® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2019-12-08, 10:48 pm | | #قصائد_سيدى_إبراهيم_الدسوقى
#أبا_العينين #برهان_الملة_و_الدين @hassanbalam
سقاني محبوبي بكأس المحبة .. إبراهيم الدسوقي
سقاني محبوبي بكأس المحبة فتهت عن العشاق سكرا بخلوتي ولاح لنا نور الجلالة لو أضا لصم الجبال الراسيات لدكت وكنت أنا الساقي لمن كان حاضرا أطوف عليهم كرة بعد كرة ونادمني سراً بسر وحكمة وإن رسول الله شيخي وقدوتي وعاهدني عهداً حفظت لعهده وعشت وثيقاً صادقاً بمحبتي وحكمي في سائر الأرض كلها وفي الجن والأشباح والمردية وفي أرض صين الصين والشرق كلها لأقصى بلاد الله صحت ولايتي أنا الحرف لا أقرأ لكل مناظر وكل الورى من أمر ربي رعيتي وكم عالم قد جاءنا وهو منكر فصار بفضل الله من أهل خرقتي وما قلت هذا القول فخراً وإنما أتى الإذن كي لا يجهلون طريقتي
#تائية_سيدى_ابراهيم_الدسوقى
تجلى لي المحبوب في كل وجهة .. إبراهيم الدسوقي
تجلى لي المحبوب في كل وجهة فشاهدته في كل معنى وصورة وخاطبني مني بكشف سرائري فقال أتدري من أنا قلت منيتي فأنت مناي بل أنا أنت دائماً إذا كنت أنت اليوم عين حقيقتي فقال كذاك الأمر لكنه إذا تعينت الأشياء كنت كنسختي فأوصلت ذاتي باتحادي بذاته بغير حلول بل بتحقيق نسبتي فصرت فناء في بقاء مؤبد لذات بديمومة سر مدية وغيبني عني فأصبحت سائلا لذاتي عن ذاتي لشغلي بغيبتي وأنظر في مرآة ذاتي مشاهداً لذاتي بذاتي وهي غاية بغيتي فأغدوا وأمري بين أمرين واقف علومي تمحوني ووهمي مثبتي خبأت له في جنة القلب منزلا ترفع عن دعد وهند وعلوة أنا ذلك القطب المبارك أمره فإق مدار الكل من حول ذروتي أنا شمس إشراق العقول ولم أفل ولا غبت إلا عن قلوب عمية يروني في المرآة وهي صدية وليس يروني بالمرآة الصقيلة وبي قامت الأنباء في كل أمة بمختلف الآراء والكل أمتي ولا جامع إلا ولي فيه منبر وفي حضرة المختار فزت ببغيتي وما شهدت عيني سوى عين ذاتها وإن سواها لا يلم بفكرتي بذاتي تقوم الذات في كل ذروة أجدد فيها حلة بعد حلة فليلى وهند والرباب وزينب وعلوى وسلمى بعدها وبثينة عبارات أسماء بغير حقيقة وما لوحوا بالقصد إلا لصورتي نعم نشأتي في الحب من قبل آدم وسرى في الأكوان من قبل نشأتي أنا كنت في العلياء مع نور أحمد على الحرة البيضاء في خلويتي أنا كنت في رؤيا الذبيح فداءه بلطف عنايات وعين حقيقة أنت كنت مع إدريس لما أتى العلا وأسكن في الفردوس أنعم بقعة أنا كنت مع عيسى على المهد ناطقاً وأعطيت داوداً حلاوة نغمة أنا كنت مع نوح بما شهد الورى بحاراً وطوفاناً على كف قدرة أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقة
سهام الليل صائبة المرامي .. إبراهيم الدسوقي
سهام الليل صائبة المرامي إذا وترت بأوتار الخشوع يقومها إلى المرمى رجالٌ يطيلون السجود مع الركوع بألسنة تهمهم في دعاءٍ وأجفان تفيض من الدموع إذا أوترن ثم رمين سهمًا فما يغني التحصن بالدروع
نوافح الجود فى العليا لى انفردت
نوافح الجود فى العـليا لى انفـردت من عـالم الغيب فى ســـر إلى أتت أقول لا فخـــر أسـرارى بدت فعلت أنا الدسوقى بروقـى فى السما لمعت وصنجكى فى العــــــــلا من ذا يضاهيه
تجمعت بى رجــــال كـنت عاهدهم يســـــاءلونـــى عـن حـــالى فاوهمهم لما أتـــى الوقت حـتمـــا ان أكلمهم... رأيت اســـمى مكـتــــوبا فقـلت لهم هذا مقـــامى فمـــن فيكـــم يســـاويه
وعندما عاينــــوا عينـــى التى كـتبت بأحـــــرف من جـــلال القـــدرة اتضحت رأوا مقامــى وما بـاعـــــــى له وصلت قالوا جميعا شــهدنا بالتى شـــهدت عيناـــك من منـــح الله الذى فـيـــه
شـــــربتها شــــــربة تشــفى من العلل وكأسها من يد الساقى تقدم لى فقــال لى اشــرب لك البشـرى من الأزل شـــربتها وأبو العباس يشـــــهد لى فى مجلس وأبــــــو العبــــــاس قاضيه
فى حضـرة الغــــوث و الأقطـــــــاب جمعهم فشــــاهدوا ما راوا طابت نفوســهم وكلهم من رجـــال طاب ذكرهم أميت بالغـــوث و الأقطـــــــاب جمعهم سبــــعين عــــاما لبـيت الله حاميــــه
نحــن الذى ســخر الله الوجــــــــود لنا ومن لبــاس التقى والفضل ألبسنا ادخل حمـــــــانا تنــــال الخير والمننــــا من جـــــــاء - ثم وافــــانا محــبتنــــا فنحن أوفـــــــى لمـن وافـــى نـوافيـه
لـى المقـــــام الــــذى قــامت أدلتــــه فى الخافقين وجيش النصــــر دولتــــــه تخشى جميع جنـــود الكون سطوته ... البـيت بيتى ومحــــــرابى وقبلــته وصاحب البيت أدرى بالــــــــذى فيه
أرح فـــــــــؤادك تكـفى الهـــم والحزنا كم خائف عندما أم الحمـــى أمنــــــــا إذا أردت ملـــــــوك الكون فاعرفنــــا نحن الملـــــوك فمن يأتــــى لخـدمتنا لن يخشـــــى ريب الليالى فى لياليه
اسلك طريقــــــى تعش فى نعمة وهنا ولازم الذكــــــــــر ســــرا كان أو علنــــــا ولاتنــــم كـسلا فالــــزهد فيه غنى الزهد راحتـنا والذكــــــر حرفتنــــا والعلـــــم صنعـتنا نقــــــرا ونقــــــريه
فالعلــــم بالذكـــر لا ينفـك مقتــــــرنـا والجهل صـــــاحبه فى غـفلة وعنـــــا قل للــذى قد غــــدا بالجهــــــل مفتتنا يا مدعـــــى العلم والجـــاه الرفيــــع بنا قف عنــــــدنا وخذ الماء من مجاريه
