آخر المساهمات
2024-11-06, 9:59 pm
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف 15781612
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Icon_minitime 2012-12-17, 7:00 am
قصائد الشاعر أدونيس

لم يعد غير الجنون
إنني ألمحهُ الآنَ على شبّاك بيتي

ساهرًا بين الحجار الساهره

مثل طفلٍ علَّمته الساحره

أنَّ في البحر امرأه

حمَلتْ تاريخه في خاتمٍ

وستأتي

حينما تخمد نارُ المدفأه

ويذوب الليل من أحزانِه

في رماد المدفأه...

... ورأيت التاريخ في رايةٍ سوداء يمشي كمنهزم

لم أُؤرّخْ عائشٌ في الحنين في النار في الثورة في

سحر سُمِّها الخلاَّق

وطني هذه الشرارة, هذا البرق في ظلمة الزمان

الباقي... .


دليل السفر في غابات المعنى
ما الغيب?

بيت نحب أن نراه,

ونكره أن نقيم فيه.

ما السر?

باب مغلق إذا فتحته انكسر.

ما الحلم?

جائع لا يكف عن قرع باب الواقع.

ما اليقين?

قرار بعدم الحاجة الى المعرفة.

ما القبلة?

قطاف مرئي

لثمر غير مرئي .


الوقت
حاضنا سنبلة الوقت

حاضنا سنبلة الوقت، ورأسي برج نار:

ما الدّمُ الضّاربُ في الرّملِ، وما هذا الأفولُ؟

قُلْ لَنا، يا لَهَبَ الحاضِرِ، ماذا سنقولُ؟

مِزَقُ التّاريخِ في حُنجرتي

وعلى وجهي أماراتُ الضّحيّهْ

ما أَمَرَّ اللّغةَ الآنَ وما أضيقَ بابَ الأبجديّهْ.

...

حاضنًا سنبلةَ الوقتِ ورأسي برجُ نارٍ:

أصديقٌ صار جلاداَ؟

أجار قال ما أبطأ هولاكو؟

من الطارق، جابٍ؟أعطه الجزية.

أشكالُ رجالٍ ونساءٍ، صورٌ تمشي أشرنا وتساررنا

خطانا خيطُ قتلٍ

أترى قتلُك من ربك آتٍ؟

أم ترى ربك من قتلِك آتٍ؟

ضيعَّته الأحجيةْ فانحنى قوساً من الرعبِ على أيامه المنحنية

لي أخٌ ضاع أبٌ جُنَّ وأطفاليَ ماتوا

من أرجّي؟

هل أضم الباب؟

هل أشكو إلى سجادةٍ؟

داخ هات الحُقَّ وامنحه الشفاهَ من عطوس الفقهاء

جُثَثٌ يقرؤُها القاتِلُ كالطُّرْفَةِ / أَهْراءُ عِظامٍ،

رأسُ طِفْلٍ هذه الكتله،أم قطعةُ فَحْمٍ؟

جسَدٌ هذا الذي أشهدُ أم هيكلُ طينٍ؟

أَنحني، أرتُقُ عينين، وأَرفو خاصِره

ربّما يُسعفُني الظنُّ ويَهديني ضياءُ الذّاكره

غيرَ أنّي عبثًا أَسْتقرىءُ الخيطَ النَّحيلْ

عبثًا أجمعُ رأسًا وذراعينِ وساقين، لكيْ

أكتشفَ الشّخصَ القتيلْ

لمن النملة تعطي درسها؟

ولما الدهشة؟

شعرٌ مزج هذا الشرر الفاجع بالعين

انخطاف أن ترى بيتك مرفوعاً إلى الله شظايا

صرختْ بومةُ عرافٍ على مئذنة

نسجت من صوتها قوسَ قزح

وبكت مخنوقةً حتى الفرح

...

حاضِنًا سنبلةَ الوقتِ ورأسي برجُ نارٍ:

كَشَفَ البهلولُ عن أسرارِهِ

كَشَفَ البهلولُ عن أسرارِهِ

أَنّ هذا الزّمَنَ الثّائرَ دُكّانُ حِلّيٍ،

أنّه مُسْتَنْقَعٌ من أنبياءْ

كشفَ البهلولُ عن أَسْرارِهِ

سيكونُ الصِّدقُ موتًاً

ويكون الموتُ خُبْزَ الشّعراءْ

والذي سُمّي أو صارَ الوطَنْ

ليس إلاّ زمنًا يطفو على وجهِ الزَّمَنْ.

كشف البهلول عن أسراره

أين مفتاحك يا أُبْهَة الطوفان

لطفاً أغرقيني وخذي آخِر شطأني

خذيني سحرتني لجةٌ لاهبةٌ سحرتني قشةٌ تحترق

سحرتني طرقٌ تجفلُ منها الطرق

...

حاضِنًا سنبلةَ الوقت ورأسي برجُ نارٍ:

نسيتْ نفسيَ أشياء هواها

نسيتْ ميراثها المكنون في بيت الصور

لم تعد تذكر ما تلفظه الأمطار

ما يكتبه حبر الشجر

لم تعد ترسم إلا نورساً

يقذفه الموج إلى حبل سفينة

لم تعد تسمع إلا معدناً يصرخ ها صدر المدينة

قمرٌ ينشق مربوطا إلى سرة غولٍ من شرر

لم تعد تعرف أن الله والشاعر طفلان ينامان على خد الحجر

نسيتْ نفسي أشياء هواها

ولذا يرعبني الظل، الغد المرتسم، ولذا يملأني الريب

ويستعصي عليَّ الحلم

موثَقاً أركض من نار لنار غصت تحت العرق الدافق من جسمي

وقاسمت الجدار أرقَ الليل

خطى الليل وحوش

ومراراً قلتُ للشعر الذي يرسب في ذاكرتي

أيُّ منشار على عنقيَ يملي أية الصمت

لمن أروي رمادي وأنا أجهل أن أنتزع النبض وأرميه

على طاولةٍ وأنا أرفض أن أجعل من حزنيَ طبلاً للسماء

فل أقل كانت حياتي بيت أشباحٍ وطاحون هوى

...

حاضناً سنبلة الوقت ورأسي برجُ نارٍ:

شَجرُ الحبّ بقصّابينَ آخى

شَجَرَ الموتِ ببيروتٍ، وهذي

غابَةُ الآسِ تُؤَاسي

غابةَ النَّفْي، - كما تدخلُ قَصّابينُ في خارطةِ

العشْبِ، وتَسْتَقْطِرُ أحشاءَ السّهولْ

دخلَتْ بيروتُ في خارطةِ الموتِ / قبورٌ

كالبساتينِ وأشلاءٌ - حقولْ

ما الذي يسكبُ قصّابينَ في صيدا، وفي صورٍ،

وبيروتُ التي تَنسكبُ؟

ما الذي، في بُعدِه، يقتربُ؟

ما الذي يمزجُ في خارطتي هذي الدِّماءْ،

يبسَ الصّيفُ ولم يأتِ الخريفْ

والرّبيعُ اسْوَدَّ في ذاكرةِ الأرضِ / الشّتاءْ

مثلما يرسمُه الموتُ: احتضارٌ أو نزيفْ

زمنٌ يخرجُ من قارورةِ الجَبْرِ ومِن كفِّ القضاءْ

زمنُ التّيه الذي يَرْتَجلُ الوقتَ ويجترّ الهواءْ،

كيفَ، من أينَ لكم أن تعرفوهْ؟

قاتِلٌ ليس له وجْهٌ / له كلُّ الوجوهْ...

حاضِنًا سنبلةَ الوقْتِ، ورأسي برجُ نارٍ:

مُنْهَكٌ أَلْتفِتُ الآنَ وأَسْتشرفُ - ما تِلك الخِرَقْ؟

أتواريخٌ؟ أبلدانٌ؟ أَراياتٌ على جُرْفِ الغسَقْ؟

هُوذا أقْرأُ في اللّحظةِ أجيالاً وفي الجُثّةِ آلاف الجُثَثْ

هوذا يغمرُني لُجُّ العَبَثْ؟

جسدي يُفْلِتُ من سَيْطرتي

لم يعدْ وجهيَ في مِرْآتِهِ

ودمي يَنْفُرُ من شَرْيانِهِ..

أَلأنّي لا أرى الضّوءَ الذي يَنقلُ أحلامي إليهْ؟

ألأنّي طَرَفٌ أقْصى من الكونِ الذي بارَكَهُ غيري وجَدّفْتُ

عليهْ؟

ما الذي يَجْتَثُّ أعماقي ويمضي

بين أدغالٍ من الرّغبة؟ بلدانٍ - محيطاتِ دموعٍ

وسلالاتِ رموزٍ؟

بين أَعْراقٍ وأجناسٍ - عصورٍ وشعوبٍ؟

ما الذي يفصلُ عن نفسيَ نَفْسي؟

مَا الذي يَنقضُني؟

أَأَنا مُفْتَرقٌ

وطريقي لم تعدْ، في لحظةِ الكشفِ، طريقي؟

أَأَنا أكثرُ من شخصٍ، وتاريخيَ مَهْوايَ، وميعادي

حريقي؟

ما الذي يصعدُ في قَهْقَهَةٍ تصعدُ من أعضائيَ المختنقهْ؟

أَأَنا أكثرُ من شَخْصٍ وكلٌّ

يسألُ الآخرَ: مَن أنتَ؟ ومِن أينَ؟

أأعضائيَ غاباتُ قتالٍ

... في دمٍ ريحٍ وجسمٍ وَرقَهْ؟

أجُنونٌ؟ مَنْ أنا في هذه الظُّلمة؟ علِّمْني وأَرْشِدْنيَ

يا هذا الجنونْ

مَنْ أنا يا أصدقائي؟ أيّها الرّاؤون والمُسْتَضْعَفونْ

ليتَني أقدِرُ أن أخرُجَ من جلديَ لا أعرفُ مَنْ كنتُ؟

ولا مَن سأكونْ؟

إنّني أبحثُ عن اسم وعن شيءٍ أسمّيهِ

ولا شيءَ يُسمّى

زمنٌ أعمى وتاريخٌ مُعَمَّى

زَمَنٌ طَمْيٌ وتاريخٌ حُطامْ

والذي يملكُ مملوكٌ، فسبحانَكَ يا هذا الظّلامْ.

حاضِنًا سنبلةَ الوقتِ ورأسي بُرْجُ نارٍ:

آخِرُ العَهْدِ الذي أمطَرَ سِجّيلاً يُلاقي

أوّلَ العهدِ الذي يُمطِرُ نفْطًا

وإلهُ النَّخْل، يجثو

لإِلهٍ من حديدٍ،

وأنا بين الإلهينِ الدّمُ المسفوحُ والقافلةُ المنكفِئَهْ

أَتَقَرّى ناريَ المنطفئة

وأرَى كيف أُداري

موتيَ الجامحَ في صحرائِه،

وأقولُ الكونُ ما ينسجُهُ حُلْميَ.. / تَنْحلُّ الخيوطْ

وأرى نفسيَ في مَهْوى وأَسْترسل في ليلِ الهبوطْ

طُرقٌ تكذِبُ، شُطآنٌ تَخونُ

كيف لا يصعقُكَ الآنَ الجنونُ؟

هكذا أَنْتَبِذُ الآكِلَ والأكْلَ وأرتاحُ إلى كلِّ مَتَاهْ

وعَزائي أنّني أُوغِلُ في حلميَ، - أَشْتَطُّ، أموجْ

وأغنّي شهوةَ الرّفضِ، وأهْذي

فَلَكُ الزُّهرةِ خلخالٌ لأِياميَ، والجَدْيُ سِوارٌ

وأقولُ الزَّهرُ في تيجانِهِ

شُرُفاتٌ...

وعَزائي أنّني أخرجُ - أسْتَنْفِرُ أفْعال الخُروجْ.

هكذا أَبْتدئُ

حاضِنًا أرضي وأسرارَ هَواها، -

جَسَدُ البحرِ لها حبٌّ له الشّمسُ يَدانْ

جَسَدٌ مُستودَعُ الرَّعْدِ ومَرْساةُ الحنانْ

جسدٌ وَعْدٌ أنا الغائبُ فيهِ

وأنا الطّالِعُ مِن هذا الرّهانْ

جَسَدٌ / غطّوا بضوءِ المطرِ العاشقِ وَجْهَ الأقحوانْ،

وَلْيَكنْ...

أحتضِنُ العصرَ الذي يأتي وأَمْشي

جامِحًا, مِشْيةَ رُبّانٍ, وأختطُّ بِلادي، -

إِصْعدوا فيها إلى أعلى ذُراها

إهْبطوا فيها إلى أَغْوارِها

لن ترَوْا خوفًا ولا قيدًا - كأنّ الطّيرَ غُصْنٌ

وكأنَّ الأرضَ طِفْلٌ - والأساطيرَ نِساءْ

حُلُمٌ؟

أُعطي لمن يأتون مِن بَعديَ أن يفتتحوا هذا الفضاءْ .


مقدمة لتارخ ملوك الطوائف
وجه يافا طفلٌ هل الشجَرُ الذابل يزهو? هل

تَدخل الأرض في صورة عذراء? من هناك يرجّ

الشرق? جاء العصف الجميلُ ولم يأتِ الخرابُ

الجميلُ صوتٌ شريدٌ...

(كان رأسٌ يهذي يهرّجُ محمولاً ينادي أنا الخليفةُ),

هاموا حفروا حفرةً لوجهِ عليٍّ

كان طفلاً وكان أبيضَ

أو أسودَ, يافا أشجارُه وأغانيه ويافا.

تكدّسوا, مزّقوا وجهَ عليٍّ

دمُ الذبيحة في الأقداحِ, قولوا: جبّانةٌ,

لا تقولوا: كان شعريَ وردًا وصار دماءً,

ليس بين الدماءِ

والورد إلا خيط شمسٍ, قولوا: رماديَ بيتُ

وابنُ عبّادَ يشحذ السّيفَ بين الرأس والرأسِ

وابنُ جَهْورَ ميْتُ.

لم يكن في البدايهْ

غير جذْرٍ من الدمع أعني بلادي

والمدى خيطيَ - انقطعتُ وفي الخُضْرَةِ العربيّهْ

غرِقتْ شمسيَ

الحَضارة نَقّالةٌ, والمدينهْ

وردةٌ وثنيّهْ -

خيمةٌ:

هكذا تبدأ الحكايةُ أو تنتهي الحكايَهْ.

والمدى خيطيَ - اتَّصلْتُ أنا الفوهةَ الكوكبيهْ

وكتبتُ المدينهْ

(حينما كانت المدينة مقطورةً والنواحْ

سورُها البابليُّ), كتبتُ المدينهْ

مثلما تنضحُ الأبجديّهْ

لا لِكَيْ ألأمَ الجراحْ

لا لِكَيْ أبعثَ المومياءْ

بل لكي أبعْثَ الفروقَ...الدِّماءْ

تجمعُ الوَرْدَ والغرابَ لكي أقطَعَ الجسورْ

ولكي أغسل الوجوه الحزينه

بنزيف العصورْ.

وكتبتُ المدينه

مثلما يذهب النبيُّ إلى الموت أعْني بلادي

وبلادي الصَّدى

والصّدى والصدّى...

