آخر المساهمات
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
2024-07-21, 2:12 am
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

نصوص ملحمة جلجامش كاملة

hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : نصوص ملحمة جلجامش كاملة 15781612
نصوص ملحمة جلجامش كاملة Icon_minitime 2020-07-28, 2:38 pm
@hassanbalam
#ملحمة_جلجامش
القصائد الشعرية فى ملحمة جلجامش
النصوص الأصلية لملحمة جلجامش كاملة
أقدم نص أدبى فى التّاريخ
نصوص ملحمة جلجامش كاملة P_16706ylga1
#جلجامش_وانكيدو

الفصل الأول:
كلكامش وانكيدو
اللوح الأول:الحقل الأول
هو الذي رأى كل شيء فغني بذكره يا بلادي
وهو الذي عرف جميع الأشياء وأفاد من عبرها
وهو الحكيم العارف بكل شيء :
لقد أبصر الأسرار وكشف عن الخفايا المكتومة
وجاء بأنباء ما قبل الطوفان
لقد سلك طرقاً بعيدة متقلباً ما بين التعب والراحة
8- فنقش في نصب من الحجر كل ما عاناه وخبره
9- بنا السوار ( أوروكا ) المحصنة
10- وحر (أي – أنّا ) المقدس والمعبد الطاهر
11- فأنظر إلى سوره الخارجي تجد أفاريزه تتألق كالنحاس
12- وانعم النظر في سوره الداخلي الذي لا يماثله شيء
13- واستلم ( امسك ) أسكفّته الحجرية الموجودة منذ القدم
14- أقترب من (أي أنّا) مسكن عشتار
15- الذي لا يماثله صنع ملك من الآتين ولا إنسان
16- أعلو فوق أسوار (أوروك)
17- وامشي عليها متأملا
تفحص أسس قواعدها وآجر بناءها
18- أفليس بناءها بالآجر المفخور
19- وهلا وضع الحكماء السبعة أسسها
20- سار واحد مساحة المدينة، وسار الراعي
وسار لحفر الطين ، وهي الأرض المخصصة لمعبد عشتار
21- ثلاثة سارات كلها، وكذلك الأرض الخلاء لمدينة ( أوروك )
22- ابحث عن اللوح المحفوظ في صندوق الألواح النحاسي
23- وافتح مغلا قه المصنوع من البرونز
24- واكشف من فتحته السرية
25- تناول لوح حجر اللازورد واجهر بتلاوته
26- وستجد كم ( عانى جلجامش ) من العناء والتعب
27- وفاق جميع الحكام، انه ذو الهيئة البهية السامية
28- انه البطل ، سليل أوروك ، والثور والنطاح
30- انه المقدم في الطليعة
31- انه المظلة العظمى ، حامي(أتباعه) من الرجال
32- انه موجة طوفان عاتية تحطم حتى جدران الحجر
33- نسل (لوكال – بندا ) انه جلجامش المكتمل القوة
34- ابن البقرة الجليلة (رمات –ننسن )
35-..... جلجامش المكتمل في الجلال والالوهيه
36- انه هو الذي فتح مجازات الجبال
37- وحفر الآبار في مجازات الجبال
38- وعبر البحر المحيط ،إلى حيث مطلع الشمس
39- لقد جاب جهات العالم الأربع، وهو الذي سعى لينال الحياة الخالدة
40- وبجهده استطاع إن يصل إلى (( اوتو-نبشتم ))، القاضي
41- (وأعاد الأحياء ؟ ) التي دمرها الطوفان
42- ......
43- من ذا الذي يضارعه في الملوكية ؟
44- من غير كلكامش من يستطيع أن يقول :أنا الملك
45- ومن غيره من سمي جلجامش ساعة ولادته .
46- ثلثاه اتله ، وثلثه الباقي بشر
47- لقد صممت هيئة جسمه الآلهة العظيمة
48- 52 ( مشوهة لا يمكن ترجمتها )
العمود الثاني :
بعد إن خلق جلجامش وأحسن الإله العظيم خلقه
حباه ( شمش )السماوي بالحسن وخصه ( ادد) بالبطولة
جعل الآلهة العظام صورة جلجامش تامة كاملة
كان طوله احد عشر ذراعا وعرض صدره تسعة أشبار
ثلثاه اله وثلثه الآخر بشر
وهيئة جسمه مخيفة كالثور الوحشي
وفتك سلاحه لا يضاهيه ويصده شيء
وعلى ضربات الطبل تستيقظ رعيته
لازم أبطال (( أوروك )) حجراتهم ناقمين مكفهرين
لم يترك (( جلجامش )) ابنا طليقاً لأبيه
لم تنقطع مظالمه عن الناس ليل نهار
أهذا (( جلجامش )) راعي (( أوردك )) المسورة ؟
أهو راعينا القوي، الكامل الجمال والحكمة
لم يترك جلجامش عذراء طليقة لامها
ولا ابنة المقاتل ولا خطيبة البطل .
وأخيراً أستمع الآلهة إلى شكاتهم واستغاثتهم
فأستدعى الآلهة السماء رب((أوردك)) وقالوا له:
ألم تخلق(( اورورو )) هذا الثور الوحشي الجبار !
الذي لا يضاهي فتك أسلحته سلاح أخر
والذي تستيقظ رعيته على ضربات الطبل
جلجامش الذي لم يترك ابناً طليقاً لأبيه
وما فتئ يضطهد الناس بمظالمه ليل نهار
هو راعي (( اوروك )) المحصنة .
هو راعيهم وهو قوي وجميل وحكيم
أن جلجامش لم يترك عذراء لأمها
ولا ابنة المقاتل ولا خطيبة البطل
استمع الإله ((آنو)) إلى شكواهم
ودعوا (( اورورو )) العظيمة وقال لها :
يا (( اورورو )) أنت التي خلقت هذا الرجل .
فاخلقي الآن غريماًُ له
وليكن مضاهياً له في قوة اللب والعزم
وليكونا في صراع مستديم ، لتنال (( أوروك )) الراحة والسلام .
حالما سمعت ((اورورو )) ذلك غسلت يديها
تصورت في لبها صورة لأنو
وغسلت ((اورورو)) يديها
وأخذت قبضة من طين ورمتها بالبرية
وفي البرية خلقت(( انكيدو )) القوي،
نسل (( ننورتا ))
يكسو جسمه الشعر الكث
وشعر رأسه كشعر المرآة
ونمت فروع شعر رأسه جدائل كشعر (( نصابا ))
لا يعرف الناس ولا البلاد
ويلبس لباس مثل (( أسموقان ))
ومع الظباء يأكل العشب
ويتدافع مع الوحش عند مساق الماء
ويسر قلبه مع الحيوان عند موارد الماء
( وحدث ) أن صياداً قانصاً التقى به عند مورد الماء
وأبصره يوماً ثانياً وثالثاً عند مسقى الماء
ولما رآه الصياد شلّ وامتقع وجهه من الخوف
فدخل هو ووحوشه إلى بيته
وهو لا يزال مشلولا مذعوراً
أضطرب قلبه، وامتقع وجهه
حل بقلبه الرعب وصار وجهه كمن جاء من سفر بعيد
العمود الثالث
( جاء ) الصياد إلى أبيه وفتح فاه وقال له :
(( يأبي ! رأيت رجلاً عجيباً قد انحدر من التلال ))
أنه أقوى من في البلاد ، وذو بأس شديد
وهو في شدة بأسه وقوته مثل عزم (( آنو ))
أنه يجوب التلال
يرعى الكلأ مع حيوان البر
ويسقى معها عند ورود الماء
لقد ذعرتُ منه فلم أقوى على الاقتراب منه
ملأ أوجارى التي حفرت
وقطع شباكي التي نصبت
فجعل الصيد وحيوان البر تفر من يدي
وحرمني من صيد البر
ففتح أبوه فاه وخاطب الصياد أبنه قائلاً :-
(( يابني ! يعيش في (( أوروك )) جلجامش
الذي لامثيل له في البأس والقوة
وهو في شدة بأسه مثل عزم (( آنو ))
فأذهب إلى ((أوروك )) ، وول وجهك شطرها
وأنبيء جلجامش عن بأس هذا الرجل
وليعطك بغيا مومساً تصحبها معك أيها الصياد
دعها تسيطر عليه وتروضه
وحينما يأتي ليستقي مع الحيوان من مورد الماء
دعها تخلع ثيابها وتكشف عن عورتها ومفاتن جسمها
فحالما يراها فأنه سيقترب منها وينجذب إليها .
وعندئذ ستنكره حيواناته التي ربيت معه في البرية ))
لقد أرهف السمع ووعى مشورة أبيه
وقصد الصياد جلجامش
أغذّ السير في الطريق وأستقر به المقام في ((أوروك ))
مثل أمام جلجامش وخاطبه قائلاً :-
(( هناك رجل عجيب أنحدر من التلال
أنه أقوى من في البلاد ،وذو بأس شديد
وهو في شدة بأسه وقوته مثل عزم (( آنو))
أنه يجوب البراري ويأكل العشب
ويرعي الكلأ مع حيوان البر ويستقي معها عند مورد الماء
لقد ذعرت منه فلم أقوَ على الاقتراب منه
لقد ملأ الاوجار التي حفرتها
ومزق شباك التي نصب
فجعل الصيد وحيوان البر تفر من يدي
لقد حرمني من القنص في البرية )).
فقال جلجامش له ، قال للصياد :-
(( أنطلق يا صيادي وأصطحب معك بغيا مومساً ))
وحينما يأتي إلى مورد الماء ليسقي الحيوان
دعها تخلع ثيابها وتكشف عن مفاتن جسمها وعورتها
فإذا ما رآها أقترب منها وانجذب إليها
وعندئذ ستنكره حيواناته التي ربيت معه في البرية ))
فانطلق الصياد وأصطحب معه البغي (( المومس ))
شرعا بالسفر وسارا قدماً في الطريق
وفي اليوم الثالث بلغاً الموضع المقصود
جلس الصياد والبغي في ذلك المكان ومكثا فيه .