تنل مقـامـا وعــــــزا فى عواقبـــــه وقـد يحــــــوز المعالـــى فى مطـــــــــالبه السيف يحتـــــــاج عــــزما ان ضربت به السيـــــف لا نعطه إلا لضـــــاربه والقـــــوس لا نعطـــه إلا لراميــــــه
ولا تخـف حقــــــــق الآمـــــال والأمـــلا واتـــــرك النوم دع طول المدى كسلا فجــــود مولاك لم يكمــل وما كمــــــل طب يامريــــــدى نفسا واصطلح عمـــلا ولازم الذكـــر واشــــطح فى معانيه
نعطى المريـــد جميــع القصـــد والمنن ولا تخف اغتيــــــال الدهـر والزمـــن اسمـع كلامى فى ســــــر وفى علن أنا الدســــــــــوقى وكل الكون يعرفنـى كل يقـــــول امــــــام الديــــن حاميــــه
مدد ياقطب الاقطاب سيدى ابا العينين رضى الله عنه وقدس الله سره ومن اقوله قدس الله سره
من لم يحبس نفسه في قعر الشريعة ويختم عليها بخاتم الحقيقة لا يقتدى به في الطريقة
الشريعة كالشجرة والحقيقة ثمرتها فلا بد لكل واحد من الأخرى ، ولكن لا يدرك ذلك إلا من كمل سلوكه في طريق القوم
من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله، ..
| |
| |
® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2019-12-08, 10:56 pm | | مريدي لا تخف واعلم بأني ... قريب السر من مولي الموالي
مريدي طب وهم واشطح وغني ... وافعل ما تشا فالاسم عالي
مريدي أنني أدعي الدسوقي .. وشيخي المصطفي كأسي ملا لي
إنى حجازي شريف ونسبتي لها شرف سادت علي كل نسبة واســــــمي ابراهيـــــــم سمـــــى والـــدي بعــــبد العــــزيز المـــجد شــــيخ الحـــــقيقة يكنـــــى ابــو المجــــد المــــعظم شـــــأنه عليـــــه مــــن الرحمــــــن أزكـــــى تحــــية ووالـــده يســـــمى قــــريـــش وجــــــــدة محـــــمد المـــــــــختار خـــــير البــريـــــــة ووالـــده يســـــمى مــــــــحمد ناجــــــــيا لـه رتيـــــة تــــــعلو عـــــن كـــــل رتــــــبة ووالـــده يســــمى بـزيــــــن تـزيــــــــنت بــه ألأهـــــل والخــــــــلان أعــــظم زيـــــنة ووالـــده يســــمى بـعـــــبد الخــــــــالــق عليـــــــــه جــــــــمال بـــارع ومـــــــهابــــة ووالـــده يســــمى اذا بمــــــــــــــــــحمد أبـى الطــــــيب المشــــــــهور بيـــن الخلــيقة ووالـــده يســــمى بــــعبد الله الــــــــــذي تـــلثـــم عشــــقا حـــــــاز علـــــــما بـعـــــفة ووالـــده يســــمى بــــعبد الخــــــــــالــق جــــــميل المحـــــــيا خــــــــير آل وعـــــترة ووالـــده يســــمى أبـو القـــــاسم الـــــذى مـــــدائــحه ســــــادت علــــى كــــل مـدحـــه ووالــــده يســمى بجــــــعفرالــــــــــزكي لـــه رفعـــــــــــة بيـــــــن الأنـــام بحـــــــرمة ووالــــده يســمى علـى لــــه العـــــــــــلا تلقـــــــبه الهـــــــــــــادى معـــانيه جــــــــلت ووالــــده يســـمى مـــــحمد ســـــــــــــيد يـــــكني جــــــــــواداُ حـــاز علمــــا بجــــوده ووالـــده حــــقا يســــــمى علــي الرضـى لـــه همـــــــــة أكـــــرم بــــها خــــير همـــــة ووالــــده مـــوسى ويــــدعى بكـــــا ظــم لـــه بيــــن خــــــلق الله أحســــــــن ســــــــيرة ووالـــــده يســــمى بجــــعفرصـــــــــادق لـــه همــــــــة تـــــرجـى لكـــــــــل مـــــــلمة ووالــــده يســــمى محــــــــمد باقــــــــر شــــــــــــفيقا رفــــــــيقا ذو حـــــياء ورأفـــــة ووالـــــده زيـــــــــن لعبــــــــاد ربــــــه نشــــأ فى رضــى الرحــــــمن أفضـــل نشـــأة ووالـــــده الكــــــرار ســـــيد قــــــومــه عــــــــلى أبــو الســـــــبطين حـــامى العشــيرة وبــــعل بتــــول بضعـــــــة مــن نبيــــنا محـــــــمد المخـــــــتار خــــــير الخـــــــــليقة عليــــــه صـــــــلاة الله ثـــم ســــــــلامه مــــدا الــــدهر ماســـــار الحجيــــج لمـــــكة
هو شيخ الإسلام وحبيب الملك العلام ،القطب الرباني ، والهيكل النوراني ، إمام أهل الحقيقة ، وشيخ الطريقة ، الولي الكبير العتيق ، لسان أهل القرب والتصديق ، المتربع على عرش الولاية والتحقيق , الدسوقي، أبا العينين، برهان الملة والدين، القطب الأمجد ، رافع المهمات ، صاحب الولاية والكشف والاطلاعات ، بحر الورود والبركات، لسان الحضرات ، كعبة الحقيقة، سلطان أهل العون والصون ، الحسيب ، النسيب ، الشريف ، قاضي العشاق، صاحب السيفين ، صاحب الرمحين ، عريس المملكة : سيدي إبراهيم الدسوقي بن العارف بالله سيدي عبد العزيز أبي المجد القرشي، ينتهي نسبه إلى حضرة سيدنا ومولانا الإمام عليّ زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين سبط سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . أما من جهة والدته : يروى الجلال الكركى عن بعض الثقات أنها هي السيدة فاطمة ابنة ولى الله أبي الفتح الواسطي قدس الله سره , و كان سيدي ابوالفتح من أجل أصحاب سيدي احمد الرفاعي رضى الله عنه، كما انه من شيوخ سيدي أبي الحسن الشاذلي رضى الله عنه .
