ينتظر أن يقذفه أحدهم بحجر
لينا شدود (سوريا)
هل قصة وجودنا حدث طارئ في هذا الكون،
أم لحظات إعجاز تتكرّر؟
أخشى أن ثمة نقص في الحبكة والتشويق.
كنت يومها أعاني من حرج شديد.
ماذا لو أطلقت صرختي المدوية،
هل ستتناقص حدّة الفراغ من حولي؟
سأنتظر حتى تهدأ العاصفة،
لأقنعها بأن تستبدل ذاكرتها بذاكرة
نسيم،
وأن تعيد كلّ ما زوبعته وسلبته.
همّي الآن أن أنقذها؛
أن تكون في مأمن.
رجفَت يدي حينما سمعت
صرخات الاستغاثة لبراعم،
قطفتها للتوّ.
أما زال هذا البركان يغطّ
في غفوة مديدة،
رغم نقصان مؤونته؟
لا شكّ أنه يصمّ أذنيه كي لا يصله
صرير المفاتيح في الأقفال،
وانصفاق مصاريع النوافذ،
وضربات المطارق في المنجم البعيد.
هل ينتظر أن يقذفه أحدهم بحجر؟
لا أحتمل النظر إلى البجعة التي
تتقيأ الطعام لأطفالها،
ولا رؤية طيور صغيرة تنقر قلب
أمها من شدة الجوع.
كيف للسعادة والتعاسة أن
يتآلفا هكذا؟
أكاد أرى جسم الأرض يتصبّب عرقاً.
لم تُثنهم الأمطار التي تلسع،
ولا قصف الرعد
كانت وجهتهم ذلك الجسر فوق القناة البعيدة.
جاؤوا من أكثر بقاع الأرض ألماً.
هم الآن في قبضة التاريخ.