ومكثا يوماً ويوماً ثانياً عند مسقى الماء
جاء حيوان البر إلى المورد ليسقي الماء
العمود الرابع
قصدت وحوش البر الماء ففرحت وسرت قلوبها
أما (( انكيدو )) الذي كان مولده في التلال
والذي يأكل العشب مع الظباء ، ويرد الماء مع الحيوان
ويفرح لبه مع حيوان البر عند مسقى الماء
فان البغي رأته، رأت الرجل الوحش
أبصرت البغي المارد ، الآتي من قلب الصحاري
( فأسر إليها الصياد ) : هذا هو أيها البغي فاكشفي عن نهديك
اكشفي عن عورتك لينال من مفاتن جسمك
لا تحجمي ، بل راوديه وابعثي فيه الهيام
فانه متى ما رآك انجذب إليك
انضى عنك ثيابك ليقع عليك
علمي الوحش الغر فن ( وظيفة ) المرأة
ستنكره حيواناته التي ربيت معه في صحرائه
إذا حفي بك وانعطف بحبه إليك
فأسفرت البغي عن نهديها وكشفت عن عورتها
فتمتع بمفاتن جسمها
لم تحجم بل راودته وبعثت فيه الشوق
نضت عنها ثيابها فوقع عليها
وعلمت الوحش الغر فن المرأة
فانجذب إليها وتعلق بها
لبث (( انكيدو )) يتصل بالبغي ستة أيام وسبع ليال
وبعد إن شبع من مفاتنها
وجه وجهه إلى ألفه من حيوان الصحراء
فما أن رأت الظباء (( انكيدو )) حتى ولت عنه هاربة
وهربت من قربه وحوش الصحراء
ذعر (( انكيدو )) ووهنت قواه
خذلته ركبتاه لما أراد اللحاق بحيواناته
أضحى انكيدو خائر القوى لا يطيق العدو كما كان يفعل من قبل
ولكنه صار فطنا واسع الحس والفهم
رجع وقعد عند قدمي البغي
وصار يطيل النظر إلى وجهها
ولما كلمته أصاخ بأذنيه إليها
كلمت البغي انكيدو وقالت له :
(( صرت تحوز على الحكمة يا انكيدو وأصبحت مثل إله
فعلام تجول في الصحراء مع الحيوان ؟
تعال آخذك إلى ((أوروك )) ، ذات الأسوار
إلى ((البيت )) المقدس ، مسكن (( آنو )) و(( عشتار))
حيث يعيش جلجامش الكامل الحول والقوة
المتسلط على الناس كالثور الوحشي ))
ولما كلمته تقبل منها قولها
وفرح قلبه لأنه كان ينشد صاحبا له
فأجاب (( أنكيدو )) البغي وقال لها :
(( هلمي أيتها البغي ، خذيني إلى (( البيت)) الطاهر ، مسكن آنو وعشتار
حيث يحكم جلجامش الكامل الحول والقوة
والمتسلط على الناس كالثور الوحشي
وأنا سأتحداه وأغلظ له في القول
العمود الخامس
سأصرخ في قلب ((أوروك أنا الأقوى
أجل !أنا الذي سأبدل المصائر
أن الذي ولد في الصحراء هو الأشد والأقوى
(فقالت البغي ) : (( هلم نذهب كي يرى وجهك
سأدلك على جلجامش ، فأنا أعلم أين هو
أجل ! تعال يا ((انكيدو)) إلى أوروك ، المحصنة
حيث يلبس الناس أبهى الحلل
وفي كل يوم تقام الأفراح كالعيد
حيث ... غلمان ... الآسنو ...
والفتيات ... الحسان ؟
.... ينفح منهم العطر والطيب
اللواتي أخرجن العظماء من مضاجعهم ؟
وأنت يا أنكيدو الذي تنشد البهجة في العيش
سأريك جلجامش المبتهج بالحياة
وعليك أن تنظر إليه وتفترس في وجهه
وستلقاه مزهوا برجولته وبأسه
وتحليَ جسمه المباهج والمفاتن
أنه أشد بأساً منك ، وهو لا يستقر مساء نهار
فيا انكيدو خل عنك غلواءك وتبجحك
إن جلجامش يرعاه ((شمش)) ويحبه
وحباه (( آنو)) و((انليل )) و((اِيا ))((بالفهم الواسع ))
وقبل أن تأتي من الصحراء
سيراك جلجامش في الرؤى وهو في ((أوروك))
وفعلا استيقظ جلجامش في تلك اللحظة
وأخذ يقص على أمه رؤياه قائلا لها :
(( يا أمي لقد رأيت الليلة الماضية حلما
رأيت أني أسير مختالا بين الأبطال
فظهرت كواكب السماء
وقد سقط أحدها إلى وكأنه شهاب السماء ((آنو))
أردت أن أرفعه ولكنه ثقل علي
وأردت أن أزحزحة فلم أستطع أن أحركه
تجمع حوله أهل بلاد (( أوروك))
ازدحم الناس حوله وتدافعوا عليه
واجتمع عليه الأبطال
وقبل أصحابي قدميه ....
أحببته وانحنيت كما أنحني على امرأة
ورفعته ووضعته عند قدميك
فجعلته نظيرا لي )) .
فأجابت جلجامش أمه البصيرة العارفة وقالت له :
قالت : (( ننسون )) العارفة بكل شيء لجلجامش :
(( إن رؤيتك نظيرك كوكب السماء
والذي سقط إليك وكأنه شهاب سماء (آنو)
والذي أردت أن ترفعه فثقل عليك
والذي أردت أن تزحزحه فلم تستطع
وأحببته وانحنيت عليه كما تنحني على امرأة
والذي وضعته عند قدمي
فجعلته أنا نظيرا لك
انه صاحب قوي ، يعين الصديق (عند الضيق ) سيأتي إليك
أنه أقوى من في البلاد وذو عزم شديد
وعزمه مثل عزم (( آنو )) وذو بأس شديد
وأما أنك أحببته فأنحيت عليه كما تنحني على امرأة
فمعناه انه سيلازمك ولن يتخلى عنك
وهذا هو تفسير رؤياك )) .
ثم قص جلجامش على أمه حلما ثانيا وقال :
يا أمي رأيت رؤيا ثانية
في (( أوروك )) ‘ المحصنة رأيت فأسا مطروحة
تجمع أهل أوروك عندها وازدحم الناس حولها
أجبتها وانحنيت عليها كأنها امرأة
ثم وضعتها عند قدميها أنت نظيرا لي ))
فقالت أم جلجامش الحكيمة المحبوبة لأبنها
قالت ننسون الحكيمة البصيرة لجلجامش :-
(( إن الفأس التي رأيت رجل
وأما أنك أحببتها وانحنيت عليها كما تنحني على امرأة
والتي سأجعلها أنا نظيرا لك
فتعتبره انه صاحب قوي يعين الصديق سيأتي إليك
انه أقوى من في البلاد وذو عزم شديد
وهو في شدة بأسه مثل عزم (( آنو ))
ففتح جلجامش فاه وقال مخاطبا أمه :
(( عسى أن يتحقق هذا الفأل بمشيئة انليل العظيم
فيكون لي صاحب وصديق ناصح
وسأكون له صاحبا وصديقا وفيا
وحينما كان جلجامش يستفسر عن رؤياه الثانية
كانت البغي تحادث أنكيدو وهو جالس قدامها
وكان الاثنان يمارسان الهوى وملذته
لقد نسي أنكيدو المكان الذي ولد فيه في البراري
ولبث (( أنكيدو )) يجامع البغي ستة أيام وسبع ليال
ثم كلمت البغي (( أنكيدو )) وقالت له :
(( كلما نظرت إليك يا (( أنكيدو )) ‘ بدوت لي مثل إِله
فعلام تجول في الصحراء وترعى مع الحيوان
تعال أقدك إلى (( أوروك )) ‘ الأسواق
إلى البيت المقدس ‘ مسكن (( آنو ))
أنهض يا (( انكيدو )) لآخذ بيدك إلى (( اِى – أنا )) ، مسكن (( آنو ))
إلى حيث جلجامش المكتمل القوة والفعال
وأنت ستحبه كما تحب نفسك
فهيا وانهض من على الأرض ، فراش راعي ))
لقد سمع كلامها وتقبل قولها
وقع النصح المرأة في لبه موقع الرضا
ثم شقت ثوبها شقين ، ألبسته بواحد منهما واكتست بالثاني
وأمسكت به من يده وقادته كما يقاد الطفل
أخذته إلى كوخ الرعاة ، إلى موضع الحظائر
فتجمع الرعاة حوله
العمود الثالث
ربى على رضاع لبن الحيوانات البرية
ولما وضعوا أمامه طعاماً تحير واضطرب ،
وصار يطيل النظر إليه
اجل لا يعرف (( انكيدو )) كيف يؤكل الخبز
لأنه شب على رضاع لبن حيوان البر
ولم يعرف كيف يؤكل الخبز
ولا كيف يشرب الشراب القوي
فتحت البغي فاها وخاطبت ((انكيدو )) :
(( كل الطعام يا انكيدو ، فإنها سنة الحياة
وأشرب من الشراب القوي ، فهذه عادة البلاد ))
فأكل انكيدو من الطعام حتى شبع
وشرب من الشراب القوي سبة أقداح
فانطلقت روحه وانشرح صدره وطرب لبه ونور وجهه
نظف جسده المشعر ومسحه بالزيت
وأضحى إنسانا ، لبس اللباس وصار كالعريس
اخذ سلاحه وأنطلق يطارد الأسود ليريح الرعاة في المساء
اصطاد الذئاب وقهر الأسود
فاستطاع الرعاة أن يهجعوا في الليل مطمئنين
صار انكيدو حارسهم وناصرهم
انه الرجل القوي والبطل الأوحد
العمود الرابع :
. . . . . . . . .
لقد سر ( أنكدو ) وأقام الأفراح
ولما أن رفع عينيه أبصر رجلا
فقال للبغي آتني بالرجل يابغي
فعلام جاء إلى هنا ؟
دعيني أعرف اسمه
نادت البغي على الرجل ،
فجاء إليه ورآه فقال له :
علام أنت مسرع أيها الرجل ؟
وعلام عانيت هذا السفر الشاق ؟
ففتح الرجل فاه وقال لـ (( أنكيدو ))
لقد اقتحم (( بيت الاجتماع ))
الذي خصص لتقدير مصائر الناس والأعراس .؟
لقد أحل في المدينة العار والدنس
وفرض على المدينة المنكودة المنكرات وأعمال السخرة
لقد خصصوا الطبل إلى الملك (( أوروك )) ذات الأسواق
ليختار على صوته العروس التي يشتهيها ؟
إلى جلجامش ، ملك أوروك ، ذات الأسواق
يخصصون الطبل ليختار العرائس قبل أزواجهن
فيكون هو العريس الأول قبل زوجها
(وهم يقولون ) : لقد أراد الآلة هذا الأمر
وقدروه له منذ إن قطع حبله سرته ))
ولما فاه الرجل بهذا القول امتقع وجه (( انكيدو ))
. . . . . . . .
العمود الخامس :
سار انكيدو إلى الإمام وخله البغي
ولما دخل (( أوروك )) ، ذات الأسواق الواسعة
تجمع الناس حوله
حين وقف في شارع (( أوروك)) ذات الأسواق
تجمهر الناس حوله وقالوا عنه :
انه مثيل لجلجامش في البنية
ولكنه أقصر قامة وأقوى عظما
انه أقوى من في البلاد ، وذو بأس شديد
لقد رضع لبن حيوان البر في البادية
وفي ((أوروك )) لن تنقطع قعقعة السلاح
فرح الأبطال وهللوا قائلين :-
لقد ظهر بطل ند وكفؤ للبطل الجميل
أجل ظهر الفراش لجلجامش ، الشبيه بالإله ، نظيره ومثيله
ولما هيأ الفراش لـ (( اشخارا ))
واقترب جلجامش ليتصل بالإلهة مساء
وقد ((انكيدو )) في الدرب يسد الطريق في وجهه
العمود السادس :
. . . . . . . (نقص من نحو 13 سطرا)
أي جلجامش ((انكيدو )) الهائج
الذي ولد في البادية ويجلل رأسه الشعر الطويل
فانقض عليه وهاجمه
تلاقيا في موضع سوق البلاد
سد (( انكيدو )) الباب بقدميه
ومنع جلجامش من الدخول
امسك أحدهما بالآخر وهما متمرسان (بالصراع)
وتصارعا وخارا خوار ثورين وحشيين
حطما عمود الباب وارتج الجدار
وحينما أنثنى جلجامش ركبته وقدمه ثابتة في الأرض (ليرفع انكيدو)
واستدار ليمضي
هدأت سورة غضبه
كلمه ((انكيدو )) وقال له:-
((انك الرجل الأوحد ، أنت الذي ولدتك أمك ))
ولدتك أمك ((ننسونا )) ، البقرة الوحشية المقدسة
ورفع (( انليل )) رأسك عاليا على الناس
وقدر إليك الملوكية على البشر ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : نصوص ملحمة جلجامش كاملة 15781612
نصوص ملحمة جلجامش كاملة Icon_minitime 2020-07-28, 2:39 pm

الفصل الثاني
أسفار جلجامش وانكيدو ومغامراتهما
اللوح الثالث : (نسخة من العهد البابلي القديم ) وهي محفوظة في متحف جامعة بيل الأمريكية .
علاما أنت راغب في تحقيق هذا المطلب
ولم عقدت العزم على الذهاب إلى الغابة ؟
.........................
قبل احدهما الآخر وعقدا أواصر الود ما بينهما
..............................
أم جلجامش المتمرسة بكل شئ ، رفعت يديها إلى ( شمش )
العمود الثاني :
( نقص من نحو 25 سطرا )
.......................................
ملأ الأسى قلب ( انكيدو ) واغرورقت عيناه بالدموع
وأطلق الحسرات والآهات
فواساه جلجامش وكلمه قائلا :
( لماذا اغرورقت عيناك بالدموع يا صديقي ؟
ولم ملأ الأسى لبك وصرت تصعد الزفرات )
فتح ( انكيدو ) فاه وقال لجلجامش :-
( يا صديقي اشعر بالعبرات تخنقني
لقد تراخى ساعداي
واستحالت قوتي وهنا
فخاطب جلجامش ( انكيدو ) وقال له :
العمود الثالث :
( يسكن في الغابة (خمبابا ) الرهيب
فلنقتلنه كلانا أنا وأنت
لكي نزيل الشر من البلاد
.......................
فتح ( انكيدو) فاه وقال لجلجامش :-
( يا صديقي لقد علمت حينما كنت أجول
في التلال والبراري الواسعة مع حيوان البر
أن الغابة تمتد مسافة عشرة آلاف ساعة في كل جهة .
فمن يجرؤ على الإيغال في داخلها
و ( خمبابا ) زئيره عباب الطوفان
تنبعث من فمه النار ، ونفسه الموت الزؤام
فعلام ترغب في القيام بهذا الأمر
( خمبابا ) لا قبل لأحد بهجومه مثل ماكنة الحصار .
فتح جلجامش فاه وقال لـ ( أنكيدو ) :
( عزمت لارتقينَّ جبال الأرز .
وادخل الغابة ، مسكن ( خمبابا )
وسآخذ معي فأسا لاستعين بها في القتال
أما أنت فامكث هنا ، وسأذهب أنا وحدي
..................... ( نحو 8 أسطر مخرومة )
ففتح ( انكيدو ) فاه وقال لجلجامش:
( كيف سندخل غابة الأرز يا جلجامش ،
وان حارسها مقاتل ، وهو قويٌّ لا ينام )
....... ( ثلاثة أسطر مشوهة )
ولحفظ غابة الأرز عينه ( انليل ) ،
وجعل هيئته تبعث الرعب في الناس .
خمبابا زئيره مثل عباب الطوفان
فتح جلجامش وقال لانكيدو :-
( يا صديقي ، من ذا الذي يستطيع أن يرقى إلى السماء
الآلهة وحدهم هم الذين يعيشون إلى الأبد مع ( شمش )
أما البشر فأيامهم معدودات
وكل ما عملوا عبث يذهب مع الريح
لقد صرت تخشى الموت ونحن ما زلنا هنا
فماذا دهى قوة بطولتك
دعني إذن أتقدم قبلك وليناديني صوتك :
( تقدم ! ولا تخف ! )
وإذا ما هلكت فسأخلد لي اسما ، ( وسيقولون عني )
من بعد أن تولد الأجيال الآتية فيما بعد
( لقد هلك جلجامش في نزاله مع خمبابا المارد )
...... ( نحو ستة أسطر مشوهة ، ويبدو أن الكلام الذي يلي لجلجامش ) :
( بقولك هذا أحزنت قلبي
على إنني سأمدُّ يدي واقطع الشجار الأرز
لأكوّن لي اسما خالدا
وسأصدر يا صديقي أوامري بالى صانعي السلاح
وسيصنعون السلاح بحضورنا
صدرت الأوامر إلى صنعي السلاح فاجتمعوا وتشاوروا
صنعوا أسلحة عظيمة : سبكوا فؤوسا تزن كل منها ثلاث وزنات
سبكوا سيوفا كبيرة تصل كل منها وزنتان وقبضاتها ثلاثون ( منّاً )
وسيوفا ( أغمادها ) من ذهب يزن الواحد منها ثلاثين مناً
وتسلح جلجامش و (انكيدو ) بأسلحة زنتها عشر وزنات .
تجمع الناس في شوارع ( أوروك ) إزاء الباب ذي المزاليج السبعة
وشاهد الناس جلجامش في دروب ( أوروك ) ، ذات الأسواق
وجلس شيبُ أوروك قدام جلجامش فخاطبهم
وقال لهم هكذا :
(( اسمعوا يا شيب ( شيوخ ) ((اوروك)) ،ذات الأسواق :
أريد ، أنا كلكامش ،أن أرى من يتحدثون عنه
ذلك الذي ملأ اسمه البلدان بالرعب
عزمت على أن أغلبه في غابة الأرز
وسأسمع البلاد بأنبا ابن (( اوروك ))
فتقول عني : ما أشجع سليل أوروك وما أقواه !
سأمد يدي وأقص الأرز فأسجل لنفسي اسما خالدا
فأجاب شيب ((أوروك )) ،ذات الأسواق ، وقالوا لجلجامش :-
يا جلجامش أنت ما زلت شابا وقد حملك قلبك مدى بعيدا
وأنت لا تعرف عاقبة ما أنت مقدم عليه
إننا سمعنا عن ((خمبابا)) أن بنيته غريبة مخيفة
فمن ذا الذي يصمد إزاء أسلحته ؟
والغابة تمتد عشرة ألاف ((ساعة مضاعفه)) في كل الجهات
فمن ذا الذي يستطيع أن يوغل في داخلها
وأما ((خمبابا)) فزئيره عباب الطوفان
وتنبعث من فيه شواظ النيران ونفسه الموت
فعلام رغبت في الأقدام على هذا الأمر ؟
لا قبل احد إن يصمد إزاء خمبابا .
ولما أن سمع جلجامش هذا الكلام من ناصحيه تلفت حوله
وتطلع إلى صاحبه وضحك ( قائلا ) :-
كيف سأجيبهم يا صاحبي ؟
أأجيبهم بأنني أخاف من خمبابا ؟
وسأظلّ ملازما بيتي طوال أيام حياتي الباقية ؟
.... ( يكون النص في الأسطر القليلة التالية مشوها ، ويبدو من الكلمات القليلة الباقية إنها تتضمن كلام جلجامش إلى صديقه انكيدو . وبعد هذا النقص نجد شيوخ أوروك يخاطبون جلجامش داعين له التوفيق ) :-
ثم خاطب شيب (شيوخ) أوروك جلجامش وقالوا له :-
عسى إن ينصرك الاهك الحامي
وعساه أن يرجعك سالما في طريق عودتك إلى بلدك
ويعيدك سالما إلى ميناء ( أوروك )
ثم سجد جلجامش للإله ( شمش ) ودعى قائلا :-
( إني ذاهب يا شمش واليك ارفع يدي بالدعاء
أرجعني سالماً إلى ميناء (أوروك )
عسى أن تنال روحي الخير والبركة
وأنشر علي ظلك واشملني بحمايتك
ثم دعا جلجامش صديقه واستطلع فأله
. . . . ( انخرم نحو 6أسطر من النص ، ويبدو من أول سطر من النص الباقي أن تطالعه لم يسعفه)
اللوح السادس:ـ
انهمرت الدموع على وجه جلجامش
....(خمسة اسطر مخرومة)
جاؤا إليه بأسلحته وقلدوه السيوف العظيمة
زودوه بالقوس والكنانة، وأخذ معه الفؤوس
تنكب قوس أنشان وتقلد سيفه
وجاء الناس إلى جلجامش وتمنوا له قرب العودة
وباركه الشيب ( الشيوخ )وأسدوا له النصح في سفره
وقالوا له :ـ
( أيها الملك كنا نطيعك في مجلس الشورى
فاستمع إلينا وخذ بمشورتنا أيها الملك
لاتتكل على قوتك وحدها يا جلجامش
تبصر في أمرك واحم نفسك
دعه يتقدم في الطريق وابق على نفسك
دع (انكيدو) يسير أمامك، فانه يعرف الطريق وقد سلكه
انه يعرف الطريق إلى غابة الأرز، دعه يتوغل في مسالك خمبابا
وان من يسير في الطليعة يحمي صاحبه
ليأخذ الحذر ويتبصر في حماية نفسه
وعسى (( شمش )) أن يجعلك تنال رغيتك
وعساه يرى عينيك ما قاله فمك
وعساه إن يفتح لك السبيل المسدود
ويفتح الطريق لمسراك ، ويمهد مسالك الجبال لقدميك
عسى الليل أن يأتيك بما يسرك ويفرحك
وعسى أن يقف ((لوكال بندا)) بجانبك
ويجعلك تحقق رغبيتك
ومثل الطفل عساك أن تحقق أمنيتك
بوعد قتل ((خمبابا)) الذي تسعى لتحقيقه أغسل قدميك
وعند استراحتك مساء وحفر بئرا
ولتكن قربتك ملأى بالماء النقي على الدوام
قرب الماء البارد إلى (( شمش ))
وردَّد ذكر (( لوكال بندا )) دائما
العمود الثالث
النص الأشوري :
ففتح جلجامش فاه وقال لانكيدو :
((هلم بنا يا صاحبي إلى (المعبد) (( اِى كَال – ماخ ))
إلى حضرة (( ننسون )) ،الملكة العظيمة
ستمحضنا النصح وتسدد خطانا )) (تثبت أقدامنا )
فسار جلجامش وأنكيدو وقصدا ((اِى كَال_ماخ))
مثل جلجامش بحضرة ((ننسون)) الملكة العظيمة
دخل جلجامش واقترب منها وقال:-
((يا ننسون لقد اعتزمت أمرا جسيماً
اعتزمت سفرا بعيداً،إلى موطن (خمبابا)
إنني مقدم على قتال لا أعرف عاقبته
ومزمع على السير في طريق لا اعرف مسالكه
فحتى اليوم الذي اذهب فيه وأعود
وان أن ابلغ غابة الأرز العظيمة
واذبح خمبابا المارد
وأمحو من على الأرض كل شر يمقته ((شمش))
تشفعي لي عند (( شمش )) ، ( وصلي له من أجلي) ))
وإذ ذاك دخلت (( ننسون )) حجرتها
وإرتدت حلة تليق بجسمها
وأينت بحلى تليق بصدرها
ووضعت على رئسها تاجها
ثم إرتقت إلى السطح وتقدمت الى (( شمش ))
و أحرقت البخور
قدمت قربان البخور ورفعت يديها الى (( شمش ))وقالت :-
((علام أعطيت ولدي جلجامش قلباً مضطرباً لا يستقر ؟
والآن حثثته فأعتزم سفرا بعيدا ،الى موطن (( خبابا ))
سيلاقي نزالاً لايعرف عاقبته
وسيسير في طرق لايعرف مسالكها
فحتى اليوم الذي يذهب فيه ويعود
وحتى يبلغ غابة الأرز .