مولده ونشأته : ولد هذا الإمام الشريف سيدي إبراهيم الدسوقي رضى الله عنه فى الليلة الأخيرة من شهر شعبان (ليلة الشك) بدسوق سنة: 633 هجرية على أشهر الروايات حيث ذكر ذلك الإمام الشعراني و الإمام المناوي و العارف النبهاني رضى الله عنهم أجمعين وقيل أيضا : (653 هـ/1255 م - 696 هـ/1296) , في عهد الملك المعز عز الدين أيبك السلطان الأول للدولة المملوكية، وقيل أنه في ليله مولده ظهرت له أول كرامة، حيث كان ابن هارون حاضراً عند أبي المجد والد الدسوقي في الليلة التالية للتاسع والعشرين من شعبان حيث اتفق وقوع الشك في هلال رمضان، وفي هذه الحالة لا يعرف إن كان المسلمون سيصومون في اليوم التالي أم لا، فسأل ابن هارون أم الدسوقي عن إذا كان رضع في هذا اليوم ، فقالت أنه منذ أذان الفجر لم يرضع، فقال لها أن لا تحزن فسوف يرضع -الدسوقي- ثانية بعد أذان المغرب، ويعني بقوله أن الدسوقي قد صام، وعلى أساس معرفته بهذا الأمر أمر الناس بالصوم . وقد نًسب للدسوقي عن كرامته الأولى في كتابه الحقائق بأنه قال : إن الفقير مَنّ الله عليه من ظهر أبيه ولطف به في الأحشاء، فحين وضعتني أمي كنت مبشراً في ذلك العام بالصيام، ولم ير الهلال، وإن ذلك أول كرامتي من الله. و لقد كان أقطاب الولاية ينتظرون مولد الإمام الدسوقي و يبشرون به قبل ميلاده , كما تقول الصوفية أن إبراهيم الدسوقي بُشِر بمولده قبل أن يولد، فكان هناك بقرية سنهور المدينة جنوب شرق مدينة دسوق شيخ من كبار الصوفية وقتها اسمه محمد بن هارون، وكان على صلة وطيدة بوالد الدسوقي «أبي المجد عبد العزيز»، فكلما رأى ابن هارون أبا المجد قام له وشدّ على تكريمه إياه، حتى لاحظ أصحابه ذلك وسألوه عن سبب ذلك، فقال لهم : " في ظهره ولى يبلغ صيته المشرق و المغرب " ، وبعد ذلك بمدة رأوه قد ترك القيام فسألوه عن السبب، فقال لهم أن القيام لم يكن لشخص أبا المجد بل لبحر في ظهر وقد انتقل إلى زوجته. نشأ الإمام إبراهيم الدسوقي في بيت إيماني صالح فحفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، ودرس العلوم الشرعية المختلفة من توحيد وفقه وتفسير وبلاغة وأدب حتى أتقن علوم الشريعة وأصبح أحد كبار علماء الأمة، ودرس في علوم التصوف والأخلاق تزكية النفس وتبحر فيها حتى صار عينا من علوم الحقيقة وعينا من علوم الشريعة، ولذا لُقِبَّ بـ "أبي العينين"، وكان يعمل في صناعة الفخار والحصير والزراعة ليكسب قوت يومه، وكان مجاهدًا في سبيل الله فشارك في فتح عكا مع جيش المسلمين التي عسكر فيها الصليبيون. فهو إمام صوفي سني مصري، ومن أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية ، أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب، أشهرها برهان الدين وأبا العينين والدسوقى .. و للقب "الدسوقي" فقد لقب به نفسه، نسبة إلى مدينة دسوق بمصر التي ولد ونشأ بها، وعاش بها حتى وفاته .. فلفظ دسوق لفظ عربي، أصلها من مادة دَسَقْ وهو امتلاء الحوض بالماء حتى يفيض، فيطلق على الأحواض الصغيرة دُسُق ودُسوق، ويقول العرب "ملأت الحوض حتي دسق أي امتلأ حتى ساح ماؤه،و"الديسق" هو الحوض الملآنويطلق أيضاً على وعاء من أوعية العرب والخوان من الفضة، و"أدسقه" أي ملأه . حياته وأخباره : أقام سيدى إبراهيم رضى الله عنه بخلوته بدسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتًا متبتلا يسبح في بحار القرب من حضرة خالقه ومولاه جلّ في علاه , حيث قد دخل خلوته في سن ثلاث سنين ليتعبد، وخرج منها في سن ثلاث وعشرون سنة ليدفن والده أبو المجد بقرية مرقس بلدة والده المقابلة لمدينة دسوق في الضفة الغربية لنهر النيل فرع رشيد فحلف عليه بعض الفقراء والمساكين ألا يدخلها، فجلس تجاهها فعطلت أحوال سائر الناس واشتغلوا بالنظر إليه ، وبسبب ذلك أرخى برقعاً على وجهه. ولذلك منسوب له أبيات من الشعر عن نشأته تقول: نعـم نشـأتي في الحـب من قـبل آدم وسـرّي في الأكوان من قبل نشأتي على الدرة البيضاء كان اجتماعنا وفي قاب قوسـين اجـتماع الأحـبة وكُــــلّ وليّ للإلـــــه مؤيـــــدٌ يـــشهد أني ثـابت في ولايـــتي أنا القطب شيخ الوقت في كل مذهـب أنا السيد البرهان شيخ الحقيقة وعن الجانب العملي من تصوفه : فكان يشير إلى العمل بأحكام القرآن والسنة، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت, ويقوم على اصطناع المكابدة والمجاهدة وسلك طريق النسك والزاهدين، وذلك بالإكثار من الصيام والقيام والذِكر وقراءة القرآن، وبالتسبيح والتقديس والدعاء والابتهال، بجانب الزهد في الدنيا والترفع عن اللذائذ والشهوات، والابتعاد عن ضروب اللهو، وأن يرضى المريد بقضاء الله