وجد الحجارة قاسية ،والشمس راحلة ،والقمر لا ينير لياليه الحالكة .
هام بخياله بين الجبال والبحور والنجوم ،فلم يجد بينهم قوة خالقة .
سأل كل من حوله فنظره له بعين الريبة ، وطالبوه بأن يسير على خطاهم .
بلا سؤال .
بلا دليل .
أراد ان يهتدى لهم ولكن بطريقته ، ارادا ان يقتنع ، ولكن دون أن يطفئ شعلة الحقيقة بداخله.
مد يديه ليهدم معتقداتهم ،ويبنيها من جديد ، ليري مدى قوتها وضعفها ،
أراد أن يستهزيئ بأهوائهم لعله يجد فى أنتقامها منه جوابآ يهديه السبيل .
ولكنها لم تنتقم ، لم تحرك ساكنآ. صمتها كان سحيق ،صمتها كان أبديآ
أسقط لهم أوهامهم ، وحررهم من القيود البالية .
أبتسم لهم أبتسامة الخلاص وأراد أن يرفع لهم علامات النصر .
ولكن لجهلهم وعماهم كانوا مستائين .نصبوا له المكائد ،وأشعلوا له نارا ليلقوه فيها
ألقوا بالحقيقة فى النار ،ووقفوا ينظرون أحتراقها ،وقفوا ليتأكدوا أنها أندثرت وصارت رماد تذروه الرياح
ولكن ما حدث كان رهيب .
ماحدث بعد ذالك شيئ لا يصدق ، وقد يفوق بغرابته الخيال
خرج من النار حيآ خرج من النار دون أن يمسه سوء
أو قل
خرج أبراهيم خالد الذكر و أبو الأنبياء .
أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة .يعبدون الله فى الخفاء.
بعيدآ عن أعين السوقة والغوغاء .
abo ali