ويقتل خمبابا المارد
ويمحو من على الأرض كل شر تمقته
عسى عروسك (( أي ))إن تذكرك به
ولتوكل به حراس الليل والكواكب وأباك (( سين ))
حينما تحتجب أنت في المساء
العمود الرابع
....( نقص كبير في اللوح )
ثم أطفأت البخور وعوذت وأحضرت الكاهنات
والبغايا والمقدسات والمتبتلات
ودعت أليها(( انكيدو )) وأوصته قائلة:
(( يا انكيدو )القوي ، الذي ليس من رحمي،
قد اتخذتك منذ ألان ولداً
ثم قلدت عنقه بقلادة جواهر لتكون موثقا منه
وقالت له:_
(( ها إنني أأتمنك على ولدي فأرجعه لي سالماً
. . . . ( نقص كبير في النص حيث ينخرم معظم الحقل الرابع والحقل الذي يليه بأجمعه ، ويستمر النقص في اللوح الرابع ((النص الأشوري )) ) ، والنصوص المخرومة بلا شك تتضمن وصف سفر البطلين إلى غابة الأرز ولم يبق من إخبار ذلك سوى كسر ذات النصوص المقطعة وبالنظر إلى كثرة النواقص في اللوحين الرابع والخامس رأينا أن نترجم مابقي منها ترجمة ملخصة وبشيء من التصرف:-
بعد سفر عشرين ساعة مضاعفة تبلغا بقليل من الزاد
وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توفقا ليمضيا الليل
ثم انطلقا سائرين (خمسين)ساعة مضاعفة أثناء النهار
وقطعا مدى سفر شهر ونصف الشهر في ثلاثة أيام
وحفرا بئرا وقربا إلى الآله ( شمش )
وبعد أن قطعا تلك المسافة الطويلة شارفا مدخل الغابة
وكان مدخلا عجيبا بهرهما مشهده . إنهما لم يصلا بعد إلى الغابة
ولكن أشجار الأرز في المدخل كان منظرها عجيبا
فكان علوها اثنتين وسبعين ذراعا ، وعرض المدخل أربعا وعشرين ذراعا
ووجدا عنده عفريتا عينه خمبابا ليحرسه
فشجع انكيدو صديقه جلجامش أن يتقدم
ليأسر الحارس قبل أن يأخذ سلاحه
فتشجع جلجامش ، واسع الصديقان وهجما عليه وقتلاه
ولكن لما أراد انكيدو الدخول إلى الغابة شلت قواه
بتأثير الباب المسحور ، فنادى جلجامش وحذره من الدخول
ولكن جلجامش شجع صديقه قائلا :-
ابعد أن عانينا هذه الصعاب
وقطعنا هذا السفر البعيد نعود من حيث أتينا خائبين ؟
أنت الذي مارست النزال والصعاب ، تشجع وكن بجانبي ،
فتعود إليك شجاعتك ويفارقك الرعب والشلل
أيليق بصديقي أن يحجم ويتخلف ؟
كلا يا صديقي علينا إن نتقدم ونوغل في قلب الغابة
وسيحمي احدنا الآخر ، وإذا ما سقطنا في النزال
فسنخلف من بعدنا اسما خالدا .
أستطاع البطلان أن يجتازا مدخل الغابة ووصلا إلى قلبها فأبصرا الجبال الخضر ، وذهلا من مشهد غابة الأرز وسحر جمالها ثم تتبعا المسالك التي يسير فيها عفريت الغابة (( خمبابا )) وشاهدا من بين ما شاهدا جبل الأرز الخاص بالآلهة ، حيث أقيم عرش الإلهة (( أرنيني )) ( عشتار ) وحيث تتعالى أشجار الأرز أمام ذلك الجبل بظلالها الوارفة التي تبعث البهجة والسرور وعند غروب الشمس حفر جلجامش بئر وقرب منها .
وارتقى الجبل وسكب الماء المقدس وَقَرَبَ الطعام
ودعا الجبل أن يريه حلما يبشره بالفرح
ثم اضطجع الصديقان للراحة وسرعان ما ادركهما النوم
فرأى جلجامش رؤيا
ثم استيقظ فقص رؤياه على صديقه وقال :-
(( يا صديقي من ذا الذي أيقظني إن لم تكن أنت ؟
يا صديقي رأيت رؤيا ، رأيت إننا نقف في هوة الجبل
ثم سقط الجبل فجأة ، وكنا انا وأنت ، كأنا ذباب صغار
ورأيت في حلمي الثاني الجبل يسقط
فصدمني وأمسك بقدمي . ثم انبثق نور وهاج طغى لمعانه وسناه
على هذه الأرض فانتشلني من تحت الجبل وسقاني الماء فسر قلبي )) .
فأجاب(( أنكيدو )) صديقه جلجامش وفسر رؤيا قائلا :-
((إن رؤياك ،يا صاحبي ،ذا مغزى حسن وبشرى سارة
إن الجبل الذي سقط عليك هو ((خمبابا ))ونحن سنتغلب عليه ونقتله )) .
ثم تسلقا الجبال مرة أخرى ورأى جلجامش رؤيا أخرى
فسرها بأنها بشائر على نجاحهما في لقائهما مع العفريت ((خمبابا))
ودنت ساعة اللقاء الحاسمة لما بدأ جلجامش يقطع أشجار الأرز بفأسه ،
إذ سمع ((خمبابا)) الصوت
فغضب وهاج وزمجر صائحا : ((من الداخل المتطفل
الذي كدر صفو الغابة وأشجارها الباسقة في جبلي ؟
ومن ذا الذي قطع أشجار الأرز ؟ ))
وتهيأ خمبابا للهجوم على الصديقين اللذين استحوذ عليهما الرعب
وندما على هذه المغامرة ودخول غابة الأرز
وأخذا يتضرعان إلى الإله (( شمش )) ليعينهما على الخلاص من الهلاك،
فأستجاب لهما الإله ، وانقلبت ألأيه ،
حيث أهاج (( شمش )) الرياح العاتية وساقها على (( خمبابا ))
فأمسكت به وشلت حركته ، فأستسلم لهما
وأخذ يتضرع لهما نا يبقيا عليه ويأسراه فيكون خادما لجلجامش
ويجعل الغابة المسحورة وأشجارها ملك يديه
فرق قلب جلجامش وكاد أن يبقي عليه ، ولكن صديقه (( انكيدو))
حرضه على القتل ، فقتلاه وقطعا رأسه .
وتنتهي مغامرة غابة الأرز بنجاح البطلين وعودتهما إلى (( أوروك)) .