وقدره. رغم ما يُنسب للدسوقي من أقوال تظهر خشيته على أتباعه من الأتباع الكاذبين ومروجي الأساطير،إلا أنه ينسب له كثيرٌ من أتباعه العديد من الكرامات، وقد قال الإمام الدسوقي في هذا الصدد: إبراهيم الدسوقي خواص الخواص جعلوا زواياهم قلوبهم، ولبسوا تقواهم، وخوفهم من ربهم ومولاهم، قد رفضوا الكرامات ولم يرضوا بها وخرجوا عنها لعلمهم أنها من ثمرة أعمالهم، فلم يطيروا في الهواء، ولم يمشوا على ماء، ولم يُسَخّر لهم الهواء، ولم تُبصبص لهم الأسود، ولم يضربوا بالأرض فيتفجر الماء، ولا لاَمسوا مجذوماً ولا أبرص فبرئ ولا غير ذلك، فخرجوا من الدنيا وأجورهم موفورة كاملة رضي الله عنهم أجمعين. وقد سطع نجمه في العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، منذ أن ترك الخلوة وتفرغ لتلاميذه، ولما سمع السلطان الظاهر بيبرس البندقداري بعلم الدسوقي وتفقهه وكثرة أتباعه والتفاف الكثيرين حوله، أصدر قراراً بتعيينه شيخاً للإسلام، فقبل المنصب وقام بمهمته، وكان يهب راتبه من هذه الوظيفة لفقراء المسلمين، كما قرر السلطان بناء زاوية يلتقي فيها الشيخ بمريديه يعلمهم ويفقههم في أصول دينهم، وهي مكان مسجده الحالي، وظل الدسوقي يشغل منصب شيخ الإسلام حتى توفي السلطان بيبرس، ثم اعتذر عنه ليتفرغ لتلاميذه ومريديه. كان لإبراهيم الدسوقي صلة وطيدة بالصوفية، حيث كانت له صلة بالطريقة الرفاعية من جهة أبيه، فكان أبوه من أعيان خلفاء أبي الفتح الواسطي، وقد ألبس خرقته, لولديه موسى وإبراهيم, وأوراد قطبنا الكبير وأحزابه وصلواته على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تدل على مدى تمكنه وعلمه وفقهه الفياض، ولا غرو فقد تفقه شيخنا على مذهب مولانا الإمام الشافعي فهو بحر في الشريعة والحقيقة لا يدرك له قرار . تحكي بطون الكتب أن القطب الدسوقي خرج من خلوته وسافر إلى طندتا (طنطا حاليا) واجتمع هناك بالسيد احمد البدوي وبعد انتهاء اللقاء بين قطبي الولاية أنشد سيدي إبراهيم الدسوقي قائلاً : نلنا المنى والفضل تم .. كل الأولياء تبع والسيد عم . إنها شهادة الكبار للكبار،و تواضع العظماء للعظماء وأخلاق الأكابر من رجال الله رضي الله عنهم . فهو إمام الأئمة المدركين للكون والذين أظهر الله لهم المغيبات وخرق لهم العادات، ذو الباع الطويل والتصرف النافذ واليد الطولى فى أحكام الولاية، والقدم الراسخ فى درجات النهاية، وكان يتكلم بجميع اللغات . و قال العارف بالله العلامة الشيخ أبو بكر الأنصاري (رضي الله عنه) في (عقود اللآل ) في ترجمة الشيخ : " له المنهاج الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد البيضاء في علم الموارد، والباع الطويل في التصرف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتح المضاعف في المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود، وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام، وصرَّفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصومه في المهد " . عاش القطب الدسوقي عابداً زاهداً ومربياً لمريديه على هدي وبصيرة،فذاع صيته،واشتهرت كراماته،وأضحت دسوق حيث خلوته،محطاً لرحال القاصدين،ومشرباً للسالكين طريق رب العالمين وله من الكرامات الشهيرة ما يعجز اللسان عن وصفه،والجَنان عن حصره . وقد انتشرت طريقته في مصر والسودان خصوصاً، بجانب بعض الدول الإسلامية والأوروبيّة، وتفرعت من طريقته العديد من الطرق الأخرى، أشهرها: البرهامية، والشهاوية البرهامية، والدسوقية المحمدية في مصر، و قال فى حياته (وشاع طريقى فى الورى بعد غيبتى) . و من بعض كراماته رضى الله عنه : وقد حدث صِدام بين الإمام الدسوقي والملك الأشرف خليل بن قلاوون بعد توليه حكم مصر، بسبب فرض الحاكم المزيد من الضرائب الغير مبررة على رعايا الدولة، فبعث له الدسوقي رسائل ينصحه فيها ويزجره ويطلب منه الرحمة بالناس وإقامة العدل, فروى المبغضين للدسوقي ووشوا به عند السلطان، وأغروه بقتله حتى لا يُحدِث فتنة في البلاد، فبدأوا بإرسال طرد عبارة عن شهد مسموم كهدية من السلطان للدسوقي، فتسلم الدسوقي الهدية ثم جمع فقراء المدينة، وقال لهم: «هذا شهد إن شاء الله تعالى، كُلوه ولا مبالاة بإذن الله». فأكله الفقراء ولم يؤثر في أحد بحسب ما روُي في كتب الصوفية , وفي المرة التالية أرسل له السلطان أحد الأمراء ليقابله، وهو الأمير عز الدين. فركب الأمير إلى دسوق، فلما وصل؛ نصب خيمته على شاطئ النيل، وأرسل أحد أتباعه ليستدعي الشيخ للمثول بين يديه، فأرسل الشيخ من قبله من يقول له : «اجلس في خيمتك», فلم يقدر الأمير على الحركة وأصبح مشلولاً، وأبطأ خبره علي السلطان، وكثرت