ـ "الروح هي التي تعطي الجسد قيمته، والجسد هو الذي يعطيها مَسْكناً تختبر من خلاله العيش والحياة، الجسد هو ما يتسنّى لنا من خلاله مشاركة الآخرين كل شيء: النطق والحديث، النظر واللمس، الحنان، هو ما نتبلور فيه، ولنا أن نُكسِبه كل ما نزرع فيه، ولكننا في مجتمعاتنا التي يكاد الخوف ينطق من خلال كل مسامّها، نتعلم أن نقمع الجسد، ليس لسبب آخر سوى لقمع أرواحنا، وفصل المرئي عن اللامرئي، نحن مزدوجون لأن أجسادنا لا تمشي قرب أرواحنا في دروب الحياة، لأنه يجب أن تكون لدينا دوماً عين ترى، وأخرى تغُضّ النظر كي لا تتكدس الخسائر". الروائية اللبنانية جنى فواز الحسن من رواية "أنا وهي والأخريات". ـ "عندما يكون الحدث ـ التغيير الكبير في حياتك ـ مجرد فكرة طارئة مدهشة، أليس ذلك أمراً عجيبا؟ ألّا يتغير أي شيء إطلاقا، غير أن تتغير نظرتك للأشياء، وتصبحي أقل خوفاً، وأقل قلقا وتوتراً، وأقوى بشكل عام نتيجة لتغير الرؤية؟، أليس شيئاً رائعاً أن يصبح شيئاً خفياً داخل رأسك، أكثر تحققا ووواقعية من أي شيء تعرضت له من قبل؟ أن نرى الأشياء بقدر أكبر من الوضوح، ونعرف أننا نراها بقدر أكبر من الوضوح، ويخطر لك أن هذا هو معنى وجوهر حب الحياة". الروائي الأميركي جوناثان فرانزن من رواية "التصحيحات"، ترجمة عمرو خيري. ـ "الشخصيات الفنية هي ما يغويني، لا من ابتكروها. ليس لدي أوهام رومانتيكية عن عباقرة الكتاب. على العكس، أؤمن تماماً أن بداخلهم وحشاً يتغذى على ذاته والآخرين. معظمهم قاتل متسلسل، والإبداع وسيلته للتوازن أو للإيغال في تدمير الذات". الروائية المصرية منصورة عز الدين. ـ "تتلاعب بعض الأصوات، عاليها وخفيضها بحيواتنا، سواء كان صوتاً عالياً غبياً أو متحمساً، وسواء كان صوتاً منخفضاً حكيماً أو ضعيفاً، أصوات الحكام فوق كراسيهم، وأصوات الكهنة والقديسين والقديسات، أصوات الأنبياء وأتباعهم، أصوات الكفرة والماجنين، أصوات تفتقد الإحساس، أصوات يملؤها المجد، أصوات تعبد، أصوات تشدو، أصوات تلهو، أصوات لهاث في لحظات الهرب، وأصوات آهات ممتزجة بصوت الألم أو صوت الحب، أصوات بكاء ونحيب، وأصوات قهقهات الضحك، وأصوات أخرى ممتزجة، لا رائحة فيها ولا طعم، بعض الأصوات تبدأ عالية جدا، وتكاد تخرق الآذان، ثم تهوي نحو القاع وتهبط تدريجياً حتى تتوارى تماما خلف أسوار الصمت، وتتلاشى ولا تسمع من بقاياها أثراً، البعض الآخر يبدأ همسا، لا تكاد تفسره، ثم ما تلبث أن تفهم معانيه وتستشفها وتفسر تفاصيله حتى ينكشف تماماً للجميع، ويعلو ليغلف بنبراته الواثقة سطح الأرض". من رواية "رائحة مولانا" للمصري أحمد عبد المنعم رمضان ـ "الفن الحقيقي لا يمكن أن يظل مُهمّشاً، لا بد أن يأتي اليوم الذي يضيء فيه العمل الفني شعباً وبلاداً، الفنان ليس إنساناً هامشياً أبداً، مهما بدا ذلك، فهمومه تقع في مركز اهتمامات العالم، فإذا كان ما يكتبه يَهُم العالم، فإن العالم بدوره سيهتم به، حتى ولو تأخر الزمن... نحن لا نرى في زنزانة السجن المعتمة السماء والبحر والأشجار والنساء، لكننا نرى في أعماقنا، ونحن مغمضو العيون وأجسادنا معذبة، ضوء الأشياء الحقيقي، جوهرها، ونحبها بشكل أعنف، ويتسلل ذلك الضوء الذي عانيناه في الداخل إلى قصائدنا، إنه أملنا وأمل الآخرين. إنه موقفنا الإنساني الذي يساهم في تطوير الحياة، أعمالنا ونضالاتنا ليست باطلة، لأن الإنسان لا يستطيع أن يناضل لأجل لا شيء، لذلك ففي