® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2015-01-26, 6:56 am | | هذا الدم مباع بالكامل
أميرة الأدهم
الملائكة لا تطير
تأتي لكي تمكث طويلا
حاولتُ أن أنسى كراهيتي للقطط
ساعدتني في ذلك قطة حبلى
كانت دؤوبة ومتكلمَة
مرت من أمامي وكلها فخر
ثم مكثت بجوار كوم القمامة
لعقت نفسها كثيراً
حتى بدت ساخرةً مني...
**
الشعر يوطد علاقتنا بوصمة العار الوجودية
_كنت أعرف ذلك وأنا أحب للمرة الألف_
أفتح قفص الهلع لطائري
ويمر الوقت كصلاة ثنائية
فالشعر أحكام صارمة متعسفة
لحبيبي الآن قصيدة جديدة
ساكنٌ دائما بجوار مباني حديثة الإنشاء
رأيت الأطفال يلعبون أمامها
يرسمون بيوتا من الأسمنت
بجرادل الماء التي كانت للعمال
فقدتُ مداولة الحكم عليهم
فانتبهتُ لطفلة بشعر طويل مبتل
تميل مع لعبتها على رمل البناء
_وأنا أنتبه لطفلة للمرة الألف_
لمحتُ الحب خارجا من القصاصة الشاعرية
للتسلية...على وشك البناء.
***
أعتقد
أن ذلك الرجل هزمني تماما
بعدما فتحتُ له كشكول مذكراتي
كان عريّ يشبه الجدات
قوي ويحتاج عناية كبيرة
كأي هزيمة....ساحقة؛ من الزمن.
****
أحيانا تكون نهاية مجازٍِ ما
أن أحدنا سعيدٌ في مكانٍ آخر
أن الذات تعلمت على سطح بحيرة
وهي عائمة على التأني
أن تولى اهتماما ما لكوب ماء
وتشربه على فترات
كأنه الحركة الخاصة لعطشها
ويستغربها الناس
تغترب من الحاجة للشراب الملّون
وشجاعة كهذه
تلزمها قصة حب....لتتسق الصورة مع التكوين.
*****
هذا ما يحدث غالبا في عملي
يحضر الموت والمرض والفداحة
كابناء مدللين للعاملين على ظلم العالم
وأنا من المكلفين بالتخلص منهم أو تهدئتهم
ما يشعرني بالعظمة تجاه الطب
الخطاب الأبدي على أكياس التبرع بالدم
أكتبه كإله متقاعد عن الفجيعة
أو مُقال من سحابة العذاب؛
*هذا الدم مُباع بالكامل*
وخزيٌ كهذا
يلزمه قصة حب....لتخف الروح وتضحك على الملحمة
********
في أوقات كهذه لا أجد وقتا للكتابة
أشعر بالرضا
إذ يصبح الشعر حولي
مجرد نشرة أخبار نفسية
عن الذي يكتب كي لا تسقط حمّالة الستارة بينما يضاجع أمرأته
أو الذي يكرر البحر بجوار الوقت
أو مًن يكتب محاولا فهم الجبال على الطريق الصحراوي
جاعلا من نفسه
*منطقة تساقط صخور*
لا أجد كتابةً للوقت
ولا وقتا للكتابة
تناثرت الرؤية على هيئة أشلاء لعضو واحد
أتعرف عليها كصاحبها
هكذا
أمنح الشعور هويتي
كأنه لم يزل في جسدي
أي بترٍ هذا الذي منح القلم
أحقية الحركة الواهية من فرط الافتقاد
ربما ألجأ لكتابة الرسائل المقتبضة
في التاكسي
حيث أفقد وقتي ورؤيتي
وأشاهد الأحصنة تجر الكارتات
في ظلمة إنسانية....إنسانية الشغف.
****
الملائكة لا تطير
وليس لها وظائف عضوية
كما أن الشياطين تحرق قبل أن نلمح حركتها
ندمي أنفسنا في الحسرة على صناعتها
صناعتها سبقت خسائرها
والملائكة ليست من مراوح الهليكوبتر
ولا الشياطين موتور خرب
أنا مثلا
انسلاخٌ مرح لآلامي
فتاة بقبعة وفستان قصير تمشي مصادفة في حي شعبي
تلعن الطريقة التي وصلت بها إلى هنا
وتجرب هذه الليلة أن تمكث طويلا.
أميرة الأدهم
لا الأشجار غسلها من أجلي
ولاحوّل الرمال لجنياتٍ صغيرة
ولم يقف مع السحابة
كي يسمع مطري
يئن ويحتقن ويشهج في النداء
فكان الأزرق كجرحٍ بائت، كسماء.
كنتُ في حالي
مع الصور المعلقة في منزلي
اعتمدُ على صدأ المسمار في ظهري
أو إيلافي للجدران
لا لم يكن حاضراً مع سقوط زعانفي
عندما هددني الخريف بمسدسه الخشبي
وقال: اعذريني، هذا عملي ومنه أحيا
الله ..اسم البصيرة اللاذعة
لم يضع كوب الماء أمام غرفتي
ويقول: مورفين للألم
ولم ينحت الأحبال الصوتية
لتسمعني فجراً مثاليا
يتردد في جوف شياطين اليأس
أو يرتد كأصداء ملائكة بعيدين
الله..... كل هذا الجمال في خصر الراقصة!
أقطع كل يوم طرفٍ لي
وأبادله بحركةٍ تغيّر طعم الهواء
ويكلمني صوتُ غليظ
عند عبور الناس في الشارع
مرورا يحني الإرادة على الاستمرار
وينكسر
ثم يبدأ الغرباء في سرد الحكايا
غريبا غريبا يتلفت انقطاع الأنظار عنه
حكاية تدبح الألم في صوت ساردها
أتفه الكلمات تخرج في الوقت المناسب للصراخ
الله....فن المراقبة التي نحلت شعَري
لم يجلس بجواري يتأسى على صداقتنا
ويمسك يدي
مراوغا مرور الأيام....كان بإمكاننا أن نصير حبيبين
وأغسل لكِ الأشجار
الله....هذا لم نتفق عليه.
أميرة الأدهم
لا أذكر تحديداً متى توقفت عن الكتابة الحرة
فتراكم الحزن بيني وبين الرواية
حتى صار بحجم إمرأة ضخمة زائدة في الوزن تدعى: ثلاث سنوات.
كنت أحكي عنها مرة باسم مؤقت
وفجأة تراكمت الأحداث والكتب بداخلي حتى صارت
هي
وحيدة في هويتها
مثل: العامل، الشحاذ، الأنا، الحزن، الرواية.
أحاول أن أتامل اللحظة
حين ركنتُ نفسي إلى استيراتيجية اختفاء الأسرار
لا تفسير أحلام ولا أبراج ولا حتى الاهتمام بأسماء مَن أحبهم
وكلما كتبتُ في الرواية جملة واضحة
اعتصرتها هزيمتي أو ألمي
همس كونديرا في أذني: عالم خَرِبٌ جمالياً.
فصعدت السلم
وذهبت للعمل
واعتدت القهوة والسجائر والمرور على الآلام والأفراح
كأن الحياة زجاجة مكسورة معلقّة في باطن حذائي مع ثقل السماء إلى الأبد
وما تثيره كلمة معنى بداخلي
ليس أكثر
من طبق فارغ
أتى عليه الجشع.....أو يئس منه الفقير
لا فرق؛ المهم أنني أخفي كل شيء وأتنهد
أقول: الرواية. وأعرف ما أخفي
كنبت خشخاشاً يحترق طوال الوقت في صدري
بدأ في تجديد أبخرته وأنا صغيرة....
منذ الرواية، الأولى التي حظت بنفسها داخل نفسها
ولم أقرأ نهايتها حتى الآن
وأحببت مزيج الرعب والرهبة والإحساس بالذنب
تجاه نهايتها
أيوة؛ قرأت رواية نيتوتشكا نيزفانوفا عشرين مرة ولا أعرف كيف انتهت
حتى انتهت بالعزوف عن نهايتها
وقبل أن يرسم الخشخاش لوحته في ذهني
وأقول عن حفنة أوراقي البيضاء
أي ورقة بيضاء فارغة ولو على الطريق
هي تخص الرواية
قبل ذلك كله
كان ثمة رواية ضخمة مغلفة بنزيف أحمر وبعض الرسومات الصاخبة نفسياً
كان اسمها
يحفر بداخلي ممرات طويلة أكثر تعقيداً
من الصور التي أراها قبل أحلامي
اشتريتها
كنت أمتلك الخوف الكافي لشرائها
لكن لم أمتلك الرعب الكافي لارتكاب قراءتها
ثم صارت بعدها بعدة سنوات
قريبة من عقلي
بمجرد اسمها
كأنني أجترح نظرية معرفة جديدة
جاهلة تماماً بأحداثها
ولأنها حديثة بعض الشيء
كنت أسمع أصدقائي يتناقشون حولها
أسمعهم بعين العارف الخبير.
(لا تصدر تلك العين إلا عند الجهل المسنود على إحساسه الخاص)
لي يقين شديد بها
تذّكرتها لانها تشبه في وقفتها الشريدة هذه، روايتي؛ الرواية. ألا تذكرها: آه أنا أيضاً لا أذكر.
المهم أني حتى الآن لم أقرأ الرواية ذات النزيف الأحمر
لكن ما إن أجد شلة من أصدقائي
يندبون حظهم العاطفي
آخذ آلامي منهم التي لا أتكلم عنها وأقول في سري: آه الرواية.
ثم أمازحهم بعين العارف الخبير
وآخذ آلامهم ضاحكة
أشير لهم بالسبابة
كأنه مسحٌ شاملٌ لهوية أصدقائي
وأقول: هاهاها ..عشاق خائبون..هاها رواية لإيهاب عبدالحميد
يسألوني هل أنجزت عملي
أي عمل؟
آه.... الرواية
أنظر إلى اطمئناني لذلك العمل وهو يقبع مُجدِداً قيده في التأجيل
وأتحسر
كم عشتُ بعيداً عن روايتي
في عالمِ خرِب جمالياً. | |
| |