® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-01-27, 1:05 pm | | ديوان اياد كانت تسرق القمر pdf شعر عبد الله راجع ديوان عبد الله راجع pdf أيادٍ كانت تسرق القمر" لعبد الله راجع
قصيدة تروبادور للشاعر المغربي عبد الله راجع
ها وردةٌ أولى : هي الأرضُ التي تحبو على كتفي تترك في القصيدةِ لحمَها و أنا امتدادُ الحلم في الجسدِ المحاصرِ بالكتابه لا شيء يُنقدني من الأرض التي تمشي سوى الأرضِ التي تأتي و ليس رحيلُ أحبابي سوى مرِّ سحابه و أنا أحبكِ يا زهيراتِ الخريف ، و لكنْ ، كيف أمشي و على جفنيكِ ظلٌّ من كآبه ؟
ها وردةٌ أخرى : هي الموتُ المؤجلُ ، و هي خاتمتِي الغريبه و التي تأتي لتسأل عن دخانِ القلب تُحْيِِينِي تُضيف إلى سنينِ العمرِ شهراَ عندما أنحازُ للموت المؤجل ِ أستضيءُ بنجمتينْ و إذا أتتْ , أرتاحُ ساعاتْ ، و أُسبِلُ دمعتينْ و أنا امتدادُ الحلمِ و الموتُ المؤجلُ كلما نبتتْ بقلبي وردةٌ أحسستُ أن جراحَه تزدادُ شبراَ الأرضُ أرضي ، لا حدودَ و لا جوازاتِ سفرْ فُقَراؤُها أحبابُها ، أصحابُها ، و لهم حكاياتٌ طويله و التي صعدتْ إلى الأعلى يلامسُ كفُّها سطحَ القمرْ أما التي هبَطتْ إلى أرضي ، فأهدتني جديله و أنا امتداد الأرض ليس لديَّ غيرُ ترابِها عصفورةٌ سُرقتْ ، و قلب يرتمي في الطينْ ليس لديَّ غيرُ سُوَيعةٍ لو كان يكشفُ سرَّها , نطقَ الحجرْ و أنا امتدادُ الأرضِ ليس لديَّ غيرُ همومِها و أحبَّتي الفقراءُ في الأرض التي تمشي و حكايةٌ خبأتها حتى يبللَها المطرْ
لأني أُُحِسُّ بأن َّ النهايةَ أقربُ من شفتي إليَّ ستفتحُ كل ُّ الحوانيتِ أبوابَها لو رحلْتُ تقام ُ الولائمُ في الصيفِ ، يبكي عليَّ عزيزاً عشقتُ ، و عاما يفتحُ أبوابَه للقمرْ و ينمو السؤال ُ المقدسُ فوق جبين ِ ابنتي : ـ " أبي ... أين راحا ؟ لماذا إذنْ لم نعدْ نرتخي بين حِضنِه حتى نذوبَ ارتياحاَ ؟ " لأني أَحسَّ بأن السياحة َ في الأرضِ ليست تدومُ دوام َ العمرْ و أني على الأرض سائحْ سينبتُ في جسدي من بقاعِ البلادِ التي قد رأيتُ شـجـــرْ سيذكرني لحظةً في المقاهي التي عرفتني رفاقٌ رأوا جبهتي تتغضن قبل الأوانْ يقولون راح هدَرا و هدَراَ و كان يطارحنا الهمَّ حينا بهذا المكانْ و حينا يخبئ حزنَ البلادِ وراء ابتسامتِهِ ثم كان , و كانَ , و كانْ....