الشائعات وأصبحت المسألة مسألة تتعلق بكرامة السلطان وهيبته التي أصبحت في الميزان، فإما أن يقتل الشيخ أو يذله على الأقل، وإما أن يعترف بأنه أقل من أن يخضع أحد رعاياه لسلطانه. وأرسل السلطان وفداً من قبله ومعهم سَبَّاع يرافقه سبع يلقي إليه من يغضب عليهم السلطان، ولما وصلوا إلى دسوق وعلموا بأمر الأمير، قصدوا خلوة الشيخ، فلما اقتربوا من خلوته خرج لهم الدسوقي، فهاج الأسد وقطع الطوق من رقبته وذهب شطره، فخشي عليه مريدوه، فطمأنهم قائلاً: «إنه لا يفترس إلا الغافل». وحسب ما تقول الروايات أن الأسد كاد أن يفترس الوفد المرافق له، وجرت أمور بعد ذلك علم منها السلطان أنه وقع في حبائل الوشاة، ورأى السلطان إنه من الأفضل أن يسافر إلى دسوق ليتعذر للدسوقي عما حدث، ثم عرض عليه ما شاء من العقار والمال، فرفض أن يطلب شيئاً لنفسه، وطلب من السلطان أن يترك نصف جزيرة الرحمانية المواجهة لدسوق للفقراء ينفقون منها على مصالحهم، فوافق. فبشره الشيخ بالنصر على الصليبيين في عكا. ويقول المتصوفة إن بعد رجوع السلطان من عكا منتصراً، أصبح يكاتب الدسوقي، ويبدأ رسالاته بعبارة "مملوكك خليل". وأيضا ذات مرة أنه توجه فقير من أحبابه إلى الإسكندرية لقضاء شىء من السوق لشيخه، فتشاجر أحد السوقة مع الرجل، فاشتكاه السوقى إلى قاضى المدينة، وكان هذا القاضى ظالما جبارا مبغضا للأوليـاء، فما أن عرف أن هذا الفقير من أحباب السيد إبراهيم الدسوقى، إلا وأمر بحبسه وضربه، وآذاه بالقول والفعل، فأرسل الفقير إلى الشيخ يتشفع به فى خلاصه مما هو فيه، فكتب الشيخ للقاضى هذه الأبيات: سهام الليل صـائبة المرامي إذا وتـرت بأوتـار الخشــوع يفـوقها إلى المرمى رجـــال يطيلون السجود مع الركوع بألســنـة تهـمـهـم في دعــاء وأجفان تفيـض من الدمــوع إذا أوتـرن ثم رمـين سـهــماً فما يغني التحصـن بالدروع فلما وصلت هذه الرقعة إلى القاضى، جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بحامل الورقة وبما فيها حتى وصل به الحال إلى سب الشيخ ، ثم أخذ يقرأ الورقة على أصحابه، وعندما وصل إلى قول الشيخ (إذا أوترن ثم رمين سهما) خرج سهم من الورقة فدخل فى صدره وخرج من ظهره فوقع ميتا. وقد نظم الشيخ قصيدة تكلم فيها عن حاله وكراماته وطريقته فقال: سـقانى محـبوبى بكـاس المحــبة ولاح لنا نـور الجـلالة لو أضـا وكنت أنا السـاقى لمن كان حاضرا ونـادمنى سـرا بسـر وحكـمة وعـاهدنى عـهدا حفظت لعـهده وحكـمنى فى سـائر الأرض كلها وفى أرض صين الصين والشرق كلها أنا الحـرف لا أقـرا لكل منـاظر وكم عـالم قد جـاءنا وهو منكر وما قلت هذا القـول فخـرا وإنما فتهت عن العشاق سكرا بخلوتى لصـم الجبال الراسيات لدكت أطوف عليهم كـرة بعد كـرة بأن رسـول الله شيخى وقدوتى وعشـت وثيقا صـادقا بمحبتى وفى الجـن والأشـباح والمردية لأقصى بلاد الله صحت ولايتى وكل الورى من أمر ربى رعيتى فصار بفضل الله من أهل خرقتى أتى الأذن كى لا يجهلون طريقتى ومن الكرامات المنسوبة للدسوقي أيضا أن تمساح النيل وكان مُنتشراً في نهر النيل بمصر في ذلك الوقت- قد خطف صبياً من على شاطئ دسوق، فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد به، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل: «معشر التماسيح، من ابتلع صبياً فليطلع به»، فطلع ومشي معه إلى الشيخ -الدسوقي-، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حياً في وجود الناس، وقال للتمساح: مت؛ فمات حينها . ورويت له كرامة أخرى نسبت له، أنه سافر مرة إلى دمنهور الوحش، فمر ببئر فطلب منها ماء ليشرب، فقيل له إن ماءها مالح. فتفل فيها فتحولت لمياه عذبة من وقتها، فقال: إذا وردوا الأطلال تاهت بهم عجباً وإن لمسوا عوداً زهـا غصنه رطبا وإن وطئوا يوماً علي ظهر صخـرة لأنبتت الصمـاء من وطئـهم عشبا وإن وردوا البحر الأجاج شواربا لأصبح ماء البحر من ريقهم عذبا . ومن خرق العوائد للدسوقي أيضاً أنه جاء سبعة من القضاة إلى مدينة دسوق لكي يمتحنونه. فلما وصل مركبهم إلى شاطئ المدينة أرسل النقيب لهم، فدفعهم فوجدوا أنفسهم خلف جبل قاف. فأقاموا سنة يأكلون حشيش الأرض حتى تغيرت أجسادهم، وأصبحت ثيابهم قديمة، ثم تذكروا ما وقعوا فيه، فتابوا هناك. فأرسل الدسوقي لهم النقيب فدفعهم فوجدوا أنفسهم على ساحل دسوق، ومسحت من قلوبهم أسئلتهم. فسألهم الدسوقي عن المسائل التي كانوا سيمتحنونه فيها، فضحكوا وقالوا: «يكفينا ما رأيناه!». فأخذوا عليه العهد، وصاروا من تلامذته حتى ماتوا. كذلك نُسب له بأنه كان يُحدِّث كل أصحاب لغة بلغتهم، وأن الأسماك في النيل تذكر معه بالاسم الذي يذكر به الدسوقي .
