الفقراء يعتقدون أن المال هو أصل كل الشرور.. أما الأغنياء فيعتقدون أن الفقر هو أصل كل الشرور
قضى "ستيف سيبولد"، مؤلف كتاب "كيف يفكر الأغنياء"، ما يقرب من ثلاثة عقود في إجراء مقابلات مع أصحاب الملايين في جميع أنحاء العالم؛ لمعرفة الفرق بين الأغنياء وبين غيرهم من سائر البشر.
وأخبرنا أن الاختلاف بين الأغنياء وغيرهم لا يتعلق بالمال في حد ذاته، ولكنه خلاف في العقلية والتفكير.
(في الطبقة الوسطى) يقول الناس: "إن عليهم أن يكونوا سعداء بما لديهم"، مع أنهم يموتون خوفاً عندما يتعلق الأمر بالمال.
وها هي إحدى وعشرون طريقة يختلف فيها تفكير الأغنياء عن تفكير باقي البشر:
أولاً: البشر العاديون يعتقدون أن المال هو أصل كل الشرور.. أما الأغنياء فيعتقدون أن الفقر هو أصل كل الشرور:
"هناك ما يشبه غسيل الدماغ للأشخاص العاديين حتى يعتقدوا أن الأغنياء مجرد أناس محظوظين أو غير شرفاء".. يقول "ستيف سيبولد".
وهذا هو السبب في أن بعض المجتمعات ذات الدخل المنخفض تربط "الثراء" بنوع من الخجل أو العار.
"ولكن العالم كله يتفق على أن وجود المال وإن لم يضمن السعادة، فإنه يجعل حياتك أكثر سهولة ومتعة".. يقول سيبولد.
ثانياً: في الوقت الذي يعتقد البشر العاديون أن الأنانية رذيلة.. يعتقد الأغنياء أنها فضيلة:
"الأغنياء يحاولون أن يجعلوا أنفسهم سعداء، ولا يتظاهرون ولا يدعون أنهم يعملون على إنقاذ العالم".. يقول "سيبولد".
ويضيف: "المشكلة أن الطبقة الوسطى ترى ذلك سلبية، وهذا هو الذي يبقيهم فقراء، فإذا كنت لا تستطيع رعاية نفسك, فلن تقدر – بالتأكيد - على معاونة غيرك؛ لأنك لن تستطيع أن تقدم ما لا تملك".
عقلية اليانصيب في مقابل عقلية العمل والإنتاج
ثالثاً: جماهير الناس العاديين لديهم عقلية الحظ أو ما يمكن أن نطلق عليه عقلية اليانصيب.. أما الأغنياء فلديهم فقط عقلية العمل والإنتاج:
"فبينما تنتظر الجماهير اختيار الأرقام الصحيحة التي توصلهم للرخاء، يقوم الأغنياء والعظماء بحل المشكلات وتذليل العقبات للوصول إلى الثراء"، كما يقول "ستيف سيبولد".
"البطل (الذي ينتظره أبناء الطبقة المتوسطة) قد يكون الحكومة أو الرئيس أو الزوج أو الزوجة.. هذا هو مستوى تفكير الشخص العادي وهذا نهجهم، وهكذا يبقون منتظرين والوقت يجري".
رابعاً: الناس العاديون يعتقدون أن الطريق إلى الثراء مفروش بالتعليم الرسمي.. ولكن الأغنياء يؤمنون باكتساب المعرفة الوظيفية المحددة:
"العديد من الفنانين من الطراز العالمي تلقوا القليل من التعليم الرسمي، وجمعوا ثرواتهم من خلال عمليات شراء وبيع مبنية على معلومات ومعارف محددة"، كما يقول "سيبولد".
"و الجماهير - في الوقت نفسه - مقتنعة بأن درجة الماجستير والدكتوراه وسيلتان للثروة، وذلك لأن معظمهم محاصرون في خط طولي من الفكر حرمهم من مستويات أعلى من الوعي.. الأثرياء ليسوا مهتمين بالوسائل ولكنهم مهتمون بالغايات".