كشفَتْ رأسها البَاءُ, والجيمُ خصلةُ شَعْرٍ,

انْقرضْ انْقرضْ

ألِفٌ أولُ الحروف انقرضْ انْقرضْ

أسمعُ الهاءَ تنشجُ, والراءُ مثلُ الهلالْ

غارقًا ذائبًا في الرمالْ

انقرضْ انقرضْ

يا دمًا يتخثّر يجري صحارَى كلامْ

يا دمًا ينسج الفجيعة أو ينسج الظلامْ

إنْقرض إنْقرض

سحرُ تاريخكَ انتهى,

واعْذري واغْفري

يا قرونَ الغزالاتِ, يا أعينَ المها...

أحارُ, كلَّ لحظةٍ أراكِ يا بلادي

في صورةٍ,

أحملكِ الآنَ على جبيني, بين دمي وموتي:

أأنتِ مقبرهْ أم وردةٌ?

أراكِ أطفالاً يُجرْجِرونْ

أحشاءهم, يُصغونَ يسجدونْ

للقيد, يلبسونْ

لكلِّ سَوْطٍ جلدهُ... أمقبرهْ

أم وردةٌ?

قتلتِني قتلتِ أغنياتي

أأنتِ مجزرَهْ

أم ثورةٌ?

أحارُ, كلّ لحظةٍ أراكِ يا بلادي في صورةٍ...

وعليٌّ يسأل الضوءَ, ويمضي

حاملاً تاريخَهُ المقتولَ من كوخٍ لكوخٍ:

(علَّموني أنّ لي بيتًا كَبَيْتي في أريحا

أنَّ لي في القاهره

إخوةً,

أنّ حدودَ الناصره

مكةٌ.

كيف اسْتَحَالَ العلمُ قيدًا

والمدى نارَ حصار, أو ضَحيّهْ?

ألهذا يَرْفضُ التاريخ وجهي?

ألهذا لا أرى في الأفْقِ شمسًا عربيّه?)

آهِ لو تعرف المهزلَهْ

(سمِّها خطبةَ الخليفةِ أو سمِّها المهرجانْ)

ولها قائدانْ

واحدٌ يَشْحذُ المقصلَهْ

واحدٌ يتمرّغُ... لو تعرف المهزلَهْ

كيف, أينَ انْسلْلتْ

بين عُنْقِ الذّبيح ومِقْصلة الذّابحينْ?

كيف ماذا, قُتِلتْ?

كُنتَ كالآخرينَ, انتهيتَ

ولم تَنْتَهِ المَهزلهْ

كنتَ كالآخرينَ - ارْفضِ الآخرينْ

بدأوا من هناكَ ابتدىءْ من هُنا

حول طفلٍ يموتْ

حولَ بيتٍ تهدَّم فاسْتعمَرتْه البيوتْ

وابتدىءْ من هنا

من أنين الشوارع من ريحها الخانقهْ

من بلادٍ يصير اسمها مقبره

وابتدىءْ من هنا

مثلما تبدأ الفجيعةُ أو تُولَدُ الصّاعقهْ

مُتَّ? ها صرْتَ كالرعد في رَحِم الصّاعقه

بارئًا مثلما تَبْرأُ الصاعقه

أُنظرِ الآن كيف انْصهرتَ وكيف انبعثتَ,

انتهيتَ ولم تَنْتَهِ الصّاعِقَهْ.

أعرفُ, كان ملكُكَ الوحيدُ ظِلَّ خيمةٍ, وكان فيها خِرَقٌ,

ومرّةً يكونُ ماءٌ, مرَّةً رغيفٌ,

وكان أطفالك يكبرونْ

في بُرْكةٍ,

لم تَيْأسِ انْتفضْتَ صرتَ الحلمَ والعيونْ

تظهرُ في كوخٍ على الأرْدنِّ أو في غَزَّةٍ والقدْسْ

تقتحمُ الشارعَ وهو مَأتَمٌ تتركه كالعرْسْ

وصوتُك الغامرُ مثلُ بحَرٍ

ودمُكَ النافرُ مثلُ جبلٍ

وحينما تحملك الأرضُ إلى سريرها

تترك للعاشقِ للاَّحقِ جدولينْ

من دمكَ المسْفوحِ مرَّتينْ.

وجه يافا طفلٌ هل الشجرُ الذابلُ يزهو? هل تدخل

الأرضُ في صورةِ عذراءَ

مَنْ هناكَ يرجُّ الشرق

جاء العَصْفُ الجميلُ ولم يأتِ الخرابُ الجميلُ صوتٌ شريدٌ...

سقطَ الماضي ولم يسقطْ (لماذا يسقط الماضي ولا يسقطُ?)

دالٌ قامةٌ يكسرها الحزنُ (لماذا يسقط الماضي ولا يسقطُ?)

قافٌ قابُ قوسين وأدْنى

أطلبُ الماءَ ويعطينيَ رملاً

أطلب الشمسَ ويعطينيَ كهفًا

سيّدٌ أنتَ? ستبقى

سيّدًا. عبدٌ? ستبقى

هكذا يؤثَرُ, يعطينيَ كهفًا وأنا أطلبُ شمسًا, فلماذا سقط الماضي ولم يسقط?

لماذا هذه الأرضُ التي تَنْسلُ أيامًا كئيبَهْ

هذه الأرضُ الرّتيبهْ.

سيّدٌ أنتَ? ستبقى

سيّدًا. عبدٌ? ستبقى

غيّرِ الصورةَ لكن سوف تبقى

غيّرِ الرايةَ لكن سوف تبقى

... في خريطةٍ تمتدّ... إلخ, حيث يدخلُ السيّد المقيمُ في الصفحة 1 راكبًا

حيوانًا بحجم المشنقة, يتحوّل إلى تمثالٍ ملء الساحات العامة. و(كانت)

الحاكمة ( ... ) وحولها نساءٌ يدخلن في الرّمح ويمضغن بخورَ القصر والرجال

يسجِّلون دقات قلوبهنّ على زمنٍ يتكوّم كالخرقة بين الأصابع حيث

ك ترتجف تحت نواةٍ رفضيّةٍ بعمق الضوء

شجرٌ يثمرُ التحوّلَ والهجرةَ في الضوءِ جالسٌ في فلسطينَ وأغصانُهُ نوافذُ

أصغينا لأبعادِه قرأنا معه نجمةَ الأساطير جندٌ وقضاةٌ يدحرجون عظامًا

ورؤوسًا, وآمِنونَ كما يرقد حلمٌ يُهَجَّرون, يُجَرّونَ إلى التِّيه...

كيف نبدأُ?

(- يكفيني رغيفٌ, كوخٌ وفي الشَّمس ما يمنح فَيْئًا, لا لستُ خوذةَ سيّافٍ ولا

ترسَ سيّدٍ, أنا نَهَرُ الأردنّ أسْتَفْردُ الزهورَ وأغويها دمٌ نازفٌ

تبطّنتُ أرضي ودمي ماؤها دمي وسيبقى ذلك السّاهِرُ النحيلُ: غبارٌ يمزجُ

العاشقَ المشرَّدَ بالريح, ويبقي نسْغٌ).

يتمتم طفلٌ, وجهُ يافا

طفلٌ :هنا سقط الثائرُ

حيفا تئنُّ في حجَرٍ أسوَدَ

والنَّخْلةُ التي فيّأت مريمَ تبكي

همسْتُ في قدمي جوعٌ

وفي راحتيَّ تضطرب الأرضُ

كشفنا أسرارَنا (بُقع الدمع طريقٌ) أجسُّ خاصرة الضوء يجثّ

الصحراءَ والكونَ مربوطًا بحبل من الملائكِ هل تشهدُ آثار كوكبٍ, يسمع

الكوكبُ صوتي رويتُ عنه سأروي...

في زَمن الرّماد, شَخْصٌ رَمَى تاريخه لجمْرِ أيّامِنا, وماتَ

(لن تعرفَ حرّيةً ما دامت الدولةُ موجودةً).

تذكرُ? (والقاعدهْ

وسلطةُ العمال...) ما الفائده

تنحدرُ الثورة بعد اسْمهِ

في لفظةٍ, تمتدّ في مائدهْ

هل تقرأ المائده?

كان فدائيٌّ يخطّ اسمه نارًا وفي الحناجر البارده

يموتُ

والقدسُ تخطّ اسمها:

لم تزل الدولةُ موجودةً

لم تزل الدولةُ موجودةً.

غيرَ أنَّ النّهَرَ المذبوحَ يجري:

كلّ ماءٍ وجه يافا

كل جرحٍ وجه يافا

والملايين التي تصرخُ: كلاّ, وجه يافا

والأحبّاء على الشُّرفة, أو في القيد, أو في القَبْر يافا

والدَّمُ النّازِفُ من خاصرةِ العالم يافا

سمِّني قيسًا وسَمِّ الأرض ليلى

باسْم يافا

باسم شعبٍ يرفع الشمس تَحيّهْ

سمِّني قنبلةً أو بندقيّهْ...

هذا أنا: لا, لستُ من عصر الأفولْ

أنا ساعةُ الهتْك العظيم أتت وخلخلةُ العقولْ

هذا أنا - عبرَتْ سحابه

حبلى بزوبعة الجنونْ

والتّيهُ يمرق تحت نافذتي, يقول الآخرونْ:

ماذا يقول الآخرون?

(- يرعى قطيع جفونهِ

يصل الغرابةَ بالغرابهْ).

هذا أنا أصلُ الغرابةَ بالغرابهْ

أرّخْتُ: فوق المئذنهْ

قمرٌ يسوس الأحصنَهْ

وينام بين يدَيْ تميمه

وذكرتُ: بقّعتِ الهزيمه

جَسدَ العصورْ

وَهْرانُ مثل الكاظميَهْ

ودمشق بيروت العجوز

صحراءُ تزدردُ الفصولَ, دمٌ تعفّنَ - لم تعد نارُ الرموزْ

تلِد المدائنَ والفضاء, ذكرتُ لم تكن البقيّهْ

إلاّ دمًا هَرمًا يموتُ يموتُ بقّعتِ الهزيمَهْ

جسدَ العصورْ.

... في خريطةٍ تمتدّ إلخ, حيث تتحول الكلمة إلى نسيجٍ تعبرُ في مسامّه رؤوسٌ

كالقطن المنفوش, أيامٌ تحمل أفخاذًا مثقوبةً تدخل في تاريخٍ فارغ إلاّ من

الأظافر, مثلَّثاتٌ بأشكال النساء تضطجع بين الورقة والورقة; كلّ شيء يدخل

إلى الأرض من سُمّ الكلمة, الحشرةُ ( ... ) الشاعر.

بالوَخْز والأرق وحرارةِ الصّوت, بالرّصاص والضوء, بالقمر ونملة سليمان,

بحقولٍ تثمر لافتاتٍ كتب عليها (البحث عن رغيف) أو (البحث عن عجيزة لكن

استتروا) أو (هل الحركة في الخطوة أم في الطريق?).

والطريقُ رملٌ يتقوّس فوقه الهواء والخطوة زمنٌ أملس كالحصاة...

وكان الوقت يشرف أن يصبح خارج الوقت وما يسمّونه الوطن يجلس على حافّة

الزمن يكاد أن يسقط, (كيف يمكن إمساكه?) سأل رجل مقيّد وشبه ملجوم.

لم يجئه الجواب لكن جاءه قيدٌ آخر وأخذ حشدٌ كمسحوق الرمل يفرز مسافةً

بحجم لام ميم ألف أو بحجم ص ع ي هـ ك ويسير فيها ينسج راياتٍ وبُسُطًا

وقِبابًا ويبني جسرًا يعبر عليه من الآخرة إلى الأولى...

حيث عبرت ذبابةٌ وجلست على الكلمة, لم يتَحرَّك حرف, طارت وقد استطال

جناحاها عبرَ طفلٌ وسأل عن الكلمة طلع في حنجرته شوكٌ وأخذ الخرَس يدبّ إلى لسانه...

في خريطةٍ تمتد... إلخ, حيث

(العدوُّ يطغى وهم يخسرون, ويمدّ وهم يَجْزُرون, ويطول وهم يَقْصرُون, إلى أن

عادوا إلى علمٍ ناكسٍ وصوتٍ خافت, ( ... )

... وعندما يجدّ الجِدُّ ويطلب الأندلس عَوْنَ الملك الصالح لاستخلاص إقليم

الجزيرة, وقد سقط في أيدي الأسبان, يكتفي بالأسَف والتّعزية ويقول بأنَّ

الحرب سجالٌ وفي سلامتكم الكفاية, ... ولم يزل العدوّ يواثبهم ويكافحهم

ويُغادِيهم القتالَ ويراوحهم حتَّى أجْهضَهم عن أماكنهم وجَفّلهم عن مساكنهم,

وأركبهم طبقًا عن طبق واسْتأصلهم بالقتل والأسر كيفما اتفق...).

في خريطةٍ تمتد... إلخ,

رفضَ التاريخُ المعروفُ الذي يُطبخ فوق نار السلطان أن يذكر شاعرًا... والبقية

آتيةٌ,

في خريطةٍ تمتدّ... إلخ,

يأتي وقتٌ بين الرّماد والورد

ينطفىءُ فيه كلّ شيء

يَبْدأ فيه كلّ شيء.

... وأغنِّي فجيعتي, لم أعد ألمح نفسي إلاَّ على طرَف التاريخ في شفْرةٍ

سأبدأ, لكن أين? من أين? كيف أوضح نفسي وبأيّ اللّغات? هذي التي أرضع

منها تخونُني سأزكّيها وأحيا على شفير زمانٍ ماتَ, أمشي على شفير زمانٍ

لم يجىءْ.



مفرد بصيغة الجمع

1

لم تكن الأرض جرحًا كانت جسدًا

كيف يمكن السفر بين الجرح والجسد

كيف تمكن الإقامة?

2

كان لإقامته بين الشجر والزَّرْعِ شحوبُ

القصب وسَكْرَةُ الأجنحة

تآصَرَ مع الموج

أَغْرى بِهدأة الحجر

أَقْنَع اللّغَة أن تؤسِّس حِبْرَ الخشخاش

وكان سُلَّمٌ يقال له الوقت يتكىء على اسْمِه ويصعد

نبوءةً

نبوءةً

من الأجنحة يخرج الأثير

من المصادفة يخرج الحتْم

لكن

أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?

وجهٌ يجتمع بُحيرةً يَفْترق بجعًا

صدرٌ يرتعش قبّرةً يهدأ لُوتَسًا

حوضٌ يتفتّح وردةً ينغلق لؤلؤةً

تلك هي أدغال الهجرة وراياتُ القَفْر

وللنهار يدا لعبة

وللفَلكِ نَبرةُ المهرِّج

لكن

أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?

يلبس الموتُ حالةَ البنفسج

يسكن النّرجس آنيةَ الثلج

يحلم أن الحبّ وجهٌ

وأنَّه مرآته -

الحجرُ برعمٌ, الغيمةُ فراشةٌ

وعلى العتبة جسدٌ - شرارَةٌ لقراءة الليل

ليس الموتُ عزلةَ الجسد

الموت عزلةُ ما ليس جسدًا

لكن,

أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?

أَبحث عما لا يلاقيني

باسمه أنغرسُ وردةَ رياحٍ

شمالاً جنوبًا شرقًا غربًا

وأضيفُ العلوَّ والعمق

لكن, كيف أتجه?

لعينيَّ لونُ كسرة الخبز

وجسدي يهبط نحو داءٍ له عذوبةُ الزّغب

لا الحبّ يطاولني

ولا تَصل إليَّ الكراهية

لكن,

كيف أَتَّجه? وماذا تريدين مني

أيتها الشمس الشمس?

3

يمحو وجهه - يكتشف وجهه

يتقدَّم الخطف تلبسكِ فتنةٌ بفجرها الأول

يتقدّم الوقت أين المكان الذي تُزْمِنُ فيه الحياة?

تتقدَّم العتمة أيّة رَجَّةٍ أنْ أوزِّعكِ في كريّات دمي

وأقولَ أنتِ المناخُ والدّورة والكُرَة

أيّة زلزلة?

يتقدّم الضوء يُلْيِلُ في أنحائي

أنقطع أتَّصل

والوقتُ يأخذ هيئة البشَرة

يخرجُ من الوقت

وسقطَ

غزوكِ

عليّ

وشَهَقَتْ إليكِ أحوالي

لماذا حين دخلتِ أخَذَتِ الحقول تشتعل وكانت

يداي أوَّل النار,

ولماذا, كلّ ليلةٍ,

كنت أحمل زَغَب نهديكِ لليلةٍ مقبلة?

أُدخلي

وعلى ركبتيكِ

ترابٌ وفي الطريق إليك - إليّ

الجبالُ

وسَرْوُ المنحدرات

وشرْبينُ الأودية أقول نلتقي - نفترق

وأَستجمع أنحائي:

أيها الحَنْظَلُ المتناثر ملحًا على موائد الإباحة

أنت العذوبة وأمنحكَ طعميَ الأول.

جسدكِ التّيه أخرج

وأسفارُ خروجي أنتِ

آخذكِ أرضًا لا أعرفُها

تلالاً وأوديةً تغطّيها نباتاتُ البحث

امتدادات غامضةً

وآخذكِ واقفًا

قاعدًا

راقدًا

ولا أقنع بغيركِ

آخذكِ

في تنهداتي

في اليقظة والنوم

في الحالات الوسيطة

وفي ما يُعدّه لي الوقت

آخذكِ

ثنيّةً ثنيّةً

وأفتتح مسالكي

أتمدَّد فيكِ لا أصل

أتدوّر لا أصل

أتسلَّك أنتسجُ لا أصل

أصلُ من أقاصيكِ لا أصل

ما بعد المسافاتِ أنتِ ما بعد المفازات

أنتِ أين وهل وماذا وكيف ومتى وأنتِ

لا أنتِ

انْبسطي على جسدي وانْغرسي

خليّةً في خليَّة

عرْقًا في عِرْق

ولتخرجْ منكِ آلاف الشفاه

آلاف الأسنان

ولتكن غيرَ معروفةٍ لتكونَ على قَدْرِ حبِّنا

( ... )

وأكون علّقتُ صورتكِ بجميع الصور

ويكون جاءني الكشف وقلت:

هذا لقاؤنا الأخير

من أنتِ?

آخذكَ

حيوانًا

يضع السّمَّ في شفةٍ

والبلسمَ في شفةٍ

وكلّ ليلةٍ, أقول

هذا لقاؤنا الأول

أيها الأحد

ق

م

ر

ش ع ش ا ع

وليس لي معك غيرُ الهواتف

وغيرُ البوارق

وما يطوف

ويهتزّ جسدي بالكُنْهِ اللازمِ له

والملكاتِ الواجبة في أشيائه

وأصرخُ: أنتَ الهباءُ

وأنت القادِر

من أنتَ?

جسدٌ يكبَرُ في الخَزَام والخالدة

ينحدر يعلو يَسْتشرف

يجمع الضّفاف ويقرأ هذَيان القصب

جَسَسْتُكِ بِعينيَّ

رقصًا يتقدَّم في خطوات الفصول

تنهّدتُ في ناردينٍ

وأخذتْ أشكالٌ تروح وتجيء في لُججِ

الخاصرة يصطدم الغريق بالغريق

أخرج من الخيزران

أَدخل المِدقّة

أتغلغل في أخْبية القاعدة

حيث يكمن البيضُ وينتهي قَلَم السمَّة

أتجمّع كما يتجمّع اللّقاح

أخلعك أتزيّا بكِ

أنسلخ منكِ أتَّحد بكِ

وأخلق بيني وبينك

خداعًا بعلوّ الشمس

رياءً يكسر الزَّمن غصنًا غصنًا

من أنتِ?

تحت البَشرة الهويّةُ

في شراييني خَبْطةُ المسّ

أتدحرج بين أنا الجمر وأنا الثلج

وبين

الياء

والألف

أَتدلى

أَخلق في اليوم يومًا آخر

وأَربط بحبل الدقائق أهوائي

تقول المرآة اكسريني

تقول الخطوات قيِّديني

وبين آلة الموت وحيوانِ الألفاظ

أَنْغرسُ أنجذرُ

وأَلعب نَرْدَ الطبيعة.

4

(...)

دائمًا

كان

بيننا

مسافة قلنا

يمحوها اللهب الذي نسميه الحبَّ

والتصقَ النهار بالنهار الليلُ بالليل

وبقيت بيننا مسافة

أطفأنا ما لا ينطفىء

أشعلنا ما لا يشتعل

وبقيت بيننا مسافة

وفي ساعات التحام الشهيق بالشَّهيق والنطفة بالنطفة

بقيت بيننا مسافة

أيّها الحب, أيها النسل المنطفىء

تَقدّمْ واجلس على ركبتيَّ - ركبتيها

خُذْ إبرَ الدمع وانسُجِ الماء

تحيّينا أجراس الرَّغبات

نبتكر موتًا يطيل الحياة

نبتكر خداعًا بعلوِّ الطفولة

رياءً بصدق الشمس

من نحن?

يجمعنا جسرٌ لا نقدر أن نعبره

يوحّدنا جدارٌ يفصلنا أدخل فيكِ أخرج منّي

أخرج منكِ أدخل فيَّ

ما أبنيه يَهدِمني

تشبّهتِ لي أَنَّك الفضاء

وأَضْغَثْتُ الرؤيا

أمسكتُ بوردةٍ هبطتُ واديك انتظرت

بيننا نهرٌ والجسر بيننا نهر آخر

سمعتكِ تسألين: أيّنا الكبدُ

أيّنا النواح?

اختلطتِ بالجَزَعِ وأعشاشه

صرختِ اتّحدنا كرةً من النار

انْطفئي الآن أَنطفىء الآن

لِنعرفَ نعمة الجمر

نمحو وجهينا نكتشف وجهينا

هواجس

أصدافًا

مرايا

ننفذ عِبرَها إلى شخوصنا الثانية

نفتح صدرينا للأكثر علوّاً

ينفتح لنا الأكثر انخفاضًا

ويدخل كلانا في برج الوحْدنة

في عزلة عصفورٍ يُحتضر

ويتذوَّق كلانا طعم الآخر

وتسكر أعضاؤه بالحياة لحظةَ يسكر الآخر

بالموت

وكلانا يُسِرّ نعم لحظةَ يجهر لا

ويُسرّ لا لحظةَ يجهر نعم

كيف تغسلين جسدك ويزول ماؤك الثاني?

كيف أغسل جسدي ويعود لي مائي الأول?

أنا سؤالكِ

ولستِ أنتِ جوابي

عرَّفتكِ بحنيني

بشرَّتك بِه وربطتك بنفسي

لكي يتحرَّك جسدكِ حركة الحكيم

وأتحرّك به

بما فوقه

بما تحته

وبالذي بين يديه

لكي أحيطَ بكِ إحاطةً تخلَّصني من كل قاطعٍ

يقطعني عنكِ

أقرأَ كتاب كنهكِ

أتطوّرَ في أصولكِ

أذوقَ موجوداتها

وأشخَّصَهَا في أوهامي

لكي تكوني النقطة

وأكون الخطّ والشكل

لكي تكوني مِنْ وما يتلوها

عَنْ وما عندها

حيث لا تسعني الكلمات

حيث لا يسعني غير التخييل والرمز

لم أقصدكِ

لستُ بحركِ

لست البجع الذي تنتظرينه

وليس لي غير أطرافٍ

أطراف تتيهُ

تتوه في حُمَّى لم أكتشف حدودها بعد.

محوتكِ - اكتشفتكِ

بسطت على الورق أجنحتي واستدعيتكِ

قلتُ: الموت شيخ

من أين له بعد أن يلحق بنا?

قلتُ: جسدي شمالٌ والزمن جنوب

كيف لهما أن يلتقيا?

ولكِ أَماميَ الذي لا يهرم

ولك أبديّة الجهات الباقية من أعضائي

ولكِ منحتُ عينيَّ الأرقَ ويأسيَ النوم

ولك ساويتُ بين الصحراء والبحر

العينِ والشّوك

ولكِ استثنيتُ المعنى من حشود الكلمات

وسمّيته الصورة

ووفاءً لأسمائك التي أنزلتها سلطانًا

قلت للأبجدية: تشهَّيتِ ووحَّمْتكِ

ولكِ غيْرتُ وأقنعت سنواتي أن تكون جمرة التغير

ولكِ استوهَبْتُ اللهبَ أخطائي وأقنعت الجسد

أن يكون مجدَ الصفات

ألتهمكِ خليّةً خليَّةً لا تروينني

أَحتويكِ نبضةً نبضةً لا راحةَ لي فيكِ

لا الغيرة تفصلني عنك لا الكراهية

يفصلني شعور لا اسْمَ له

وأنتِ الآن الزّمنُ والموت:

من أين لي أن أَسترجعكِ?

تُحتضرينَ أندفع نحوكِ

أجسُّ بقاياكِ

وألمس كيف ترحلين

لم

أكن

لستُ إلا رذاذًا يُشهيَّ

كنت البطيءَ وسبقتْني ثيابي

موتي سُلَّمٌ لجسدي وجسدي بلا قرار أين أثبت?

أثبتّ السّحاب قلتُ للزبد أن يكون

مفتاحَ الموج أين أثبت?

ليس الاسم جذرًا ليس الجذر امرأةً ليس أين أثبت?

القشُّ يأتزر بالورد والكلمات تكسر صلبانها أين أثبت?

وجاءني الأفق سَمَّى نفسه بِاسْمي

ليس الاسم حضنًا

ليس الحضن امرأةً

آخذ شفتيَّ منكِ هذه الليلة

أيتها الأرض الوَحْمى ولا حَبَل,

لأعرفَ كيف تهطلين أيتها الصحراء

كيف تزدادين اتساعًا

لأعرفَ حَتْمَ اليأس

لأعرفَ كيف نحبّ دون أن نحبّ

كيف يذبل ما تسمَّى بأسمائنا الأولى

وارتوى بما حسبناه لا يعرف الذبول

الجرح دلتا

البلسم ألف

والجسد حروفٌ بلا نقاط

أيّة هاوية تَتّسع لأعضائي

ليس للمكان قصبةٌ لأتوكّأ

ليس في مناخهِ غيومٌ لأتوسّمَ المطر

وها أسمع في جسدي

جذوعًا تَنْبتر

وأشلاءَ تَتطاير

وها أنسكب في شظايايَ

وأَسترخي

أيّها الحبّ - الرأسُ الذي يَشجُّه الجَسد عرقًا عرقًا

أيها الحب, يا أرومةَ الماء

اتّسعْ

كن الهباءَ والشمس

وأثْبِتِ الغُبار بالغبار.

تمرحَلْ, أيها الجسد, من الآن إلى الموت

- متى وُلدتَ, ما عمرك?

تَمدَّدْ, أيها البخار, يا دمي ورافق استطالاتي

ثمة أمواجٌ تقبل من شواطىء غير مرئية

تقول إنّها استطالاتي

ثَمَّة صلصالٌ غيَّر اسمه

حَرْفٌ خرج من صوته

أُفقٌ على شَفَا الأفق

تقول إنها استطالاتي

وبين العصب والعصب صَحَارى

تقول إنها استطالاتي

وأنتِ, يا زهرة الآلام امْنحينيَ احتمالاتٍ أخرى

كوني أمومةً زهرةً بآلاف الأَسْدية والمِدَقَّات,

الكؤوس والتّويجات

امْنحيني - اذْكري وجهي

كنتِ تَنْحنين عليه كلّما جمعنا ماءٌ أو هواءٌ

لِنقرأ الموت

تمتزج رائحتانا

تنمو أطرافُنا توائمَ توائمَ

أقول لكِ: تَموتينَ مأخوذةً بالماء

تقولين لي: تموت مأخوذًا بالشمس

لكن,

لحظةَ تذبلين بين عينيَّ

يفصلنا لَهَبٌ لَهَبٌ لَهَبٌ

ومتاهاتُ الأحد السبت الجمعة الخميس

أصِلُ فيك الشهوة بطعم التراب

والفرحَ بنكهة الموت

وها هو جسدي

موشومًا ببقع الحسرة

يزحف بين كلماتي

تتكاثفُ أدغال الأرق

تعلو أمامي الجبالُ

الشجر ينام

ولكلِّ حصاةٍ أذنان تُصغيان إليَّ.

توهَّمتُ أنَّ اليدَ يَدٌ وأنَّ الوجهَ هو الوجه

وكان هذا تعاطفًا مع الرمل.

الجسدُ يتذكّر الحبّ ينسى

الحبّ أن نذهب الجسدُ أن نجيء

الحبّ أن نستوهم الجسدُ أن نتَبلبل

الحبّ - هذا الهَزْل الكوني

من أجل أن يظلَّ الأبد مشقوقًا

من أجل أن نُهَسْهِسَ الشّكّ.

7

باسم جسدي الميت - الحي الحي - الميت

ليس لجسدي شكلٌ

لجسدي أشكالٌ بعدد مَسَامِّه

وأنا لا أنا

وأنتِ لا أنتِ

ونصحّح لفظَنا ولسانيْنا

ونبتكر ألفاظًا لها أحجامُ اللسان والشفتين,

الحنَكِ

وأوائلِ الحنجرة

ويدخل جسدانا في سديم دَغَلٍ وأعراس

يَنْهدمان

يَنْبنيان

في لُجّةِ

احتفالٍ

بلا شكل

بطيئًا سريعًا

نحو ما سميناه الحياة

وكان فاتحةَ الموت.

باسم جسدي الميت - الحي الحي - الميت

ارتفع السَّرْوُ بين الاسم والوجه

عادت اللغة إلى بيتها الأول

كان الحب قبرًا دخلتُ إليه وخرجتُ

كان القبر نزهةً لراحة الأوردة

ومات النحو والصرف

وحُشرا بين يَديْ أول قصيدة كتبتها وآخر قصيدة

وأخذ الحَشْرُ يحكم ويَفْصل

يبرّئ ويَدين

لكي يأتي الليلُ

يشرد النهار خارج النهار

لكي يأتي النهار

يشرد الليل خارج الليل

لكي تحتفظ الأرض بذكرى العشب

تَتَغطَّى بالقش

باسم جسدي الحي - الميت الميت - الحي

للجسد أن يفصل بين جسدي وجسدي

له أن يعتقل عضوًا بعضو

يحارب خليّةً بخلية

له أن يزرع دمي ويحصده

وللجسد أن يكون جسدي

ضِدّ جسدي.

8

( ... )

سلامًا لآلاتٍ غير مرئية أَبتكرها لأبتكر أجسادي الأخرى

قلوبي الأخرى

سلامًا لكوكبي الجالس على طرف القيد

يتَّخذ من قدميَّ وذراعيَّ حدودًا وأعلامًا

سلامًا لوجهي يتبع فراشةً تتبع النار

// هل أفصل نفسي عن نفسيَ

هل أجامعها / هل الجما

عُ لحظة انفراد أم لحظة ازدوا

ج? هل آخذ وجهًا آخر? وما

ذا يفعل جسد تبقّعه جراحٌ لا تلتـ

ـئم? إنها الصحراء

تطبق عليّ, وها هو

الجرادُ يَحْتَنِكُ أطرافي //

أجلسْ, أيها الموتُ, في مكانٍ آخر

ولْنتبادَلْ وجهينا

أصنع نبضي نسْغًا لأبجديتي

أسوّيك الجلد

أسمّيك النظر

طعمَ الأشياء

( ... )

وأقول باسمكَ:

ابتسمْ, أيها النهر, لجفافك

امرحي, أيتها الزهرة, بين الشّوكة والشوكة

وأقول باسمكَ:

في الرّماديّ أفتحُ جسدًا أتجوّلُ في أرجائه

حيث يتمشّى قوس قزحٍ بخطوة الطفل

ويكون لخيالي أن يفترسَ عينيَّ

ويهدم الجسورَ بيني وبين ما حولي

ويكون لي أن أصعدَ وألتقفَ الهواءَ المحيط.

وأقول باسمكَ, هامسًا لأشباحك:

أيتها العطور التي تفرز الرّغبة

تزيّني

واسْتهويني.

وأقول باسمكَ:

دائمًا على شَفَا الجنون

لكنني لا أُجنّ.

اجلسْ, أيها الموت, في مكانٍ آخر ولنتبادل وجهينا

أُسمّيك الجسدَ وأسأل

كيف أعيش مع جَسَدٍ أتَّهمه

وأنا المتَّهَمُ والشاهِدُ والحكَم?

وأسميكَ جسدي

وأرى إليك إليه يتفكَّك ويتركَّب

السَّاعد فخذٌ

المعصم كاحِلٌ

اليد قَدمٌ

الكتف مِرْفقٌ

وما تبقَّى غيرُ ما تبقَّى

وأستسلمُ, أنا الراسخ,

كانهيارٍ ثلجيّ

عنقي يهبط في التّرقوة

وتهبط هذه في الصدر

ويهبط الصدر في ليل الرّدفين

والرِّدفان في شمس الأحقاء

وتكون الأحقاء رصاصًا يرسب في أطراف

الساقين وتتَنَوَّرُ بأعضائي أعضائي.

وتقول باسمي:

أسميكَ عاشقًا

وجْهًا إلى الحيوان

وجهًا إلى النبات

وأصغي إلى هذيانك يطلعُ

في لهاث العناصر:

دال تاء

- بحسب حركاتكَ يجري أمري

والليل والنهار بريدي إليك

يتراكضان كمُهرين في سباق

كيف أقمع هوائجي

والحاجة إليكَ هتكتني?

واو نون

- كيف أقمع هوائجي

والحاجة إليكِ هتكتني?

تبكين?

- لا تحرق النار موضعًا مَسَّهُ الدمع

لذلك أبكي

ينبت القرنفل في الدمع

لذلك أبكي

وأمس قرأت: (كلّ شهوة قسوة إلاّ

الجماع يُرقِّقُ ويُصفّي)

لذلك أبكي.

سين ألف

- أدخلي, كأنك نقبتِ الجحيم وخرجت منها

أو كأنك امرأة تشتري العطرَ بالخبز

أُحْصيك وأستقصيكِ

أُزمِنُ فيكِ وأُكوكب حولك أعضائي

وكنت صادَفْتُ نفسي فيكِ

وحين تبعتكِ

قلتُ: النَّفَسُ يتبع بعضُها بعضًا.

لكن,

لماذا أنا كثيرٌ بنفسي قليلٌ بكِ?

لماذا, كلما اقتربْتِ إليّ, أشعر كأنّ عضوًا يسقطُ مني?

مع ذلك, ادخلي

لا يزال جسدي رطبًا بذكركِ

وكيف أقمع هوائجي

والحاجة إليكِ هتكتني?

وأقول, باسمك, لجسدها:

جسدكِ صوتي أسمعه

نظري أتشرد فيه جسدكِ رحيلي وكل خليّةٍ منطلَق

جسدكِ مرفأي وأضلِّل المراسي جسدك الصخر يستبقيني

الغبارُ يطير بي

جَسدُكِ هبائي

ويظلِّلني

جسدك فضاؤكِ وأنا وحُوشهُ المجنّحة

جسدكِ قوسُ قزحٍ وأنا المناخُ والتحوّل.

وأسأل, باسمكَ:

أَصْحَرْتُ لا مأوى

اسْتَأْسَنْتُ من يُطهّرني?

من يعصمني من العبارةِ

تكدر,

من الإشارة

تضمحلّ

وكيف يتحرّر القفص?

وتقول, باسمي:

أَبْدع لجسدك ما يناقضه

كُنِ الهباءةَ والحصاةَ في جسدٍ واحد

أكمل جسدَكَ بنفيه

ولتكن اللّغةُ شكل الجسد

وليكن الشعر إيقاعه.

إجلسْ, أيها الموت في مكان آخر ولنتبادل وجهينا

أقول باسمك وباسمي:

نُضلِّل الحياة وهي التي تقودنا

ماذا أفعل

وجسدي أوسع من الفضاء الذي يحتويه

أنا الباحث

وليس أمامي غير الموت?

ونقول باسمها وباسمك وباسمي:

تجوهرتُ بكِ

وكنت أطمح إلى التبدّد

وفتحتك بجسدي لكن,

بماذا أختمك?

ومع أنني مَشُوبٌ بكِ

فأنا شيءٌ لا يستند إلى شيء

ليس مربوطًا

ولا ملتحمًا

ولا حالاً

لكنني أسيلُ لا أقف

وجسدي رمَى إذ رمى

بقاب قوسين

وأنا الصَّحيحُ المريض برزخُ الجنس

استوليتُ

إلبْتُ الكَمَّ والكيف

فُتُّ ما يُقال

مع ذلك,

عييت من تصوّرِك على أنحاءَ ومراتب

وأعوذُ بأسمائنا من علم اليقين

(أليقينُ شَرَكُ الضمائر

والمعرفة

أن

تعلم وتجهل)

هكذا أتحرّك في سلاسل جنوني وأنوّع الحلقات

هكذا أيّها الثابت

المتبدّل

المتصوّن

يا جسدي

وكذا

وكذا

وكذا

هكذا أسأل:

أنتَ صِراطي كيف أقطعك?

أو

أسأل:

هل أنتَ حكايةٌ محرَّفةٌ ومكذوبةٌ عليَّ?

هكذا,

أُنكر ما يفرّقني

وما يجمعني

وأقول باسمكَ:

أنا الماء يلهو مع الماء .
[center]

_________________
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف 15781612
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Icon_minitime 2013-11-12, 4:37 pm
مقدمة لتاريخ ملوك الطوائف

بيروت 1970

وجه يافا طفل / هل الشجر الذابل يزهو ؟ / هل تدخل الأرض في صورة عذراء؟ / مَنْ هناك يرجّ الشرق؟ / جاء العصف الجميل ولم يأت الخراب الجميل/ صوت شريد .. /



(كان رأس يهذي يهرج في الفسطاط في حضرة العساكر محمولاً ينادي أنا الخليفة) / هاموا حفروا حفرة لوجه غليّ/ كان طفلاً وكان أبيض أو أسود يافا أشجاره وأغانيه ويافا .. / تكدسوا، مزقوا وجه عليّ/ دم الذبيحة في الأقداح، قولوا : جبّانة، لا تقولوا : كان شعري ورداً وصار دماء، ليس بين الدماء و الورد إلا خيط شمس، قولوا : رماديَ بيت وابن عبّاد يشحذ السيف بين الرأس و الرأس وابن جَهوَر مَيْتُ.



لم يكن في البداية

غير جذرٍ من الدمع / أعني بلادي

والمدى خيطيَ - انقطعتُ وفي الخضرة العربية

غرقتْ شمسيَ / الحضارة نقالة والمدينة

وردة وثنية



خيمة



هكذا تبدأ الحكاية أو تنتهي الحكاية.

و المدى خيطيَ - اتصلتُ أنا الفوهة الكوكبية

وكتبت المدينة

حينما كانت المدينة مقطورة والنواح

سورها البابلي، كتبت المدينة



مثلما تنضح الأبجدية

لا لكي ألأم الجراح

لا لكي أبعث المومياء

بل لكي أبعث الفروقَ .. / الدماء

تجمع الورد والغراب / لكي أقطع الجسور ولكي أغسل الوجوه الحزينة

بنزيف العصور،

وكتبت المدينة

مثلما يذهب النبي إلى الموت / أعني بلادي

وبلادي الصدى

والصدى و الصدى ..



كشفتْ رأسها الباء، والجيم خصلة شعرٍ، انقرضْ انقرضْ

ألف أول الحروف انقرضْ انقرضْ

أسمعُ الهاء تنشج و الراء مثل الهلال

غارقاً ذائباً في الرمال

انقرضْ انقرضْ

سحر تاريخك انتهى

أدفنوا وجهه الذليل وموروثه الأبلها

و أعذري و أغفري

يا قرون الغزالات يا أعين المها ..

أحارُ كل لحظة أراكِ يا بلادي

في صورة،

أحملك الآن على جبيني، بين دمي وموتي : أأنتِ مقبرة

أم وردة ؟



أراك أطفالاً يجرجرون

أحشاءهم، يصغون يسجدون

للقيد، يلبسون

لكل سوطٍ جلده .. أمقبرة

أم وردة؟

قتلتني قتلت أغنياتي

أأنتِ مجزرة

أم ثورة ؟

أحارُ ، كل لحظة أراكٍ يا بلادي في صورةٍ ..



وعليّ يسأل الضوء، ويمضي

حاملاً تاريخه المقتول من كوخٍ لكوخ :

(علموني أن لي بيتاً كبيتي في أريحا

أن لي في القاهرة

أخوة، أن حدود الناصرة

مكة.

كيف استحال العلم قيدا ؟

ألهذا يرفض التاريخ وجهي ؟

ألهذا لا أرى في الأفق شمساً عربية؟ )



آه ، لو تعرف المهزلة

(سمّها خطبة الخليفة أو سمّها المهرجان

ولها قائدان

واحدٌ يشحذ المقصلة

واحدٌ يتمرّغ .. لو تعرف المهزلة



كيف ، أين انسللتَ

في حصار المذابح .. ماذا ، قُتلتْ ؟

أنظر الآن كيف انتهيتَ ولم تنته المهزلة

مُتََّ كالآخرين

مثلما ينشج الدهرُ في رئة السالفين

مثلما يكسر الغيم أبوابه القزحية

مثلما يغرق الماء في الرمل أو تُقطع الأبدية

عنق القبّرة

كنتَ كالآخرين، انتهيتَ ولم تنته المهزلة

كنتَ كالآخرين - ارفضْ الآخرين

بدأوا من هناك ابتدئ من هنا

حول طفل يموت

حول بيت تهدم فاستعمرته البيوت

وابتدئ من هنا

من أنين الشوارع من ريحها الخانقة

من بلادٍ يصير اسمها مقبرة

وابتدئ من هنا

مثلما تبدأ الفجيعة أو تولد الصاعقة



مُتَّ ؟ هاصرتَ كالرعد في رحم الصاعقة

بارئاً مثلما تبرأ الصاعقة

أنظرْ الآن كيفَ انصهرتَ وكيف انبعثتَ، انتهيتَ

ولم تنته الصاعقة.



أعرفُ ، كان مُلككَ الوحيد ظلُ خيمةٍ، وكان فيها خِرقٌ ،

ومرة يكون ماءٌ مرة رغيف، وكان أطفالك يكبرون

في بِركةٍ ،

لم تيأسِ انتفضتَ صِرتَ الحلم و العيون

تَظَهَرُ في كوخٍ على الأردن أو في غزة و القدس

تقتحم الشارعَ وهو مأتمٌ تتركه كالعرس

وصوتك الغامر مثل بحر

ودمك النافر مثل جبل

وحينما تحملك الأرضُ إلى سريرها

تترك للعاشق للاحق جدولين

من دمك المسفوح مرتين ..



وجه يافا طفلٌ / هل الشجر الذابل يزهو ؟ / هل تدخل الأرضُ في صورة عذراء ؟ / مَنْ هناك يرجّ الشرق ؟ / جاء العصف الجميل ولم يأت الخراب الجميل/ صوت شريد ..



سقط الماضي ولم يسقط ( لماذا يسقط الماضي ولا يسقط ؟ )

دال قامة يكسرها الحزن ( لماذا يسقط الماضي ولا يسقط ؟ )

قاف قاب قوسين و أدنى

أطلبُ الماءَ ويعطيني رملاً

أطلب الشمسَ ويعطيني كهفاً

سيدٌ أنتَ ؟ ستبقى

سيداً . عبدٌ ؟ ستبقى

غيّر الصورةَ لكن سوف تبقى

غيّر الرايةَ لكن سوف تبقى



في خريطةٍ تمتد … الخ، حيث يدخل السيد المقيم في الصفحة أ راكباً حيواناً بحجم المشنقة، يتحول إلى تمثال ملء الساحات العامة. و (كانت) الحاكمة تغسل عجيزتها وحولها نساء يدخلن في الرمح ويمضغن بخور القصر والرجال يسجلون دقات قلوبهن على زمن يتكوّم كالخرقة بين الأصابع حيث



ك ترتجف تحت نواةٍ رفضيةٍ بعمق الضوء



ت تاريخ مسقوف بالجثث وبخار الصلاة



أ عمود مشنقة مبلل بضوء موحل



ب سكين تكشط الجلد الآدمي وتصنعه نعلاًُ لقدمين سماويتين في خريطةٍ تمتد … الخ.





شجر يثمر التحول والهجرة في الضوء جالسٌ في فلسطين وأغصانه نوافذ / أصغينا لأفراحه قرأنا معه نجمة الأساطير / جند وقضاة يدحرجون عظاماً ورؤوساً ، وراقدون كما يرقد حلم يُهجّرون يُجرّون إلى التيه …/



من أين، هل البحر قادرٌ ، هل حنان الشمس ؟ / ( _ يكفيني رغيفٌ كوخٌ وفي الشمس ما يمنح فيئاً ، لا لستُ خوذة سيّاف ولا ترسُ سيدٍ، أنا نهر الأردن أستفرد الزهور و أغويها / دمٌ نازفٌ / تبطنتُ أرضي ودمي ماؤها دمي وسيبقى ذلك الساهر النحيل : غبارٌ يمزج العاشقَ المشردَ بالريح، ويبقى نسغٌ/)

يتمتم طفلّ ، وجه يافا طفلّ / هل الشجر الذابل يزهو ؟ /

( - متى أتو ؟ كيف لم نشعر / جبال الخليل يدفعها الليل ويمضي والأرض تهزأ / لم نشعر / دم نازف / هنا سقط الثائر / حيفا تئنّ في حجر أسود و النخلة التي فيّأت مريم تبكي / حيفا تسافر في عينيّ قتيل حيفا بحيرة حزن جَرَحَتْ قلبها وسالَتْ مع الشمس إلينا / هَمَسْتُ في قدمي جوعٌ وفي راحتيّ تضطربُ الأرضُ : كشفنا أسرارنا (بُقعُ الدمع طريقٌ) أجسُّ خاصرةَ الضوء يجثُّ الصحراءَ و الكون مربوطاً بحبل من الملائك / هل تشهد آثار كوكبٍ ؟ يسمع الكوكبُ صوتي رويتُ عنه سأروي ..



