاج .