تجديد الفكر الدينى فى الإسلام للفيلسوف محمد إقبال
القرآن الكريم كتاب يعنى بالعمل أكثر مما يعنى بالرأي، ومع هذا فهناك أناس من العسير عليهم بحكم مزاجهم أن يتمثلوا عالما جديداً عليهم ليستأنفوا الحياة على هذا النسق الخاص بالرياضة الباطنية التي هي الهدف الأسمى للدين.
وقد عملت المذاهب الصوفية الصحيحة عملاً طيباً من غير شك في تكييف الرياضة الدينية في الإسلام وفي توجيه خطاها.
مكابدة هذا النوع من الوحدة البيولوجية المتضمنة في الآية يحتاج إلى طريقة أقل عنفاً من النحاية الفسيولوجية، وأكثر ملاءمة من الناحية النفسية لهذا الطراز من العقل الواقعي، فإن عدمنا مثل هذه الطريقة تصبح الحاجة إلى وضع المعرفة الدينية في صورة علمية أمراً طبيعياً.
هذه المحاضرات التي ألقها أ. محمد إقبال في مدراس وحيدر أبادة وعليكرة حاول فيها بناء الفلسفة الدينية الإسلامية بناءً جديداً، أخذاُ بعين الاعتبار المأثور من فلسفة الإسلام، وإلى جانب ما جرى على المعرفة الإنسانسة من تطور في نواحيها المختلفة. واللحظة الراهنة مناسبة كل المناسبة لعمل كهذا.
على أنه ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا أن التفكير الفلسفي ليس له حد يقف عنده، فكلما تقدمت المعرفة، وفتحت مسالك للفكر جديدة، أمكن الوصول إلى آراء آخرى غير التي في هذه المحاضرات، وقد تكون أصح منها. وعلى هذا فواجبنا يقتضي أن ترقب في يقظة وعناية تقدم الفكر الإنساني، وأن نقف منه موقف النقد والتمحيص
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]