في الزمن القاتل شخصٌ رمى تاريخه للنار غطى مدى وجوهنا بحمرة الخجل

ومات /



لن تعرف حرية ما دامت الدولة موجودة /

تذكر ؟ كان السجن بوابة للشمس كان الأمل

تذكر . × و القاعدة

وسلطة العمال .. ) ما الفائدة

تنحدر الثورة بعد اسمه

في لفظةٍ ، تمتد في مائدة /

هل تقرأ المائدة ؟ /



كان فدائيّ يخط اسمه ناراً وفي الحناجر الباردة

يموت /

و القدس تخط اسمها :

لم تزل الدولة موجودة

لم تزل الدولة موجودة ..



غير أن النهر المذبوح يجري :

كل ماءٍ وجه يافا

كل جرحٍ وجه يافا

و الملايين التي تصرخ : كلا ، وجه يافا

و الأحباء على الشرفة أو في القيد أو في القبر يافا

و الدم النازف من خاصرة العالم يافا

سمِّنِي قيساً وسمٍّ الأرضَ ليلى

باسم يافا

باسم شعبٍ شرّدته البشرية

سمِّني قنبلةً أو بندقية …..



هذا أنا : لا ، لستُ من عصر الأفول

أنا ساعةُ الهتك العظيم أتتْ وخلخلة العقول

هذا أنا - عَبَرَتْ سحابة

حبلى بزوبعة الجنون

والتِيهُ يَمرُقُ تحت نافذتي ، يقولُ الآخرون

( يرعى قطيع نجومه

يصل الغرابةَ بالغرابة)

هذا أنا أصلُ الغرابةَ بالغرابة

أرّختُ : فوق المئذنة

قمر يسوس الأحصنة

و ينام بين يدي تميمة

وذكرتُ : بقّعتْ الهزيمة

جسدَ العصور

وهران مثل الكاظمية

ودمشق بيروت العجوز

صحراء تزدرد الفصول، دمٌ تعفن - لم تعد نار الرموز

تلد المدائن و الفضاء، ذكرتُ لم تكن البقية

إلا دماً هرماً يموتُ يموتُ بقّعتْ الهزيمة

جسد العصور

.. في خريطة تمتد الخ ،



حيث تتحول الكلمة إلى نسيج تعبر في مسامه رؤوس كالقطن المنفوش، أيام تحمل أفخاذاً مثقوبة تدخل في تاريخ فارغ إلا من الأظافر، مثلثات بأشكال النساء تضطجع بين الورقة و الورقة، كل شيء يدخل إلى الأرض من سمّ الكلمة، الحشرة الله الشاعر بالوخز و الأرق وحرارة الصوت بالرصاص و الوضوء بالقمر ونملة سليمان بحقول تثمر لافتات كتب عليها (البحث عن رغيف) أو ( البحث عن عجيزة لكن استتروا) أو ( هل الحركة في الخطوة أم في الطريق ؟ )



والطريق رملٌ يتقوّس فوقه الهواء و الخطوة زمنٌ أملس كالحصاة ..



حيث وقف على طرف العمل، وضع الكتاب كالشامة على جبينه ورسم جوقة من الملائكة على شفتيه وأذنيه، أخذ يغرز أصابعه و أسنانه في قصعة الكلام طالت أذناه وسقط شعره وتحوّل، وكان الوقت يشرف أن يصبح خارج الوقت وما يسمونه الوطن يجلس على حافة الزمن يكاد أن يسقط، (كيف يمكن إمساكه؟) سأل رجلٌ مقيدٌ وشبه ملجوم لم يجئه الجواب لكن جاءه قيدٌ آخر و أخذ حشد كمسحوق الرمل يفرز مسافة بحجم لام ميم ألف أو بحجم ص ع ي ه ك ويسير فيها نسيج رايات وبسطاً وشوارع وقبابا ويبني جسراً يعبر عليه من الآخرة إلى الأولى



حيث عبرت

ذبابه وجلست على الكلمة، لم يتحرك حرف، طارت وقد استطال جناحاها عبر طفلٌ وسأل عن الكلمة طلع في حنجرته شوكٌ و أخذ الخرس يدبُّ إلى لسانه ..



في خريطة تمتد .. الخ ، حيث

(العدو يطغى وهم يخسرون، ويمدّ وهم يجزرون، ويطول وهم يقصرون، إلى أن عادوا إلى عّلمٍ ناكسٍ وصوتٍ خافتٍ، وانشغلَ كل ملكٍ بسد فتوقه،



.. وعندما يجدّ الجد ويطلب الأندلسُ عونَ الملك الصالح لاستخلاص أقليم الجزيرة وقد سقط في أيدي الأسبان يكتفي بالأسف و التعزية ويقول بأن الحرب سجال وفي سلامتكم الكفاية،



.. ولم يزل العدو يواثبهم ويكافحهم ويغاديهم القتال ويراوحهم حتى أجهضهم عن أماكنهم وجفّلهم عن مساكنهم أركبهم طبقاً عن طبق واستأصلهم بالقتل كيفما اتفق)



في خريطة تمتد .. الخ، رفض التاريخ المعروف الذي يطبخ فوق نار السلطان أن يذكر شاعراً .. و البقية آتية،



في خريطة تمتد .. الخ،

يأتي وقتٌ بين الرماد و الورد

ينطفئ فيه كل شيء

يبدأ فيه كل شيء

.. وأغني فجيعتي، لم أعد ألمحُ نفسي إلا على طرف التاريخ في شفرةٍ / سأبدأ ، لكن أين ؟ من أين ؟ كيف أوضحُ نفسي وبأي اللغات ؟ هذي التي أرضع منها تخونني سأزكّيها و أحيا على شفير زمانٍ مات أمشي على شفير زمانٍ لم يجئ



غير أنني لستُ وحدي



.. وجه يافا طفلٌ / هل الشجر الذابل يزهو؟ / هل تدخل الأرض في صورة عذراء؟ / مَنْ هناك يرجّ الشرق ؟ / جاء العصف الجميل و لم يأت الخراب الجميل / صوت شريد ..



خرجوا من الكتب العتيقة حيث تهترئ الأصول

و أتوا كما تأتي الفصول

حضنَ الرمادُ نقيضه

مَشَتْ الحقولُ إلي الحقول :

لا ، لستُ من عصر الأفول

أنا ساعة الهتك العظيم أتتْ و خلخلة العقول.







أبجدية ثانية





في حضن أبجدية تحضن الأرض، يسهر قاسيون وأستيقظ

أقرأ وأكتب وأقول كلاما للنبذ: ليس شعرا وليس نثرا،

لكن إلي بالبخور،

الشمس تلتصق بأحشائي، وأريد ظلك أيها الليل



ألن تتعظ؟ كثر بخور بيتك أيها العاشق، وهاهو الهواء يهمن كمثل بحة في حنجرة الفضاء

عوذني، ابتكر طلسما لأحوالي أقدر أن أرقيك أيها العاشق، لكن من يشفيك؟



سأقول لمهب الرغبات جسدي غابة تلائم رياحه



خرج من عزلته فدخل إلى المنفى

دائما تفصله عن الأمام بضع خطوات إلى الوراء: لا يصله إلا ما يفصله

ليس له طفولة؟ الشعر طفولته

من مسحوق الكبد هذه الخمرة، لا من العنب

لا تحيا دمشق إلا إذا أعادت بناء السماء



أبواب

في صباح تحطه الجراح، هربت من سور دمشق ضاحية، وتنزهت في بساتين الزينبية قالت لن أعود، وسميت نفسي حي القصاع جاء، نزل في هذا الحي، في قبو بناية تنحدر من سلالة الإسمنت فرش القبو سريرا لأحلام كان أكثرها يتبخر بين حمامات قرأ عنه



حمام الزين

حمام الورد

حمام المسك

حمام الجوزة

حمام الحاجب

حمام السلسلة

حمام الملكة

حمام القيشاني



وتلك هي الأسماء اكثر طيبا

الشداد؟ أهو حمام آخر؟

معجون تدلك به المستحمة جسدها

زيت ولسان عصفور زنجبيل وقرفة

دبس وبيض وآس



ا وتضيف بعضهن أشياء تبدو مرافئ لموج الجسد

كثيرا، شبه له القبر غارا ينزف دما،



كثيرا، رآه كهفا يضطرب ويترنح ويكاد أن يهوي



يظن - الكلمات التي رددت معه أسماء الشجر والنجوم والأصدقاء، تجلس الآن في كوة تحيا وحيدة في القبو،

أو تتمشى على الرصيف الذي يتاخمه،

تتحالف مع الهباء أو مع الهواء

تنتقد سلطة الورق، أو تتواطأ مع الحبر

شفتي هذه الكوة، يهبط عليه كلام عصي على البوح. آسفا، يعتذر لها

ليس سيد الطبيعة لكي يضع الآن رأسه لمحت كتفيها

جاء كمن يبدأ تاريخا. هكذا وجد نفسه يتموج في محيط أسرار

جاءت النساء سفنا، ولهن جسد الماء

" جاءوا. كل محتسب طامع. جرت الدماء في الماء " البلاذري، فتوح البلدان " الفتوح ثلاثة: فتوح عبارة، و فتوح حلاوة، و فتوح مكاشفة" ابن عربي

لا تدخلوا البحر إلا إذا كانت الأشرعة نساء

الغوطة خيمة والشهرة حبال تشد أوتادها

السماء في عقل النملة، نملة

لكي تفهم الرمل، لست في حاجة إلى أن تكون موجا

سواء تحريك الراء وتسكينها: لن تقدر أن لمحول الكلمات إلى أشياء

تكلموا على ما مضى، لا على ما يأتي. وخوضوا ما شئتم من الحروب،

لكن بين

شفاهكم العليا وشفاهكم السفلى

جاء، في حديثه مع الكواكب، كان يؤثر الزهرة. تستقبله، وهي في سريرها

ولم تكن تحاوره إلا بعد أن تطفئ شموعها

يعفيك أيتها النبوءات من التوجه إليه. وجهه مأخوذ بجهات

لا تذهبين إليها ولا تجيئين منها

أقطار الحبر، ليست له على الورق أية محطة

اتركوه يتوسد ذراع هذه الكلمة: الحب



لم يفهم بعد الحجر، لكي ي!حسن الكتابة عن الأجنحة الدم هو الذي يفكر، والجسد هو الذي يكتب



توقن أن التاريخ دغل ملي ة بأعشاش الختل من كل نوع، فيما تخرج من باب الفرج إلى باب السلام - يسمى

باب الشريف وباب السلامة. كان عصيا على الغزاة يحرسه شجر يشبه العصي السيوف البنادق وفقا للغزاة والغزو. تحرسه كذلك عرائس الماء- بردى، العقرباني، الداعياني. " وكان كمثل اسمه باب التسليم والتحية. يجيء الناس أفواجا للسلام على خلفائهم " القوس التي فيأت رقابهم هي نفسها تظلل رقابا أخرى لسلام آخر. الضوء نفسه يتلألأ مرآة يكتشف الناس فيها وجوههم فيما يدخلون ويخرجون. وثمة جنود كالملائكة لا تراهم العين

دمشق، بذارك ، لا بين يديه، ولا في خطواته، ماذا، اذن، ستجديه الحقول؟ في كل صندوق، يوقظ وضاح اليمن، ويدعوه إلى نزهة سرية



هوذا جرير يولم حياته للخليفة. في سرادق الشعر. وأرى إلى الأخطل يقدم لأصدقائه، على مشهد من الخلافة، أعتق خوابيه. وأسمع الفرزدق يتلعثم في حضرة امرأة لا تمدح لا تهجو لا تقول إلا الحب. اشربوا من ينابيع ذي الرمة- انظروا إليه يرتجل ما يمسك بالأفق. والخلفاء يتوارون: كلأ منهم ينكمش في شعرة، أو في درهم، أو في سيف



سمائي- لا فوق رأسي بل تحت كتفي: سلام للشيخ الأكبر " يا للغرائب في هذا المكان الذي يناديه ابن تيمية: يا بستاني الأفق يروز أصوات المآذن، فيما تنبسط الجنة تحت قدمي قاسيون



إنتسب إلى زحل، لكي تحسمن المكاشفة في باب كيسان، أو لكي تنزل في سلة ا شأن القديس بولس، متدليا من السور، خارجا إلى يونان وماء وراء البحر. كمثله، لا تقصد الباب لذاته، بل لما يخبئه. تفتحه لكي تشاهد ما ينغلق عليه. وربما سألت: هل الباب جسد؟ وما باب الجسد؟ وأين؟ ما هوية هذا الذي تذهب إليه في الجسد؟ نقطة لاشيء بعدها، أم طريق بلا نهاية؟ ولماذا لا يسكن إلا بوصفه زائلا؟ هل أجمل الأشياء التي تسكنها في الجسد وتسكنك هي التي لا تراها؟ ولا تنس أن تتصور بابا مليئا بالجمال مشرعا على عالم ملي، بالفراغ. ولا تنس الحلقة التي تقرع بها الباب لكي تسمع نعم أو لا. يتيح لك أن تسبح في أجمل بحيرات الضوء، أو يبقيك في ظلامك الأليف. هل الحياة باب- واقعا ورمزا؟



أقواس

خطوط تستقيم تنحني تتلولب

دوائر و أنصاف دوائر

مربعات

مستطيلات

مثلثات

مخمسات

مثمنات

أشكال على هوى الخط

التقينا- لم نتكلم، غير أننا ترامزنا



شوارع

أنهار تحك ضفافها بموسيقى التاريخ

يغني الياسمين بصوت خافت، ويدور في الأزقة حافيا

دم أبيض على فراش القمر

لا تضع سلة الغبار في يد الريح



يجيء الشقاء معجونا بيد الله، مختوما بخاتمه،

ويجيء الفرح هاربا في ثياب

وردة تكاد أن تذبل

لكل نجمة طبل والفجر ناي مكسور

تسبح ملائكة سود في أحواض من الفضة

شوارع،- حقول نباتات تقتات باللحم

استيقظت السماء وأخذت توزع جرائد الصباح



يخص إليك الواقع ويجلسك على أطراف أظافره لحجاره حبال صوتية و أتى توجهت فيه يبدو وجهة سرابا يقبل الأرض. أيامه لدائن ينمر فيها عشب التاريخ هل الحياة هنا بريد ينقل في جعبة الرمل؟ وأين ذلك الخنث الغزل المترف الذي يعرف كيف يضم السرير إلى السرير، وكيف يتسلق لطيف الشهوات وخفيها؟ يفرح وهو يظن أنه يحزن. يتلذذ وهو يظن أنه يألم. اكتبي، دمشق، من جديد، تاريخك على عسيب النخل وعلى أكتاف الإبل. طريقي فيك وعرة، وحافيا أمشي



باب الشاغور

الغبار حصان جامح وهيهات أن يروض. والطرق مغطاة بحيض الأقدام



باب الفراديس

ادفنوه في دمه. انسوا لا تنسوا



باب الجابية

دوار في رأس اللغة

كيف يتصالح ياسمين دمشق مع جسد لا تنبت فيه غير الشقائق؟

ما لهذه السماء

لا تقدم غير البلسم، وليس في جسدها غير الجراح؟

اتكئي، أيتها الأحلام، حزينة على نوافذ أهدابي



قاسيون، أيها السائر واقفا، هل تعرف أن الفصول أعطت لغيري كل شيء،



وخصتني بخطواتها؟ دمشق



ظلك لابس قامتي، وأبوابك محيطة بي. هبط سرك إلي

لا يسكن الفرح إلا الثنية والطية والزاوية



خلوات

نافذة - مثلث، ينحدر منها ضوء الطبع. يتسرب منها هواء يحمل أشكالا كمثل الخيول

الخلوتية الشافعية



سلالم من أرداف وكواحل. حناء وزعفران ينتظران شهابا أخضر

الخلوتية القادرية



نسي الملح قدميه في الماء. ظل الدنيا رصاص مغموس في الجمر. لا فرق فيها بين الكلام والطين. إن كان