خامساً: أغلب الناس العاديين يحنون للماضي الجميل.. ولكن الأغنياء لا يحلمون ولا يفكرون إلا في المستقبل:
"المليونيرات العصاميون على استعداد للمغامرة والمراهنة بأنفسهم والمخاطرة بأحلامهم وأهدافهم واقتحام المستقبل المجهول"، كما يقول "ستيف سيبولد"، و"الذين يعتقدون أن أفضل أيامهم مرت قلما يغتنون، وغالباً ما يعانون من التعاسة والاكتئاب".
سادساً: الناس العاديون يرون المال بعيون العاطفة، ولكن الأغنياء يفكرون في المال بعيون العقل والمنطق.
"الشخص العادي الذكي، الذي تلقى تعليماً جيداً وناجحاً يشعر دائماً ويفكر في الخوف من الفقر والندرة، ولا يتطلع إلا لتوفير مقدار من المال يعينه على تقاعد مريح".. يقول "ستيف سيبولد".
و"الناس في عمومهم ينظرون بشكل منطقي لما يمكن أن يفعله وما لا يمكن أن يفعله المال، ولكن العظماء يعرفون أن المال هو الأداة الحاسمة لخلق الخيارات والفرص".
يعملون ما يحبون ويكسبون أكثر
سابعاً: الشخص العادي يكسب المال بعمل أشياء لا يحبها.. أما الأغنياء فيكسبون المال بعمل الأشياء التي يعشقها ويتوق إليها:
"الشخص العادي، يعتقد أن الأغنياء يعملون طوال وقت".. يقول "ستيف سيبولد"، ويضيف: "لكن واحدة من أذكى الإستراتيجيات العالمية هي أن تفعل ما تحب وتكسب من ورائه".
من ناحية أخرى، تأخذ الطبقة الوسطى الوظائف التي لا تمتع؛ لأنهم في حاجة إلى المال، ولقد تم تدريبهم في المدرسة والمجتمع للعيش في عالم التفكير الأحادي الذي يساوي كسب المال بالجهد البدني أو العقلي.
ثامناً: الفرد العادي توقعاته منخفضة حتى لا يصاب بخيبة أمل.. أما الأغنياء فدائماً على مستوى التحدي:
"علماء النفس وغيرهم من خبراء الصحة النفسية ينصحون الناس بوضع توقعات منخفضة لحياتهم لضمان عدم إصابتهم بخيبة أمل".. يقول "ستيف سيبولد".
واستقراء الواقع يفيد بأن أحداً لم يتمكن أبداً في أي وقت مضى من تحقيق ثرائه وأحلامه بدون توقعات كبرى.
تاسعاً: الشخص العادي يعتقد أنه لابد أن يقوم بأعمال شاقة لكي يصل إلى الثراء.. أما الأغنياء فيعتقدون أنهم يجب أن يكونوا شيئاً للحصول على الغنى:
"وهذا هو السبب الذي جعل شخصاً مثل "دونالد ترامب" ينتقل من شخص مدين إلى ملياردير يمتلك تسعة مليارات من الدولارات"، كما يقول "ستيف سيبولد".
وبينما تتركز اهتمامات الجماهير على العمل والنتائج الفورية، يتعلم العظماء ويزدادون نمواً من كل تجربة، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، مدركين أن المكافأة الحقيقية لهم أنهم سوف يصبحون آلة نجاح بشرية ستأتي بنتائج رائعة في نهاية المطاف.
عاشراً: الشخص العادي يعتقد أنه بحاجة إلى المال لكسب المال.. ولكن الأغنياء يستخدمون أموال الآخرين في كسب المال:
الناس يعتقدون أنهم محتاجون للمال من أجل كسب مال أكثر، ولكن "ستيف" يقول: "إن الأغنياء يستطيعون تمويل مشاريعهم المستقبلية من جيوب الآخرين".
"الأغنياء لا يتساءلون عن قدرتهم أو عدم قدرتهم على شيء ما، والسؤال الحقيقي هو: هل هذا يستحق الشراء، والاستثمار فيه أم لا ؟"، كما يقول "سيبولد".