عودة البطلين إلى ((أوروك )) واحتفالهما بالنصر
اللوح السادس :
غسل (جلجامش ) شعره الطويل وصقل سلاحه
وأرسل جدائل شعره على كتفيه
وخلع لباسه الوسخ واكتسى حللا نظيفة
ارتدى حلة مزركشة وربطها بزنار
ولما أن لبس جلجامش تاجه
رفعت ((عشتار )) الجليلة عينيها
ورمقت جمال جلجامش ( فنادته ) :-
((تعال ياجلجامش وكن حبيبي الذي اخترت
(( امنحني ثمرتك ( بذرتك ) أتمتع بها
ستكون أنت زوجي وأنا زوجك
سأعد لك مركبة من حجر الازورد والذهب
عجلاته من ذهب وقرونها من البرونز
وستربط لجرها (( شياطين الصاعقة )) بدلا من البغاء الضخمة
وفي بيتنا ستجد شذا اللارز يعبق فيه إذا ما دخلته ،
إذا ما دخلت بيتنا
فستقبل قدميك العتبة والدكة
سينحني خضوعا لك الملوك والحكام ولأمراء
وسيقدمون لك الاتاوة من نتاج الجبل والسهل
وستلد عنزاتك (( ثلاثا ثلاثا )) وتلد نعاجك (( التوائم ))
وحميرك ستفوق البغل في الحمل
وسيكون لخيولك مركباتك الصيت المعلى في السبق
وثورك لن يكون له مثيل وهو في النير ))
ففتح جلجامش فاه وأجاب عشتار الجليلة :-
(( ماذا علي أن أعطيك لو أخذتك ( زوجة ) ؟
هل سأطيك السمن والكساء لجسدك ؟
هل سأقدم لك الخبز والطعام
وأي أكل وشراب سأعطيك مما يليق بسمة الآلوهية والملوكية ؟
. . . . ( ثلاثة أسطر مشوهة لايمكن ترجمتها )
(( أي خير سأناله لو أخذتك ( زوجة ) ؟
أنت ! ما أنت ألا الموقد الذي تخمد ناره في البرد
أنت كالباب الخلفي لا يصد ريح ولا عاصفة
أنت قصر يتحطم في داخله الأبطال
أنت فيل يمزق رحله
أنت قير يلوث من يحملها
أنت قربة تبلل حاملها
أنت حجر مرمر ينهار جداره ؟
أنت حجر (( يَشب )) يستقدم العدو ويغريه ؟
وأنت نعل يقرص قدم منتعلة
أي من عشاقك من أحببته على الدوام ؟
وأي من رعاتك من أرضاك دائما ؟
تعالي أقص عليك ( مآسي ) عشاقك :
من أجل تموز حبيب ( صباك )
قضيت بالبكاء والنواح عليه سنة بعد سنة
لقد رمت ( طير ) الشقراق المرقش
ولكنك ضربته وكسرت جناحيه
وها هو الآن حاط على البساتين يصرخ نادبا :
(( جناحي ! جناحي ))
ورمت بحبك الأسد الكامل القوة
ولكنك حفرت ( للإيقاع به ) سبعَ وسبع َ وَجرَات
ورمت الحصان المجلى في البراز والسباق
ولكنك سلطت عليه السوط والهماز والسير
وحكمت عليه بالعدو شوط سبع ساعات مضاعفة
وقضيت عليه أن لا يرد الماء ألا بعد أن يعكره
وقضيت على أمه (( سيلي )) أن تواصل البكاء والندب عليه
وأحبت راعي القطيع
الذي لم ينقطع يقدم إليك أكداس الخبز
وينحر الجداء ويطبخها لك كل يوم
ولكنك ضربته وحولته ذئبا
وصار يطارده الآن الفه من حماة القطيع
وكلابه تعض ساقيه
وأحببت ( إِيشو لنُّو ) ، بستاني أبيك
الذي حمل إليك سلال التمر بلا انقطاع
وجعل مائدتك عامرة بالوفير من الزاد كل يوم
ولكنك رفعت إليه عينك فراودته وقالت له :
تعال يا حبيبي (( إيشو لنو )) ، ودعني أتمتع برجولتك
مدَّ يدك والمس مفاتن جسمي ))
فقال لك (( إِيشو لنو )) :
ماذا ترومين مني ؟
ألم تخبز أمي فأكل من خبزها
حتى أكل خبز الخنا والعار ؟
وهل يدرأ كوخ القصب ( الحلفاء ) الزمهرير
وأنت لما سمعت قوله هذا
ضربته بعصاك ومسختة ضفدعا
ووضعته وسط البساتين
فلا يستطيع أن يعلو مرفعا ولا ينزل منحدرا
فإذا أحببتني فستجعلين مصيري مثل هؤلاء ))
ولما سمعت عشتار هذا
استشاطت غيظا وعرجت (علت) إلى السماء
صعدت عشتار ومثلت أمام أبيها (( آنو ))
وفي حضرة أمها (( أنتم )) ، جرت دموعها وقالت :-
يا أبي أن جلجامش سبني واهانين ( عزرني )
لقد عدد جلجامش مثالبي وعاري وفحشائي
ففتح (( آنو )) فاه وقال لعشتار الجليلة :-
ألم تكوني السبب ؟ الم تتحرشي بجلجامش الملك فجنيت الثمرة
فعدد جلجامش فحشاءك وعارك ومثالبك ))
ففتح عشتار فاها وقالت لآنو ، أبيها :-
(( اخلق لي يا أبت ثورا سماويا
ليغلب جلجامش ويهلكه
وإذا لم تعطني الثور السماوي
فلا أحطمن أبواب العالم الأسفل
واجعل أعاليها أسفلها
وادع الموتى يقومون فيأكلون كالأحياء
ويصبح الأموات أكثر عددا من الأحياء
ففتح (( آنو )) فاه وأجاب عشتار الجليلة وقال :-
لو فعلت ما تريدينه مني وزودتك بالثور السماوي
لحلت في ارض (( أوروك )) سبع سنين عجاف
فهل جمعت غلالا لهذه السنن العجاف
وهل هيات العلف للماشية ؟ ))
فتحت عشتار فاها وأجابت أباها ((آنو )) قائلة :-
لقد جمعت ((بيادر )) الحبوب للناس
وخزنت العلف للماشية
فلو حلت سبع سنين عجاف
فقد خزنت غلالا وعلفا
تكفي الناس والحيوان
ولما ان سمع كلامها سلم عشتار
سلسلة مقود الثور السماوي
فأخذته وقادته إلى الأرض ،
انزلته في ارض ((اوروك))
. . . . (ينخرم من النص في هذا الموضع حنو 8 أسطر لكن يتضح من النص الذي يلي ومن سياق القصة ان آنو استجاب لطلب عشتار فخلق لها الثور السماوي) :-
هبط الثور السماوي واخذ ينشر الرعب والفزع
وقضى في اول خوار له على مائة رجل ثم مائتين وثلثمائة
وقتل في خوار الثاني مائة ومائتين وثلثمائة
وفي خواره الثالث هجم على (( انكيدو ))ولكن (( انكيدو )) صد هجومه
قفز ((انكيدو )) وضبط (مسك ) الثور السماوي من قرنيه
فرشق الثور السماوي وجهه بزبده ورغائه
وقذفه بالروث بذيله
ففتح ((انكيدو )) فاه ، وقال لجلجامش :
لقد تبجحنا يا صاحبي . . .
فكيف سنجيب . . .
. . . . (نقص مقداره نحو 10 أسطر مضمونها يدور على المصارعة التي نشبت بين البطلين وبين الثور السماوي كما يدل على ذلك النص الذي يلي ) :- ينبغي ان نقسم العمل بيننا
انا امسك بالثور من ذيله
وينبغي ان يكون طعن السيف ما بين السنام والقرنين
فطارد (( انكيدو )) ثور السماء ليمسك به
وامسك به من ذيله وضبطه بكلتا يديه
وجلجامش ، مثل قصاب ماهر ،
طعن الثور السماوي طعنة قاتلة
وغرس حسامه ما بين السنام والقرنين
وبعد ان اجهز على الثور السماوي اقتلعا قلبه
وقرباه الى الآله (( شمش )) ، وسجدا له
وقعد الاخوان كلاهما واستراحا
(أما) عشتار فانها اعتلت فوق اسوار (( اوروك )) المحصنة
قفزت فوق الشرفات وقذفت بلعنتها (صارخة ) :-
((الويل لجلجامش )) الذي دنسني واهانني لانه قتل ثور السماء
ولما ان سمع ((انكيدو )) هذا القول من عشتار
قطع فخذ الثور السماوي ( الايمن ) وقذفه بوجهها وقال :-
((لو امسكت بك لفعلت بك مثل ما فعلت به
ولربطت احشاءه بجنبيك ))
فجمعت عشتار المترهبات وبغايا (المعبد) والمومسات
واقامت المناحة والبكاء على فخذ الثور السماوي الايمن
اما جلجامش فانه دعا الصناع ، وصانعي السلاح كلهم
فانبهر الصناع من كبر قرنيه وثخنهما
فان كلا منهما من حجر الازورد بزنة ثلاثين منا
وثخن طلاء كل منهما إصبعان
ومقدار ستة (( كرات )) من السمن سعة كليهما
فقرب بمقدار ذلك زيتا للمسح الى آلهة ( الحامي ) ((لو كال بندا))
أخذهما وعلقهما في حجرة نومه الزاهية
ثم غسلا ايديهما في نهر الفرات
وعانق كل منهما الاخر وهما سائران في الطريق
سارا راكبين في درب السوق في ((اوروك ))
فاجتمع أهل ((أوروك )) ليشاهدوها
وصار جلجامش يخاطب (مغنيات ) أوروك ويردد :
((من الازهى بين الأبطال ؟
ومن الأمجد بين الرجال ؟ ))
فيجبنه : (( جلجامش الازهى بين الأبطال ؟
جلجامش الازهى بين الرجال ))
. . .(انخرام في النص )
تلك التي قذفناها بفخذ الثور السماوي ونحن غضبى
عشتار . . لم تجد في الدرب من يواسيها ويفرح قلبها
. . . . . . . . .
(نحو 3اسطر مخرومة من النص )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : نصوص ملحمة جلجامش كاملة 15781612
نصوص ملحمة جلجامش كاملة Icon_minitime 2020-07-28, 2:41 pm
(موت إنكيدو وحزن جلجامش عليه وسعيه وراء الخلود 3) .. ملحمة جلجامش
الفصل الثالث
موت إنكيدو
وحزن جلجامش عليه وسعيه وراء الخلود
أقام جلجامش حفل فرح في قصره
نام البطلان واستراحا في فراشهما مساء
وعند ما نام (( أنكيدو )) رأى حلما
فنهض أنكيدو وقص رؤياه على صاحبه وقال
(( يا صاحبي لِمَ اجتمع الآلهة على العظام في مجلس الشورى
اللوح السابع :
ثم طلع النهار فقص أنكيدو رؤياه على جلجامش قائلا :
(( يا صاحبي أي حلم عجيب رأيت الليلة الماضية !
( رأيت ) أن (( آنو )) و (( انليل )) و (( إيا )) وشمش السماوي
قد اجتمعوا يتشاورون وقال آنو لأنليل :
(( لا نهما قتلا الثور السماوي وقتلا خمبابا
فينبغي أن يموت ذلك الذي أقتطع أشجار لأرز من الجبال
ولكن انليل أجابه قائلا : (( إن أنكيدو هو الذي
سيموت ، ولكن جلجامش لن يموت ))
ثم إنبرى (( شمش )) السماوي وأجاب انليل البطل وقال :
ألم يقتلا ثور السماء و (( خمبابا )) يأمر مني ؟
فعلام يقع الموت على أنكيدو وهو بريء))؟
فالتفت أنليل إلى (شمش)السماوي وأجابه حانقا:
(ألا نك تطلع عليهم كل يوم حتى صرت كأنك واحد منهم
رقد ((انكيدو))مريضا أمام جلجامش
وأخذت الدموع تنهمر من عينيه
فقال له جلجامش :يا أخي العزيز علام يبرؤنني من دونك
وأردف يقول :هل سيتحتم على أن أراقب أرواح الموتى
وأجلس عند باب الأرواح ؟
وهل سيكتب عليه أرى صاحبي العزيز بعيني ؟))
. . . . . . . . .