هناك شقاء فهو الفرح. يجلس الغبار على هذه العتمة، منذ قرون، ولم ينهض بعد

هل تجامع الإنسية جنيا؟

مسألة فيها خلاف لكن جائز عقص الشعر، وتجوز الضفائر

المرأة في الآخرة هي دائما لآخر أزواجها، وقيل لأولهم

الخلوتية التقوية الحنبلية



للزمن يدان رخوتان، وللأبدية فم لا يتوقف عن التثاؤب

أفراس تجيء من كل صوب ولمجلس بين الركب. أشار ورد جوري تخلع ثيابها الداخلية آه، اللذة يسيرة والحيرة كثيرة

الخلوتية المولوية



أكاليل نجوم تتدلى من السقف. ترفرف الأرض كالأجنحة. والعناصر خلايا أحلام الوحدة حبر السفر

الخلوتية النقشبندية



إمش فوق رؤوس الأزهار، وامتزج ببراعمها. يداك بنفسج وعلى جسدك يتسلق غبار الطلع. هنا تعرف أن للأيام قشرة أكثر حنانا من اللب

الخلوتية الرفاعية



تمسك يد الزاوية بريشة وترسم الفراغ

ما أحن هذه الأشرعة التي تقبل من السماء

هنا يدخل العاشق في الفصيلة الشفوية كمثل الريحان

الخلوتية البكتاشية



تمثل بالوردة وعش صامتا

إن كان لا بد من الكلام، فلا تتفوه

إلا بالعطر هل الكتابة شهد يابس في قفير مهجور؟

الحجر

كتاب يعلم التسامح



مكاشفات

أمن سوق الوراقين، تجيء هذه الحنجرة؟ أمن أنين خشب تفتت وبعث، تصعد هذه الكلمات؟

هل عرفت سوق الكتب؟ زرها لترى كيف تتمدد العقول على بساط من الهبر، ولكي تتملى شحوب الأيام. زره - احتفل بكيمياء التحول

رأس في القدم

وقدم تقطر العطر

والتحية لمن قال: " القدم لا الرأس، نهاية الشكل وغاية الهيئة "



إنه ركن العنبرانيين في سوق النساء. قبائل أعشاب، أفخاذ نباتات وزهور، والعطور تتناسل. وفي سوق الحرير وسوق الصاغة، سترى الرغبة جسدا وروحا. نسا" يسرن كأنهن يتنقلن في أسرة النوم. شم!من مبلولة بماء القمر. وترى الموت يتقلب ويزحف واهنا. وفى سوق المزامير وسوق الأبازير وسوق الفاكهة، تتنهد في مناخ تقول إنه هابط لتوه من فراديس المخيلة. وبين أهدابك تختلط الملاءات والسراويل والزنانير في بهاء يسرح معك بين الظاهرية والعادلية حيث ينهض أبو العز مائدة يتحلق حولها الأقصيان الشرق والغرب وتتلألأ اليد الصانعة



زجاج معشق، شرابات، مساند، أرائك، نحاس مخرم، وسائد، بسط، نارجيلة إنها الدنيا وعائلتها تحت سقف يتتلمذ على حكمة الدهر



غير بعيد عن رأس يوحنا المعمدان، تتدلى أذنا تيمورلنك. هل يحدث حقا للبقل أن يصير نخلا ؟

ليس هناك نور لا ظلمة فيه

لا تنكروا خرق العادة

استسلم للواقع إن شئت أن

يستسلم لك الممكن ربما كان الوحل الذي تهرب منه،

يسيل في الماء ذاته الذي تشربه

بلى، تتذكر النار أنها كانت ماء

الفضاء هنا نار، والطيور قصدير

قتلهم جميعا، تحقيقا للحكمة

القائلة " ما أكلته وأنت تشتهيه، فقد

أكلته وما أكلته وأنت لا تشتهيه، فقد

أكلك" ازداد البرد والثلج، منذ قتل المتنبي

لا يستقيم هذا المربع إلا إذا أصبح مثلثا

" رب اعوجاج أفضل من الاستواء "



أطلقت العنان للقيافة والزجر و العيافة،

للسانح والبارح،

للتفاؤل والتطير

وقلت: أنا القطن المتدرب، غير أنني أميل إلى النظر في الكتفين، وفي

الردفين وفي ما أوتي السر



مشاهدات

ساحة الشهداء

لبست أسماء كثيرة: الجزيرة، بين النهرين، المرجه، الميدان الكبير، ساحة السراي غير أن دم أبنائها الذين شنقهم السفاح محا هذه الأسماء كلها وأعطاها اسمها الأخير الشهيد. على أطرافها وفيها. تعانق اليونان والغرب والخلاسية العثمانية مسرح للتحول- وضعت الحداثة عليه أولى خطواتها: السيارة، والحافلة الكهربائية وعندما كان بردى يفيض، كان فيضانه يذكر بالدم الذي تدفق من أبنائها دفاعا عنها يصغون إلى أحشائها التي غطاها الإسفلت لكي يسمعوا آباءهم. وترى حنينهم يطرف حولك في كؤوس غير مرئية



نجمة تربط بخيوط أشعتها دمشق- شوارع وأزقة وأحياء. تجلس غالبا في استرخاء كمثل امرأة تستحم في العراء. مسرح. قلة هم الذين يتابعون المشهد جالسين. بضعة أطفالي بضعة شيوخ

ما هذه المسرحية؟



هواجس وأسئلة

الأكل قليل، والشراب نادر

إسراف، لكن في المنع

تكاد كل نقطة في جسد هذه الساحة أن تكون…

الأعمار بيد الأجور والأسعار

هل البياض سواد نسي اسمه؟

عمر بيتا لغاية واحدة: أن يسجن فيه الريح التي يقبض عليها



يظن حي القدم أنه رأس لحى الصالحية

كتابة كمثل زهر يزرع في حقول من الزجاج

لا تتأخر أيها المطر، تأخري أيتها السماء

ينام! الشارع والحارس ساهر على عنقه

!ئ! شفتيك إن شئت أن تتكلم

أيتها المادة الشآمية، هل الشعر، وحده، روحك العاصية؟



الخلوتية الشافعية



حي النوفرة

تنمو على جانبيه، وعلى أطرافه من جهة القيمرية وباب جيرون، أشجار للمعرفة لا يراها غير تلامذة الشيخ الأكبر. كل شجرة سرة من الكلام تحسن بك لكي يحسن فهمه أن تجلس في مقهى النوفرة. حول المقهى، ترك الأسلاف آثار خطواتهم في حفر وشقوق يصعد منها غبار يكاد أن يكون ذهبا .نقرأ معك، أيها الحكواتي، ليل الماضي

بضربة واحدة من سيفه، قطع خمسين رأسا



والويل للفة إن وقع في الأسر عنترة. لا تهدأ كلمة فيها، قبل أن يفك أسره. يتوكأ الزير سالم على أنصاره. يتوكأ جساس على صوته



يتحد الغضب والسرور كمثل ونجه الورقة وقفاها. لا عداء في تباد" الكلمات بين المتحازبين، بل حركة أيد كأنها أغصان شجرة واحدة يحركها هواة عاشق. كل يقف وراء فارسه. أو يقدم له الشاي والهتاف. ينقش اسمه بأنفاسه على بشرة الوقت اخرجوا جيادكم من أقفاص الحلم وسرحوها. ليس في المقهى سروج تليق بها. ابحثوا لها عن سهوب أخرى. للمقهى أذنان مسدودتان. وفي الصراخ تتوحد الشفاه كأنها فم واحد. كلا، "لم يمت عنترة. ولا يزال الزير سالم وجساس يتقاسمان بركة الماء الفوارة في ساحة المقهى. ما أعند الحلم بالنصر. يتخذ من الجدران والطين أهدابا يرقد تحتها. يمتلئ المقهى بجثث القتلى، غير أن الروائح التي تتنشقها طيبة كأنها طالعة من ضفائر الغوطة

ما له، حصان عنترة؟

يتساءل شيخ تبتلعه ثيابه، فيما يتابع معارك اللغة، ويرى إلى دمائها الجارية، كأنه يرى جيشا من الغيم



نسيت عبلة أن تمسح قوائمه بعرار الصحراء

للذاكرة ماء لا تتسع له بحيرة الحاضر

نعم، لا يتوقف الباب والكرسي، القهوة والنارجيلة، الماء والجمر

عن كتابة الشعر أسرار الليل أجنحة النهار

يلبس المساء قناعا ليس إلا وجها للصباح

يقال: لا تنام دمشق، ويقال: إن نامت، فنومها خفيف كالحلم

لا جذر، لا ثمرة، يتشرد بينهما

لا يعبد الشيء إلا لكي يستعبده

دمشق، أنت حياتنا،

لكن، ما هذه الحياة التي لا تعطينا إلا الموت



حييت عيواظ، وقلت لكراكوز: اسمح لي أن اقدم لك هذا الزمن في هذه الوردة اليابسة. كان خيال الظل يتسلق الشاي في الفناجين وعلى الشفاه، ويتأوه أو يمرح في صوت الحكواتي



من الخيال، جاءت الخيل

من الخيلاء، جاءت الخيل

أوحي إلى الريح الجنوب أن لمجتمع. اجتمعت. أخذ جبريل قبضة وخلق الخيل

سلام لحصان عنترة. هو من الخلق الذي به العز. لم ينعقد بناصيته غير النصر



كان الغبار الذي تثيره حوافره يتموج أعلاما على سقف المقهى. آثر عيواظ و كراكوز، ذلك المساء، أن يتحدثا همسا. كانت الوردة اليابسة تسهر على الباب، وعلى السطح، وفي الهواء. أشارا إلى العشق بين الزهور. همسا للحضور أن يلصقوا آذانهم على أكمام الياسمين والورد لكي يسمعوا شهيق البراعم وهي تخلع سراويلها . و أخذت الأشجار التي تحيط بالمقهى تنقلب كلها إلى شجرة واحدة: عطر الليل. وأخذت الحجارة تتغطى بالعطر. لم تبق زهرة إلا تفتحت من التبلل بندى الحب. صارت الأزقة نفسها كمثل أعناق تتدلى منها عقود الياسمين. ولمحول الفضاء إلى حنجرة تهتف احتفاء بالعشاق



الزائل أجمل ما يملكه الأبدي

هنا لا تقود الروح إلا إلى المادة

الماء والمال: حرب لا تنتهي بين الهمزة واللام

لا يقبل إلا شفتيه: ألهذا يقبل جميع الأيدي؟

أفهمني: كيف تقص ذيل الشيطان بجناح الملاك؟

القمر بين النهدين هلاك دائم

يتمرآى، لا لكي يرى الحياة بل لكي يرى الموت

قدم بيضاء على كتفي قاسيون: القمر

وجوه- فراشات بلا أجنحة

الأمل هنا عقد زواج مع الريح

يأبى حزنه أن يغتسل بماء عينيه

مكتبة - المماحي فيها أكثر من الكتب



يحتاج القمر إلى كلاب تملأ دروبه بالنباح. )* دمشق كلمة مركبة من كلمتين: دم وشق. ح- قصر العظم ربما كان جوبيتير الذي أهرق عطره في أغوار الأعمدة، يرسل الآن من سمائه ريحانا يتفتت فوق الموتى الذين تركوا لأجسامهم أن تمتزج بالنقوش والزخارف. ربما تحول قصر الخضراء إلى مشكاة، ومعاوية إلى حصير في مأوى للعجزة. ريما صارت دار الذهب حماما، وأكاد أسمع الأمير تنكز يصدر أمرا بقتل ما تبقى من الطيور التي تربي الأفق بين أجنحتها. لا تزال هناك أسلاك خفيت على العسس، بين السلملك والحرملك حيث تأخذ الأنثى الذكر بآهاتها ويتسلل الذكر إليها في تويج وردة وعلى بساط من الروح. لا تزال الطرق إليه مليئة بغبار يسخر من الأقدام، ويعلق رأس الزمن في الهواء. حول مئذنة عيسى



سوق الحميدية. سوق مدحت باشا

لم يبق خشب يكفي النار لكي تهيئ أعراسها. التاريخ ينتحب في العباءات متناثرا على البسط كحب فلفل لم يشهد مثله امرؤ القيس. وفي أمواج من الأغاني يسبح أبناء آدم كمثل مراكب نسيت الشواطئ

يلذ هنا الضياع في موج الألوان- أصولا وفروعا. بعد البياض والسواد، الحمرة والصفرة والخضرة، تتغلغل في أفق الأزرق والزبيبي والنارنجي. وسرعان ما تشدك الشقرة التي هي الحمرة إلى الزعفراني الخلوقي، وإلى الأدبس، تدرجا نحو الأفضح والأصبح، المدمى والمذهب والأكلف. ثم تجذبك الدهمة التي هي السواد إلى الجون والأحم والأكهب، والأحوى والغيهبي والدجوجي. وتقودك الخضرة إلي الأصحم. والأطحل والأورق والديزج والأربد والأخضب. وتسلمك الشهبة التي هي البياض إلى الحديدي والخلجوني والأضحى والقرطاسي والأشهب. وترميك الصفرة في الهروي صعودا نحو المطرف. المدنر، السمند، العدسي، الغربيبي، وتنسى عينيك في ا لمطرف، والمولع والموقع، والأبلق ا لمجوز، والأنمر، والأرقط، والأربش، والأنمش، والأيشم، والأرشم

أبهى ما يلتصق بك في هذا الموج من الألوان، الأحمر الياقوتى الذي يتكون، والعلم عند خالقه، من الشمس والهواء وظل ينزل من السماء. ولا تسل عن خواص اللون الزمردي: (توقير الناس للمسك بالزمر، وتسكين وجع المعدة لمن علف عليه. والمسموم إذا شرب منه زلة تسع حبات، لم تنله مضرة من السم. والمتختم به تنافره ذوات السموم. وإذا قرب من بصر الأفعى، سالت عيناها



سوق الأبازير

أساتذة يجلسون في أحضان التوابل والعطور ويعلمون كيمياء الملذات. يزداد يقينك أن الجسد هو اكثر بقاء. ويسعدني في ذلك أن يقال: جن القائل. أو يقال: دخل غار المعنى. حيث نزلت السماء وأحرقت سلالم الصعود. لن تستطيع بعد زيارة هذه السوق أن تقول كغيرك



عجبا للمقابر في دمشق،

تزهر أكثر من الحقول



يكفي أن تقطر الصحراء في فم الكلام

ليس المعنى وراء دمشق، ليس أمامها،

لا يمينا ولا يسارا- المعنى بين قدميها

كلام ربيع دائم، عمل خريف دائم

كتابها المقبل : " كيف عشقت جنيا أسلم على يدي "

