بعيدا عن الهرتلات السياسية التى ينشرها الاعلام ويكررها الناس فى الشارع
لا أعتقد أن اختلافا ما على كون الحوار يجب ألا يكون إلا بالحسنى، وبقول الخير. ومن الناس من لا يزيدهم الحوار معهم إلا قبحا ومكابرة.
يقول تعالى في صفة (عباد الرحمن):
(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما)
ولي في ذلك قناعات شخصية لا داع لذكرها، أمام أقوال كبار عقلائنا.
يقول الإمام الشافعي، رحمه الله
إذا نطق السفيه فلا تجبه ..... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنـه ..... وإن خليته، كمدًا يمـوت
ويقول:
قالوا سكتّ وقد خوصمت قلت لهم ..... إن الجواب لباب الشر مفتاحُ
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الأسْد تُخشى وهي صامته؟ ..... والكلب يـُخسَى لعمري وهو نباحُ
ويقول:
يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبًا
يزيد سفاهة فأزيد حلمـًا ..... كعودٍ زاده الإحراق طيبًا
ويقول:
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـة ..... وما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـي عزيـزة ..... لمكّنتهـا من كـل نـذل تحاربـه
ولو أنني اسعـى لنفعـي وجدتـني ..... كثير التوانـي للـذي أنـا طالبـه
ولكننـي أسعـى لأنفـع صاحبـي ..... وعار على الشبعان إن جاع صاحبه
ويقول:
أعرض عن الجاهل السفيه ..... فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـًا ..... إن خاض بعض الكلاب فيه
* * *
وفي الأمثال:
(ترك الجواب جواب)
(رب سكوت أبلغ من كلام)
(القافلة تسير والكلاب تنبح)
(ما يداوى الأحمق بمثل الاعراض عنه)
* * *
ويقول الشاعر (القروي):
إذا رماك خساس الناس عن سفه ..... فولّ ظهرك ما قالوا ولا تجب
فالليث مدخر للشبل مخلبه ..... ويكتفي لذباب الغاب بالذنب
* * *
وقال (ابن زيدون):
وقد تسمع الليث الجحاش نهيقها ..... وتعلي إى البدر النباح كلاب
إذا راق حسن الروض او فاح طيبه ..... فما ضرّه إن طنّ فيه ذباب
* * *
وقال ثان:
أوَ كلما طنّ الذباب زجرته ..... إن الذباب إذن عليّ كريمُ
* * *
وقال (المتنبي):
ومن البلية عذل من لا يرعوي ..... عن غيّه وخطاب من لا يفهم
دمتم بخير
.