|
|
| ابدأ يومك بقراءة قصيدة لنزار قبانى هنا جميع قصائد نزار قبانى قراءة مباشرة |
| | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:16 pm | | اجل صدأ قلبك فالقلب يصدأ كالحديد فقط اقرأ يوميا قصيدة من هذه القصائد هنا الأعمال الكاملة لنزار قبانى قراءة مباشرةأحبيني .. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذي يهتم بالأبد..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
كصاعقة على جسدي..
أحبيني ..
بكل توحش التتر..
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري..
ولا تتحصري أبدا..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
أحبيني..
كزلزال .. كموت غير منتظر..
وخلي نهدك المعجون..
بالكبريت والشرر..
يهاجمني .. كذئب جائع خطر
وينهشني .. ويضربني ..
كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..
أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
وأبقيني .. على نهديك..
مثل النقش في الحجر..
***
أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أحبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟
وكوني البحر والميناء..
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
كوني اللين والعنفاء..
أحبيني .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف..
إني أكره الصيفا..
أحبيني .. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت
أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..
بعيدا عن تعصبها..
بعيدا عن تخشبها..
أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم أن كانت
إليها الحب لا يأتي..
إليها الله .. لا يأتي ..
***
أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
- سيدتي - من الماء
فلن تتعمدى امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
فنهدك .. بطة بيضاء ..
لا تحيا بلا ماء ..
أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
وغطيني ..
أيا سقفا من الأزهار ..
يا غابات حناء ..
تعري ..
واسقطي مطرا
على عطشي وصحرائي ..
وذوبي في فمي .. كالشمع
وانعجني بأجزائي
تعري .. واشطري شفتي
إلى نصفين .. يا موسى بسيناء..
***********************************
زيديني عِشقاً.. زيديني
يا أحلى نوباتِ جُنوني
يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي
يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ..
زيديني غرقاً يا سيِّدتي
إن البحرَ يناديني
زيديني موتاً..
علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني..
جسمكِ خارطتي.. ما عادت
خارطةُ العالمِ تعنيني..
أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ
وجُرحي نقشٌ فرعوني
وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ
من بيروتَ.. إلى الصِّينِ
وجعي قافلةٌ.. أرسلها
خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ
في القرنِ السَّابعِ للميلاد
وضاعت في فم تَنّين
عصفورةَ قلبي، نيساني
يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ
يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار..
ونكهةَ شكي، ويقيني
أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني
أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُمّيني
أشعرُ بالبردِ.. فغطّيني
إحكي لي قصصاً للأطفال
وظلّي قربي..
غنِّيني..
فأنا من بدءِ التكوينِ
أبحثُ عن وطنٍ لجبيني..
عن حُبِّ امرأة..
يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني
عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني
لحدودِ الشمسِ..
نوَّارةَ عُمري، مَروحتي
قنديلي، بوحَ بساتيني
مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ..
وضعيني مشطاً عاجياً
في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني
أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ
بقيت في دفترِ تشرينِ
زيديني عشقاً زيديني
يا أحلى نوباتِ جنوني
من أجلكِ أعتقتُ نسائي
وتركتُ التاريخَ ورائي
وشطبتُ شهادةَ ميلادي
وقطعتُ جميعَ شراييني...
**********************************
فقاقيع من الصابون والوحل فمازالت بداخلنا "رواسب من " أبي جهل ومازلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفل نلف نساءنا بالقطن ندفنهن في الرمل ونملكهن كالسجاد كالأبقار في الحقل ونهذا من قوارير بلا دين ولا عقل ونرجع أخر الليل نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل نمارسه خلال دقائق خمسه بلا شوق ... ولا ذوق ولا ميل نمارسه .. كالات تؤدي الفعل للفعل ونرقد بعدها موتى ونتركهن وسط النار وسط الطين والوحل قتيلات بلا قتل بنصف الدرب نتركهن يا لفظاظة الخيل قضينا العمر في المخدع وجيش حريمنا معنا وصك زواجنا معنا وقلنا : الله قد شرع ليالينا موزعه على زوجاتنا الأربعه هنا شفه هنا ساق هنا ظفر هنا إصبع كأن الدين حانوت فتحناه لكي نشبع تمتعنا " بما أيماننا ملكت " وعشنا من غرائزنا بمستنقع وزورنا كلام الله بالشكل الذي ينفع ولم نخجل بما نصنع عبثنا في قداسته نسينا نبل غايته ولم نذكر سوى المضجع ولم نأخذ سوى زوجاتنا الأربع
*****************************
ضـوءُ عينَيْـكَ أمْ هُمْ نَجمَتانِ؟
كُلُّهمْ لا يَـرى .. وأنـتَ تَراني
لسـتُ أدري مِن أينَ أبدأُ بَوْحي
شجرُ الدمـعِ شـاخَ في أجفاني
كُتِبَ العشقُ ، يا حبيبـي ، علينا
فـهـوَ أبكـاكَ مثلما أبكـانـي
عُمْرُ جُرحي .. مليونَ عامٍ وعامٍ
هلْ تَرى الجُرحَ من خِلال الدُخانِ؟
نَقَشَ الحـبُّ في دفاتـرِ قـلبـي
كُـلَّ أسمـائِهِ ... وما سَـمَّـاني
قالَ : لا بُدَّ أن تَمـوتَ شـهـيداً
مثلَ كُلِّ العشّـاقِ ، قلتُ عَسَـاني
وطويـتُ الدُّجـى أُسـائلُ نفسي
أَبِسَيْفٍ .. أم وردةٍ قد رمـاني ؟
كيفَ يأتي الهوى، ومن أينَ يأتي؟
يعـرفُ الحـبُّ دائماً عـنواني
صَدَقَ الموعدُ الجميلُ .. أخيـراً
يا حبيبي ، ويا حَبيـبَ البَيَـانِ
ما عَلَينـا إذا جَلَسْـنا بـِرُكـنٍ
وَفَتَحْنـا حَـقائِـبَ الأحـزانِ
وقـرأنـا أبـا العـلاءِ قـليـلاً
وقَـرَأنـا (رِسَـالةَ الغُـفْـرانِ)
أنا في حضـرةِ العُصورِ جميعاً
فزمانُ الأديبِ .. كـلُّ الزّمانِ ..
*
ضوءُ عينَيْكَ .. أم حوارُ المَـرايا
أم هُـما طائِـرانِ يحتـرِقانِ ؟
هل عيـونُ الأديبِ نهورُ لهيبٍ
أم عيـونُ الأديبِ نَهرُ أغاني ؟
آهِ يا سـيّدي الذي جعلَ اللّيـلَ
نهاراً .. والأرضَ كالمهرجانِ ..
إرمِ نـظّارَتَيْـكَ كـي أتملّـى
كيف تبكي شـواطئُ المرجـانِ
إرمِ نظّارَتَيْكَ ... ما أنـتَ أعمى
إنّمـا نحـنُ جـوقـةُ العميـانِ
*
أيّها الفارسُ الذي اقتحمَ الشـمسَ
وألـقـى رِداءَهُ الأُرجـوانـي
فَعلى الفجرِ موجةٌ مِـن صهيـلٍ
وعلى النجـمِ حافـرٌ لحصـانِ ..
أزْهَرَ البـرقُ في أنامِلكَ الخمـسِ
وطارَتْ للغـربِ عُصفـورَتـانِ
إنّكَ النهـرُ .. كم سـقانا كؤوسـاً
وكَسـانا بالـوردِ وَ الأقـحُـوانِ
لم يَزَلْ ما كَتَبْتَهُ يُسـكِـرُ الكـونَ
ويجـري كالشّهـدِ تحـتَ لساني
في كتابِ (الأيّامِ) نوعٌ منَ الرّسمِ
وفـيهِ التـفـكيـرُ بالألـوانِ ..
إنَّ تلكَ الأوراقِ حقـلٌ من القمحِ
فمِـنْ أيـنَ تبـدأُ الشّـفـتـانِ؟
وحدُكَ المُبصرُ الذي كَشَفَ النَّفْسَ
وأسْـرى في عُـتمـةِ الوجـدانِ
ليـسَ صـعباً لقـاؤنـا بإلـهٍ ..
بلْ لقاءُ الإنسـانِ .. بالإنسـانِ ..
*
أيّها الأزْهَـرِيُّ ... يا سارقَ النّارِ
ويـا كاسـراً حـدودَ الثـوانـي
عُـدْ إلينا .. فإنَّ عصـرَكَ عصرٌ
ذهبـيٌّ .. ونحـنُ عصـرٌ ثاني
سَـقَطَ الفِكـرُ في النفاقِ السياسيِّ
وصـارَ الأديـبُ كالـبَهْـلَـوَانِ
يتعاطى التبخيرَ.. يحترفُ الرقصَ
ويـدعـو بالنّصـرِ للسّـلطانِ ..
عُـدْ إلينا .. فإنَّ مـا يُكتَبُ اليومَ
صغيرُ الـرؤى .. صغيرُ المعاني
ذُبِحَ الشِّعـرُ .. والقصيدةُ صارَتْ
قينـةً تُـشتَـرى كَكُـلِّ القِيَـانِ
جَـرَّدوها من كلِّ شيءٍ .. وأدمَوا
قَـدَمَيْهـا .. باللّـفِ والـدّورانِ
لا تَسَـلْ عـن روائـعِ المُـتنبّي
والشَريفِ الرّضـيِّ ، أو حَسَّانِ ..
ما هوَ الشّعرُ ؟ لـن تُلاقي مُجيباً
هـوَ بيـنَ الجنـونِ والهذيـانِ
*
عُـدْ إلينا ، يا سيّدي ، عُـدْ إلينا
وانتَشِلنا من قبضـةِ الطـوفـانِ
أنتَ أرضعتَنـا حليـبَ التّحـدّي
فَطحَنَّـا الـنجـومَ بالأسـنانِ ..
واقـتَـلَعنـا جـلودَنـا بيدَيْنـا
وفَـكَكْنـا حـجـارةَ الأكـوانِ
ورَفَضْنا كُلَّ السّلاطينِ في الأرضِ
رَفـَضْنـا عـِبـادةَ الأوثـانِ
أيّها الغاضبُ الكبيـرُ .. تأمَّـلْ
كيفَ صارَ الكُتَّـابُ كالخِرفـانِ
قَنعـوا بالحياةِ شَمسَاً .. ومرعىً
و اطمَأنّـوا للمـاءِ و الغُـدْرانِ
إنَّ أقسـى الأشياءِ للنفسِ ظُلماً ..
قَلَمٌ في يَـدِ الجَبَـانِ الجَبَـانِ ..
يا أميرَ الحُروفِ .. ها هيَ مِصرٌ
وردةٌ تَسـتَحِمُّ في شِـريـانـي
إنّني في حُمّى الحُسينِ، وفي اللّيلِ
بقايـا من سـورةِ الـرّحمـنِ ..
تَسـتَبِدُّ الأحـزانُ بي ... فأُنادي
آهِ يا مِصْـرُ مِـن بني قَحطـانِ
تاجروا فيكِ.. ساوَموكِ.. استَباحوكِ
وبَـاعُـوكِ كَـاذِبَاتِ الأَمَـانِـي
حَبَسـوا الماءَ عن شـفاهِ اليَتامى
وأراقـوهُ في شِـفاهِ الغَـوانـي
تَركوا السّـيفَ والحصانَ حَزينَيْنِ
وباعـوا التاريـخَ للشّـيطـانِ
يشترونَ القصورَ .. هل ثَمَّ شـارٍ
لقبـورِ الأبطـالِ في الجَـولانِ ؟
يشـترونَ النساءَ .. هل ثَمَّ شـارٍ
لدمـوعِ الأطـفالِ في بَيسـانِ ؟
يشترونَ الزوجاتِ باللحمِ والعظمِ
أيُشـرى الجـمـالُ بالميزانِ ؟
يشـترونَ الدُّنيا .. وأهـلُ بلادي
ينكُشـونَ التُّـرابَ كالدّيـدانِ ...
آهِ يا مِصـرُ .. كَم تُعانينَ مِنـهمْ
والكبيـرُ الكبيـرُ .. دوماً يُعاني
لِمَنِ الأحمـرُ المُـراقُ بسَـيناءَ
يُحاكي شـقـائـقَ النُعـمانِ ؟
أكَلَتْ مِصْـرُ كِبْدَها .. وسِـواها
رَافِـلٌ بالحـريرِ والطيلَسَـانِ ..
يا هَوَانَ الهَوانِ.. هَلْ أصبحَ النفطُ
لَـدَينا .. أَغْـلى من الإنسـانِ ؟
أيّها الغارقـونَ في نِـعَـمِ اللهِ ..
ونُعـمَى المُرَبْرَباتِ الحِسـانِ ...
قدْ رَدَدْنا جحافلَ الـرّومِ عنكـمْ
ورَدَدْنا كِـسـرى أنـوشِـرْوانِ
وحَـمَيْنا مُحَـمَّـداً .. وعَـلِيَّـاً
وحَـفَظْنـا كَـرامَـةَ القُـرآنِ ..
فادفعـوا جِـزيَةَ السّيوفِ عليكُمْ
لا تعيـشُ السّـيوفُ بالإحسانِ ..
*
سامِحيني يا مِصرُ إنْ جَمَحَ الشِّعرُ
فَطَعْمُ الحـريقِ تحـتَ لِسـاني
سامحيني .. فأنتِ أمُّ المروءَاتِ
وأمُّ السّماحِ والغُفرانِ ..
سامِحيني .. إذا احترَقتُ وأحرَقْتُ
فليسَ الحِيادُ في إمكاني
مِصرُ .. يا مِصرُ .. إنَّ عِشقي خَطيرٌ
فاغفري لي إذا أَضَعْتُ اتِّزاني ... ********************************
شؤونٌ صغيرهْ
تمرُّ بها أنتَ دونَ التفاتِ
تُساوي لديَّ حياتي
جميعَ حياتي ..
حوادثُ .. قد لا تثيرُ اهتمامَكْ
أُعَمِّرُ منها قصورْ
وأحيا عليها شهورْ ..
وأغزلُ منها حكايا كثيرهْ
وألفَ سماءْ .
وألفَ جزيرهْ ..
شؤونٌ .. شؤونُكَ تلكَ الصغيرهْ
2
فحينَ تُدَخِّنُ .. أجثو أمامَكْ
كقِطَّتِكَ الطيِّبهْ
وكُلِّي أمانْ
أُلاحقُ مَزهوَّةً مُعجَبهْ
خيوطَ الدخانْ
توزّعُها في زوايا المكانْ
دوائرْ ..
دوائرْ ..
وترحلُ في آخرِ اللّيل عنّي
كنجمٍ ، كطيبٍ مُهاجِرْ
وتتركني يا صديقَ حياتي
لرائحةِ التبغِ والذكرياتِ
وأبقى أنا .. في صقيعِ انفرادي ..
وزادي أنا .. كلُّ زادي
حطامُ السجائرْ
وصحنٌ يضمُّ رماداً ..
يضمُّ رمادي ..
3
وحينَ أكونُ مريضهْ
وتحملُ لي أزهارَكَ الغاليهْ
صديقي إليْ ..
وتجعلُ بين يديكَ يديْ
يعودُ ليَ اللونُ والعافيهْ
وتلتصقُ الشمسُ في وجنتَيْ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ إرادهْ
وأنتَ تردُّ غطائي عليّْ
وتجعلُ رأسي فوقَ الوسادهْ
تمنّيتُ كلَّ التمنّي
صديقي .. لو انّي
أظلُّ .. أظلُّ عليلهْ
لتسألَ عنّي ..
لتحملَ لي كلَّ يومٍ ..
وروداً جميلهْ ..
4
وإن رنَّ في بيتِنا الهاتفُ
إليهِ أطيرْ
أنا يا صديقي الأثيرْ
بفرحةِ طفلٍ صغيرْ
بشوقِ سنونوَّةٍ شارِدهْ
وأحتضنُ الآلةَ الجامدهْ
وأعصرُ أسلاكَها الباردهْ
وأنتظرُ الصوتَ .. صوتَكَ يهمي عليّْ
دفيئاً ، مليئاً ، قويّْ
كصوتِ ارتطامِ النجومْ
كصوتِ سقوطِ الحليّْ
وأبكي .. وأبكي ..
لأنّكَ فكَّرْتَ فيّْ
لأنّكَ من شرفاتِ الغيوبْ
هتفْتَ إليّْ
5
ويومَ أجيءُ إليكْ ...
لكي أستعيرَ كتابْ
لأزعمَ أنّي أتيتْ ..
لكي أستعيرَ كتابْ
تمدُّ أصابعَكَ المُتعَبهْ
إلى المكتبهْ ..
وأبقى أنا .. في ضبابِ الضبابْ
كأنّي سؤالٌ .. بغيرِ جوابْ
أحدِّقُ فيكَ .. وفي المكتبهْ
كما تفعلُ القطَّةُ الطيّبهْ ..
تُراكَ اكتشفتْ ؟
تُراكَ عرفتْ ؟
بأنّي جئتُ لغيرِ الكتابْ
وإنّيَ لستُ سوى كاذبهْ ..
.. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
كأنّي حملتُ الوجودَ معي ..
وأشعِلُ ضوئي ..
وأسدِلُ حولي الستورْ
وأنبشُ بينَ السطورِ ، وخلفَ السطورْ
وأعدو وراءَ الفواصلِ ، أعدو
وراءَ نقاطٍ تدورْ ..
ورأسي يدورْ
كأنّيَ عصفورةٌ جائعهْ
تفتّشُ عن فضلاتِ البذورْ
لعلّكَ .. يا .. يا صديقي الأثيرْ
تركتَ بإحدى الزوايا
عبارةَ حُبٍّ صغيرهْ ..
جُنَيْنَةَ شوقٍ صغيرهْ ..
لعلّكَ بينَ الصحائفِ خبّأتَ شيّا
سلاماً صغيراً .. يعيدُ السّلامَ إليّا ..
6
.. وحينَ نكونُ معاً في الطريقْ
وتأخذُ - من غير قصدٍ - ذراعي
أحسُّ أنا يا صديقْ
بشيءٍ عميقْ ..
بشيءٍ .. يشابهُ طعمَ الحريقْ
على مِرفقي
وأرفعُ كفّي نحوَ السّماءْ
لتجعلَ دربي بغيرِ انتهاءْ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ انقطاعِ ..
لكي يستمرَّ ضياعي ..
وحينَ أعودُ مساءً .. إلى غُرفتي
وأنزعُ عن كَتفَيَّ الرداءْ
أحسُّ - وما أنتَ في غرفتي -
بأنَّ يديكَ
تلُفَّانِ في رحمةٍ مِرفقي
وأبقى لأعبدَ يا مُرهِقي
مكانَ أصابعكَ الدافئاتْ
على كمِّ فُستانيَ الأزرقِ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ انقطاعِ ..
كأنَّ ذراعيَ .. ليستْ ذراعي .. **********************************
رسالة من تحت الماء.
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق ********************************
-1-
حبكِ..
إشكالية كبرى
إشكالية جسدية .
وإشكالية لغوية .
وإشكالية ثـقافية.
فذراعي قصيره وأغصانـك
مثـقلة بالفاكهة..
وأجنحتي مكسوره وسماواتـك مدروزة بالعصافير..
ومفرداتي محدودة وجسدك أكاديمية ملكية
تختـزن الشعر وتبـتكر اللغات ..
-2-
معكِ ..
لاتوجد أنصاف حلول .
ولا أنصاف مواقـف .
ولاأنصاف أحاسيس .
كل شيءٍ معك ..
يكون زلزالاً أو لايكون..
وكل يوم معك يكون انقلاباً أولايكون ..
وكل قبلـةٍ على فمكْ
تكون جهـنـماً ..أو لاتكون!!..
-3-
هكذا أنا..
منذ احترفـت الحب واحترفـت الكتابة .
لاقصيدة تخرج من بـين أصابعي
إلا وهي ساخنة كرغـيف الخبزْ.
ولاامراة أضع عليها يـدي
إلا وتحمل في بطنها خمسيـن قمـراً ...
-4-
معكِ ..
لايوجد طقس معتدل
ولاهـدنة طويـلة ولا حياد مطلق .
فالحياد مع امراة مثـلك
معجونة بلوزها .. وعسلها ..
وحليـب أنوثـتها ..
وموسيقى أمشاطها ، وخواتمها..
تَرَفٌ ثـقـافيٌّ لاأقـدر عليه
وتـنازل سخيفٌ عن صهيل رجولتي !!.
-5-
معكِ..
لايوجد للحب سيناريو واحد .
ولا للجنس أسلوب واحدْ.
ولا للذكور رائحة واحده
وإنما حروب عبثية لايـنـتصر بها أحـدْ.
تـتكسر فيها الأساور على الأساور ..
والأقـراطُ على الأقـراطْ ..
وقصائـدي ..
على قمة نهـدك المغـطى بالثـلوجْ ...
-6-
معكِ ..
لا يوجد خط مستـقـيم .
ولا صراط مستـقـيم .
فأنت عمل تجريـدي غامض
يختـلط فيه الأحمرُ ..بالأزرق ..
بالبرتـقالي ..
والشعر .. بالنثر .. بالنظام ..
بالفوضى .. بالحضارة .. بالـتوحش ..
بالوجودية .. بالصوفـية..
-7-
معكِ..
يولد الرجل بالمصادفه
ويموت بالمصادفه !!
-8-
كيف يمكنـني أن أهادن زلـزالاً..
أو طُوفانـاً
أو غابةً إفريقيـةً مشتعله؟
كيف يمكنـني أن أصالح نحلةً
تخطط لارتـشاف دمي ؟.
9-
كيف يمكنني أن أتـفاهم مع جسدك ْ
وهو لايعرف إلا لغـتـهْ ؟
-10-
كيف يمكنني أن أربح المعركه
وأنـا رجـل واحـدْ..
وأنتِ قبـيـلةٌ مـن الـنـساءْ ؟؟ ..
-11-
معكِ .. تـتداخل الأزمـنةُ بـبعضها .
والأمكـنة بـبعضها .
ونصوص الشعر بـبعضها .
فلا أعرفُ من أيـنْ ؟
ولا أعرف إلى أيـنْ ؟
ولا يعـنـيــني أبـد اً أن أستـشـيـر النجوم ْ
أو أن أقـرأَ الخرائط .
فالعـاشـق الكبـيـر
هو الـذي يـرمي نفسه في بحر العشقْ
بلا بوصلة .. ولا خريطة .. ولا شهادة تأميـن ...
-12-
ليس لدي مهنة أخـرى
في هذا العـالـمْ
سوى أن أحبـك ..
ولو حـدث أن توقـفـتُ
من ممارسة هـذا الجـنون الجمـيـلْ
لأصبحت عاطلاً عـن العمـلْ !!
-13-
إن الحب عندي هو غـريـزة ولاديـه
وليس أبداً عادة مكتسبهْ ،
أو طبـيعة ثانـيه ..
فإذا رأيتـني ذات صباحْ
أتسلق كـدودة الـقـزِّ
على أشجار نهـديـكِ ..
فاعلمي ، أن صناعة الحريـرْ
هي جزءٌ لايتجـزأ
من تراثي الدمشـقيّ ..
-14-
لم أعد ياحبـيـبتي
قادراً على العشق بالتـقسيط ..
ومزمزةِ شفتيـكِ بالتـقـسيط..
وتـقـشير تفاح يـديـك ..بالتـقـسيط..
أنـا اليـوم ، رجـلٌ براغْـمَاتيّ
أؤمن أن المرأة النائـمة في راحة يـدي
خير من عشرِ نساءٍ على الشجرهْ
وأن الحوار مع جسد أفـروديـتْ
أهم من الحوار مع جميع الملائكهْ!!.
-15-
ياسيدتي :
إسمحي لي أن أمارس طفولتي قليلاً
وأضع النقاط على حروف علاقـتـنا .
فأنا منذ نزلت من بطن القصيـدهْ..
لاأؤمن بالأمور الوسط .
لافي الحب .. ولافي الكتابةِ ..
ولافي مغازلـة النساءْ..
إن البراغماتـيـةَ في الحب ، هي عقـيـدتي .
وأرفض الحكمة المأثورة التي تـقول :
(أجّـل عشق اليوم إلى نهار غدٍ ) .
كيف يمكنني أن أؤجل امرأة أحبها
إلى يوم آخرْ ؟
إلى شهر آخرْ ؟
إلى عام آخر ؟
إلى عصر آخر ؟
إلى إشعار آخر ؟
فالعيـون الكبـيرة ُ لاتـؤجـلْ ..
والأمطار الإستوائية لاتـؤجـلْ...
والعواصف الرعـدية لاتـؤجـلْ...
والقصائد الإستـثـنائـيـةْ..
لاتكـتـب إلا مـرة واحـدهْ ...
عشرونَ محاولةً لتشكيل امرأة
-1-
حان الوقـتُ
لأعيد صياغتـك على طريقـتي
بحبرٍ جديد .
وخطٍ جديد .
وتـنقـيط جديد .
حان الوقت كي أكتـبـكِ كما أريـد .
فجميع من كتبوكِ قـبلي
كانوا يجهلون مبادىء الكـتابهْ .
وجميعُ من قـرأوك قـبلي
كانوا يجهلون قراءة النساءْ..
وتهجـية أحرف الأنوثهْ ...
-2-
حان الوقـت
لأغير هـندسة خصرك ..
وأحجار خواتـمك ..
ومكان الشامات على كـتـفـيـك..
وأفصّلك على مساحـةِ قصائـدي
ومساحةِ جـنوني ..
-3-
حان الوقت
لأنحـتـك بإسلـوبي (النـزاريّ)..
فأجعل هضابـك تـتحرك ..
وبحارك تـتموجْ ..
وسرتـكِ الخرساءَ ..تـتكلمْ ..
ونهـديـك .. يقـرعان كجرسـين نحاسيـين
صبـيحة يـوم الأحـدْ!!
-4-
حان الوقـت
لأعلمـك شيـئاً من الجغرافـيا .
وشيئاً من الموسيقى ..
وشيئاً من الشعـر ..
فجميع من تجولوا في قاراتـك الخـمسْ ...
لم يعرفوا الطريق إلى مناجمك الذهبـية ...
وقبـابـك الفاطميـةْ ..
وأيـقوناتـك البـيزنـطـيـة ...
-5-
حانَ الوقتُ
لأطلعك على خرائطك أنوثـتـكْ ..
وأدلـكِ ..
على السهول التي يزرعون فيها القـطنْ ..
والوديان التي يتكاثـرُ فيها الصفصافْ..
والهضاب التي يتسلق عليها العنـبْ ..
والشواطىءِ التي تـتـزوج فيها الأسمـاكْ..
والعناوين السرية التي تسكن فيـها
حورياتُ البحرْ ..
-6-
حان الوقت
لتعرفي شيئاً عن نبـاتـاتـكْ وطول أنهاركْ.
ورائحةِ أزهاركْ . وعدد حمائمكْ.
ومواسم لوزكِ .. وخـوخـكْ ..
وسفرجلك الجبليّ .
وتوقـيت مدك وجـزركْ
ومواعيد أمطارك الإستوائـيـةْ ..
-7-
حان الوقـتُ
لتعرفي شيئاً عن العصر البرونزيّ .
والفن الفلورنسيّ . والكريستال التـشيكيّ .
والخزف الصيـنيّ والغزل الغربيّ .
حان الوقـت لتعرفي
إلى أيّ عصرٍ من هذه العصور الباهـرهْ
ينـتمي جسـد كِ الجميـل ؟..
-8-
حان الوقـتُ
كي أمحو خطوط ذاكرتـك
وأحرق جميـع المراكبْ
التي جئـتِ بها من العصور الوسطى
فليس وراءَك سوى البحـرْ ..
وليس أمامك ..
سوى ذراعيّ المفـتـوحـتـيـنْ ...
-9-
حان الوقـت لأمارس عليـكِ سحري
فتـزداد أصابعك طولا .
ويزداد خصرك نحولا .
وتـزداد عيـناك اتساعـاً .
ويزداد شعركِ حماقـة .. وفوضى ..
وخروجاً على القانون ..
حان لي .. أن أمد على شرفتـك
حبال قصائدي ـ كما يفعل الشراكسةْـ
على حصان الشِعر ...
-11-
حان الوقت لتخرجي من قـنباز أبـيـكِ ..
ومن صندوق أمك المطعم بالصـد فْ..
فلم يعد لك مسموحاً أن تظلي
حكمةً مأثورة موضوعة في بروازْ
أو سمكة للزيـنة في أكواريومْ
أو ثوباً معلقـاً في متحف الفنون الشعبـية !!.
-12-
حان الوقت كي أعجنـكِ بالمسـكِ ، والقِـرفةِ،
وأخلطكِ بالسكرِ، والعسل ،
وحليـب العصافيـرْ ..
حان الوقت كي أعجنـكِ بلحمي ، وأعصابي ،
وصراخي ، ونزيفي ، ومشتـقات دمي ...
-13-
حان الوقـت
كي تخرجي من سجن النساءْ
الذي تـقضين به
عقوبة (الأنوثة المؤبدةْ )!!
حان الوقت
لتكسري غلاف شرنـقـتـكْ
وتغـزلي
أول خيط من خيوط الحرية ..
حان الوقت لتأخذي شكل الموجة..
أو شكل السهم الناريّ ..
أو شكل السنجابة..
أو الـقطة المتوحشة ..
-15-
حان الوقت
لكي أنقـذك من حلـقات الدراويـش..
وقـرقـرة الـنراجـيل ..وأباريـق الـقهوة الـمُرة ..
ورائحة الـبخور الـهـنديّ ..
وخلاخيل الراقصات ..
وطوابـير النساءِ المنـتـظرات
أمام فراش شهـريار ...
-17-
حان الوقت
لتـتحولي من سجادةٍ تـبريـزيّة
تداس بالدنانيـر والنعال ..
إلى جزيـرةٍ من الضوء والكبرياء
لاتصل إليها طيـور البحـر
ولامراكب القراصنة ...
-18-
أريد أن أخـلصك
من مضاجعة الخلـفاء غـير الراشديـن ...
ابـتداءً من الحاكم بأمر الله ..
إلى الحاكم بأمر النهـدْ ..
إلى المقـتدر ..
إلى المنـتـصر ..
إلى المتـوكل ..
إلى المعتصم بزنانير النساء ..
حتى آخر امرأةٍ دون السادسة عشر!!..
-19-
أريد أن أسحبك كالـتـفاحة
من بـيـن تماسيح البحر الأحمر ..
وحيوانات (كليـلة ودمنة)!!
-20-
أريد أن أنـقـذك
من دينصورات ماقبل التـاريخ
التي هربت من متحف التـاريخ الطبـيعيّ
ودخلت المدن العربـيـهْ
لتـقرقـشنَ عظام النساء كـقطع البسكويت
وتـشرب دماءهنّ كالعرق اللبنانيّ أريد أن أنـقـذك
من (جمعية الجزارين المتحدة)
التي يرأس مجلس إدارتها
المدعو : عبد السرير النسونجي !!
لندن 1992
_________________ حسن بلم
عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2016-01-05, 2:28 pm عدل 1 مرات | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:17 pm | |
الــديـك
ـ1ـ
في حارتِـنا ..
ديـكٌ ساديّ سفاحْ .
ينتـف ريش دجاج الحارة ،
كل صباحْ . ينقرهـنّ .
يطاردهـنّ. يضاجعهنّ . ويهجرهـنّ .
ولا يتـذكر أسماءَ الصيصا نْ !!
2
في حارتـنا ..
ديـك يصرخُ عند الفجر
كـشمشون الجـبّار .
يطلق لحـيته الحمراءَ
ويقـمعنا ليـلا ونهارْ .
يخطب فـيـنا .. ينـشد فـيـنا .. يزني فـيـنا ..
فهو الواحد . وهو الخالـدُ
وهو المقـتدر الجبارْ .
3
في حارتـنا ..
ديـكٌ عدوانيّ . فاشستيّ ، نازي الأفكار .
سرق السُلطة بالـدبابـةِ ..
ألقى الـقـبض على الحريـة والأحرار .
ألغى وطناً .
ألغى شعباً .
ألغى لغة .
ألغى أحداث الـتاريخ ..
وألغى ميلاد الأطفا لِ ..
وألغى أسماء الأزهار ..
4
في حارتـنا ..
ديـكٌ يلبـسُ في العـيـد القـوميّ
لباس الجنرالات ...
يأكل جنساً .. يـشرب جنساً .. يسكر جنـساً ..
يركب سفـناً من أجسادٍ
يهـزم جـيـشاً من حلماتْ !!..
5
في حارتـنا ..
ديـكٌ من أصلٍ عربيّ
فـتـح الكون بألاف الزوجات !!
6
في حارتـنا ..
ثمّة ديـكٌ أميّ
يرأس إحدى المليـشيات ..
لم يتعلم ..
إلا الغزو .. وإلا الفـتـك ..
وإلا زرع حشيش الكيف ..
وتـزوير العملات .
كان يـبـيـع ثـياب أبـيـهِ ..
ويرهـن خاتـمه الزوجيّ ..
ويـسرق حتى أسـنان الأمـوات ...
7
في حارتـنا ..
ديـك . كل مواهـبـهِ
أن يطلق نار مسدسه الحربيّ
على رأس الكمات ..
8
في حارتـنا .. ديـك عصبي مجنون .
يخطب يوما كالحجاج ..
ويمشي زهواً كالمأمـون ..
يصرخ من مأذنـة الجامع:
"يا سبحاني .. ياسبحاني .."
" فأنـا الدولة والقـانون "!!.
9
كيف سيأتي الغـيـث إليـنـا ؟
كيف سينمو القـمحُ ؟
وكيف يفـيض علينـا الخير ، وتغمرنا البركـهْ ؟
هذا وطن لايحكمه اللهُ ..
ولكن .. تحكمه الديـكهْ !!
10
في بلـدتـنا .. يذهب ديـكٌ .. يأتي ديـك ..
والطغيان هو الطغيان
يسقط حكم ليـنـيـنيّ ..
يهجم حكم أمريـكيّ.
والمسحوق هو الإنسان ..
11
حين يمرُّ الديـك بسوق القـريةِ
مزهواً ، منـفوش الريش ..
وعلى كتـفيه تضيءُ نياشين التحرير
يصرخ كلّ دجاج القرية في إعجاب :
" ياسيدنا الديـك " .
" يامولانا الديـك " .
" ياجنرال الجنس .. ويا فحل الميدان ..".
أنت حبـيـب ملايـين النسوان ".
" هل تحتاجُ إلى جاريةٍ ؟".
" هل تحتاج إلى خادمةٍ ؟".
" هل تحتاج إلى تدليـك ؟"
12
حين سمع الحاكمُ القصة ..
أصدر أمراً للسياف بـذبح الديـك .
قال بصوت غاضبْ :
" كيف تجرأ ديـك من أولاد الحارةِ "
" أن يـنـتـزعَ السلطة مني .."
" كيف تجرّأ هذا الديـك " ؟؟
" وأنا الواحد دون شريك "!!. لندن 1992
لماذا تـنامين وحدك !!؟
-1-
إذا كانت الـقطة تـنام قرب المدفأه .
والحمامة تـنام إلى جانب أولادها .
والتلميذ ة تـنام فوق حقيـبتها المدرسيه
والقصيدة تـنام على أي رصيف
في شوارع الحريه .
فلماذا تـشدين الغطاء عن جسدي
وتـنامين وحد ك !؟؟
-2-
إذا كان إفطار الصباح
في فنادق باريس
يأتي من أجل شخصين
وجرائد الصباح
توضع تحت الباب , من أجل قارئين .
فلماذا تُـفطرين وحدك ؟
لماذا تجلسين على الطرف الآ خر
من الكرة الأرضية ؟
وتمارسين الحب مع الملا ئكه ..؟
-3-
إذا كانت مظلة المطر تـكفي لرأسين ..
ومقاهي (سان جرمان) تكفي لمتسكعين ..
وقطعة (الروكفور) تكفي لعصفورين .
إذا كان بإمكاننا
أن نقسم رغيف (الباغيت) إلى نصفين
وزجاجة النبـيذ إلى نصفين ..
فلماذا تحتـكرين الخبز ..والجبنة .. والنبيذ..
وتأكلين شفتيك .
-4-
إذا كانت العصافير
تطير في تشكيلات جماعيه ..
والبط يسبح في تشكيلات جماعيه ..
وراقصات الباليه
يتحركن في تـشكيلات جماعيه ..
فلماذا ترقصين وحد ك ؟
وتأخذين حمامك الصباحي وحد ك ؟
وتعزفين عزفا منـفردا
على رخام جسدك الإغريقي ؟؟
-5-
إذا كان دمي أصبح من فصيلة دمك
وفمي أخذ شكل فمـك ..
وكلماتي تطـلع كالسنابل من بـين أصابعـك
إذا كانـت لغتي مفصلة على مقايـيس أنوثـتـك
وأحلامي تتطابق مع ألـوان سريـرك .
فلماذا تـنامين وحد ك ؟
-6-
إذا كانت عباءة الليل
تتسع لعاشقين ..
ود فاتر الشعر تتسع لخربشات مجنونين ..
وثديُ الحريه يكفي لإرضاع طفلين ..
إذا كانت كافتـريات العالم
أصبحت الوطن القومي لعرب (الـدياسـبورا ) ..
فلماذا تجلسين في المقهى وحيد ه ؟
وتطـلبيـن فنجـانـا من القهـوه
يأتيك في القرن الواحد والعشرين
فلماذا تضهدين عصافير العالم الثالث ؟
وتخالـفين شريعة حقوق الإنسان
وتـنامين وحد ك ؟؟
-7-
إذا كانت القصيدة هي امراه ..
واللغة هي امرأه ..
الثـقـافــة ,
والحضارة ,
والموسيقى
هي امراه ..
والـقـمـر لايتـكور إلا في أحشاء امرأه ..
فـماذا سوف يحدث ؟
إذا رفعت يديـك عن العـالم ؟
وقطعت عنه مياه أنوثـتـك ..
ورطوبة بساتـيـنـك ..
وتركته يـتخبـط كثـور هـائـج
فوق رمـال ذكـورتـه ؟؟
-8-
في هذه الـبلاد الشمالـيه
يـتجمـد الـكلام قـبـل أن أقـولـه .
وتـتجمـد الكـتـابة قـبل أن أكـتـبها .
وتـتجمد شـفـتاك قـبـل أن أصل إلـيـهما .
فأضطر إلى كسر الصقـيع عن لـغـتي
حتى تـفهمـيـني ..
وأقوم بجـرف الـثـلوج عن نهـديـك
حتى أعرف أيـن هما ؟؟
-9-
إنـني لـم أسـافـر أبـدا إلى سـيـبـيريا
ولاجـربـت عـشق السيـبـيـريـات ..
إنني بـد وي مئـة بالمئـه ..
جنـوبي مئـة بالمئـه ..
دمشقي مئـة بالمـئه ..
فإذا كنـت تعـرفـيـن تـراثي ،
وجـذوري ،
وسـلالاتي ،
فلماذا تـنـامـين وحـد ك !؟؟
-10-
إذا كـنـت أول الـنـساء ..
وآخـرهـن ..
وكان الـشعـر يـبـتـدىء من بروكار خصـرك ..
ويـنتهي عـند سـيرامـيك قـدميـك .
إذا كانت مئـات العصافـيـر
تطلب اللجوء السياسي
إلى سرتك المرسومة بالحبر الصيني
ومئات الأسماك
تطلب الهجرة إلى مياهـك الـدافئـه ..
وإذا كنت مهتـمةً
بتـاريخ الـفتوحات الأمـويـه
فلمـاذا تـنـاميـن وحـدك !!؟؟؟؟
نزا ر قباني ـ لندن ـ شتاء1992
إلى امرأة كانت حبيبتي
...
إنكسـر إنـاء السيـرامـيك الأزرق
الذي كنا نحتـفظ به .
وانكسر معه شيءٌ في داخلنـا لايـمكن إلصاقـه .
فأنا أعـرف , وأنت تعرفـيـن .
أن الأواني الجميـلة لايمكن إلصـاقـها .
...
أخبـريني ياسيـدتي
ماذا يفعـل العاشق بـزجاج القـلب
حيـن ينكسر ؟
وبالشهـوة حيـن لاتـشـتهي ؟
وبالصراخ حيـن لايصـرخ ؟
وبالعشـق حيـن لايـعشـق ؟
...
شـاخـت كلمـات الحـب .. ياسـيـدتي
وشـاخـت الأ لـف .
وشـاخـت الحــاء .
وشـاخـت البــاء .
فقـدت تـاءات التـأنـيث بكارتـها
ولم تعـد نـون النـسوة تـدر حليـبا ..
...
كـل شيءٍ ..
تساقـط كالوررق اليـابس على أرض مخيـلـتي .
كل خواتمـك .
كل مكاحـلك .
أنت جزء من التـاريخ ..
وأنـا لاتـاريخ لي ...
...
ياالـتي كنـت تملأين الدنـيا
وتشغـليـن النـاس .
ماذا فعـل بـك الـزمان ؟
ماذا فعـلت بـنفسك ؟
كـيف تحـولـت من بطلة شهيـره
إلى فـتـاة كومبـارس ؟
ومـن روايـة كلاسيكيـة عظيمـه ..
إلى مقـالـة صحفـيه ؟
ومـن عمـل تشكيـلي
إلى عمـل لاشكل لـه ؟
ومـن امرأة تشعـل الحرائـق
إلى امرأة تحـت الصفـر ...
...
أيتـها الفـيـنـيـقـيةُ ..
التي تـاجـرت بكـل شيء ..
وخسرت كل شيء ..
لماذا لاتعتـرفـيـن ؟
بأن ثوراتـك كلهـا كانت على الورق ..
...
قضي الأمـر ...
قضي الأمـر .. ياسيـدتي .
فلم يعـد بوسعـك أن تـرممي
إناء السيراميـك الأزرق ..
ولم يعـد بوسعـك ..
أن تعيـدي عقـارب الحـب إلى الوراء ...
ولا أن تعيـديني معـك إلى الـوراء ...
فـأنـا مجنـون من مجـانيـن الحريـه
وأنت الزوجـة الواحدة بعـد الألـف
من زوجـات شهـريـار .. !!
...
نحن مختـلـفان في كل شيء .
أنت متـمسكة بموسيقى خلاخيـلك ..
وأنا متمسـك بموسيقى حـريتي ..
أنت من حـزب الوسط ..
وأنـا من حـزب المجانيـن ..
أنت مقيـمة في النصوص ..
وأنـا مهـاجر منهـا ..
أنت ملتـزمة بسـلطـة القبـيـله ..
وأنا ضد جميع السلطات ...
...
إختـلـفت , طموحاتنا ياسيدتي
فأنا ذاهب إلى يسار القصيده ..
وأنت ذاهبة إلى يمينها ..
أنا ذاهب باتجـاه البحـر ..
وأنت ذاهبـة باتجاه الجاهـليه ..
أنا أبحث عن حَجَـر الفلاسفـه ..
وأنت تبحثيـن عن أحجار الزمرد والياقوت ..
أنا أبحث عن عناوين الريح ..
وأنت تبحثين عن باب المحكمة الشرعيـه ..
...
ماذا حد ث ياامرأه ؟
كيف تحولت من امرأة رافضه
إلى ثورةٍ مضادةٍ للثوره ؟
ومن فرسٍ متمرده ..
إلى سجادة في قصر أبي لهب ؟؟
نزار قباني ـ لندن 1990
الـــبرتقــــالــــــة
-1-
يقشرني الحب كالبرتقالة ..
يفتح في الليل صدري
ويترك فيه نبيذاً , وقمحاً ,
وقنديل زيت
ولا أتـذ كـر أني انذبحت
ولاأتـذ كـر أني نزفـت
ولااتـذكـر أني رأيـتْ ..
-2-
يبعثـرني الحب مثل السحابة .
يلغي مكان الولادة .
يلغي سنين الدراسة .
يلغي الإقامة , يلغي الديانة .
يلغي الزواج , الطلاق , الشهود , المحاكم .
يسحب مني جواز السفر ..
ويغسل كل غبار القبـيلة عني
ويجعلني ..
