في فقه العشق : و في العشق . . ارتياحٌ عقب التعب ، و هدأةٌ بعد طول الطلب ، و حنين الأنحاء للأنحاء من دون حاجةٍ لإبداء السبب . في العشق جنة الجنات ، و منتهى الغايات في العشق . . العنفُ عنفوانٌ ، و الضعف رقّةٌ . و هكذا في جميع الأحوال التي تحولُ في الإنسان حين يعشق . وفيه الأتراح كالأفراح ، مادمت تفوح بعبق العشق اذا اقترب المعشوق إلى المعشوق ، فكانا كياناً له اسمان ، و حرفاً واحداً . . مُشدداً .
في العشق الاكتفاءُ التام ، و تمامُ النوال . لأن كل معشوقةٍ هي عند عاشقها ، بنتُ السلطان . . و كلُّ معشوقٍ عند عاشقته ، سيدُ الكون . الحبُّ ابتداؤه شغفٌ ، و أواسطُه اشتهاءٌ لا يُنهيه ارتواءٌ ، و غاياتُه اشتياقٌ إلى رجفاتِ البدايات .
- إذا اتّهمتَ الحبيبَ فى قلبك، فلا تصحبه بعدها.
- إذا لم تجد ذاتك مُنعكسةً على مرآة المحبوب، فهو ليس المحبوب.
- أجنحةُ الحبِّ لا حصر لها.. منها الخيالُ، ومنها اللامُنتهى، واللامُرتوى، واللامُهتمّ بغير المحبوب.
- الحب لا يعرف الندم، ولا يخلو من الألم.
- أن تُحبَّ شخصاً يعنى.. أن تُكذِّبَ كُلَّ المُحيطين بكَ، وتُصمَّ أُذنك عن كلِّ مَن كنتَ تُنصتُ إليهم دوماً، وتُخالفَ كلَّ ما كنت تعتقد. ليكون المحبوبُ وحده هو المُعتَقَد، والمُصدَّق، والمُستَمع إليه.. وتلك مخاطرةٌ غير مأمونة العواقب.
- الحبُّ فيه تحليقٌ ونُبل.. وليس فيه حقوقٌ أو واجبات، صوابٌ أو خطأ، إيمانٌ أو كُفر.
- كلّما احتدمتْ أحوالنُا واحتدّتْ من حولنا، مثلما هو حالنا اليوم، اشتد احتياجنا إلى الحب.. كطوقِ نَجاة.
- قد ينقُمُ المحبُّ على المحبوب، فيؤلمه.. فإن لم يتألم معه، فلا هو مُحبٌّ، ولا محبوبه محبوبٌ.
- قد ينقم المحبُّ على المحبوب ، فيؤلمه . . فإن لم يتألم معه ، فلا هو مُحبٌّ ، و لا محبوبه محبوبٌ .
- المحبُّون زائلون؛ لأنهم مادةٌ فانية.. أما الحبُّ ذاتة فهو سرمدىُّ الدوام؛ لأنه لا مادى.
- مهما احتدم الحبُّ فى قلب المتحابينِ، ومهما التهب، فإن الفراق بينهما محتومٌ.. لا محالة.
- كلما تحاشينا الحبَّ، وتجافينا، بحجة أننا لن نحتمل آلامه.. صرنا كالموتى الذين يزيدون موتهم موتاً.
- تُخشى شراسة الأنثى إذا تعرض وليدها لخطرٍ.. وإذا عشقتْ بعمق.
- أحوالُ العشق أهوالٌ كلُّها.. نقتربُ فنلتهبُ، ونبتعدُ فنرتعدُ، وننقطعُ فتتمزّع خيوط بيت العنكبوت التى تربطنا بحياةٍ لم تعد تحتمل.
- على كل الذين تجاوزوا الحالة الحيوانية إلى آفاق الإنسانية، إناثاً كانوا أم ذكوراً، أن يحذروا قبل فوات الأوان من الوقوع فى أتعس المآسى: عشق شريكٍ رخيصٍ.
- إن صحَّ الحبُّ، احتوى الأحوالَ المُتقابلة المتضادة، كلَّها: التحنان ثم الفوران.. الروحانية ثم النزق.. الصفو ثم صراخ القلب والعقل وكل الكيان، طلباً للمحبوب.
- العشقُ يقلبُ موازين القلبِ والعقل، جميعها، ويجعلُ اليسيرَ خطيراً والجليلَ هيّناً.. فتصيرُ الكلمةُ المفردةُ أُفقاً لا آخر له، والرسالةُ القصيرةُ إصبعَ ديناميت قد يُميت أو يُحيى، وقد يُقيمُ ثم يهدمُ فلا يَذَر ولا يُبقى.
- طريقُ الحبِّ السماوى لا يبدأ إلا بالعشق الأرضى، فإن انتقل القلبُ إلى الأفق الأعلى، صفا من مُكدّرات الحال فى زمن البدء، وتسامى عن مشوّشات الحب: الغيرة، الأنانية، وَهْم الامتلاك.. ومثل ذلك من أحوال الكائنات الزاحفة، لا الصقور المحلّقة فى السماوات العُلى.
- للعاشق عينان لا تريان القبح فى المحبوب، ثم لا تريان قبحاً فى أى موجود، ثم لا تريان فى الكون قبحاً. فإذا اكتمل العشقُ فى القلب، وعمّ، وتمّ، وطمّ.. فما ثمّ، إلا جمالٌ يحوطه الجمال.
