لما يكون اللي بيغشوا أقلية محدودة، بيبقى الغش قلة أدب ونقص رباية،
وينفع فيه العقاب وخلاص. لكن لما يكون فيه غش جماعي بيشارك فيه الأهالي،
ولما الأغلبية تغش وتبقى متصالحة تماما مع ده، نبقى بنواجه ظاهرة اجتماعية مش أزمة أخلاق.
والظاهرة الاجتماعية اللي بنواجهها هي اليقين الراسخ بإن مفيش تعليم ولا حاجة،
وإن الفعل اللي اسمه إن الناس تتعلم حاجة وتنور مخها وتفهم أشياء جديدة ده اختفى من المدارس ومفيش حد مصدقه.
اللي الناس مصدقاه حاجة تانية: إن الشهادة مهمة عشان الترقي الاجتماعي وعشان الحفاظ على البرستيج وعشان الحصول على الوظائف. ده هو الموضوع. وبما إن هو ده الموضوع فالمسألة مش تعلم بل اقتناص شهادة، ومعرفة المنهج التعليمي ملهاش علاقة بالهدف، والغش فعل طبيعي، لأن كده كده مفيش تعليم، ده حفظ ووجع دماغ، والامتحان نفسه عقوبة قاسية غبية. محدش مؤمن بالعملية التعليمية دي خالص، لا المدرس ولا التلميذ ولا الأهل، الكل متورط، واللي معاه فلوس بيهرب لنظم موازية، واللي ممعاهوش أغلبيته بيحاول يشوفله أي حلول، ومن ضمنها الغش. أما المخرج من المأساة دي، فمحتاج ثورة حقيقية وشاملة - ومنتصرة - زي ما كل حاجة في بلادنا محتاجة ثورة عشان تبقى إنسانية وليها معنى