من رعايا القمر ..
*********************************
اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..
يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..
ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ
ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..
اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ
أرجوازٌ بارعْ
يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..
ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ
ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ
وأساورَ من خرزٍ لامعْ
ويبيعُ لهمْ..
فئراناً بيضاً.. وضفادعْ
اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ
ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ
وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..
اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ
يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..
منَ القرنِ السابعْ
اللفظةُ في بلدي امرأةٌ
تحترفُ الفحشَ..
منَ القرنِ السابعْ.. ********************************
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا
فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً
وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها
ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً
و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي
لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ
إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ
وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ
زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ
فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ
ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟
فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً
وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً
تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني
عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ
يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟
ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً
عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا..
من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ
فللخنى والغـواني كـلُّ ما وهبا
وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ
قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ
وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي
على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ
أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟
حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ
قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ
ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ
ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي
من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها
نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ
ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا
*********************************
أخرجَ من معطفهِ الجريده..
وعلبةَ الثقابِ
ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
ودونما اهتمامِ
تناولَ السكَّرَ من أمامي..
ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
وبعدَ لحظتين
ودونَ أن يراني
ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
تناولَ المعطفَ من أمامي
وغابَ في الزحامِ
مخلَّفاً وراءه.. الجريده
وحيدةً
مثلي أنا.. وحيده ********************************
يرمي حجراً..
أو حجرينْ.
يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ
يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،
ويأتينا..
من غيرِ يدينْ..
في لحظاتٍ..
تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
في لحظاتٍ..
تظهرُ حيفا.
تظهرُ يافا.
تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ
تضيءُ القدسُ،
كمئذنةٍ بين الشفتينْ..
يرسمُ فرساً..
من ياقوتِ الفجرِ..
ويدخلُ..
كالإسكندرِ ذي القرنينِ.
يخلعُ أبوابَ التاريخِ،
وينهي عصرَ الحشّاشينَ،
ويقفلُ سوقَ القوَّادين،
ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،
ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،
عن الكتفينْ..
في لحظاتٍ..
تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،
يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..
يرسمُ أرضاً في طبريّا
يزرعُ فيها سنبلتينْ
يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،
يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،
وفنجانينْ..
وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،
وقد يرمي قمرينْ..
يرمي قلماً.
يرمي كتباً.
يرمي حبراً.
يرمي صمغاً.
يرمي كرّاسات الرسمِ
وفرشاةَ الألوانْ
تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."
وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.
يسقطُ ولدٌ
في لحظاتٍ..
يولدُ آلافُ الصّبيانْ
يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ
في لحظاتٍ...
يطلعُ قمرٌ من بيسانْ
يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،
يولدُ وطنٌ في العينين..
ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..
ويدخلُ في مملكةِ الماء.
يفتحُ نفقاً آخرَ.
يُبدعُ زمناً آخرَ.
يكتبُ نصاً آخرَ.
يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.
يقتلُ لغةً مستهلكةً
منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..
يفتحُ ثقباً في القاموسِ،
ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..
وموتَ قصائدنا العصماءْ..
يرمي حجراً.
يبدأ وجهُ فلسطينٍ
يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..
يرمي الحجرَ الثاني
تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ
يرمي الحجرَ الثالثَ
تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ
يرمي الحجر العاشرَ
حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..
ويظهرُ نورُ الفجرْ..
يرمي حجرَ الثورةِ
حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ
من فاشستِ العصرْ
يرمي..
يرمي..
يرمي..
حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ
بيديهِ،
ويرميها في البحرْ..
تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:
أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟
أيُّ صبيٍّ؟
هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟
أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ
هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟
أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ
فاضت من ورقِ القرآنْ؟
يسألُ عنهُ العرَّافونَ.
ويسألُ عته الصوفيّونَ.
ويسألُ عنه البوذيّونَ.
ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،
ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.
من هوَ هذا الولدُ الطالعُ
مثلَ الخوخِ الأحمرِ..
من شجرِ النسيانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الطافشُ
من صورِ الأجدادِ..
ومن كذبِ الأحفادِ..
ومن سروالِ بني قحطانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الباحثُ
عن أزهارِ الحبِّ..
وعنْ شمسِ الإنسانْ؟
من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..
كآلهةِ اليونانْ؟
يسألُ عنهُ المضطهدونَ..
ويسألُ عنهُ المقموعونَ.
ويسألُ عنه المنفيّونَ.
وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.
من هوَ هذا الآتي..
من أوجاعِ الشمعِ..
ومن كتبِ الرُّهبانْ؟
من هوَ هذا الولدُ
التبدأُ في عينيهِ..
بداياتُ الأكوانْ؟
من هوَ؟
هذا الولدُ الزّارعُ
قمحَ الثورةِ..
في كلِّ مكانْ؟
يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،
ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.
من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،
ومن سوسِ الكلماتْ؟
من هوَ؟
هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..
ومن لُغةِ الأمواتْ؟
تسألُ صحفُ العالمِ،
كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..
يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟
تسألُ صحفٌ في أمريكا
كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،
حيفاويٌّ،
عكَّاويٌّ،
نابلسيٌّ،
يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،
ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟
************************* _________________ حسن بلم | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:19 pm | | فاطمة في الريف البريطاني
-1- شهر ديسمبر رائع ... شهر ديسمبر في لندن ، هذا العام ، رائع فـبـهِ هاجمني الحب .. وألقاني جريحا كمصابيح الشوارع .. هذه فاطمة تلبس بنطالا من الجلد نبيذيا .. وتوصيني بأن أمسكها من يدها كي لا أضيع وهي تدري جيدا ..
أنني من يوم ميلادي ، ببحر الحب ضائع فلماذا في ( هارودز) نسيتـني ولماذا غـضِـبـت مني .. لماذا أغضبتـني ؟ وهي تدري أني من دونها .. لا أقطع الشارع وحدي .. لا و لا أشرب فنجاناً من القهوة وحدي .. لا ولا أعرف أن أرجع للفندق وحدي .. فلماذا في ( هارودز ٍ) صلبتني ؟ فوق أكداس هداياها .. لماذا .. لماذا صلبتـني؟ وهي تدري أنني أعبدها من رأسها حتى الأصابع .. شهر ديسمبر رائع . -2- شهر ديسمبر ، يبقى مَـلِـكا بين الشهور فهو أعطاني مفاتيح السماوات .. وأعطاني مفاتيح العصور .. ورماني كوكباً مشتعلا حول نهديك يدور .. سقطت في لندن ، كل التواريخ ، وغابت تحت جفنيك جبال وبحور .. شهر ديسمبر ، ألغاك .. وألغاني فنهن الآن ضوء غير مرئي .. وعطر .. وبَـخُـور .. شهر ديسمبر .. مجنون تعلمتِ به .. أن تثوري .. وتعلمت به كيف أثور .. شهر ديسمبر .. ألغى عقدة الحب التي نحملها فإذا بي مثل عصفور طليق .. وإذا بك ، يا فاطمة ، دون جذور . -3- لندن .. باردة جدا .. فيا فاطمة .. افتحي فوقي مظلات الحنان لندن قاسية جداً .. وإني خائف جداً .. فـرُدي لي شعوري بالأمان خبئيني تحت قـفطانك ، يا فاطمة مثل طفل .. فـلـقـد ضيعت أبعادي ، وأبعاد المكان حاولي أن تصبحي أمي .. كما أنت الحبـيـبـه من زمان .. لم أضع رأسي على صدر حنون .. من زمان ... -4- لندن حبي .. وفي باراتها غنيت أحلى أغنياتي لندن مجدي .. فـفيها قـد تغرغرت بأولى كلماتي .. لندن حزني .. على كل رصيف دمعة من دمعاتي لندن عاصمة القلب .. وفيها قـد تلاقيت بستِّ الملكات .. لندن ، تعرف وجهي جيدا .. فأنا جزء من اللون الرمادي .. ومن أعمدة النور .. وأضواء الميادين .. وصوت القبرات .. منذ أن جئت إليها عاشقا أصبحت لندن إحدى المعجزات .. لندن .. تأخذني كالطفل في أحضانها .. وطوال الليل ، تتلو من كتاب الذكريات .. لندن صاحبة الفضل .. فـقـد علمـتـني العشق في كل اللغات ... -5- هذه فاطمة .. تقتحم التاريخ من كل الجهات .. إنها تدخل كالإبرة .. في كل تفاصيل حياتي آه .. كم تعجبني فاطمة .. عندما تجلس كالقطة بين المفردات .. تأكل الفتحة .. والضمة .. في شعري .. وتـَـبـْـتـَـلُّ بأمطار دواتي -6- مبحر في زمن الـكحل .. ولا أدري لأين ؟ مبحر فيك .. ولا أدري لأين ؟ يا صباح الخير .. يا عصفورتي أنا في أحسن حالاتي .. فما أطيب القهوة في قربك .. ما أرشق هاتين اليدين .. ثم ما أروع أن يكتشف الإنسان في ذات صباح لندني .. في مكان ما .. على ظهر الحبيبه ... شامتين ... لم تكونا ، عندما جئت مساء البارحة .. مولودين ... فاتركيني .. أضفر الشَـعر الذي طال في لندن ، من فرط حناني ، بوصتين .. واتركيني .. أمسك الشمس التي تغطس بين الشفتين .. اتركيني ، أوقف التاريخ يا فاطمة لحظة .. أو لحظتين .. أخذوا كل عناويني .. ولم يبق أمامي غير هذا الشارع الضيق بين الناهـدين ... -7- لندن تمطرني ثـلجاً .. وابقى باشتهائي بدويا .. لندن تمنحني كل الثـقافات .. وابقى بجنوني عربيا .. لندن تمطرني عقلاً .. وابقى فوضويا .. لندن تجهل حتى الآن .. من أنت لديا آهِ .. يا سنجابة الليل التي تدخل في الأعماق رمحاً وثـنيا .. إن تاريخك قبل أن يرسلك الله إليا كان عصرا حجريا .. فاشربي شيئا من الخمر معي .. اشربي شيئا من الحلم معي .. اشربي شيئا من الوهم معي .. اشربي شيئا من الفوضى معي .. اشربي حتى تصيري امرأة ً.. واتركي الباقي عليَّـا... -8- شهر ديسمبر يأتي لابساً معطف شاعر شهر ديسمبر يهديني دموعاً .. وشموعاً .. ودفاتر .. هذه فاطمة تلبس كيمونو من الصين .. موشّـى بالأزاهر .. شاي بعد الظهر من بين يديها مهرجانات من اللون .. وموسيقى أساور .. لم تكن فاطمة مشرقة الوجه كما كانت (بمارلو) .. لم تكن صافية العين كما كانت (بمارلو ) .. لم تكن معتزة النهدين من قبل .. كما كانت ( بمارلو ) .. لم تكن ملفوفة الخصر .. كما كانت ( بمارلو ) .. لم يكن يسكنها الشعر .. كما كانت ( بمارلو ) .. لم يكن يسكنها الشعر .. كما كانت ( بمارلو ) .. إنني آمنت أن الحب ساحر .. -9- هذه فاطمة .. تغسل نهديها النحاسيـين بالماء .. كطائر وأنا في الغرفة الخضراء أستلقي سعيدا تحت أشجار الكاكاو وهتافات المرايا والستائر .. فاشربي شيئا من الشعر معي .. فأنا ـ دونك يا سيدتي ـ لست بشاعر اشربي حتى تصيري امرأة .. إن حبي لك مجنون .. وملعون ..ووحشي الأظافر .. -10- ورق الأشجار في ( مارلو ) .. نحاسيّ .. وورديّ ,, وأصفـرْ .. ولقائي بك في الريف البريطاني حلم لا يُـفسر .. والعصافير ترى ثغرك في أحلامها وردة .. أو نجمة .. أو قرص سكر وأن معتقل ما بين نهديك .. ولا أطلب ـ يا سيدتي ـ أن أتحرر .. آه .. يا قطة (مارلو ) .. ليتني أقـدر أن أغرق في فـروكِ أكثر ... ليتني أقـدر أن ابقى .. بهذا الفندق الضائع بين الغيم أكثر ليتني أقـدر أن أدخل في جلدك .. في شعرك .. في صوتك أكثر آه .. يا أيتها الأنثى التي لا تـتكرر هل عشقـتُ امرأة قبلك .. يا فاطمة ؟ إنني لا أتذكر .. هل سأهوى امرأة بعدك .. يا فاطمة إنني لا أتصور .. -11- آهِ .. يا قطة ( مارلو ) الساحرة علميني .. كيف تـُـلغى الذاكره هل سألقاك ( بمارلو ) ؟. بعد عام ربما أو بعد شهر .. فتـنامين على أعشاب صدري .. وتـفـيـقـيـن على أعشاب صدري .. قبل ( مارلو ) ليس لي عمـرٌ .. فأنت الآن عمري .. بعد (مارلو) سيقول الناس : ما أجمل عينيك .. وما أعظم شِـعري .. لم أشاهد ليلة القدر ..فهل أنت ، يا فاطمة ، ليلة قـدري ؟؟ -12- أرجعي مرة أخرى إلى (مارلو ).. ففيها عشت عصري الذهبيا .. لم ير الريف البريطاني من قبلك عينين تقولان كلاما عربيا .. قبل أن ألقاك في فـندق ( مارلو ) كنت إنسانا .. وأصبحت نبـيا .. أرجعي لي غرفـتي في ملتقى النهر ، وأحلامي .. وركني الشاعريا .. قبل ( مارلو ) لا يساوي العمر شيا بعد ( مارلو ) لا يساوي العمر شيا إن عينيك هما ما كتب الله عليا فاتركيني نائما بينهما .. واقفلي الباب عليا ..
*********************************** مع فاطمة في قطار الجنون
-1- ابحثي عن رجل غيري .. إذا كنت تريدين السلامه .. كل حُـبٍّ حارقٍ .. هو ـ يا سيدتي ـ ضد السلامه كل شعر خارق .. هو ـ في تشكيله ـ ضد السلامه فابحثي عن رجل غيري .. إذا كنت تحسين بأصوات الندامه ابحثي عن رجل .. يمتلك القدرة والصبر .. لتثـقيف حمامه فأنا من قبل .. ما حاولت تـثـقـيـف حمامه ... إن حبي لك يا سيدتي أشبه بيوم القيامه .. من تـُـرى يقدر أن يهرب من يوم القيامه ؟ فاقبلي ما قسم الله عليك .. بإيمان عميق ٍ .. وابتسامه .. واتبعيني .. عندما أركب في الليل قطارات الجنون .. طالما أنت معي .. لست مهتما بما كان .. وما سوف يكون ... -2- آهِ .. يا سنبلة القمح التي تخرج من وسط الدموع دخل السيف إلى القلب ، ولا يمكننا الآن الرجوع إننا الآن على بوابة العشق الخطيره .. وأنا أهواك حتى الذبح .. حتى الموت .. حتى القشعريره .. نحن مشهوران جدا .. وجريئان على التاريخ جدا .. والإشاعات كثيره .. هكذا يحدث دوما في العلاقات الكبيره .. آه .. يا فاطمتي .. يا التي عشت وإياها ملايـين الحماقات الصغيرة إنني أعرف معنى أن يكون المرء في حالة عشقٍ خلف أسوار الزمان العربي وأنا أعرف معنى أن يبوح المرء .. أو يهمس .. أو ينطق .. في هذا الزمان العربي .. وأنا أعرف معنى أن تكوني امرأتي رغم إرهاب الزمان العربي .. فأنا تطلبني الشرطة للتحقيق في ألوان عينيك .. وفيما تحت قمصاني .. وفيما تحت وجداني .. وأسفاري .. وأفكاري .. وأشعاري الأخيرة .. وأنا لو أمسكوني .. أسرق الكحل الذي يمطر من عينيك .. صادتني بواريد العشيره .. فافتحي شعرك عن آخره .. إنني مضطهدٌ مثل نبيّ .. ووحيد كجزيره .. افتحي شعرك عن آخره .. وانزعي الدبابيس .. فهذي فرصة العمر الأخيره -3- آه .. يا أيقونة العمر الجميلة يا التي تأخذني كل صباح من يدي نحو ساحات الطفوله .. وتريني تحت جفنيها شموساً مستحيله .. وبلاداً مستحيله .. أنها الكنز الخرافي الذي كان معي في قطارات الشمال .. إن حبر الصين في عينيك ـ يا سيدتي ـ فوق احتمالي يا التي تمرق من بين شرايـيني .. كعطر البرتقال .. -4- يا التي تشطرني نصفين في الليل .. وعند الفجر ، تلقيني على ركبتها .. نصف هلالِ .. يا التي تحتلني شرقا .. وغربا .. ويمينا .. وشمالا .. استمري في احتلالي .. أنا مشتاق إلى أيام ( وندر مير).. مشتاق لأن أمشي وإياك على الماء .. وأن أمشي على الغيم .. وأن أمشي على الوقت .. ومشتاق لأن أبكي على صدرك حتى آخر العمر .. وحتى آخر الشعر .. ومشتاق لحانات الضواحي .. وكراسينا أمام النار .. مشتاق إلى كل الذرى البيضاء .. حيث أختلط الكحل الحجازي مع الثلج .. ومشتاق إلى شيءٍ من الكونياك .. في برد الليالي .. -5- أهِ .. يا عصفورة الماء التي تجلس قربي .. في قطارات الشمال .. امسكيني من ذراعي جيدا .. فالقرارات التي يصدرها السلطان لا تشغل بالي .. وملفاتي لدى الشرطة لا تشغل بالي .. وحده حبك ـ يا سيدتي ـ يشغل بالي .. نحن قامرنا كثيرا .. وتطرفنا كثيرا .. وتجاوزنا إشارات المرور .. فامسكيني من ذراعي جيدا .. لتدور الأرض .. فالأرض بلا حبٍّ كـبـيـر .. لا تدور ..
**********************************
أحبك .. أحبك .. وهذا توقيعي
-1- هل عندك شك أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا ؟. وأهم امرأة في الدنيا ؟. هل عندك شك أني حين عثرت عليك .. ملكت مفاتيح الدنيا ؟. هل عندك شك أني حين لمست يديك تغير تكوين الدنيا ؟ هل عندك شك أن دخولك في قلبي هو أعظم يوم في التاريخ .. وأجمل خبر في الدنيا ؟, -2- هل عندك شك في من أنت ؟ يا من تحتل عـينيها أجزاء الوقت يا امرأة تكسر ، حين تمر ، جدار الصوت لا أدري ماذا يحدث لي ؟ فكأنك أنثاي الأولى وكأني قبلك ما أحببت وكأني ما مارست الحب .. ولا قبلت لا قبلت .. ميلادي أنت .. وقبلك لا أتذكر أني كنت وغطائي أنت .. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت .. وكأني أيتها الملكه .. من بطنك كالعصفور خرجت .. -3- هل عندك شك أنك جزء من ذاتي وبأني من عينيك سرقت النار .. وبأني من عينيك سرقت النار .. وقمت بأخطر ثوراتي أيتها الوردة .. والياقوتة .. والريحانة .. والسلطانة .. والشعبية .. والشرعية بين جميع الملكات .. يا سمكاً يسبح في ماء حياتي يا قمرا يطلع كل مساء من نافـذة الكلمات .. يا أعظم فـتح بين جميع فـتوحاتي يا آخر وطن أولد فيه .. وأدفن فـيـه .. وأنشر فيه كتاباتي -4- يا امرأة الدهشة .. يا امرأتي لا أدري كيف مشيت إلي .. وكيف مشيت إليك .. يا من تـتزاحم كل طيور البحر .. لكن تستوطن في نهديك .. كم كان كبيرا حظي حين عثرت عليك .. يا امرأة تدخل في تركيب الشعر .. دافئة أنت كرمل البحر .. رائعة أنت كليلة قدر.. من يوم طرقت الباب علي .. ابتدأ العمر .. -5- كم صار جميلا شِـعري .. حين تـثـقـف بين يديك ,, كم صرت غنيا .. وقويا .. لما أهداك الله إلي .. هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليدي هل عندك شك .. إني فيك .. وأنك فيّ ؟؟ -6- يا ناراً تجتاح كياني يا ثمراً يملأ أغصاني يا جسدا يقطع مثل السيف ، ويضرب مثل البركان يا نهداً .. يعبق مثل حقول التبغ ويركض نحوي كحصان .. قولي لي : كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان .. قولي لي : ماذا أفعل فيك ؟, أنا في حالة إدمان .. قولي ما الحل ؟ فأشواقي وصلت لحدود الهذيان ... -7- يا ذات الأنف الإغريقي .. وذات الشعر الإسباني يا امرأة لا تـتكرر في آلاف الأزمان .. يا امرأة ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني من أين أتيت ؟ وكيف أتيت ؟ وكيف عصفت بوجداني ؟ يا إحدى نعم الله علي .. وغيمة حب وحنان .. يا أغلى لؤلؤة بيدي .. آهٍ .. كم ربي أعطاني ..
********************************* حـبـيـبـتـي تقرأ فنجـانهـا
-1- توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الفنجان حين تكونين معي .. لأنني أرفض هذا العبث السخيف ، في مشاعر الإنسان . فما الذي تبغين ، يا سيدتي ، أن تعرفي ؟ وما الذي تبغين أن تكتشفي ؟. أنت التي كنت على رمال صدري .. تطلبين الدفء والأمان .. وتصهلين في براري الحب كحصان ألم تقولي ذات يوم .. إن حبي لك من عجائب الزمان ؟ ألم تقولي إنني .. بحر من الرقة والحنان ؟ فكيف تسألين ، يا سيدتي ، عني .. ملوك الجان ؟ حين أكون حاضراً .. وكيف لا تصدقين ما أنا أقوله ؟ وتطلبين الرأي من صديقك الفنجان ... -2- توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الغيوب .. إن كان من بشارة سعيدةٍ .. أو خبر .. أو كان من حمامة تحمل في منقارها مكتوب .. فإنني الشخص الذي سيطلق الحمامه .. وإنني الشخص الذي سيكتب المكتوب .. أو كان يا حبيبتي من سفرٍ.. فإنني أعرف من طفولتي .. خرائط الشمال والجنوب .. وأعرف المدائن التي تبيع للنساء أروع الطيوب .. وأعرف الشمس التي تنام تحت شرشف المحبوب .. وأعرف المطعم الصغير الذي يشتبك الأيدي به .. وتهمس القلوب للقلوب .. وأعرف الخمر التي تفتح يا حبيبتي نوافذ الغروب وأعرف الفنادق الصغرى التي تعفو عن الذنوب فكيف يا سيدتي ؟ لا تقبلين دعوتي إلى بلادٍ هربتْ من معجم البلدان قصائد الشعر بها .. تنبت كالعشب على الحيطان .. وبحرها .. يخرج منه القمح .. والنساء .. والمرجان .. فكيف يا سيدتي .. تركتـني .. منكسر القلب على الإيوان وكيف يا أميرة الزمان ؟ . سافرت في الفنجان ... -3- تـوقـفـي فورا .. فإني لست مهتما بكشف الفال .. ولست مهتما بأن أقيم أحلامي على رمالْ ولا أرى معنى لكل هذه الرسوم ، والخطوط ، والظلال .. مادام حبي لك يا حبيبتي .. يضربني كالبرق والزلزال .. فما الذي يفيدك الإسراف في الخيال ؟ ما دام حبي لك يا حبيبتي يُـطْـلِـعك كل لحظة سنابلا من ذهبٍ .. وأنهرا من عسل .. وعطر برتقال .. فما الذي يفيدك السؤال ؟ عن كل ما يأتيك من رسائـلٍ وكل ما يأتيك من أطفال .. وكيف ، يا سيدتي ،يفكر الرجال .. * * * توقـفي فـورا .. فإني أرفض التزيـيف في مشاعر الإنسان توقفي .. توقفي .. من قبل أن أحطم الفنجان...
************************************ إلـى مـمثلـة فاشلـة
-1- في طبعكِ التمثيل في طبعكِ التمثيل ثيابك الغريبة الصارخة الألوان .. وصوتك المفرط في الحنان .. وشعرك الضائع في الزمان والمكان والحلق المغامر الطويل جميعها .. جميعها .. من عدة التمثيل .. -2- سيدتي : إياك أن تستعملي قصائدي في غرض التجميل . فإنني أكره كل امرأة تستعمل الرجال للتجميل لست أنا .. لست أنا .. الشخص الذي تــُـعلـّـقين في الخزانه ولا طموحي أن أسمى شاعر السلطانه أو أكون قطة تركية تنام طول الليل تحت شعرك الطويل فالـدور مستحيل. لأنني أرفـض كل امرأة .. تحبني .. في غرض التجميل .. -3- لا تسحبيني من يدي .. إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع . لا تحسبيني عاشقا من جملة العشاق في القطيع. ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي ، والريح .. والصقيع .. ما عدت أستطيع .. نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء .. فإنني آخر من يُـعــرَضَ كالخيول في مجالس النساء .. -4- نصيحة بريئة إليك .. يا عزيزتي لا تحسبيني وصلة ً شعرية أكون فيها نجم حفلاتك .. أو تحسبيني بطلا من ورق يموت في إحدى رواياتك أو تــُــشعليني شمعة لتضمني نجاح سهراتك.. أو تلبسيني معطفا لتعرفي رأي صديقاتك .. أو تجعليني عادة يومية من بين عاداتك .. -5- نصيحة أخيرة إليك .. يا عزيزتي لا تستغلي الشعر حتى تــُـشبعي إحدى هواياتك فلن أكون راقصا محترفا... يسعى إلى إرضاء نزواتك وها أنا أقدم استقالتي من كل جناتك...
********************************* الـعـصـفور
-1- لو حميناه من البرد قليلا .. وحميناه من العين قليلا .. لو غسلنا قدميه بمياه الورد والآس قليلا .. آهِ .. لو نحن أخذناه إلى ساحات باريس العظيمه وتصورنا معه .. مرة في ساحة ( الفاندوم ) أو في ساحة (الباستيل ) أو في الضفة اليسرى من السين .. آهٍ .. لو تدحرجنا على الثلج معه . وهو بالقبعة الزرقاء يجري .. ودموعي جدول يجري معه .. * * * -2- آهٍ .. لو نحن أخذناه إلى عالم (ديزني) .. وركبنا في القطارات التي تمرق من بين ملايـين الفراشات إلى قوس قزح .. أهٍ .. لو نحن استجبنا لأمانيه الصغيرات .. وآهٍ .. لو أكلنا معه ( البيتزا ) بروما . . وتجولنا بأحياء فلورنسا .. وتركناه ليرمي خبزه لطيور (البندقيه) .. فلماذا هرب العصفور منا يا شقيه ؟ قد رسمناه بأهداب الجفون ونحتـناه بأحداق العيون وانتظرناه قـرونا .. وقـرون فلماذا هرب العصفور منا ؟ دون أن يلقي التحيه ... -3- ربما ... لو أنت من جنتك الخضراء ، يا سيدتي .. لم تطرديه ربما .. لو أنت ، يا سيدتي ، بم تقتليه .. كان سلطان زمانه .. ربما .. لو كان حيا دخل الشمس على ظهر حصانه ربما .. لو قال شعرا .. يقطر السكر من تحت لسانه ربما .. لو شاء يوما أن يغني .. يطلع الورد على قوس كمانه .. ربما .. لو ظل حيا .. حرك الأرض بأطراف بَـنــانِه .. -4- لا تقولي : ( لا تؤاخذني ).. فـقـد كان قـضاءً وقـدر.. هل يكون الجهل والسخف قضاء وقـدر ؟ قمرا كان .. ومن يقتــُـلُ ، يا سيدتي ، ضوء القمر ؟ وَتــَـرا كان .. ومن يقطعُ من عودٍ وتر ؟ مطرا كان .. ولن يأتي إلينا مرة أخرى المطر .. أنت لو أعطيته الفرصة يا سيدتي .. ربما كان المسيح المنتظر ... -5- آهٍ .. يا قاتلة الحلم الجميل المبتكر .. مؤسف أن يقتل الإنسان حلما .. مؤسف أن تكسري في الأفق نجما .. يا التي تبكي طوال الليل عصفور الأمل سبق السيف العزل ..
لا تلوميني إذا ما يبس الدمع بعينيّ وصار القلب فحما .. فأنا كنت أبا .. مدهش الأحلام .. لكن أنت ، يا سيدتي ، ما كنت أمّـا..
********************************* فاطمة في ساحة الكونكورد
-1- يمطر علي كحلك الحجازي وأنا في وسط ساحة (الكونكورد) فأرتـَبك .. وترتبك معي باريس تسقط حكومة .. وتأتي حكومه وتطير الجرائد الفرنسية من أكشاكها وتطير الشراشف من فوق طاولات المقاهي .. وتطلب العصافير اللجوء السياسي إلى عينيك العربـيـتـيـن ... -2- أيتها العربية الداخلة كالخنجر في صباحات باريس يا من ترشفين القهوة بالحليب وترتشفين معها كرياتي الحمراء والبيضاء ما كان في حسابي أن ألاقيك في محطة الحزن وأن تلطقـتـيني بأهداب حنانك وأنا في ذروة البرد ، والخوف ، و الانكسار لكن باريس قادرة على كل شيء ونبيذ بوردو الأحمر ، هو الذي سيلغي الفروق بين صقيع أوروبا .. وشموس العالم الثالث بين حيائك الجميل ... وبين جنوني ... -3- أيتها العربية التي تتكسر على أرصفة (المونمارتر) فـتافـيت ياقـوتٍ .. وغابة سيوف .. يا من يتصالح في عينيها الضوء .. والعتمه .. والماء .. والحرائق ما كان في حسابي .. وأنا أتمشى بين ( الفاندوم) .. و (المادين) .. أن أدخل في جدلية اللون الأسود وإشكالية العيون الواسعه كخواتم الفضه .. ما كان في حسابي .. أن أدخل في تفاصيل التاريخ العربي فلقد تخانقت مع تاريخي .. وجئت إلى باريس ..لألغي ذاكرتي ولكن .. ما أن نزلت من الطائره .. حتى نزلـتْ أثوابك .. ومعاطفك .. وأدوات زينتك معي .. لتسد مداخل الطرقات من مطار (شارل دوغول ) إلى كنيسة نوتردام ... -4- يا فاطمة ساحة ( الكونكورد) .. يا فاطمة الفاطمات أيها السيف المرصع بأجمل الآيات أيها الخصر الذي يقول القصائد والأغنيات أيتها اللغة التي ألغت جميع اللغات .. أرحب بك في باريس .. وأرجو لك إقامة سعيده فوق أعشاب صدري .. -5- يا ذات الشفتين الممتلئـتـيـن كحبتي فاكهه .. كم هو استفزازيّ نوع العطر الذي تضعينه وكم هو رائع إفـطار الصباح معك .. وأنت تـنـقريـن قطعة ( الكروا سَان ) كعصفور وتنقرين فمي كعصفور أيتها السنجابة الآسيويه التي تـنط من أعلى ( برج إيفل ) إلى صدري .. ولا تخشى الــدُوار.. وتستحم بنوافـير( قصر فرساي ) ولا تخشى الغرق .. وتـنام عارية على أعشاب حديقة (التويلري ) .. ولا تخشى الفضيحه .. -6- أيتها العربية التي يُـنـقــّــُط العسل من عينيها نقطة .. نقطه .. وينقط الشعر من شفتها السفلى قصيدة .. قصيده .. ويرن حلقها الطويل صباح يوم الأحد كناقوس كنيسه .. ما كان في حسابي .. أن أمر معك ذات يوم تحت قوس النصر لنضع وردة على قبر العاشق المجهول .. ولا كان في حسابي .. أن أرى صورتك في متحف اللوفر مع أعمال رينوار .. وماتيس .. وسيزان .. وأن أرى أعمالي الشعريه تباع في مكتبات الضفة اليسرى مع أعمال رامبو .. وفيرلين .. وجاك بريفير .. -7- صباح الخير .. أيتها العصفورة القادمة من المياه الدافئة لتغتسل بأمطار باريس وأمطار حنيني .. صباح الخير .. أيتها السمكة التي تـتكلم اللغة العربيه وتـتهجى كلمات الحب باللغة الفريسه.. وتـتهجاني بكل لغات الأنوثه ... -8- كلما سافرتُ إلى باريس دون حجز .. تصيرين فندقي ... -9- صباح الخير .. يا بستان الزعفران صباح الخير .. يا سجادة الكاشان صباح الخير على أصابعك النائمة بين أصابعي .. وعلى معطف المطر الذي كنت تلبسينه معي .. وعلى جرائد الصباح التي كنت تـتصفحينها معي .. صباح الخير .. على الكافيتريات التي ثرثرنا فيها .. وعلى البوتيكات التي رافقتـُـك إليها .. وعلى المرايا التي دخلناها معا ... ثم سافرتِ .. وتركتني حتى الآن .. مرسوما عليها ... -10- يا فاطمه : يا ذات الشفتين المعطرتين بحَـبّ الهال والقدمين المرسومتين بالأكواريل لم يكن في حسابي .. أن أدخل إلى باريس بجواز سفر عربيّ وأخرج منها .. رئيسا لـلجمهورية الخامسه !!.. ********************************* امـرأة تمـشي في داخلي
-1- لا أحد قرأ فـنجاني .. إلا وعرف أنك حبيبتي لا أحد درس خطوط يدي إلا واكتشف حروف اسمك الأربعه .. كل شيء يمكن تكذيبه إلا رائحة امرأة نحبها .. كل شيءٍ يمكن إخفاؤه إلا خطوات امرأةٍ تتحرك في داخلنا.. كل شيء يمكن الجَـدَل فيه .. إلا أنوثتك .. -2- أين أخفيك يا حبيبتي ؟ نحن غابتان تشتعلان وكل كاميرات التلفزيون مسلطة علينا.. أين أخبئك يا حبيبتي ؟ وكل الصحافـيـين يريدون أن يجعلوا منك نجمة الغلاف .. ويجعلوا مني بطلا إغريقيا وفضيحة مكتوبه .. -3- أين أذهب بك ؟ أين تذهبين بي؟ وكل المقاهي تحفظ وجوهنا عن ظهر قلب وكل الفنادق تحفظ أسماءنا عن ظهر قلب وكل الأرصفة تحفظ موسيقى أقدامنا عن ظهر قلب .. نحن مكشوفان للعالم كشرفة بحريه ومرئيان كسمكتين ذهبيـتـين .. في إناء من الكريستال .. -4- لا أحد قرأ قـصائدي عنك .. إلا وعرف مصادر لغتي .. لا أحد سافر في كتبي إلا وصل بالسلامة إلى مرفأ عينيك لا أحد أعطيته عنوان بيتي إلا توجه صوب شفتيك .. لا أحد فـتح جواريري إلا ووجدك نائمة هناك كفراشه .. ولا أحد نبش أوراقي .. إلا وعرف تاريخ حياتك .. -5- علميني طريقة .. أحبسك بها في التاء المربوطه وأمنعك من الخروج .. علميني أن أرسم حول نهديك دائرة بالقلم البنفسجي و أمنعهما من الطيران علميني طريقة أعتقلك بها كالنقطة في آخر السطر .. علميني طريقة أمشي بها تحت أمطار عينيك .. ولا أتبلل وأشم بها جسدك المضمخ بالبهارات الهندية .. ولا أدوخ .. وأتـدحـرج من مرتفعات نهديك الشاهـقـين .. ولا أتـفـتـت .... -6- ارفعي يدك عن عاداتي الصغيره وأشيائي الصغيره .. عن القلم الذي أكتب به .. والأوراق التي أخربش عليها .. وعلاقة المفاتيح التي أقـتـنـيـها والقهوة التي أحتسيها .. وربطات العنق التي أقـتـنـيها ارفعي يديك عن كتابتي .. فليس من المعقول أن أكتب بأصابعك وأتنفس برئتيك .. ليس من المعقول أن أضحك بشفتيك وان تبكي أنت بعيوني !!. -7- اجلسي معي قليلا .. لنعيد النظر في خارطة الحب التي رسمتها بقسوة فاتحٍ مغولي .. وأنانية امرأة تريد أن تـقول للرجل : "كن .. فيكون .. " كلميني بديمقراطيه ، فـذكور القبيلة في بلادي .. أتـقنوا لعبة القمع السياسي ولا أريدك أن تمارسي معي لعبة القمع العاطفي .. -8- اجلسي حتى نرى .. أين حدود عينيك ؟. وأين حدود أحزاني ؟. أين تبتدئ مياهك الأقليميه ؟ وأين ينتهي دمي ؟ . اجلسي حتى نتـفاهم .. على أي جزء من أجزاء جسدي ستتوقـف فـتوحاتك .. وفي أي ساعة من ساعات الليل ستبدأ غزواتك ؟ -9- اجلسي معي قليلا .. حتى نتفق على طريقة حبٍّ لا تكونين فيها جاريتي .. ولا أكون فيها مستعمرة صغيرة في قائمة مستعمراتك .. التي لا تزال منذ القرن السابع عشر تطالب نهديك بالتحرر ولا يسمعان .. ولا يسمعان ..
لا أرى أحـداً سواكِ
أنا لا أفكر .. أنا لا أقاوم ، أو أثور على هواك .. فأنا وكل قصائدي .. من بعض ما صنعت يداك .. إن الغرابة كلها .. أني محاط بالنساء .. ولا أرى أحدا سواك ..
*********************************
عـلـى عـينيك يضــبط العـالـم سـاعـاته
-1- قبل أن تصبحي حبيبتي كان هناك أكثر من تقويمٍ لحساب الزمن . كان للهنود تقويمهم ، وللصينين تقويمهم ، وللفرس تقويمهم ، وللمصريـين تقويمهم ، بعد أن صرت حبـيـبـتي صار الناس يقولون : السنة الألف قبل عـيـنـيـها والـقرن العاشر بعد عـيـنـيـهـا . -2- وصلت في حبـك إلى درجة الـتـبـخـر وصار ماء البحر أكبر من البحر ودمع العين أكبر من العين ومساحة الطعنة .. أكبر من مساحة اللحم . -3- لم يعد بوسعي أن أحبك أكثر وأتوحّد بك أكثر صارت شفتاي لا تكفيان لتغطية شفتيك وذراعاي لا تكفيان لتطويق خصرك وصارت الكلمات التي أعرفها أقل بكثير ، من عدد الشامات التي تــُـطرّز جسدك ِ . -4- لم يعد بوسعي ، أن أتغلغل في أدغال شَـعرك أكير فمنذ أعوام ، وهم يعلنون في الجرائد أنني مفقود ولا زلت مفقودا .. حتى إشعار آخر .. -5- لم يعد بوسع اللغة أن تقولك .. صارت الكلمات كالخيول الخشبيه تركض وراءك ليلا ونهارا ولا تطالك .. -6- كلما اتهموني بحبك .. أشعر بـتـفـوقي . وأعقد مؤتمرا صحفيا ، أوزع فـيه صورك على الصحافه ، وأظهر على شاشة التلفزيون وأنا أضع في عروة ثوبي وردة َالفضيحه .. -7- كنت أسمع العشاق يتحدثون عن أشواقهم فأضحك .. ولكن عندما رجعـتُ إلى فـندقي وشربت قهوتي وحدي .. عرفــتُ كيف يدخل خنجر الشوق في الخاصرة ولا يخرج أبدا .. -8- مشكلتي مع النقد أنني كلما كتبت قصيدة باللون الأسود قالوا إنني نقلتها عن عـيـنـيـك .. -9- ومشكلتي مع النساء أنني كلما نفيت علاقـتي بك سَـمِـعـنَ خشخشة أساورك في ذبذبات صوتي ورأين قميص نومك معلقا في خزانة ذاكرتي . -10- لا تعوديني عليك .. فقد نصحني الطبيب أن لا أترك شفتيّ في شفتيك أكثر من خمس دقـائـق وأن لا أجلس تحت شمس نهديك أكثر من دقـيـقة واحدةٍ حتى لا أحترق .. -11- إن كنت تعرفـيـن رجلا .. يحبك أكثر مني فـدلـيـني عليه لأهنئه.. وأقـتـلـه بـعـد ذلك ..
************************************
في وصـف قطـة سيامية
-1- تخلع فاطمة حذاءها ... وتـتكوم ، كقطة سِـيَـاميّـةٍ في جوف راحتي ترمي حقيـبتها على مقعد ... وكيس مشترياتها على مقعد وتدخل ... في أول شريان تصادفه . -2- تخلع فاطمة أسماءها .. وتـقـرر في شجاعةٍ باهره أن تكون امرأتي .. تـنـتـزع الحـلق من أذنيها ترمي خواتمها ... ودبابيس شعرها على الأرض وذاكرتها .. وأيامها المتشابهة على الأرض وتـندس كشجرة الكاكاو ... تحت ثيابي ... -3- تضع فاطمة صورة كبيرة لها في غرفة الجلوس تختار لون ستائري ، ولون دفاتري ، وتفرض علي ذوقها في الطعام ، وفي الحب وتــُـغَـمـغِـمُ من فرحها .. كقطة سياميه .. -4- تدخل فاطمة عليّ .. ملتـفة بزوبعة من شعرها الأسود .. تضع مجلاتها النسائية على مكتبي . وثوب نومها في خزانـتي .. وملاقط شعرها في جواريري.. تضع فـرشاة أسنانها ، قرب فـرشاة أسناني ، فأدرك أنها قـررت احتلالي ... -5- تضجر فاطمة من شكل نهديها وتحاول رسمهما من جديد .. وتضجر من مكان سرتها الذي لا تـتغير وتأمرها أن تـتحول إلى عصفور .. لا شيءَ أروع من فاطمه عندما تخرج من بيت الطاعه وتصهل كمهرةٍ .. تحت شمس الحريه . -6- تقود فاطمــُة انقلابا تاريخيا على جسدها .. وتستلم السلطه . تضع وزراءها في السجن ومستشاريها في السجن وقيس بن الملوح ، وجميل بـثـيـنـة وجميع الشعراء العذريـين في السجن وجميع الـذين ألـفوا في فـن الحب ولم يلامسوا إصبع امرأه ... وجـمـيع الذين تحدثوا عن انـتـصـاراتهم النسائية دون أن يصابوا بطعنةٍ واحدةٍ أو بذبحةٍ قـلــبـيـةٍ واحده.. وجميع الذين كـتـبـوا عن جحيم الجنس ولم يـنـاموا مع ذبابه .. وتعلن فاطمة أمام الجماهـيـر التي جاءت لمبايعتها وفي لحظة صــد قٍ لا يعرفها العرب أنها حبيبتي .. -7- ترفض فاطمة جميع النصوص المشكوك بصحتها وتبتدئ من أول السطر .. تمزق جميع المخطوطات التي ألفها الذكور وتبتدئ من أبجدية أنوثتها . ترمي جميع كتبها المدرسيه ، وتقرأ في كتاب فمي . تهاجر من مدن الغبار وتـتبعني حافـية إلى مدن الماء . تـقـفـز من قـطار الجاهلية وتـتكلم معي لغة البحر .. تكسر ساعتها الرمليه .. وتأخذني معها إلى خارج الوقت ... -8- تعتقد فاطمه ـ وفاطمه دائما على حق ـ أن حركة التاريخ تبدأ من عينيها ، وأن الإنسان الأول ، عـمَّـر مغاراته ما بين نهديها .. وأن اللغة لولاها ، لا عمل لها .. والموسيقى لا صوت لها .. والألوان لا لون لها .. وأن الشعر ـ إذا هي رفعت يدها عنه ـ سـيـقـفـل الباب على نفسه ، وينتحر ... -9- تعجبني قرارات فاطمه عندما تـتحول من حجر مسـتـديـر إلى نافـورة ماءٍ في بـيـتٍ أندلسي ومن قصيدةٍ موزونةٍ ومقفاة إلى حمامةٍ تحط على كـتـفي .
ومن جاريةٍ في بلاط هارون السادس عشر إلى مليكةٍ في بلاط الشعر ... -10- تعجبني حماقات فاطمه .. عندما تـتجاوز الإشارات الحمراء التي وضعها التاريخيون حول كلامها ، وحول أحلامها .. وتذبحهم في خيمتهم واحدا .. واحدا .. وتعجبني مبالغات فاطمه عندما تطرد جميع حراسها وتعينـني حارسا على نهديها بمرتبٍ قدره عشرة آلاف قبلـةٍ في الليلة الواحده.... -11- أحب فاطمه حين تشرب قهوتها الصباحية ، وتشربني .. وأحبها أكثر حين تؤكد لي : أنها سوف تحتل العالم ، وتحتلني ..
-12- فاجأت فاطمه وهي تصطاد السمك الأحمر على شواطئ دمي .. -13- تـعـتــقــلـنــي فاطمة تحت أهدابها فلا أعرف متى ينتهي الليل ومتى يبدأ النهار .. -14- على يدي فاطمه تعلمت أن أكون كاتبا جيدا ومحاربا جيدا كما علمـتـني أن أحبها جيدا وعلى يدي فاطمه تعلمت أن الـليـبرالية هي امرأه . وأن الرجل ـ مهما تـثـقـف ـ فهو رجل مخابرات ... -15- من لم يعرف فاطمه لم يعرف ما هي أعظم أعمال الله ولم يعرف ما هو الشعر .. -16- تحطم فاطمه جميع قـوارير الطب العربي وجميع معتقلات الحب العربي وتخرجني من ثبات النص العربي وتفتح لي باب الاجتهاد . -17- فاطمه . هي أهم امرأةٍ بين نساء العالم . وأنا ، أهم رجـلٍ أحَـبّها وأحمل السلاح معها ..
***********************************
_________________ حسن بلم | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:20 pm | | أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر كان الشتاء يغطيني بمعطفه فلا أفكر في برد ولا ضجر كانت الريح تعوي خلف نافذتي فتهمسين تمسك هاهنا شعري وألان اجلس والأمطار تجلدني على ذراعي على وجهي على ظهري فمن يدافع عني يا مسافرة مثل اليمامة بين العين و البصر كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر أنا احبك يامن تسكنين دمي إن كنتِ في الصين أو إن كنتِ في القمر .. ***************************
يسمعني حين يراقصـــنـي كـــلمات ليسـت كالـكلمــات يأخذني من تحت ذراعــي يزرعني في إحدى الغيمات والمطر الأسود في عينــي يتساقــــــط زخات زخــات يحملني معه يحـــــــملنـــي لمــســاء وردي الشـرفات وأنا كالطـفـــلة في يديـــــه كالــريشة تحملها النسمات يهديني شمسا يهديني صيفا وقطيع السنــونـــــــــوات يخــبرنـي أنـــي تحـفتـــه وأســـاوي آلاف الـنجــمات وبأني كنز وبــــأني أجمل مــا شـــاهـــد مــن لوحــات يروي أشياء تدوخـــني تنسيني المرقص والخطوات كلمات تقلب تاريخـــي تجعلني امــرأة في لحظات يبني لي قـصراً من وهم لا أسكــن فــيه ســـوى لحظات وأعـــــــود لطــاولـتـي لاشــيء معــي إلا كلــمــــــات كلمات ليسـت كــالـــكلمات لاشــيء معــي إلا كلـمـــــــات ************************************
يا سيدي العزيز هذا خطاب امرأة حمقاء هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟ اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء رانية أم زينب أم هند أم هيفاء اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء يا سيدي أخاف أن أقول مالدي من أشياء أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء فشرقكم يا سيدي العزيز يصادر الرسائل الزرقاء يصادر الأحلام من خزائن النساء يستعمل السكين والساطور كي يخاطب النساء ويذبح الربيع والأشواق والضفائر السوداء و شرقكم يا سيدي العزيز يصنع تاج الشرف الرفيع من جماجم النساء لا تنتقدني سيدي إن كان خطسيئاً فإنني اكتب والسياف خلف بابي وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب يا سيدي عنترة العبسي خلف بابي يذبحني إذا رأى خطابي يقطع رأسي لو رأى الشفاف من ثيابي يقطع رأسي لو انا عبرت عن عذابي فشرقكم يا سيدي العزيز يحاصر المرأة بالحراب يبايع الرجال أنبياء ويطمر النساء في التراب لا تنزعج ! يا سيدي العزيز ... من سطوري لا تنزعج ! إذا كسرت القمقم المسدود من عصور إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري إذا انا هربت من أقبية الحريم في القصور إذا تمردت , على موتي ... على قبري على جذوري و المسلخ الكبير لا تنزعج يا سيدي ! إذا انا كشفت عن شعوري فالرجل الشرقي لا يهتم بالشعر و لا الشعور ... الرجل الشرقي لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ... معذرة .. معذرة يا سيدي إذا تطاولت على مملكة الرجال الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً من حصة الرجال والجنس كان دائما ً مخدراً يباع للرجال خرافة حرية النساء في بلادنا فليس من حرية أخرى ، سوى حرية الرجال يا سيدي قل ما تريده عني ، فلن أبالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد أبالي لأن من تكتب عن همومها .. في منطق الرجال امرأة حمقاء ألم اقل في أول الخطاب أني امرأة حمقاء ؟ ******************************
الحب لا يقف على الضوء الأحمر
هذا كتابي الأربعـون .. ولم أزل أحبو كـتلميـذٍ صغيـرٍ .. في هواكِ هذا كتابي الأربعـون .. ورغم كل شطارتي .. ومهارتي لم يرض عني ناهـداك ... كل اللغات قديمة جدا .. وأضـيَـق من رؤاي ومن رؤاك .. لا بد من لغة أفصلها عليك.. حبيبتي لا بد من لغة تليق بمستواك .. * * * حلـّـقت آلاف السنين .. وما وصلت إلى ذراك وجلبت تيجان الملوك .. وما حصلت على رضاك .. وصعدت فوق الأبجدية كي أراك .. يا من تخيط قصائدي ثوبا لها .. هل ممكن بين القصيدة ,, والقصيدة أن أراك ؟؟...
**************************** الـــقــــرار
إني عشقتك .. واتخذت قراري فلمن ـ يا ترى ـ أقدم أعذاري لا سلطة في الحب .. تعلو سلطتي فالرأي رأيي .. والخيار خياري هذي أحاسيسي .. فلا تـتدخلي أرجوك ، بين البحر والبحار .. ظلي على أرض الحياد .. فإنني سأزيد إصرارا على إصرار ماذا أخاف ؟ أنا الشرائع كلها وأنا المحيط .. وأنت من أنهاري وأنا النساء ، جعلتهن خواتما بأصابعي .. و كواكبا بمداري * * * خليك صامتة .. ولا تـتكلمي فأنا أدير مع النساء حواري وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى للواقـفات أمام باب مزاري وأنا أرتب دولتي .. وخرائطي وأنا الـذي أختار لون بحاري وأنا أقـرر من سيدخل جنتي وأنا أقـرر من سيدخل ناري أنا في الهوى متحكم ..متسلط في كل عشـقٍ نكهة استعمار فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي واستقبلي بطفولةٍ أمطاري .. إن كان عندي ما أقـول .. فإنني سأقـوله للـواحد الـقـهار ... * * * عيناك وحدهما هما شرعيتي ومراكبي ، وصديقـتا أسفاري إن كان لي وطن .. فـوجهك موطني أو كان لي دارٌ .. فحبك داري من ذا يحاسبني على ما في دمي من لؤلؤٍ .. وزمرد .. ومحار ؟ أيناقـشون الديك في ألوانه ؟ وشقائق النعمان في نوَّار ؟ * * * يا أنت .. يا سلطانتي ، و مليكتي يا كوكبي البحري .. يا عَشتاري إني أحبك .. دون أي تحفظٍ وأعيش فيك ولادتي .. ودماري إني اقـترفـتك ... عامدا متعمدا إن كنت عارا .. يا لروعة عاري ماذا أخاف ؟ ومن أخاف ؟ أنا الذي نام الزمان على صدى أوتاري وأنا مفاتيح القصيدة في يدي من قبل بشارٍ ..ومن مهيار وأنا جعلت الشعر خبزا ساخنا وجعلته ثمرا على الأشجار سافرت في بحر النساء .. ولم أزل ـ من يومها ـ مقطوعة ً أخباري .. * * * يا غابة تمشي على أقدامها وتــَـرشـّني بقرنفل و بهار شفتاك تشتعلان مثل فضيحة والناهدان بحالة استـنفار وعلاقـتي بهما تظل حميمة كعلاقة الثوار بالثوار .. فتشرفي بهواي كل دقيقة وتباركي بجداولي وبذاري أنا جيد جدا .. إذا أحببـتـني فتعلمي أن تفهمي أطواري .. * * * من ذا يقاضيني ؟ وأنت قضيتي ورفـيف أحلامي ، وضوء نهاري من ذا يهددني ؟ وأنت حضارتي وثقافـتي ، وكتابتي ، ومناري .. إني استقلت من القبائل كلها وتركت خلفي خيمتي وغباري هم يرفضون طفولتي .. ونبوءتي وأنا رفضت مدائن الفخار .. كل القبائل لا تريد نساءها أن يكتشفن الحب في أشعاري .. كل السلاطين الذين عرفتهم .. قطعوا يدي ، وصادروا أشعاري لكنني قاتـلتهم .. وقتلتهم ومررت بالتاريخ كالإعصار .. أسقطت بالكلمات ألف خليفة وحفرت بالكلمات ألف جدار .. * * * أصغيرتي .. إن السفينة أبحرت فتكومي كحمامة بجواري ما عاد ينفعك البكاء ولا الأسى فـلـقـد عشقتك .. واتخذت قـراري ..
********************************* معها .. في باريس
لا الشعر ، يرضي طموحاتي ، ولا الوتر إني لـعـيـنـيـك، باسم ِالشعر ، أعتذر حاولت وصفك ، فاستعصى الخيال معي يا من تدوخ على أقدامك الصور يُـروّجُـون كلاما لا أصدقه هل بين نهديك ، حقا ، يسكن القمر ؟؟ كم صعبة أنت .. تصويرا وتهجية إذا لمستك، يبكي في يدي الحجر من أنت ؟. من أنت ؟. لا الأسماء تسعفني ولا البصيرة ، تكفيني ، ولا البصر نهداك .. كان بودي لو رسمتهما إذا فشلت ..فحسبي أنني بشر أيا غمامة موسيقى .. تظللني كذا يُـنـقـِّـط فـوق الجنة المطر الحرف يـبدأ من عينيك رحلته كل اللغات بلا عينيك .. تندثر يا من أحبك ، حتى يستحيل دمي إلى نبيذٍ ، بنار العشق يختمر يسافر الحب مثل السيف في جسدي ولم أخطط له .. لكنه القدر .. هزائمي في الهوى تبدو معطرة إني بحبك مهزوم .. ومنتصر تركت خلفي أمجادي .. وها أنذا بطول شعرك ـ حتى الخصر ـ أفتخر ماذا يكون الهوى إلا مخاطرة وأنت .. أجمل ما في حبك الخطر يا من أحبك ..حتى يستحيل فمي إلى حدائق فيها الماء والثمر ... جزائر الكحل في عينيك مدهشة ماذا سأفعل لو ناداني السفر ؟؟ * * * سمراء .. إن حقول التبغ مقمرة ولؤلؤ البحر شفاف .. ومبتكر هل تذكرين بباريسٍ تسكعنا ؟ تمشين أنت .. فيمشي خلفك الشجر خـُطاك في ساحة ( الفاندوم ) أغنية وكحل عينيك في ( المادلين ) ينتشر صديقة المطعم الصيني .. مقعدنا ما زال في ركـنـنا الشعري ، ينتظر كل التماثيل في باريس تعرفـنا وباعة الورد ، والأكشاك ، والمطر حتى النوافير في ( الكونكورد ) تذكرنا ما كنت أعرف أن الماء يفتكر .. * * * نبيذ بوردو .. الذي أحسوه يصرعني ودفء صوتك ..لا يُـبقي ولا يَـذََر ما دمت لي .. فحدود الشمس مملكتي والبر ، والبحر ، والشطآن ، والجزر مادام حبك يعطيني عباءته فكيف لا أفـتك الدنيا .. وأنتصر ؟ سأركب البحر .. مجنونا ومنتحرا .. والعاشق الفذ .. يحيا حين ينتحر ...
******************************** من يوميات تلميذ راسب
-1- ما هو المطلوب مني ؟ ما هو المطلوب بالتحديد مني ؟ إنني أنفقت في مدرسة الحب حياتي وطوال الليل .. طالعت .. وذاكرت .. وأنهيت جميع الواجبات ... كل ما يمكن أن أفعله في مخدع الحب ، فعلته .. كل ما يمكن أن أحفره في خشب الورد ، حفرته .. كل ما يمكن أن أرسمه .. من حروف .. ونقاط .. ودوائر .. قد رسمته .. فلماذا امتلأت كراستي بالعلامات الرديئة ؟. ولماذا تستهيـنـيـن بـتاريخي .. وقدراتي .. وفـني .. أنا لا أفهم حتى الآن ، يا سيدتي ما هو المطلوب مني ؟ -2- ما هو المطلوب مني ؟ يشهد الله بأني .. قد تفرغت لنهديك تماماً .. وتصرفت كفنان بدائي .. فأنهكت وأوجعت الرخاما إنني منذ عصور الرق .. ما نلت إجازة فأنا أعمل نحاتا بلا أجر لدى نهديك مذ كنت غلاما .. أحمل الرمل على ظهري .. وألقيه ببحر اللانهاية أنا منذ السنة الألـفـين قبل الـنهد .. ـ يا سيدتي ـ أفعل هذا .. فلماذا ؟ تطلـبـين الآن أن أبدأ ـ يا سيدتي ـ منذ البداية ولماذا أطعن اليوم بإبداعي .. وتشكيلات فـني ؟ ليـتـني أعرف ماذا .. يبتغي النهدان مني ؟؟ -3- ما هو المطلوب مني ؟ كي أكون الرجل الأول ما بين رجالك وأكون الرائد الأول .. والمكتشف الأول .. والمستوطن الأول .. في شعرك .. أو طيات شالك .. ما هو المطلوب حتى أدخل البحر .. وأستلقي على دفء رمالك ؟ إنني نفذت حتى الآن آلاف الحماقـات لإرضاء خيالك وأنا استشهدت آلاف من المرات من أجل وصالك .. يا التي داخت على أقـدامها أقـوى المـمــالـك .. حرريني .. من جنوني .. وجمالك .. -4- ما هو المطلوب مني ؟ ما هو المطلوب حتى قطتي تصفح عني ؟ إنني أطعمتها .. قمحا .. ولوزا .. وزبيبا .. وأنا قدمت للنهدين .. تفاحاً .. وخمراً .. وحليباً .. وأنا علقت في رقبتها .. خرزا أزرق يحميها من العين ، وياقوتاً عجيباً .. ما الذي تطلبه القطة ذات الوبر الناعم مني ؟ وأنا أجلستها سلطانة في مقعدي .. وأنا رافـقـتـها للبحر يوم الأحد ... وأنا حممتها كل مساء بيدي .. فلماذا ؟ بعد كل الحب .. والتكريم .. قد عضت يدي ؟. ولماذا هي تدعوني حبـيـباً .. وأنا لست الحـبـيـبـا .. ولماذا هي لا تمحو ذنوبي ؟ أبداً .. والله في عليائه يمحو الذنوبا .. -5- ما هو المطلوب أن أفعل كي أعلن للعشق ولائي . ما هو المطلوب أن أفعل كي أدفن بين الشهداء؟ أدخلوني في سبيل العشق مستشفى المجاذيب.. وحتى الآن ـ يا سيدتي ـ ما أطلقـوني .. شنقوني ـ في سبيل الشعر ـ مرات .. ومرات.. ويبدو أنهم ما قـتـلوني .. حاولوا أن يقلعوا الثورة من قلبي .. وأوراقي .. ويبدو أنهم .. في داخل الثورة ـ يا سيدتي ـ قد زرعوني ... -6- يا التي حبي لها .. يدخل في باب الخرافات .. ويستـنزف عمري .. ودمايا .. لم يعد عندي هوايات سوى أن أجمع الكحل الحجازي الذي بعثرتِ في كل الزوايا .. لم يعد عندي اهتمامات سوى .. أن أطفىء النار التي أشعلها نهداك في قلب المرايا .. لم يعد عندي جواب مقنع .. عندما تسألني عنك دموعي .. ويدايا -7- اشربي قهوتك الآن .. وقولي ما هو المطلوب مني ؟ أنا منذ السنة الألفين قبل الثغر .. فكرت بثغرك .. أنا منذ السنة الألـفين قبل الخيل .. أجري كحصان حول خصرك .. وإذا ما ذكروا النيل .. تباهيت أنا في طول شعرك يا التي يأخذني قـفطانها المشغول بالزهر .. إلى أرض العجائب .. يا التي تنتشر الشامات في أطرافها مثل الكواكب .. إنني أصرخ كالمجنون من شدة عشقي .. فلماذا أنت ، يا سيدتي ، ضد المواهب ؟ إنني أرجوك أن تبـتسمي .. إنني أرجوك أن تـنسجمي .. أنت تدرين تماما .. أن خبراتي جميعا تحت أمرك ومهاراتي جميعا تحت أمرك وأصابيعي التي عمـّـرتُ أكوانا بها هي أيضا .. هي أيضا .. هي أيضا تحت أمرك ..
************************************
تصوير
اضطجعي دقيقة واحدة .. كي أكمل التصوير .. اضـطجعي مثل كتاب الشعر في السرير أريد أن أصور الغابات في ألوانها أريد أن أصور الشامات في اطمئنانها أريد أن أفاجئ الحلمة في مكانها والناهد الأحمق ـ يا سيدتي ـ قبيل أن يطير .. فساعديني ... ـ إن تكرمت ـ لكي أصالح الحرير وساعديني .. ـ إن تكرمت ـ لكي أفوز في صداقة الكشمير . لعله يسمح لي برسم هذا الكوكب المثير .. ولتقبلي تحيتي .. مقرونة بالحب والتقدير .
*************************************** من غير يدين
لم أكن منتظرا .. أن تـثـقبينـي مثل رمحٍ وثـني لم أكن منـتظرا .. أن تدخلي في لغتي .. وكلامي .. وإشارات يدي لم أكن منتظرا .. أن أخسر التاج .. وحقي بالخلافه .. فـلـقد كنت قـوياً .. وشهيراً وجنودي يملأون البر والبحر .. وراياتي تغطي المشرقـين لم أكن منتظرا أن يحدث الزلزال .. أن ينشطر البحر .. وأن تكسرني عيناك ، يوماً ، قطعتيـن .. * * * لم أكن منتظراً .. حين قـبـّـلتك أن أنسى لديك الشفـتين لم أكن منتظراً .. حين عانقتك .. أن أرجع من غير يدين ... *************************************
التقصير
منذ ثلاثين سنه أحلم بالتغيـير وأكتب القصيدة الثورة .. والقصيدة الأزمة .. والقصيدة الحرير ... * * * منذ ثلاثين سنه ألعب باللغات مثلما أشاء وأكتب التاريخ بالشكل الذي أشاء .. وأجعل النقاط ، والحروف ، والأسماء ، والأفعال ، تحت سلطة النساء . وأدعي بأنني الأول في فـن الهوى .. وأنني الأخير .. * * * وعندما دخلـتُ .. يا سيدتي إلى بلاط حبك الكبير .. انكسرت فـوق يدي قارورة العبير وانكسر الكلام ـ يا سيدتي ـ على فمي وانكسر التعبير ... *** ولا أزال كلما سافـرت في عينيك .. يا حبيـبتي أشعر بالتـقصير .. وكلما حدقت في يديك يا حبـيـبـتي أشعر بالتـقصير .. وكلما اقتربت من جمالك الوحشي يا حبـيـبتي أشعر بالتقصير .. وكلما راجعت أعمالي التي كتبتها .. قبيل أن أراك يا حبيبتي .. أشعر بالتقصير .. أشعر بالتقصير .. أشعر بالتقصير ..
*********************************** قصيدة سريالية
-1- لا أنت ، يا حبـيـبـتي ، معقولة ٌ ولا أنا معقول .. هل من صفات الحب .. أن يحطم العادي ، والمألوف ، والمعقول ؟ هل من شروط الحب .. أن نجهل ، يا حبـيـبتي ، أسماءنا ؟ هل من شروط الحب ، يا حبيـبتي ؟ أن لا نرى أمامنا .. ولا نرى وراءنا .. هل من شروط الحب يا حبـيبتي ؟ بأن أسمى قاتلاً حين أنا المقـتول .. -2- لا أنت يا حبـيبتي معقولة ٌ.. ولا أنا معقول فـشـطـّـبي ـ حين أكون غاضباً من كلماتي ، نصف ما أقـول .. وهـذبي مشاعـري .. وقــلـّمـي أظافـري .. ولملمي جميع ما أرميه من شوك ومن وحول وصدقـيني دائما ..
حين أجيء حاملا يا حبـيبتي الأزهار ..والأقـمار ..والفصول .. -3- لا أنت يا حبيـبتي معقولة ولا أنا معقول .. ورغم هذا .. يستمر الرفض والقبول ورغم هذا .. يستمر الضحك ، والصراخ ، والشروق ، والأفول فما الذي نخسر يا حبيبتي ؟ لو أنت قد أعطيتني يديك وسافرت يداي فـوق الذهب المشغول وما الذي نخسر يا مليكتي
لو انطلقـنا مثل عصفورين في الحقول وما الذي نخسر يا أميرتي ؟ إذا طبعت قـبلة في الأحمر الخجول .. وما الذي نخسر يا سبيكتي ؟ إذا ارتفعنا مثل صوفيّ إلى مرتبة الفناء والحُـلـُـول وما الذي نخسر يا حبيبتي ؟ لو نحن صلينا على الرسول ..
*************************************** مـن يوميات رجـلٍ مـجـنون
-1- إذا ما صرختُ : "أحبك جـدا " " أحبك جـدا " فلا تسكتيني . إذا ما أضعت اتزاني وطوقت خصرك فـوق الرصيف ، فـلا تـنهريني .. إذا ما ضربت شبابيك نهديك كالبرق ، ذات مساءٍ فلا تطفـئـيـني .. إذا ما نزفت كديك جريح على ساعديك فلا تسعفيني .. إذا ما خرجت على كل عرف ، وكل نظام فلا تقمعيني .. أنا الآن في لحظات الجنون العظيم وسوف ُتضيعين فرصة عمرك إن أنت لم تستغلي جنوني . -2- إذ ما تدفـقت كالبحر فـوق رمالك .. لا توقـفيني.. إذا ما انكسرت فتافيـت ضوءٍ على قدميك ، فلا تسحقيني .. -3- إذا ما ارتكبت جريمة حبٍّ .. وضَــيَّـع لون البرونز المعتق في كتفيك .. يقيني إذا ما تصرفت مثل غلام شقي وغطـّـست حَـلـْــمَـة َ نهدك بالخمر ...لا تضربيني . أنا الآن في لحظات الجنون الكبير وسوف تضيعين فـرصة عمرك ، إن أنت لم تستغلي جنوني . -4- إذا ما كتبت على ورق الورد ، أني أحبك .. أرجوك أن تقرأيني .. إذا ما رقـدت كطفل ، بغابات شعرك ، لا توقـظيني . إذا ما حملت حليب العصافـير .. مهرا فلا ترفـضيني .. إذا ما بعثت بألف رسالة حب إليك ... فلا تحرقـيها . ولا تحرقـيني .. -5- إذا ما رأوك معي ، في مقاهي المدينة يوما ، فلا تنكريني .. فكل نساء المدينة يعرفن ضعفي أمام الجمال .. ويعرفن ما مصدر الشعر والياسمين .. فكيف التخفي ؟ وأنت مصورة في مياه عيوني . أنا الآن في لحظات الجنون المضيء وسوف تضيعين فرصة عمرك ، إن لم تستغلي جنوني . -6- إذا ما النبيذ الفرنسي ، فك دبابيس شعرك دون اعتذار فحاصرني القمح من كل جانب وحاصرني الليل من كل جانب وأصبحت آكل مثل المجانين عشب البراري .. وما عدت أعرف أين يميني .. وما عدت أعرف أين يساري؟ -7- إذا ما النبيذ الفرنسي ، ألغى الفروق القديمة بين بقائي وبين انتحاري فأرجوك ، باسم جميع المجاذيب ، أن تفهميني وأرجوك ، حين يقول النبيذ كلاماً عن الحب .. فوق التوقع .. أن تعذريني . أنا الآن في لحظات الجنون الــبَـهيّ وسوف تضيعين فرصة عمرك إن أنت لم تستغلي جنوني .. -8- إذا ما النبيذ الفرنسي ، ألغى الوجوه ، ألغى الخطوط ، ألغى الزوايا . ولم يبقى بين النساء سواك . ولم يبقى بين الرجال سوايا . وما عدت أعرف أين تكون يداك .. وأين تكون يدايا وما عدت أعرف كيف الفرق بين النبيذ ، وبين دِمـايا .. وما عدت أعرف كيف أميز بين كلام يديك وبين كلام المرايا .. إذا ما تـناثرت في آخر الليل مثل الشظايا وحاصرني العشق من كل جانب وحاصرني الكحل من كل جانب وضيعت اسمي .. وعنوان بيتي .. وضيعت أسماء كل المراكب فأرجوك ، بعد التناثر ، أن تجمعيني وأرجوك ، بعد انكساري ، أن تـُـلصقيني وأرجوك بعد مماتي ، أن تبعثيني أنا الآن في لحظات الجنون الكبير وسوف تضيعين فـرصة عمرك إن أنت لم تستغلي جنوني . -9- إذا ما النبيذ الفرنسي ، شال الـكـيـمـونُـو عن الجسد الآسيوي فأطلع منه بهاراً .. وأطلع منه محاراً .. وأطلع منه نحاساً , وشاياً ، وعاجا وأطلع أشياء أخرى .. إذا ما النبيذ الفرنسي ، ألغى اللغات جميعاً . وحول كل الثقافات صفراً ... وحول ثغرك بستان ورد حول ثغري خمسين ثغراً .. إذا ما النبيذ الفرنسي أعلن في آخر الليل ، أنك أحلى النساء .. وأرشقهن قواما وخصرا وأعلن أن الجميلات في الكون نثـرٌ ووحدك أنت التي صرت شعرا فباسم السكارى جميعا وباسم الحيارى جميعا وباسم الذين يعانون من لعنة الحب ، أرجوك لا تلعنيني .. وباسم الذين يعانون من ذبحة القلب ، أرجوك لا تذبحيني ..
أنا الآن في لحظات الجنون العظيم وسوف تضيعين فرصة عمرك ، إن أنت لم تستغلي جنوني ... **************************************
_________________ حسن بلم | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:20 pm | | إنهـا تـُـثـلِجُ نساءً ..
-1- إنها تـثـلـج نساءَ .. أنزعُ معطف المطر الذي أرتديه، وأقـفل مظلتي ، وأتركهن يتساقـطن على جسدي واحدة واحده ثمارا من النار وعصافـير من الذهب . -2- إنها تـثـلج نساءً .. أفتح جميع أزرار قميصي وأتركهن يتزحلقن على هضابي ويغتسلن بمياهي ويرقصن في غاباتي وينمن في آخر الليل كالطيور فوق أشجاري .. -3- إنها تثلج نساءً .. أخرج كالطفل إلى الحديقه وأتركهن يكرجن كالـلآلئ على جبيني إمرأة .. إمرأه ولؤلؤة .. لؤلؤه .. أحملهن كالثلج على راحة يدي وأخاف عليهن أن يـذبن كالثلج بين أصابعي من حرارة العشق . -4- إنها تثلج نساءً .. تخرج بلادُ العرب عن بكرة أبيها البوادي تخرجُ .. والحواضرُ تخرج الأغنياء يخرجون .. والفقراءُ يخرجون واحـدٌ يحمل بارودة صيد وواحد يحمل صنارة سمك وواحد يحمل قفصا وواحد يحمل بطحة عرق وواحد يحمل مخدة وسريرا .. -5- إنها تثلج نساءً .. والوطن كله مسـتـنـفــرٌ للهجوم على اللون الأبيض واحد يريد أن يقرقش الثلج تحت أسنانه .. وواحد يريد أن يتزوج الثلج .. وواحد يريد أن يأكله .. وواحد يريد أن يأخذه لبيت الطاعه .. وواحد يسحب دفتر شيكاته من جيبه ليشتري أي نهـدٍ أشقر يسقط من السماء كي يجعله ديكورا في حجرة نومه .... -6- يسمع الثلج قرع الطبول ، وخشخشة السلاسل ويرى بريق الخناجر ، والتماع الأنياب يخاف الثلج على عذريته .. فيحزم حقيبته ، ويقرر أن يسقط في بلاد أخرى ... حزيران ( يونيو ) 1983
***********************************
25 وردة في شعر بلقيس
-1- كنت أعرف أنها سوف تــُـقتل .. وكانت تعرف أنني سوف اُقـتـل .. وقد تحقـقت النبوءتان .. سقطت هي كالفراشة ، تحت أنقاض الجاهليه وسقطتُ أنا .. بين أنياب عصر عربي يفترس القصائد .. وعيون النساء .. ووردة الحريه .. -2- كنت أعرف أنها سوف تـُـقتل .. وأن أنوثتها لن تشفع لها . فالأنوثه في هذا الوطن الممتد جـغـرافـيا من البشاعة إلى البشاعه .. ومن الـقـذ يـفـة إلى الـقـذ يـفـه ليست ســبـبـا تخـفـيــفـيا يحمي الحمائم من الذبح .. ولا تعطي امتيازا للأمهات لكي يكملن إرضاع أطفالهن .. -3- كنت أعرف أنها سوف تقتل .. فقد كانت جميلة في عصر عربي قبيح .. وكانت نقية في عصر عربي ملوث وكانت نبيلة في عصر الصعاليك . وكانت لؤلؤة نادرة بين أكداس اللؤلؤ الصناعي وكانت امرأة مـتـفرده .. بين أرتال النساءِ المتشابهات ... -4- كنت أعرف أنها سوف تقتل .. ففيها تجسدت حضارة ما بين النهرين ونحن متخلفون .. هي مقام بغداديٌّ رائع .. ونحن لا نسمع .. هي قصيدة عباسيه .. ونحن لا نقرأ .. هي فصلٌ من ملحمة ( جلجامش ) ونحن أميّـون .. هي أجمل ما كُـتِـبَ من شعر .. ونحن أردأ ما كـُـتب من نثر ... -5- كنت أعرف أنها سوف تقتل .. لأن عـينيها كانـتـا صافيـتـيـن كنهرين من الزمرد .. وشعرها كان طويلا كموال بغدادي فأعصاب هذا الوطن ، لا تـتحمل كثافة الـلون الأخضر ولا تتحمل رؤية لون شجرة نخيل تتجمع في عيني بلـقيس ... -6- كنت أعرف أنها سوف تقتل .. فكلنا ـ دون استثناءٍ ـ موضوعون على قائمة الطعام في هذا الوطن الذي احترف أكل مواطنيه .. والغريب .. أنهم يطالبوننا قبل أن يأكلونا .. أن نغني النشيد الوطنيّ !! ونأخذ التحية العسكرية لرئيس المائده وللغارسونات الذين يحيطون به .. أيُّ نشيدٍ وطنيٍّ ؟, أي وطن ؟.. حين تكون جثة المواطن العربي مدفونة في مكان ما .. بين معدة الحاكم العربي .. وبين مصرانه الغليظ ... -7- كنت أعرف انها سوف تقتل .. فقد كانت مساحة كبرياءها أكبر من مساحة شبه جزيرة العرب وكانت حضارتها لا تسمح لها أن تعيش في عصر الإنحطاط .. وكان تركيبها الضوئي .. لا يسمح لها أن تعيش في العتمه ... -8- كانت تعتقد من شدة عنفوانها أن الكرة الأرضية صغيرة عليها .. ولهذا حَـزَمت حقائبها، وانسحبت على أطراف أصابعها ، دون أن تـُـخبر أحدا .. -9- لم تكن خائفة أن يقـتـلها الوطن ولكنها كانت خائفة على الوطن أن يقتل نفسه .. -10- كسحابة حبلى بالشعر .. نَـقــَّـطـَـت فـوق دفاتري نبيذا .. وعسلا .. وعصافير.. وياقـوتا أحمر .. ونقطت فـوق مشاعري قلوعا .. وطيورا بحرية وأقمار ياسمين . بعد رحيلها ، بدأت عصورُ العطش وانتهى زمن الماء .. -11- كان حبها العراقي له طعم الورد .. وطعم الجمر .. وكان إذا فاض في موسم الربيـع كسر جميع السدود .. وكسرني عشرين ألـف قطعه.. -12- أسست معها في 5 آذار 1962 أول مدرسة للعشق في بغداد وعندما سقطت بلقيس في 15/12/1981 استقال المعلمون والمعلمات وهرب التلاميذ وتأجلت دراسة الحب .. إلى أجـلٍ غير مسمى ... -13- قبل أن يتركني شعرها الذهبي ويسافـر .. لم أكن أعرف أبدا أن من بعض هوايات العصافـير .. تجميع سبائك الذهب .. -14- بعد رحيل بلقيس لن يكبر الشجر ولن يستدير القمر ولن يشتعل الماء... -15- لأن الشعب العربي كان يتمنى أن يكون حُـرا كشعر بلقيس وغير معتقل بالدبابيس والزنزانات .. والأسلاك الشائكه .. كشعر بلقيس .. فقد أمَـرَ السلطان ـ نصره الله على أعدائه ـ ـ وزاد من عدد مَـحظيّــاتِه ونسائه ـ بإشعال النار في حقول الحنطه .. وقطع رأس كل سنبلةٍ تـتكلم مع سنبلة أخرى والتخلص من شعر بلقيس الجامح كحصان أشقر .. لأنه يُـعَـلِّـمُ الناس الطموح ويحرضهم على الحريه -16- كنت دائما أحس أنها ذاهبه .. وكان في عينيها دائما قـلوعٌ تستعـدّ للرحيل .. وطيارات جاثمة على أهدابها تستعـد للإقلاع . وفي حقيبة يدها ـ منذ تزوجتها ـ كان هناك جواز سفــرٍ .. وتذكرة طيران وتأشيرات دخول إلى بلادٍ لم تزرها .. وعندما كنت أسألها : ولماذا تضعين كل هذه الأوراق في حقيبة يدك؟ كانت تجيب : لأنني على موعـدٍ مع قـوس قزح ... -17- بعدما سلموني حقيبة يدها .. التي عثروا عليها تحت الأنقاض ورأيت جواز السفر .. وتذكرة الطائره .. وتأشيرات الدخول .. عرفت أني لم أتزوج بلقيس الراوي وإنما تزوجت قوس قزح ... -18- في الحفلات العامه .. كانت تـتحاشى أن تـقـف معي .. أو تـتصور معي .. أو تقول للناس : إنها زوجة الشاعر. أنا الذي كنت أبحث عنها هنا .. وهناك .. وأطلب من المصورين أن يصوروني معها .. حتى أدخل التاريخ .. -19- عندما كانت تحضر أمسياتي الشعريه كانت هي التي تسرق الأضواء وأنا الذي ابقى في الظل . لم تكن تطلب رضى الشعر .. كان الشعر هو الذي يطلب رضاها... عندما تموت امرأة جميله .. تـفـقـد الكرة الأرضية توازنها ويعلن القمر الحداد لمئة عام ويصبح الشِـعر عاطلا عن العمل .. -21- لم تكن تعترف بأوساط الحلول حضورها كان اسـتـثـنـائيا .. وحديثها كان اسـتـثـنـائيا .. وشعرها الذي كان يسافر في كل الدنيا .. كان حادثا اسـتـثـنائيا .. لذلك .. كان موتها اسـتـثـنائيا مثلها ... -22- تزوجتـني .. رغم أنف القبيله وسافرت معي .. رغم أنف الـقـبـيـلـه .. وأعطـتـني زيـنـبَ وعُـمَـرْ .. رغم أنـف الـقـبـيـلـه .. وعندما كنت أسألها : لماذا ؟ كانت تأخذني كالطفل إلى صدرها وتـتمتم : " لأنك قبـيلتي .." -23- كانت خرافية الألوان .. كفراشه ورشيقة الطيران .. كفراشه .. وقصيرة العمر .. كفراشه.. وعندما أحرقوها في يوم 15 ديسمبر 1981 قالت إحصائيات الأمم المتحده إننا القبيلة الوحيدة في العالم التي تأكل الفَـرَاشْ .. -24- بلقيس الراوي بلقيس الراوي بلقيس الراوي كنتُ أحِبّ إيقاع اسمها .. وأتمسك برنينه .. وكنت أخاف أن اُلصِـقَ به كـُـنيَـتي حتى لا أعكر ماء البحيره .. واُشوهَ روعة السمـفـونـيه .. -25- ما كان لهذه المرأةِ أن تعيش أكثر .. ولا كانت تـتمنى أن تعيش أكثر فهي من فصيلة الشموع والقناديل وهي كاللحظة الشعريه لا بـدّ لها أن تـنـفجر قبل آخر السطر.... بيروت 10/4/82 **********************************
الحبّ لا يقف على الضوء الأحمر
-1- لا تفكر أبـدا .. فالضوء أحمر .. لا تكلم أحدا .. فالضوء أحمر لا تجادل في نصوص الفـقهِ .. أو في النحو .. أو في الصرف .. أو في الشعر .. أو في النثر .. إن العقل ملعونٌ ، ومكروهٌ ، ومنكر... -2- لا تغادر .. ُقـنَّـكَ المختوم بالشمع .. فإن الضوءَ أحمر لا تحب امرأة .. أو فأرة .. إن الضوء أحمر .. لا تـضاجع حائطا .. أو حجرا .. أو مقعـدا .. إن ضوء الجنس أحمر .. ابق سِـرّيا .. ولا تكشف قراراتك حتى لذبابه .. ابق اُميّـا .. ولا تـدخـُـل شريكا في الزنى أو في الكتابه .. فالزنى في عصرنا .. أهون من جرم الكتابه.. -3- لا تفكر بعصافير الوطن .. وبأشجار .. وأنهار .. وأخبار الوطن .. لا تفكر بالذين اغتصبوا شمس الوطن .. إن سيف القمع يأتيك صباحا في عناوين الجريده .. وتفاعيل القصيده .. وبقايا قهوتِـك لا تنم بين ذراعي زوجتك ... إن زُوّارك عند الـفـجر موجودون تحت الكـَـنَـبَـه.. -4- لا تطالع كتبا في النقد أو في الفلسفه إن زوارك عند الفجر .. مزروعون مثل السوس في كل رفـوف المكتبه .. ابق في برميلك المملوءِ نملاً .. وبعوضا .. وقمامه.. ابق من رجليك مشنوقا إلى يوم القيامه .. ابق من صوتك مشنوقا إلى يوم القيامه .. ابق من عقلك .. مشنوقا إلى يوم القيامه .. ابق في البرميل .. حتى لا ترى وجه هذي الأمةِ المغتصبَـه .. -5- أنتَ لو حاولت أن تذهب للسلطان .. أو زوجتهِ .. أو صِـهرهِ .. أو كلبهِ المسؤول عن أمن البلاد .. والذي يأكل أسماكا .. وتفاحا .. وأطفالا .. كما يأكل من لحم العباد .. لوجدت الضوءَ أحمر .. -6- أنتَ لو حاولت أن تقرأ يوما نشرة الطقس .. وأسماء الوفيات .. وأخبار الجرائم .. لوجدت الضوء أحمر .. أنت لو حاولت أن تسأل عن سعر دواء الربو .. أو أحذية الأطفال .. أو سعر الطماطم .. لوجدت الضوء أحمر .. أنت لو حاولت أن تقرأ يوما صفحة الأبراج .. كي تعرف ما حظك قبل النفط .. أو حظك بعد النفط .. أو تعرف ما رقمك ما بين طوابير البهائم .. لوجدت الضوء أحمر .. -7- أنت لو حاولت .. أن تبحث عن بيتٍ من الكرتون يأويكَ .. أو سيدةٍ ـ من بقايا الحرب ـ ترضى أن تــُـسلـّـيكَ.. وعن نهدين معطوبين .. أو ثلاجةٍ مستعمله .. لوجدت الضوء أحمر .. أنت لو حاولت .. أن تسأل أستاذك في الصف .. لماذا؟ يتسلى عرب اليوم بأخبار الهزائم ؟ ولماذا عرب اليوم زجاجٌ فوق بعضٍ يتكسر ؟ لوجدت الضوء أحمر .. -8- لا تسافـر بجواز عربي .. لا تسافـر مرة أخرى لأوروبا فـأوروبا ـ كما تعلم ـ ضاقـت بجميع السفهاء .. أيها المنبوذُ .. والمشبوه .. والمطرود من كل الخرائط أيها الديك الطعين الكبرياء .. أيها المقتول من غير قـتال .. أيها المـذبوحُ من غير دماء .. لا تسافر لبلاد الله .. إن الله لا يرضى لقاء الجبناء.. -9- لا تسافر بجواز عربي .. وانـتظر كالجرذ في كل المطارات ، فإن الضوء أحمر .. لا تقل باللغة الفصحى .. أنا مروان ُ.. أو عدنان .. أو سحبان للبائعة الشقراءِ في ( هارودز ) إن الإسم لا يعني لها شيئا .. وتاريخك ـ يا مولاي ـ تـــاريخ مزوّر .. -10- لا تفاخر بـبطولاتك في ( الليدو) فسوزان ُ.. وجانين .. وكوليت .. وآلاف الفرنسيات .. لم يقرأن يوما قصة الزير وعنتر .. يا صديقي : أنت تبدو مضحكا في ليل باريس .. فـَـعُـد فورا إلى الفندق .. إن الضوء أحمر .. -11- لا تسافـر .. بجواز عربي بين أحياء العرب !! فهم من أجل قرشٍ يقتلونك .. وهم ـ حين يجوعون مساءً ـ يأكلونك لا تكن ضيفا على حاتم طيّ فهو كذاب ٌ.. ونصاب .. فلا تخدعك آلاف الجواري .. وصناديق الذهب .. -12 - يا صديقي : لا تـَــسِر وحدك ليلا بين أنياب العرب .. أنت في بيتك محدود الإقامه .. أنت في قومك مجهول النسب .. يا صديقي : رحم الله العرب !!. ****************************
متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
بناركَ أو بجنَّاتكْ
وأن كرامتي أكرمْ..
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ
لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ
كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ
على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ
فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ
ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ
كأنَّ جميعَ من صُلبوا..
على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..
وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ
تغوصُ القدسُ في دمها..
وأنتَ صريعُ شهواتكْ
تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟ **********************************
عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ
فالسطوحُ البيضُ تغفو...
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
لملاقاةِ القمرْ..
يحملونَ الخبزَ، والحاكي، إلى رأسِ الجبالْ
ومعدَّاتِ الخدرْ..
ويبيعونَ، ويشرونَ.. خيالْ
وصُورْ..
ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ
ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ
ببلادي..
ببلادِ الأنبياْ..
وبلادِ البسطاءْ..
ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ
ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟
فنضيعُ الكبرياءْ
ونعيشُ لنستجدي السماءْ
ما الذي عندَ السماءْ
لكُسالى ضعفاءْ
يستحيلونَ إلى موتى..
إذا عاشَ القمرْ..
ويهزّونَ قبور الأولياءْ
علّها..
ترزقُهم رزّاً وأطفالاً..
قبورُ الأولياءْ..
ويمدّونَ السجاجيدَ الأنيقاتِ الطُررْ
يتسلّونَ بأفيونٍ..
نسمّيهِ قدرْ..
وقضاءْ..
في بلادي..
في بلادِ البسطاءْ..
أيُّ ضعفٍ وانحلالْ
يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ
فالسجاجيدُ، وآلاف السلالْ
وقداحُ الشاي.. والأطفال.. تحتلُّ التلالْ
في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويعيشونَ على الضوءِ الذي لا يبصرونْ
في بلادي..
حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ
منذُ أن كانوا.. يعيشونَ اتّكالْ
وينادونَ الهلالْ:
" يا هلالْ..
أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ
وحشيشاً.. ونُعاسْ
أيها الربُّ الرخاميُّ المعلّقْ
أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ
دُمتَ للشرقِ.. لنا
عنقودَ ماسْ
للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس "
في ليالي الشرقِ لمّا
يبلغُ البدرُ تمامهْ..
يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ
ونضالِ..
فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ..
والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ..
وفي يومِ القيامهْ..
الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِ.. إلا في الخيالِ
والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ..
أبداً.. ما عرفتْ شكلَ الدواءْ..
تتردّى..
جُثثاً تحتَ الضياءْ..
في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويموتونَ بكاءْ
كلّما طالعهم وجهُ الهلالِ
ويزيدونَ بكاءْ
كلّما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و"ليالي"..
ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
"ليالي".. وغناءْ
في بلادي..
في بلادِ البُسطاءْ..
حيثُ نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ..
ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
التواشيحُ الطويلهْ
شرقُنا المجترُّ.. تاريخاً.. وأحلاماً كسولهْ
وخُرافاتٍ خوالي..
شرقُنا، الباحثُ عن كلِّ بطولهْ
في (أبي زيدِ الهلالي).. ***********************************
.. شكراً لكم .. شكراً لكم فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة وقصيدتي اغتيلت وهل من أمة في الأرض إلا نحن .. نغتال القصيدة بلقيس كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل بلقيس وتتبعها أيائل بلقيس يا وجعي .. يا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل هل يا ترى .. من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟ قتلوك يا بلقيس .. أي امة عربية .. تلك التي تغتال أصوات البلابل ؟ أين السموأل ؟ المهلهل ؟ والغطاريف الأوائل ؟ فقبائل قتلت قبائل .. وثعالب قتلت ثعالب .. وعناكب قتلت عناكب .. قسما بعينيك اللتين أليهما .. تأوي ملايين الكواكب .. سأقول يا قمري عن العرب العجائب فهل البطولة كذبه عربية ؟ أم مثلنا التاريخ كاذب ؟ بلقيس لا تتغيبي عني فإن الشمس بعدك لا تضيء على السواحل .. سأقول في التحقيق : أن اللص اصبح يرتدي ثوب المقاتل أقول في التحقيق : أن القائد الموهوب اصبح كالمقاول .. وأقول أن حكاية الإشعاع اسخف نكتة قيلت .. فنحن قبيلة بين القبائل هذا هو التاريخ يا بلقيس كيف يفرق الإنسان .. مابين الحدائق والمزابل بلقيس أيتها الشهيدة .. والقصيدة .. والمطهرة .. النقية .. سبأ تفتش عن مليكتها فردي للجماهير التحية .. يا اعظم الملكات .. يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومريه بلقيس يا عصفورتي ألاحلى .. ويا أيقونتي الأغلى .. ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية أترى ظلمتك أن نقلتك ذات يوم .. من ضفاف ألاعظمية بيروت تقتل كل يوم ولدا أمنا .. وتبحث كل يوم عن ضحية والموت .. في فنجان قهوتنا .. وفي مفتاح شقتنا .. وفي أزهار شرفتنا .. وفي ورق الجرائد .. والحروف ألابجديه .. ها نحن .. يا بلقيس ندخل مرة أخرى العصور الجاهلية .. ها نحن ندخل في التوحش والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعه ندخل مرة أخرى .. عصور البربرية حيث الكتابة رحلة بين الشظية .. والشظية ؟ فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام كانت مزيجا رائعا بين القطيفة والرخام كان البنفسج بين عينيها ينام ولا ينام .. بلقيس يا عطراً بذاكرتي ويا قبر يسافر في الغمام قتلوك في بيروت مثل أي غزالة من بعد ما قتلوا الكلام بلقيس ليس هذه مرثية لكن .. على العرب السلام لكن .. على العرب السلام لكن.. على العرب السلام بلقيس مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون والبيت الصغير يسائل عن أميرته المعطرة الذيول نصغي إلى الأخبار .. والأخبار غامضة ولا تروي فضول .. بلقيس مذبحون حتى العظم والأولاد لا يدرون ما يجري .. ولا ادري انا .. ماذا أقول ؟ ولا ادري انا .. ماذا أقول ؟ بلقيس يا بلقيس يا بلقيس كل غمامه تبكي عليك .. فمن ترى يبكي عليا بلقيس .. كيف رحلتي صامته ولم تضعي يديك على يديا ؟ بلقيس كيف تركتنا في الريح نرجف مثل أوراق الأشجار ؟ وتركتنا نحن الثلاثة .. ضائعين كريشه تحت الأمطار .. أتراك مافكرت بي ؟ أتراك مافكرت بي ؟ وأنا الذي يحتاج حبك .. مثل ( زينب ) أو ( عمر ) بلقيس إن هم فجروك .. فعندنا كل الجنائز تبتدي في كربلاء وتنتهي في كربلاء البحر في بيروت بعد رحيل عينيك استقال والشعر .. يسأل عن قصيدته التى لم تكتمل كلماتها ولا أحد .. يجيب على السؤال أخذوك أيتها الحبيبة من يدي اخذوا القصيدة من فمي اخذوا الكتابة .. والقراءة والطفولة .. والأماني أني لا اعرف جيدا .. أن الذين تورطوا في القتل كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي !!! نامي بحفظ الله أيتها الجميلة فالشعر بعدك مستحيل ..والأنوثة مستحيلة ********************************
اكرهها اكرهها واشتهي وصلها وإنني أحب كرهي لها أحب هذا المكر في عينها وزورها إن زورت قولها اكرهها عين كعين الذئب محتالة طافت أكاذيب الهوى حولها قد سكن الجنون أحداقها وأطفأت ثورتها عقلها اشك في شكي إذا أقبلت باكية شارحة ذلها فان ترفقت بها استكبرت و جررت ضاحكة ذيلها إن عانقتني كسرت أضلعي و أفرغت على فمي غلها يحبها حقدي ويا طالما وددت إذ طوقتها قتلها
*********** _________________ حسن بلم | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:22 pm | | يدكِ
يدكِ التي حطت على كتفي كحمامة نزلت لكي تشرب عندي تساوي آلف أمنية يا ليتها تبقى ولا تذهب الشمس نائمة على كتفي قبلتها آلف ولم اتعب ???? تلك الجميلة كيف ارفضها من يرفض السكنى على كوكب قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع ما ترغب تلك الجميلة كيف أقنعها آني بها معجب ???? يدك الصغيرة طفلة هربت ماذا أقول لطفلة تلعب أنا ساهر و معي يد امرأة بيضاء هل أشهى وهل أطيب **********************************
أتراها تحبني ميسـون..؟
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟
يا زماناً في الصالحية سـمحاً
أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
يا سريري.. ويا شراشف أمي
يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
يا زورايب حارتي.. خبئني
بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إن بدوت حزيناً
إن وجه المحب وجه حزين
ها هي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعـة ..وحـور عين
آه يا شام.. كيف أشرح ما بي
وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ
يا دمشق التي تفشى شذاها
تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
قادم من مدائن الريح وحـدي
فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
أهي مجنونة بشوقي إليها...
هذه الشام، أم أنا المجنون؟
إن تخلت كل المقادير عني
فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن وقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ
كم الثلج دافئ.. وحنـونُ
سنوات سبع من الحزن مرت
مات فيها الصفصاف والزيتون
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامـه المجنون؟
شمس غرناطةَ أطلت علينا
بعد يأس وزغردت ميسلون
جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
مزقي يا دمشق خارطة الذل
وقولي للـدهر كُن فيـكون
استردت أيامها بكِ بدرٌ
واستعادت شبابها حطينُ
كتب الله أن تكوني دمشقاً
بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ
هزم الروم بعد سبع عجاف
وتعافى وجداننا المـطعـونُ
اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ
وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
علمينا فقه العروبـة يا شام
فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
وطني، يا قصيدة النارِ والورد
تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
إركبي الشمس يا دمشق حصاناً
ولك الله ... حـافظ و أميـنُ ************************************
أتحدّى..
من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ
وعقودَ الياسمينِ..
أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ
من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدّى..
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
منذُ آلافِ القرونِ..
أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني
أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
وطناً مثلَ فمي..
وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني
أتحدّاهُم جميعاً..
أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
كمكاتيبِ غرامي..
أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..
أتحداكِ أنا أن تذكُري
رجلاً من بينِ من أحببتهم
أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى..
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..
تجديني دائماً بينَ السطورْ
إنني أسكنُ في الحبّ..
فما من قبلةٍ..
أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...
أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي
وبواريدَ القبيلهْ..
أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ
منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ
أتحدّاهم جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ
مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي
عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري
فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
واضحكي،
وابكي،
وجوعي،
فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
موطناً فيهِ تنامينَ كصدري.. **************************************
1
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ
يا مَن أوراقُ دفاتركمْ
بالدمعِ مغمّسةٌ، والطينْ
يا مَن نبراتُ حناجركمْ
تشبهُ حشرجةَ المشنوقينْ
يا مَن ألوانُ محابركمْ
تبدو كرقابِ المذبوحينْ
نتعلّم منكم منذُ سنينْ
نحنُ الشعراءَ المهزومينْ
نحنُ الغرباءَ عن التاريخِ، وعن أحزانِ المحزونينْ
نتعلّمُ منكمْ ..
كيفَ الحرفُ يكونُ له شكلُ السكّينْ .
2
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ
يا أجملَ طيرٍ يأتينا من ليلِ الأسرْ
يا حزناً شفّافَ العينين، نقيّاً مثلَ صلاةِ الفجرْ
يا شجرَ الوردِ النابتِ من أحشاءِ الجمرْ
يا مطراً يسقطُ .. رغمَ الظلمِ ، ورغمَ القهرْ
نتعلّمُ منكم كيف يغنّي الغارقُ من أعماقِ البئرْ
نتعلّمُ .. كيفَ يسيرُ على قدميهِ القبرْ
نتعلّمُ كيفَ يكونُ الشعرْ ..
فلدينا .. قد ماتَ الشعراءُ ، وماتَ الشعرْ ..
الشعرُ لدينا درويشٌ ..
يترنّحُ في حلقاتِ الذكرْ
والشاعرُ يعملُ حوذياً لأميرِ القصرْ ..
الشاعرُ مخصيُّ الشفتينِ .. بهذا العصرْ
يمسحُ للحاكمِ معطفهُ ، ويصبُّ لهُ أقداحَ الخمرْ
الشاعرُ مخصيُّ الكلماتِ ..
وما أشقى خصيانَ الفكرْ ...
3
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
يا ضوءَ الشمسِ الهاربَ من ثقبِ الأبوابْ
يا قرعَ الطبلِ القادمَ من أعماقِ الغابْ ..
يا كلَّ الأسماءِ المحفورةِ في ريشِ الأهدابْ
ماذا نخبركم يا أحبابْ ؟
عن أدبِ النكسةِ ، شعرِ النكسةِ ، يا أحبابْ ..
ما زلنا منذُ حزيران .. نحنُ الكُتّابْ
نتمطّى فوقَ وسائدنا ..
نلهو بالصرفِ وبالإعرابْ
يطأُ الإرهابُ جماجمَنا
ونقبِّلُ أقدامَ الإرهابْ
نركبُ أحصنةً من خشبٍ
ونقاتلُ أشباحاً وسرابْ ..
ونُنادي : يا ربَّ الأربابْ
نحنُ الضعفاءُ ، وأنتَ المنتصرُ الغلاّبْ
نحنُ الفقراءُ ، وأنتَ الرزّاقُ الوهّابْ
نحنُ الجبناءُ ، وأنتَ الغفّارُ التوّابْ
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
ما عادَ لأعصابي أعصابْ
حُرماتُ القدسِ قد انتُهكَتْ
وصلاحُ الدينِ من الأسلابْ
ونسمّي أنفسنا كُتّابْ ؟
4
محمودَ الدرويش .. سلاما
توفيقَ الزيّاد .. سلاما
يا فدوى طوقان .. سلاما
يا مَن تبرونَ على الأضلاعِ الأقلاما ..
نتعلّمُ منكم ، كيفَ نفجّرُ في الكلماتِ الألغاما ..
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
ما زالَ دراويشُ الكلمهْ
في الشرقِ ، يكشُّونَ حَمَاما ..
يحسونَ الشايَ الأخضرَ .. يجترّونَ الأحلاما ..
لو أنَّ الشعراءَ لدينا ..
يقفونَ أمامَ قصائدكمْ ..
لَبَدَوْا .. أقزاماً .. أقزاما .. ********************************
1
أيّها الناسُ :
لقد أصبحتُ سُلطاناً عليكمْ
فاكسروا أصنامكم بعدَ ضلالٍ ،
واعبدوني ..
إنّني لا أتجلّى دائماً
فاجلسوا فوقَ رصيفِ الصبرِ ،
حتّى تبصروني .
أتركوا أطفالكم من غيرِ خُبزٍ ..
واتركوا نِسوانَكم من غيرِ بعلٍ
واتبعوني ..
إحمدوا اللهَ على نعمتهِ
فلقد أرسلني كي أكتبَ التاريخَ ،
والتاريخُ لا يُكتَبُ دوني .
إنّني يوسفُ في الحُسنِ ،
ولم يخلقِ الخالقُ شعراً ذهبيّاً مثلَ شعري
وجبيناً نبويّاً كجبيني ..
وعيوني ..
غابةٌ من شجرِ الزيتونِ واللّوزِ ،
فصلّوا دائماً .. كي يحفظَ اللهُ عيوني .
أيّها الناسُ :
أنا مجنونُ ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملنَ منّي
وابعثوا أزواجَكم كي يشكروني ..
شرفٌ أن تأكلوا حنطةَ جسمي
شرفٌ أن تقطفوا لَوزي .. وتيني
شرفٌ أن تشبهوني ..
فأنا حادثةٌ ما حدثتْ
منذُ آلافِ القرونِ ..
2
أيّها الناسُ :
أنا الأوّلُ ، والأعدَلُ ،
والأجملُ ، من بينِ جميعِ الحاكمينْ
وأنا بدرُ الدُجى ، وبياضُ الياسمينْ
وأنا مخترعُ المشنقةِ الأولى ..
وخيرُ المرسلينْ
كلّما فكّرتُ أن أعتزلَ السُّلطةَ ،
ينهاني ضميري ..
مَن تُرى يحكمُ بعدي هؤلاءِ الطيّبينْ ؟
مَن سيشفي بعديَ ..
الأعرجَ ..
والأبرصَ ..
والأعمى ..
ومَن يحيي عظامَ الميّتينْ ؟
مَن تُرى يخرِجُ من معطفهِ
ضوءَ القمرْ ؟
مَن يا تُرى يرسلُ للناسِ المطرْ ؟
مَن يا تُرى ؟
يجلدهم تسعينَ جلدهْ ..
من يا تُرى ؟
يصلبُهم فوقَ الشجرْ ..
مَن تُرى يرغمُهم
أن يعيشوا كالبقرْ ؟
ويموتوا كالبقرْ ؟
كلّما فكّرتُ أن أتركَهم
فاضتْ دموعي كغمامهْ
وتوكّلتُ على اللهِ ..
وقرّرتُ بأن أركبَ الشعبَ ..
من الآنَ .. إلى يومِ القيامهْ ..
3
أيّها الناسُ :
أنا أملكُكمْ
مثلما أملكُ خيلي .. وعبيدي ..
وأنا أمشي عليكم
مثلما أمشي على سجّادِ قصري ..
فاسجدوا لي في قيامي
واسجدوا لي في قعودي
أوَلمْ أعثرْ عليكم ذاتَ يومٍ
بينَ أوراقِ جدودي ؟
حاذروا أن تقرأوا أيَّ كتابٍ
فأنا أقرأُ عنكمْ ..
حاذروا أن تكتبوا أيَّ خطابٍ
فأنا أكتبُ عنكمْ ..
حاذروا أن تسمعوا فيروزَ بالسرِّ
فإنّي بنواياكمْ عليمْ
حاذروا أن تُنشدوا الشعرَ أمامي
فهو شيطانٌ رجيمْ
حاذروا أن تدخلوا القبرَ بلا أذني ،
فهذا عندَنا إثم عظيمْ
والزَموا الصمتَ إذا كلّمتُكمْ
فكلامي هوَ قرآنٌ كريمْ ..
4
أيّها الناسُ :
أنا مَهديكم ، فانتظروني !
ودمي ينبضُ في قلبِ الدوالي ..
فاشربوني .
أوقفوا كلَّ الأناشيدِ التي ينشدُها الأطفالُ
في حبِّ الوطنْ
فأنا صرتُ الوطنْ ...
إنّني الواحدُ ..
والخالدُ .. ما بينَ جميعِ الكائناتِ
وأنا المخزونُ في ذاكرةَ التفّاحٍ ،
والنايِ ، وزُرقِ الأغنياتِ
إرفعوا فوقَ الميادينِ تصاويري
وغطّوني بغيمِ الكلماتِ ..
واخطبوا لي أصغرَ الزوجاتِ سنّاً ..
فأنا لستُ أشيخْ ..
جسدي ليسَ يشيخْ ..
وسجوني لا تشيخْ ..
وجهازُ القمعِ في مملكتي ليسَ يشيخْ ..
أيّها الناسُ :
أنا الحجّاجُ ، إن أنزعْ قناعي ، تعرفوني
وأنا جنكيزُخانٍ جئتُكمْ ..
بحرابي ..
وكلابي ..
وسجوني ..
لا تضيقوا - أيّها الناسُ - ببطشي
فأنا أقتلُ كي لا تقتلوني ..
وأنا أشنقُ كي لا تشنقوني ..
وأنا أدفنكم في ذلك القبرِ الجماعيِّ
لكيلا تدفنوني ..
5
أيّها الناسُ :
اشتروا لي صحفاً تكتبُ عنّي ..
إنها معروضةٌ مثلَ البغايا في الشوارعْ
إشتروا لي ..
ورقاً أخضرَ مصقولاً كأعشابِ الربيعْ
ومِداداً .. ومطابعْ ..
كلُّ شيءٍ يُشترى في عصرنا
حتّى الأصابعْ ..
إشتروا فاكهةَ الفكرِ ..
وخلّوها أمامي .
واطبخوا لي شاعراً
واجعلوهُ ، بينَ أطباقِ طعامي ..
أنا أمّيٌّ ..
وعندي عقدةٌ مما يقولهُ الشعراءْ
فاشتروا لي شعراءً يتغزّلونَ بحُسني ..
واجعلوني نجمَ كلِّ الأغلفهْ
فنجومُ الرقصِ والمسرحِ ،
ليسوا أبداً أجملَ منّي ..
إشتروا لي كلَّ ما لا يُشترى
في أرضنا أو في السّماءْ
إشتروا لي ..
غابةً من عسلِ النحلِ ..
ورطلاً من نساءْ ..
فأنا بالعملةِ الصعبةِ أشْري ما أريدْ
أشتري ديوانَ بشّارِ بنَ بُردٍ
وشفاهَ المتنبّي ..
وأناشيدَ لَبيدْ ..
فالملايينُ التي في بيتِ مالِ المسلمينْ
هيَ ميراثٌ قديمٌ لأبي
فخُذوا من ذهبي
واكتبوا في أمّهاتِ الكتبِ
أن عصري ..
عصرُ هارون الرشيدْ ...
6
يا جماهيرَ بلادي :
يا جماهيرَ الشعوبِ العربيّهْ
إنّني روحٌ نقيٌّ .. جاءَ كي يغسلكمْ من غبارِ الجاهليّهْ
سجّلوا صوتي على أشرطةٍ ..
إنَّ صوتي أخضرُ الإيقاعِ كالنافورةِ الأندلسيّهْ
صوِّروني .. باسماً مثلَ (الجوكوندا)
ووديعاً مثلَ وجهِ المجدليّهْ ..
صوّروني ..
بوقاري ، وجلالي ، وعصايَ العسكريّهْ
صوّروني ..
وأنا أقطعُ - كالتفّاحِ - أعناقَ الرعيّهْ ..
صوّروني
وأنا أصطادُ وعلاً .. أو غزالاً
صوّروني ..
وأنا أفترسُ الشِّعرَ بأسناني
وأمتصُّ دماءَ الأبجديّهْ
صوّروني ..
عندما أحملُكم فوقَ أكتافي لدارِ الأبديّهْ !
يا جماهيرَ بلادي ..
يا جماهيرَ الشعوبِ العربيّهْ ..
7
أيّها الناسُ :
أنا المسؤولُ عن أحلامكمْ ، إذ تحلُمونْ
وأنا المسؤولُ عن كلِّ رغيفٍ تأكلونْ
وعن الشّعرِ الذي
- من خلفِ ظهري - تقرأونْ
فجهازُ الأمنِ في قصري
يوافيني بأخبارِ العصافيرِ ..
وأخبارِ السنابلْ
ويوافيني بما يحدثُ في بطنِ الحواملْ !
8
أيّها الناسُ :
أنا سجّانُكم ، وأنا مسجونُكم ..
فلتعذروني
إنّني المنفيُّ في داخلِ قصري
لا أرى شمساً .. ولا نجماً ..
ولا زهرةَ دِفلى ..
منذ أن جئتُ إلى السُّلطةِ طِفلا
ورجالُ السّيركِ يلتفّونَ حولي
واحدٌ ينفخُ ناياً ..
واحدٌ يضربُ طبلا ..
واحدٌ يمسحُ جوخاً ..
واحدٌ يسمحُ نعلا ..
منذُ أن جئتُ إلى السّلطةِ طفلا ..
لم يقلْ لي مستشارُ القصرِ : (كلاّ)
لم يقلْ لي وزرائي أبداً لفظةَ (كلاّ)
لم يقلْ لي سفرائي أبداً في الوجهِ (كلاّ)
إنّهم قد علّموني أن أرى نفسي إلهاً ..
وأرى الشعبَ من الشرفةِ رملا ..
فاعذروني .. إن تحوّلتُ لهولاكو جديدٍ
أنا لم أقتلْ لوجهِ القتلِ يوماً ..
إنّما أقتلُكم .. كي أتسلّى .. ***********************************
يا سيّدي العزيزْ ..
هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ ..
هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟
إسمي أنا ؟
دَعْنا منَ الأسماءْ
رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ
أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ
2
يا سيّدي !
أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ
أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ
فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ
يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ
يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ
يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ
يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ ..
كي يخاطبَ النساءْ ..
ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ
وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ
يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..
3
لا تنتَقِدْني سيّدي ..
إنْ كانَ خَطّي سيّئاً ..
فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي
وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ
يا سيّدي !
عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي
يذبحُني .. إذا رأى خِطابي
يقطعُ رأسي ..
لو رأى الشفّافَ من ثيابي ..
يقطعُ رأسي .. لو أنا
عبَّرْتُ عن عذابي ..
فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ
يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ ..
وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ
يبايعُ الرجالَ أنبياءً
ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..
4
لا تنزعجْ !
يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري
لا تنزعجْ !
إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ
إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري
إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ .
إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري
والمسلخِ الكبيرِ ..
لا تنزعجْ يا سيّدي
إذا أنا كشفتُ عن شعوري
فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ
الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ
لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..
5
معذرةً يا سيّدي
إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ
فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ
والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ ..
والجنسُ كانَ دائماً
مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ
خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا
فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ ..
يا سيّدي !
قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي
سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ ..
فلم أعُدْ أُبالي
لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها
في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ
ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب ..
إنّي امرأةٌ حمقاءْ .. ***** _________________ حسن بلم | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:23 pm | | بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا بجنوب لبنان في نيسان (أبريل) 1996
وجهُ قانا..
شاحبٌ كما وجهُ يسوع
وهواءُ البحرِ في نيسانَ،
أمطارُ دماءٍ ودموع...
دخلوا قانا على أجسادِنا
يرفعونَ العلمَ النازيَّ في أرضِ الجنوب ْ
ويعيدونَ فصولَ المحرقة..
هتلرٌ أحرقهم في غرفِ الغاز ِ
وجاؤوا بعدهُ كي يحرقونا
هتلرٌ هجّرهم من شرقِ أوروبا
وهم من أرضِنا هجّرونا
هتلرٌ لم يجدِ الوقتَ لكي يمحقَهمْ
ويريحَ الأرضَ منهم..
فأتوا من بعدهِ كي يمحقونا!!
دخلوا قانا كأفواجِ ذئابٍ جائعة..
يشعلونَ النّار في بيتِ المسيح
ويدوسونَ على ثوبِ الحسين
وعلى أرضِ الجنوب الغالية..
قصفوا الحنطةَ والزيتونَ والتبغَ،
وأصواتَ البلابل...
قصفوا قدموسَ في مركبهِ..
قصفوا البحرَ وأسرابَ النوارس..
قصفوا حتى المشافي والنساءَ المرضعات
وتلاميذَ المدارس.
قصفوا سحرَ الجنوبيّات
واغتالوا بساتينَ العيونِ العسلية!
... ورأينا الدمعَ في جفنِ عليٍّ
وسمعنا صوتهُ وهوَ يصلّي
تحت أمطارِ سماءٍ دامية..
كشفت قانا الستائر...
ورأينا أمريكا ترتدي معطفَ حاخامٍ يهوديٍّ عتيق
وتقودُ المجزرة..
تطلقُ النارَ على أطفالنا دونَ سبب..
وعلى زوجاتنا دونَ سبب
وعلى أشجارنا دونَ سبب
وعلى أفكارنا دونَ سبب
فهل الدستورُ في سيّدة العالم..
بالعبريِّ مكتوبٌ لإذلالِ العرب؟؟
هل على كلِّ رئيسٍ حاكمٍ في أمريكا..
إذا أرادَ الفوزَ في حلمِ الرئاسةِ
قتلَنا، نحنُ العرب؟؟
انتظرنا عربياً واحداً
يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا..
انتظرنا هاشمياً واحداً..
انتظرنا قُرشياًَ واحداً..
دونكشوتاًَ واحداً..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربهُ..
انتظرنا خالداً أو طارقاً أو عنتره..
فأكلنا ثرثره... وشربنا ثرثره..
أرسلوا فاكساً إلينا.. استلمنا نصَّهُ
بعدَ تقديمِ التعازي.. وانتهاءِ المجزرة!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاهُ من "فاكساتنا"؟
فجهادُ "الفاكسِ" من أبسطِ أنواعِ الجهاد..
هوَ نصٌّ واحدٌ نكتبهُ
لجميعِ الشهداءِ الراحلين
وجميع الشهداءِ القادمين..!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من ابن المقفّع؟
وجريرٍ.. والفرزدق..؟
ومن الخنساءِ تلقي شعرها عند بابِ المقبره..
ما الذي تخشاهُ من حرقِ الإطارات..؟
وتوقيعِ البيانات؟ وتحطيمِ المتاجر؟
وهي تدري أننا لم نكُن يوماً ملوكَ الحربِ..
بل كنّا ملوكَ الثرثرة..
ما الذي تخشاهُ من قرقعةِ الطبلِ..
ومن شقِّ الملاءات.. ومن لطمِ الخدود؟
ما الذي تخشاهُ من أخبارِ عادٍ وثمود؟؟
نحنُ في غيبوبةٍ قوميةٍ
ما استلمنا منذُ أيامِ الفتوحاتِ بريداً..
نحنُ شعبٌ من عجين
كلّما تزدادُ إسرائيلُ إرهاباً وقتلاً
نحنُ نزدادُ ارتخاءً.. وبرودا..
وطنٌ يزدادُ ضيقاً
لغةٌ قطريةٌ تزدادُ قبحاً
وحدةٌ خضراءُ تزداد انفصالاً
شجرٌ يزدادُ في الصّيف قعوداً..
وحدودٌ كلّما شاءَ الهوى تمحو حدودا..!
كيفَ إسرائيلُ لا تذبحنا؟
كيفَ لا تلغي هشاماً، وزياداً، والرشيدا؟
وبنو تغلبَ مشغولون في نسوانهم...
وبنو مازنَ مشغولونَ في غلمانهم..
وبنو هاشمَ يرمونَ السّراويلَ على أقدامها..
ويبيحونَ شِفاهاً ونهودا؟؟!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من بعضِ العربْ...
بعدما صاروا يهودا؟ ************************************
علمني حبك أن احزن وأنا محتاج منذ عصور لأمرأة.. تجعلني احزن لأمرأة.. ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور لأمرأة .. تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور علمني حبك .. سيدتي أسوأ عادات علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات وأجرب طلب العطارين .. وأطرق باب العرافات علمني أخرج من بيتي ..لأمشط أرصفة الطرقات وأطارد وجهك في الأمطار .. وفي أضواء السيارات أطارد ثوبك في أثواب المجهولات أطارد طيفك حتى حتى في أوراق الإعلانات علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات بحثا عن وجه .. عن صوت .. هو كل الأوجه والأصوات أدخلني حبك سيدتي .. مدن الأحزان وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان لم اعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان وان الإنسان بلا حزن .. ذكرى إنسان علمني حبك علمني حبك أن أتصرف كالصبيان أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان وعلى أشرعه الصيادين .. على الأجراس على الصلبان علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان علمني أني حين احب تكف الأرض عن الدوران علمني حبك أشياء ما كانت أبداً في الحسبان فقرأت أقاصيص الأطفال .. دخلت قصور ملوك الجان وحلمت أن تتزوجني بنت السلطان تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان تلك الشفتاها .. أشهى من زهر الرمان وحلمت أن اخطفها مثل الفرسان وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان علمني حبك يا سيدتي ... ما الهذيان علمني كيف يمر العمر ... ولا تأتي بنت السلطان علمني حبك ... كيف احبك في كل الأشياء في الشجر العاري .. في الأوراق اليابسة الصفراء في الجو الماطر في الأنواء في اصغر مقهى نشرب فيه مساء قهوتنا السوداء علمني حبك أن أوى لفنادق ليس لها أسماء ومقاه ليس لها أسماء علمني حبك كيف الليل يضخم أحزان الغرباء علمني كيف أرى بيروت امرأة طاغية الأغراء امرأة تلبس كل مساء وترش العطر على نهديها للبحارة والأمراء علمني كيف ينام الحزن كغلام مقطوع القدمين "في طرق " الروشة " و " الحمراء علمني حبك أن احزن وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني احزن لامرأة ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور لامرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور
اه حبيبي ********************************
1
ألاحظتِ شيئاً ؟
ألاحظتِ أنَّ العلاقةَ بيني وبينكِ ..
في زمنِ الحرب ..
تأخذُ شكلاً جديدا
وتدخلُ طوراً جديدا
وأنّكِ أصبحتِ أجملَ من أيِّ يومٍ مضى ..
وأنّي أحبّكِ أكثرَ من أيَّ يومٍ مضى ..
ألاحظتِ ؟
كيفَ اخترقنا جدارَ الزمنْ
وصارتْ مساحةُ عينيكِ
مثلَ مساحةِ هذا الوطنْ ..
2
ألاحظتِ ؟
هذا التحوّلَ في لونِ عينيكِ
حينَ استمعنا معاً .. لبيانِ العبورْ
ألاحظتِ ؟
كيف احتضنتُكِ مثل المجانينِ ..
كيفَ عصرتُكِ مثلَ المجانين ..
كيفَ رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ ..
ثم رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ ..
فاليومَ عرسٌ ..
وتشرينُ سيّدُ كلِّ الشّهورْ ..
ألاحظتِ ؟
كيفَ تجاوزتُ كلَّ ضفافي ؟
وكيفَ غمرتُكِ مثلَ مياهِ النهورْ
ألاحظتِ .. كيفَ اندفعتُ إليكِ ؟
كأنّي أراكِ لأوّلِ مرّهْ ..
ألاحظتِ كيفَ انسجمْنا ..
وكيفَ لَهِثنا .. وكيفَ عَرِقنا ..
وكيفَ استحَلْنا رماداً .. وكيفَ بُعِثنا ..
كأننا نمارسُ فِعلَ الغرامْ ..
لأوّلِ مرّهْ ..
3
ألاحظتِ ؟
كيفَ تحرّرتُ من عقدةِ الذَّنْبِ ..
كيفَ أعادتْ
ليَ الحربُ كلَّ ملامحِ وجهي القديمهْ
أحبُّكِ في زمنِ النصرِ ..
إن الهوى لا يعيشُ طويلاً
بظلِّ الهزيمهْ
4
هل الحربُ تُنقذنا بعدَ طول الضّياع ؟
وتُضرمُ أشواقَنا الغافيهْ
فتجعلَني بدويَّ الطِّباعْ
وتجعلَكِ امرأةً ثانيهْ
5
ألاحظتِ ؟
كيفَ اكتشفنا طفولَتنا
بعدَ ستِّ سنين
وكيفَ رجعنا أخيراً ..
لمملكةِ العشقِ والعاشقينْ
أأحسستِ مثلي ؟
بأنَّ رجالَ المظلاّتِ كانوا ..
يحطّونَ مثل الحَمامِ على راحتَيْنا
وأنَّ جنودَ المغاويرِ كانوا ..
يمرّون فوقَ عروقِ يدينا ..
ألاحظتِ ؟
كيفَ نثرنا عليهمْ
عقودَ البنفسجِ والياسمينْ
وكيف ركضنا إليهمْ ..
وكيف انحنَينا ..
أمامَ بنادقهمْ خاشعينْ
لأاحظتِ كيفَ ضحكنا ..
وكيف بكَينا ..
وكيفَ عبرنا الجسورَ معَ العابرينْ
6
تركتُ عصورَ انحطاطي ورائي ..
تركتُ عصورَ الجفافْ
وجئتُ على فرسِ الريحِ والكبرياءِ
لكي أشتري لكِ ثوبَ الزّفافْ ..
7
تصيرينَ في زمنِ الحربِ ..
مصقولةً كالمرايا
ومسحوبةً كالزرافهْ
وبينَ يدينا تذوبُ الحدودً
وتُلغى المسافهْ
8
قرأتُ خرائطَ جسمكِ ..
في كتبي المدرسيّهْ ..
ولا زلتُ أحفظُ أسماءَ كلِّ النهورِ ،
وأشكالَ كلِّ الصخورِ ،
وعاداتِ كلِّ البوادي
ولا زلتُ أحفظُ أعمارَ كلِّ الجيادِ
فكيفَ أفرّقُ بين حرارةِ جسمكِ أنتِ ..
وبينَ حرارةِ أرضِ بلادي ؟
9
وجدنا أخيراً .. حدودَ فمَينا
عثرنا على لغةٍ للحوارْ
وكانَ حزيرانُ يجلسُ فوقَ يدينا
ويحبسُنا في كهوفِ الغُبارْ
وكنتُ أحبُّكِ ..
لكنَّ ليلَ الهزيمةِ صادرَ منّي النهارْ
وكنتُ أريدَ الوصولَ أليكِ ..
ولكنّهم أنزلوني .. قُبيلَ رحيلِ القطارْ ..
وكنتُ أفكّرُ فيكِ كثيراً ..
وأحلُمُ فيكِ كثيراً ..
وكنتُ أهَرِّبُ شعري إليكِ
برغمِ الحصارْ
ولكنّهم أعدموني مراراً
وأرخوا عليَّ السّتارْ
ولكنْ برغمِ تعدُّدِ موتي
بقيتُ أحبُّكِ .. يا زهرةَ الجُلَّنارْ
10
أحبُّكِ أنتِ ..
وأكتبُ حبّي على وجهِ كلِّ غمامهْ
وأعطي مكاتيبَ عشقي ..
لكلِّ يمامهْ
أحبُّكِ في زمنِ العنفِ ..
مَن قالَ إنّي أريدُ السلامهْ ؟
أحبُّكِ .. يا امرأةً من بلادي
وأنوي ، على شفتيكِ ، الإقامهْ
11
ألاحظتِ ؟
كم تشبهينَ دمشقَ الجميلهْ
وكم تشبهينَ المآذنَ ..
والجامعَ الأمويَّ ..
ورقصَ السّماحِ ..
وخاتمَ أمّي ..
وساحةَ مدرستي ..
وجنونَ الطفولهْ
ألاحظتِ كم كنتِ أنثى ؟
وكم كنتُ ممتلئاً بالرجولهْ
ألاحظتِ ؟
كيفَ تألّقَ وجهكِ .. تحتَ الحرائقْ
وكيفَ دبابيسُ شَعركِ ..
صارت بنادقْ ..
ألاحظتِ .. كيفَ تغيّرَ تاريخُ عينيكِ ..
في لحظاتٍ قليلهْ ..
فأصبحتِ سيفاً بشكلِ امرأهْ
وأصبحتِ شعباً بشكلِ امرأهْ
وأصبحتِ كلَّ التراثِ ..
وكلَّ القبيلهْ ..
12
ألاحظتِ ؟
كم كنتِ رائعةَ الحُسنِ ، ذاكَ المساءْ
وكيفَ جلستِ أمامي ..
كعاصمةِ الكبرياءْ ..
وكيفَ تغيّرَ إيقاعُ صوتِكِ
حتى تصوّرتُ صوتَكِ ..
ينبوعَ ماءْ ..
وزهرةِ دفلى ، على شَعرِ المجدليّهْ
ألاحظتِ ؟
أنّكِ صرتِ دمشقَ ..
بكلِّ بيارقها الأمويّهْ
ومِصرَ .. بكلِّ مساجدِها الفاطميّهْ
وصرتِ حصوناً ..
وأكياسَ رملٍ ..
ورَتلاً طويلاً من الشهداءْ
ألاحظتِ ..
أنّكِ صرتِ خلاصةَ كلِّ النساءْ
وصرتِ الكتابةَ والأبجديّهْ ..
13
أحبُّكِ ..
عندَ اشتدادِ العواصفِ
لا تحتَ ضوءِ الشموعِ
ولا تحتَ ضوءِ القمرْ ..
وأعلنُ للناسِ أنّي أعارضُ ضوءَ القمرْ
وأكرهُ ضوءَ القمرْ ..
أحبُّكِ ..
حينَ تكونُ الشوارعُ مغسولةً بدموعِ المطرْ
وحينَ تصيرُ بلونِ النحاسِ
ثيابُ الشجرْ
أحبُّكِ ..
مزروعةً في عيونِ الصّغارْ
ومسكونةً بهمومِ البشرْ
ومولودةً في مياهِ البحارِ
وطالعةً من ضميرِ الحجرْ ..
أحبُّكِ ..
حينَ يسافرُ شَعركِ في الريحِ ..
دونَ جوازِ سفرْ
وحينَ يغمغمُ نهدُكِ ..
كالذئبِ .. في لحظاتِ الخطرْ
فهل تعرفينَ عشيقاً ؟
أحبَّكِ يوماً بهذا القَدَرْ
14
أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ
أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ
أحبُّكِ مرفوعةَ الرأسِ مثلَ قبابِ دمشقَ ..
ومثلَ مآذنِ مصرَ ...
فهل تسمحينَ بتقبيلِ جبهتِكِ العاليهْ ؟
وهل تسمحينَ بنسيانِ وجهي القديمِ ..
وشِعري القديمِ ..
ونسيانِ أخطائيَ الماضيهْ
وهل تسمحينَ بتغييرِ ثوبكِ ؟
إنَّ حزيرانَ ماتَ ..
وإنّي بشوقٍ لرؤيةِ أثوابكِ الزّاهيهْ ..
أحبُّكِ أكثرَ ممّا ببالِكِ ..
أكثرَ ممّا ببالِ البحارِ .. وبالِ المراكبْ
أحبُّكِ ..
تحتَ الغُبارِ ، وتحتَ الدمارِ ، وتحتَ الخرائبْ
أحبُّكِ .. أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى ..
لأنَّكِ أصبحتِ حبّي المحاربْ ..
********************************* 1
لن تجعلوا من شعبنا
شعبَ هنودٍ حُمرْ..
فنحنُ باقونَ هنا..
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها
إسوارةً من زهرْ
فهذهِ بلادُنا..
فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ
فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ
مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيشِ البحرْ..
مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها
في قمحِها المُصفرّْ
مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيسانِها
باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها
ياقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..
وفي الوصايا العشرْ..
2
لا تسكروا بالنصرْ…
إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو
وإن سحقتُم وردةً..
فسوفَ يبقى العِطرْ
3
لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ..
ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..
لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ
لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ
فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ
فوقَ صحاري مصرْ…
4
المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ
وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ
5
من قصبِ الغاباتْ
نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ
من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ
من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ
من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ
من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ
من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ
من السطورِ والآياتْ…
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ
ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..
لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..
فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ
من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ
6
لن تستريحوا معنا..
كلُّ قتيلٍ عندنا
يموتُ آلافاً من المراتْ…
7
إنتبهوا.. إنتبهوا…
أعمدةُ النورِ لها أظافرْ
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…
أو لفتةٍ.. أو خصرْ
الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..
وخصلةٍ من شعرْ..
8
يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ
هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ
9
ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ
ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم
وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ
من بابِ كلِّ جامعٍ..
من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ
10
إنتظرونا دائماً..
في كلِّ ما لا يُنتظَرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ
نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ
نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ
يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..
نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..
11
لقد سرقتمْ وطناً..
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ
صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا
فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..
سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ
سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ
وتنصبونَ مأتماً..
إذا خطفنا طائرهْ
12
تذكروا.. تذكروا دائماً
بأنَّ أمريكا – على شأنها –
ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ
وأن أمريكا – على بأسها –
لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ
قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ
صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ
13
ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ
لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ
ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..
كالنقشِ في الرخامْ..
باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ
باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ
باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ
باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ
باقونَ في شعر امرئ القيس..
وفي شعر أبي تمّامْ..
باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ
باقونَ في مخارجِ الكلامْ..
14
موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"
15
ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ
وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..
16
للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..
للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ
للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ
وهؤلاءِ كلّهمْ..
تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ
في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ
تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ
وهؤلاءِ كلّهم..
في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..
17
..وجاءَ في كتابهِ تعالى:
بأنكم من مصرَ تخرجونْ
وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ
وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ
وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ
وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا
زِدنا على ما قالهُ تعالى:
سطرينِ آخرينْ:
ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ
وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ
بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..
18
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ
ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ
باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ
باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ
في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ
باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ
باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ
باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ
باقونَ في عطرِ المناديلِ..
في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..
في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ
باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ
باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ
بالقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ
باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ
باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ
باقونَ في الصليبْ..
باقونَ في الهلالْ..
في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ
باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ
باقونَ في الدموعْ..
باقونَ في الآمالْ
19
تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ
با ويلكمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القمقمِ يطلعونْ..
20
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ
ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ
لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ
لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ
فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ
فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..
21
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..
يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ
ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ
وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ
أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..
22
نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..
نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..
23
العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ
تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ
وانتقلت (هانوي) من مكانها..
وانتقلتْ فيتنامْ..
24
حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..
ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..
وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..
والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا
تغيّروا..
تغيّروا
25
أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ
أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ
أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ
أهطلُ كالسحابْ
أطلعُ كلَّ ليلةٍ..
من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ
من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ
من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ
أطلعُ من صوتِ أبي..
من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ
أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ
ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ
أفتحُ بابَ منزلي.
أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ
لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ
26
محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ
فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويهْ
سلامُكم ممزَّقٌ..
وبيتُكم مطوَّقٌ
كبيتِ أيِّ زانيهْ..
27
نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ
نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ
من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ
من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ
من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ
من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ
نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ..
في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..