و من أقواله رضي الله عنه : يقول الإمام الدسوقي عن طريقته: «آه، آه، ما أحلى هذه الطريقة، ما أسناها وما أمرّها، ما أصعب مواردها، ما أعجب واردها، ما أعمق بحرها، ما أكثر سدها، ما أكثر حيّاتها وعقاربها، فيا لله يا أولادي لا تتفرقوا، واجتمعوا يحميكم الله من الآفات ببركة أستاذكم» يعني نفسه . وقال أيضا من صدق في الإقبال على الله، انقلبت له الأضداد فعاد من كان يسبه يحبه، ومن كان يقاطعه يواصله . من ليس عنده شفقة ولا رحمة للخلـق، لا يرقى مراتب أهل الله. كل من وقف مع مقام، حُجِب به. ما دام لسانك يذوق الحرام، فلا تطمع أن تذوق من الحكم والمعارف شيئاً. الطريق كلها ترجع إلى كلمتـين، تعرف ربك وتعبده. رأس مال المريد المحبة والتسليم . ما قطع مريد ورده إلا قطع الله عنه إمداده في ذلك اليوم فإن مدده يأتي منه . إذا أحبك ربك أحبك أهل السماء والأرض وأطاعك الجن والإنس والماء والهواء. لا يكمل الرجل حتى يفر عن قلبه وسره وعلمه وهمه وفكره وكل ما خطر بباله غير ربه. ومن كلامه رضي الله عنه من لم يحن مجتهداً في بديته لا يفلح له مريد فإنه إن نام نام مريـده، وإن قام قام مريده وإن أمر الناس بالعبادة وهو بطال أو توبهم عن الباطل، وهو يفعله ضحكوا عليه، ولم يسمعوا منه. وكان ينشد كثيراً إذا قيل له انصحنا، وأرشدنا بمثالين من قول بعضهم : لا تعدلين الحراير حتى تكوني مثلهن … يقبح على معلولة تصف دواء للناس . وكان رضي الله عنه يقول : يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدسـتور شيخه إن كان جسمه حاضراً، وإن كان غائباً يستأذنه بالقلب، وذلك حتى يترقى إلى الوصول إلى هذا المقام، في حق ربه عز وجل، فإن الشـــيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب، وأسقاه من ماء التربية، ولاحظه بالسر المعنوي الإلهي فيا سعادة من أحســن الأدب مع مربيه، ويا شقاوة من أساء، و يقول ايضا : من عامل الله تعالى بالسرائر جعله على الأســرة، والحضائر، ومن خلص نظره من الاعتكاس سلم من الالتباس , و من غاب بقلبه في حضــرة ربه لا يكلف في غيبته فإذا خرج إلى عالم الشـهادة قضى ما فاته، وهذا حال المبتدئين أما حال الكمل فلا يجري عليهم هذا الحكم بل يردون لأداء فرضهم، وسننهم، و من لم يكن متشرعاً بتحققاً نظيفاً عفيفاً شريفاً فليس من أولادي، ولو كان ابني لصلبي، وكل من كان من المريدين ملازماً للشـريعة والحقيقة، والطـريقة، والديانة، والصيانة، والزهد، والورع، وقلة الطمع فهو، ولدي، وإن كان من أقصى البلاد. وقيل له مرة ما تريد؟ فقال: أريد ما أراد الله عز وجل، وكان رضي الله عنه يقول: ما كل من وقف يعرف لذة الوقوف، ولا كل من خدم يعـرف آداب الخدمة، ولذلك قطع بكثير من الناس مع شدة اجتهادهم، و سألتكم بالله يا أولادي أن تكونوا خائفين من الله تعالى فإنكم غنم السكين، وكباش الفناء، وخرفان العلف يا من تنور شـواهم قد أوهج، ويا من السكين لهم تحد، وتجذب: ” قوا أنفسـكم وأهليكم نارا ” ” التحريم: 6 ” ، وكان رضي الله عنه يقول: لا يكمل الفقير حتى يكون محباً لجميع الناس مشفقاً عليهم سـاتراً لعوراتهم فإن ادعى الكمـال، وهو على خلاف ما ذكرناه فهو كاذب، وكان يقول: لا تنكروا على فقير حـاله، ولا لباسـه، ولا طعامه، ولا على أي حال كان، ولا على أي ثوب يلبس ولا إنكار على أحد إلا إن ارتكب محظوراً صرحت به الشـريعة، وذلك أن الإنكار يورث الوحشة والوحشة سبب لانقطاع العبد عن ربه عز وجل، فإن الناس خاص وخاص الخـاص، ومبتدي، ومنته، ومتشـبه، ومتحقق، ويرحم الله تعالى البعض بالبعض، والقوي ما يقدر أن يمشـي مع الضعيف وعكسه والفقراء غيث، وهو سـيف فإذا ضحك الفقير في وجه أحدكم فاحذروه، ولا تخالطوه إلا بالأدب، وكان يقول: الشـريعة أصـل، والحقيقة فرع فالشريعة جامعة لكل علم مشروع، والحقيقة جامعة لكل علم خفي، وجميع المقامات مندرجة فيهما وكان يقول: يجب على المريد أن يأخذ من العلم ما يجب عليه في تأديته فرضه، ونفله، ولا يشتغل بالفصـاحة، والبلاغة فإن ذلك شــغل له عن مراده بل يفحص عن آثار الصالحين في العمل، ويواظب على الذكـر، وكان يقول: الرجال منهم رجل، وبصف رجل، وربع رجل، ورجل كامل، وبالغ، ومدرك، وواصــل، و: توبة الخواص محو لكل ما سوى الله تعالى ولا يتطلعون إلى عمل، ولا قول يتوبون عن أن يختلج في أسـرارهم أن لي أو يتوهمون أن علـي، ويخشـون من قول أنا فهـم يراعون الخطرات، وكان يقول: يا مريدي اجمع همة العزم، وقوة شدة الحزم لتعرف الطريق ، لإدراك لا بالوصف فأي مقام، وقفت فيه حجبك بل ارفض كل ما يحجبك عن مولاك فإن كل ما دون الله تعالـى باطل، و: الأعراض تورث الإعراض، وكان يقول: دعني يا ولدي من