حادي عشر: يعتقد الناس العاديون أن المنطق والإستراتيجية هما اللذان يحركان الأسواق.. ولكن الأغنياء يعلمون علم اليقين أنهم مدفوعون بحب المال وحب أنفسهم:
الاستثمار الناجح في البورصة والأسواق المالية لا تحكمه المعادلات الرياضية الخيالية.
"فالأغنياء يعرفون أن العاطفتين الأساسيتين اللتين تحركان الأسواق المالية هما الخوف والطمع، وأنهما العاملان الأساسيان في جميع المهن والاتجاهات".. يقول "سيبولد".
معرفة الأغنياء للطبيعة البشرية هذه وأثرها البالغ على التجارة هي التي تمنحهم ميزة إستراتيجية في بناء الثروة.
ثاني عشر: الناس العاديون يعيشون أعلى من مستواهم الحقيقي.. والأغنياء يعيشون أقل من مستواهم بكثير:
الأغنياء يعيشون أقل من مستواهم المادي ليس لأنهم بخلاء، ولكن لأنهم جمعوا الكثير من المال الذي يمكنهم من العيش مثل الملوك، إلا أنهم مازالت لديهم أمال عريضة يأملون في تحقيقها في المستقبل.
ثالث عشر: الناس العاديون يعلِّمون أطفالهم كيفية البقاء على قيد الحياة.. الأغنياء يعلِّمون أطفالهم كيف يكونوا أغنياء:
"الآباء الأغنياء يعلمون أطفالهم في سن مبكرة ما ينبغي تملكه، وما لا ينبغي تملكه".. يقول "ستيف"، حتى إنهم يعترفون أنهم دأبوا على دعم فكرة النخبوية والتميز فيهم .
"ومن الناس من يقول: هؤلاء الآباء الأغنياء يعلمون أطفالهم التعالي على الجماهير؛ لأنهم فقراء، وهذا ليس صحيحاً"، كما يقول "ستيف سيبولد"، ما يقومون به ما هو إلا تعليم أبنائهم أن ينظروا للعالم بعيون الحقيقة وبعيون الموضوعية؛ ليروا كيف يسير المجتمع علي حقيقته.
فإذا فهم الأطفال كنه الثروة في وقت مبكر؛ فإنهم سوف يناضلون من أجل تحقيق الثراء في وقت لاحق في الحياة.
رابع عشر: الجماهير العادية تعتقد أن المال سبب رئيس للمشكلات النفسية.. والأغنياء يجدون راحة البال في الثروة:
"السبب الذي يجعل الأثرياء يزدادون ثراء هو أنهم لا يخشون الاعتراف بأن المال يمكن أن يحل معظم المشكلات".. يقول "ستيف سيبولد".
إن الطبقة الوسطى تنظر إلى المال باعتباره الشر الذي لا بد من تحمله كجزء من الحياة، ولكن الأغنياء يرونه المحرر الأعظم القادر على شراء السلام للعقل.
خامس عشر: جماهير الناس العاديين يفضلون التسلية والترفيه على التعلم.. أم الأغنياء فيفضلون التعلم على الترفيه:
"ففي حين أن الأغنياء لا يضيعون الكثير من الثروة في التعليم الرسمي، إلا أنهم يقدِّرون قوة التعلم وخصوصاً بعد التعليم العام والجامعي".. يقول "ستيف".
"وإذا تمشيت في منزل شخص ثري فأول الأشياء التي سوف تراها مكتبة واسعة من الكتب التي تستخدم لتثقيف أهل البيت وجعلهم أكثر نجاحاً"، كما يضيف.
أما الطبقة الوسطى فتنشغل بقراءة الروايات والصحف والمجلات الترفيهية.
سادس عشر: يعتقد عموم الناس العاديين أن الأغنياء متكبرون.. والحقيقة فقط هي أن الأغنياء يريدون أن يحيطوا أنفسهم بمن لهم مثل طريقتهم في التفكير:
"من الاتجاهات السلبية التي تسمم الطبقة الوسطى تجاه المال قولهم: ما الذي يجعل الأغنياء لا يعرفون ولا يتعلقون إلا بالأغنياء"، كما يقول.