**********************************
_________________ حسن بلم | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-01-05, 2:24 pm | | تسألني حبيبتي ماالفرق بيني وبين ... السماء الفرق ما بينكما انكي إن ضحكتي يا حبيبتي أنسى السماء ياربي قلبي لم يعد كافياً لأن من احبها تعادل الدنيا فضع بصدري واحداً غيره يكون بمساحة الدنيا مازلت تسألني عن عيد ميلادي سجل لديك إذن ما أنت تجهله تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي ذات العينين السوداوين ذات العينين الصاحيتين الممطرتين ما اطلب أبدا من ربي إلا شيئين أن يحفظ هاتين العينين ويزيد بأيامي يومين كي أكتب شعراً في هاتين اللؤلؤتين أشكوكي للسماء كيف استطعتي كيف أن تختصري جميع مافي الأرض من نساء لو كنتي ياصديقتي بمستوى جنوني رميتي ما عليكي من جواهراً وبعتي مالديكي من أساور ونمتي في عيوني لأن كلام القواميس مات لأن كلام الروايات مات أريد اكتشاف طريقه عشقاً احبكي فيها بلا كلمات انا عنكي ما أخبرتهم لكنهم لمحوكي تغتسلين في أحداقي انا عنكي ما كلمتهم لاكنهم قراؤكي في حبري وفي أوراقي ذوبت في غرامكي الأقلام من ازرقاً واحمراً واخضراً حتى انتهاء الكلام علقت حبي لكي في أساور الحمام ولم اكن اعرف يا حبيبتي أن الهوى يطير كا الحمام حبكي يا عميقة العينين حبكي مثل الموت ... والولادة صعب لأن يعاد مرتين عشرين ألف امرأة أحببت عشرين ألف امرأة جربت وعندما التقيت فيكي يا حبيبتي شعرت أنى الآن قد بدأت أني احبكي عندما تبكين واحب وجهكي غائماً وحزيناً الحزن يصهرنا معاً من حيث لا ادري ولا تدريناً بعض النساء وجوههم جميلة وتصير اجمل عندما يبكيناً حين أكون عاشقاً شاة الفرس من رعيتي واخضع الصين لصولجاني وانقل البحار من مكانها ولو أردت ... أوقف الثواني حين أكون عاشقاً اصبح ضوء سائلاً لا تستطيع العين أن تراني حين أكون عاشقاً تنفجر المياه من أصابعي وينبت العشب على لساني حين أكون عاشقاً أغدو زماناً خارج الزماني عدي على أصابع اليدين ما يأتي ف أولا : حبيبتي أنتي وثانياً : حبيبتي أنتي وثالثاً : حبيبتي أنتي ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً حبيبتي أنتي ************************************
جريمة شرف أمام المحاكم العربية
1
... وفقدتَ يا وطني البكارهْ
لم يكترثْ أحدٌ ..
وسُجّلتِ الجريمةُ ضدَّ مجهولٍ ،
وأُرخيتِ السّتارهْ
نسيتْ قبائلُنا أظافرَها ،
تشابهتِ الأنوثةُ والذكورةُ في وظائفِها ،
تحوّلتِ الخيولُ إلى حجارهْ ..
لم تبقَ للأمواسِ فائدةٌ ..
ولا للقتلِ فائدةٌ ..
فإنَّ اللحمَ قد فقدَ الإثارهْ ..
2
دخلوا علينا ..
كانَ عنترةُ يبيعُ حصانهُ بلفافتَيْ تبغٍ ،
وقمصانٍ مشجَّرةٍ ،
ومعجونٍ جديدٍ للحلاقةِ ،
كانَ عنترةُ يبيعُ الجاهليّهْ ..
دخلوا علينا ..
كانَ إخوانُ القتيلةِ يشربونَ (الجِنَّ) بالليمونِ ،
يصطافونَ في لُبنانَ ،
يرتاحونَ في أسوانَ ،
يبتاعونَ من (خانِ الخليليِّ) الخواتمَ ..
والأساورَ ..
والعيونَ الفاطميّهْ ..
3
ما زالَ يكتبُ شعرهُ العُذريَّ ، قَيسٌ
واليهودُ تسرّبوا لفراشِ ليلى العامريّهْ
حتى كلابُ الحيِّ لم تنبحْ ..
ولم تُطلَقْ على الزاني رصاصةُ بندقيّهْ
" لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !
ونحنُ ضاجعنا الغزاةَ ثلاثَ مرّاتٍ ..
وضيّعنا العفافَ ثلاثَ مرّاتٍ ..
وشيّعنا المروءةَ بالمراسمِ ، والطقوسِ العسكريّهْ
" لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !
ونحنُ غيّرنا شهادَتنا ..
وأنكرنا علاقَتنا ..
وأحرقنا ملفّاتِ القضيّهْ ..
4
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..
وعُمّالُ النظافةِ يجمعونَ أصابعَ الموتى ،
وألعابَ الصّغارْ
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..
وذاكرةُ المدائنِ ،
مثلُ ذاكرةِ البغايا والبحارْ
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ،
وتمتلئُ المقاهي مرّةً أخرى ،
ويحتدمُ الحوارْ
- إنَّ الجريمةَ عاطفيّهْ
- إنَّ النساءَ جميعهنَّ مغامِراتٌ ، والشريعةُ
عندنا ضدَّ الضحيّهْ ..
- يا سادتي : إنَّ المخطّطَ كلَّهُ من صنعِ أمريكا،
وبترولُ الخليجِ هو الأساسُ ، وكلُّ ما يبقى
أمورٌ جانبيّهْ
- ملعونةٌ أمُّ السياسةِ .. نحنُ نحبُّ أزنافورَ ،
والوسكيَّ بالثلجِ المكسّرِ ، والعطورَ الأجنبيّهْ
- إنَّ النساءَ بنصفِ عقلٍ ، والشريعةُ عندَنا ضدَّ الضحيّهْ
5
العالمُ العربيُّ ، يبلعُ حبّةَ (البثِّ المباشرْ) ..
(يا عيني عالصبر يا عيني عليهْ)
والعالمُ العربيُّ يضحكُ لليهودِ القادمينَ إليه
من تحتِ الأظافرْ ..
6
يأتي حزيرانُ ويذهبُ ..
والفرزدقُ يغرزُ السكّينَ في رئتَيْ جريرْ
والعالمُ العربيُّ شطرنجٌ ..
وأحجارٌ مبعثرةٌ ..
وأوراقٌ تطيرْ ..
والخيلُ عطشى ،
والقبائلُ تُستجارُ ، فلا تُجيرْ ..
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنهُ في السّاعةَ الأولى وخمس دقائق ،
شربَ اليهودُ الشايَ في بيروتَ ، وارتاحوا قليلاً في فنادقها ،
وعادوا للمراكبِ سالمينْ)
- لا شيءَ مثلَ (الجنِّ) بالليمونِ .. في زمنِ الحروبِ
- وأجملُ الأثداءِ ، في اللمسِ ، المليءُ المستديرْ ..
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنّهم طافوا بأسواقِ المدينة ،
واشتروا صُحفاً وتفّاحاً ، وكانوا يرقصونَ الجيركَ في حقدٍ ،
ويغتالونَ كلَّ الراقصينْ)
- إنَّ السّويدياتِ أحسنُ من يمارسنَ الهوى
- والجنسُ في استوكهولمَ يُشربُ كالنبيذِ على الموائدْ ..
- الجنسُ يُقرأُ في السّويدِ مع الجرائدْ
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ في بلاغٍ لاحقٍ ،
أنَّ اليهودَ تزوّجوا زوجاتِنا ، ومضوا بهنَّ .. فبالرفاهِ وبالبنينْ)
7
العالمُ العربيُّ غانيةٌ ..
تنامُ على وسادةِ ياسمينْ
فالحربُ من تقديرِ ربِّ العالمينْ
والسّلمُ من تقديرِ ربِّ العالمين ْ
8
قرّرتُ يا وطني اغتيالَكَ بالسفَرْ
وحجزتُ تذكرتي ،
وودّعتُ السّنابلَ ، والجداولَ ، والشَّجرْ
وأخذتُ في جيبي تصاويرَ الحقولِ ،
أخذتُ إمضاءَ القمرْ
وأخذتُ وجهَ حبيبتي
وأخذتُ رائحةَ المطرْ ..
قلبي عليكَ .. وأنتَ يا وطني تنامُ على حَجَرْ
9
يا أيّها الوطنُ المسافرُ ..
في الخطابةِ ، والقصائدِ ، والنصوصِ المسرحيّهْ
يا أيّها الوطنُ المصوَّرُ ..
في بطاقاتِ السّياحةِ ، والخرائطِ ، والأغاني المدرسيّهْ
يا أيّها الوطنُ المحاصَرُ ..
بينَ أسنانِ الخلافةِ ، والوراثةِ ، والأمارهْ
وجميعِ أسماءِ التعجّبِ والإشارهْ
يا أيّها الوطنُ ، الذي شعراؤهُ
يضَعونَ - كي يُرضوا السّلاطينَ -
الرموشَ المستعارهْ ..
10
يا سيّدي الجمهورَ .. إنّي مستقيلْ
إنَّ الروايةَ لا تُناسبني ، وأثوابي مرقّعةٌ ،
ودَوري مستحيلْ ..
لم يبقَ للإخراجِ فائدةٌ ..
ولا لمكبّراتِ الصوتِ فائدةٌ ..
ولا للشّعرِ فائدةٌ ، وأوزانِ الخليلْ
يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني ..
إذا ضيّعتُ ذاكرتي ، وضيّعتُ الكتابةَ والأصابعْ
ونسيتُ أسماءَ الشوارعْ ..
إني قتلتُكَ ، أيّها الوطنُ الممدّدُ ..
فوقَ أختامِ البريدِ .. وفوقَ أوراقِ الطوابعْ ..
وذبحتُ خيلي المُضرباتِ عن الصهيلْ
إنّي قتلتُكَ .. واكتشفتُ بأنني كنتُ القتيلْ
يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني
فدَورُ مهرّجِ السّلطانِ .. دَورٌ مستحيلْ _________________ حسن بلم | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-07-02, 6:37 pm | | _________________ حسن بلم | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:18 am | | معكِ تعودتُ ان اتسلقَ شرفات السهر.. كطفلٍ يبحثُ عن لعبة.. وان اُخبأ في ذاكرتي.. اوراق البكُاء .. ومعكِ كذلك.. تعودتُ ان ابكي.. وانا اضحكْ.. تعودتُ انْ ارتب ذرات الهواء.. لتترتب.. مُشَكِلةً احبك!! تصوري!! معكِ كذلك تعودتُ ان اشرب الملح.. وان اطلقَ نفسي.. خيلٌ جامح يبحث.. عن فارسه .. وان اقطف الليل.. قبل غروب الشمس.. سيدتي.. انا لا اكترثْ .. ان كان الجو صحواً او ..غيماً ..او ممطراً.. ما دمت اسكنُ عينيكِ.. ولا اكترث.. ان حدث زلزالٌ في جسمك.. ما دمتُ كرة دمٍ حمراء.. تارة!! وبيضاء تارة اخرى.. في دمك.. معكِ .. تعودتُ ان اتقن الصهيل.. وانا احبو تحت عُنقك.. وان اقرأ القصائد.. مرتبةً في جزيئاتك.. اروضك حينما تكونين مشروعَ اعصار.. واعلمك ..كيف تكونين الاعصار..!! من يعاقبنا.. حينما نختبأ تحت تنهدات الليل.. ولا نقاسم البشر.. قمرنا .... أُوقن .. انني في حياتك .. حبة سكر.. في فنجان شاي النهار.. ووسادةٌ تضمينها .. في خضمِ الليل.. واعلم ايضاً .. انني ادق اوتاد خيمتي.. تحت سريرك .. لاكون البدوي الاول.. الذي يسكن .. عشبك.. ونهرك.. اعلمُ اكثر.. انني انا الوحيد.. الذي البستكِ الحضارة .. واخذتكِ من معصمك .. الى القِ الاضواء.. ونختبأ في عيون البشر.. لنرشق الخجل.. ... كتبتُ لك .. انني احبك.. وانني احُبك.. .. وانني احبك.. قلت لي.. اخافُ عليك.. حبي انا .. عابرٌُ للمسافات ؟؟ والسنوات .. والاضواء.. والقلوب.. عابرٌ لمخيلتك .. ولحياتك.. ستموت!! كانكِ علمتِ الاجابة .. انني اموت حباً .. لاجل حبك.. اليك حبة كرز.. و.. احبك. ......
ها انا ذا أعود لأقولْ.. انِطلقِي يا مُهرتي.. عاصفُةٌ لا تعرف الهُدوء.. واقلبي اثاثَ قلبي.. وكوني حيثُما تشائين فالبيتُ بيتك.. والقلبُ قلبك.. قد اخُطأ ان ُقلتُ لكِ انني احُبك.. ترى كيف نفسُر هذا؟!.. ان تَتَلص الُنجُوم من نوافذنا.. لُتشَاهدَ حُبنا.. وان يُرسِلَ لنا القمر رسَائل اِستهجَان بحجة خطفِ الاضواء.. ونتفاجأ برسالةٍ .. "" من مجهولة "" (قررتْ حوريات البحر ان تَخرُجَ في اضرابٍ جماعي.. حُبكما شَغل العُشاقَ عنا ). !!! اذا هل انا احبك..؟؟؟!!!! ... آهه .. تلو .. ال (آهه). جميلٌ ان نعود.. أليسَ كذلك؟؟.. كطفلينِ لا يتقننان الحب.. فيخترعان حُبهما بطريقةٍ جديدة.. كل شيءٍ فيه جديد.. - هل في الحبِ الجديد ..ايُها المجنون؟ - نعم . - اخبرني!! الجديدُ في الحب .. هو ان تحبْ... ساَفسر لكِ .. قولي احبكَ كي تزيدَ وسامتي.. هكذا قالها نزار.. اسمعيني انا .. قولي احبكَ كي تزيدَ وسامتي.. أرأيت الامر اختلف!!.. فالان اصبحتْ اجمل.. لانها ولدت مرة جديدة من فم محب.. - مجنون..ايها الاجمل. - احُ ب ك . - انظري هناك. - اين؟! - هناك في قلبي,, رسالتين .. - ماذا بهما.! - الاولى احُبك.. - والثانيه.؟ - افتَحِيها..واقرأيها.. وانطلقَ صوتُها .. كطيرٍ ضوئي.. ليكونَ قيثارةً ابدية .. اسمعوا معي ماذا قالت.. قالت :
" احبك .. احبك.. قبلة مرسومة في ثغر القمر.. احبك .. جنية عشق تهوى الرقص لدرجة الانتحار.. احبك.. رسالة كستنائية ..مدادها (آهه ) ..لونها ( احبك)."
احبك . لا افُهمُ حقِيقَةً.. كيَفَ يمنَعونهن من الكتابة؟! .. تعالوا معي قليلا يا من منعتوهن الكتابة واقرأوا, معي : ()
(انت) لولاك ما كُنت.. حبك قذفني الى محيط جديد.. لا اعرف فيه الارض.. الا بضعة جزر .. تشكلت بلونِ جِسمِك .. ووجهك.. احبك .. اعلم هذا .. امُوت لاجلِكَ.. اعلمُ هذا.. ولكن الذي لا اعلمه ..؟ هو كيفَ استَطعتَ ان َتغُزوا عالمي.. ذرةً....ذرة.,,, آهةً ..آهه.. كيف استطَعتَ ان تسكُن اجَفاني.. حُلمي.. نهاري وليلي.. ويحك ؟!.. دفتُر مُذكراتي مملُوؤٌ باسِمك.. حتى اسَتاذتي.. تساَلني .. فاُجاوب .. كتلك المتميزة ..( احبه). اعلم انك مُعجزةُ العصر.. العصر الجليد..والذي تَمازجت به المشاعر.. صدقني لولا حبك.. لاختلطت الدنيا .. وانقلبت فوق تحت... ولاصبحت .. كُرهاً في كُره .. اُح ب ك ..( تحياتي) .. الجواب.. ساخِبركِ الان لماذا؟ لانكِ لونٌ نادر.. يبحث عنه الرسَامُون.. اتصدقين؟! .. لو رآكِ ( دافنشي) قبلَ ان يرسُم المواليزا.. لتوجهَ اليها ولطخها بالوانه .. وتوجه اليك راكعاً.. هل لك ان ترسميني ّ!! لانك .. قبلةٌ حَتمية .. حتمية!! لانك مارستِ جميعَ انواع التوجُع .. وجميعَ انواع الالم.. تخيلي معي..! ان يعيشَ الانسان مُعظم ايامِهِ الم في الم .... ~~ثم ينطلق ليطبعَ ُقبلةَ (حُـ ب).. كيف ستكون؟؟؟ اعلمتِ الان لماذا اـحـ بـ ك .. احبك.
في خِضم النَهار... ودون اي مبررات .. انفتحَ قَفصٌ في الهواء.. ليخرجَ منه قرصٌ.. مطبوعٌ عليه ..( احبك ).. .....(لعبة) ..... كانت مفاجأة .!! ان يلتحفَ القمر بغطاء عِشق..وان ُنخبأ الشمس في حجرةٍ كُتب على بابها ممنوع الخروج!!؟ صحيحٌ ان اللعبة لم تنته بعد .. فهناك المزيد .. هناكَ قارُورةَ عطر لا زالت مُخبأةٌ في جوانب حياتي..فتشي عنها؟ ...... رائع لقد وجدتيها.. لازالت اللعبة قَائمة... حاولي ان تكتشفي .. ماهي رائحَتُها؟!؟؟ .... رائع .. انها رائحةُ حبنا.. الان عرفت انك تحبينني.. ... قبلة .. و ... ا حــ بــ كـِ
التكملة بالأحمر فقط
في كل مكان في الدفتر اسمك مكتوب بالأحمر حبك تلميذ شيطان يتسلى بالقلم الأحمر يرسم أسماكاً من ذهب ونساءاً من قصب السكر وهنوداً حمراً وقطاراً ويحرك الآف العسكر يرسم طاحوناً وحصاناً يرسم طاووساً يتبختر وأمرأةً يرسم عارية ً ولها ثديان من المرمر يرسم عصفوراً من نار مشتعل الريش ولا يحذر وقوارب صيد وطيوراً وغروباً وردي المئزر يرسم بالورد وبالياقوت ويترك جرحا ًفي الدفتر حبك رسام مجنون لا يرسم إلا بالأحمر ويخربش فوق جدار الشمس ولا يرتاح ولا يضجر ويصور عنترة العبسي يصور عرش الإسكندر ما كل قياصرة الدنيا ؟ مادمتي معي فأنا القيصر =====================
رجل واحد .. وأنت قبيلة من نساء
حبك إشكالية كبرى..إشكالية جسدية..وإشكالية لغوية..وإشكالية ثقافية فذراعي قصيرة , وأغصانك مثقلة بالفاكهة..وأجنحتي مكسورة وسماواتك مدروزة بالعصافير..ومفرداتي محدوده .وجسدك أكادمية ملكية..تختزن الشعر وتبتكر اللغات معك لاتوجد أنصاف حلول.ولاأنصاف مواقف.ولاأنصاف أحاسيس كل شيء معك..يكون زلزالا أو لايكون ..وكل يوم معك يكون إنقلابا أو لا يكون..وكل قبلة علىفمك تكون جهنما أو لاتكون هكذاأنا..منذ احترفت الحب واحترفت الكتابة.لاقصيدة تخرج من بين أصابعي إلاوهي ساخنة كرغيف الخبز.ولاإمرأه أضع عليها يدي..إلاوتحمل في بطنها خمسين قمر معك لا يوجد طقس معتدل ولاهدنة طويله ولا حياد مطلق .فالحياد مع إمرأه مثلك معجونة بلوزها وعسلها وحليب أنوثتها.. وموسيقي أمشاطها وخواتمها .ترف ثقافي لاأقدر عليه وتنازل سخيف عن صهيل رجولتي معك لايوجد للحب سيناريو واحد ..ولا للجنس أسلوب واحد ولا للذكور رائحة واحدة..وإنما حروب عبثية لا ينتصر فيها أحد تتكسر فيها الاساور على الاساور..والاقراط على الاقراط..والامشاط على الامشاط..وقصائدي..على قمة نهدك المغطى بالثلوج معك لايوجد خط مستقيم ولا صراط مستقيم . فأنت عمل تجريدي غامض , يختلط فيه الاحمر بالازرق..بالبرتقالي..والشعر بالنثر بالنظام بالفوضى..بالحضارة بالتوحش ..بالوجودية بالصوفية معك يولد الرجل بالمصادفة ويموت بالمصادفة كيف يمكنني أن أهادن زلزالا أوطوفان ..أوغابة إفريقية مشتعلة؟ كيف يمكنني أن أصالح نحلة تخطط لارتشاف دمي؟ كيف يمكنني أن أتفاهم مع جسدك وهو لايعرف إلا لغته؟ كيف يمكنني أن أربح المعركة؟ وأنا رجل واحد ..وأنت قبيلة من نساء؟ معك تتداخل الازمنة ببعضها وألامكنة ببعضها .ونصوص الشعر ببعضها فلا أعرف من أين؟ ولا أعرف إلى أين؟ ولا يعنيني أبدا أن أستشير النجوم أوأن أقرأ الخرائط. فالعاشق الكبير هو الذي يرمي نفسه في بحر العشق بلا بوصلة ولا خريطة ولا شهادة تأمين ليس لدي مهنة أخرى في هذا العالم سوى أن أحبك..ولو حدث أن توقفت عن ممارسة هذا الجنون الجميل لأصبحت عاطل عن العمل إن الحب عندي هو غريزة ولاديه وليس أبدا عادة مكتسبه, أوطبيعه ثانيه..فإذا رأيتني ذات صباح أتسلق كدودة القز على أشجار نهديك فاعلمي أن صناعة الحرير هي جزء لا يتجزأ من تراثي الدمشقي لم أعد ياحبيبتي قادرا على العشق بالتقسيط ومزمزة شفتيك بالتقسيط وتقشير تفاح يديك بالتقسيط..أنا اليوم رجل براغماتي,أؤمن أن المرأه النائمه في راحة يدي خير من عشر نساء على الشجرة وأن الحوار مع أفرواديت..أهم من الحوار مع جميع الملائكة ياسيدتي : إسمحي لي أن أمارس طفولتي قليلا,وأضع النقاط على حروف علاقتنا . فأنا منذ أن نزلت من بطن قصيدة ..لا أؤمن بالامور الوسط..لافي الحب,ولافي الكتابة,ولافي مغازلة النساء إن البراغماتية في الحب هي عقيدتي ..وأرفض الحكمة المأثورة التي تقول : (أجل عشق اليوم,إلى نهارغد)..كيف يمكنني أن أؤجل إمرأه أحبها إلى يوم آخر؟ إلى شهر آخر؟؟. ألى عام آخر؟ إلى عصر آخر؟ إلى إشعار آخر؟ فالعيون الكبيرة لا يؤجل..والامطار الإستوائية لا تؤجل والعواصف الرعدية لا تؤجل والقصائد الاستثنائية..لاتكتب إلا مرة واحدة
============================
عندما أعشق أزداد رقيا
أنت في لندن سنجابة حب ،تأكل السكر والفستق ،من بين يديا..عربشت فوق قميصي ،عربشت فوق ضلوعي ،عربشت فوق عروقي ،واختفت في كنزة الصوف التي ألبسها ،تجمع المشمش والزعتر والنعناع والعشب الطريا..... أنت في منفاي سنجابة عمري ،وأنا في لندن ،تبهرني حريتي ،جسدي يبهرني ،لغتي تبهرني ،دهشتي تدهشني ،فكأني لم أكن في الذات يوم عربيا ،كلما شاهدني الناس صباحا خارجا من تحت أهدابك ، ظنوني نبيا.. إنها تمطر فروا ،منذ أيام ،فما أحلى المطر..إنها تمطر عشقا ،عن يميني!!! وشمالي ،وورائي وأمامي ،وأنا أطفو على بحر رمادي الوبر.... من تكونين أيا سيدتي؟ ياالتي تحمل في قفطانها ،عندما تجلس قرب المدفأة كل تاريخ الشجر ،ياالتي حبي لها ،أمر من الله ،وعيناها قضاء وقدر...... أنت سنجاب جبان ،خائف من نفسه ،خائف من خوفه ،خائف من أي شئ في يدي أوفمي ،خائف من كل مالا ينتظر... أنت سنجابي الحضاري الذي حررني ،من صداع الجبس في عصر الحجر ، تاركا في جسدي ،شعرا،ونثرا،وعصافير،وقمحا،وثمر،تاركا في داخلي نصف قمر؛ أنت في لندن سنجاب رمادي الفراء ،جاء كي يبني بصدري وطنا ،بعدما حاصره ثلج الشتاء ، نط من أفق إلى أفق ،ومن غصن إلىغصن ،ومن نهر إلى رابية ،ثم ألقى عند بابي صرة من كستناء.. أنت سنجابي الذي دوخني ورماني خاتما في جوارير النساء...... قطتي ،عصفورتي ،سنجابتي ،ياالتي أرسلها الله من الغيب إليا ،أنا ما عندي إعتراض أبدا ،فاقضمي وجه المخدات ،إذا شئت..اقضمي حبة من بندق ،إن توحمت..إجعليني بين أشيائك قرطا ذهبيا......... إلعبي بالوقت والأعصاب ،ياسيدتي ،غيري شعري ونثري ،وجذوري وسلالاتي ،وغوصي خنجرا في رئتيا ،أدخلي تحت قميصي ،أدخلي تحت شرايين يدي ،أدخلي في لغتي ،أدخلي في اللحم والاعصاب ،سيفا أمويا ،وأغسليني بينابيعك ،إني لم أكن قبلك إلا بدويا....... حرريني من أبي زيد الهلالي الذي يسكنني ،ومن الرمل الذي يطمرني ،ومن الشوك الذي كان يغطي شفتيا ،إرفعيني لفضاءاتك ،ياسيدتي ،وانزعي عني قناعي الجاهليا ،علميني..كيف بالذهن تشم امرأه ،كيف يغدو الجنس ترتيلا ،وإنشادا ،ورسما بالاحاسيس ،وجسر قمريا..... كل حب ياسيدتي هو فعل رقي فأحبيني.. أحبيني.. أحبيني.. لأزداد رقيا!!... _____________________________________________________________________
أوعية الصديد
لا.. لا أريد .. المرة الخمسون .. إني لا أريد ودفنت رأسك في المخدة يا بليد .. وأدرت وجهك للجدار .. أيا جداراً من جليد .. وأنا وراءك .. يا صغير النفس .. نابحة الوريد شعري على كتفي بديد والريح تفتل مقبض الباب الو صيد ونباح كلب من بعيد والحارس الليلي .. والمز راب متصل النشيد حتى الغطاء سرقته وطعنت لي الأمل الوحيد أملي الذي مزقته .. أملي الوحيد ماذا أريد ؟ وقبيل ثانيتين كنت تجول كالثور الطريد والآن أنت بجانبي قفص من اللحم القديد ما أشنع اللحم القديد ماذا أريد ؟ يا وارثاً عبد الحميد والمتكى التركي والنرجيلة الكسلى تئن وتستعيد والشركسيات السبايا حول مضجعة الرغيد يقطن فوق بساطه .. جيداً فجيد وخليفة الإسلام والملك السعيد يرمي .. ويأخذ ما يريد لا .. لم يمت عبد الحميد فلقد تقمص فيكم عبد الحميد حتى هنا .. حتى على السرر المقوسة الحديد نحن النساء لكم عبيد وأحط أنواع العبيد كم مات تحت سياطكم نهد شهيد وبكى من استئثاركم خصر عميد ماذا أريد ؟ لاشيء يا سفاح .. يا قرصان .. يا قبو الجليد فأنا وعاء للصديد يا ويل أوعية الصديد هي ليس تمللك أن تريد و لا تريد
=========================
دموع شهريار
ما قيمة الحوار؟ ما قيمة الحوار؟ ما دمت , يا صديقتي قانعةً بأنني و ريث شهريار.. أذبح كالدجاج كل ليلةٍ ألفاً من الجواري.. أدحرج النهود كالثمار.. أذيب في الأحماض .. كل امرأة تنام في جواري.. لا أحد يفهمني.. لا لأحد يفهم ما مأساة شهريار حين يصير الجنس في حياتنا نوعاً من الفرار.. مخدراً نشمه في الليل والنهار.. ضريبةً ندفعها بغير ما اختيار.. حين يصير نهدك المعجون بالبهار مقصلتي.. و صخرة ا نتحاري..
صديقتي مللت من تجارة الجواري.. مللت من مراكبي مللت من بحاري.. لو تعرفين مرةً بشاعة الإحساس بالدوار.. حين يعود المرء من حريمه.. منكمشاً كدودة المحار.. وتافهاً كذرة الغبار.. حين الشفاه كلها.. تصير من و فرتها.. كالشوك في البراري.. حين النهود كلها.. تدق في رتابةٍ كساعة الجدار ..
لن تفهمي أبداً .. لن تفهمي أحزان شهريار.. فحين ألف امرأةٍ.. ينمن في جواري.. أحس أن لا أحد .. ينام في جواري
==========================
صَبَاحُكِ سُكّر
إذا مرَّ يومٌ . ولم أتذكَّر به أن أقول : صباحكِ سكّر ورحتُ أخطُّ كطفلٍ صغيرٍ كلاماً غريباً على وجه دفتر فلا تَضجري من ذهولي وصمتي ولا تحسبي أنَّ شيئاً تغيَّر فحين أنا . لا أقول : أحبُّ فمعناه أني أُحبُّكِ أكثر إذاجئتِني ذات يومٍ بثوبٍ كعشب البحيرات .. أخضرَ ..أخضرْ وشَعْرُكِ ملقىً على كتفيكِ كبحرٍ..كأبعاد ليلٍ مبعثر ونهدكِ..تحت ارتفاف القميصِ شهيٌ..شهيٌ..كطعنة خنجر ورحتُ أعبُّ دخاني بعمقٍ وأرشف حبرَ دَواتي وأسكر فلا تنعتيني بموت الشعور ولا تحسبي أنّ قلبي تحجَّر فبالوهم أخلقُ منكِ إلها وأجعلُ نهدكِ..قطعةَ جوهر وبالوهم..أزرعُ شعرك دفْلى وقمحاً..ولوزاً..وغابات زعتر.. إذا ما جلستِ طويلاً أمامي كمملكةٍ من عبيرٍ ومرمر وأغمضتُ عن طيِّباتكِ عيني وأهملتُ شكوى القميص المعطَّر فلا تحسبي أنني لا أراكِ فبعضُ المواضيع بالذهن يُبصر ففي الظلِّ يغدو لعطركِ صوتٌ وتصبح أبعادُ عينيكِ أكبر أُحبُّكِ فوقَ المحبَّة..لكن دعيني أراكِ كما أتصوَّر | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:19 am | | والتكملة
حكاية
كنت أعدو في غابة اللوز .. لما قال عني , أماه, إني حلوه و على سالفي .. غفا زر وردٍ و قميصي تفلتت منه عروه قال ما قال .. فالقميص جحيمٌ فوق صدري , والثوب يقطر نشوه قال لي: مبسم و ريقة توتٍ و لقد قال إن صدري ثروه و روى لي عن ناهديَّ حكايا.. فهما جدولا نبيذٍ و قهوه و هما دورقا رحيق ٍونور ٍ وهما ربوة ٌتعانق ربوه أأنا حلوة ٌ؟ و أيقظ أنثى في عروقي , وشق للنور كوه إن في صوته قراراً رخيماً و بأحداقه .. بريق النبوه جبهة ٌحُرة ٌ.. كما انسرح النور و ثغر فيه اعتدادٌ و قوه يغصب القبلة اغتصاباً .. وأرضى و جميلٌ أن يؤخذ الثغر عنوه ورددت الجفون عنه .. حياءً و حياءُ النساء للحب دعوه تستحي مقلتي.. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوه أنتِ .. لن تنكري عليَّ احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه
التلميذ
تورطت في الحب،خمسين عاما..ولا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء..وكيف يفكرن، كيف يخططن، كيف يرتبن أشياءهن، وكيف يدربن أثداءهن، على الكر والفر..والغزو والسلب..والسلم والحرب..والموت في ساحة الكبرياء قرأت كتاب الانوثة، حرف حرفا..ولم أتعلم- إلي الان - شيئا من الأبجدية. ولا زلت أشعر أني أحبك، في زمن الجاهلية..وألثم حناء شعرك بالطرق الجاهلية ولا زلت أشعر أن الهوى في بلاد العروبه، ليس سوى غزوة جاهلية قضيت بشارع نهديك، نصف حياتي..ومازلت أجهل من أين باب الخروج؟؟ وأين نهايات هذا الفضاء؟؟.. ومازلت أجهل كيف يهدد نهد،بسن الطفولة أمن الرجال وأمن السماء تنقلت بين قوارير عطرك خمسين عاما..وبين بساتين شعرك خمسين عاما.. وبين تقاسيم خصرك خمسين عاما..ومازلت أجهل كيف أفك حروف الهجاء؟؟ وكيف أفك الضفائر، كيف أشيل الدبابيس منها، إذا ساعة الحسم دقت..وفاضت دموع الشتاء تورطت فيك عميقا،عميقا..إلى أن وصلت لحال التجلي، وحال التماهي، وحال الحلول، وحال الفناء..ومازلت أجهل ما الفرق ما بين رائحة الجسد الأنثوي ورائحة الجسد الكستناء دخلت لمدرسة العشق خمسين عاما، ومنها خرجت بخفي حنين..أخذت بدرس التصوف صفرا، ودرس التقشف صفرا، ودرس الغرام الرومنسي صفرا..ولكني ماتفوقت إلا بدرس الجنون...... لبست النساء عليّ قميصا وكنت أظن قميصي حرير وحين أتى البرد والزمهرير تأكدت أني لبست ثوب العراء
=========================
تعود شَعري عليك
تعود شعري الطويل عليك تعودت أرخيه كل مساءٍ سنابل قمحٍ على راحتيك تعودت أتركه يا حبيبي.. كنجمة صيفٍ على كتفيك.. فكيف تملُّ صداقة شعري؟ و شعري ترعرع بين يديك..