الشعر الحقيقي توجد قوة اجتماعية وتاريخية مستمرة". الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس من حوار مع الكاتب خالد النجار نشره في كتابه الجميل (سراج الرعاة). ـ "لولا الضجر لما كانت لي هوية. بفضله وبسببه وُهبتُ إمكانية التعرف على ذاتي. الضجر هو اللقاء مع الذات من خلال إدراك بطلان الذات... ضجري انفجاريٌ. هذا ما أمتاز به على القلقين الكبار الذين كانوا إجمالاً مستسلمين وهادئين". سيوران. ـ "مهما يكن شأن التفوق الفكري لدى الإنسان، فإن ذلك التفوق يعجز عن أن ينتحل سيادة مُيسّرة عملية على الآخرين، من دون عون من حيل وأساليب خارجية، تكون في ذاتها دائماً متفاوتة الحظ من الخسة والدناءة". الروائي الأميركي هيرمان ميلفيل من روايته "موبي ديك"، ترجمة إحسان عباس. ـ "مرة في الهند، رأيت أحد البهلوانات وقد انفض عنه الناس، فبكى بحرارة، لأنه لم يجد أحداً يقيده، كان الرجل يعاني من الجوع والإنكار، يشد الحبل على كتفيه وحول رقبته، ويتوسل للعابرين: أريد رجلين يقيداني. كان المشهد آنذاك مثيراً للضحك، أو ربما للرثاء، لكني حين أستعيده، الآن، أجده مثيراً للتأمل". المصري محمد ناجي من رواية "رجل أبله، امرأة تافهة". ـ "أمّا حينما أناقض نفسي بين حديث وآخر، فهذا لا يعني أنّني لا أؤمن بأقوالي، تماماً كما وأنّه لا يشير إلى كوني ألعب أو أحتال أو أكذب. لكن، هذه هي طبيعة الكلام نفسه ـ أيّ كلام ـ خصوصًا إذا حاول المرء أن يكون صادقًا دائمًا، إذ عليه، حينئذ، أن يسمح للتناقض الذي يملأ حياته بالدخول إلى قلب كلامه، وإلا فماذا تكون فائدة الكلام؟". اللبناني ربيع جابر من روايته "شاي أسود". ـ "غير متاح لنا أن نكون طبيعيين وعاديين، أن نكون طبيعيين، بمعنى أن نستقل، وأن ننتصر، وأن نقيم دولة ديمقراطية. هذا يبدو غير ممكن في الوقت الحاضر، ويحتاج إلى مزيد من البطولات، إذا نحن نقاوم فكرة البطولة الأسطورية باجتراح بطولة أبسط، الشعب الفلسطيني لا يريد أن يكون بطلا، ولا يريد أن يكون قرباناً، يريد أن يعيش حياته الطبيعية كبقية الشعوب، خصوصاً وأن الشعوب تعيش متحررة من عبء التاريخ الثقيل، ومن عبء الأساطير، ومن عبء معبودات الذاكرة القديمة". محمود درويش من حوار مع مجلة الكرمل الجديد. ـ "عليك أن تطرح السؤال التالي عند عقد القران: أتظن أنك قادر على متابعة الحوار وبلذة مع هذه المرأة حتى الشيخوخة؟ الباقي في الزواج كله عابر، لكن يرجع غالب وقت التبادل إلى الحوار والمحادثة". نيتشه ـ "ليس هدف النكتة الحط من قدر الإنسان، بل تذكيره أنه منحط بالفعل". جورج أورويل ـ "الحياة صخرة، وعلى الإنسان أن يكون بدوره صخرة، وإلا انكسر أحدهما، ولن تكون الحياة أبدا هي التي تنكسر". تنيسي ويليامز ـ "اعتقدت دوماً، على عكس آراء أخرى جديرة بالاحترام، أن الكتّاب ليسوا موجودين في العالم من أجل أن يتوجوا، وكثير منكم يعلم أن الاحتفاء العام بداية للتحنيط. اعتقدت دوما أن الكتاب أصبحوا كتاباً لا لأنهم أرادوا ذلك بمحض إرادتهم، بل لأنه ابتلتهم مصيبة العجز عن أن يكونوا شيئا آخر، وأن عملنا المنفرد لا ينبغي أن نستحق عليه مكافآت، ولا مزايا أكثر مما يستحقه الإسكافي على صنع الأحذية". غابرييل غارسيا ماركيز من كتاب (ما جئت لإلقاء خطبة)، ترجمة أحمد عبد اللطيف. ـ "الذاكرة هي كل ما يتبقى لنا من النسيان، والكتابة هي كل ما يتبقى لنا من الذاكرة". الشاعر يواخيم سارتوريوس. -