أجهزة البصمة الالكترونية
الأجهزة الإلكترونية التي تتعرف على بصمة الأصابع كانت جزءاً أساسياً في جميع قصص الجاسوسية في العقود الماضية، ولكن استخدامها كان قليلاً في الواقع، وفي السنوات الأخيرة انتشرت أجهزة البصمات الإلكترونية في كل مكان، وخاصة في أقسام الشرطة والمنشآت المهمة.
أساسيات بصمات الأصابع
من المعروف أن كل شخص خلقة الله عزّ وجلّ له هوية خاصة به، توجد في أطراف أصابعه، ولا تتشابه بصمات إنسان وآخر أبداً، حتى وإن كانا توأمين متطابقين، وهذا من المعجزات الإلهية في خلق الإنسان، حتى وإن بدت لأول وهلة أن بصمات شخصين متطابقة فإن الفحص البصري الدقيق للخبراء يمكنه تمييز الفرق بسهولة وكذلك برامج الحاسب يمكنها التعرف على هذه الفروق بين البصمات، وهذا هو دور أجهزة التعرف على البصمات، فهي تصور بصمة الإصبع عن طريق الماسح الضوئي، ثم تخزنها في ملف على الجهاز وعند الطلب يتم أخذ بصمة لمستخدم ومطابقتها بالبصمة المخزنة فإن تطابقا يسمح له بالمرور.
أجهزة تصوير البصمة
أجهزة تصوير البصمات لها وظيفتان، الأولى: الحصول على صورة رقمية لبصمة الأصابع لشخص معين يسمح له بالمرور، والوظيفة الثانية: هي أخذ صورة بصمة الأصابع لشخص يطلب السماح له بالمرور، وبعد الحصول عليها فإنه يطابقها بالصورة الأصلية المخزنة عنده.
هناك طريقتان للحصول على الصورة الرقمية لبصمات الأصابع، الطريقة الأولى: هي المسح الضوئي، والثانية: هي المسح الكهربي، وكلاهما يؤدي إلى نفس النتيجة ولكن بطرق مختلفة.
المسح الضوئي
يحتوي الماسح الضوئي على جهاز حساس charge coupled device (CCD) مثل الموجود في الكاميرات الرقمية، وهو عبارة عن مصفوفة من خلايا حساسة للضوء تسمى photosite وتنتج إشارة كهربية عند تعرضها للضوء، وكل خلية تنتج مربعاً متناهياً في الصغر وهذا المربع إما مضيء أو مظلم طبقاً لنتيجة تعرضه للضوء، فالخلايا التي لم تتعرض للضوء تكون مظلمة وتلك التي تعرضت للضوء تكون مضيئة، وتتكون الصورة من المظلم والمضيء ثم تتحول إلى دورة رقمية ليتم حفظها إلكترونيا، وتبدأ عملية المسح الضوئي حينما يضع الشخص يده على لوح زجاجي ثم يلتقط الجهاز الصورة، ثم تعالج هذه الصورة لتتنقى من الشوائب، ثم تتم مقارنتها بالصورة الأصلية المخزنة.
المسح الكهربي
بدلاً من الحصول على صورة بصمات الأصابع باستخدام الضوء فإن المسح الكهربي ينتج نفس الصورة ولكن عن طريق المكثفات الكهربية والتيار الكهربي، فهو عبارة عن دائرة كهربية حول مكبر للتيار، ومكبر التيار مكون من عدة ترانزيستورات ومقاومات ومكثفات، ومكبر التيار يغير قيمة الجهد الكهربي لمولد جهد كهربي متصل بدائرة مغلقة وبدورها متصلة بمكبر آخر يحتوي على لوحين من الموصلات يكوّنان مكثفاً كهربياً يمكنه تخزين الشحنة الكهربية، وعند أخذ البصمة فإن الشخص يضع يده على لوح المكثف الثالث ونتيجة لخطوط البصمة على سطح الجلد فإن الشحنة الناتجة يتغير طبقاً لشكل البصمة، والجهاز الحساس يلتقط قراءات جهد الشحنة الكهربية ويحدد من قيمتها شكل بصمات الأصابع وفي النهاية تتكون الصورة مثل تلك التي تكونت في المسح الضوئي.