"الأغنياء لا يستطيعون تحمل رسائل الهم والغم"، كما يكتب، وغالباً ما يساء تفسير هذا من قبل الجماهير ويعتبرونه تكبراً وخيلاء.
ووصْف الأغنياء بالتكبر ما هو إلا محاولة من الطبقة المتوسطة بأن يشعروا أنفسهم أنهم هم الأفضل ولتبرير مسار الرداءة الذي اختاروه لأنفسهم.
سابع عشر: عموم الناس يركزون على الادخار.. أما الأغنياء فيركزون على الكسب:
يرى "ستيف سيبولد" أن الأغنياء يركزون على ما سوف يكسبونه من خلال المخاطرة، وليس على كيفية حفظ ما لديهم.
"والجماهير تركز على الحصول على الكوبونات والعيش بشكل مقتصد، وهذا ما يفوت عليهم فرصاً كبيرة"، كما يقول.
حتى في خضم الأزمة النقدية، يرفض الأغنياء التفكير في تجميع السنت والسحتوت كما تفكر جماهير الناس؛ لأنهم سادة تركيز الطاقة العقلية على تجميع وتنمية المال الوفير.
ثامن عشر: أغلب الناس يشغِّلون المال بطرق آمنة ويتجنبون المخاطرة.. ولكن الأغنياء يعرفون متى يخاطرون:
"الصعود هو شعار الأغنياء،".. يقول "ستيف سيبولد".
كل مستثمر يفقد بعض المال أو ربما كله في بعض الأحيان، ولكن الأغنياء يعرفون أنهم سيعيدون اكتسابه مهما حدث، بل وسيكونون قادرين على كسب المزيد.
تاسع عشر: أغلب البشر يحبون الراحة بمعنى الاسترخاء والفراغ.. ولكن الأغنياء يجدون الراحة في العمل لتحقيق الهدف:
بالنسبة للغالبية العظمي من البشر، يعتقدون أنك تحتاج ما لا يمكن تحمله من الشجاعة والعناء لتصبح مليونيراً، وهذا تحدٍّ لا يرتاح له أغلب مفكري الطبقة الوسطى.
"الراحة الجسدية والنفسية والعاطفية هي الهدف الرئيس لعقلية الطبقة الوسطى".. يقول "سيبولد".
ولكن المفكرين الأغنياء يعرفون في وقت مبكر من حياتهم أنه ليس من السهل أن تصبح مليونيراً، والركون للراحة يمكن أن يكون مدمراً، ويتعلمون كيف يكونون مرتاحين حتى لو عاشوا في حالة من عدم اليقين المستمر.
عشرون: أكثر الناس لا يجدون علاقة بين المال والصحة.. ولكن الأغنياء يوقنون أن المال يمكن أن ينقذ الحياة:
"في الوقت الذي تكافح فيه الطبقة الوسطى من أجل مزايا مشروع الرعاية الصحية لـ"أوباما", يلتحق الأثرياء بالنخبة الذين يتلقون رعاية متميزة في مشافي الرعاية الطبية الفائقة".. يقول "سيبولد".ً
ويضيف: "إنهم يدفعون رسوم العضوية السنوية الكبيرة التي تضمن لهم رعاية متميزة وطبيباً متفرغاً (يرعى مجموعة صغيرة من الأعضاء) على مدار 24 ساعة".
وقد نفذت بعض الأحياء الغنية هذا، وتتطلب هذه الإستراتيجية من الطبيب أن يقيم في نفس الحي.
حادٍ وعشرون: أغلبية الناس يعتقدون أنهم يجب أن يختاروا بين الأسرة الكبيرة الناجحة والغنى.. والأغنياء يعلمون أنهم يمكن أن يحصلوا على كل شيء:
"فكرة أن الثراء يأتي على حساب وقت الأسرة ليست سوى إعلان للفشل".. يقول "ستيف".
"فلقد غسلت أدمغة الجماهير ليعتقدوا أنه إما الغنى أو الأسرة"، كما يقول، والأغنياء يعلمون أنك يمكن أن تحصل على أي شيء تريده إذا كنت تنتهج نهج التحدي مع عقلية تعشق الوفرة.