ثلاث سنين.. ثلاث سنين.. تُخدرني بالشؤون الصغيره وتصنع ثوبي كأي أميره.. من الأرجوان .. من الياسمين وتكتب إسمك فوق الضفائر وفوق المصابيح .. فوق الستائر.. ثلاث سنين.. و أنت تردد في مسمعيا.. كلاماً حنوناً .. كلاماً شهيا و تزرع حبك في رئتيا.. وها أنت .. بعد ثلاث سنين تبيع الهوى .. وتبيع الحنين وتترك شعري.. شقياً.. شقياً كطير جريح ٍ.. على كتفيا
حبيبي أخاف إ عتياد المرايا عليك. و عطري , و زينة و جهي عليك.. أخاف اهتمامي بشكل يديك .. أخاف اعتياد شفاهي.. مع السنوات , على شفتيك أخاف أموت , أخاف أذوب كقطعة شمع على ساعديك.. فكيف ستنسى الحرير؟ وتنسى .. صلاة الحرير على ركبتيك؟
لأني أحبك , أصبحت أجمل وبعثرت شعري على كتفي.. طويلاً .. طويلاً..كما تتخيل.. فكيف تمل سنابل شعري؟ و تتركه للخريف وترحل وكنت تريح الجبين عليه وتغزله باليدين فيغزل.. و كيف سأخبر مشطي الحزين؟ إذا جاءني عن حنانك يسأل.. أجبني , ولو مرة يا حبيبي إذا رحت .. ماذا بشعري سأفعل؟؟
=========================
تلفون
صوتك القادم من خلف الغيوم سكب النار على الجرح القديم مد لي أرجوحة ًمن نغم ٍ و رماني نجمة ًبين النجوم من ترى يطلبني ؟ مخطئة ٌ! فاتركيني لدخاني وهمومي أنا جرح ٌمطبق ٌأجفانه فلماذا جئت تُحيين هشيمي؟ رقمي من أين قد جئت به تحت عصف الريح في الليل البهيم بعد أن عاش غربياً مهملاً بين أوراقك كالطفل اليتيم كيف.. من بعد شهور ٍخمسة ٍ عدت يا صاحبة الصوت الرخيم حُبنا .. كان عظيماً مرة ً و طوينا قصة الحب العظيم أتقولين : ( أنا آسفة ٌ) بعدما ألقيت حبي في الجحيم لم أعد أُخدع يا سيدتي بالحديث الحلو .. والصوت النغوم صوتك العائد .. لا أعرفه كان يوماً جنتي.. كان نعيمي
حلوتي ! بالرغم مما قلته فأنا , بعد , على حبي القديم داعبي كل مساءٍ رقمي و اصدحي مثل عصافير الكروم كلمة ٌمنك .. ولو كاذبة ٌ عمرت لي منزلاً فوق النجوم --------------------------------------------------------------------------------
لماذا ؟
لماذا تخليت عني ؟ إذا كنتَ تعرف أني أحبك أكير مني لماذا؟
لماذا؟ بعينكَ هذا الوجوم و أمس بحضن الكروم فرطت ألوف النجوم بدربي وأخبرتني أن حبي يدوم لماذا؟
لماذا؟ تُغرر قلبي الصبي لماذا كذبت علي و قلت تعود إلي مع الأخضر الطالع مع الموسم الراجع مع الحقل و الزارع
لماذا؟
لماذا؟ منحت لقلبي الهواء فلما أضاء بحب كعرض السماء ذهبت بركب المساء و خلفت هذي الصديقه هنا .. عند سور الحديقه على مقعدٍ من بكاء لماذا؟
لماذا؟ تعود السنونو إلى سقفنا و ينمو البنفسج في حوضنا و ترقص في الضيعة الميجنا و تضحك كل الدُنا مع الصيف , إلا أنا.. لماذا؟
______________________--------- ______________________________-
كلمات
يسمعني.. حين يراقصني كلمات.. ليست كالكلمات يأخذني من تحت ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات والمطر الأسود في عيني يتساقط زخاتٍ.. زخات يحملني معه.. يحملني لمساءٍ وردي الشرفات وأنا كالطفلة في يده كالريشة تحملها النسمات يحمل لي سبعة أقمارٍ بيديه.. وحزمة أغنيات يهديني شمساً.. يهديني صيفاً.. وقطيع سنونوات يخبرني أني تحفته وأساوي آلاف النجمات وبأني كنزُ.. وبأني أجمل ما شاهد من لوحات يروي أشياء.. تدوخني تنسيني المرقص و الخطوات كلمات .. تقلب تاريخي تجعلني امرأةً .. في لحظات يبني لي قصراً من وهم لا أسكن فيه سوى لحظات وأعود.. أعود لطاولتي لا شيء معي.. إلا كلمات
=====================
من يوميات رجل نصف مجنون
بعد تاريخ من النرجسية ,لا ضفاف له..وتاريخ من التعددية..والشهرياريه والراسبوتينيه..يلاحقني حيث ذهبت أشعر برغبة في تجميل صورتي لديك, والاعتذار عن ماض لم تكوني فيه وعن حماقات لم ترتكبيها.. وعن قصائد حب مجنونة لم تشتركي في كتابتهابعدما تخليت عن هواياتي الاولى في جمع الطوابع..وجمع التحف القديمة وجمع النساء الجميلات... وبعدما ضجرت من جسدي ومن سيوفي الخشبيه ومعاركي الدونكشوتيه, وإقطاعاتي التي لا يغيب عنهاالنهد...أطرق بابك لاجئا شعريا.. مطرودا من جميع فنادق العالم , حتى أقول لك بأنك الانثى الاخيرة والمحطة الاخيرة والطلقة الاخيرة لا حاجة لارتداء الملابس المسرحية, أو للتنكر ,ياسيدتي فأنا مكشوف على الجهات الاربع..وتاريخي معلق على حبال الجرائد العربية وأسماء حبيباتي..تبث على كل الموجات عن طريق الاقمار الصناعية كيف أقنعك..بطهارتي وطفولتي وصوفيتي؟؟وسيرتي الذاتية، معروضة في كل المكتبات،وتعرفها حتى القطط..والاسماك والعصافير كيف يمكنني أن أكون حبيبك بعد كل هذا التاريخ الذي لايمكن تجميله ،ولا ترميمة...ولا غسيله بأي مسحوق من مساحيق الغسيل كيف أقنعك ياسيدتي؟ بعدالة قضيتي ..بعد كل هذا التاريخ المضرج بالفضيحه من أول سطر حتى آخر سطرفيه..والموثق بمحاضر البوليس ،ومطالعة النيابة العامة،وإفادات ألوف النســـــــــــاء؟؟؟ كيف يمكن أن تصدق إمرأه مثلك رجلا مثلي؟..يحمل على كتفيه ،خمسين عاما من الشعر..وخمسين عاما من الجنون..ومليون إمرأه كيف يمكن لإمرأه مثلك أن تحب رجلا مثلي..يقترف كل يوم قصيدة جديدة وحبيبة جديدة؟؟ إن مشكلتي معك،هي أنني لا أستطيع أن أكون سريا،فأنا أفرز كلمات الحب كما تغزل شرنقة الحرير خيوطها..وكما تصنع النحلة عسلها هل تسمحين لي أن أحبك؟؟ قد يكون سوألي مضحكا،واعترافاتي قد تاخرت ثلاثين عاما..ومع هذا..أدخل عليك بلا استئذان،لأرمي سلاحي على قدميك وأعطيك مفاتيح مملكتي أنا لا أريدك أن تتورطي معي ،في أي مشروع عاطفي ..فأنا أعرف أن سوابقي كثيرة..وأنسمعتي في المدينه ليست طيبه الرائحه كماأعرف أن ملفي النسائي بين يديك سوف ينفجر في أية لحظة...كل هذا أعرفه ،غير أنني أرجوك أن تعطيني فرصة أخيره..كي أقول : أحبك..ولو لمرة واحدة.. حتى أبلل حنجرتي وأسقي أزاهير رجولتي هل تسمحين أن ..هل تسمحين أن..إنني لا أنتظر جواب أسئلتي فالنساء هن مجموعة من الاسئلة..لا يعرف جوابها إلا الـــلـــه
===================== طوق الياسمين
شكراً.. لطوق الياسمين وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك ظننت أنك تدركين وجلست في ركن ركين تسرحين وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين لحناً فرنسي الرنين لحناً كأيامي حزين قدماك في الخف المقصب جدولان من الحنين وقصدت دولاب الملابس تقلعين .. وترتدين وطلبت أن أختار ماذا تلبسين أفلي إذن ؟ أفلي أنا تتجملين ؟ ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين الأسود المكشوف من كتفيه هل ترتدين ؟ لكنه لون حزين لون كأيامي حزين ولبسته وربطت طوق الياسمين وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك ظننت أنك تدركين.. هذا المساء بحانة صغرى رأيتك ترقصين تتكسرين على زنود المعجبين تتكسرين وتدمدمين قي أذن فارسك الأمين لحناً فرنسي الرنين لحناً كأيامي حزين وبدأت أكتشف اليقين وعرفت أنك للسوى تتجملين وله ترشين العطور وتقلعين وترتدين ولمحت طوق الياسمين في الأرض .. مكتوم الأنين كالجثة البيضاء تدفعه جموع الراقصين ويهم فارسك الجميل بأخذه فتمانعين وتقهقهين لاشيء يستدعي انحناْك ذاك طوق الياسمين
=====================
ساعة الصفر
أنت لا تحتملين!! كل أطوارك فوضى كل أفكارك طين.. صوتك المبحوح و حشي , غريزي الرنين خنجر يأكل من لحمي , فهلا تسكتين يا صداعاً عاش في رأسي سنيناً و سنين يا صداعي كيف لم أقتلك من خمس سنين؟ إننا في ساعة الصفر.. فما تقترحين؟ أصبحت أعصابنا فحماً فما تقترحين؟ علب التبغ رميناها و أحرقنا السفين.. و قتلنا الحب في أعماقنا وهو جنين.. سبع ساعاتٍ.. تكلمت عن الحب الذي لا تعرفين و أنا أمضغ أحزاني كعصفورٍ حزين سبع ساعات .. كسنجاب لئيم .. تكذبين وأنا أصغي إلى الصوت الذي أدمنته خمس سنين .. ألعن الصوت الذي أدمنته خمس سنين.. معطفي هاتيه .. ماتنتظرين؟ فمع الأمطار و الفجر الحزين أنتهي منك و مني تنتهين إنني أتركك الآن .. لزيف الزائفين ونفاق المعجبين.. فاجعلي من بيتك الحالم مأوى التافهين و اخطري جاريةً بين كؤوس الشاربين كيف أبقى ؟ عابراً بين ألوف العابرين؟ كيف أرضى ؟ أن تكوني في ذراعي.. و ذراع الآخرين .. كيف يا مُلكي و مُلك الآخرين كيف لم أقتلك من خمس سنين؟ أبعدي الوجه الذي أكرهه.. أنت عندي..في عداد الميتين =================== | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:20 am | | والتكملة حب 1993
أجرك إلى بحري،كسمكه قزحية الالوان..وأعرف أنك تخافين ملامسة الماء والسباحة باتجاه المجهول أرفع نهدك عند الفجر،شراعا من الفضة..وأكتشف أمريكا..قبل كريستوف كولومبوس وأدخل الأندلس قبل عبدالرحمن الداخل أدربك على أن تحبيني..وأنا أعرف أنني أشعل النار في غلاف الكرة الارضية أنفخ على حلمتيك الخائفتين..فتتحولا إلى راقصتي باليه..وأرش شفتك السفلى بالشعر. فتحمل كشجرة كرز أجرك معي من هاوية العشق ،إلى هاوية الشعر..إلى هاوية الهاوية وأعجنك بقلقي وتطرفي وجنوني وقصائدي السيئة السمعة أجرك من تاريخك الذي لا تاريخ له..ومن جسدك الذي فقد ذاكرته.. وأصنع لك وسادة من أعشاب البحر..وقهوة إيطاليه طيبة..وأقرأ لك طوال الليل شيئا من شعر سافو..وشيئا من نشيد الإنشاد أجرك مئة سنة،ألف سنة،مليون سنة..من بيروت إلى سنغافورة..ومن الإسكندرية إلى ساحل العاج..ومن قرطاج إلى هونكونغ..ومن أرواد إلى هونولولو وأتشبث بشعرك الطويل ،خصلة خصلة..بوصه بوصه..مخافة أن تنزلقي من بين أصابعي، وتقعي في أيدي القراصنة........ ألغي أسماءك الأولى،وأعطيك إسم الوردة..ألغي موسيقى الشعر،وأعزف على الزغب الطفولي ،الذي يطرز براريك..فيتحول إلى أسلاك من الذهب...... في الصيف أجرك،وفي الشتاء أجرك ، وفي الصحو أجرك ،وفي العاصفة أجرك ، حتى تدمي يدي..ويحرق ملح البحر جبيني........ أشدك إلى صدري كلؤلؤة نادره،وأبحر بك: من جزر الكناري إلى جزر القمر.. ومن شموس ماربيا إلى ياسمين الشام.ومن بحر الصين إلى بحر دموعي.... ومن سواحل المرجان إلى سواحل الأحزان..وأتجنب الدخول إلى سوق اللؤلؤ.. حتى لا يسرقك التجار من حقيبة يدي........ أشيلك يوما على كتفي ويوما على كتف كلماتي ، ويوما على كتف الفضيحة.. وأدخل معك المقاهي التي لا يعرفها أحد وأعطيك عناويني السريه..التي لم أعطها لاحد وأرسم نهديك بالزيت ووالأكواريل ، كما لم يرسمهما أحد......... ضد حركت التاريخ أجرك..وضد قوانين الحب العربيةأجرك..وضد مؤسسات تعليب النساء أجرك..وضد المعلقات العشر،وألفية بن مالك،وتغريبة بني هلال..أجرك وضد سلاطين آل عثمان،وضد النراجيل والمسابح،وسماورات الشاي،والحمامات التركية،والحرملك،والسلاملك،ومناديل ليلة(الدخلة)الحمراء........ أيتها السمكة المغسوله،بألوان قوس قزح..والمنقطه بالذهب والفضه..إسبحي حيث تشائين،في ماء عيوني..أوفي دم قصائدي،في شبكتي العصبية،أوفي دورتي الدموية ولكن إياك أن تبتعدي عن شواطيء صدري..حتى لا تضيعي مني..بين حوريات البحر. أيتها السمكة التي تكشف كل نهار ،أبعاد جسدها،وأبعاد أنوثتها،وتتعرف على حقول حنطتها،وأشجار فاكهتها، وأعشاش عصافيرها،وموسيقىجداولها الربيعية.. لا تعودي إلى البر أبداياحبيبتي..فالساعة في الوطن العربي ،واقفة منذ القرن الاول... ياأميرة الأ سماك ,أميرة النساءالمصنوعات من توركواز البحر..وأميرة الأنوثة التي لا ضفاف لها.. قرري في مطلع السنه الجديدة ماذا تريدين أن تكوني سمكه متوحشة؟ أم حمامة أليفة؟ أم قطة سيامية؟ أم غابة إفريقية؟ أم فرسا تصهل في براري الحرية؟ إن كل خياراتك مقبولة عندي..ولكنني أفضل أن تكوني، عاصفة على شكل امرأه......... أيتها المرأه السمكة : يالتي تزوجتني..على سنة البحر وموجه وزبده ،وتركت بيوضها على شواطيء دمي وفي رحم قصائدي...أحبك أحبك أحبك
===========================
أحمر الشفاه
كم وشوش الحقيبة السوداء .. عن جواه وكم روى .. للمشط والمرآة .. ما رآه.. على فم ٍ.. أغنى من اللوزة فلقتاه يرضع حرف مخمل تقبيله صلاه دهانه نارٌ و ما تحرقت يداه ليس يخاف الجمر.. من طعامه الشفاه إن نهضت لزينةٍ تفتحت مُناه وارتفَّ .. والتف .. على ياقوتةٍ وتاه.. يمسحها .. فللوعود الهجع ِانتباه سكران .. بين إصبعين جدولى مياه.. يغزلُ نصف مغرب ٍ كأنه إله حيث جرت ريشته فالرزق والرفاه يهرقُ في دائرةٍ مضيئة ٍدماه مداه قوس لازورد ليت لي مداه يرش رشة ًهنا حمراء .. من دماه و يوقد الشموع .. حيث غلغلت خطاه إذا أتم دورة ً قال العقيق : آه أنت شفيعي عندها يا أحمر الشفاه
======================
أكبر من كل الكلمات
سيدتي عندي في الدفتر ترقص آلاف الكلمات واحدة ٌفي ثوب ٍأصفر واحدة ٌفي ثوب ٍأحمر يحرق أطراف الصفحات أنا لست وحيداً في الدنيا عائلتي .. حزمة أبيات أنا شاعر حب ٍجوالٌ تعرفه كل الشرفات تعرفه كل الحلوات عندي للحب تعابير ٌ ما مرت في بال دواة الشمس فتحت نوافذها وتركت هنالك مرساتي و قطعت بحاراً .. وبحاراً أنبش أعماق الموجات أبحث في جوف الصدفات عن حرف كالقمر الأخضر أهديه لعيني مولاتي
سيدتي! في هذا الدفتر تجدين ألوف الكلمات الأبيض منها .. والأحمر الأزرق منها.. والأصفر لكنك .. ياقمري الأخضر أحلى من كل الكلمات أكبر من كل الكلمات =========================== نهر الأحزان
عيناك كنهري أحزان نهري موسيقى حملاني لوراء وراء الأزمان نهري موسيقى قد ضاعا سيدتي ثم أضاعاني الدمع الأسود فوقهما يتساقط أنغام بيان عيناك وتبغي وكحولي والقدح العاشر أعماني وأنا في المقعد محترق نيراني تأكل نيراني أ أقول أحبك يا قمري آه لو كان بإمكاني فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني سفني في المرفأ باكية تتمزق فوق الخلجان ومصيري الأصفر حطمني حطم في صدري إيماني أ أسافر دونك ليلكتي يا ظل الله بأجفاني يا صيفي الأخضر يا شمسي يا أجمل أجمل ألواني هل أرحل عنك وقصتنا أحلى من عودة نيسان أحلى من زهرة غاردينيا في عتمة شعر أسباني يا حبي الأوحد لا تبكي فدموعك تحفر وجداني إني لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني أ أقول أحبك ياقمري آه لو كان بإمكاني فأنا إنسان مفقود لا أعرف في الأرض مكاني ضيعني دربي ضيعني اسمي ضيعني عنواني تاريخي ! مالي تاريخ إني نسيان النسيان إني مرساة لا ترسو جرح بملامح إنسان ماذا أعطيك ؟ أجيبيني قلقي ؟ إلحادي ؟ غثياني ماذا أعطيك سوى قدر يرقص في كف الشيطان أنا ألف أحبك فابتعدي عني عن ناري ودخاني فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني
========================
التفكير بالأصابع
ماذا يهمك أن أكون ؟ حجر ٌ.. كتابٌ.. غيمةٌ.. ماذا يهمك من أكون ؟ خليك في وهمي الجميل.. فسوف يقتلك اليقين.. ماذا يهمك من أنا ؟ مادمت أحرث كالحصان على السرير الواسع.. مادمت أزرع تحت جلدك ألف طفل رائع.. مادمت أسكب في خليجك.. رغوتي و زوابعي.. ما شأن أفكاري ؟ دعيها جانباً.. إني أفكر عادةً بأصابعي
----------------------
بعد العاصفة
أتحبني بعد الذي كانا ؟ إني أحبك رغم ماكانا ماضيك لا أنوي إثارته حسبي بأنك هاهنا الآنا تتبسمين وتمسكين يدي فيعود شكي فيك إيمانا عن أمس لا تتكلمي أبداً وتألقي شعراً وأجفانا أخطاؤك الصغرى أمر بها وأحول الأشواك ريحانا لولا المحبة في جوانحه ما أصبح الإنسان إنسانا عام مضى وبقيت غالية لاهنت أنت ولا الهوى هانا إني أحبك كيف يمكنني ؟ أن أشعل التاريخ نيرانا وبه معابدنا جرائدنا أقداح قهوتنا زوايانا طفلين كنا في تصرفنا وغرورنا وضلال دعوانا كلماتنا الرعناء مضحكة ما كان أغباها وأغبانا فلكم ذهبت وأنت غاضبة ولكم قسوت عليك أحيانا ولربما انقطعت رسائلنا ولربما انقطعت هدايانا مهما غلونا في عداوتنا فالحب أكبر من خطايانا عيناك نيسانان كيف أنا أغتال في عينيك نيسانا ؟ قدر علينا أن نكون معاً يا حلوتي رغم الذي كانا إن الحديقة لا خيار لها إن أطلعت ورقاً وأغصانا هذا الهوى ضوء بداخلنا ورفيقنا ورفيق نجوانا طفل نداريه ونعبده مهما بكى معنا وأبكانا أحزاننا منه ونسأله لو زادنا دمعاً وأحزانا هاتي يديك فأنت زنبقتي وحبيبتي رغم الذي كانــــــــا
====================
الحسناء و الدفتر
قالت: أ تسمح أن تزين دفتري بعبارةٍ أو بيت شعرٍ واحد.. بيت ٍأخبئه بليل ضفائري و أريحه كالطفل فوق و سائدي قل ما تشاء فإن شعرك شاعري أغلى و أروع من جميع قلائدي
ذات المفكرة الصغيرة.. أعذري ما عاد ماردك القديم بمارد من أين؟ أحلى القارئات أتيتني أنا لست أكثر من سراج خامد.. أشعاري الأولى .. أنا أحرقتها ورميت كل مزاهري وموائدي أنت الربيع .. بدفئه و شموسه ماذا سأصنع بالربيع العائد؟ لا تبحثي عني خلال كتابتي شتان ما بيني وبين قصائدي أنا أهدم الدنيا ببيتٍ شاردٍ و أعمر الدنيا ببيتٍ شارد بيدي صنعت جمال كل جميلةٍ و أثرت نخوة كل نهدٍ ناهد أشعلت في حطب النجوم حرائقاً وأنا أمامك كالجدار البارد كتبي التي أحببتها و قرأتها ليست سوى ورقٍ.. وحبرٍ جامد لا تُخدعي ببروقها ورعودها فالنار ميتةٌ بجوف مواقدي سيفي أنا خشبٌ ..فلا تتعجبي إن لم يضمك , يا جميلة , ساعدي إني أحارب بالحروف و بالرؤى ومن الدخان صنعت كل مشاهدي شيدت للحب الأنيق معابداً وسقطت مقتولاً.. أمام معابدي قزحية العينين .. تلك حقيقتي هل بعد هذا تقرأين قصائدي؟ --====================
الكبريت والأصابع
أخذ الكبريت..و أشعل لي و مضى كالصيف المرتحل وجمدتُ بأرضي, وابتدأت تأكلني النار على مهل من هذا الفارس ؟ طار له في صدري زوجٌ من خجل لم أعرف منه سوى يده قالت عيناه و لم يقل رجلٌ يمنحني شُعلته ما أطيب رائحة الرجل يده تتحدث دون فمٍٍ كحوار الشمع المشتعل وعروق ٌزرق ٌنافرة ٌ ضيعها الليل فلم تصل راقبت نحول أصابعه و درست تعابير يديه و أحطت بأشواقي ظفراً آثار التدخين عليه و عبدت بقية إرهاقٍٍ تحتل جوانب عينيه و التعب الأزرق تحتهما وهطول الثلج بصدغيه ووقفت أمام رجولته كصغير ٍضيع أبويه كالأرنب .. ما..ماأصغرني يا ربي بين ذراعيه أتعلق فيه .. وأتبعه وأغوص بريش جناحيه أأحب يداً .. لا أعرفها ماذا يربطني بيديه؟ | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:21 am | | النقاط على الحروف
لا تكوني عصبية لن تثيريني بتلك الكلمات البربرية ناقشيني بهدوء وروية من بنا كان غبياً ؟ يا غبية إنزعي عنك الثياب المسرحية وأجيبي من بنا كان الجبانا ؟ من هو المسئول عن موت هوانا ؟ من بنا قد باع للثاني .. القصور الورقية ؟ من هو القاتل فينا و الضحية ؟ من ترى أصبح منا بهلوانا ً؟ بين يوم و عشيه ؟ امسحي دمع ******************************** وكوني منطقية أزمة الشك التي تجتازها ليس تنهيها الحلول العاطفية أنت نافقت كثيراً وتجبرت كثيراً ووضعت النار في كل الجسور الذهبية أنت منذ البدء ، يا سيدتي لم تعيشي الحب يوماً .. كقضيه دائماً كنت على هامشه نقطة حائرة في أبجدية قشة تطفو .. على وجه المياه الساحلية كائناً .. من غير تاريخ .. ومن غير هوية
لا تكوني عصبيه كل ما أرغب أن أسأله من بنا كان غبياً يا غبية ؟.
=======================
القبلة الأولى
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي و عطرها لم يزل يجري على شفتي كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها و لا يزال شذاها ملءَ صومعتي إذ كان شعرك في كفي زوبعة ً وكان ثغرك أحطابي .. وموقدتي قولي أأفرغتِ في ثغري الجحيم وهل من الهوى أن تكوني أنت محرقتي لما تصالب ثغرانا بدافئة لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ٌ حمراءُ .. إنك قد حببت معصيتي و يزعم الناس أن الثغر ملعبها فما لها التهمت عظمي و أوردتي؟ يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوردتي و يا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة ٍ يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي ذهبت أنتِ لغيري .. وهي باقية ٌ نبعاً من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت تركتني جائع الأعصاب .. منفرداً أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي
======================
أسألك الرحيل
لنفترق قليلاً لخير هذا الحب ، يا حبيبي وخيرنا لنفترق قليلاً لأنني أريد أن تزيد في محبتي أريد أن تكرهني قليلاً بحق ما لدينا من ذكر غالية كانت على كلينا بحق حب رائع مازال منقوشاً على فمينا مازال محفوراً على يدينا بحق ما كتبته إلي من رسائل ووجهك المزوع مثل وردة في داخلي وحبك الباقي على شعري .. على أناملي بحق ذكرياتنا وحزننا الجميل و ابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا أكبر من شفاهنا بحق أحلى قصة للحب في حياتنا أسألك الرحيلا لنفترق أحبابا فالطير كل موسم تفارق الهضابا والشمس يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا كن في حياتي الشك والعذابا كن مرة أسطورة كن مرة سرابا من أجل حب رائع يسكن منا القلب والأهداب وكي أكون دائماً جميلة وكي تكون أكثر اقترابا أسألك الذهابا لنفترق ونحن عاشقان لنفترق برغم كل الحب و الحنان فمن خلال الدمع يا حبيبي أريد أن تراني ومن خلال النار والدخان أريد أن تراني لنحترق.. لنبك يا حبيبي فقد نسينا نعمة البكاء من زمان لنفترق كي لا يصير حبنا اعتياد وشوقنا رمادا وتذبل الأزهار في الأواني كن مطمئن النفس يا صغيري فلم يزل حبك ملء العين والضمير ولم أزل مأخوذة بحبك الكبير ولم أزل أحلم أن تكون لي يا فارسي أنت .. ويا أميري لكنني ..لكنني أخاف من عاطفتي أخاف من شعوري أخاف أن نسأم من أشواقنا أخاف من وصالنا أخاف من عناقنا فباسم حب رائع أزهر كالربيع في أعماقنا أضاء مثل الشمس في أحداقنا وباسم أحلى قصة للحب في زماننا أسألك الرحيلا حتى يظل حبنا جميلا حتى يكون عمره طويلا أسألك الرحيلا ====================== المجد للضفائر الطويلة
وكان في بغداد يا حبيبتي ، في سالف الزمان خليفة له ابنة جميلة عيونها طيران أخضران وشعرها قصيدة طويلة سعى لها الملوك و القياصرة وقدموا مهراً لها قوافل العبيد والذهب وقدموا تيجانهم على صحف من ذهب ومن بلاد الهند جاءها أمير ومن بلاد الصين جاءها الحرير لكنما الأميرة الجميلة لم تقبل الملوك والقصور والجواهر كانت تحب شاعراً يلقي على شرفتها كل مساء وردة جميلة وكلمة جميلة تقول شهرزاد: وانتقم الخليفة السفاح من ضفائر الأميرة فقصها ضفيرة .. ضفيرة وأعلنت بغداد - يا حبيبتي - الحداد عامين أعلنت بغداد - يا حبيبتي - الحداد حزناً على السنابل الصفراء كالذهب وجاعت البلاد فلم تعد تهتز في البيادر سنبلة واحدة أو حبة من العنب وأعلن الخليفة الحقود هذا الذي أفكاره من الخشب وقلبه من الخشب عن ألف دينار لمن يأتي برأس الشاعر وأطلق الجنود ليحرقوا جميع ما في القصر من ورود وكل ما في مدن العراق من ضفائر سيمسح الزمان ، يا حبيبتي خليفة الزمان وتنتهي حياته كأي بهلوان فالمجد .. يا أميرتي الجميلة يا من بعينيها ، غفا طيران أخضران يظل للضفائر الطويلة والكلمة الجميل
====================
أيظن ؟
أيظن أني لعبة بيـــــــــــــــــــديه ؟ أنا لا أفكر في الرجـــــــــــــــــــــــــوع إليه اليوم عاد كأن شيءً لم يكن وبراءة الأطفال في عينيــــــــــــــــــــــــه ليقول لي إني رفيقة دربــــــــــــــه وبأنني الحب الوحيد لديـــــــــــــــــــــه حمل الزهور إلي كيــــــــــــــــف أرده وصباي مرسوم على شــفتيه ما عدت أذكر والحرائق في دمي كيف التجأت أنا إلى زنديــــــــــــــه خبأت رأسي عنده وكأنـــــــني طفل أعادوه إلى أبويــــــــــــــــــــــــه حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به رقصت على قدميه سامحته وسألت عن أخبــــــاره وبكيت ساعات على كتفيــــــــه وبدون أن أدري تركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديـــــــــــــــــه ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه كم قلت إني غير عائدة لــــــــــــــــــه ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه
==================== | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:21 am | | القصيدة البحرية
في مرفأ عينيك الأزرق أمطار من ضوء مسموع وشموس دائخة وقلوع ترسم رحلتها للمطلق في مرفأ عينيك الأزرق شباك بحري مفتوح وطيور في الأبعاد تلوح تبحث عن جزر لم تخلق في مرفأ عينيك الأزرق يتساقط ثلج في تموز ومراكب حبلى بالفيروز أغرقت الدنيا ولم تغرق في مرفأ عينيك الأزرق أركض كالطفل على الصخر أستنشق رائحة البحر وأعود كعصفور مرهق في مرفأ عينيك الأزرق أحلم بالبحر وبالإبحار وأصيد ملايين الأقمار وعقود اللؤلؤ والزنبق في مرفأ عينيك الأزرق تتكلم في الليل الأحجار في دفتر عينيك المغلق من خبأ آلاف الأشعار ؟ لو أني لو أني بحار لو أحد يمنحني زورق أرسيت قلوعي كل مساء في مرفأ عينيك الأزرق
===================
بريدها الذي لا يأتي
تلك الخطابات الكسولة بيننا خير لها .. خير لها .. أن تقطعا إن كانت الكلمات عندك سخرة لا تكتبي . فالحب ليس تبرعاً أنا أرفض الإحسان من يد خالقي قد يأخذ الإحسان شكلاً مفجعاً إني لأقرأ ما كتبت فلا أرى إلا البرودة ... والصقيع المفزعا عفوية كوني .. وإلا فاسكتي فلقد مللت حديثك المتميعا حجرية الإحساس .. لن تتغيري إني أخاطب ميتاً لن يسمعا ما أسخف الأعذار تبتدعينها لو كان يمكنني بها أن أقنعا سنة مضت . وأنا وراء ستائري أستنظر الصيف الذي لن يرجعا كل الذي عندي رسائل أربع بقيت - كما جاءت - رسائل أربعاً هذا بريد أم فتات عواطف إني خدعت .. ولن أعود فأخدعا يا أكسل امرأة .. تخط رسالة يا أيها الوهم الذي ما أشبعا أنا من هواك .. ومن بريدك متعب وأريد أن أنسى عذابكما معا لا تتعبي يدك الرقيقة إنني أخشى على البلور أن يتوجع إني أريحك من عناء رسائل كانت نفاقاً كلها .. وتصنعاً الحرف في قلبي نزيف دائم والحرف عندك .. ما تعدى الإصبعا ================= لا تحبيني
هذا الهوى .. ماعاد يغريني ! فلتستريحي.. ولتريحيني إن كان حبك .. في تقلبه ما قد رأيت .. فلا تحبيني حبي .. هو الدنيا بأجمعها أما هواك فليس يعنيني أحزاني الصغرى .. تعانقني و تزورني .. إن لم تزوريني ما همني .. ما تشعرين به إن افتكاري فيك يكفيني فالحب وهم في خواطرنا كالعطر , في بال البساتين عيناك .. من حزني خلقتهما ما أنت ؟ ما عيناك ؟ من دوني فمك الصغير.. أدرته بيدي و زرعته أزهار ليمون حتى جمالك ليس يذهلني إن غاب من حين إلى حين فالشوق يفتح ألف نافذةٍ خضراء.. عن عينيك تغنيني لا فرق عندي يا معذبتي أحببتني , أم لم تحبيني أنت استريحي .. من هواي أنا لكن سألتك .. لا تريحيني
=================
لوليتا
صار عمري خمس عشرة صرت أحلى ألف مرة صار حبي لك أكبر ألف مرة.. ربما من سنتين لم تكن تهتم في و جهي المدور كان حسني بين بين و فساتيني تغطي الركبتين كنت اّتيك بثوبي المدرسي و شريطي القرمزي كان يكفيني بأن تهدي إلي دمية.. قطعة سكر لم أكن أطلب أكثر و تطور.. بعد هذا كل شيء لم أعد أقنع في قطعة سكر ودمى تطرحها بين يدي صارت اللعبة أخطر ألف مرة.. صرت أنت اللعبة الكبرى لدي صرت أحلى لعبة بين يدي صار عمري خمس عشرة
صار عمري خمس عشرة كل ما في داخلي غنى و أزهر كل شيء صار أخضر شفتي خوخ وياقوت مكسر و بصدري ضحكت قبة مرمر وينابيع و شمس و صنوبر صارت المراّة لو تلمس نهدي تتخدر و الذي كان سوياً قبل عامين تدور فتصور طفلة الأمس التي على بابك تلعب والتي كانت على حضنك تغفو حين تتعب أصبحت قطعة جوهر لا تقدر
صار عمري خمس عشرة صرت أجمل وستدعوني إلى الرقص و أقبل سوف ألتف بشال قصبي و سأبدو كالأميرات ببهو عربي أنت بعد اليوم لن تخجل في فلقد أصبحت أطول آه كم صليت كي أ صبح أطول إصبعاً أو إصبعين آه كم حاولت أن أظهر أكبر سنةً أو سنتين آه كم ثرت على و جهي المدور وذؤاباتي و ثوبي المدرسي وعلى الحب بشكل أبوي لا تعاملني بشكل أ بوي فلقد أصبح عمري خمس عشرة
====================
يوميات رجل مهزوم
لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق لم يحدث .. لم يحدث أبداً أني سافرت مع امرأة .. لبلاد الشوق وضربت شواطئ نهديها كالرعد الغاضب أو كالبرق فأنا في الماضي لم أعشق بل كنت أمثل دور العشق لم يحدث أبداً أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق لم أعرف قبلك واحدة غلبتني ..أخذت أسلحتي هزمتني.. داخل مملكتي نزعت عن وجهي أقنعتي لم يحدث أبداً سيدتي أن ذقت النار.. وذقت الحرق كوني واثقة سيدتي سيحبك الآف غيري وستستلمين بريد الشوق لكنك .. لن تجدي بعدي رجلاً يهواك بهذا الصدق لن تجدي أبداً لا في الغرب..و لا في الشرق
__________________ لن تطفيء مجدي
ثرثرت جداً فاتركينـــــــــي شيء يمزق لي جبينـــــي أنا في الجحيم وأنت لا تدرين ماذا يعترينــــــي لن تفهمي معنى العـــــــــــذاب بريشتي لن تفهمينــــــي عمياء أنت ألم تري قلبي تجمع في عيونـــي لأخاف تأكلك الحـروف بجبهتي فتجنبينـــــــي مات الحنين أتسمعيــــن ومت أنت مع الحنيــــــن لا تسأليني كيف قصـتنا إنتهت لا تسألينـــــي هي قصة الأعصاب والأفيون والدم والجــــــــنون مرت فلا تتذكـــــــري وجهي ولا تتذكرينــــي إن تنكريها فأقـــــــــــرأي تاريخ سخفك في غضونـــي أمريضة الأفكار يأبـــى الليل أن تستضعفينــــي لن تطفىء مجدي علــــــــــى قدح وضمة ياسميـــــن إن كان حبك أن أعيش على هرائك فأكرهينــــي حاولت حرقي فإحترقـــــــــت بنار نفسك فأعذرينــــي لا تطلبي دمعي أنــــــا رجل يعيش بلا جفــــون مزقت أجمل ماكتبــــــــــت وغرت حتى من ظنونـــــي وكسرت لوحاتي وأضرمـت الحرائق في سكونــــــي وكرهتني وكرهت فنــــــــاً كنت أطعمه عيونـــــــي ورأيتني أهب النجــــــــوم محبتي فوقفت دونـــــي حاولت أن أعطيك مـــــــن نفسي ومن نور اليقيـــــن فسخرت من جهدي ومـن ضربات مطرقتي الحنـون وبقيت رغم أناملـــــــــــي طيناً تراكم فوق طيــــــن لا كنت شيئاً في حســـاب الذكـــــريات ولن تكوني شفتي سأتبرها ولـــــــــن أمشي إليك على جبينـــي
=================
مشبوهة الشفتين
مشبوهة الشفتين لا تتنسكي لن يستريح الموعد المكبوتُ و غريزة الكبريت في طغيانها ماذا؟ أيكظم ما به الكبريتُ؟ شفتان معصيتان أصفح عنهما ما دام يرشح منهما الياقوتُ إن الشفاه الصابرات أحبها ينهار فوق عقيقها الجبروتُ كرز الحديقة عندنا متفتح ٌ قبلته في جرحه و نسيتُ شفتان للتدمير , يالي منهما بهما سعدت , وألف ألف شقيتُ شفتان مقبرتان , شقهما الهوى في كل شطر ٍأحمر ٍتابوتُ شفة ٌكآبار النبيذ مليئة ٌ كم مرة ٍأفنيتها و فنيتُ الفلقة العليا دعاءٌ سافرٌ والدفء في السفلى فأين أموتُ؟
-----------------------------
أبي
أماتَ أبوكَ ؟ ضلالٌ . أنا لا يموتُ أبي ففي البيتِ منهُ روائحُ ربٍّ .. وذِكرى نبي هُنا ركنُهُ .. تلكَ أشياؤهُ تَفَتَّقُ عن ألفِ غُصنٍ صبي جريدتُهُ . تَبغُهُ . مُتَّكاهُ كأنَّ أبي ـ بعدُ ـ لم يذهَبِ .. وصحنُ الرّمـادِ ... وفنجانُـهُ على حالهِ .. بعـدُ لم يُشـرَبِ ونظّارتاهُ ... أيسـلو الزجـاجُ عيوناً أشـفَّ مـنَ المغـربِ بقاياهُ، في الحُجُراتِ الفِسـاحِ بقايـا النسـورِ على الملعـبِ أجولُ الزوايا عليـه ، فحيـثُ أمُـرُّ .. أمُـرُّ علـى مُعْشِـبِ أشـدُّ يـديـهِ .. أميـلُ عليـهِ أصلّـي على صـدرهِ المُتعَـبِ أبي ... لم يزلْ بينَنا ، والحديث حديثُ الكؤوسِ على المَشـرَبِ يسـامرُنا . فالدوالي الحُبالـى تَوالَـدُ مِـن ثغـرِهِ الطيّـبِ .. أبـي خَبَـراً كـانَ من جنّـةٍ ومعنى من الأرحبِ الأرحبِ .. وَعَيْنا أبـي .. ملجـأٌ للنجـومِ فهلْ يذكرُ الشـرقُ عينَيْ أبي ؟ بذاكـرةِ الصّيـفِ من والـدي كـرومٌ ، وذاكـرةُ الكوكـبِ .. أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيـبٍ وراءكَ يمشـي ، فلا تتعـبِ .. على اسمكِ نمضي ، فمن طيّبٍ شـهيِّ المجانـي ، إلى أطيَبِ حملتُكَ في صحوِ عينيَّ .. حتّى تهيّـأَ للـنـاسِ أنّـي أبـي .. أشيلُكَ حتّـى بنبـرةِ صوتي فكيفَ ذهبتَ .. ولا زلتَ بي؟ إذا فُلَّـةُ الـدارِ أعطـتْ لَدَينا ففي البيـتِ ألفُ فـمٍ مُذهَـبِ فَـتَحـْنـا لتَـمّـوزَ أبوابَنـا ففي الصيفِ لا بُـدَّ يأتي أبي
===================
رسالة إلى رجل ما
يا سيّدي العزيزْ .. هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ .. هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟ إسمي أنا ؟ دَعْنا منَ الأسماءْ رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ
يا سيّدي ! أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ .. كي يخاطبَ النساءْ .. ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..
لا تنتَقِدْني سيّدي .. إنْ كانَ خَطّي سيّئاً .. فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ يا سيّدي ! عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي يذبحُني .. إذا رأى خِطابي يقطعُ رأسي .. لو رأى الشفّافَ من ثيابي .. يقطعُ رأسي .. لو أنا عبَّرْتُ عن عذابي .. فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ .. وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ يبايعُ الرجالَ أنبياءً ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ .. رسالة إلى رجل ما
يا سيّدي العزيزْ .. هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ .. هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟ إسمي أنا ؟ دَعْنا منَ الأسماءْ رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ
يا سيّدي ! أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ .. كي يخاطبَ النساءْ .. ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..
لا تنتَقِدْني سيّدي .. إنْ كانَ خَطّي سيّئاً .. فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ يا سيّدي ! عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي يذبحُني .. إذا رأى خِطابي يقطعُ رأسي .. لو رأى الشفّافَ من ثيابي .. يقطعُ رأسي .. لو أنا عبَّرْتُ عن عذابي .. فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ .. وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ يبايعُ الرجالَ أنبياءً ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ
---------------------------
أطفال الحجارة
بهروا الدنيا.. وما في يدهم إلا الحجاره.. وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا.. وبقينا دبباً قطبيةً صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره.. قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا.. وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة.. واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً.. وزواجاً رابعاً.. ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة.. واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح.. واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره.. واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة.. آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ.. ويا جيلَ العمولات.. ويا جيلَ النفاياتِ ويا جيلَ الدعارة.. سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ- أطفالُ الحجاره.. --------------------------- جسمك خارطتي
زيديني عِشقاً.. زيديني يا أحلى نوباتِ جُنوني يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ.. زيديني غرقاً يا سيِّدتي إن البحرَ يناديني زيديني موتاً.. علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني.. جسمكِ خارطتي.. ما عادت خارطةُ العالمِ تعنيني.. أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ وجُرحي نقشٌ فرعوني وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ من بيروتَ.. إلى الصِّينِ وجعي قافلةٌ.. أرسلها خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ في القرنِ السَّابعِ للميلاد وضاعت في فم تَنّين عصفورةَ قلبي، نيساني يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار.. ونكهةَ شكي، ويقيني أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُمّيني أشعرُ بالبردِ.. فغطّيني إحكي لي قصصاً للأطفال وظلّي قربي.. غنِّيني.. فأنا من بدءِ التكوينِ أبحثُ عن وطنٍ لجبيني.. عن حُبِّ امرأة.. يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني لحدودِ الشمسِ.. نوَّارةَ عُمري، مَروحتي قنديلي، بوحَ بساتيني مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ.. وضعيني مشطاً عاجياً في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ بقيت في دفترِ تشرينِ زيديني عشقاً زيديني يا أحلى نوباتِ جنوني من أجلكِ أعتقتُ نسائي وتركتُ التاريخَ ورائي وشطبتُ شهادةَ ميلادي وقطعتُ جميعَ شراييني
====================
بغداد
مُـدّي بسـاطيَ وامـلأي أكوابي وانسي العِتابَ فقد نسَـيتُ عتابي عيناكِ، يا بغـدادُ ، منـذُ طفولَتي شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي لا تُنكري وجـهي ، فأنتَ حَبيبَتي وورودُ مائدَتي وكـأسُ شـرابي بغدادُ.. جئتُـكِ كالسّـفينةِ مُتعَـباً أخـفي جِراحاتي وراءَ ثيـابي ورميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرَتي وتلاقـتِ الشّـفَتانُ بعدَ غـيابِ أنا ذلكَ البَحّـارُ يُنفـِقُ عمـرَهُ في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ
بغدادُ .. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ وعلى ضفائـرِ زينـبٍ وربابِ وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّـهُ والفجـرُ عرسُ مآذنٍ وقِبـابِ حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ ترتاحُ بينَ النخـلِ والأعـنابِ
حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني وأشـمُّ في هذا التّـرابِ ترابي لم أغتـربْ أبداً ... فكلُّ سَحابةٍ بيضاءُ ، فيها كبرياءُ سَـحابي
إن النّجـومَ السّـاكناتِ هضابَكمْ ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابي
بغدادُ.. عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ لكنَّ حُسـنَكِ لم يكنْ بحسـابي ماذا سـأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي فهـواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ
يغتالُني شِـعري، فكلُّ قصـيدةٍ تمتصُّني ، تمتصُّ زيتَ شَبابي الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي وينامُ في لَحمي وفي أعصـابي
بغدادُ.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى يا مخزنَ الأضـواءِ والأطيابِ
لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يـدي فالشّوقُ أكبرُ من يـدي ورَبابي
قبلَ اللقاءِ الحلـوِ كُنـتِ حبيبَتي وحبيبَتي تَبقيـنَ بعـدَ ذهـابي
بغداد في 8 آذار 1962
-----------------------=
مائيات
بعينيك يبدأ تاريخ نهر الفرات، ويبدأ حزني الجميل الذي يتكلم سبع لغات.. ويبدأ عشقي العظيم الذي يتسلق جدران نهديك مثل النبات ..ويبدأ عصر من الشعر، تأخذ فيه القصيدة شكل الصلاة، وتطلع منك بساتين نخل، وتطلع منك نوافير ماء، ويطلع منك النبيذ، وقمح وقطن ومانغو..وتطلع من تحت سرتك المعجزات......... بعينيك تفتح ليلا، على اااا كل جسور الفرات..وتأتي قلوع,وتمضي قلوع وبالضوء تغتسل الكائنات..أحبك حتى التناثر..ياامرأه..لا تحيط بكل تفاصيلها المفردات...أحبك قبل الأنوثة، بعد الأنوثة، شرق الأنوثة، غرب الأنوثة.. ياامرأه لا أراها ولكنها في جميع الجهات..فلا تخذليني إذا ماطلبت اللجوء إليك.. أنا سمك، يتخبط في كحلك العربي، ويبحث عن فرصة للحياة....... أنا جالس تحت أوراق صفصافتين، أرقب كيف تمر الحضارات من تحت أهدابك المسبلات..أحبك ياامرأه لا تسمى، كأنك فوق التشابيه والتسميات..أنا قاب نهدين منك ، فأهلا بياقوتة العمر، أهلا بعصفورة البحر، أهلا بسيدة السيدات.. سلام على ورد قفطانك المغربي، على الخط، والوشي، والنمنمات..سلام على اللازورد،علىالنهوند، على ناي خصرك إذ تبدأ الدوزنات ..دعيني أنام على كتفيك قليلا، فإني أحس بأنك أمي وأنك منفى العصافير والكلمات...... سلام على دهشة البرق،وهو يسافر بين السواد وبين السواد..سلام على ألف طفل، سيأتون منك، ويأتون مني..ياامرأه هي كل انتمائي وكل الخرائط كل البلاد؛ لأشهد أنك آخر بيت من الشعر يروى،وآخرمروحةمن حرير،وآخر طفل بعائلة الياسمين..وأشهد أنك تختزلين،طبائع كل الطيور، وأسماء كل الزهور وتاريخ كل النساء.... بعينيك يلعب طفل جميل، يسمونه في بلادي القمر، أسافر ما بين صوت البيانو وصوت أنوثتك الطاغية، وصوت المطر، وأدخل في غابة من شموع ، فيتبعني حين أمشي الشجر... لك الشكر ياامرأه علمتني جنون الهوى وجنون السفر..لك الشكر باسم الدراويش والفقراء، فمن قمح نهديك، يأكل نصف البشر....... بعينيك تحدث كل الأعاجيب ليلا، فلايعرف المرء ماذا سيحدث عند هبوط المساء. ولا يعرف المرء ماذا تريدين أنت؟؟ وماذا تريد السماء؟؟؟.... بعينيك يبدو التنبؤ صعبا، فقد تشرق الشمس حين تشاء، وقد يهطل الثلج حين يشاء، وقد يصرخ الرعد ،مثل المجانين ، حين يشاء...... بعينيك ليس هناك ثبات لشيء،وليس هناك يقين لشيء،وليس هناك ضمان، لمن يجلسون على نقطة الإستواء........ بعينيك يحدث ألف إنقلاب خلال ثوان، فتمحو الظلال الظلالا، ويمحو الجنوب الشمالا، ويلغي الفضاء الفضاء..بعينيك قد يرسل الله منا وسلوى إلينا، ويظهر في كل يوم لدينا نبي من الأنبياء ----------------------- ماذا أقول له ؟
ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أكرهه أو كنت أهواه ؟ ماذا أقول إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه ؟ وكيف أسمح أن يدنو بمقعده ؟ وأن تنام على خصري ذراعاه ؟ غداً إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه حبيبتي ! هل أنا حقاً حبيبته ؟ وهل أصدق بعد الهجر دعواه ؟ أما انتهت من سنين قصتي معه ؟ ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه ؟ أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكي على كأس كسرناه ؟ رباه .. أشياؤه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه ؟ هنا جريدته في الركن مهملة هنا كتاب معاً .. كنا قرأناه على المقاعد بعض من سجائره وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه مالي أحدق في المرآة .. أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه أ أدعي أنني أصبحت أكرهه؟ وكيف أكره من في الجفن سكناه ؟ وكيف أهرب منه ؟ إنه قدري هل يملك النهر تغييراً لمجراه ؟ أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه الحب في الأرض .. بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها .. لأ خترعناه ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه .. إني ألف أهواه | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:22 am | | إمرأة من دخان
كيف فكرت في الزيارة ؟ قولي بعد أن أطفأت هوانا السنينُ إجمعي شعرك الطويل .. يخيف الليل .. هذا المبعثر المجنون لا تدقي بابي .. وظلي بعمري مستحيلاً ما عانقته الظنون أنت أحلى ممنوعة الطيف , خجلى يتمنى مرورك .. الياسمين لا أريد الوضوح .. كوني وشاحاً من دخان ٍ.. وموعداً لا يحين و لتعيشي تخيلاً في جبيني و لتكوني خرافة ًلا تكون إتركيني أبنيك شعراً .. و صدراً أنت لولاي يا ضعيفة ُ.. طين و دعي لي .. تلوين عينيك إني تتمنى ألوان وهمي العيون.. لا تجيئي لموعدي .. واتركيني في ضلال ٍيبكي عليه اليقين و احرقيني إذا أردت فإني لا أطيق الجمال حين يلين أنا ما دمت في عروقي همساً فإذا كنت واقعاً لا أكون
========================
مهرجة
أتريدين إذ وجدت العشيقا أتريدين أن أكون صديقا؟ و تقولينها بكل غباءٍ بؤبؤاً جامداً .. ووجهاً صفيقا موقفي تعرفينه.. فتواري عن طريقي يامن أضعت الطريقا مضحك ما اقترحت يا بهلواناً يستحق الرثاء لا التصفيقا
أصديق .. وبعد خمس سنينٍ كنت فيها الشذا وكنت الرحيقا ياله منطق النساء أمثلي يقبل الآن أن يكون صديقا؟ إسألي ناهدك عن بصماتي كل نهد ٍأشعلت فيه حريقاً هكذا بين ليلةٍ و ضحاها نتلاقى شقيقةً و شقيقا فكأني لم أملأ الصدر لوزاً وعلى الثغر ما سكبت العقيقا
إطمئني.. فلن أزور نفسي قدر النسر أن يظل طليقا أبداً.. لن أكون قطاً أليفاً تستضيفينه.. و ثوباً عتيقا سيداً كنت في مقاصير حبي ومن الصعب أن أصير رقيقا ======================== رسالة من سيدةٍ حاقدة
لا تدخلي.. وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك وزعمت لي أن الرفاق أتوا إليك أهم الرفاق أتوا إليك؟ أم أن سيدة ًلديك تحتل بعديَ ساعديك؟ وصرخت محتدماً : قفي! و الريح تمضغ معطفي والذل يكسو موقفي لا تعتذر يا نذل لا تتأسفِ.. أنا لست آسفة ًعليك لكن على قلبي الوفي قلبي الذي لم تعرف ِ ماذا ؟ لو أنك يا دني.. أخبرتني أني انتهى أمري لديك.. فجميعُ ما وشوشتني أيام كنت تحبني من أنني.. بيت الفراشة مسكني و غدي انفراط السوسن.. أنكرته أصلاً كما أنكرتني..
لا تعتذر .. فالأثم يحصد حاجبيك وخطوط أحمرها, تصيح بوجنتيك ورباطك المشدوه .. يفضح ما لديك .. ومن لديك يا من وقفت دمي عليك و ذللتني , و نفضتني كذبابةٍ عن عارضيك و دعوت سيدةً إليك و أهنتني.. من بعد ما كنت الضياء بناظريك..