البطالات، وتجرد من قالبك إلى قلبك، وكان رضي الله عنه يقول: احذر يا أخـي أن تدعي أن لك معاملة خالصـة أو حالا، واعلم أنك إن صـمت فهو الذي صـومك، وإن قمت فهو الذي أقامك، وإن عملت فهو الذي استعملك، وإن رأيت فهو الذي أراك، وإن شربت شراب القوم فهو الذي أسـقاك، وإن اتقيت فهو الذي وقاك، وإن ارتفعت فهو الذي رقى منزلتك، وإن نلت فهو الذي نولك، وليس لك في الوسط شيء إلا أن تعترف بأنك عاص مالك حسنة، واحدة، وهو صحيح من أين لك حسنة، وهو الذي أحسن إليك، وهو الحاكم فيك إن شاء قبلك، وإن شاء ردك، وكان رضـي الله عنه يقول: ولد القلب خير من ولد الصلب، فولد الصلب له إرث الظاهر من الميراث وولد القلب له إرث الباطن من السر. وكان يقول: من أدخل دار الفردانية، وكشـف له عن الجلال والعظمة بقي هو بلا هو فحينئذ يبقـى زماناً ما فانياً ثم يعود في حفظ الله تعالى: وكلاءته سواء حضر أو غاب، ولا يبقى له حظ في كرامات، ولا كلام، ولا نظام نفساني، وخلص لجانب العبودية المحضة، وكان رضي الله عنه يقول: أصحاب العطاء كثير، وأهل هذا الزمان ما بقي عندهم إلا المنافسـة إما يسـألون عن معنى الصــفات أو معنى الأسماء أو معنى مقطعات حروف المعجم، وهذا لا يليق بالمبتدئ السؤال عنه وأما المتمكن فله أن يلوح بذلك لمن يستحق فإن علمهـا طريقة الكشف لا غير، وأما من اشتغل بحفظ كلامه الناس أو جمع الحقائق، ولسان المتكلمين في الطريق، والطرائق فمتى يعيش عمراً آخر حتى يفرغ من عمر الفناء إلى عمر البقاء فإن القوم كانوا محبين.وكل منهم يتكلم بلسان محبته وذوقه فهو كلام لا يحصـر، وبحر غرق فيه خلق كثير، ولا، وصل أحد إلى قعره، ولا إلى ساحله، وإنما يذكر العارف كلام غيره تستراً على نفسه أو تنفيساً لما يجده من ضيق الكتمان آه آه آه، ولقد شـهد الله العظيم أني ما أتكلم قط أو أخط في قرطاس إلا، وأتوخى أن يكون ذلك شـاكلا أو بياناً لمعنـى غامض على الناس لا غير فإن الصدق قد ذهب من أكثر الناس , وكان رضي الله عنه يقول: جميع المعبرين، والمؤولين، والمتكلمين في علم التوحيد والتفسير لم يصلوا إلى عشر معشار معرفة كنه إدراك معرفة ومعنى حـرف، واحد من حروف القرآن العظيم، وكان يقول: أول الطريق الخروج عن النفس، والتلف، والضيق، والحظ فإن الفلاح، والنجاح والصـلاح، والهـدى، والأرباح لا تصـح إلا لمن ترك الحظ، وقابل الأذى، والشر بالاحتمال، والخير، ووسع خلقه والفقير لا يكون له يد، ولا لسان، ولا كلام، ولا صرف، ولا شطح، ولا فعل رديء، ولا يصـرفه عن محبوبه صارف ولا ترده السـيوف، والمتالف، وكان رضـي الله عنه يقول: أكل الحرام يوقف العمل، ويوهن الدين، وقول الحرام يفسـد على المبتدئ عمله، والطعام الحرام يفسـد على العامل عمله، ومعاشرة أهل الأدناس تورث الظلمة للبصر، والبصـيرة، وكان رضـي الله عنه يقول: إن الله عز وجل يحب من عباده أخوفهم منه وأطهرهم قلبــاً، وفرجاً ولسـاناً ويداً وأعفهم وأعفاهم، وأكرمهم، وأكثرهم ذكراً، وأوسعهم صدراً.
من أقوال القوم فى الإمام الدسوقي : وقد قال محمد بن علي السنوسي مؤسس الطريقة السنوسية عن الطريقة الدسوقية: «وأما طريق السادة البرهانيّة الدسوقية فهو المنسوب إلى الشيخ برهان الدين إبراهيم الدسوقي، وهو مبني على الذِكر الجهري، ولزوم الجد في الطاعات، وارتكاب خطر أهوال المجاهدات، وذبح النفس بسكين المخالفات، وحبسها في سجن الرياضة، حتى يفتح الله عليها بالسراج في رياض المعرفة، ومن شأن هذه الطريقة السنية الاستكثار بذِكر "دايم" بياء النداء سيما في ضم مجالس التلاوة والذِكر الجهري بالجلالة مع الهوية، ومن شأنهم لبس الزي وهو الأخضر». قال الإمام سيدى العارف بالله تعالى الشيخ عبد الوهاب الشعرانى رضى الله عنه فى ترجمته لمناقب سيدى إبراهيم الدسوقى القرشى رضى الله عنه فى كتابه الطبقات الكبرى مانصه : ، فإن الطريق عند الإمام الدسوقي يمكن تلخيصها في كلمتين: تعرف ربك وتعبده، فمن قَبل ذلك فقد أدرك الحقيقة والشريعة , وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى الوجود وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص، والعام، وصرفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصومه في المهد رضي الله عنه، وله كلام كثير عال على لسان أهل الطريق و الإمام الدسوقي يجعل طريقته كالخلافة أو الإمامة، تأخذ العهد وتربية المريد من شيخ عن شيخ سبقه، فالدسوقي يقول: «رأس مال المريد المحبة والتسليم، وإلقاء عصا المعاندة والمخالفة، والسكون تحت مراد شيخه وأمره». وعلى حسب بعض الروايات، فإن الإمام الدسوقي قد لبس الخرقة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني،الذي كان وثيق