التساؤل الذي يطرح نفسه هنا، لماذا الطريقة الكهربية لأخذ البصمة بالرغم من تعقيداتها الشديدة، وهناك طريقة المسح الضوئي السهلة؟ الإجابة بسيطة: يمكن خداع الماسح الضوئي بوضع ورقة عليها صورة البصمة بينما الجهاز الكهربي لابد من وجود يد حقيقية تضغط على الجهاز، بالإضافة إلى صغر حجمه.
البصمة الرقمية
ما هي البصمة الرقمية؟
كلما دخلت على الإنترنت ونشرت بعض الكلمات أو شاركت مقطع فيديو أو كتبت مدونة، فإنك تترك ما يمكن أن يطلق عليه "بصمة رقمية". إنها أثر لأنشطتك الإلكترونية. إن كل ما يذهب على الإنترنت، يبقى على الإنترنت. ليست هناك أي طريقة لمحو بصمتك الرقمية من الفضاء الإلكتروني. كل ما تستطيع فعله هو أن تقلل من فرصة العثور على معلوماتك. ولكنها لا تختفي. أفضل حل ـ أن تفكر قبل أن تفعل ما تريد على الإنترنت.
هناك احتمالية محدودة لتتبع مستخدم الإنترنت العادي لشخص آخر، ولكن هناك برامج أخرى وأخصائيون محترفون يمكنهم أن يفعلوا ذلك.
قد يكون ذلك غاية في الخطورة أحياناً، حيث أن الأشخاص الذين يقومون بالتعقب عبر الإنترنت قد يقصدون إيذاءنا ولكن يحدث أحياناً أيضاً أن تقوم الشرطة أو غيرها من الأجهزة الحكومية بعملية التعقب للتحري بشأن الجرائم أو سوء الاستخدام.
ينبغي علينا في أي من الحالتين أن نكون مدركين لحقيقة أن نشاطنا عبر الإنترنت يمكن كشفه، ويمكن أيضاً ملاحقته قضائياً إذا كان فيه انتهاك للقانون.
كل جهاز له رقم تعريف فريد، كما أن هناك برامج تقوم بتحديد مكان الأجهزة وهكذا فإن هناك طرق عديدة لتعقب الأشخاص وتتبعهم عبر الإنترنت.
كيف نضمن أن "بصماتنا الرقمية" لن تضر بنا؟
ينبغي علينا ـ إذا كنا نريد أن نبقى آمنين ـ أن نسأل أنفسنا في كل مرة نفعل فيها شيئاً عبر الإنترنت ـ هل سنفعل ذلك على الملأ؟ هل نريد أن يعرف الناس أننا قد فعلنا هذا؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، ففي هذه الحالة ينبغي علينا أن نحجم عن فعل ذلك!
لماذا يقوم الأشخاص بأفعال عبر الإنترنت، لا يقومون بها إطلاقاً في الحياة الواقعية؟
الأسباب وراء قيام الأشخاص بأعمال غريبة مختلفة عبر الإنترنت لا يُحتمل على الإطلاق أن يقوموا بها في الحياة الواقعية هو الاعتقاد الخاطئ بكونهم ... مجهولين.
"مجهول" ـ كلمة غاية في الأهمية عند الحديث عن البصمة الرقمية؛ يكسر معظم مستخدمي الإنترنت قواعد مختلفة عبر الإنترنت لأنهم يظنون أنهم مجهولون في الفضاء الإلكتروني. رقم تعريف الجهاز الذي يستخدمونه هو بمنزلة بطاقة الاسم الخاصة بهم على الإنترنت.
كما أنه عندما ينشرون معلومات من مواقع وتطبيقات كانوا قد قاموا بالتسجيل فيها من قبل فإنه يمكن التعرف عليهم بسهولة. المشكلة ـ كما ذكرنا من قبل ـ أننا ــ لسنا مجهولين عبر الإنترنت. إذا أراد أحدهم أن يحدد هويتنا، فإن هذا ممكن. حتى إذا قمنا باستخدام لقب لنا، فإننا لا نزال نستخدم نفس الجهاز الذي نستخدمه عادة، ولذلك فإنه لا يزال بالإمكان تحديد الجهاز. كما أننا عندما نستخدم لقباً لنا، فإننا نقوم أحياناً باستخدام أسماء مألوفة أو تواريخ ميلاد ـ ومن ثم، فإن كل هذه الإشارات تدل أن هناك من يود انتحال هويتنا الرقمية.