لا يليق بأحد أن يكون شاعرا كما يليق بالوليد بن يزيد

يمكن أن يكون الغبار في دمشق بيتا للشمس

أفكار تتدفأ على جمر المال

زمن أعمى يتوكأ على عكاز مليء بالعيون

الصلاة هنا أقصر طريق للذهاب عموديا إلى السماء

السحر والعلم هنا مسحوقان يقيمان في زجاجة واحدة على رف واحد

يتعذر وصف شهوة الكلام عند جدران دمشق

الدائرة هنا نبية المستقيم، والمثلث الوحي

هنا ينزل الرأس ويرتقى البطن

ليس لكلماته أرجل، ليس لأفكاره معاول،

كلا، ما يقوله لا يبدأ وليمة، ولا يجلب غنيمة

يعجن الخردل بالخل ورماد البلوط، ويخلطه باللوز والزبيب،

لكن من أين له الماء؟

كيف تربد أن تكون خالقا، دون أن تكون ماحيا



دمشق،

قل الشام وجلق، العذراء وجيرون، تل عين الشرق

إرم ذات العماد، باب الكعبة. قل، وأسلم جسدك إليها

أسلم جسده إليها



في حارة الخلخال أصغى إلى راس يتحدث عن زوايا الرجال، وجسده في مكان آخر،



في كل رباط للنساء- مهجورات، مطلقات، متعبدات، صوفيات،

حيث تجفف الأيام عظامها على خيوط الكتان

وبين باب الجابية وبوابة الله، استأثرت به طويلا زاوية كانت تحتضن بيت يهوذا. تخيل البيت، وهم أن يسأل الهجر أو أي شيء آخر: أ إلى هذا البيت لجأ القديس بولس؟ وأخذت بعض الكلمات في قاموس الأسرار، تظهر وتتحول إلى أقواس قزح وإلى أشجار وبحيرات. وأخذ بعضها يتحول إلى كائنات أكثر أيغالا في السر



وضع يده في يد كوكب الزهرة ليعرف كيف يخرج سرا من بساتين الزينبية إلى باب توما جارها القريب. لم ير فبم باب توما، أو هكذا ظن، إلا شفاها عالقة في الفضاء تتبادل القبل، وإلا مخلوقات ليست لها الوجوه والأرجل التي تكون عادة لحيوانات اللغة. كانت تشرده في رؤوس جبال وبطون أودية. ولم يتذكر عمر بن العاص الذي نزل على هذا الباب ولم يدهشه هذا النسيان

شطحات ماذا يفعل سجن ماذا يفعل شرطي ماذا يفعل دخان بين نهدين ماذا يفعل جدار

بين الكبد والعين هل الأفق هنا عمود من الملح؟

يا لهذا الهواء الذي يملأ الفضاء بالتجاعيد



ماذا تفعل بهذا الكلام الذي تنبشه متكئا على صلصال يذكر بآدم ماذا تفعل بمدن لا تطل إلا على الهاوية ماذا تفعل بشوارع ليست إلا سيولا من الدمع. خير لك أن تعطي هذه اليمامة منديلا لكي تمسح عينيها سرطان يلتهم جسد الواقع، وفي الريح ورق ليس الشجر بل البشر

وليس الرماد في الهواء بل في الرئة، وليس الوحل في الطبيعة بل في الطبع

يعتذر دائما عن الالتقاء بالآخرين، هامسا: امرأة من الجن في ضيافتي

الأصابع أزهار الجسد

يؤمنون بالكواكب، ويأخذون العلم بالشم

أجسام تتعلم الركوع قبل أن تتعلم المشي

حكمته الأولى: الناس دجاج يتتلمذون على الثعالب

فوق سريره، هذه السطور

" الله صديق للفقراء في الحلم،

وللأغنياء في الواقع "

" رزق الفقير حصاة يمصها حتى الموت "

قائل هذه العبارة قديم لا يزال حيا يصف الناس

لا لسان خصب، وقلب قاحل

وهو نفسه عين صحيحة وجسم ذائب

كان يقول: " لا ليس الإنسان جسدا، بل عدد. يمضي شيء منه مع كل يوم يمضي " يناضل، لكن كمن يريد أن يحول الحجر إلى خروف

يلزمني أن أفكك جسد الليل عضوا عضو لكي أقدر أن أكتب خطوة واحدة من خطوات الشام، هكذا لكي أعري نهارها ألبس ليلها، رما أكتبه يمليه التيه إن صح قولها: للكتابة شياطين، فأهوالها هي هذه الشياطين



أهو الوقت يتسلح بها ضدها؟

لها لهذا الهيكل الذي عاشت فيه آرتميس، انذر هذه البقع من الحبر

متى تقتنع بعشتار ؟



فرغت كأس المعنى من الثمالة وليس من يترشفها غير الشعر

(باريس. أوائل كانون الثاني 1993)







ليس نجماً



ليس نجماً ليس إيحاء نبيّ

ليس وجهاً خاشعاً للقمر



هو ذا يأتي كرمح وثنيّ غازياًِ ارض الحروف

نازفاً - يرفع للشمس نزيفه



هو ذا يلبس عري الحجر

ويصلي للكهوف



هو ذا يحتضن الأرض الخفيفة.





ملك مهيار



ملك مهيار

ملك والحلم له قصرٌ وحدائق نار



و اليوم شكاه للكلمات

صوت مات



ملك مهيار

يحي في ملكوت الريح

ويملك في أرض الأسرار.



صوت

مهيار وجه خانه عاشقوه

مهيار أجراس بلا رنين

مهيار مكتوب على الوجوه

أغنية تزورنا خلسة

في طرق بيضاء منفية



مهيار ناقوس من التائهين

في هذه الأرض الجليلية.





السقوط



إلى أنسي الحاج



أعيش بين النار والطاعون

مع لغتي - مع هذه العوالم الخرساء.



أعيش في حديقة التفاح والسماء

في الفرح الأول والقنوط

بين يديّ حواء-

سيد ذاك الشجر الملعون

وسيد الثمار.



أعيش بين الغيم والشرار

في حجر يكبر ، في كتاب

يعلن الأسرار والسقوط.





حوار



-"من أنت ؟ من تحتار يا مهيار؟

أنى اتجهت الله أو هاوية الشيطان

هاوية تذهب أو هاوية تجيء

والعالم اختيار"



-"لا الله أختار ولا الشيطان

كلاهما جدار

كلاهما يغلق لي عينيّ-



هل أبدل الجدار بالجدار

وحيرتي حيرة من يضيء

حيرة من يعرف كل شيء.."





لغة الخطيئة



أحرق ميراثي، أقول أرضي بكر

ولا قبور في شبابي

أعبر فوق الله و الشيطان

_دربي أنا أبعد من دروب

الإله و الشيطان"-





أعبر في كتابي

في موكب الصاعقة المضيئة

في موكب الصاعقة الخضراء

أهتف - لا جنة لا سقوط بعدي

وأمحو لغة الخطيئة.





ملك الرياح



إلى منير بشور



طرفٌ رايتي لا تؤآخي ولا تتلاقى

طرف أغنياتي



ها أنا أحشد الزهو و أستنفر الشجر

و أمد السماء رواقاً

و أحب و أحيا و أولد في كلماتي.



ها أنا أجمع الفراشات

تحت لواء الصباح

و أربي الثمار

و أبيت أنا و المطر

في الغيوم و أجراسها، في البحار.





رؤيا



تقنّعي بالخشب المحروق

يا بابل الحريق و الأسرار

انتظار الله الذي يجيء

مكتسياً بالنار

مزيناً باللؤلؤ المسروق

من رئة البحر من المحار.



أنتظر الله الذي يحار

يغضب يبكي ينحني يضيء -



وجهك يا مهيار

ينبئ بالله الذي يجيء.







المصباح



يحمل في رابعة النهار

مصباحه. يبحث عن إنسان

لا رمل في عينيه،

يسير في خفّ من الغبار

ينام في برميل

ملتحفاً كفيه.



- و أنت / ماذا؟

- - ليس لي عينان

- بينين وبين أخوتي قابيل

- بيني وبين الآخر الطوفان.



حين ينام الليل

أغافل السفاح

أمشي ويمشي خلفي الغبار،

لكنني أمشي بال مصباح.







أرض بلا ميعاد





حتى ولو رجعت يا أوديس

حتى ولو ضاقت بك الأبعاد

و أحترق الدليل

في وجهك الفاجع

أو رعبك الأنيس،



تظل تاريخاً من الرحيل

تظل في أرض بلا ميعاد

تظل في أرض بلا ميعاد،



حتى ولو رجعت يا أوديس.







صلاة



صليتُ أن تظل في الرماد

صليت ألا تلمح النهار أو تفيق

لم نختبر ليلك، لم نبحر مع السواد،



صليت يا فينيق

أن يهدأ السحر و أن يكون

موعدنا في النار في الرماد،

صليت أن يقودنا الجنون.





الخيانة



آه يا نعمة الخيانة

أيها العالم الذي يتطاول في خطواتي

هوة وحريقه

أيها الجثة العريقة

أيها العالم الذي خنته و أخونه.



أنا ذاك الغريق الذي تصلي جفونه

لهدير المياه،

و أنا ذلك الإله

الإله الذي سيبارك أرض الجريمة.



إنني خائنٌ أبيع حياتي

للطريق الرجيمه ،

إنني سيد الخيانة.





إلى سيزيف



إلى حليم بركات





أقسمت أن أكتب فوق الماء

أقسمت أن أحمل مع سيزيف

صخرته الصماء.



أقسمت أن أظل مع سيزيف

أخضع للحمى وللشرار

أبحث في المحاجر الضريرة

عن ريشة أخيره

تكتب للعشب وللخريف

قصيدة الغبار.



أقسمت أن أعيش مع سيزيف.





ليس لك اختيار





ماذا، إذن تهدم وجه الأرض

ترسم وجهاً آخراً سواه،



ماذا إذن ليس لك اختيار

غير طريق النار

غير جحيم الرفض





حين تكون الأرض

مقصلة خرساء أو اله.







الجثتان





دفنت في أحشائك الذليله

في الرأس و العينين و اليدين

مئذنة ، دفنت جثتين

الأرض و السماء،





أيتها القبيله

يا رحم الزيزان يا طاحونة الهواء.







وطن





للوجوه التي تتيبس تحت قناع الكآبه

أنحني، لدروب نسيت عليها دموعي

لأب مات أخضراً كالسحابه

وعلى وجهه شراع

أنحني ، ولطفل يباع

كي يصلي وكي يمسح الأحذيه



(كلنا في بلادي نصلي كلنا نمسح الأحذيه)



ولصخر يتدحرج تحت جفوني وبرق

ولبيت نقلت معي في ضياعي ترابه

أنحني - هذه كلها وطني، لا دمشقُ.





رؤيا





هربت مدينتنا

فركضت أستجلي مسالكها

ونظرت - لم ألمح سوى الأفق

ورأيت أن الهاربين غداً

و العائدين غداً

جسد أمزقه على ورقي.



ورأيت - كان الغيم حنجرة

و الماء جدراناً من اللهب

ورأيت خيطاً أصفراً دبقاً

خيطاً من التاريخ يعلق بي



تجتر أيامي وتعقدها

وتكرّها فيه - يد ورثت

جنس الدمى وسلالة الخرق.



ودخلت في طقس الخليقة في

رحم المياه وعذرة الشجر

فرأيت أشجاراً تراودني

ورأيت بين غصونها غرفاً

و أسرّة وكوى تعاندني،

ورأيت أطفالاً قرأت لهم

رملي ، قرأت لهم

سور الغمام وآية الحجر

ورأيت كيف يسافرون معي

ورأيت كيف تضيء خلفهم

برك الدموع وجثة المطر.



هربت مدينتنا

ماذا أنا، ماذا؟ أسنبلة

تبكي لقبرة

ماتت وراء الثلج و البرد

ماتت ولم تكشف رسائلها

عني ولم تكتب إلى أحد

و سألتها ورأيت جثتها

مطروحة في آخر الزمن

وصرخت - " يا صمت الجليد أنا

وطن لغربتها

و أنا الغريب وقبرها وطني. "



هربت مدينتنا

فرأيت كيف تحولت قدمي

نهراً يطوف دماً

ومراكباً تنأى وتتسع

ورأيت أن شواطئي غرقٌ

يغوي و موجي الريح و البجعُ.



هربت مدينتنا

و الرفض لؤلؤة مكسرة

ترسو بقاياها على سفني

و الرفض حطاب يعيش على

وجهي - يلملمني ويشعلني

و الرفض أبعاد تشتتني

فأرى دمي وأرى وراء دمي

موتي يحاورني ويتبعني.



هربت مدينتنا

فرأيت كيف يضيئني كفني

ورأيت - ليت الموت يمهلني.





وداع





قلنا لك الوداع من سنين

قلنا لك المرثية التائبه،

يا هالة الملائك الميتين

يا لغة الجرادة الهاربه.



الكلمات أحتقنت بالوحول

الكلمات ازينّت بالمخاض-



عادت لنا أرحامنا الغائبه

وها هي الأمطار و السيول

يا لغة الأنقاض

يا هالة الملائك الميتين.





موت



نموت إن لم نخلق الآلهة

نموت إن لم نقتل الآلهة



يا ملكوت الصخرة التائهه.





الصخرة العاشقة



إلى يوسف الخال



الرحيل انتهى و الطريق

صخرة عاشقه.



إننا ندفن النهار القتيل

إننا نكتسي برياح الفجيعه،

غير أنا غداً نهزّ جذوع النخيل

وغداً نغسل الإله الهزيل

بدم الصاعقه،

و نمد الخيوط الرفيعه

بين أجفاننا و الطريق.





الطوفان



اذهبي، لا نريدك أن ترجعي يا حمامه

انهم أسلموا لحمهم للصخور

و أنا - ها أنا أتقدم نحو القرار السحيق

عالقاً بشراع السفينه.



إن طوفاننا كوكب لا يدور

انه غامر عتيق -

ربما تنشق فيه اله العصور الدفينه

ربما نؤثر هذا اللقاء العريق،

فاذهبي لا نريدك أن ترجعي يا حمامه.





سفر



مسافر دونما حراك :

يا شمس، من أين لك خطاك ؟







مرثية الحلاج



ريشتك المسمومة الخضراء

ريشتك المنفوخة الأوداج باللهيب

بالكوكب الطالع من بغداد

تاريخنا وبعثنا القريب

في أرضنا- في موتنا المعاد.



الزمن استلقى على يديك

و النار في عينيك

مجتاحة تمتد للسماء



يا كوكباً يطلع من بغداد

محملاً بالشعر و الميلاد،

يا ريشة مسمومة خضراء.



لم يبق للآتين من بعيد

مع الصدى و الموت و الجليد

في هذه الأرض النشورية

لم يبق إلا أنت و الحضور

يا لغة الرعد الجليليه

في هذه الأرض القشوريه

يا شاعرا الأسرار و الجذور.


_________________
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف 15781612
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Icon_minitime 2013-11-12, 4:40 pm
علي أحمد سعيد إسبر و (أدونيس) هو لقب اتخذه منذ 1948.

ولد عام 1930 لأسرة فلاحية فقيرة في قرية (قصابين) من محافظة اللاذقية. لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة, لكنه حفظ القرآن على يد أبيه, كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى.



في ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام رئيس الجمهورية السورية حينذاك, والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدته الإعجاب, فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في (طرطوس); فقطع مراحل الدراسة قفزًا, وتخرج من الجامعة مجازًا في الفلسفة.



التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال, وأصدرا معًا مجلة (شعر) في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة (مواقف) بين عامي 1969 و 1994. درّس في الجامعة اللبنانية, ونال دكتوراه الدولة في الأدب عام 1973, وأثارت أطروحته (الثابت والمتحول) سجالاً طويلاً.



بدءًا من عام 1981, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عددًا من الجوائز اللبنانية والعالمية وألقاب التكريم. وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة .



غادر بيروت في 1985 متوجها ري باريس بسبب ظروف الحرب.

حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسيل.