الصلة بأبي الحسن الشاذلي وعز الدين الفاروئي. وتخرّج بصحبة الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري. وبحسب الصوفيّة فإنه قد شُهد له بالولاية الكبرى والقطبية العظمى، وانتهت إليه رئاسة الطريق. ورغم ذلك، فهناك روايات أخرى صرّحت بأن ما رُوي عن شيوخه في الطريق هي روايات هي تبرك لا تربية. فلا توجد روايات موثوقة تدل على أنه سلك الطريق على يد شيخ لازمه حتى وصل إلى ما هو فيه من مقام. فقيل إن ما عُرف عن الإمام الدسوقي أن فتحه كان وهبياً، أي ما عرفه من علوم كانت هبة من الله، فقد قال عن نفسه بخصوص هذا الأمر: «اعلموا وفقكم الله أن الفقير – يقصد نفسه – كان بقرية لا بها فقيه ولا معلم، ولكن ذلك بما فتح الله به من فتوح الغيب من بركة سيد الأنبياء والمرسلين، خير الأنام ومصباح الظلام، ورسول الملك العلام، على قلب عبده إبراهيم الدسوقي القرشي الصوفي المقتدي بالقرآن». وفي كتابه الحقائق، صرَّح الإمام الدسوقي أن شيخه الذي أخذ عليه العهد هو النبي محمد نفسه صلى الله عليه واله وسلم ، إذ يقول : سيدى إبراهيم الدسوقي إن النبي أخذ عليّ العهد بيمينه، وصار يكشف لي عن الأمور، ويفتح لي أقفال الحجب. ويُنسب له أيضاً في قصيدة : شربت دِنَانَ الصرف في حضرة الرضا وكان دليلي في الهـدى سيد العرب . وايضا : سقاني محبوبي بكأس المحبة فتهت عن العشاق سكراً بخلوتي ونادمني سرّاً بسر وحكمة فما كان أهني جلوتي ثم خلوتي ولاح لنا نور الجلالة لو أحنا لصم الجبال الراسيات لدُكت وكنت أنا الساقي لمن كان حاضراً أطوف عليهم كرةً بعد كرة انتقاله : تقول الروايات الصوفية، أن الإمام الدسوقي لما شعر بدنو أجله، أرسل نقيبه إلى أخيه «أبى العمران شرف الدين موسى» الذي كان يقطن جامع الفيلة بالقاهرة. فأمره أن يبلغه السلام، ويسأله أن يطهر باطنه قبل ظاهره , وذهب النقيب إلى موسى شقيق الدسوقي، ودخل عليه المسجد وهو يقرأ على طلابه كتاب الطهارة, فأخبره النقيب برسالة أخيه، فلما سمعها، طوى الكتاب وسافر إلى دسوق, فلما وصل وجد أخيه تُوفيو انتقل رضى الله عنه وأرضاه الى رحاب ربه وهو ساجد، وكان ذلك عام 696 هـ/1296 م على أرجح الأقوال، أي توفي وله من العمر 43 عاماً. فالجميع متفقون على أن الإمام الدسوقي قد عاش من العمر ثلاثا وأربعين سنة . وقد دُفن الدسوقي بمدينة دسوق محل مولده، والتي لم يغادرها في حياته إلا مراتٍ معدودة. وأقام أهل المدينة بعد ذلك على ضريحه زاوية صغيرة، وتوسعت شيئاً فشيئاً فتحولت الزاوية إلى مسجد من أكبر مساجد مصر، والذي يُعرف حالياً بمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي أو اختصاراً المسجد الإبراهيمي . رضى الله تعالى عن إمامنا أبا العينين و أرضاه | |
| |
® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2019-12-08, 10:56 pm | | إذَا لَمْ يَكُنْ مَعْنَى حَدِيثِكَ لِي يُرْوَى فَلاَ مُهْجَتِي تُشْفَى ولاَ كَبِدِي يُرْوَى نَظَرْتُ ولَمْ أَنْظُرْ سِوَاكَ أُحِبُّهُ ولَوْلاَكَ مَا طابَ الْهَوَى لِلَّذِي يَهْوَى ولَمَّا حَلاَ لِي الذِّكْرُ فِي خَلْوَةِ الرِّضَا وغِبْتُ فَقَالَ النّاسُ ضَلَّتْ بِكَ الأَهْوَا لَعَمْرُكَ مَا ضَلَّ الْمُحِبُّ ومَا غَوَى ولَكِنَّهُمْ لَمَّا عَمُوا أَخْطَأُوا الْفَتْوَى ولَوْ شَهِدُوا مَعْنَى جَمَالِكَ مِثْلَمَا شَهِدْتُ بِعَيْنِ الْقَلْبِ مَا أَنْكَرُوا الدَّعْوَى خَلَعْتُ عِذَارِي فِي هَوَاكَ ومَنْ يَكُنْ خَلِيعَ عِذَارٍ فِي الْهَوَى سِرُّهُ نَجْوَى ومَزَّقْتُ أَثْوَابَ الْوَقَارِ تَهَتُّكاً عَلَيْكَ وطَابَتْ فِي مَحَبَّتِكَ الْبَلْوَى فَمَا فِي الْهَوَى شَكْوَى ولَوْ مَزَّقَ الْحَشَا وعَارٌ عَلَى الْعُشّاقِ أَنْ يُظْهِرُوا الشَّكْوَى ومَا عَلِمُوا في الْحُبِّ داءٌ سِوَى الْجَوَى وعِنْدِيَ أَسْبَابُ الْهَوَى كُلُّهَا أَدْوَا وقَدْ كُنْتُ مِنْ خَوْفِ الْهَوَى أَتَّقِي الْهَوَى ولَكِنْ إذَا اشْتَدَّ الْهَوَى غَلَبَ التَّقْوَى #لسيدى إبراهيم الدسوقي أبي العينين | |
| |
® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2019-12-08, 10:58 pm | | ايها السائل عن اوصافه انه السائر بي نحو الرشد انه انسان عين شاهدت نوره في حضرة البر الصمد انه مشكاة نور زيتها سيد الاكوان احمد من حمد انه دار وديار الرضا انه والله حلال العقد حجة التوحيد عال قدره قلد الانكار حبلا من مسد انه المامول عندي سره كل راج يرتجيه لا يرد انه المرضي عنه من لدن من بادني قاب قوسين سجد انه سر علومي كلها انه فيض هبات لا تعد يا ابا العينين اني مخبر كالمكني ثم قولي فيك بعد يا ابا العونين عونا ظاهرا ثم عونا في بطون للعمد | |
| |