(هنا ينتهي مابقى من اللوح ولكن يستبان من سياق القصة ومما
سيلي إن (انكيدو) وقد رقد على فراش الموت وأدرك قرب نهايته أخذت
تتوارد عليه الخواطر والذكريات، فود لو أنه ماجاء إلى حياة الحضارة بل
ظل في باديته سعيدا خالي البال يرعى مع الظباء، والحيوان . واخذ يكيل
اللعنات على من زين له المجيء إلى المدينة. فصار يلعن الباب الذي
صنعه ودخل منه ،والصياد الذي جاء إليه بالبغي ، والبغي التي زينت له
المجيء إلى أوروك . ويروي لنا هذا المشهد المؤثر النص الأشوري بعد
نقص في أوله ،كما في الترجمة الآتية):ـ
((رفع انكيدو عينه وخاطب الباب كما لو كان إنسانا
مع إن باب خشب الغابة لا يفهم ولا يعقل:
(( اخترت خشبك من مسافة عشرين ساعة مضاعفة
قبل أن أبصر أشجار الأرز الباسقة
إن خشبك، يا باب ،لم أر مثيلا له في البلاد
علوك اثنتان وسبعون ذراعا ،وأربع وعشرون ذراعا عرضك
لقد صنعك نجار ماهر في (( نفـّر )) وجلبك منها .
أيها الباب لو كنت أعلم أن هذا ما سيحل بي
وان جمالك سيجلب علي المصائب
إذن لرفعت فأسي وحطمتك
وان جمالك سيجلب علي المصائب
ولجعلت منك كلكا (طوافة )
ولكن ما الحيلة يا باب وقد صنعتك وجلبتك
لعل ملكا ممن سيأتي من بعدي
سيستعملك ويزيل اسمي ويضع اسمه ))
سمع جلجامش قول صاحبه ((انكيدو )) فجرت دموعه
فتح جلجامش فاه وقال لانكيدو :-
((حباك انليل بقلب واسع
ومنحك الحكمة ولكنك تقول قولا شططاً.
علام ياصاحبي نطقت بهذه الأقوال الغريبة ؟
كانت رؤياك رؤيا عجيبة ! ولكنها مخيفة
ويا ما أكثر الرؤى العجيبة !
يسلط الآلهة على الأحياء الأحزان
وستلط الرؤى على الباقين من الأحياء الأحزان
سأنام وأتضرع إلى الآلهة ))
(يعقب هذا السطر نقص كبير في النص من نحو 50 سطرا وقد رأى بعض الباحثين ترجمة قسم منه على الوجه الذي أثبتناه في الترجمـــــــــة schott,das Gilgamesh epos,51-62)) وبعد إن يبدأ النص السالم نجد ((انكيدو )) يدعو الإله ((شمش)) ليحل اللعنات بالصياد ) :-
ثم أخذ يلعن الصياد والبغي ويقول :
((اسلب (الصياد ) ماله وأحل به الوهن
وعساك إن لا تتقبل منه أعماله
وعسى إن يفر كل صيد يروم اقتناصه
وان لا تتحقق له أمنية من أماني قلبه ))
ثم دفعه قلبه إلى أن يلعن البغي فقال :-
((تعالي أيتها البغي اقدر لك مصيرك
وهو مصير لن ينتهي إلى الأبد
سألعنك لعنة كبرى
ستحل بك لعنتي في الحال
لن تستطيعي إن تبني بيتا يليق بجمالك
(نقص من نحو 8-9 اسطر )
(( ليكن أكلك من فضلات المدينة
ستكون زوايا الدروب المظلمة مأواك
وفي ظل الجدار سيكون وقوفك
وسيلطم السكران والصاحي خدك
وعسى إن ينبذك عشاقك بعد إن يقضوا وطرهم من سحر
جمالك ))
(نقص أيضاً من نحو 10 اسطر )
ولما إن سمع الإله شمش كلامه ناداه من السماء وكلمه :-
((علام تلعن البغي يا نكيدو ؟
تلك التي علمتك كيف يؤكل الخبز الائق بسمة الإلوهية
واستقتك خمرا يليق بسمة الملوكية
والبستك الحلل الفاخرة
وأعطتك جلجامش الوسيم خلا وصاحبا
أفلم يجعلك جلجامش ، خلك وأخوك
تنام على الفراش الوثير
اجل انه جعلك تنام على سرير الشرف
وأجلسك على كرسي الراحة الذي إلى شمال (يساره)
وجعل أمراء الأرض يقبلون قدميك
وسيجعل أهل ((أوروك)) يبكونك ويندبونك
ويجعل الفرحين من الناس يقربون ويصلون من أجلك
أما هو نفسه فسيطلق شعره من بعدك
ويلبس جلد الأسد ويهيم على وجهه في الصحارى ))
ولما سمع انكيدو ((شمش )) البطل ، هدات سورة غضبه
(انخرام من سطرين ، ويتضح مما سيلي إن انكيدو ندم على كيل العنات للبغي فبدلها بركات إذ يعاود خطابه للبغي) :
تعالي أيتها البغي لأقدر مصيرك
إن لساني الذي لعنك قد تبدل ليباركك
((سيحبك الملوك والأمراء والعظماء
ولن يضرب أحد فخذه مستعيبا أياك
ومن أجلك سيهز الشيخ لحيته
وسيحل الشباب أحزمتهم من أجلك
(وسيقدمون) لك اللازورد والذهب والعقيق
وعسى أن يحل العقاب بكل من يمتهنك
ويكون بيته واهراؤه خالية
وسيدعك الكاهن تدخلين إلى حضرة الآلهة
ومن أجلك ستهجر الزوجة ،ولو كانت أم سبعة))
ثم اشتد المرض بأنكيدو ولبث راقدا على فراش المرض
وصار يبث أحزانه في تلك الليلة إلى صديقه
وناجاه قائلا:يا خلي ، رأيت الليلة الماضية رؤيا
كانت السماء ترعد فاستجابت لها الأرض
وعندما كنت واقفا ما بينهما
ظهر أمامي شخص مكفهر الوجه
كان وجهه مثل وجه طير الصاعقة (زو)
ومخالبه كأظافر النسر
لقد عراني من لباسي
وأمسسك بي بمخالبه
وأخذ بخناقي حتى خمدت أنفاسي
( نقص من نحو 12 سطرا)
لقد بدل هيئتي فصار ساعداي مثل جناحي طائر
مكسوتين بالريش
ونظر إلي وأمسك بي وقادني إلى دار الظلمة ،
إلى مسكن(إراكلاََّ)
إلى البيت الذي لايرجع منه من دخله
إلى الطريق الذي لارجعة لسالكه
إلى البيت الذي حرم ساكنوه من النور
حيث التراب طعامهم والطين قوتهم
وهم مكسوون كالطير بأجنحة من الريش
ويعيشون في ظلام لا يرون نوراً
وفي بيت التراب الذي دخلت
شاهدت الملوك والحكام
ورأيت تيجانهم قد نزعت وكدست على الأرض
أجل ! رأيت أولئك العظماء الذين لبسوا التيجان
وحكموا البلاد في سابق الأيام
وكان نواب ( انو) و(انليل) هم وحده الذين
يقدم لهم شواء اللحم
ويقدم لهم الخبز ويسقون الماء البارد من القرب
وفي بيت التراب الذي دخلت
يسكن الكاهن الأعلى وخدم المعبد
ويسكن كهنة التطهير والرقاة والمعوذن
ويسكن الذين يقدمون زيت المسح للآلهة العظام
ويسكن ( إيتانا) و(سموقان)
وتحكم ( ا يرش ــ كيكَال ) ملكة الأرض السفلى
و( بعلة صيري) ، كاتبة الأرض السفلى تسجد أمامها
وبيدها رقيم تقرأ لها منه
ولما رفعت رأسها أبصرتني فقالت :ـ
من الذي أتى بهذا الرجل إلى هنا ؟نحيه عني !
(الباقي من النص الأشوري ومقداره نحو 50_55 سطرا مخروم ،
وتوجد كسرة من لوح بيدو أنها تعود إلى سياق القصة هنا وتحتوي على الكلام
يظهر انه موجه من جلجامش إلى أمه الآلهة ((ننسون)) وهو النص الذي
تلي ترجمته )
(( لقد رأى صديقي رؤيا تنذر بالشر))
ولما انقضى اليوم رأى فيه ((انكيدو)) الرؤيا
اشتد به المرض فظل ملازما فراشه يوما وثانيا وثالثا
ورابعا وخامسا وسادسا وسابعا وثامنا وعاشرا
وثقل المرض على ((انكيدو)) ، ومضى اليوم الحادي عشر والثاني عشر وهو
لا يزال راقدا على فراش المرض ، فدعا إليه جلجامش
وكلمه قائلا:ـ
((يا صاحبي لقد حلت بي اللعنة
فلن أموت ميتة رجل سقط في ميدان الوغى
كنت أخشى القتال (ولكنني سأموت ذليلا حتف أنفي)
فمن يسقط في القتال يا صديقي فأنه مبارك
(باقي النص مخروم ، ثم يلي اللوح الثامن، الحقل الأول)
عندما نورت أولى خيوط الفجر قال جلجامش لصديقه :ـ
(( يا ((انكيدو)) إن أمك ظبية وأبوك حمار الوحش ،
وقد ربيت على رضاع لبن الحمر الوحشية
لتندبك المسالك التي سرت فيها في غابة الأرز
وعسى ألا يبطل النواح عليك مساء نهار
وليندبك شيوخ أوروك ، ذات الأسوار
وليبكك الأصبع الذي أشار إلينا من ورائنا وباركنا
فيرجع صدى البكاء في الأرياف
وليندبك الدب والضبع والنمر والأيل والسبع
والعجول والظباء وكل حيوان البرية
ليندبك نهر (( أولاً)) الذي مشينا على ضفافه
وليبكك الفرات الطاهر الذي كنا نسقي منه
لينح عليك محاربو (( أوروك)) المحصنة
... ذبحنا الثــــور... ليندبك ...