إني أراها في جوار الموقد أخذت هنالك مقعدي.. في الركن .. ذات المقعد وأرك تمنحها يداً مثلوجة ً.. ذات اليدِ ستردد القصص التي أسمعتني.. و لسوف تخبرها بما أخبرتني.. و سترفع الكأس التي جرعتني كأساً بها سممتني حتى إذا عادت إليك لترود موعدها الهني .. أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك.. و أضعت رونقها كما ضيعتني
=========================
قطتي الشامية
أضناني البرد .. فكومني داخل قبضتك السحرية خبئني فيها أياماً إحبسني فيها أعواماً.. إحبسني كالطير المرسوم.. على مروحةٍ صينيه.. فالحبس لذيذ ٌو مثير ٌ.. داخل قبضتك السحريه.. لا تفتح كفك .. و اتركني.. أرعى كالأرنب.. في غابات يديك الوحشية.. لا تغضب مني.. لا تغضب فأنا قطتك الشاميه هل أحدٌ.. يغضب من قطته الشاميه؟
أتركني .. ألعب كالسنجاب على الأدراج العاجية وفتات السكر ألحسه داخل قيضتك السحريه أمنيتي تلك.. وما عندي أغلى من تلك الأمنيه لو أملك زاويةً بيديك.. لكنت ملكت البشرية.. خبئني في خلجان يديك.. فإن الريح شماليه خبئني.. في أصداف البحر وفي الأعشاب المائيه خبئني في يدك اليمنى خبئني في يدك اليسرى لن أطلب منك الحريه.. فيداك.. هما المنفى.. وهما أروع أشكال الحريه أنت السجان .. وأنت السجن وأنت قيودي الذهبيه قيدني .. يا ملكي الشرقي فإني امرأة ٌشرقيه.. تحلم بالخيل .. وبالفرسان و بالكلمات الشعريه إني مولاتك .. يا مولاي فغص في صدري كمديه سافر في جسدي كالأفيون وكالرائحة المنسيه سافر في شعري في نهدي كطعنة رمح و ثنيه سافر.. ياملكي حيث تريد فكل شطوطي رمليه.. سافر .. فالريح مواتيه وأنا .. راضية ٌمرضيه
ضيعني .. في أ حراج يديك سئمت .. سئمت المدنيه حيث الأشجار بلا عمرٍ حيث الأزمان خرافيه أرجعني .. صافيةً كالنار و كالزلزال بدائيه.. حررني من عُقدي الأولى مزق .. أقنعتي الشمعيه.. وادفني .. تحت رماد يديك شهيدة عشق صوفيه.. أدفني.. حيث يشاء الحب.. أن ا رابعة العدويه..
=====================
ملاحظات في زمن الحب والحرب
1 ألاحظتِ شيئاً ؟ ألاحظتِ أنَّ العلاقةَ بيني وبينكِ .. في زمنِ الحرب .. تأخذُ شكلاً جديدا وتدخلُ طوراً جديدا وأنّكِ أصبحتِ أجملَ من أيِّ يومٍ مضى .. وأنّي أحبّكِ أكثرَ من أيَّ يومٍ مضى .. ألاحظتِ ؟ كيفَ اخترقنا جدارَ الزمنْ وصارتْ مساحةُ عينيكِ مثلَ مساحةِ هذا الوطنْ ..
2 ألاحظتِ ؟ هذا التحوّلَ في لونِ عينيكِ حينَ استمعنا معاً .. لبيانِ العبورْ ألاحظتِ ؟ كيف احتضنتُكِ مثل المجانينِ .. كيفَ عصرتُكِ مثلَ المجانين .. كيفَ رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ .. ثم رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ .. فاليومَ عرسٌ .. وتشرينُ سيّدُ كلِّ الشّهورْ .. ألاحظتِ ؟ كيفَ تجاوزتُ كلَّ ضفافي ؟ وكيفَ غمرتُكِ مثلَ مياهِ النهورْ ألاحظتِ .. كيفَ اندفعتُ إليكِ ؟ كأنّي أراكِ لأوّلِ مرّهْ .. ألاحظتِ كيفَ انسجمْنا .. وكيفَ لَهِثنا .. وكيفَ عَرِقنا .. وكيفَ استحَلْنا رماداً .. وكيفَ بُعِثنا .. كأننا نمارسُ فِعلَ الغرامْ .. لأوّلِ مرّهْ ..
3 ألاحظتِ ؟ كيفَ تحرّرتُ من عقدةِ الذَّنْبِ .. كيفَ أعادتْ ليَ الحربُ كلَّ ملامحِ وجهي القديمهْ أحبُّكِ في زمنِ النصرِ .. إن الهوى لا يعيشُ طويلاً بظلِّ الهزيمهْ
4 هل الحربُ تُنقذنا بعدَ طول الضّياع ؟ وتُضرمُ أشواقَنا الغافيهْ فتجعلَني بدويَّ الطِّباعْ وتجعلَكِ امرأةً ثانيهْ
5 ألاحظتِ ؟ كيفَ اكتشفنا طفولَتنا بعدَ ستِّ سنين وكيفَ رجعنا أخيراً .. لمملكةِ العشقِ والعاشقينْ أأحسستِ مثلي ؟ بأنَّ رجالَ المظلاّتِ كانوا .. يحطّونَ مثل الحَمامِ على راحتَيْنا وأنَّ جنودَ المغاويرِ كانوا .. يمرّون فوقَ عروقِ يدينا .. ألاحظتِ ؟ كيفَ نثرنا عليهمْ عقودَ البنفسجِ والياسمينْ وكيف ركضنا إليهمْ .. وكيف انحنَينا .. أمامَ بنادقهمْ خاشعينْ لأاحظتِ كيفَ ضحكنا .. وكيف بكَينا .. وكيفَ عبرنا الجسورَ معَ العابرينْ
6 تركتُ عصورَ انحطاطي ورائي .. تركتُ عصورَ الجفافْ وجئتُ على فرسِ الريحِ والكبرياءِ لكي أشتري لكِ ثوبَ الزّفافْ ..
7 تصيرينَ في زمنِ الحربِ .. مصقولةً كالمرايا ومسحوبةً كالزرافهْ وبينَ يدينا تذوبُ الحدودً وتُلغى المسافهْ
8 قرأتُ خرائطَ جسمكِ .. في كتبي المدرسيّهْ .. ولا زلتُ أحفظُ أسماءَ كلِّ النهورِ ، وأشكالَ كلِّ الصخورِ ، وعاداتِ كلِّ البوادي ولا زلتُ أحفظُ أعمارَ كلِّ الجيادِ فكيفَ أفرّقُ بين حرارةِ جسمكِ أنتِ .. وبينَ حرارةِ أرضِ بلادي ؟
9 وجدنا أخيراً .. حدودَ فمَينا عثرنا على لغةٍ للحوارْ وكانَ حزيرانُ يجلسُ فوقَ يدينا ويحبسُنا في كهوفِ الغُبارْ وكنتُ أحبُّكِ .. لكنَّ ليلَ الهزيمةِ صادرَ منّي النهارْ وكنتُ أريدَ الوصولَ أليكِ .. ولكنّهم أنزلوني .. قُبيلَ رحيلِ القطارْ .. وكنتُ أفكّرُ فيكِ كثيراً .. وأحلُمُ فيكِ كثيراً .. وكنتُ أهَرِّبُ شعري إليكِ برغمِ الحصارْ ولكنّهم أعدموني مراراً وأرخوا عليَّ السّتارْ ولكنْ برغمِ تعدُّدِ موتي بقيتُ أحبُّكِ .. يا زهرةَ الجُلَّنارْ
10 أحبُّكِ أنتِ .. وأكتبُ حبّي على وجهِ كلِّ غمامهْ وأعطي مكاتيبَ عشقي .. لكلِّ يمامهْ أحبُّكِ في زمنِ العنفِ .. مَن قالَ إنّي أريدُ السلامهْ ؟ أحبُّكِ .. يا امرأةً من بلادي وأنوي ، على شفتيكِ ، الإقامهْ
11 ألاحظتِ ؟ كم تشبهينَ دمشقَ الجميلهْ وكم تشبهينَ المآذنَ .. والجامعَ الأمويَّ .. ورقصَ السّماحِ .. وخاتمَ أمّي .. وساحةَ مدرستي .. وجنونَ الطفولهْ ألاحظتِ كم كنتِ أنثى ؟ وكم كنتُ ممتلئاً بالرجولهْ ألاحظتِ ؟ كيفَ تألّقَ وجهكِ .. تحتَ الحرائقْ وكيفَ دبابيسُ شَعركِ .. صارت بنادقْ .. ألاحظتِ .. كيفَ تغيّرَ تاريخُ عينيكِ .. في لحظاتٍ قليلهْ .. فأصبحتِ سيفاً بشكلِ امرأهْ وأصبحتِ شعباً بشكلِ امرأهْ وأصبحتِ كلَّ التراثِ .. وكلَّ القبيلهْ ..
12 ألاحظتِ ؟ كم كنتِ رائعةَ الحُسنِ ، ذاكَ المساءْ وكيفَ جلستِ أمامي .. كعاصمةِ الكبرياءْ .. وكيفَ تغيّرَ إيقاعُ صوتِكِ حتى تصوّرتُ صوتَكِ .. ينبوعَ ماءْ .. وزهرةِ دفلى ، على شَعرِ المجدليّهْ ألاحظتِ ؟ أنّكِ صرتِ دمشقَ .. بكلِّ بيارقها الأمويّهْ ومِصرَ .. بكلِّ مساجدِها الفاطميّهْ وصرتِ حصوناً .. وأكياسَ رملٍ .. ورَتلاً طويلاً من الشهداءْ ألاحظتِ .. أنّكِ صرتِ خلاصةَ كلِّ النساءْ وصرتِ الكتابةَ والأبجديّهْ ..
13 أحبُّكِ .. عندَ اشتدادِ العواصفِ لا تحتَ ضوءِ الشموعِ ولا تحتَ ضوءِ القمرْ .. وأعلنُ للناسِ أنّي أعارضُ ضوءَ القمرْ وأكرهُ ضوءَ القمرْ .. أحبُّكِ .. حينَ تكونُ الشوارعُ مغسولةً بدموعِ المطرْ وحينَ تصيرُ بلونِ النحاسِ ثيابُ الشجرْ أحبُّكِ .. مزروعةً في عيونِ الصّغارْ ومسكونةً بهمومِ البشرْ ومولودةً في مياهِ البحارِ وطالعةً من ضميرِ الحجرْ .. أحبُّكِ .. حينَ يسافرُ شَعركِ في الريحِ .. دونَ جوازِ سفرْ وحينَ يغمغمُ نهدُكِ .. كالذئبِ .. في لحظاتِ الخطرْ فهل تعرفينَ عشيقاً ؟ أحبَّكِ يوماً بهذا القَدَرْ
14 أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ أحبُّكِ مرفوعةَ الرأسِ مثلَ قبابِ دمشقَ .. ومثلَ مآذنِ مصرَ ... فهل تسمحينَ بتقبيلِ جبهتِكِ العاليهْ ؟ وهل تسمحينَ بنسيانِ وجهي القديمِ .. وشِعري القديمِ .. ونسيانِ أخطائيَ الماضيهْ وهل تسمحينَ بتغييرِ ثوبكِ ؟ إنَّ حزيرانَ ماتَ .. وإنّي بشوقٍ لرؤيةِ أثوابكِ الزّاهيهْ .. أحبُّكِ أكثرَ ممّا ببالِكِ .. أكثرَ ممّا ببالِ البحارِ .. وبالِ المراكبْ أحبُّكِ .. تحتَ الغُبارِ ، وتحتَ الدمارِ ، وتحتَ الخرائبْ أحبُّكِ .. أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى .. لأنَّكِ أصبحتِ حبّي المحاربْ | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:22 am | | إلى قديسة
ماذا إذاً تتوقعين ؟ يا بضعة امرأة .. أجيبي ما الذي تتوقعين ؟ أ أظل أصطاد الذباب هنا ؟ وأنت تدخنين أجتر كالحشاش أحلامي وأنت تدخنين وأنا.. أمام سريرك الزاهي كقط مستكين ماتت مخالبه ، وعزته .. وهدته السنين أنا لن أكون - تأكدي القط الذي تتصورين قطاً من الخشب المجوف لا يحركه الحنين يغفو على الكرسي إذ تتجردين ويرد عينيه إذا انحسرت قباب الياسمين تلك النهاية ليس تدهشني .. فمالك تدهشين هذا أنا هذا الذي عندي .. فماذا تأمرين ؟ أعصابي احترقت وأنت على سريرك تقرئين أ أصوم عن شفتيك ؟ فوق رجولتي ما تطلبين ما حكمتي ؟ ما طيبتي ؟ هذا طعام الميتين متصوف ؟ من قال ؟ إني آخر المتصوفين أنا لست يا قديستي الرب الذي تتخيلين رجل أنا كالآخرين بطهارتي .. بنذالتي رجل أنا كالآخرين فيه مزايا الأنبياء وفيه كفر الكافرين وداعة الأطفال فيه .. وقسوة المتوحشين رجل أنا .. كالآخرين رجل يحب - إذا أحب بكل عنف الأربعين لو كنت يوماً تفهمين ما الأربعون ؟ وما الذي يعنيه حب الأربعين ؟ يا بضعة امرأة .. لو أنك تفهمين
=============================== مرثاة قطة
عرفتك من عامين ..ينبوع طيبة ووجهاً بسيطاً كان وجهي المفضلا وعينين أنقى من مياه غمامة وشعراً طفولي الضفائر مرسلا وقلباً كأضواء القناديل صافيا ً وحباً كأفراخ العصافير أولا أصابعك الملساء كانت مناجماً ألملم عنها لؤلؤاً وقرنفلا وأثوابك البيضاء كانت حمائماً ترشرش ثلجاً - حيث طارت - ومخملا عرفتك صوتاً ليس يسمع صوته وثغراً خجولاً كان يخشى المقبلا فأين مضت تلك العذوبة كلها وكيف مضى الماضي .. وكيف تبدلا توحشت حتى صرت قطة شارع وكنت على صدري تحومين بلبلا فلا وجهك الوجه الذي قد عبدته ولا حسنك الحسن الذي كان منزلا وداعتك الأولى استحالت رعونة وزينتك الأولى استحالت تبذلا أيمكن أن تغدو المليكة هكذا ؟ طلاء بدائياً.. وجفناً مكحلا أيمكن أن يغتال حسنك نفسه وأن تصبح الخمر الكريمة حنظلا يروعني أن تصبحي غجرية تنوء يداها بالأساور و الحلى تجولين في ليل الأزقة .. هرة وجودية .. ليست تثير التخيلا سلام على من كنتها يا صديقتي فقد كنت أيام البساطة أجملا
-===================-
خمس رسائل إلى أمي
صباحُ الخيرِ يا حلوه.. صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه مضى عامانِ يا أمّي على الولدِ الذي أبحر برحلتهِ الخرافيّه وخبّأَ في حقائبهِ صباحَ بلادهِ الأخضر وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر وخبّأ في ملابسهِ طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي.. دخانُ سجائري يضجر ومنّي مقعدي يضجر وأحزاني عصافيرٌ.. تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر عرفتُ نساءَ أوروبا.. عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ عرفتُ حضارةَ التعبِ.. وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر ولم أعثر.. على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر وتحملُ في حقيبتها.. إليَّ عرائسَ السكّر وتكسوني إذا أعرى وتنشُلني إذا أعثَر أيا أمي.. أيا أمي.. أنا الولدُ الذي أبحر ولا زالت بخاطرهِ تعيشُ عروسةُ السكّر فكيفَ.. فكيفَ يا أمي غدوتُ أباً.. ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ ما أخبارها الفلّة؟ بها أوصيكِ يا أمّاهُ.. تلكَ الطفلةُ الطفله فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي.. يدلّلها كطفلتهِ ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ ويسقيها.. ويطعمها.. ويغمرها برحمتهِ..
وماتَ أبي .. ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ وتسألُ عن عباءتهِ.. وتسألُ عن جريدتهِ.. وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ- عن فيروزِ عينيه.. لتنثرَ فوقَ كفّيهِ.. دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ.. سلاماتٌ.. إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة" إلى تحتي.. إلى كتبي.. إلى أطفالِ حارتنا.. وحيطانٍ ملأناها.. بفوضى من كتابتنا.. إلى قططٍ كسولاتٍ تنامُ على مشارقنا وليلكةٍ معرشةٍ على شبّاكِ جارتنا مضى عامانِ.. يا أمي ووجهُ دمشقَ، عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا يعضُّ على ستائرنا.. وينقرنا.. برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي وليلُ دمشقَ فلُّ دمشقَ دورُ دمشقَ تسكنُ في خواطرنا مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا كأنَّ مآذنَ الأمويِّ.. قد زُرعت بداخلنا.. كأنَّ مشاتلَ التفاحِ.. تعبقُ في ضمائرنا كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ جاءت كلّها معنا.. أتى أيلولُ يا أماهُ.. وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ ويتركُ عندَ نافذتي مدامعهُ وشكواهُ أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟ أينَ أبي وعيناهُ وأينَ حريرُ نظرتهِ؟ وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟ سقى الرحمنُ مثواهُ.. وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ.. وأين نُعماه؟ وأينَ مدارجُ الشمشيرِ.. تضحكُ في زواياهُ وأينَ طفولتي فيهِ؟ أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ وآكلُ من عريشتهِ وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ.. يا شعراً على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ ويا طفلاً جميلاً.. من ضفائرنا صلبناهُ جثونا عند ركبتهِ.. وذبنا في محبّتهِ إلى أن في محبتنا قتلناهُ
-===================- غرناطة...
في مدخل الحمراء كان لقاؤنـا مأطـيب اللـقيا بلا ميعاد عينان سوداوان في حجريهمـا تتوالد الأبعاد من أبعـــاد هل أنت أسبانية ؟سألتـــــــــها قالت وفي غرناطة ميلادي غرناطة وصحت قرون سبعـــة في تينك العينين بعد رقــاد وأمية راياتها مرفوعـــــــة وجيادها موصولة بجيــاد مأغرب التاريخ كيف أعادنـــــي لحفيدة سمراء من أحفـادي وجه دمشقي رأيت خلالـــــــــــه أجفان بلقيس وجيد سعــاد ورأيت منزلنا القديم وحجــــــرة كانت بها أمي تمد وسـادي والياسمينة رصعت بنجومهـــــــا والبركة الذهبية الإنشــاد ودمشق أين تكون ؟قلت ترينــها في شعرك المنساب نهر سواد في وجهك العربي في الثغر الذي مازال مختزناً شموس بلادي في طيب جنات العريف ومائهـــا في الفل في الريحان في الكبّاد سارت معي والشعر يلهث خلفها كسنابل تركت بغير حصاد يتألق القرط الطويل بجيدهــــــــا مثل الشموع بليلة المـيلاد ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي وورائي الـتاريخ كــوم رماد الزخرفات أكاد أسمع نبضهـــــا والزركشات على السقوف تنادي قالت هنا الحمراء زهو جدودنا فأقراء على جدرانها أمجادي أمجادها ومسحت جرحاً نازفــاً ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي ياليت وارثتي الجميلة أدركــت أن الذين عنتهم أجــدادي عانقت فيها عندما ودعتهــــــا رجلاً يسمى طارق بن زيـاد
======================
متى يعلنون وفاة العرب؟
1 أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ... وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى ككلّ العصافير فوق الشجرْ... أحاول رسم بلادٍ تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
2 أحاولُ رسْمَ بلادٍ... لها برلمانٌ من الياسَمينْ. وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ. تنامُ حمائمُها فوق رأسي. وتبكي مآذنُها في عيوني. أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري. ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني. ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني. أحاولُ رسْمَ بلادٍ... تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
3 أحاول رسم مدينةِ حبٍ... تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ... فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
4 رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا... ولافائدهْ... فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ... وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ- رائحةٌ واحدهْ... وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
5 أحاول منذ البداياتِ... أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ... رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما. رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
6 أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها. فبعضُ القصائدِ قبْرٌ ، وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ. وواعدتُ آخِرَ أنْثى... ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
7 أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ... وأنفُضَ عني غُباري. وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ... أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ... وداعا قريشٌ... وداعا كليبٌ... وداعا مُضَرْ...
8 أحاول رسْمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ سريري بها ثابتٌ ورأسي بها ثابتٌ لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ... ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي. ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
9 أحاول منذ الطفولةِ فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ... ليستقبلَ العاشقينْ... وألغيتُ كل الحروب القديمةِ... بين الرجال...وبين النساءْ... وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ... وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ... ولكنهم...أغلقوا فندقي... وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ... وطُهْرِ العربْ... وإرثِ العربْ... فيا لَلعجبْ!!
10 أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ? أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي وأسبحَ ضد مياه الزمنْ... وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا, وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ. أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ... وبين نُهور اللبنْ... وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي فلا قمرٌ في سماءِ أريحا... ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ... ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
11 أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ... وأزرعَ نخلا... ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ... أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
12 أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ... خارجَ كلِ الطقوسْ... وخارج كل النصوصْ... وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ... في أي منفى ذهبت إليه... لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري - بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
13 أحاول - مذْ كنتُ طفلا ، قراءة أي كتابٍ تحدّث عن أنبياء العربْ. وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ... فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ... فيا للعَجَبْ!! ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء... وبين الرُطَبْ... فيا للعَجَبْ!! ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ... لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي... وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي... وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ... فيا للعَجَبْ!!
14 أنا منذ خمسينَ عاما، أراقبُ حال العربْ. وهم يرعدونَ ، ولايمُطرونْ... وهم يدخلون الحروب ، ولايخرجونْ... وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا ولا يهضمونْ...
15 أنا منذ خمسينَ عاما أحاولُ رسمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ رسمتُ بلون الشرايينِ حينا وحينا رسمت بلون الغضبْ. وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي: إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ... ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟ ومَن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتٌ... وليس لديهم بَنونْ... وليس هنالك حُزْنٌ ، وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
16 أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ. رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ... رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ... وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ... فقتلى على شاشة التلفزهْ... وجرحى على شاشة التلفزهْ... ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
17 أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ نتابع أحداثهُ في المساءْ. فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
18 أنا...بعْدَ خمسين عاما أحاول تسجيل ما قد رأيتْ... رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ... ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ... رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ... ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ ==================== | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:23 am | | يوميات قرصان
عزيزتي ، إذا رجعت لحظة لنفسي أشعر أن حبنا جريمة وأنني مهرج عجوز يقذفه الجمهور بالصفير والشتيمة أشعر أني سارق يسطو على لؤلؤة كريمة أشعر في قرارتي أن العبارة التي ألفظها جريمة أن انتصاراتي التي أزعمها ليست سوى هزيمة فما أنا أكثر من جريدة قديمة وأنت يا صغيرتي مازلت .. تحتاجين للأمومة إذا رجعت لحظة لنفسي أدرك يا عزيزتي تفاهة انتصاري أشعر أن حبنا تجربة انتحار وأننا ننكش كالأطفال في هياكل المحار أشعر أن ضحكتي نوع من القمار وقبلتي نوع من القمار أشعر أن نهدك المزروع في جواري كخنجر مفضض ككوكب مداري يشتمني يجلدني يشعرني بعاري إذا رجعت لحظة لنفسي أشعر أن حبنا حماقة كبيرة وأنني حاو من الحواة يخرج من جيوبه الأرانب المثيرة وأنني كتاجر الرقيق يبيع كل امرأة ضميره أشعر في قرارتي أن يدي في يديك الصغيرة قرصنة حقيرة أن يدي كخيط عنكبوت تلتف حول الخصر و الضفيرة أشعر في قرارتي أنك . بعد ، نعجة غريرة أما أنا .. فمركب عتيق يواجه الدقائق الأخيرة
=======================
الرجل الثاني
أنا هنا بعد عام من قطيعتنا ألا تمدين لي بعد الرجوع يدا؟ ألا تقولين .. ما أخبارها سفني؟ أنا المسافر في عينيك دون هدى حملت من طيبات الصين قافلةً و جئت أطعم عصفورين قد رقدا وجئت أحمل تاريخي على كتفي و حاضراً مرهق الأعصاب مضطهدا ماذا أصابك ؟ هل وجهي مفاجأةٌ وهل توهمت أني لن أعود غدا ما للمرايا.. على جدرانها اختجلت لما دخلت.. وما للطيب قد جمدا تركت صدرك في تفتيحه ولداً وحين عدت إليه.. لم يعد ولدا وناهدك ..أجيبي..من أذلهما؟ ويوم كنت أنا .. اااا ما سجدا كانا أميرين .. كانا لعبتي خزفٍ تقوم دنيا .. إذا قاما وإن قعدا
يامدفن الثلج .. هل غيري يزاحمني؟ وهل سرير الهوى ماعاد منفردا جريدة الرجل الثاني.. ومعطفه و تبغه..لم يزل في الصحن مُتقدا
مالون عينيك ؟ إني لست أذكره كأنني قبل لم أعرفهما أبدا إني لأبحث في عينيك عن قدري وعن وجودي..ولكن لا أرى أحدا
=======================
قولي أحبك
قولي "أحُبكَ" كي تزيدَ وسامتي فبغيرِ حبّكِ لا أكـونُ جميـلا قولي "أحبكَ" كي تصيرَ أصابعي ذهباً... وتصبحَ جبهتي قنـديلا قـولي "أحبكَ" كي يتمَّ تحـولي فأصيرُ قمحاً... أو أصيرُ نخيـلا الآنَ قوليهـا... ولا تتـردّدي بعضُ الهوى لا يقبلُ التأجيـلا قولي "أحبكَ" كي تزيدَ قداستي ويصيـرَ شعري في الهوى إنجيلا سأغيّرُ التقويمَ لـو أحببتـني أمحو فصولاً أو أضيفُ فصولا وسينتهي العصرُ القديمُ على يدي وأقيـمُ مملكـةَ النسـاءِ بديـلا قولي "أحبكَ" كي تصيرَ قصائدي مـائيـةً... وكتابتي تنـزيـلا مـلكٌ أنا.. لو تصبحينَ حبيبتي أغزو الشموسَ مراكباً وخيولا
====================== الديك
في حارتنا ديك سادي سفاح ،ينتف ريش دجاج الحارة ،كل صباح ،ينقرهن يطاردهن،يضاجعهن ،ويهجرهن ،ولايتذكرأسماءالصيصان في حارتنا ديك يصرخ عند الفجر ،كشمشون الجبار ،يطلق لحيته الحمراء ،ويقمعنا ليلا ونهار..يخطب فينا ،ينشد فينا ،يزني فينا ،فهو الواحد وهو الخالد وهوالمقتدر الجبار في حارتنا ثمة ديك عدواني ،فاشيستي ،نازي الأفكار ،سرق السلطة بالدبابة ألقى القبض على الحرية والأحرار ،ألغى الوطنا ،ألغى شعبا ،ألغى لغة ،ألغى أحداث التاريخ ،وألغى ميلادالأطفال ،وألغى أسماء ألأزهار في حارتنا ديك يلبس في العيد القومي ،لباس الجنرالات ،يأكل جنسا ،يشرب جنسا ،يسكرجنسا ،يركب سفنا من أجساد ،يهزم جيشا من حلما في حارتنا ديك من أصل عربي ،فتح الكون بآلاف الزوجات في حارتنا ثمة ديك أمي ،يرأس إحدى الميليشيات ،لم يتعلم ،إلا الغزو ،وإلاالفتك ،وإلازرع حشيش الكيف ،وتزوير العملات ،كان يبيع ثياب أبيه ،ويرهن خاتمه الزوجي ،ويسرق حتى أسنان ألأموات في حارتنا ديك كل مواهبه ،أن يطلق نار مسدسه الحربي ،على رأس الكلمات في حارتنا ديك عصبي مجنون ،يخطب يوما كالحجاج ،ويمشي زهوا كالمأمون ،يصرخ من مئذنة الجامع : "ياسبحاني..ياسبحاني" "فأنا الدولة ،والقانون كيف سيأتي الغيث إلينا؟ وكيف سينمو القمح؟ وكيف يفيض علينا الخير ، وتغمرنا البركة؟ هذا وطن لا يحكمه اااا ولكن تحكمه الديكه في بلدتنا يذهب ديك ،يأتي ديك ،والطغيان هو الطغيان ،يسقط حكم لينيني ،يهجم حكم أمريكي ،والمسحوق هو الأنسان حين يمر الديك بسوق القرية ،مزهوا ،منفوش الريش ،وعلى كتفيه تضيء نياشين التحرير ،يصرخ كل دجاج القرية في إعجاب : "ياسيدنا الديك" يامولانا الديك" "ياجنرال الجنس..ويافحل الميدان.." "أنت حبيب ملايين النسوان" هل تحتاج إلى جاريه؟" "هل تحتاج إلى خادمه؟" "هل تحتاج إلى تدليك؟" حين الحاكم سمع القصة..أصدر أمرا للسياف بذبح الديك قال بصوت غاضب "كيف تجرأ ديك من أولاد الحارة" "أن ينتزع السلطة مني" "كيف تجرأ هذا الديك"؟؟ "وأنا الواحد دون شريك
================================= بيروت محظيتي بيروت حبيبتي
1 سامحينا.. إن تركناكِ تموتينَ وحيدهْ .. وتسلّلنا إلى خارجِ الغرفةِ نبكي كجنودٍ هاربينْ سامحينا .. إن رأينا دمكِ الورديَّ ينسابُ كأنهارِ العقيقْ وتفرّجنا على فعلِ الزِنا .. وبقينا ساكتينْ ..
2 آهِ .. كم كُنّا قبيحينَ، وكُنّا جُبناءْ .. عندما بعناكِ، يا بيروتُ، في سوقِ الإماءْ وحجزنا الشققَ الفخمةَ في حيِّ (الإليزيه) وفي (مايفير) لندنْ ... وغسلنا الحزنَ بالخمرةِ، والجنسِ، وقاعاتِ القِمارْ وتذكّرنا - على مائدةِ الروليتِ، أخبارَ الديارْ وافتقدنا زمنَ الدِفْلى بلُبنانْ .. وعصرَ الجُلَّنارْ .. وبكينا مثلما تبكي النساءْ ..
3 آهِ .. يا بيروتُ، يا صاحبةَ القلبِ الذهبْ سامحينا ... إن جعلناكِ وقوداً وحَطبْ للخلافاتِ التي تنهشُ من لحمِ العربْ منذُ أن كانَ العربْ !
4 طمئنيني عنكِ ... يا صاحبةَ الوجهِ الحزينْ كيفَ حالُ البحرِ ؟ هل هم قتلوهُ برصاصِ القنصِ مثلَ الآخرينْ ؟ كيفَ حالُ الحبِّ ؟ هل أصبحَ أيضاً لاجئاً .. بين ألوفِ اللاجئينْ ؟ كيفَ حالُ الشعرِ ؟ هل بعدكِ - يا بيروتُ - من شعرٍ يُغنّى ؟ ذبَحَتنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى .. أفرغتْنا من معانينا تماماً .. بعثرتْنا في أقاصي الأرضْ .. منبوذينَ .. مسحوقينَ .. مَرضى .. مُتعبينْ .. جعلتْ منّا - خلافاً للنبوءاتِ .. يهوداً تائهينْ ...
5 هذهِ المرّةُ .. لم يغدرْ بنا جيشُ إسرائيلْ .. لكنّا انتحرنا ...
6 إصفحي، سيّدتي بيروتُ، عنّا نحنُ لم نهجركِ مختارينَ .. لكنّا قرِفنا .. من مراحيضِ السّياسه .. وملَلنا .. من ملوكِ السّيركِ .. والسيركِ .. وغشِّ اللاعبينْ وكفرنا.. بالدكاكينِ التي تملأُ أرجاءَ المدينهْ .. وتبيعُ الناسَ حقداً وضغينهْ .. وبطاطينَ .. وسجاداً .. وبنزيناً مهربْ .. آهِ يا سيّدتي كم نتعذّبْ .. عندما نقرأُ أنَّ الشّمس في بيروتَ، صارتْ كُرةً في أرجلِ المرتزقينْ ...
7 ما الذي نكتبُ، يا سيّدتي ؟ نحنُ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ صَدَقنا .. ثمّ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ كذبنا ماذا نكتبُ يا سيّدتي ؟ نحنُ لا نملكُ أن نحتجَّ .. أو نصرخَ .. أو نبصقَ .. أو نكشفَ عن خيبتنا .. أو نتمنّى .. أخرستنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى ...
8 طلبوا منّا بأن ندخلَ في مدرسةِ القتلِ .. ولكنّا رفضنا .. طلبوا أن نشطرَ الربَّ لنصفينِ .. ولكنّا اختجلنا .. إننا نؤمنُ باللهِ .. لماذا جعلوا اللهَ هنا .. من غيرِ معنى ؟ طلبوا منّا بأن نشهدَ ضدَّ الحبِّ .. لكنْ ما شهدنا .. طلبوا منّا .. بأن نشتمَ بيروتَ التي قمحاً .. وحبّاً وحناناً .. أطعمَتْنا ... طلبوا .. أن نقطعَ الثديَ الذي من خيرهِ، نحنُ رضِعنا .. فاعتذرنا .. ووقفنا ضدَّ كلِّ القاتلينْ وبقينا مع لُبنانَ سهولاً .. وجبالا .. وبقينا مع لُبنانَ جنوباً .. وشمالا .. وبقينا مع لُبنانَ صليباً .. وهلالا .. وبقينا مع لُبنانَ الينابيعِ .. ولُبنانَ العناقيدِ .. ولُبنان الصبابهْ .. وبقينا مع لُبنانَ الذي علّمنا الشعرَ .. وأهدانا الكتابهْ
9 آهِ يا سيّدتي بيروتْ .. لو جاءَ السّلامْ ورجعنا، كالعصافيرِ التي ماتتْ من الغُربةِ والبردِ .. لكي نبحثَ عن أعشاشنا بينَ الحُطامْ .. ولكي نبحثَ عن خمسينَ ألفاً .. قُتلوا من غيرِ معنى .. ولكي نبحثَ عن أهلٍ وأحبابٍ لنا ذهبوا من غيرِ معنى .. وبيوتٍ .. وحقولٍ .. وأراجيحَ .. وأطفالٍ .. وألعابٍ .. وأقلامٍ .. وكُرّاساتِ رسمٍ .. أُحرقتْ من غيرِ معنى ... آهِ ... يا سيّدتي بيروتْ .. لو جاءَ السلامْ ورجعنا .. كطيورِ البحرِ، مذبحوينَ شوقاً وحنينا وبنا شوقٌ إلى (منقوشةِ الزّعترِ) .. واللّيلْ .. ومَن كانوا يبيعونَ عقودَ الياسمينْ فمنَ الجائزِ، يا بيروتُ، أن لا تعرفينا .. قد تغيّرتِ كثيرا .. وتغيّرنا كثيرا .. وكبرنا نحنُ - في عامينِ - آلافَ السنينْ
10 إحتملنا نفيَنا عشرينَ شهرا .. وشربنا دمعنا عشرينَ شهرا .. وبحثنا في زوايا الأرضِ عن عشقٍ جديدٍ غيرَ أنّا ما عشقنا .. وشربنا الخمرَ من كلِّ الدوالي .. غيرَ أنّا ما سكِرنا .. وبحثنا عن بديلٍ لكِ، يا أعظمَ بيروتَ .. ويا أطيبَ بيروتَ .. ويا أطهرَ بيروتَ .. ولكنْ ما وجدنا ورجعنا .. نلثمُ الأرضَ التي أحجارُها تكتبُ شعرا .. والتي أشجارُها تكتبُ شعرا .. والتي حيطانُها تكتبُ شعرا .. وأخذناكِ إلى الصّدرِ .. حقولاً .. وعصافيرَ .. وكورنيشاً .. وبحرا .. وصرخنا كالمجانينِ على سطح السّفينهْ : أنتِ بيروتْ .. ولا بيروتُ أخرى
================================ إلى امرأه كانت حبيبتي
1 إنكسر إناء السيراميك الأزرق،الذي كنا نحتفظ به..وإنكسر معه شيء في داخلنا لايمكن إلصاقه..فأنا أعرف،وأنت تعرفين أن الأواني الجميله لايمكن إلصاقها شاخت كلمات الحب..ياسيدتي،شاخت الألف..وشاخت الحاء. .وشاخت الباء فقدت تاءات التأنيث بكارتها ..ولم تعد نون النسوة ، تدر حليبا 2 كل شيء ..تساقط كالورق اليابس،على أرض مخيلتي..كل خواتمك،كل مكاحلك كل قبعاتك الصيفيه..كل صرعاتك الهيبيه..تحولت إلى فتافيت خبز أكلتها العصافير 3 أخبريني ياسيدتي..ماذا يفعل العاشق بزجاج القلب حين ينكسر؟؟ وبالشهوه حين لا تشتهي؟؟..وبالصراخ حين لا يصرخ؟؟.. وبالعشق حين لايعشق؟؟؟ 4 نحن مختلفان في كل شيء..أنت متمسكه بموسيقي خلاخيلك وأنامتمسك بموسيقي حريتي ..أنت من حزب الوسط..وأنا من حزب المجانين أنت مقيمة في النصوص..وأنا مهاجر منها..أنت ملتزمه بسلطة القبيلة.. وأنا ضد جميع السلطات..أنت جزء من التاريخ..وأنا لا تاريخ لي 5 يا التي كنت تملأين الدنيا وتشغلين الناس.ماذا فعل بك الزمان؟ماذا فعلت بنفسك؟ كيف تحولت من بطلة شهيرة،إلى فتاة كومبارس؟ ومن رواية كلاسيكية عظيمة، إلى مقالة صحفية؟ ومن عمل تشكيلي،إلى عمل لا شكل له؟ ومن امرأه تشعل الحرائق، إلى امرأه تحت الصفر 6 أيتها الفينيقية..التي تاجرت بكل شيء..وخسرت كل شيء..لماذا لا تعرفين؟ بأن ثوراتك كلها،كانت على الورق ..وعواطفك كلها،كانت من ورق.. ومراكبك كلها،كانت من ورق 7 إختلفت طموحاتنا ياسيدتي.فأنا ذاهب إلى يسار القصيدة..وأنت ذاهبة إلى يمينها أنا ذاهب باتجاه البحر..وأنت ذاهبة باتجاه الجاهلية..أنا أبحث عن أحجار الفلاسفه..وأنت تبحثين عن أحجار الزمرد والياقوت..أنا أبحث عن عناوين الريح..وأنت تبحثين عن باب المحكمة الشرعية!! 8 ماذا حدث ياامرأه؟..كيف تحولت من امرأه رافضه، إلى ثوره مضادة للثورة؟ ومن فرس متمرده، إلى سجادة في قصر أبي لهب؟؟ 9 قضي الأمر..قضي الأمر..ياسيدتي . فلم يعد بوسعك أن ترممي إناء السيراميك الأزرق..ولم يعد بوسعك أن تعيدي عقارب الحب إلى الوراء..ولا أن تعيديني معك إلى الوراء.. فأنا مجنون من مجانين الحريه..وأنت الزوجه الواحده بعد الألف.. من زوجات شهريار
================================
إلا معي
ستذكرين دائماً أصابعي.. لو ألف عام عشت.. يا عزيزتي ستذكرين دائماً أصابعي.. فضاجعي من شئت أن تضاجعي.. ومارسي الحب .. على أرصفة الشوارع نامي مع الحوذي , واللوطي والإسكاف.. والمزارع نامي مع الملوك و اللصوص والنساك في الصوامعِ نامي مع النساء , لا فرق , مع الريح , مع الزوابع.. فلن تكوني امرأةً.. إلا معي.. إلا معي
...........................................
كل عام وأنت حبيبتي
1 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. أقولُها لكِ، عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ .. أقولُها لكِ على طريقتي .. متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ التي يمارسُها العالمُ منذ 1975 سنة .. وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ 1975 سنة .. ورافضاً .. كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة .. التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ منذ 1975 سنة ..
2 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ .. كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ .. فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض .. زهرةً .. وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ .. مركباً .. أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ
3 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ .. التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ لا تقولُ ما أريدُه .. وكلُّ الرسومِ التي عليها .. من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكُراتِ ثلجْ .. وأطفالٍ .. وملائكهْ .. لا تُناسبُني .. إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ .. ولا للقصائدِ الجاهزهْ .. ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام .. ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية .. لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ وأنت لستِ امرأة المناسباتْ .. بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها .. أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ .. الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ .. ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ .. ولا يقالُ بالمراسلَهْ .. وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ .. وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ .. وتستحمّينَ هناكْ .. ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ ويستوطنُ هناكْ ..
4 لأنني أحبُّكِ .. تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا .. دخولَ المُلوكْ .. ولأنني أحبُّكِ .. أحملُ تصريحاً خاصاً من الله .. بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ ..
5 لن نشتري هذا العيد شجرهْ ستكونينَ أنتِ الشجرهْ وسأعلّقُ عليكِ .. أمنياتي .. وصلواتي .. وقناديلَ دموعي ..
6 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور فكرةٌ أخافُ أن أفكّرَ بها .. حتى لا يسرقَها الناسُ منّي .. ويزعموا أنهم أوّلُ من اخترعَ الشِعرْ ..
7 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ .. أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي .. وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به .. ولكنْ .. من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟ من يحاسبُ الفقراءْ ؟ إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ لمدّةِ خمسِ دقائقْ ؟ من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ ؟ هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً : حالةُ الجنونْ .. وحالةُ الشِّعرْ .. وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ .. وأنا أُعاني - لحسنِ الحظّ - منَ الحالاتِ الثلاثْ ..
8 اتركي عشيرتكِ .. واتبعيني إلى مغائري الداخليّهْ اتركي قبّعةَ الورقْ .. وموسيقى الجيركْ .. والملابسَ التنكريّهْ .. واجلسي معي تحتَ شجرِ البرقْ .. وعباءةِ الشِّعرِ الزرقاءْ .. سأغطّيكِ بمعطفي من مطرِ بيروتْ وسأسقيكِ نبيذاً أحمر .. من أقبيةِ الرُّهبانْ .. وسأصنعُ لكِ طبقاً إسبانياً .. من قواقعِ البحرْ .. اتبعيني - يا سيّدتي - إلى شوارعِ الحلمِ الخلفيّهْ .. فلسوفَ أطلعُكِ على قصائدَ لم أقرأها لأحدْ .. وأفتحُ لكِ حقائبَ دموعي .. التي لم أفتحها لأحدْ .. ولسوفَ أحبُّكِ .. كما لا أحبَّكِ أحدْ ..
9 عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ .. سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي .. وسأسحبكِ معي .. فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ .. ولا بالزمنِ العامْ .. ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا .. ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا .. ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل سوى رجالٌ من ورقْ .. ونساءٌ من ورقْ ..
10 آهٍ .. يا سيّدتي لو كانَ الأمرُ بيدي .. إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ وتتشمّسينْ .. وتستحمّينْ .. وتركضينَ على رمالِ شهورها .. كما تريدينْ .. آهٍ .. يا سيّدتي .. لو كانَ الأمرُ بيدي .. لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ إلا .. عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها .. داخلَ يدي ..
11 كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ .. ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ .. كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ والشفةُ متّهمةٌ بالاستدارهْ ... كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ .. ومبلّلٌ بأمطاركْ .. ومحفورٌ - كالإناء الصينيّ - بتضاريسِ جسمكْ كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ .. اختاري أنتِ أسماءكِ .. كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ .. وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ إسمحي لي أن أناديكِ : " يا حبيبتي | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:23 am | | إلى ميت
إنتهت قهوتنا و انتهت قصتنا و انتهى الحب الذي كنت أسميه عنيفاً عندما كنت سخيفاً.. و ضعيفاً.. عندما كانت حياتي مسرحاً للترهات عندما ضيعت في حبك أزهى سنواتي.. بردت قهوتنا بردت حجرتنا فلنقل ما عندنا بوضوح , فلنقل ما عندنا.. أنا ما عدت بتاريخك شيئاً أنت ما عدت بتاريخي شيئاً مالذي غيرني؟ لم أعد أبصر في عينيك ضوءاً ما الذي حررني؟ من حكاياك القديمه من قضاياك السقيمه بعد أن كنت أميره بعد أن صورك الوهم لعيني أميره بعد أن كانت ملايين النجوم فوق أحداقك تغلي كالعصافير الصغيره.. ما الذي حركني؟ كيف مزقتُ خيوط الكفن؟ و تمردت على الشوق الأجير.. و على الليل.. على الطيب .. على جر الحرير بعد أن كان مصيري مرة ً, يرسم بالشعر القصير مرة ً, يرسم بالثغر الصغير ما الذي أيقظني؟ ما الذي أرجع إيماني إليا و مسافاتي , و أبعادي , إليا.. كيف حطمت إلهي بيديا؟ بعد أن كاد الصدا يأكلني ما الذي صيرني؟ لا أرى في حسنك العادي شيا لا أرى فيك و في عينيك شيا بعد أن كنت لديا قمة ًفوق ادعاء الزمن عندما كنت غبيا
...........................................