لأني أحس بأن السفينةَ تهوي إلى مستقرٍّ و لا مستقرْ و أن الربيعَ الذي وعدوني به ليس غيرَ الخريفْ صرختُ من القلبِ : لا لعصفورتي أن تعودَ ، لقلبي حنينٌ.. أحبّ ُ أن أبوحَ بهِ لبلادي التي شردتْ أصدقائي... يدٌ تمسحُ الدمَ عنْ جسدي صرخت من القلب : لا و أدركت أني أميل إلى البحر مرتحلا و أكتشف الزيف في هزة الرأس، في بسمة، أو حديث " لطيف " و أكتشف الموت يرصدني في الممر و يطرق بابي في مكتب ، أو يتابعني في الرصيف
أعلنتُ عليكم هذا الحب***---عبد الله راجع---
يا وطني فاشهد ها قد بلغت من انباء المشهد ما قد أبصرت وساتيكم في العام الماضي بحكايات أخرى عن عاصمة الاسمنت وفي العام المقبل قلتُ لكم سيشب حريق من أقصى حي "الكُدْيَة" حتى اخر سرداب في "سُوسِيسِكَا",قلتُ لكم أشْهِرُ حُبي في وجه امرأة تمتص حنيني,وتحدثني عن بعض مشاغلها الصغرى فأرى وطناً يتربص في عينيها البنيتين.. ولكني في هذا العام أرى مدناً تخرج من عدس كي تحترف "السْميرْف",أرى أضرحةً تتحدث عن تحديد النسل وفي هذا العام أودع قافية صلبتْ في بيروت..وعنكم أروي عن أطفال الاسمنت,عن الفول المَسلوق على نغمات الغيوان بقيسارية الحيّ عن النسوة اذْ يتصفَّحْنَ على مَهل أدوات الزينة, عن جيل يولد في "الجِيرْكِ",وينشأ في "الرِّيكِي" كَيْ يكبر في "السْميرْف" ولا حول ولا قوة الا بالعدس المسلوق وبالشاي البائت وسآتيكم في هذا العام الفائت بقصيدة مدح مطلعُها مرثية للزمن العربي,وآخرها غزل أرفعه للسُّحَنِ المَوشومة بالقهر هنا بدءاً من جسدي حتى آخر مثقوب في بيروت وما بين رثاء وغزل يَثْقُبُنِي حُزْنٌ ويخيط الثقبَ أمَلْ ياوطني فاشهد ها قد بلغت من أنباء المشهد ما قد أبصرتْ أشرقتِ الشّمْسُ على قيسارية فغطَّتْ بيروتْ وتقاطعت الأرصفة المدهونة بالدم بالأرصفة المسروجة أطفالا يقتنصون الحلم بعقارات,وبوجه اخر للملكوتْ قلتُ لكم ما لَمْ يخرج من بين الشفتين,وها قد جاءَتكم بيّنة تحتاج الى شفة فليتكلمْ منكم مَنْ يُسكتُ زرزوري حتى أتحول الى القلب لأرتقه أذكر اني لم أرحلْ في جسدي من زمن آثَـرْتُ المشيَ على نبضاتي كَيْ ألتقطَ المُمكنَ فيكمْ مَنْ يتسلم منكم هذه اللعنات المدعوة شعراً , أسلمه الراتبَ والباقي مما تعطيه وزارات الشعر أقولُ لكم فيما مرّ كما قلت لكم في ما يأتي: أحتاج الى عاميْن من الصمت لألتقط القافية الأخرى من اسكافي أصلح كعْبي بدلاً من أن يرتقَ بالمسمار حذائي أحتاج الى شفة أخرى كيْ أخبركم عما يسكن ردائي: المجدُ لسيدة تعرض في الكورنيش مفاتنها والمجد لأطفال "السِّيلِيسْيُون"المُنسلّين بداخل حافلة الخط الثاني المجد لمَنْ يحلم بالطيران الى روما أو باريس ليغسلَ صحنا والمجدُ لكل الشعراء المثقوبين بهذا الوطن العربي. يا وطني فاشهد ها قد بلغت من أنباء المشهد ما قد أبصرت قال لها سميني ما شئتِ ولا تبتعدي ان أسْمَيْتُكِ ما شئت وكان الكورنيش على أهبة شمس تغرب والبحر كبير يا نِينَا ان كان الكأسان القهوة والليمونْ والقلب يسافر من سرعة نبض الجنونْ قالت حتى لو زفوني ستظل على كتفيَّ العصفور وما يفصلنا,زمن أسرع في خطواته أية رائحة يمكن أن تنبت في بيروت القلب وأيّ الأحلام تباح حين أحس بأني في هذه الدنيا أصغر سواح؟... وأتيتك يا حيّ,ويا ميّت أحمل أوراقي لقيادة جيش ينتزع الصحراء من الجائع في اثيوبيا جئتُ أمارسُ حق الفيتو ضد جنوب يَتَمَرْكَسُ بالمقلوب..أطالب باسترجاع القلب,أطالب بالأطراف المبثورة من جسدي كي أمنح نِينَا جسداً أجدر بالعصر,أسافر فيكم وعلى ظهري خارطة ما اكتملتْ بعدُ لتسكنني شمس ويحيط بأنحاء الرأس قمر لِـيَدٍ مدّت صفحة شعر لامرأة,فامتدتْ يدها للشاي أغني لقوافل ترحل في الأوديسا...طروادة ما عادة تجدي وأنا أبحث عن فرس وأغني لبنات يتربين على أشرطة التلفزيون,أغني. لطَوَاقِي"قَشْبَلَهَا" الشيبُ و"زَرْوَلَــهَا" للسوق أوجه أغنيتي كي تدخل حربا خاسرة ضد الشيخات’أغني لشتيلا تتحول في العام دقيقة صمت,لمذابح بيروت أغني, مَنْ يسمعني فيكم فليتبعني. كي نقذفَ اسرائيلَ بحاءٍ لا تعرف لغة أخرى حاءٌ في الحبّ, الحرقوص ,الحوت ,الحرمل , بالحاء نُحَوْقِلُ مَنْ يسمعني منكم فليقذفني بمقالة نقد عن كيفية استعمال "حتى"ولْيَبْنِ محطتَه النووية كي يجمع كل الأشعار المبنية وفق موازين السلف الصالح فلعل قصيدةَ هَجْو ٍ تقذف اسرائيلَ الى البحر..لعل الشيخات المتشحات بما لَذَّ وطاب من الذهب اللامع يهدمن برقصتهن على"الجفنة"مبنى الكنيسيت وأقول لكم غنيت...وأعرف ان هزائمنا تبدأ من كل زقاق في الوطن العربي وهذا جسدي فليتقدم مَنْ يثقبه بدلاً من حبات الأسبيرين أعرف أن الزمنَ القادمَ نحو بَرَارِيكِ القصدير وسيمٌ وثمين ولذا جئت أغني وأنا أرفض أن تحتشد القاعةَ بالتصفيقات,وأن تهدى لي باقات وردْ للتصفيقات وللورد الزمن الاتي يوم يشارك كل واحد منكم في أغنية تخفي كلّ لغاتي ياوطني فاشهد ها قد بلغت من انباء المشهد ما قد أبصرتْ لا تقتربوا مني ستصابون برغوة حزن لا تغسلها سحب لا تكترثوا لتفاهاتي..فأنا من يحمل وحده جمرة مارسيل واشراقة وردهْ من منكم يقدر ان يشرح لي-وانا المتناقض فيكم- كيف يفيض بهذا الوطن المسلوق ببيروت وحين تهزّ "الشيخة"ردفيْها ينسى وطنا كي يدخل غمده وأنا المتناقض فيكم أرتاح الى وردة اذ تتحدث عن قيم لَمْ توجدْ فينا بعد وأرتاح الى مارسيل لأن القيم المعدومة فينا ستجيء وعلى نغمات الغيوان أطيرُ بكم من قيسارية الحي الى"ويشيتا" أنقلكم من باريس الى جدة كي اتحدث عن دنيانا"المهمومة" عن وطن عربي يتوحد في أغنية كي يتفرق في جلسات محتدّةْ وأطير بكم عبر بنادير الشيخات الى الاولمبيا فردة ثدي واحدة منهن تحطم اسرائيل وخصر يعقد صفقة أسلحة لا تقتربوا مني قلت لكم ستصابون برغوة حزن لا تغسلها سحب أعرف أن قد تحتاجون الى وقت كي نخرج من ردف الشيخة والبندير وأعرف أن شهورا ستمر على السميرف ليولد فينا ايقاع عربي يجمع مانملك من عدّةْ ولذا اعلنت عليكم هذا الحب ولذا أعلنت عليكم هذا الحب
.........***عبد الله راجع*** شاعر من المغرب
ديوان:أياد كانت تسرق القمر
" يا وطني فاشهد ها قد بلغت من أنباء المشهد ما قد أبصرت"
من " أياد كانت تسرق القمر" ـ ص 21
" عبد الله راجع" واحد من شعراء السبعينات المغاربة المنسيين، وذلك في دوامة الاختلاف حول شكل القميص الذي يليق بالشعر. شاعر لم يكلف نفسه عناء الخوض في متاهات البحث عن شرعية غير مطلوبة، في صوغ وتمرير رؤى شعرية ومواقف جمالية من قضايا الإنسان وأحلامه ومستقبله. شاعر مقل " استعار لهجة الخيل حوارا" في مواجهة المسخ ومظاهر الاستلاب،وكل أشكال القهر الاجتماعي، عبر مجموعاته الثلاث: "الهجرة إلى المدن السفلى"؛ و"سلاماً وليشربوا البحار"؛ و "أياد كانت تسرق القمر".
تحتوي المجموعة الأخيرة (الصادرة عن دار النشر المغربية سنة 1988 ) على قصيدتين لافتتين للنظر، تعكسان موقف "عبد الله راجع" مما حدث في زمنه/ في مغرب الثمانينات من القرن الماضي، و الذي استهدف شباب مدينة الدار البيضاء، أو كان شباب المدينة بطلاً ومطية له في آن واحد، قبل أن يعم ربوع البلاد وجغرافيا الوطن العربي بأكملها؛ وهما: " أعلنت عليكم هذا الحب"، و"خريف الدار البيضاء".
في القصيدتين هجوم عنيف على مظاهر سلوكية، واختيارات فنية، وأوضاع اجتماعية هشة، بلغة قاسية تتأسس على المقارنة بين مرحلتين ومنظومتي قيم متعارضتين، ظاهرياً على الأقل؛ مثلما تتأسس على السخرية ـ بما يشبه رثاء جيل بكامله ـ من حجم التناقض بين الأوضاع الاجتماعية للشباب، وطبيعة الاختيارات التي نهجها في مرحلة تاريخية دقيقة عصفت أو كادت تعصف بكل رؤى، وإنجازات وتضحيات الجيل السابق في إرساء دعائم مجتمع جديد، قوامه العدل، والحرية، و الكرامة، والارتقاء بالإنسان فكريا و جماليا .
إنه جيل مستلب لا يمت بصلة إلى تربته الثقافية، ومهاده الجغرافي و الاجتماعي، ومنظومته القيمية ( رغم أنف العولمة التي أرخت سدولها بكثافة بعد وفاة الشاعر بقليل)؛ إنه المسخ في بعده المجازي، الذي فقد مقومات الهوية و الانتساب إلى الوطن و هموم المرحلة:
" جيل يولد في " الجيرك" و ينشأ في " الريكي" كي يكبر في " السميرف"/ و لا حول و لا قوة إلا بالعدس المسلوق وبالشاي البائت" ( ص 21).
يثبت الإقرار السابق أن الأمر يتعلق بمواليد الستينات من القرن الماضي، الذين شبوا على إيقاع انتكاسات كبرى على جميع الأصعدة؛ وما صاحبها من تمثلات فكرية وجمالية وافدة يؤكدها " التوطين التاريخي والجغرافي" للأشكال الموسيقية المشار إليها في الاستشهاد أعلاه ؛ والتي احترفها بشكل خاص " زنوج أميركا" قبل انتشارها عبر مختلف بقاع العالم.
إضافة إلى ذلك يستدعي الشاعر مجموعة من " العلامات والرموز " المتقابلة، ، أهمها الألبسة ( المصنوعة خصيصا للخنثى ص 43، و القميص المخطوط على ظهره I LOVE YOU ص 49) وقصة الشعر، وشكل الرقص، والدالة على عمق التناقض بين طموحات الشعوب، وخصوصيات المرحلة التي شهدت غطرسة " إسرائيل" وصمت القوى الكبرى على المجازر المرتكبة في صبرا و شاتيلا وبيروت، وترويج المخدرات:
"يكفيني أن أكشف عن هذا الجيل/ المكبوت/ شعرا يتدلى فوق العينين، وسروالا بلعته مؤخرة/ ومجازر صبرا وشتيلا، حمامات الدم في بيروت، وقيسارية الحي/ تنادي أجيالا تقتات على مشتقات الإل.ا.س.دي. وتحرك/ أردافا وأكفا، فأراكم عند نهايات السميرف الأعرج/ ترتاحون إلى عرق و سكوت" ص 39.
يبلغ التناقض ذروته القصوى حين ندرك أن أشكال اللباس، والرقص، وتقليعة الشعر، لا تنسجم وواقع هؤلاء الشباب، الذين ينحدرون من مواقع هشة وهامشية، بمدينة الدار البيضاء ( مثل: حي الكدية، و سوسيكا، و قيسارية الحي، وبراريك القصدير، و ويشيتا، وحي البرنوصي، والحي الحسني) يمتاز أغلبها بالفقر وانعدام شروط الحياة ومتطلبات العيش الكريم؛ خاصة منها أحياء الصفيح الواقعة على مرمى حجر من الحي المحمدي ( كريان سنطرال):
" أترككم للخط الرابط بين براريك القصدير وسمرفة تحتاج إلى تغذية/ أترككم بين الخبزة و الشاي وبين الكافيار/ ولكني لن أسكت ضد الطاغوت/ أقتل .. ليس مهما/ ترفضني أوجهكم، تصفيرات الخنثى منكم، ليس مهما/ فانا أعرف أني جئت لأهزم في أجمل أيامي" ص 40.
إنهم شباب فقراء نبتوا في الهامش، وسلخوا جلودهم دون إدراك منهم أن " مواصفات الخنثى" والحلم بالهجرة إلى باريس وروما، و" الرقص المتكسر" جوار فندق " حياة ريجنسي"، ومشاهدة " أفلام الرعب والعري والزهو بأحدث أنواع الماكياج" ( ص 49) سلوك لا يصنع حياة كريمة بأي شكل من الأشكال.
يستدعي الشاعر في سياق استكمال عناصر المأساة الرؤى الثقافية والفنية التي أطرت " الجيل الناضج" ( وهو حكم نسبي في كل الأحوال ) الذي كافح من أجل تحقيق أهداف الاستقلال، والارتقاء بوطنه ومواطنيه؛ من خلال تبخيس رموز الغناء السائد، وتمجيد الأغنية الملتزمة بقضايا الإنسان، وقيم الحب النبيل، مثل: مجموعة ناس الغيوان، ومارسيل خليفة، ووردة، في مقابل الأغاني الشعبية المبتذلة، و"حفلات السميرف والإيقاعات الشبيهة بالجدبة، أفلام الجنس المكشوف" ص 42 ) :
" وأنا أبجث عن فرس وأغني/ لبنات يتربين على أشرطة التلفزيون، أغني./ لطواقي " قشبلها" الشيب و " زرولها" / للسوق أوجه أغنيتي كي تدخل حربا خاسرة ضد الشيخات، أغني" ص 23( * ).
هل هي حرب جيل " ماضوي" ضد حداثة متوهمة تسهم في تعميق استلاب الذات؛ مسنودة في ذلك بموروث ثقافي وفني مشوه، ومبتذل؟ أم هي حرب " حتمية " ضد قيم غريبة تعزل الإنسان عن جلده، وماضيه، ومستقبله؟:
" لم أطلب إلا نغمات السنتير لتأخذني جذبة صوفي/ لم أطلب إلا المشي على ساقين اثنين/ لكني أقتل في كل الجبهات و أحيا" ص 51.
" لا تكترثوا لتفاهاتي..فأنا ممن يحمل وحده/ جمرة مارسيل و إشراقة وردة/..../ أرتاح إلى وردة إذ تتحدث عن قيم لم توجد فينا بعد/ و أرتاح إلى مارسيل لأن القيم المعدومة فينا ستجيء" ص 24 ـ 25.
إنها حرب أكبر من ذلك كله: حرب ضد الطغيان الذي أفرغ جوف الجيل السابق من كل طموح، وانتساب إلى الوطن، و"قبيلة المضطهدين و المجانين" في كل الأماكن، من بيروت و القدس و الكرمل و الخرطوم التي تمارس قطع يد السارق ( ص 29) والدار البيضاء والفقيه بن صالح ( بصفتها واحدة من المدن السفلى)، إلى إثيوبيا حيث الجنوب "يتمركس بالمقلوب ص 23"، و كل العواصم العربية التي لن يغفر الحج سيئاتها ( ص 29).
هي حرب ضد الاستلاب والمسخ، وتكريس الهشاشة و الميوعة،وهدر كرامة المواطن؛ عبر النقد اللاذع للظواهر السلبية التي هيمنت على مرحلة مفصلية وفاصلة في تاريخ الوطن.
وهي حرب مستمرة، أبان فيها شباب المرحلة الحالية، عن استعدادهم وقدرتهم على الدفاع عن قيم الحرية والكرامة والعدل والمساواة وحب الوطن...خلال الحراك الاجتماعي الجديد.
ألهذا قيل للشاعر " مت غيظا يا عبد الله/ لن تشرق شمس/ فالنهر يواصل مسراه/ و كلامك حشو مندس ( ص 32)؟. ( * ) إشارة إلى المغنيين المغربيين الشعبيين قشبال و زروال.
قصيدة" أنتم هنا رماد الوقت" للشاعر عبد الله راجع ـ تساؤلات حول الشعر المغربي المعاصر"
لنقل مع تودوروف(أن الشعرية مدعوة إذن إلى القيام بدور انتقالي بارز،فتكون بذلك قد استعملت(كاشفا) للخطابات مادانت الأنواع الأقل شفافية من هذه الخطابات تلتقي في الشعر،ولكن ما إن يتم هذا الإكتشاف وما إن لم يكن علم الخطابات قد دشن حتى يختزل دورها في أمر هو البحث عن الأسباب التي تجعل بعض النصوص في هذا العصرأو ذاك وتعد(أدبا) . وهكذا فما كادت الشعرية تولد حتى وجدت نفسها مدفوعة بموجب نتائجها ذاتها الى أن تقدم نفسها قربانا على مذبحة المعرفة العامة،وليس من المؤكد أن يكون هذا المصيرمدعاة للأسف(1) - تساؤلات حول الشعر المغربي المعاصر: لعل ما يميز الخطاب الشعري المغربي المعاصر كونه يعتمد على قيمة أساسية تتمثل بالاساس بارتباطه الوثيق على المستوى الإبداعي بلغة شعرية متميزة تتداخل فيها مستويات متعددة دلا ليا وتركيبيا وإيقاعيا وصوتيا. وعى المستوى العلمي ترتبط القصسدة بالواقع ارتباطا حميميا تتوحد فيه مع جميع بنياته،إنه بهذا المعنى شعر رؤيا/شعر نبوة/شعر رسالة/شعرفحولة. لقد أصبح الشاعر المغربي يتجاوز تلك الاشكال الشعرية القديمة ومضامينها بل وحتى في لغتها. إن شكل الشعر المغربي الجديد يسعى الى خلق أنماط شعرية متميزة تحاول أن تخرج من حيز الرؤية الضيقة التي رسمتها المؤسسة الشعرية القديمة(بوجندار ـ الناصيري ـ الحلوي ـ عبد الله كنون ـ علال الفاسي). إن إحساس الشاعرالمغربي المعاصر بوجود ضرورة خلق ممارسة فعالة على مستوى الإبداع الشعري ليست إلا. لقد بدأت شعرية القصيدة المغربية تأخذ طريقها نحو الحرية والإلتزام على أساس أن هذه المفاهيم كانت نتيجة ملامسة الواقع المغربي وثأتره بالرافد الشعرية الغربية والموروث الشعري العربي بشقيه الثراتي وزخمه الأسطوري والتاريخي،كل هذه المؤشرات كان له بعد معرفي في تكوين تصورات جذرية وعميقة عن الكون والإنسان والمجتمع لدى الشاعر المغربي. ما معى أن يكتب لنا الشاعر المغربي قصيدة عن الحب،والمعاناة والألم او الموت؟ ما معنى أن ينصهرالشاعر في طرح الآمال والألام؟ فيسعى الى تحقيق ما يمكن تحقيقه،وإلغاء ما ليس له قيمة تعادل مكاسبه ومكاسب مجتمعه. هل يظل الشاعر المغربي يسائل ذاته عبر قنوات غير مرئية؟ هل يكتشف الأبعاد الحقيقية لكل هذه المهازل التي تقع؟ بعبارة أخرى يظل الشاعر المغربي المعاصر منخرطا في أسئلة الحداثة الشعرية. إلى متى يظل الشاعر المغربي يسائل دون كيشوت عن مغامراته..وهو يصارع الطواحين الهوائية؟ اليس عدلا أن يسبق الشاعر المغربي زمنه؟ أليس ت جميع الأسفار سوى انحدار الأفق الغيرالموازيظ الشاعر المغربي حالة خاصة تتفرد بخصوصياتها/بحثا عن المكشوف في المقموع؟ ان الشاعر بصسغة أخرى يعيش حرقة الأسئلة. القصيدىة المغربية المعاصرة سؤال يبحث عن الحقائق في اللا متناهي ،والقصسدة المغربية انفجار حداثي نحو الآخر،إنها ثورة كونية لا تسطح الرؤى،بل تغوص في أعماقها نحو المعرفة الشعرية اليقينية. الخطاب الشعري المغربي المعاصريتضمن في بنياته أسئلة مستفزة/مقلقة/محيرة/ انه شعري تجريبي يرغب في اختيار شطآن أخرى بل يذزب في كل الحوارات الملغومة. الشعر المغربي لغة ثانية تضع بصماتها على مواطن الداء،إنها الوثبة الأولى والأخيرة لسلالة شعراء سرفضون الردة وحروف الردة. الشعر المغربي لهب يخترق الكائن والممكن والمحال بلغة الشاعر المغربي أحمد المجاطي في قصيدة" السقوط" الشعر المغربي آثر السكن ي فضاءات غير مرئية ويحاور جميع اللغات بسيطها ومركبها. الشعر المغربي درب طويل قامته الأحزان،وحوافره نيران،وعرفه سنانه،الشعر المغربي خطاطة لواقع مهزوم تنتجه الحضارة وتميته الأهواء،والنزاعات انه صرخة تنادي الأبعاد الممكنة لتطالها،وتضمها إليه،الشعر المغربي ليس أرجوحة ولا دغدغة للأحاسيس،إنه كل ما تعززه العادة،وما ثتيره المعرفة وتتجاوزه لتنير سبل الرغبة. الشعر المغربي المعاصربحر شاسع لا نهاية له،وأفق لا حدود له،إنه الوارث للطارف والتليد،منه الرؤيا واليه تعود المضامين والأشكال. ان الشعر المغرب ينبع من قيم مغربية أصيلة تأخذ أبعادا كونية. الشعر المغربي المعاصرثورة وانفعال وتساؤل مستمر عن الخيبات والهزائم. الشعر المغربي نقد للوجه الآخر،ضد تدخل الاخر وسقوطه،إنه بعبارة أخرى صرخة واستهلالات في وجه هذا الزمن الرمادي الذي صرخ في وجهه عبد الله راجع.
• عبد الله راجع وتجربته الشعرية. تقدم لنا التجربة الشعرية للشاعر المغربي عبد الله راجع ممثلة ف دواوينه الثلاث المنشورة : 1/ الهجرة الى المدن السفلى 2/ سلاما وليشربوا البحار 3/ أياد كانت تسرق القمر عونا شعريا مرسوما بالتنوع البنائي والدلاي وبتعدد الأصوات وثراء المرجعيات،وأوجه العمق في قراءة الثرات،وكون تجربته تتميز بالجرأة والجسارة والتجدد دون التخلي لحظة واحدة عن التوجه نحو النزوع الى التساؤل،وتعميق ملامح الهم الأساسي والسوسيولوجي للتجربة كلها مع الذات في رغبة الشاعر الدفينة نحو التغيروتحقيق المشروع الشعري الذي يخلص الى انعتاق الذات من العبودية والتسلط وخلق مجتمه أساسه العدالة الا جتماعية. إن تجربة عبد الله راجع تبدو متصلة بالمناخ والحساسية العامة لشعر السبعينيات والثمانينات،فعملت على ابرار خصوصياتها بعنف آسر وطموح أكبر،انه شعر مرحلة معجون بالأرق والدم والدموع،والعرق كما عبرأحمد بوزفور في كلمته الرثائية للشاعر غداة رحيله. بحيث لا يمكن أن نقرأ شعه دون أن نأخذ بالإصغاء عبر التتالي الحاد الى الجمل وتداخل الا يقاعات والصورفي مرحلة الخفقان واحتقان الدم. من السهل تبين النزوع التطوري في تجربة عبد الله الى راجع الى الحد الذي يبدو معه كل ديوان من دواوينه الثلاثة المنشورة لمرحلة معينة لها صفاتها وسماتها المميزة. فديوان (الهجرة الى المدن السفلى) يتميز باللجوء الى استخدام التراث والأسطورة والرموز الثقافية والسياسية والمعرفية. إن قصائد الدوان كتبت مابين 1972 و1975 حيث كانت التجارب الشعرية العربية المستندة الى المرجعية الثراتية والأسطورية،وبعضها لا يزال يحتفظ بجاذبيتها وبريقها من خلال تقنيات القناع والإستخدمات المعرفية والجماعية التي عرفت تطورا كبيرا لدى الشعراء المحسوبين على الرواد مثل: أدونيس والبياتي وصلاح عبد الصبور،أو لدى شعراء الحقبة الستينية خاصة الشيخ جعفر وأمل دنقل مع التباين البارز في تجربتهما. هذه مجرد خطاطة سريعة حل الإطار المرجعي لعبدالله راجع وشعريته،وسنحاول تحليل قصيدته الآنفة الذكر،محاولين إبراز بعض ملامحها العامة والخاصة.
• معضلة القراءة: الكتابة على الشعر تصبح أكثر صعوبة،والعالم الشعري يزداد كثافة وتخلق العادة اكانية رواية جديدة له،،فتعزل الكتابة نفسها عن النص،فيما هي تحاول الوصول إليه،لحظة الكتابة حول نص شعري/هي إذن محاولة للا نتقال الى زمن جديد،هو غير زمن الشعر أو زمن القصيدة،وزمن القصسدة هو الماضي،إنه جسدها الذي نقرأه أو نسمعه،وقد انتهت صياغته،أما زمن الكتابة النقدية فهو الحاضر،إنه لا يستعيد ماضيا،ب يأخذ حاضرا في اللحظة نفسها،من هنا ينكسر المنطق الى نصفين،نصف للماضي،ونصف للحاضر،ويأتي النص الجديد للقراءة والتأويل وتقديم اشكالية قراءة مختلفة.
• تقديم للقصيدة"ها أنتم...هنا رماد الوقت" كتب الشاعر عبد الله راجع قصيدته هاته في شهر غشت 1987 بالدار البيضاء ونشر في جريدة" أنوال الثقافي" عدد350 بتاريخ3 أكتوبر1987. ويمكن تقسيم القصيدة الى ستة مقاطع. المقطع الأول يبتدئ من( أسلم الحلم...الى ثم أسلم لهفته) والمقطع الثاني يبتدئ من(وقفت عصافير الصباح....الى ليكون هذا القيظ....) المقطع الثالث يبتدئ من (حين صار الحديث الى نورث شرفة ي العشق) المقطع الرابع يبتدئ من( وقفت شجيرات...الى لأكثر من بلاد) المقطع الخامس يبتدئ من( نسافر في هذسان الشجر الى لطير بكى) المقطع السادس(سيجيئنا القحط..الى سقط الجسد) يقول الشاعر: أسلم الحلم قامته قبل أن يضغط الزر. كان على نبضه أن يمارس بعض الكلام فتحت بابها بعد أن محوت الجرس سلمت ضاع حين تخطس السلم لو تجي لحظة اليوم. يقف الشاعرهذه المواقف التي تدعو كل شاعر الى الاستسلام للاحلام،لكنها أحلام يقظة،تتولد فيها الأحداث...ضغط مستمر،وخفقان الذات على ممارسة الكلام الكلام ليس الا صورة للبحث عن أساليب تعبيرية عن كل تموجات الإسترسال في الكتابة،لكن ذلك لن يتأتى مادامت القصيدة لم تفتح بابها الا على صوت الجرس،هل هناك إيقاظ شعري مزدزج لا يمكن أن يكون الا بصوت الجرس،كلنا لا نستكمل وعينا الا عندما يصرخ العالم من حولنا. يحاور الشاعر ذاته،بحثا عن جواب جماعي متى نبوح بأسئلتنا؟ وقفت عصافير الصباح على يدي عبر القطار فلاشيء لم تزل في الجير تذكرة السفرو ماعادلي أن أسترد أصابعي ما كان لي أن أستقرعلى حجر لو أن هذا الجذرلو يورق بظلك يا..... القطار والسفرنحو المجهول ليست إلا رحلة اعتيادية يقوم بها الشاعربين الآونة والأخرى،ولنقل كلنا على سفر حينما تشرق الشمس،وحينما تقف العصافير تذكرة السفر لاتزال في ذاكرة الشاعر،وكأنه يتنبأ الغيب،هل تذكرة الموت ليست الا تذكرة للسفر،وكيف للشاعران يسترد أصابعه وسط هذه الفجاءات والإلتواءات في اللحظة التي ينتقل فيها الى مخاطبة ابنه عن هذا الزمن النحاسي الذس شاخت فيه الكلمات نحوالشهرة الفارغة والادعاءات الكاذبة. حين صار الحديث يتمدد، سحبت ظلها مد كفيه نحو يديها فمدت يدا وقفز. وللحدسث شجون كما سقولون،لكن حديث الشاعريتمطط يتمدد،يتلون يبحث عن الظلال التي ما فتئت تتغير. هذا الزمن النحاسي ،زمن رماد الوقت الذي تذروه الرياح في العيون. امتداد الأسادي ليس الا مواقف وداعية. ان الحركة التي عبر بها الشاعرعن لحظة الوداع الأبدي صورة مفاجئة في فعل(وقفت) والوقوف هنا ليس حركة اختيارية بل حركة اضطرارية. لم يحترق إلا الجسد لم يسقط الحرف المقدس في الحصار لم ألتهب إلا لتورق فيك فاتحة النهار. للجسد احتراق آخر،وربما يريد الشاعر أن سصور لنا معاناته أو مرضه المزمن. فلم النافية الجازمة ليست الا استثناء لاحتراق الجسد وحده،أما الذاكرة الموشومة بالكلمات بالمبادئ،فهي لم ولن تحترق انها حاضرة،فغياب الجسد لا يعني غياب الروح والخلود،فالبرغم من رحيل الشاعر،فهو ما يزال بيننا وروحه العائمة ترفرف حول رؤوسنا مشعة بكلمات متوهجة نورانية. يؤكد الشاعر هذه المفارقة أن الحرف المقدس لن يسقط لأن الحروف في كل شيء في هذا العالم الذي تلتهب فيه الكتابة/ الشعر. يقول الشاعر: تسافر في هذيان الشجر وبعض الطيورالى....تعني أقامت على غيمة يستوري نورس فوقها ولا عاد متسع للسفر. ماذا يقصد الشاعر بالصفر؟ ما ضرورته؟ أهي تأكيدية أن التزامية الطيور تحلق في الفضاء يوميا،فهل يعني أنها ترحل،ولكن الرحيل أشكال فقد نرحل من ثقل الكلمة الى جمال الموسيقى،وقد نرحل من أزمنة الىأخرى. أشياء كثيرة في نظر الشاعر ليت إلا غيمة/سحابة،تغوي الإنسان عن مخدعه الحقيقي،والأوكار الكثيرة مختلفة منها المريح ومنها المقلق،لكن أين المشروع منه من المزور؟ أمام هذا الوضع المأساوي للإختيارات الملفقة لم يعد هناك متسع للسفر كما يقول الشاعر. هل توقفت الحركة الإرادية للسفرأي سفر.
• الهوامش: (1) تزفيطان تودوروف" "الشعرية" /ترجمة شكري المبخوت ورجاء بن سلامة ط1 1987. دار توبقال للنشر. (2) هوامش سريعة على تجربة عبد الله راجع الشعرية(مقال لمهدي أخريف بمجلة(افاق). • القصيدة المدروسة مأخوذة من مجلد أنوال الثقافي عدد 350 ـ 1970. (3) الياس الخوري - دراسات في نقد الشعر ط1 1979 دار ابن رشد ص61.
| |
| |