® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2016-04-18, 2:21 pm | | أحوال الحس المتنقل بين الحب والافتتان
حب أم افتتان
أصبحت ارى حولى العديد من العلاقات الخالية من الشغف، والأهم من تلك الخالية من الإخلاص.. علاقات بُنيت على الافتتان فقط، فتذبل عندما يختفى تأثيره، عندها يأخذ الشخص المُفتتن أحد القرارات التالية، إما الإبقاء على الطرف الآخر معه فى العلاقة لأنه لا يريد أن يبقى وحيدا حتى يعثر على خيار أفضل، أو الاتجاه إلى الخيانة العاطفية، أو إنهاء العلاقة. الافتتان هو أول مراحل الحب، وهو مرحلة مهمة لأن عليها تُبنى العلاقة، فلا يستطع -مثلا- أن يدخل شخص فى علاقة مع آخر بدون وجود عنصر الإنجذاب بينهما. الافتتان هو أجمل وأكثر مراحل الحب إثارة، ففى تلك الفترة يرى الشخص المفتون حبيبه أو حبيبته الأكثر جمالا وذكاءًا وجاذبية، وكأن كل ما فى الكون يتمحور حول ذلك الحبيب.. قد يُفتن الشخص لأسباب مختلفة، فقد يُفتن بالشكل أو طريقة الكلام أو الذوق الفنى أو لوجود اهتمامات مشتركة او لكيمياء الجسد.. إلخ. إنها تلك المرحلة التى يقضى فيها المتحابون ساعات وساعات على الهاتف يتحدثون دون ملل أو كلل، حتى إن قوة وغزارة مشاعرهم فى تلك المرحله من الممكن أن تكون مؤلمه جسديا لهم، لأنها أقوى من أن يستوعبها جسدهم، فجملة “احبك لدرجة مؤلمة”، ليست غريبة فى تلك المرحلة. وبالرغم من حالة اليوفوريا والرضاء عن الكون التى تسببها فترة الافتتان للطرفين فى العلاقة، إلا أنها تعد أكثر مرحلة خادعة فى مراحل الحب، وذلك لأن المخ فى تلك المرحلة يعمل على إفراز العديد من المواد الكيميائية مثل الدوبامين التى لها تأثير مشابه لتأثير المخدرات عليه، ويزيد إفراز المخ لتلك المادة (وبالتالى زيادة الحاجة المُلحة للتقارب العاطفى والجسدى)، كلما تطورت العلاقة فى تلك المرحلة. إفراز المخ للدوبامين وغيره من المواد الكيميائية بنسب كبيرة يؤثر عليه بالسلب، وبالتالى على القرارات التى من الممكن أن يأخذها الشخص. حالة الافتتان تختلف فى طول مدتها من شخص لآخر، ولكن غالبا ما تستمر من ٦ شهور لسنتين، عندها يبدأ تأثير المواد التى يفرزها المخ بالاختفاء تدريجيا، ويرى الشخص المُفتتن الطرف الآخر على حقيقته بدون أى عوامل مؤثرة، ومن هنا تبدأ المرحلة المؤلمة لكلا الطرفين، فأحدهما لم يعد مهتما بما يكفى، ولا يثير انبهاره أى شىء يفعله الطرف الآخر، كما كان الحال من قبل، وقد يتألم أو يشعر بالذنب نحو الطرف الآخر، لأنه يرى أن ما كان يثير إعجابه قد اصبح مصدر إزعاج له، والشخص الآخر فى العلاقة لا يعلم كيف حدث هذا التغيرالجذرى فى المشاعر، وما أسبابه، وغالبا ما ينتهى به الحال وحيدا يجمع قِطَع قلبه الذى تم تحطيمه من قِبل الشخص المُفتتن. هذا لا يعنى بالضرورة أنه بعد انتهاء مرحلة الافتتان، يجب أن تفشل العلاقه، ولكن من الممكن أن نقول إن مرحلة الافتتان هي جسر العبور للعلاقة الحقيقية التى قد لا تتسم بنفس شدة المشاعر، إلا أنها تتسم بالالتزام وزيادة الترابط النفسى والعاطفى والجسدى بين الشخصين بمرور الوقت، فكلاهما الآن يعلم ما هي عيوب الطرف الآخر واختلافاته، ويتقبلها ويحب أحدهما الآخر بالرغم منها. الافتتان أحد مراحل الحب، وهو حجر الأساس فى العلاقة، ولكن لا يمكن أن تُبنى به وعليه فقط، لذلك يجب على أى اثنين فى علاقة حديثة أن لا يتسرعا فى اتخاذ قرار الارتباط الرسمي، أو الأسوأ قرار الإنجاب، إلا بعد انتهاء تلك الفترة، فلقد شاهدت العديد من الزيجات التى انهارت وانتهت نهاية سيئه جدا، لأنها بُنيت على عامل الافتتان فقط، ظنا من الطرفين أن لهيب المشاعر عامل كافِ لاستمرارية العلاقه ونجاحها. الحب ليس افتتانا وشهوة ومشاعر ملتهبة فقط، الحب طباع متوافقة، الحب هو رضا الطرفين عن الإنجذاب النفسى والعاطفى والفكرى والجسدى بينهما، الحب هو استقرار المشاعر، الحب هو مقدرة كلا الطرفين على الاعتماد على بعضهما البعض، الحب أخذ وعطاء، الحب ثقة، الحب هو أن تعلم أنه من الممكن أن يوجد الأجمل أو الأكثر نجاحا من حبيبك أو حبيبتك، لكنك لا تلجأ وأنت معهم لعقد تلك المقارنة، الحب تضحيات تتم برضا الطرفين.. ببساطة الحب هو عكس كل ما يمثله الافتتان. _________________ حسن بلم | |
| |