قصيدة التحدّيات
أتحدّى.. من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ وعقودَ الياسمينِ.. أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدّى.. كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ منذُ آلافِ القرونِ.. أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي وطناً مثلَ فمي.. وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني أتحدّاهُم جميعاً.. أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً كمكاتيبِ غرامي.. أو يجيؤوكِ –على كثرتهم- بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي.. أتحداكِ أنا أن تذكُري رجلاً من بينِ من أحببتهم أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى.. مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى.. تجديني دائماً بينَ السطورْ إنني أسكنُ في الحبّ.. فما من قبلةٍ.. أُخذتْ.. أو أُعطيتْ ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ... أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي وبواريدَ القبيلهْ.. أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ أتحدّاهم جميعاً.. أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري.. أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري.. أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي عاشقاً مثلي.. وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي.. واضحكي، وابكي، وجوعي، فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي موطناً فيهِ تنامينَ كصدري إلى رجل
متى ستعرف كم أهواك .. يا رجلاً أبيع من أجله الدنيا .. وما فيها يا من تحديت في حبي له .. مدناً بحالها .. وسأمضي في تحديها لو تطلب البحر .. في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس .. في كفيك أرميها أنا أحبك . فوق الغيم أكتبها وللعصافير ، والأشجار .. أحكيها أنا أحبك . فوق الماء أنقشها وللعناقيد .. والأقداح .. أسقيها أنا أحبك ، يا سيفاً أسال دمي يا قصة لست أدري ما أسميها أنا أحبك . حاول أن تساعدني فإن من بدأ المأساة .. ينهيها وإن من فتح الأبواب .. يغلقها وإن من أشعل النيران .. يطفيها يا من يدخن في صمت .. ويتركني في البحر .. أرفع مرساتي وألقيها ألا تراني ببحر الحب .. غارقة والموج يمضغ آمالي ويرميها إنزل قليلاً عن الأهداب .. يا رجلاً مازال يقتل أحلامي .. ويحييها كفاك .. تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمات .. لست تعنيها كم اخترعت مكاتيبا ً.. سترسلها وأسعدتني ورود .. سوف تهديها وكم ذهبت لوعد .. لا وجود له وكم حلمت بأثواب سأشريها وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيرتني ذراعي .. أين ألقيها ؟ إرجع إلي .. فإن الأرض واقفة كأنما الأرض فرت من ثوانيها إرجع .. فبعدك لا عقد أعلقه ولا لمست عطوري في أوانيها لمن جمالي ؟ لمن شال الحرير ؟ لمن ؟ ضفائري منذ أعوام أربيها ؟ إرجع كما أنت .. صحو كنت أم مطر فما حياتي أنا .. إن لم تكن فيها
.................................................. ..
إلى ساذجة
لا شك .. أنت طيبه بسيطه و طيبه بساطة الأطفال حين يلعبون و أن عينيك هما بحيرتا سكون لكنني.. أبحث يا كبيرة العيون أبحث يا فارغة العيون عن الصلات التعبه عن الشفاه المخطئه و أنت يا صديقتي نقية ٌكاللؤلؤه باردة ٌكاللؤلؤه و أنت يا سيدتي من بعد هذا كله , لست امرأه هل تسمعين يا سيدتي لست امرأه و ذاك ما يحزنني لأنني أبحث يا عادية الشفاه أبحث يا ميتة الشفاه عن شفة ٍتأكلني من قبل أن تلمسني عن أعين ٍ.. أمطارها السوداء .. لا تتركني أرتاح ُ, لا تتركني و أنت يا ذات العيون المطفأه طيبة ٌكاللؤلؤه.. طيبة ٌكالأرنب الوديع كالشمع .. كالألعاب .. كالربيع هامدة ٌكالموت .. كالصقيع و ذاك ما يؤسفني.. لأنني.. يا أرنبي الوديع.. أضيق بالربيع و أكره السير على الصقيع لأنه يتعبني لأنه يرهقني
وددت يا سيدتي لو كنت أستطيع حبك ياسيدتي لو كنت أستطيع --------------------------------------------------------------------------------
عند واحدة
قلنا .. ونافقنا .. ودخنا لم يجدنا كل الذي قلنا الساعة الكبرى .. تطاردنا دقاتها .. كم نحن ثرثرنا حسناء , إن شفاهنا حطب ٌ فلنعترف أنّا تغيرنا.. ما قيمة التاريخ , ننبشه ولقد دفنا الأمس وارتحنا.. هذي الرطوبة في أصابعنا هي من عويل الريح أم منا؟ أتلو رسائلنا .. فتضحكني أبمثل هذا السخف قد كنا؟ هذي ثيابك في مشاجبها بهتت , فلست أهلة بيكها شأنا.. فالأخضر المضنى أضيق به و متى يُمل الأخضر المضنى؟ اللون مات .. أم ان أعيننا هي وحدها لا تُبصر اللونا يبس الحنو .. على محاجرنا فعيوننا حُفرٌ بلا معنى ما بال أيدينا مشنجة ً فالثلج غمر ٌإن تصافحنا ممشى البنفسج في حديقتنا قفر ٌ.. فما أحدٌ به يعنى مر الربيع على نوافذنا ومضى ليخبر أننا متنا ما للمقاعد لا تحس بنا أهي التي اعتادت أم اعتدنا أين الحرائق؟ أين أنفسنا لما أضعنا نارنا ضعنا كنا و أصبح حبنا خبراً فليرحم الرحمن من كنا يتنفس الوادي و زنبقه وشقيقه إما تنفسنا نبني المساء بجر إصبعةٍ فنجومه من بعض ما عفنا كتبي .. ومعزفك القديم هنا كم رفهت أضلاعه عنا و صحائف ٌللعزف شاحبة ٌ غبراء .. لا نلقي لها أذنا هذا سجلُ رسومنا .. تَرب ٌ العنكبوت بنى له سجنا هذا الغلام أنا .. وأنت معي ممدودة ٌفي جانبي .. لحنا لا ليس يُعقل أن صورتنا هذي .. ولسنا من حوت لسنا
قلنا .. ونافقنا .. ودخنا لم يجدنا كل الذي قلنا حسناء .. إن شفاهنا حطب ٌ فلنعترف أنا تغيرنا
.......................................
قارئة الفنجان
جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي قد مات شهيداً من مات على دين المحبوب فنجانك دنيا مرعبة وحياتك أسفار وحروب ستحب كثيراً وكثيراً وتموت كثيراً وكثيراً وستعشق كل نساء الأرض وترجع كالملك المغلوب بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها موسيقى وورود لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود والقصر كبير يا ولدي وكلاب تحرسه وجنود وأميرة قلبك نائمة من يدخل حجرتها مفقود من يطلب يدها من يدنو من سور حديقتها مفقود من حاول فك ضفائرها يا ولدي مفقود مفقود بصر ت ونجمت كثيراً لكني لم أقرأ أبداً فنجانا يشبه فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي أحزاناً تشبه أحزانك مقدورك أن تمشي أبداً في الحب على حد الخنجر وتظل وحيداً كالأصداف وتظل حزيناً كالصفصاف مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع وتحب ملايين المرات وترجع كالملك المخلوع
....................................
عند الجدار
عند جدار البيت ذات يوم أقبلتِ نحوي تسألين ما اسمي؟ كنت بعمر البراعم ِالمندّى أعوامك العشرة لم تتمي جدائل ٌرعوشةٌ .. وصدر ٌ.. كقطعة الحرير لم يشمِّ
طعامنا اللثم فلو نهينا عنه إذن متنا بغير لثم وكان .. أن عدت إلى فراشي فضاع أمني و استحال نومي و احترقت مخدتي بناري و أقبلت , على الدموع , أمي تقول : يا شقيُ .. كيف تغشى؟ زاوية الجدار دون علمي يا رحمة الله .. على جدارٍ لدنا به طفلين ذات يوم
..............................................
صديقتي وسجائري
واصل تدخينك يغرينــــي رجل في لحظة تدخيـــــن هي نقطة ضعفي كإمـرأة فإستثمر ضعفي وجنوني مأشهى تبغك والدنيـــــــــا تستقبل أول تشريــــــــن والقهوة والصحف الكسلى ورؤى وحطام فناجيـــن دخن لاأروع من رجــــــل يفنى في الركن ويفنيني رجل تنضم أصابعـــــــــــه وتفكر من غير جبيــــن أشعل واحدة من أخـــــرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفــــي نيرانك ليست تؤذنــــــي فأنا كإمرأة يرضينــــــــــــي أن ألقى نفسي في مقعـــــد ساعات في هذا المعبــــــــد أتأمل في الوجه المجهــــــد وأعد أعد عروق اليـــــــــد فعروق يديك تسلينـــــي وخيوط الشيب هنا وهنــــا تنهي أعصابي تنهينــي دخن لاأروع من رجـــــــل يفنى في الركن ويفيني أحرقني أحرق بي بيتــــي وتصرف فيه كمجنــون فأنا كإمرأة يعجبنــــــــــي أن أشعر أنك تحمينــي أن أشعر أن هناك يــــــداً تتسلل من خلف المقعـــــد كي تمسح رأسي وجبيني تتسلل من خلف المقعـــــد لتداعب أذني بسكونـي ولتترك في شعري الأسود عقداً من زهر الليمـون دخن لاأروع من رجــــــل يفنى في الركن ويفنيني ......................................... | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:24 am | | حبيبتي
حبيبتي إن يسألوك عني يوماً, فلا تفكري كثيرا قولي لهم بكل كبرياءٍ يحبني ..يحبني كثيرا..
صغيرتي. إن عاتبوك يوماً كيف قصصت شعرك الحريرا وكيف حطمت إناء طيبٍ من بعدما ربيته شهوراً وكان مثل الصيف في بلادي يوزع الظلال و العبيرا قولي لهم : أنا قصصت شعري لأن من أحبه .. يحبه قصيرا..
أميرتي إذا معاً رقصنا على الشموع لحننا الأثيرا وحولَ البيانُ في ثوان ٍ وجودنا أشعة ًو نورا وظنك الجميع في ذراعي فراشة ًتهم أن تطيرا فواصلي رقصك في هدوءٍ و اتخذي من أضلعي سريرا وتمتي بكل كبرياء ٍ يحبني .. يحبني كثيرا
حببيبتي إن أخبروك أني لا أملك العبيد و القصورا و ليس في يدي عقد ماس ٍ به أحيط جيدك الصغيرا قولي لهم بكل عنفوان يا حبي الأول والأخيرا قولي لهم : كفاني بأنه يُحبني كثيرا.. حبيبتي .. يألف يا حبيبتي حُبي لعينيك أنا كبيرٌ وسوف يبقى دائماً كبيرا
.............................................
حصان
حاذري أن تقعي بين يديا إن سمي كله في شفتيا إنني أرفض أن أبقى هنا رِجلَ كرسيٍّ..و تمثالاً غبيا حاذري أن ترفعي السوط .. ألم تركبي قبل.. حصاناً عربيا نخزةٌ منك على خاصرتي تجعل الحقد بصدري بربريا أنا شمشون .. إذا أوجعتني قلت : ياربي .. عليها .. و عليا
...................................
كيف كان ؟
تســــــــــــــاءلت .. في حنان عن حبنا كــــيف كان ؟ وكيف نحن استحلنا حرائقاً في ثــــــــــــــــــــــوان ؟ صرنا .. ضياء وصــــــــرنا في دوزنات الكمــــــــــان فالناس لو أبصــــــــــــــــــــرونا قالوا: دخان الدخـــــــــــــــان في أي أرض جمعنــــــــــــــا وأين هذا المكـــــــــــان ؟ هل كان جذعاً عتيقـــــاً في غابة السنــــــــــديان ؟ أم كان منـــــــــزل راع بلاً بالأغـــــــــــــــــــــــان ؟ على الليالي دخلنــــــــــــــا فأصبحت مهرجـــــــــان فحيث رفت خطـــــــــانا تفتقت نجمتــــــــــــــــــــان وحيث سال شذانـــــــــا تفتحت وردتــــــــــــــان ويعرف اللــــــــــــــــيل أنّا كنا له شمــــــــــعدان نُهديه حتى كـــــــأنا للــــــــــــــيل غمازتان
..................................
طريق واحد
أريدُ بندقيّه.. خاتمُ أمّي بعتهُ من أجلِ بندقيه محفظتي رهنتُها من أجلِ بندقيه.. اللغةُ التي بها درسنا الكتبُ التي بها قرأنا.. قصائدُ الشعرِ التي حفظنا ليست تساوي درهماً.. أمامَ بندقيه.. أصبحَ عندي الآنَ بندقيه.. إلى فلسطينَ خذوني معكم إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه عشرونَ عاماً.. وأنا أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه أبحثُ عن بيتي الذي هناك عن وطني المحاطِ بالأسلاك أبحثُ عن طفولتي.. وعن رفاقِ حارتي.. عن كتبي.. عن صوري.. عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه.. أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه إلى فلسطينَ خذوني معكم يا أيّها الرجال.. أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها زيتونةً، أو حقلَ برتقال.. أو زهرةً شذيّه قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي بارودتي.. صارت هي القضيّه.. أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه.. أصبحتُ في قائمةِ الثوّار أفترشُ الأشواكَ والغبار وألبسُ المنيّه.. مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني أنا الذي أغيّرُ الأقدار يا أيّها الثوار.. في القدسِ، في الخليلِ، في بيسانَ، في الأغوار.. في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار تقدموا.. تقدموا.. فقصةُ السلام مسرحيّه.. والعدلُ مسرحيّه.. إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ يمرُّ من فوهةِ بندقيّه
..................................
يدك
يـدُكِ التي حَطَّـتْ على كَتِفـي كحَمَامَـةٍ .. نَزلَتْ لكي تَشـربْ عنـدي تسـاوي ألـفَ مملَكَـةٍ يـا ليتَـها تبقـى ولا تَذهَـبْ تلكَ السَّـبيكَةُ.. كيـفَ أرفضُها؟ مَنْ يَرفضُ السُّكنى على كوكَبْ؟ لَهَـثَ الخـيالُ على ملاسَـتِها وانهَارَ عندَ سـوارِها المُذْهَـبْ الشّمـسُ.. نائمـةٌ على كتفـي قـبَّلتُـها ألْـفـاً ولـم أتعَـبْ نَهْـرٌ حـريريٌّ .. ومَرْوَحَـةٌ صـينيَّةٌ .. وقصـيدةٌ تُكتَـبْ.. يَدُكِ المليسـةُ ، كيـفَ أقنِـعُها أنِّي بها .. أنّـي بها مُعجَـبْ؟ قولـي لَهَا .. تَمْضـي برحلتِها فَلَهَا جميـعُ .. جميعُ ما تَرغبْ يدُكِ الصغيرةُ .. نَجمةٌ هَرَبَـتْ مـاذا أقـولُ لنجمـةٍ تلعـبْ؟ أنا سـاهرٌ .. ومعي يـدُ امرأةٍ بيضاءُ.. هل أشهى وهل أطيَبْ؟ .................................. أحزان في الأندلس
كتبتِ لي يا غاليه.. كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه.. عن عقبة بن نافعٍ يزرع شتلَ نخلةٍ.. في قلبِ كلِّ رابيه.. سألتِ عن أميةٍ.. سألتِ عن أميرها معاويه.. عن السرايا الزاهيه تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها حضارةً وعافيه.. لم يبقَ في إسبانيه منّا، ومن عصورنا الثمانيه غيرُ الذي يبقى من الخمرِ، بجوف الآنيه.. وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه.. لم يبقَ من قرطبةٍ سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه.. لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها.. قافيةٌ ولا بقايا قافيه.. لم يبقَ من غرناطةٍ ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه وغيرُ "لا غالبَ إلا الله" تلقاك في كلِّ زاويه.. لم يبقَ إلا قصرُهم كامرأةٍ من الرخام عاريه.. تعيشُ –لا زالت- على قصَّةِ حُبٍّ ماضيه.. مضت قرونٌ خمسةٌ مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه ولم تزل أحقادنا الصغيره.. كما هيَه.. ولم تزل عقليةُ العشيره في دمنا كما هيه حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ.. أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ مَضت قرونٌ خمسةٌ ولا تزال لفظةُ العروبه.. كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه.. كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه.. مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه
......................................
قصيدة الحزن
علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها مثلَ العُصفُور.. لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي كشظايا البللورِ المكسور علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي أسوأَ عادات علّمني أفتحُ فنجاني في الليلةِ آلافَ المرّات وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ.. وأطرقُ بابَ العرّافات علّمني.. أخرجُ من بيتي لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات وأطاردَ وجهكِ.. في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات وأطاردَ طيفكِ.. حتّى.. حتّى.. في أوراقِ الإعلانات علّمني حُبّكِ كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ تحسُدُهُ كُلُّ الغَجريّات بحثاً عن وجهٍ.. عن صوتٍ.. هوَ كُلُّ الأوجهِ والأصوات أدخلني حبُّكِ سيِّدتي مُدُنَ الأحزان وأنا من قبلكِ لم أدخل مُدُنَ الأحزان.. لم أعرِف أبداً أن الدمعَ هو الإنسان أن الإنسانَ بلا حزنٍ.. ذكرى إنسان علّمني حبكِ.. أن أتصرَّفَ كالصّبيان أن أرسمَ وجهك.. بالطبشورِ على الحيطان وعلى أشرعةِ الصَّيادين على الأجراسِ.. على الصُّلبان علّمني حبكِ.. كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ تكُفُّ الأرضُ عن الدوران.. علّمني حُبك أشياءً ما كانت أبداً في الحُسبان فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ.. دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان وحلمتُ بأن تتزوجني بنتُ السلطان تلكَ العيناها.. أصفى من ماء الخُلجان تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان وحلمتُ بأني أخطِفُها مثلَ الفُرسان.. علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان علّمني.. كيفَ يمرُّ العُمر ولا تأتي بنتُ السلطان.. علّمني حُبُّكِ أن أحزن وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها مثلَ العُصفُور.. لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي كشظايا البللورِ المكسور
الممثلون
(1) حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ مُسَطَّحاً كحدوةِ الحصانْ .. مُدوَّراً كحدوةِ الحصانْ .. وتستطيعُ أيُّ بندقيّةٍ يرفعُها جَبانْ أن تسحقَ الإنسانْ حينَ تصيرُ بلدةٌ بأسرِها .. مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ وتصبحُ الجرائد الموَجَّههْ .. أوراقَ نعيٍ تملأُ الحيطانْ يموتُ كلُّ شيءْ يموتُ كلُّ شيءْ الماءُ ، والنباتُ ، والأصواتُ ، والألوانْ تُهاجِرُ الأشجارُ من جذورِها يهربُ من مكانِه المكانْ وينتهي الإنسانْ
(2) حينَ يصيرُ الحرفُ في مدينةٍ حشيشةً يمنعُها القانونْ ويصبحُ التفكيرُ كالبغاءِ ، واللّواطِ ، والأفيونْ جريمةً يطالُها القانونْ حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ فلا يثورونَ ولا يشكونْ ولا يغنّونَ ولا يبكونْ ولا يموتونَ ولا يحيونْ تحترقُ الغاباتُ ، والأطفالُ ، والأزهارْ تحترقُ الثمارْ ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه أذلَّ من صرصارْ ..
(3) حينَ يصيرُ العدلُ في مدينةٍ سفينةً يركبُها قُرصانْ ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ أكبرَ من مساحةِ الأجفانْ يسقطُ كلُّ شيءْ الشمسُ ، والنجومُ ، والجبالُ ، والوديانْ والليلُ ، والنهارُ ، والبحارُ ، والشطآنْ واللهُ .. والإنسانْ
(4) حينَ تصيرُ خوذةٌ .. كالربِّ في السّماءْ تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ تمعسُهمْ .. تهرسُهمْ .. تميتُهمْ .. تبعثُهمْ .. تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ .. مِمسَحَةً .. والفكرُ كالحذاءْ حينَ تصيرُ نسمةُ الهواءْ تأتي بمرسومٍ من السلطانْ وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها .. تأتي بمرسومٍ من السلطانْ وقطرةُ الماءِ التي نشربُها تأتي بمرسومٍ من السلطانْ حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها ماشيةً تعلفُ في زريبةِ السلطانْ يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ وتُجهَضُ النساءْ .. وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا .. مشنقةً سوداءْ
(5) متى سترحلونْ ؟ المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ .. متى سترحلونْ ؟ والناسُ في القاعةِ يشتمونَ .. يبصقونْ كانتْ فلسطينُ لكمْ .. دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ كانتْ فلسطينُ لكمْ .. قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ طوبى لكمْ .. على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ فألفُ تُشكَرونْ .. على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ
(6) حربُ حُزيرانَ انتهتْ .. فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ أخبارُنا جيّدةٌ وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ وطاولاتُ الزّهرِ .. ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ والقمرُ المزروعُ في سمائِنا مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ وصوتُ فيروزَ ، من الفردوسِ يأتي : " نحنُ راجعونْ " تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ " صاروا على مِترَينْ من أبوابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ " ناموا على فراشِنا ، و "نحنُ راجِعونْ " وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ : " إنّا إلى الله لَراجعونْ " ...
(7) حربُ حزيرانَ انتهتْ وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ كُتّابُنا على رصيفِ الفكرِ عاطلونْ من مطبخِ السلطانِ يأكلونْ بسيفهِ الطويلِ يضربونْ كُتّابُنا ما مارسوا التفكيرَ من قرونْ لم يُقتَلوا .. لم يُصلَبوا .. لم يقِفوا على حدودِ الموتِ والجنونْ كُتّابُنا يحيونَ في إجازةٍ .. وخارجَ التاريخِ .. يسكنونْ .. حربُ حزيرانَ انتهتْ جرائدُ الصباحِ ما تغيّرتْ الأحرفُ الكبيرةُ الحمراءُ .. ما تغيّرتْ الصورُ العاريةُ النكراءُ .. ما تغيّرتْ والناسُ يلهثونْ .. تحتَ سياطِ الجنسِ يلهثونْ تحتَ سياطِ الأحرفِ الكبيرةِ الحمراءِ .. يسقطونْ الناسُ كالثيرانِ في بلادِنا ، بالأحمرِ الفاقعِ يُؤخَذونْ ...
(Cool حربُ حزيرانَ انتهتْ ... وضاعَ كلُّ شيءْ .. الشّرفُ الرّفيعُ ، والقلاعُ ، والحصونْ والمالُ والبنونْ لكنّنا .. باقونَ في محطّةِ الإذاعهْ .. " فاطمةٌ تُهدي إلى والدِها سلامَها .. " " وخالدٌ يسألُ عن أعمامِه في غَزَّةَ .. وأينَ يقطنونْ ؟ " " نفيسةٌ قد وضعتْ مولودَها .. " " وسامرٌ حازَ على شهادةِ الكفاءهْ .. " " فطمئنونا عنكُمُ .. " عنوانُنا المخيّمُ التسعونْ .. "
(9) حربُ حزيرانَ انتهتْ .. كأنَّ شيئاً لم يكنْ .. لم تختلفْ أمامَنا الوجوهُ والعيونْ محاكمُ التفتيشِ عادتْ .. والمفتّشونْ والدونكشوتيّونَ .. ما زالوا يُشَخِّصونْ والناسُ من صعوبةِ البُكاءِ يضحكونْ ونحنُ قانِعونْ .. بالحربِ قانعونْ .. والسلمِ قانعونْ بالحرِّ قانعونْ .. والبردِ قانعونْ بالعقمِ قانعونْ .. والنسلِ قانعونْ بكلِّ ما في لوحِنا المحفوظِ في السماءِ قانعونْ .. وكل ما نملكُ أن نقولَهُ : " إنّا إلى اللهِ لَراجعونْ " ...
(10) إحترقَ المسرحُ مِن أركانِهِ ولم يَمُتْ ـ بعدُ ـ الممثِّلونْ ................................. الهرم الرابع
في ذكرى الزعيم العربي جمال عبد الناصر
1 السيّدُ نامْ السيّدُ نام السيّدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إجدى الغزواتْ السيّدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي.. في حُضنِ الغاباتْ السيّدُ نامَ.. وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ ماتْ؟ القائدُ لم يذهبْ أبداً بل دخلَ الغرفةَ كي يرتاحْ وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ.. كما يصحو عطرُ التفاحْ.. الخبزُ سيأكلهُ معنا.. وسيشربُ قهوتهُ معنا.. ونقولُ لهُ.. ويقولُ لنا.. القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ.. فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..
2 يا مَن تبكونَ على ناصرْ.. السيّدُ كانَ صديقَ الشمس.. فكفّوا عن سكبِ العبراتْ.. السيّد ما زالَ هُنا.. يتمشّى فوقَ جسورِ النيلِ.. ويجلسُ في ظلِّ النخلاتْ.. ويزورُ الجيزةَ عندَ الفجرِ.. ليلثمَ حجرَ الأهراماتْ. يسألُ عن مصرَ.. ومَن في مصرَ.. ويسقي أزهارَ الشرفاتْ.. ويصلّي الجمعةَ والعيدينِ.. ويقضي للناسِ الحاجاتْ ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ.. في طميِ النيلِ، وزهرِ القطنِ.. وفي أطواقِ الفلاحاتْ.. في فرحِ الشعبِ.. وحزنِ الشعب.. وفي الأمثالِ وفي الكلماتْ ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ.. من قالَ الهرمُ الرابعُ ماتْ؟
3 يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى عبدُ الناصرْ؟ يا مَن يتساءلُ: هلْ يأتي عبدُ الناصرْ.. السيّدُ موجودٌ فينا.. موجودٌ في أرغفةِ الخُبزِ.. وفي أزهارِ أوانينا.. مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ، وفوقَ رمالِ شواطينا.. موجودٌ في أوراقِ المصحفِ في صلواتِ مُصلّينا.. موجودٌ في كلماتِ الحبِّ.. وفي أصواتِ مُغنّينا.. موجودٌ في عرقِ العمّالِ.. وفي أسوانَ.. وفي سينا.. مكتوبٌ فوقَ بنادقنا.. مكتوبٌ فوقَ تحدينا.. السيّدُ نامَ.. وإن رجعتْ أسرابُ الطيرِ.. سيأتينا | |
| | | | ® عضو مميّز ® رسالة sms : عدد المساهمات : 267 نوسا البحر : 2016-07-12, 4:25 am | | الحاكم والعصفور
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ لأقرأَ شعري للجمهورْ فأنا مقتنعٌ أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ – بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ وليسَ معي إلا دفترْ يُرسلني المخفرُ للمخفرْ يرميني العسكرُ للعسكرْ وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ لكنَّ الضابطَ يوقفني ويريدُ جوازاً للعصفورْ تحتاجُ الكلمةُ في وطني لجوازِ مرورْ
أبقى ملحوشاً ساعاتٍ منتظراً فرمانَ المأمورْ أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ ودمعي في عينيَّ بحورْ وأمامي كانتْ لافتةٌ تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ) تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ) وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ أتقيأُ أحزاني.. وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ وأظلُّ على بابِ بلادي مرميّاً.. كالقدحِ المكسورْ ..............................
الاستجواب
(1) مَنْ قَتَلَ الإمامْ ؟ المُخبِرونَ يملأونَ غرفتي مَن قتلَ الإمامْ ؟ أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي مَنْ قتلَ الإمامْ ؟ مَن طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقهْ ؟ ومزَّقَ الجُبَّةَ ، والكشكولَ ، والمِسبَحَةَ الأنيقهْ ؟ يا سادَتي : لا تقلعوا أظافري بحثاً عن الحقيقهْ في جثةِ القتيلِ ، دوماً ، تسكنُ الحقيقهْ .
(2) مَن قتلَ الإمامْ ؟ عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يدخلونْ عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يخرجونْ محاضِرٌ .. آلاتُ تسجيلٍ .. مصوّرونْ يا سادَتي : ما النفعُ من إفادَتي ؟ ما دمتُمْ ـ إن قلتُ وإنْ ما قلتْ ـ سوفَ تكتبونْ ما تنفعُ استغاثتي ؟ ما دمتمْ ـ إن قلتُ وإن ما قلتُ ـ سوفَ تضربونْ ما دمتمْ منذُ حكمتُمْ بلدي .. عنّي تُفَكّرونْ ..
(3) لستُ شيوعيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ ولا يمينيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ مسقطُ رأسي في دمشقَ الشامْ .. هل واحدٌ من بينكمْ يعرفُ أينَ الشامْ ؟ هل واحدٌ من بينكم أدمنَ سُكنى الشامْ ؟ رَواهُ ماءُ الشامْ .. كَواهُ عِشقُ الشامْ ؟ تأكّدوا يا سادتي لن تجدوا في كلِّ أسواقِ الورودِ وردةً كالشامْ وفي دكاكينِ الحِلى جميعِها .. لؤلؤةً كالشامْ لن تجدوا .. مدينةً حزينةَ العينينِ مثلَ الشامْ ..
(4) لستُ عميلاً قذراً ... ـ كما يقولُ مخبروكمْ ـ يا سادتي الكرامْ ولا سرقتُ قمحةً ، ولا قتلتُ نملةً ولا دخلتُ مركزَ البوليسِ يوماً .. سادتي الكرامْ يعرفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ يعرفُني الأطفالُ ، والأشجارُ ، والحَمامْ وأنبياءُ اللهِ يعرفونني عليهمْ الصلاةُ والسلامْ الصلواتُ الخمسُ .. لا أقطعُها يا سادتي الكرامْ .. وخطبةُ الجمعةِ لا تفوتُني .. يا سادتي الكرامْ .. من ربعِ قرنٍ وأنا أمارسُ الركوعَ والسجودْ أمارسُ القيامَ والقعودْ أمارسُ التشخيصَ خلفَ حضرةِ الإمامْ يقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ ) أقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ ) يقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ ) أقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ ) يقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نَسلَهُمْ ) أقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نسلهُمْ ) يقولُ : (أغرقْ حرثَهم وزرعَهمْ ) أقولُ : (أغرقْ حرثَهمْ وزرعَهمْ ) وهكذا .. يا سادتي الكرامْ قضيتُ عشرينَ سنهْ .. أعيشُ في حظيرةِ الأغنامْ أعلفُ كالأغنامْ أنامُ كالأغنامْ أبولُ كالأغنامْ أدورُ كحبّةٍ في مسبحةِ الإمامْ لا عقلَ لي .. لا رأسَ .. لا أقدامْ .. أستنشقُ الزكامَ من لحيتِه .. والسُّلَّ في العظامْ .. قضيتُ عشرينَ سنهْ مُكَوَّماً كرزمةِ القشِّ على السجّادةِ الحمراءْ أُجلَدُ كلَّ جمعةٍ بخطبةٍ غرّاءْ أبتلعُ البيانَ ، والبديعَ ، والقصائدَ العصماءْ أبتلعُ الهُراءْ عشرينَ عاماً .. وأنا يا سادتي أسكنُ في طاحونةٍ ما طحنتْ قطُّ سوى الهواءْ
(5) يا سادتي بخنجَري هذا الذي تَرَوْنَهُ طعنتُهُ بالصدرِ والرقبهْ طعنتُه في عقلهِ المنخورِ مثلَ الخشبهْ طعنتُه باسمي أنا .. واسمِ الملايينِ من الأغنامْ يا سادتي : أعرفُ أنَّ تُهمَتي عقابُها الإعدامْ لكنّني قتلتُ إذ قتلتُهُ كلَّ الصراصيرِ التي تنشدُ في الظلامْ والمستريحينَ على أرصفةِ الأحلامْ قتلتُ إذْ قتلتُهُ .. كلَّ الطفيليّاتِ في حديقةِ الإسلامْ كلَّ الذينَ يطلبونَ الرزقَ من دُكّانةِ الإسلامْ قتلتُ إذْ قتلتُهُ ، يا سادتي الكرامْ كلَّ الذينَ منذُ ألفِ عامْ .. يَزْنُونَ بالكلامْ
................................. القميص الأبيض
ألست تهنئنى يا بخيل ؟ بهذا القميص الجديد علي جديد .. وتسكت على وعنه أأنت الحنون .. أأنت الوفي ؟ مغارز خيطانه .. أغنيات فياجاحد الطيب , قل أى شيء سألتك دغدغ غرورى .. فان جميلا لديك , جميل لدي تتوسع عند مساقط كمى وضاق .. وضاق على ناهدي ورشق التطاريز .. والنمنمات ورشات ضوء .. ورشات في .. تبارك هذا القميص , ملأت ظنونى نقاء ملأت يدى سرقت نهار عيونى .. فعفوا .. اذا يبس الضوء فى ناظري تذكرت تفاحة .. عندنا اذا أزهرت أمطرتنا حلى لأنت رفيق الشموس .. رفيقى كأن عراك تفتحن في صباح اللأصابيح أنت , توالد نجوما أيا غصن لوز صبى على حجر العين .. صفق قميصا نقيا .. كوجه بلادى النقى .........................................
السيمفونية الجنوبية الخامسة
سَمَّيتُكَ الجنوب يا لابساً عباءةَ الحسين وشمسَ كربلاء يا شجرَ الوردِ الذي يحترفُ الفداء يا ثورةَ الأرضِ التقت بثورةِ السماء يا جسداً يطلعُ من ترابهِ قمحٌ وأنبياء
سميّتُك الجنوب يا قمر الحُزن الذي يطلعُ ليلاً من عيونِ فاطمة يا سفنَ الصيدِ التي تحترفُ المقاومة.. يا كتب الشعر التي تحترف المقاومة.. يا ضفدع النهر الذي يقرأ طولَ الليلِ سورةَ المقاومة
سميتك الجنوب.. سميتك الشمعَ الذي يضاءُ في الكنائس سميتك الحناء في أصابع العرائس سميتك الشعرَ البطوليَ الذي يحفظه الأطفالُ في المدارس سميتك الأقلامَ والدفاترَ الوردية سميتك الرصاصَ في أزقةِ "النبطية" سميتك النشور والقيامة سميتك الصيفَ الذي تحملهُ في ريشها الحمامة
سميتك الجنوب سميتك النوارس البيضاء، والزوارق سميتك الأطفالَ يلعبونَ بالزنابق سميتك الرجالَ يسهرونَ حولَ النارِ والبنادق سميتك القصيدةَ الزرقاء سميتك البرقَ الذي بنارهِ تشتعلُ الأشياء سميتك المسدسَ المخبوءَ في ضفائرِ النساء سميتك الموتى الذينَ بعد أن يشيَّعوا.. يأتون للعشاء ويستريحون إلى فراشهم ويطمئنون على أطفالهم وحين يأتي الفجرُ، يرجعون للسماء
سيذكرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً بين قرى الجنوب، تدعى "معركة" قد دافعت بصدرها عن شرفِ الأرض، وعن كرامة العروبة وحولها قبائلٌ جبانةٌ وأمةٌ مفككه
سميتك الجنوب.. سميتكَ الأجراسَ والأعياد وضحكةَ الشمس على مرايلِ الأولاد يا أيها القديسُ، والشاعرُ والشهيد يا ايها المسكونُ بالجديد يا طلقةَ الرصاص في جبينِ أهلِ الكهف ويا نبيَّ العنف ويا الذي أطلقنا من أسرنا ويا الذي حررنا من خوف
لم يبقَ إلا أنت تسيرُ فوق الشوكِ والزجاج والإخوة الكرام نائمون فوقَ البيضِ كالدجاج وفي زمانِ الحربِ، يهربون كالدجاج يا سيدي الجنوب: في مدنِ الملحِ التي يسكنها الطاعونُ والغبار في مدنِ الموتِ التي تخافُ أن تزورها الأمطار لم يبق إلا أنت.. تزرع في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ والأقمار لم يبقَ إلا أنت.. إلا أنت.. إلا أنت فافتح لنا بوابةَ النهار
.......................................
الحب والبترول
متى تفهمْ ؟ متى يا سيّدي تفهمْ ؟ بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟ متى تفهمْ ؟ متى تفهمْ ؟ أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟ بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟ متى تفهمْ ؟ بأنّي لستُ مَن تهتمّْ بناركَ أو بجنَّاتكْ وأن كرامتي أكرمْ.. منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ كأنَّ جميعَ من صُلبوا.. على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا.. وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ تغوصُ القدسُ في دمها.. وأنتَ صريعُ شهواتكْ تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ متى تفهمْ ؟ متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ
.............................................
ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
أتراها تحبني ميسـون..؟ أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ كيف أخفي الهوى وكيف أبين
هل مرايا دمشق تعرف وجهي من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟
يا زماناً في الصالحية سـمحاً أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
يا سريري.. ويا شراشف أمي يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
يا زورايب حارتي.. خبئني بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إن بدوت حزيناً إن وجه المحب وجه حزين
ها هي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعـة ..وحـور عين
آه يا شام.. كيف أشرح ما بي وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ
يا دمشق التي تفشى شذاها تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
قادم من مدائن الريح وحـدي فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
أهي مجنونة بشوقي إليها... هذه الشام، أم أنا المجنون؟
إن تخلت كل المقادير عني فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري أحسن وقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ كم الثلج دافئ.. وحنـونُ
سنوات سبع من الحزن مرت مات فيها الصفصاف والزيتون
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي كيف ينسى غرامـه المجنون؟
شمس غرناطةَ أطلت علينا بعد يأس وزغردت ميسلون
0000000000000000000000000000000
الى عينين شماليتين
استوقفتنى , والطريق لنا ذات العيون الخضر .. تشكرنى كرمتنى - قالت - بأغنية والشعر يكرم اذا يكرمنى لا تشكرينى ... واشكرى أفقا نجماته نزلت تطوقنى .. وجنينة خضراء .. ان ضحكت فعلى حدود النجم تزرعى شاء الصنوبر أن أصوره أأرد مطلبه .. أيمكننى ؟ ونظرت فى عينى محدثي والمد يطوينى .. وينشرنى فاذا الكروم هناك .. عارشة واذا القلوع الخضر .. تحملنى .. هذى بحار كنت أجهلها لابر - بعد اليوم - يا سفنى .. معنا الرياح ... فقل لأشرعى عبى المدى الزيتى واحتضنى خجل ... اذا لم ترس صاريتى فى مرفأين باخر الزمن ماذا ؟ أيتعبك المدى ؟ أبدا لاشىء فى عينيك يتعبنى أرجو الضياع وأستريح له يا ويل درب لا يضيعنى .. و تطلعت .. فطريق ضيعتنا مازلت أعرفها وتعرفنى بيتى .. وبيت أبى .. وبيدرنا و شجيرة النارنج تحضنى تاهت بعينيها وما علمت أنى عبدت بعينها .. وطنى | |
| | | | ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-10-22, 9:10 pm | | قِراءةٌ في نَهدَين إفريقيَّينْ
أعطيني وقتاً..
كي أستقبلَ هذا الحبَّ الآتي من غير استئذانْ
أعطيني وقتاً..
كي أتذكَرَ هذا الوجهَ الطالعَ من شَجَر النسيانْ
أعطيني وقتاً..
كي أتجنَّبَ هذا الحبَّ الواقفَ في نِصْفِ الشِرْيَانْ
أعطيني وقتاً..
حتَّى أعرفَ ما اسِْمُكِ..
حتَّى أعرفَ ما اسْمِي..
حتَّى أعرفَ أين ولدتُ،
وأينَ أموتُ،
وكيف سأُبْعَثُ عُصفوراً بين الأجفان
أعطيني وقتاً..
حتى أدرسَ حالَ الريحِ،
وحالَ الموجِ،
وأدرسَ خارطةَ الخلجانْ..
***
يا امرأةً تسكُنُ في الآتي..
يا حَبَّ الفُلْفُلِ والرُمَّانْ..
أعطيني وطناً يُنسيني كلَّ الأوطانْ
أعطيني وقتاً..
كي أتفادى هذا الوجهَ الأندلسيَّ، وهذا الصوتَ الأندلسيَّ،
وهذا الموتَ الأندلسيَّ..
وهذا الحزنَ القادمَ من كلّ مكانْ..
أعطيني وقتاً يا سيِّدتي
كي أتنبَّأ بالطوفانْ..
***
يا امرأةً..
كانوا كتبوها في كُتُب السِّحْرْ
من قَبْلِكِ كان العالمُ نثراً..
ثم أتيتِ فكان الشِّعْرْ
أعطيني وقتاً..
كي أستوعبَ هذا النهدَ الراكضَ نحوي مثلَ المهْرْ..
كرويٌّ نهدُكِ مثل النقطة فوق السطرْ..
بدويٌّ.. مثل حبوبِ الهالِ،
ومثلَ القهوة فوق الجمرْ..
وقديمٌ مثل نحاس الشامِ..
قديمٌ مثل معابد مصرْ..
وأنا مهتمٌ بالتاريخِ،
وعصرٍ يُخرجُني من هذا العصرْ
وأنا بدويٌّ.. أَخزنُ في رئتيَّ الريحَ،
وأخزنُ في شفتيَّ الشمسَ،
وأخزن في أعصابي الثأرْْ..
فانكسِري فوق سرير الحُبِّ، انكسري
مثل دواة الحبرْ..
وانتشري.. كالعطر الهنديّ
فإنّي اللحمُ.. وأنتِ الظِفْرْ..
***
أَعطيني الفرصةَ..
كي ألتقطَ السَمَكَ السابحَ تحت مياه الخصرْ..
قَدَماكِ على وَبَرِ السُجَّادةِ.. حالةُ شِعْرْ
ويداكِ.. على البطن المتحمّسِ للأطفالِ،
قصيدةُ شِعْرْ..
أعطيني الفرصةَ..
كي أكتشف الحدَّ الفاصلَ بين يقين الحُبّ..
وبين الكُفْرْ..
أعطيني الفرصةَ..
حتى أَقْنَعَ أنيِّ قد شاهدتُ النجمَ
وكَلَّمني سيِّدُنا الخُضْرْ..
***
يا امرأةً.. يسقُطُ من فخذيْها البَلَحُ الأشقرُ..
مثلَ النخلة في الصحراءْ..
يتكلَّمُ نهدُكِ سبعَ لُغَاتٍ..
وأنا أحترفُ الإصغاءْ..
أعطيني الفرصةَ..
كي أتجنّبَ هذا الحبَّ العاصفَ،
هذا الحبَّ الجارفَ..
هذا الحبَّ الشَتَويَّ الأجواءْ
أعطيني الفرصةَ حتى أقنعَ، حتى أؤمنَ، حتى أكفرَ..
حتى أدخلَ في لحم الأشياءْ..
أعطيني الفرصةَ.. حتى أمشيَ فوقَ الماءْ..
***
أعطيني الفرصةَ..
كي أتَهَيّأَ قبل نزول البحرْ..
فكثيفٌ ملحُ البحر العالقُ بين السُرَّةِ.. والنهدينْ
وكثيفٌ سَمَكُ القرش القادمُ.. لا أدري من أينْ؟
أعطيني الفرصةَ كي أتنفَّسَ..
إن حشيشَ البحر خرافيٌّ تحت الإبطينْ
أعطيني الفرصةَ..
حتى أقرأ حظّي في عينيكِ المغلقتينْ..
فأنا سيِّدتي لم أتعوّدْ..
أن أتقمَّصَ في رَجُلَيْنْ..
***
يا ذاتَ الوجه الإفريقيِّ، المأساوِيِّ، السِنْجاني..
يا امرأةً تدخل في تركيب النار، وفي تركيب الأعشابِ..
أعطيني الفرصةَ كي أتهيَّأَ..
كي أتأقلَمَ..
كي أتعوَّدَ..
كي أتأكَّد من ماهيّة إعجابي..
أعطيني عشرَ دقائقَ.. خمس دقائقَ..
حتى يهدأَ زَبَدُ الجنسِ، وتهدأَ حربُ الأعصابِ..
***
أعطيني الفرصةَ كي أرتاحَ..
وعند الفجر، سأُعطيكِ جوابي.. | |
| | | | | ابدأ يومك بقراءة قصيدة لنزار قبانى هنا جميع قصائد نزار قبانى قراءة مباشرة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
|
|