كتب جورج باتاى df
جورج باتاي
بقلم أمين صالح
جورج باتاي: روائي، ناقد، كاتب مقالات، مفكر، منظّر فلسفي. في كتاباته يولي اهتماماً خاصاً بموضوعات الجنس، الموت، الانحطاط في المجال الأدبي والاجتماعي والديني. كتاباته نالت اهتمام عدد من الكتّاب والنقاد البارزين مثل: رولان بارت، جوليا كريستيفا، فيليب سولير. واعترف بتأثيره كل من: ميشيل فوكو، سولير، جاك دريدا، جان بودريار.
ولد في بيلون بوسط فرنسا، في العاشر من سبتمبر 1897.
عاش طفولة رهيبة وشاقة. أمه حاولت الانتحار عدة مرات، ولم تنجح في أية محاولة منها. كان باتاي يحب والده الذي أصيب بالعمى (قبل ولادة جورج)، وعانى من شلل عام نتيجة إصابته بمرض الزهري (السفْلس) وتوفى في نوفمبر 1915 بينما كان يهذي ويهتاج ويرفض رؤية قسيس.
كان جورج تلميذاً سيئاً جداً، طُرد من المدرسة في يناير من العام 1913، وقد رفض إكمال دراسته إلا أنه عاد في أواخر ذلك العام ليلتحق بالمدرسة الثانوية، وليصبح تلميذاً مجتهداً ومتفوقاً.
هو الذي نشأ دون أي توجيه ديني، بدأ يميل برأيه وعاطفته نحو الكاثوليكية، وتحوّل رسمياً في أغسطس 1914. وعلى حد زعمه فإنه من العام 1914 إلى 1920 قلما يمر أسبوع عليه دون أن يذهب إلى الكنيسة ويعترف بآثامه.
في يناير من العام 1916 استدعي لتأدية الخدمة العسكرية لكن مرضه الشديد أدى إلى إعفائه في العام التالي. وظل طوال حياته يعاني من اعتلال في الصحة.
في 1917 فكر أن يصبح قسيساً أو راهباً، فالتحق بمعهد لاهوتي في سانت فلور.
في نوفمبر 1918 التحق بمدرسة البليوغرافيا (دراسة الكتابة والنقوش القديمة) وعلم تنظيم دور الكتب بباريس، وكان دائم التفوق.
في العام 1920، أثناء رحلة قصيرة إلى إنجلترا، استغرقت شهرين، فقد إيمانه لأن كاثوليكيته الصارمة جعلت المرأة التي أحبها تذرف الدموع.
عند تخرجه من مدرسة البليوغرافيا في العام 1922، عيّن عضواً في مدرسة الدراسات الإسبانية العليا في مدريد. هناك كان شديد الحماسة تجاه مصارعة الثيران.
في يوليو 1922 التحق بالمكتبة الوطنية في وظيفة أمين المكتبة.
منذ العام 1914 اقتنع بأن الكتابة هي اهتمامه الرئيسي في هذا العالم، وبالتحديد في الكتابات الفلسفية. قراءته لمؤلفات نيتشه في العام 1923 كانت حاسمة في تقرير هذا التوجه.
مع نزوعه إلى السفر، بدأ في دراسة اللغة الروسية والصينية، وحتى لغة التبت التي تخلى عنها سريعاً. من الروسية ترجم، مع زميل له، كتاب ليون شيستوف.
كوّن صداقات مع ميشيل ليريه، أندريه ماسون، ثيودور فرانكل. اتصل بالسورياليين لكن النتيجة كانت حالة عداء متبادلة مع أندريه بروتون، وكان هو أحد الذين هاجمهم بروتون بعنف في بيانه السوريالي الثاني الصادر في 1929. وصف باتاي نفسه بـ "عدو السوريالية من الداخل".
في 1926 ألّف كتاباً صغيراً لم ينشر على الإطلاق لأن باتاي لم يكن راضياً عنه فمزّقه. في 1927 كتب "الشرج الشمسي" والذي طبع بعد أربعة أعوام.
تزوج في 1928. في العام التالي ساهم في تحرير مجلة "وثائق" التي كانت تعنى بشؤون الفن، لكنها توقفت عن الصدور في 1930، بعد إصدار 15 عدد منها. في هذه المجلة كانت "البدائية" و"الحداثة" تتجاوران عبر نقد ثقافي – حر أيديولوجياً – للكتابة والشعر والفن والأركيولوجيا.
بعد ذلك بفترة قصيرة، ساهم في الكتابة على نحو منتظم في مطبوعة الحلقة الشيوعية الديمقراطية، التي توقف نشاطها في 1934.
بعد شهور من المرض، تعرّض باتاي لأزمة نفسية حادة، وانفصل عن زوجته في 1935.
شكّل تجمعاً سياسياً صغيراً حمل اسم "الهجوم المضاد"، ضم أغلب أصدقائه وبعض أعضاء الحلقة الشيوعية الديمقراطية، إضافة إلى المجموعة السوريالية بعد تصالحه مع أندريه بروتون. لكن هذا التجمع لم يستمر إلا شهوراً قصيرة. ومباشرة شكّل باتاي "الجمعية السريّة" التي أدارت ظهرها للسياسة واهتمت بالدين، وفق مفاهيم وتصورات نيتشه. أيضاً لم يُكتب لهذه الجمعية الاستمرار نتيجة انعدام الانسجام من جهة، واندلاع الحرب العالمية الثانية من جهة أخرى.
في أبريل 1942، وبعد إصابته بداء في الرئة، أجبر على ترك المكتبة الوطنية.
بعد انتهاء الحرب، عانى باتاي من البطالة لفترة طويلة، فساءت أحواله المادية.
في 1946، أسس مجلة شهرية بعنوان "نقد"، التي نشر فيها الكتابات الأولى لـ رولان بارت، موريس بلانشو، جاك دريدا، ميشيل فوكو.
من 1949 إلى 1951 اشتغل أميناً لمكتبة عامة.
في 1961 قام بيكاسو وماكس إرنست وخوان ميرو وهنري ميشو بعرض لوحاتهم في مزاد علني بحيث يخصص الريع إلى باتاي من أجل مساعدته في تجاوز مشاكله المالية.
في 8 يوليو من العام 1962 توفى باتاي في باريس بعد ذبول قواه البدنية، وفقدانه المؤقت للذاكرة، واعتقال ابنته بسبب نشاطاتها السياسية ودفاعها عن استقلال الجزائر.
من مؤلفاته: قصة العين (1928) زرقة الظهيرة (1945) دموع إيروس (1961)..
[rtl]مؤلفات للتحميل[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]نظرية الدين[/rtl]
[rtl](رؤية فلسفية)[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]الجنون المتنقل بين الفلسفة والقداسة[/rtl]
[rtl](دراسات عربية)[/rtl]