ثم جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر 97



المؤلفات:

قصائد أولى ط 1، دار مجلة شعر بيروت، 1957

أوراق في الريح، ط أ دار مجلة شعر بيروت، 1958

أغاني مهيار الدمشقي، ط 1 ، دار مجلة شعر، بيروت، 1961

كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل

المسرح والمرايا، ط 1 دار الآداب، بيروت 1968

وقت بين الرماد والورد، ط 1، دار العودة بيروت 1970

هذا هو اسمي، دار الآداب بيروت 1980

مفرد بصيغة الجمع، ط 4، دار العودة بيروت 1977

كتاب القصائد الخمس، ط 1، دار العودة بيروت 1979

كتاب الحصار، دار الآداب بيروت 1985

شهوة تتقدم في خرائط المادة، دار توبقال للنشر الدار البيضاء 1987

احتفاء بالأشياء الواضحة الغامضة دار الآداب، بيروت 1988

أبجدية ثانية دار توبقال البيضاء 1994

الكتاب أمس المكان الآن - دار الساقي بيروت لندن 1995

مختارات من شعر يوسف الخال، دار مجلة شعر بيروت، 1962

أدونيس مع والدته

ديوان الشعر العربي الكتاب الأول، المكتبة العصرية بيروت 1964

الكتاب الثاني، المكتبة العصرية، بيروت 1964

الكتاب الثالث، المكتبة العصرية، بيروت 1968

مختارات من شعر السياب، دار الآداب بيروت 1967

مختارات من شعر شوقي (مع مقدمة) دار العلم للملايين بيروت 1982

مختارات من شعر الرصافي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982

مختارات من الكواكبي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982

مختارات من محمد عبده (مع مقدمة) دار الحلم للملايين، بيروت 1983

مختارات من محمد رشيد رضى (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983

مختارات من شعر الزهاوي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983 (الكتب الستة الأخيرة، وضعت بالتعاون مع خالدة سعيد)

مسرح جورج شحادة

حكاية فاسكو، وزارة الإعلام الكويت 1972

السيد بوبل، وزارة الأعلام الكويت 1972

مهاجر بريسبان، وزارة الإعلام الكويت 1973

البنفسج وزارة الإعلام الكويت 1973

السفر، وزارة الإعلام الكويت 1975

سهرة الأمثال، وزارة الإعلام الكويت 1975

الأعمال الشعرية الكاملة لسان جون بيرس

منارات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، د مشق 1976

منفى، وقصائد أخرى، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1978

مسرح راسين

فيدر ومأساة طيبة أو الشقيقان العدوان، وزارة الإعلام، الكويت 1979

الأعمال الشعرية الكاملة لإيف بونفوا، وزارة الثقافة، دمشق 1986

الأعمال الشعرية الكاملة ديوان أدونيس، ط 1 دار العودة بيروت 1971

الأعمال الشعرية الكاملة، دار العودة بيروت 1985. ط 5، دار العودة بيروت 1988

مقدمة للشعر العربي، ط 1، دار العودة، بيروت، 1971

زمن الشعر، ط 1، دار العودة، بيروت 1972

الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب

الأصول

تأصيل الأصول

صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني

صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري دار الساقي،

فاتحة لنهايات القرن، الطعبة الأولى، دار العودة بيروت 1980

سياسة الشعر، دار الآداب، بيروت 1985

الشعرية العربية، دار الآداب، بيروت 1985

كلام البدايات، دار الآداب، بيروت '1990

الصوفية و السوريالية، دار الساقي، بيروت، 1992

النص القرآني و آفاق الكتابة، دار الآداب، بيروت 1993

النظام والكلام، دار الآداب، بيروت 1993

هاأنت أيها الوقت، دار الآداب، بيروت 1993. سيرة ثقافية.



الجوائز:

جائزة الشعر السوري اللبناني - منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ -أمريكا - 1971

جائزة جان مارليو للآداب الاجنبية _ فرنسا _ 1993

جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو روما _ ايطاليا 1994 _

جائزة ناظم حكمت _ اسطنبول _ 1995

جائزة البحر المتوسط للأدب الاجنبي _ باريس

جائزة المنتدى الثقافي اللبناني _ باريس 1997

جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر1998

جائزة نونينو للشعر - ايطاليا 1998

جائزة ليريسي بيا _ ايطاليا _ 2000

_________________
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف 15781612
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Icon_minitime 2014-03-03, 5:26 pm
جرحٌ لا يلتئم في جسم المعنى

أدونيس
(سوريا/باريس)

ـ 1 ـ
أدونيس إنّها جيوشُ الإباداتِ تُواصِلُ التقدُّم.
قطعانٌ تقودُ رُعاتَها، وتحرسُ الزّرائب،
والخيامُ تُضرَبُ على رؤوسِ المدُن.
متى يتحرّرُ شعرُ الواقعِ من فقه الغَيْب؟
متى تترادَفُ الحروفُ والينابيع؟
في فضاء سَقْفٍ واهِنٍ يظلِّلُني، وعْدٌ من الضّوء.
الحجرُ باسْمِ هذا الوعْدِ، رَطْبٌ،
والوردةُ في أصيصها تتذكّرُ حبَّها الأوّل.

ـ 2 ـ
هونغ كونغ،
حين أنظرُ إلى أحواليِ فيكِ وفي أخواتِكِ، أشعرُ كأنّني
سليلُ المفارَقات. غامضٌ، ولا نظَرَ يمكنُ أن يقبضَ عليَّ.
أسيرُ فيكِ، تسيرُ إلى جانبي البلادُ التي أنتمي إليها. أشباحٌ. أبجديّةُ رَمْلٍ. ثلجٌ أسودُ يتساقطُ من غيومٍ آليّة. القمرُ مُقعَدٌ، وليس في النّجوم غير الأنين.
وأرى إلى اللغةِ - الأمّ كيف تتشرّدُ كلماتُها قطعاناً قطعاناً. لا راعيَ لها. تُسيِّرُها الظّلُمات إلى حظائرَ تسهرُ عليها الذّئاب.
عصْرٌ يترك فيه الحِبْرُ مكانَه لأصابعَ من القّشّ.
مَن يستطيعُ إذاً أن يُحيطَ بالأشعّة التي تتمازَجُ في خطواتي؟
لماذا أشعرُ كأنّني أجيءُ من شقوقِ الأساطير؟
بي داو، بسّام، هل تقولان لي: لماذا أشعر في هونغ كونغ، أنّني لا أجيء من باب اللغة، أو من رحِم الشيء؟
ولماذا أرى في كلّ هويّةٍ خيطاً من ثوب الهاوية؟

ـ 3 ـ
هونغ كونغ،
كلُّ شيءٍ يبدو أقلَّ ضياعاً منّي.
ألأنّني أجيءُ من عالمٍ لا يحضرُ فيه إلاّ الغيابُ والغَيْب؟
القمَرُ نفسُه يُشوى على حطبِ تعاليمِه،
الشّمسُ نفسُها تسبِّح قناديلَه.
ألمَحُ بقَعَ دمٍ على وجه الفجر. وها هو الزّمن ينحفِرُ في الصّدر، كهفاً بلا حدود. وكنت قد تركتُ شمسَ الغروبِ بين يديْ دمشقَ وبيروت، كأنّني أتركُ طائراً أحمرَ يسيلُ الأفقُ بين جناحَيْه.
في طريق السفر تذكّرت أبي. حاول أن يرسم لي طريقاً تبدأ من كتابٍ قديمٍ يحبُّه. غير أنّ الخيط الذي يصلني بالكتاب أصبح واهناً، وها هو يتقطّع ويتناثر. ومنذ أن بدأتُ أرسم طريقاً أخرى، أخذ هذا الكتاب يتحوّل إلى سورٍ ضخمٍ يسدّ عليّ الطرُقَ من جميع الجهات.
سألتُ الصحراء: كيف كانت لهجةُ امرىء القيس عندما
استنجَدَ بملك الروم؟ لم تُجِبْ.
أفٍّ منّي ومن هذا الحِبرِ الذي لا يزالُ يمَنُّ عليَّ بآياته.
أفٍّ منه، هو أيضاً، ذلك الذي لا أسمّيه:
يملك العالم،
وليس في بيته المظلم سراجٌ واحد.
خُذِ الجُرحَ، أيّها الشّاعر، وسمِّه شجرةً،
عاكسِ الدّروبَ وقلْ كلاّ، لآلةِ الوقت.

ـ 4 ـ
هونغ كونغ،
الرسالةُ التي كتبها ذلك الكوكبُ العاشقُ إلى ظلمةِ الأرض، لا تزالُ مختومةً.
لا يريدُ أحدٌ أن يراها. لا يريدُ أحدٌ أن يفتحها. لا يريد أحدٌ أن يقرأها.
فــي أيــّة مقبرةٍ على الأرض ترك هذا الكوكبُ أنقاضَه؟ هل يعرف ذلك الرّائح الغادي على المسرح والذي يسمّي نفسَه الفيروس الأوّل؟
هونغ كونغ،
رئةُ العَصْر مَطّاطٌ، والزّمَنُ عجينٌ لصنعِ كُراتٍ من النّار.
كلُّ عرشٍ يسيِّج نفسَه بأعناقٍ ضُرِبَت، واللغاتُ طَمْيٌ يحوِّل الينابيعَ إلى صهاريجَ، والأمكنةَ إلى سيولٍ من الدّمع.
كأنّ القمرَ لم يعدْ يتشوّق إلى النّوم في أحضانِ أيّةِ امرأةٍ، كأنّ الشمسَ لم تعُد ترغب في كتابة أيّة رسالةٍ إلى الفجر.
أطفالٌ
يقرأون ويكبرون في مدارسَ فيروسيّة. وضعَ الزّمنُ عقولَهم في أكياسٍ ختمها بشمعِه الأحمر.
وأنت، أيها الفيروسُ الآخر، يقتضي دورُك على المسرح أن يكون
رأسُكَ تفّاحةً، وأن يكونَ جسمكَ حيّةً، تيمُّناً بحكاية الخَلْق.
ولا مكانَ هنا لحوّاءَ إلاّ في تلك الزّاوية، في ثوبٍ واحدٍ هي والظّلام.
أكيدٌ سيكونُ مجيء الفجر عسيراً جدّاً في هذا التاريخ الذي لا يثمر إلاّ
القتْل. وها هي أيّامُه: بعضها يعرج، وبعضها يبصق دماً.
وها هو العالم: شرطيٌّ بأجسامٍ كثيرةٍ ورأسٍ واحد.

ـ 5 ـ
هونغ كونغ،
بيضٌ سودٌ صُفرٌ يزدردون رغباتِهم فيما يشحذونها. تحملك اللحظات، تسير معك بينهم، وهي تترنّح وتفرك جفونها.
لا تسأمُ الملائكةُ من أجنحتها حتّى تكادَ أن تقصَّها ثائرةً عليها، كما تفعل في شارع الحانات، لاكواي فونغ: التاريخ يتفيّأ المقاهي والنساءُ يضطجعن في القوارير.
نعم، انسوا خليجَ فيكتوريا،
أنسوا بيوتَ الرأسماليين
أوه ! كم هي حزينةٌ تلك الوردة التي تقطفها الآن يدٌ آليّة.
على شاطئ المحيط،
ينامُ الزّمنُ حالماً بأشداقِ تماسيحِه،
كلُّ موجةٍ تمساحٌ، والمشكلة أنّ صيدَه لا يحلّ أيّة مشكلة.
هكذا يولد المعنى في الدّمع.
وأنتَ أيّها السائرُ على خشبة المسرح، إلى أين، وليس في
جراحكَ غيرُ التقيُّح؟ وكلُّ شيءٍ يقولُ : لا أدري.
هونغ كونغ،
هل المستقبلُ نائمٌ في فقاعة ماء؟
وما تلك المِغرَفَةُ الكبيرة التي تحرِّك مِرجَلَ التّاريخ؟

ـ 6 ـ
فندق هياتّ، صباح 20 نوفمبر 2013. استيقظَ معي جبلٌ في شكل نهدين، يحيط بالفندق.
تذكّرت صنعاء. تذكّرتُ عبد العزيز المقالح كيف يتوهّج غبطةً عندما يتلفّظ باسم جبلها، جبل النّهدين، احتفاءً بأنوثة الأرض.
تُرى، لا تزالُ الذُّرواتُ المُطِلَّةُ تضع أيديَها على كتفَيْ صنعاء؟ أم أنّ الأعاصيرَ المطبوخةَ في لهبِ الجراثيم ضربَتْها، وزلزلت مداراتها؟
إنّها الإبرةُ الضّخــمةُ الملَقَّحــةُ بسُـمّ الهــاوية تخيطُ جسمَ الهواء، وماذا نقولُ للخنازير التي تعلِّم السّمكةَ كيف تسبح والطائرَ كيف يطير؟
ما الحـــاجةُ إلـــى بلدانٍ يبـــدو فيــها الموتُ كمثلِ اصطبلٍ لا ينتهي الملائكةُ من تدشينه؟
تحت الخطواتِ ضجيجُ التّاريخ،
فوق الأكتافِ رمْلُ المسافات،
الّريحُ تلجمُ الدّروب،
لكن مَن يلجمُ الرّيح؟
وآهٍ من دواءٍ هو نفسُه الدّاء.

ـ 7 ـ
تسعٌ وتسعون سنة !
ربّما لكي نفهمَ هونغ كونغ تلزمنا حربٌ أخرى لأفيونٍ آخر، لكن هذه المرّة، خارج المدينة، بعيداً.
إلى ذلك الوقت، لن يكونَ مكانٌ في شوارعها، وفي الأزقّةِ والسّاحات إلاّ لسديمٍ يُهَيمن دون رايةٍ ودونَ غايةٍ غيرَ الحياة الحياة الحياة.
هل سنفهم آنذاك خرائط البشر الذين يعيشون كأنّهم لُهاثٌ في حنجرة الوقت، وكلٌّ يتساءل: ماذا لدينا غير أن نتاجرَ ونرشوَ العالم؟ وكلٌّ يؤكِّد: الدّمُ الذي يسيلُ الآنَ وغداً وبعدَه إلى ما لا ينتهي، هو وحده الذي يروينا. وكلٌّ يردّد: نحنُ جرحٌ لا يلتئم في جسم المعنى.

أهي غيمةٌ عابرةٌ سمِعَتْني، فبكَت حتّى ذابَت؟
هونغ كونغ،
ما أجملَ التباساتِكِ وما أعمقَها،
ما أعقلَ التناقضات التي تتعاركُ في أحشائكِ.
سأضمّكِ إلى وقتيَ الآخرِ داخلَ الوقت،
حيثُ أتفقّدُ أعضائي دائماً،
وأقـرأُ على أظافرِ يديَّ وقدميَّ بُقَعَ المعنى.

هونغ كونغ - باريس ، يناير 2014

_________________
تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تحوّلات الصقر أدونيس,قصائد وشعر أدونيس,ديوان أدونيس pdf ,مقدمة لتارخ ملوك الطوائف

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» قصائد وشعر بدر شاكر السياب,ديوان بدر شاكر اللسياب pdf
» رغبات منتصف الحب ,ديوان زاهى وهبى pdf ,ديوان راقصينى قليلا,قصائد وشعر زاهى وهبى
» نشيد آدم أو أغنية اليوم السادس,ديوان محمد آدم pdf ,قصائد وشعر محمد آدم
» حوار الأمواج,قصائد وشعر محمّد الماغوط,حزن فى ضوء القمر,ديوان محمد الماغوط pdf
» صيد الفراشات,قصائد وشعر محمد صالح,الوطن الجمر,ديوان محمّد صالح pdf

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا