® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-04-27, 9:21 pm | | ديوان الناقد عز الدين اسماعيل pdf هوامش فى القلب pdf دمعة للأسى دمعة للفرح pdf محاكمة رجل مجهول pdf
ثلاث كلمات.. من أجل عينيها (1)
وتعاهدنا.. أن أحملها سراً مكنوناً وتميمة وأوسدها أهداب القلب وأعوذها بصلاة لم توهب لنبي وألوب إليها كل مساء لأسامرها وتحاورني وأحاورها نتبادل صيغ العشق الملتفة حينا والمكشوفة حينا نخجل من عورتنا ندخل في طقس التذكارات فأحدثها عن زمن الرعب الماضي وعذابات المنكسرين وتحدثني عن طوفان الرعب القادم انكسر على حد السكين وأنزف تلتئم العتمة في الفجوات تنقطع الكلمات ويرين الصمت العتمة تصبغ جلدي تبنى عشاً في رأسي يا سيدتي هل أظلم وجهك أم عميت عيني؟! (2)
أخرج من جلدي أحياناً أتعرى للشمس وللريح أنصهر رمادا ينداح على قدمي عملاق غاف.. يتمدد منذ الطلع الأول حتى غسق الكينونة أبحث عن ذراتي في فك الوحش المتمدد وألملمها أصنع منها قدماً رجلا أنفا أذنا عينا وذراعا أصنع منها جمجمة وقناعاً أغتسل بماء الرمل وأجفف جسمي في أوراق الريح المطوية وأرش العطر على رأسي وأعود الى قاهرتي يا سيدتي! هأنذا أخرج من أحشائك كي أرتد الى أحشائك (3) أرتد على بابك طفلاً أسراب من أنوارك في عيني تتماوج تشتجر تبهرني عبثا تمسك بشعاع منها كفي المجذوذة أتمدد.. كي أسبح في خلجان النور الدافق من أرادنك تخذلني قدمي أرنو منخطف القلب الى وجهك.. أتملى عينيك لكن ضياءك يحجب وجهك عني أحبو مسحورا خلف تلاوينك أتردد بين الأحمر والأخضر والأصفر وأمد يدي لكني لا أقبس غير هواء أتمشى في ردهاتك أتحسس هذا العضو وهذا العضو - المرمر والبلور لكن صقيعاً يمشي في أعراقي تتجمد أطرافي.. يا سيدة الوقت قولي من منا أكذوبة هذا العصر أنا.. أم أنت؟ أنا والعراف
بين الموت وبين الميلاد لحظة صمت ساقطة بين الأضداد لا طعم لها لا لون لها شاحبة كالخط الفاصل بين النور وبين الظلمة تائهة كالزمن الموجع في أبد الآباد يا عراف مدينتنا!
يا من يعبر فوق الزمن الدوار يتخطى الماضي والحاضر والمستقبل حاورني! هل يؤذيك حواري؟ أنبئني عن موطئ قدمي عن خطوي عن صور تتراءى في صحوي تتلوى تتلون تتفلت من عقلي عن أشباح تدهمني تشرع ألف ذراع وذراع نحوي تمسك بي تجذبني نحو القاع برغمي.. (كم أولد في اليوم الواحد وأموات!) يا عراف مدينتنا! كلماتك ظلت عبر سنين وسنين تنضح بالظلمة في رائعة البهجة تفرز سما في وجه الآفاق العسلية تهوى كمطارق عبر الجمل الناعمة الموسيقية تخدش فجر البسمة كأظافر مجنون في ثوب عروس تنذر بالهول وبالويل وبأن الليل ولود لليل وبأن القمر الطالع فيه منكود منحوس يا عراف مدينتنا! كم أنكرناك! وحسبناك تشوه وجه البسمة.. حين عرفنا البسمة وتوهمناك فقدت بصيرتك النورانية وظنناك فريسة أوهام شيطانية ونسينا أنك لا تملك أن تكذب كذبة فظلمناك، وكنا لا نملك إلا ظلماً ورفضناك، لأنا كنا نستقبل صبحا فهرعنا- وتركناك تلوك نبوءتك الجهمة- نحو شعاع النور الساقط عبر جدار الظلمة وسقطنا في المحظور يا عراف مدينتنا! يا من يبصر بين النور وبين الظلمة يا من يقرأ بين سطور الأيام ماذا تبصر في طالعنا الآن؟ - الحرف تلعثم - هل مات؟ - الصوت يقول بلا معنى - هل أرفع صوتي؟ - أيضا لا جدى يا عراف مدينتنا! أتظل رحا الأيام تدور بلا غاية؟ تلتف يساراً حيناً ويميناً حيناً ثم تدور بلا دوران أتظل الآمال مدلاة الرأس على مقصلة المجهول؟ ويظل كتاب الأيام بل عنوان؟ حوار مع الطبيعة
الثمر الأخضر لوحة وهج الشمس.. أصفر الثمر الأصفر ينضج.. يحمر الشجر ينوء بما يحمل الثمر الناضج يساقط.. لا يصعد يفقد ظله الثمر الناضج لا يعرف شيئا بعد فصول النضج يترامى السمك اللزج على الشطآن يلفظه الموج على الشطآن يلقى حتفه السمك اللزج خنوع في مملكة الموج الثمر الناضج يسقط والسمك اللزج يموت لكن الحية تخرج من قشرتها تلفظ جلد الماضي حين يجف أو حين يضيق أو لم تكن الحية صوت الحكمة في هذا الكون؟ تتعرى الحكمة تبرز للعريان من ينفض عنه القشرة من ينفض عنه الزيف تتعرى الحكمة من ثوب البهتان كي تكشف جسم العالم كي تكشف سوءة هذا العالم لكن العالم يكمل دورته في لحظة صفر ستظل الحكمة وعدا أبديا لا نلقاه نبحث عنه ولكن لا نلقاه وأنا لم أملك من أمر العالم شيئا لم أملك شيئا من نفسي لا، لم أخلق حتى أملك الحكمة في أن ألفظ عني القشرة عاماً بعد العام لن أملك هذا العالم إلا حين أجن لن أملك نفسي إلا حين أموت. بين وبيني
عبثاً أجمع أطرافي المنفرطة! هأنذا أتمدد فوق سرير الزمن المترجرج تتقاسمني بهجات الحزن وأحزان البهجة وتلال الظلمة خلفي وأمامي- كالضوء الساطع- تعشى عيني جبلان على كتفي وحديد في رجلي وبحار الظلمات تدون في رأسي ترسم أحيانا صورة وجه ممتعض مايلبث أن يضحك تلتف الدوامة حول الوجه الضاحك يتلوى يهوى نحو القاع يخرج من قلب الدوامة وجه ببريق النعمى يتألق لكن ما يلبث أن يتغضن وبقاع الظلمة يسكن تتراءى الحوريات العين على ثبج الماء المتخثر يتراقصن على أنغام وحشية ينزعن الوحشة من قلبي كي يزرعن الوحشة في قلبي تشطرني اللحظة نصفين فإذا أنا منقسم في اثنين وإذا بيني تشتجر الأصوات وبيني: هل كان جميلاً أن ينسكب القهر بأفئدة الأزهار الأطفال كي تنمو أشجار الحنظل؟ هل كان جميلا أن تمتزج الأبدان بطين الأرض كيما تترهل أثداء العنكب؟ هل كان جميلا أن تصطف الأعواد المهزولة والمكلومة كيما تتجلى أبهة الموكب؟ هل كان جميلا أن يمسح سيف الجلاد بزيت الكهنوت أو يغمد في الماء الآسن حيث يعمد كيما يهبط في روع القطعان الرعب المرعب؟ هل كان جميلاً أن تنزع من أسراب الطير قوادمها وخوافيها أن تسلب منها مملكة الريح لتمشي.. أو تطلع خلف الجدران الهرمة كي توءد كل نبوءة؟ هل كان جميلاً أن عاشت أسراب النمل على وعد لا تعرفه - يتحقق او لا يتحقق- كي تبقى أبد الدهر دءوبا وبريئة؟ هل كان جميلا أن تطمس ذاكرة الأرض وتجهض أن يسلب منها النسغ فتغدو بيضاء عقيما لا يعلق بخلاياها عبر فتات الزمن الدائر؟ هل كان جميلاً أن تنقض ذئاب الغاب على قطعان الحملان او تلهث خلف ذئاب الغاب القطعان تلتمس البركة والغفران؟ هل كان جميلاً أن ينشطر العالم - مثلي - شطرين لا يدري أحد هل يلتئمان؟ وكيف؟ وأين؟ عبثاً أجمع أطرافي! مازالت سجف الظلمة تحدق بي ما زال سرير الزمن المشبوح يؤرجحني مازالت دوامات الطلسمات تطوف في رأسي لكني ما إن تطلع شمس اليوم فتفرش عسجدها فوق ربوع الكون تدفئ قلب الأبيض والأسود والأحمر والأصفر وتدغدغ تيجان الأزهار البرية في الغابات وفي الصحراء حتى ينتعش الهاجس في نفسي: يوما ما يمشي السلطان على قدميه بين الناس.. بلا حراس يحمل ميزان العدل بإحدى كفيه.. ويصافح أبناء رعيته بالأخرى يوماً ما يسعى السلطان لكي يكسب قوته او يتضور جوعاً يوما ما تنصهر الأبدان.. ومن قارعة الرعب المردى تتحرر تستنهض ذاكرة الأيام الموءودة يوما ما ستحلق أجنحة كانت مهضومة يحدوها الشوق الى المطلق حين يدور فوق رأسي المساء لج صمت من بعد أن يبتلع الظلام شمسا غاربة احترقت رماداً وعندما تعول كالإعصار ريح باردة تلف جذعها الثقيل حول أغصان الشجر تنثرها أوراقا وعندما تنكس الأفكار رأس زهرة.. ترعرت بالأمس في حضن الهواء ثم تداعت قلقا وعندما تحرق الدموع قلب شمعة تحدت الظلام في بسالة حتى ذوت أسى وذابت أرقاً وعندما تطمس عين النجم حفنة من الرماد فينزوي وقبلها قد كان يزهو ألقا وعندما ينعقد المساء في الرؤوس حفنة من ذكريات دار بها الزمان دورة سعيدة ثم ترامت مزقاً وعندما ينسدل الستار بين عاشقين ليعلن النهاية ويلعن البداية ويرفع الشعار: "كل ما كان هنا كان خيالاً ومحالاً كل ما كان وما سوف يكون ليس إلا نزقا وعندما تجف في الحلوق كلمة تحشرجت مع الهواء قبل أن تطن ثم تلاشت فرقا.. - حين يحط فوق رأسي المساء لج صمت لا تسأليني من أنا وما أريد وانتظري فربما مر الخريف في سلام ولفنا في نوره صبح جديد.
حـــــــوار الصمـــــــــت
- هل قلت شيئا?
- لا....
- فقد قلتَ إذن ?
- ماذا?...نعم...لا بد أني قلت شيئا
- مثل ماذا?
- أنني ما قلت شيئا .
(أميّة)
كان أمامي جالسًا يقلب المجله
وعندما أغلقها سألته عن انتفاضة الحجر
فهز رأسه متمتمًا
وعندها أدركت توًا أنه لا يعرف القراءه
(دوران)
الذي قلناه في اليوم هنا, قلناه في الأمس هناك
اختلفنا واتفقنا, ثم عدنا فاختلفنا واتفقنا
وغدًا نقرأ ما قلناه في صدر الصحيفة
لنعيد القول فيه بعد غد .
(خارطة للوطن)
بصيص من الضوء يكفي ليهزم جيش الظلام
وقطْرات ماء تبل الشفاه تعيد الحياة
وكِسْرة خبز ترد عن الجائع المسغبه
وبعض الحجارة يرسم خارطة للوطن
(تسبيحة)
لطمة ها هنا
عطفة من هناكْ
وخْزة في الحَشا
مرفأ من هلاكْ
أنت هذا تراني ..
ولست أراكْ
(القريب البعيد)
تنقضي ساعة, ينقضي اليوم, والعام يمضي...
وأنت كما أنت, كل الخيوط مقطعةٌ..
والفواصل مطموسةٌ..
ونجوم الظهيرة مصلوبةٌ..
والجنون قريب بعيد
(أين الآه?)
عيني تنكر عيني في المرآةِ ..
فتنكرها عينُ المرآهْ..
وجهي يتراءى مختلفا عن أمسِ فأنكرهُ..
ينكرني ..وجهي لا أنساهْ
وجهي مكتوب بالخط الكوفي على جبهته كلمة (آه !) وجــهــــي الضــــائــــــع
يبزُغ في نفسي الهاجس أحيانا أني لست أنا نفسي
أمضي أتقصى حبات الزمن المنفرطة من خيط الأيام المهجورةِ
فتراوغني
تُفلت من بين الإصبع والإصبعْ
عبثاً أستجمع ذراتي نافرة كقطيع البقر الوحشيّ
أبحث عن أعضائي في هذا الركن وهذا الركنْ
أحيانا يغلب في وهمي أني لم أولد بعد ..
وأني مازلت جنينًا يتشكل في رحِم الغيب
أنظر في المرآة فأنكر وجهي
أخرج أحيانا كي أبحث لي عن وجه أحمله أو يحملني
يتراءى لي وجه منقوش..
بالحِناء, ومنتفخ كالدُّمَّل
أتفرسه
أخترق قناع الحِناء, وشحم الوجنات
لا أبصر غير خُواء, غير هواء, غير موات
يتدلى من سعَف النخلة وجه آخر
شذرًا يرمقني
يتغضن ثم يعود فتنفرج أساريره
ويلي ! هل هذا وجهي?
أتحسسهُ..
يتلعثم ,يتلوى, يتلون كالحرباءْ
ويصير دخانًا ممسوخ القسماتْ
وعلى مرآة الماء تجلى لي وجه سمكيّ النظراتْ
يتفصد ملحا
عيناه بلا أهدابْ
وعلى فمه قطرات دماءْ
ويلاه !
لن يتوارى هذا الوجه المسمومُ .. إذا لم يسقط حجر في الماء
يطلع من وادي العتمة في الأرض القفراء
وجه مطموس العينين , ومصلوم الأذنين, وملتصق الشفتين ..
ولحيته تتدلى شبرا - لا أذكر - أو شبرين
لم يرني حين عراني الذعر ولم يسمع صرخاتي ,لم ينطق
لكني حين شككت الدبوس بجبهته الملساء انهارْ
يتجسد في زَبَدِ الرمل, ومن حصباء النارْ
وجه يتراءى معقود الجبهةِ.. سفاح الفكين
البسمة في فمه صفراءْ
والشفق الدموي بعينيه ممزوج بخبال الطين المعتمْ
وجه مجرمْ
لن يحمله إنسانٌ, إنسانْ.
والآن
يا وجهي الضائع في مدن الزيف وصحراء البهتان
أعياني البحث ولا سلوان
حتى ألقاك بريئًا ووضيئًا و جريئًا
مجلو الطلعة مؤتلف القسمات
فأثوب إلى نفسي مرفوع الهامة مشدود البنيان.
أخرج من بدني أحيانا كي أنسي لغتي
كي أنفض عن وجهي وسم اللغة الشهوة اللغة الملعونة
واللغة الملتفة
وأمد خيوطي المنسوجة من زبد الأوهام الأولي
كي أدخل في طقس اللغة المنسية
لغة الماء
ولغة العشب/ ولغة الأحراش البرية
أدخل في زمن العشق الأول والآفاق النورانية
كي أسبح في نهر الغبطة
وأحلق في بدوات الصحو علي سرر النشوات القدسية
أنحل أثيرا في بستان الكون
شعاعا في قزح الملكوت( لاأبصر شيئا, لا أسمع لا أتكلم), لا أرضي/ لا أتمرد/ لا ألتذ ولا أتألم/ لا أتفاءل/ لا أتشاءم/ لا أفرح/ لا أحزن/ لا أتجلد/ لا أركب خيل العصيان ولا أندم لا أخلق أو أتجود
أصبح فاصلة في لغة المطلق
عز الدين إسماعيل
* الدكتور عز الدين إسماعيل عبد الغني (مصر). * ولد عام 1929 في مدينة القاهرة. * حاصل على درجة الدكتوراه في الآداب مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة عين شمس. * تدرج في وظائف هيئة التدريس حتى وصل إلى درجة أستاذ بكلية الآداب - جامعة عين شمس , ثم صار عميدا ً للكلية 1980 - 1982 ثم رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب 1982-1985, ثم رئيسًا لأكاديمية الفنون, وهو الآن أستاذ متفرغ بكلية الآداب -جامعة عين شمس. * عضو في كثير من الهيئات والمجالس مثل لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة , والمجالس القومية المتخصصة ,ورئيس الجمعية المصرية للنقد الأدبي. * دواوينه الشعرية : دمعة للأسى.. دمعة للفرح 2000 , وله مسرحية شعرية بعنوان : محاكمة رجل مجهول 1986. * مؤلفاته : الأدب وفنونه - الأسس الجمالية في النقد العربي - التفسير النفسي للأدب - قضايا الإنسان في الأدب المسرحي المعاصر - الفن والإنسان - أوبرا السلطان الحائر - الشعر العربي المعاصر - في الشعر العباسي . * حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1990. _________________ حسن بلم | |
| |