- فى عين المُحبِّ، تبدو المحبوبةُ فى صورة الربة إسّت (إيزيس).. فإن أحبّته هى، بدا لها كوليدها.
- بالحبّ يحيا الإنسانُ إنساناً، وإلا.. فالقاتلُ لا يقتلُ وهو يُحبُّ، والمخرّب لا يُخرّبُ وهو يُحبُّ، والخائنُ لا يخونُ وهو يُحبُّ. فالحبُّ لا يجتمع مع وضاعةٍ، أو رداءة، أو بدائية.
- فى حياتنا لحظاتٌ سحريةٌ تحوطُ بنا، وتصحبنا كلَّ حين.. فأحياناً لا نلمسها فنكون الأحياءَ الميّتين، وأحياناً نُحبُّ فنلمسها.
- الحبُّ ابتداؤه شغفٌ، وأواسطُه اشتهاءٌ لا يُنهيه ارتواءٌ، وغاياتُه اشتياقٌ إلى رجفاتِ البدايات.
- يقولُ العاشقُ، وهو الصادقُ: كلُّ ما كان قَبلكِ وما سيأتى من بَعدكِ، لكِ.. فتقولُ العاشقةُ: باطنى لكَ، إن أردتَ السَّكن، وطن.
- لولا الحبُّ والعشقُ، لانعدمت القيمُ العليا الثلاثُ، التى تجعلُ من الإنسان إنساناً.. فالجمالُ لا يُرى إلا بعين عاشقٍ، ولا يراه الكارهون.. والحقُّ لا يتضح إلا حين نُحبُّ الحياة، فنحتفى بما يحفظها.. والخيرُ لا يفعله ولا يتمنّاه إلا الذين تفيض قلوبُهم محبةً.
- فى فوات لحظات الحبِّ وانفلاتها من بين أصابع الزمان ، حسرةٌ ، و خسارةٌ لا يعوّضها شئٌ . . لأن اللحظة النادرة حين تُفقد ، لا يُستطاع استعادتها .
- لأن الأجسام رخيصةٌ ، فمن الممكن امتلاكُها بورقةٍ ذات صفةٍ شرعية ، أو بصفقةٍ قد تكون قليلة المقدار ، أو بقوةٍ مُغتصبة . . أما الروحُ ، فلأنها غاليةٌ ، لا يمكن الاستيلاء عليها إلا بالحب .
- الحبُّ ابتداؤه شغفٌ ، و أواسطُه اشتهاءٌ لا يُنهيه ارتواءٌ ، و غاياتُه اشتياقٌ إلى رجفاتِ البدايات.
- للوصال العشقى أشكالٌ لا حصر لها ، منها التمنّى . . و الفكرةُ العابرةُ عميقةُ الأثر . . و الرسالةُ القصيرةُ عظيمةُ الخطر . . و النظرةُ المتوهّجةُ باهتياج الشرر . . و اللمسةُ المرتعشةُ برعدة الاشتياق ، و الخمودُ الهنىُّ بين النوال و النوال التالى .
- لحبُّ ظاهُره السلام ، و باطنُه الاستسلام . وهو انتصارٌ من دون حربٍ ، و تحليقٌ بغير أجنحةٍ ، و منحٌ بلا اي احتراسٍ أو اشتراط . . و ما عدا ذلك ، فهو ليس حباً .
أحياناً يحتار المحبُّ فى أحواله ، حتى تحتدم حيرتُه ، ثم يُدرك فى لحظة إشراقٍ قلبى أنه لا دواء له من الحب ، إلا بالاحتراق حباً .
- أرسلت تسألني : من أين ينبع العشق؟ قلت : هو مس سماوى ، سحرى ، يأتينا احيانا من خارج الكون .
- فى الحبِّ من الأمومةِ ، المنحُ بلا حدود . و من الأبوّةِ ، الروحُ الراعيةُ الساريةُ بلا شرط . و من الأخوّةِ ، الأنسُ و طمأنينةُ صلةٍ بلا انقطاع . و من الصداقةِ ، الصحبةُ المبهجةُ و المشاغبةُ بلا غلظة . . و من الإنسانية ، كلُّ ما فيها .
- الحبُّ انقداحُ الشرر . . وهو هطولُ المطر ، أو إطلالةُ الفجر المنتظر . و كلُّ ذلك لا يطول لمعانه ، مهما بلغ شأنه قوةً و عمقاً . . غير أن شرارته تُضئ العتمة ، و حبات مطره تُحيى الأرض اليُباب ، و نور فجره يُبدّدُ وحشة الليل الطويل .
- لولا الحبُّ والعشقُ، لانعدمت القيمُ العليا الثلاثُ، التى تجعلُ من الإنسان إنساناً.. فالجمالُ لا يُرى إلا بعين عاشقٍ، ولا يراه الكارهون.. والحقُّ لا يتضح إلا حين نُحبُّ الحياة، فنحتفى بما يحفظها.. والخيرُ لا يفعله ولا يتمنّاه إلا الذين تفيض قلوبُهم محبةً. - كلما تحاشينا الحبَّ بحجّة أننا لن نحتمل آلامه ، كلما صرنا كالموتى الذين يُزيدون موتهم موتاً.
- ومن أصول العشق : من ظن يوما أنه وصل او اكتفي ، فقد كفر بالمعشوق
- لا يزيحُ عن الروح الحُبّ إلا حبٌّ أرقى . . و أقوى . . و أعمق في القلب توغُّلاً.