ليبكك من عظم أسمك في أريدو
ومن مسح ظهرك بالزيت المعطر وسقاك الجعة
ولينح عليك من أطعمك الغلة
ولتبكك الأخوة والأخوات
ثم دعا جلجامش الصناع والنحاسين والنحاتين وقال لهم أصنعوا تمثالا لصديقي
وصنع التمثال لصديقه
( بعد إنخرام في النص يأتي الحقل الثاني من اللوح الثامن ):ـ
(( اسمعوني أيها الشيبة ( الشيوخ ) وأصغوا لي
من أجل (( انكيدو)) ،خلي وصاحبي ، أبكي
وأنوح نواح الثكلى
أنه الفأس التي في جنبي وقوة ساعدي
والخنجر الذي في حزامي والمجن الذي يدرأ عني
وفرحتي وبهجتي وكسوة عيدي
لقد ظهر شيطان رجيم وسرقه مني
يا خلي وأخي الأصغر
لقد طارت حمار الوحش في التلال
اقتنصت النمور في الصحارى
(( أنكيدو!)) يا صاحبي ، وأخي الأصغر
الذي اقتنص حمار الوحش في النجاد والنمر في الصحاري
تغلبنا معا على الصعاب وارتقينا أعالي الجبال
ومسكنا بالثور السماوي ونحرناه
قهرنا خمبابا الساكن في غابة الأرز
فأي سنة ( من النوم) هذه التي غلبتك وتمكنت منك ؟
طواك ظلام الليل فلا تسمعني ))
ولكن (( أنكيدو )) لم يرفع عينه
فجس قلبه فلم ينبض
وعندك ذاك برقع صديقه كالعروس
وأخذ يزأر حوله كالأسد
وكاللبؤة التي اختطف منها أشبالها
وصار يروح ويجيء أمام الفراش وهو ينظر إليه
وينتف شعره ويرميه على الأرض
مزق ثيابه الجميلة ورماها كأنها أشياء نجسة
ولما إن لاح أول خيط من نور الفجر نهض جلجامش
. . . . (نقص)
ونادى صناع المدينة وصاح بهم :-
((أيها الصفار والصائغ والجوهري
ونحات الأحجار الكريمة اصنعوا لي تمثالا لخلي ))
ثم نحت لصديقه تمثالا جاعلا صدره من اللازورد وجسمه من الذهب
ونصب منضدة من الخشب القوي
وإناء من اللازورد مملوءا بالزبد
وقرب ذلك إلى (( شمش ))
وشرع يندب صديقه ويرثيه .
(انخرام في النص لا يعلم مقداره بوجه التأكيد ولعله يقارب الستين سطرا ثم يعقب ما يأتي في العمود الثالث من اللوح الثامن ) :-
((على فراش المجد أضجعتك
وأجلستك على كرسي الراحة الذي إلى شمالي (يساري)
لكي يقبل أمراء الأرض قدميك
سأجعل أهل ((أوروك)) يبكون عليك ويندبونك
وسأجعل أهل الفرح يحزنون عليك
وأنا نفسي (بعد إن توسد في الثرى ) سأطلق شعري
والبس جلد الأسود وأهيم على وجهي في الصحارى ))
(باقي النص مشوه تتعذر ترجمته ، ولكن يبدو من سياق القصة إن جلجامش بعد إن قام بشعائر الدفن الخاصة ، صار يرثي صديقه ويندبه ويبكيه ليل نهار ، ثم شرع يهيم على وجهه في البراري ، ومن بعد ذلك قام برحلته البعيدة قاصدا جده ((اوتو ـــ نبشتم )) ليسأله عن الخلود ، ويأتي من بعد ذلك اللوح التاسع).
اللوح التاسع :
العـمود الأول :
من أجل أنكيدو ، خله وصديقه
بكى جلجامش بكاء مرا
وهام على وجهه في الصحاري ( وصار يناجي نفسه ) :
إذا ما مت أفلا يكون مصيري مثل أنكيدو ؟
لقد حل الحزن ولأسى بجسمي
خفت من الموت ، وها أنا أهيم في البوادي
والى بيت (( أوتو _ نبشتم )) ابن (( اوبار – توتو ))
أخذت الطريق وحثثت الخطى إليه
ولما بلغت مجازات الجبال في المساء
رأيت الأسود فتملكني الخوف والرعب
فرفعت رأسي إلى (( سين )) وصليت له
وابتهلت إلى العظيم بين الآلهة ودعوت انم يحميني ويحفظني
وفي المساء اضطجع فأيقظه حلم رآه
رأى ( الأسود حواليه ) وهي تمرح مسرورة في ضوء (( سين )) ( القمر )
رفع فأسه بيده وأستل سيفه من غمده
وانقض عليهم كالسهم
فضربها وجعلها تفر منه
( ثم بلغ جلجامش جبلا عظيما )
( باقي النص مخروم (( نحو 32 سطرا )) يدل ما بقى منه على أن جلجامش بلغ الجبال التي سيأتي وصفها ):
وكان أسم الجبل (( ماشو ))
لقد قصد جبل (( ماشو )) فبلغه
( وهو الجبل ) الذي يحرس كل يوم شروق الشمس وغروبها
والذي تبلغ أعاليه قبة السماء
وفي الأسفل ينزل صدره إلى العالم الأسفل
ويحرس بابه (( الرجال العقارب ))
الذين يبعثون الرعب والهلع ، ونظراتهم الموت
ويطغى جلالهم المرعب على الجبال
الذين يحرسون الشمس في شروقها وغروبها
ولما أبصرهم جلجامش اصفر وجهه فزعا وهلعا
ولكنه استعاد ربطة جأشه وأقترب منهم
فنادى أحد (( الرجال العقارب )) زوجه وقال لها :
(( إن الذي جاء إلينا جسمه من مادة الآلهة ))
فأجابت زوجة (( الرجل العقرب )) زوجها وقالت :
(( أجل إن ثلثيه الــه وثلثه الأخر من مادة بشرية )) .
ثم نادى (( الرجل العقرب )) جلجامش
وخاطب نسل الآلهة بهذه الكلمات :-
(( ما الذي حملك على هذا السفر البعيد ؟
وعلام قطعت الطريق الطويل وجئت عابرا البحر الشاق العبور ؟
أبن لي القصد من المجئ إلى :
( يتبع نقص من عدة أسطر )
فأجابه جلجامش قائلا :-
(( أتيت قاصد أبي ، أوتو – نبشتم ، باحثا عن الحياة
أبي الذي دخل في مجمع الآلهة
جئت لأسأله عن ( لغز ) الحياة والموت ))
ففتح (( الرجل العقرب )) فاه وقال مخاطبا جلجامش :-
لا يوجد إنسان يستطيع ذلك يا جلجامش
لم يعبر أحد من البشر مسالك الجبال
إن داخلها يمتد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة
والظلام حالك ولا يوجد نور
والى مطلع الشمس . . . . .
والى مغرب الشمس . . .
( الباقي وخروم ، ويبدو من السياق أن الرجل العقرب يسترسل في وصف رهبة مسالك الجبال ووعورتها ) :
( فأجاب جلجامش ) : عزمت على أن أذهب بالحزن والألم
وفي القر والحر وفي الحسرات والبكاء
فافتح لي الآن باب الجبل
ففتح الرجل العقرب فاه وأجاب جلجامش :
(( ادخل يا جلجامش ولا تخف
أذنت لك أن تعبر جبال (( ماشو ))
وعساك أن تقطع الجبال وسلاسلها
وعسى أن تعود بك قدماك سالما
وها هو باب الجبل أمامك )) ؟
ولما أن سمع جلجامش اتبع كلمة (( الرجل العقرب ))
أتبع طريق مسير الشمس
ولما قطع ساعة مضاعفة كان الظلام دامسا ولا يوجد نور
فلم يستطيع أن يبصر ما أمامه ولا ما خلفه
وسار ساعتين مضاعفتين ثم أربع ساعات
ولم يزل الظلام حالك ولا نور هناك
فلم ير ما أمامه وما خلفه
( إنخرام من نحو 15 سطرا ، والكن يمكن تكميل النقص باستمرار سيره ثلاث ساعات مضاعفة ثم أربعا وخمسا الخ ) .
وسار خمس (( ساعات مضاعفة )) وست ساعات
وسبع ساعات وثماني ساعات مضاعفة
ولم يزل الظلام دامسا ولا نور يمكنه أن يبصر ما أمامه وما خلفه
وبعد أن قطع تسع ساعات مضاعفة أحس بالريح الشمالية تلطم وجهه
ولكن الظلام لم يزل دامسا
فلم يستطع أن يبصر ما أمامه وما خلفه
ثم سار عشر ساعات مضاعفة وبعد إحدى عشر ساعة بزغ الفجر .
وبعد أن قطع اثنتي عشرة مضاعفة عَمَ النور
وأبصر أمامه أشجارا تحمل الأحجار الكريمة .
ولما رآها اقترب منها
فوجد الأشجار التي أثمارها بعقيق
وتتدلى الأعناب منها ومرآها يسر الناظر
ووجد الأشجار التي تحمل أللازورد فما أبها مرآها
رأى الشوك والعوسج الذي يحمل الأحجار الكريمة واللؤلؤ البحري
( باقي اللوح التاسع مخروم لم تبق منه أجزاء واضحة تستحق الترجمة ) ولكن يستدل من الأجزاء القليلة السالمة أن الباقي من هذا اللوح يواصل وصف تلك البساتين العجيبة ويستمر النقص إلى أن نجد جلجامش في اللوح العاشر ليصل إلى ساحل البحر حيث يلتقي بصاحبه الحانة التي كان للقائه بها علاقة بطريقة وصوله إلى جده (( أوتو ــ نبشتم )) الخالد ، وهو موضوع الطوفان كما سيأتي :
(( سدوري صاحبة الحانة الساكنة عند ساحل البحر
شاهدت جلجامش مقبلا وكان لباسه من الجلود
ووجهه أشعث كمن سافر سفراً طويلا ويبدو العناء والتعب
ولكن جسمه من مادة الآلهة
فنظرت صاحب الحانة إلى جلجامش وناجت نفسها بهذه الكلمات :ـ
يبدو أن هذا الرجل قاتل فليت شعري إلى أين يريد
فأوصدت بابها لما رأته يقترب وأحكمت غلقه بالمزلاج
فسمع جلجامش صرير الباب فنادى صاحبة الحانة وقال :
(( ما الذي أنكرت في يا صاحبة الحانة
حتى أوصدت بابك بوجهي وأحكمت غلقه بالمزلاج ؟
لاحطمن بابك وأكسر المدخل ))
وأردف جلجامش قائلا لصاحبة الحانة :ـ
(( أنا جلجامش ،أنا الذي قبضت على الثور
الذي نزل من السماء وقتلته
وغلبت حارس الغابة وقهرت ((خمبابا))
فأجابت صاحبة الحانة جلجامش وقالت له :
(( إن كنت حقا جلجامش الذي قتل حارس الغابة
وغلبت خمبابا الذي يعيش في غابة الأرز
وقتل الأسود في مجازات الجبال وأمسك بثور السماء وقتله
فلم ذبلت وجنتاك ولاح الغم على وجهك ؟
وعلام ملك الحزن قلبك وتبدلت هيئتك
ولم صار وجهك أشعث كوجه من سافر سفرا طويلا
وكيف لفح وجهك الحر والقر؟
وعلام تهيم على وجهك في الصحارى ؟))
فأجاب جلجامش صاحبة الحانة وقال لها :ـ
(( كيف لا تذبل وجنتاي ويمتقع وجهي
ويملأ الأسى والحزن قلبي وتتبدل هيئتي
فيصير وجهي أشعث كمن أنهكه السفر الطويل
ويلفح وجهي الحر والقر وأهيم على وجهي في الصحارى
وقد أدرك (( مصير البشر )) صاحبي وأخي الأصغر
الذي صاد الحمر الوحشية والنمور في الصحارى
والذي تغلب على جميع الصعاب
وغلب خمبابا الذي يسكن غابة الأرز
أنه (( أنكيدو )) صاحبي وخلي الذي أحببته حباً جما
لقد أنتهي إلى ما يصير إليه البشر جميعا
فبكيته في المساء وفي النهار
ندبته ستة أيام وسبع ليال
معللا نفسي بأنه سيقوم من كثرة بكائي ونواحي
وامتنعت عن تسليمه إلى القبر
أبقيته ستة أيام وسبع ليال حتى تجمع الدود على وجهه
فأفزعني الموت حتى همت على وجهي في الصحارى
إن النازلة التي حلت بصاحبي تقض مضجعي
آه! لقد غدا صاحبي الذي أحببت ترابا
وأنا ، سأضطجع مثله فلا أقوم أبد الابدين
فيا صاحبة الحانة ، وأنا أنظر إلى وجهك ،
أيكون في وسعي ألا أرى الموت الذي أخشاه وارهبه ؟ ))
فأجابت صاحبة الحانة جلجامش قائلة له :ـ
(( إلى أين تسعى يا جلجامش
إن الحياة التي تبغي لن تجد
حينما خلقت الآلهة العظام البشر
قدرت الموت على البشرية
واستأثرت هي بالحياة
أما أنت يا جلجامش فليكن كرشك مليئا على الدوام
وكن فرحا مبتهجا نهار مساء
وأقم الأفراح في كل يوم من أيامك
وأرقص وألعب مساء نهار
وأجعل ثيابك نظيفة زاهية
وأغسل رأسك وأستحمم في الماء
ودلل الصغير الذي يمسك بيدك
وأفرح الزوجة التي بين أحضانك
وهذا هو نصيب البشرية))
( ولكن ) جلجامش أعادة الخطاب إلى صاحبة الحانة قائلا :
(( يا صاحبة الحانة أين الطريق إلى (( اوتو – نبشتم))
دليني كيف أتجه إليه
فإذا أمكنني للوصول إليه فأنني حتى البحار سأعبرها
وإذا تعذر الوصول إليه فسأهيم على وجهي في الصحارى
فأجابت صاحبة الحانة جلجامش وقالت له :ـ
(( يا جلجامش لم مل يعبر البحر من قبلك أحد
أجل ! إن (( شمش )) القدير يعبر البحر حقا
ولكن من غير شمش يستطيع عبوره ؟
إن عبوره شاق عسير .
وما عساك ستصنع لما تبلغ مياه الموت العميقة ؟
ولكن يا جلجامش هناك ((أور – شنابي )) ملاح (( اتو _ نبشتم ))
وعنده صور الحجر وها هو الآن في الغابة يقتطف النبات
فعسى إن تراه عيناك
وإذا أمكنك فأعبر بصحبته والا فعد إلى وطنك ))
ولما سمع جلجامش ذالك اخذ فأسه واستل خنجره من حزامه
وتغلغل إلى الغابة واتجه إليها
وانقض عليها كالسهم وكسرها وهو في سورة غضبه
رفع (( أور _ شنابي )) عينيه وأبصر جلجامش فصاح به :
قل لي ما أسمك ؟ أما أن فأسمي (( أور _ شنابي ))
من التابعين ل(( اوتو _ نبشتم )) القاصي
فأجاب جلجامش (( أور_ شنابي )) ، وقال له :
(( اسمي جلجامش ، أنا الذي قدم من أوروك ، من (( إِِي _ أنَّا))
وأجتاز البحار وركب الأسفار الطويلة من مطلع الشمس
جئت لأراك . فيا (( أور شنابي ))، وقد رأيت وجهك
دلني على (( اوتو _ نبشتم )) ، القاصي ))
فأجاب (( أور _شنابي )) جلجامش وقال له :
( ولكن ) لم ذبلت وجنتاك وامتقع وجهك ؟
وعلام غمر الحزن قلبك وتبدلت هيئتك؟
فصار وجهك أشعث كمن عانى الأسفار الطويلة
ولم لفح وجهك الحر والقر
وهمت على وجهك في الصحارى ))
فأجاب جلجامش (( أور – شنابي )) وقال له :-
(( ياأور – شنابي )) ، كيف لا نذبل وجنتاي ويمتقع وجهي ؟
ويغمر الحزن والأسى قلبي وتتبدل هيئتي
وكيف لا يصير وجهي أشعث كمن أنهكه السفر الطويل ؟
ويلفع وجهي الحر والقر ،
وأهيم على وجهي في الصحارى
وان خلي ، وأخي الصغير
الذي طارد حمار الوحش في البرية واصطاد النمور في الصحارى
انه انكيدو ، خلي وأخي الأصغر
الذي تغلب على جميع الصعاب وارتقى اعلي الجبال
الذي امسك بثور السماء وقتله ،
وقهر خمبابا الساكن في غابة الأرز
صاحبي وخلي الذي أحببت حبا جما
والذي صاحبني في كل الصعاب
قد أدركه مصير البشرية
فبكيته ستة أيام وسبع ليال
حتى سقط الدود من انفه
لقد أفزعني الموت حتى همت على وجهي في الصحارى
إن النازلة التي حلت بصاحبي قد اوهنتني وأقضت مضجعي
فهمت على وجهي المسافات البعيدة في الصحارى
إذ كيف اهدأ ويقر لي قرار
وصديقي الذي أحببت صار ترابا
وأنا أفلا أكون مثله فاضطجع ضعجة لا أقوم من بعدها ابد الدهر ؟
ثم أردف جلجامش وخاطب ((أور – نبشتم )) قائلا :
والآن يا ((أور – شنابي ))أين الطريق إلى ((اوتو – نبشتم ))
أين الاتجاه إليه ؟ دلني على الطريق إليه
فإذا استطعت الوصول إليه فحتى البحار سأعبرها
إذا تعذر بلوغ مرادي فسأظل أجول في الصحارى ))
فقال ((أور- شنابي )) لجلجامش :
ياجلجامش يداك هما اللتان منعتاك من عبور البحر
لأنك حطمت صور الحجر وأتلفتها
وإذا تحطمت صور الحجر فلا يمكننا العبور
والآن خذ الفأس بيدك يا جلجامش
وانحدر إلى الغابة واقتطع منها مائة وعشرين ((مرديا))
طول كل منها ستون ذراعا
واطلها بالقير واجعل أعقابها الازجاج
ولما أن سمع جلجامش ذلك
رفع الفأس بيده وسحب خنجره
وانحدر في الغابة واقتطع منها مائة وعشرين ((مرديا)) طول كل منها ستون ذراعا
وطلاها بالقير وغلف أعقبها (بالازجاج) وجاء بها إليه ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : نصوص ملحمة جلجامش كاملة 15781612
نصوص ملحمة جلجامش كاملة Icon_minitime 2020-07-28, 2:42 pm
( قصة الطوفان 4 ) ..
الفصل الرابع
قصة الطوفان
كما يرويها (( اتو - نبشتم )) الخالد إلى جلجامش
(( ركب جلجامش و (( أور – شنابي )) في السفينة
أنزلا السفينة في الأمواج وهما على ظهرها
وفي اليوم الثالث قطعا في سفرهما ما يعادل شهرا وخمسة عشر يوما
من السفر العادي
وبلغ (( أور – شنابي )) مياه الموت
وعندئذ نادى (( أور – شنابي )) جلجامش وقال له :
(( هيا يا جلجامش أسرع وخذ مرديا وادفع به ))
وحذار أن تمس يدك مياه الموت
أسرع يا جلجامش وتناول (( مرديا )) ثانيا وثالثا ورابعا
يا جلجامش خذ (( مرديا )) خامسا وسادسا وسابعا
خذ يا جلجامش (( مرديا )) ثامنا وتاسعا وعاشرا
خذ مرديا حادي عشر وثاني عشر
وبمائة وعشرين دفعة (( مردي )) استعمل جلجامش كل (( ألمرادي ))
ثم نزع جلجامش ثيابه
ونشرها بيديه كأنها الشراع
وكان (( أوتوا ـ نبشتم )) قد أبصر السفينة من بعيد
فأخذ يخاطب قلبه ويناجي نفسه ويقول :
((علام دمرت (( صور الحجر )) الخاصة بالسفينة ؟
ولم يركب عليها شخص غير ملاحها ؟
فان الأخر الآتي فيها ليس من إتباعــــي
. . . . . . . . .
( بقية النص من العمود الرابع وبداية الخامس مخرومة ولكن يتضح
من السياق إن جلجامش يلتقي بجده (( أوتو _ نبشتم )) فيسأله هذا عن سبب
مجيئه ، وهي نفس الأسئلة التي وجهتها إليه صاحبة الحانة والملاح ، وقـــــد
حذفناها من الترجمة لتكررها مرتين ،كما إن جلجامش يجيبه بالأجوبة نفسها
تقريبا وقد أثبتنا ترجمتها لان فيها بعض التغيير والزيادة )
(( أجاب جلجامش (( اوتو ـ نبشتم )) وقال له :
يا ((اوتو – نبشتم )) كيف لا تذبل وجنتاي
ويمتقع وجهي ويغمر الحزن قلبي وتتبدل هيئتي
ويصير وجهي أشعث كمن أنهكه السفر الطويل
ويلفح وجهي الحر والقر
وأهيم على وجهي في البراري ،
وان خلي وأخي الأصغر
الذي طارد الوحش في البرية
وأصطاد النمور في الصحارى . أنه ((انكيدو )) الذي تغلب على جميع الصعاب وارتقى أعالي الجبال
الذي أمسك بثور السماء وقتله ،وغلب ((خمبابا ))الذي يسكن غابة الأرز
صاحبي وخلي الذي أحببته حباً جما
الذي رافقني في جميع الصعاب قد أدركه مصير البشرية
فبكيته ستة أيام وسبع ليال ولم أسلمه للقبر
حتى خرج الدود من أنفه
لقد أفزعني الموت فهمت على وجهي في الصحارى
فالنازلة التي حلت بصاحبي قد جثمت بثقلها على صدري
وأقضت مضجعي حتى همت مطوّفاً في الصحاري
إذ كيف اهدأ ويقر لي قرار
وأن صاحبي الذي أحببت صار ترابا
وأنا ألا سأكون مثله فأهجع هجعة لا أقوم من بعد أبد الدهر ؟
ثم أردف جلجامش وخاطب ((أوتو ــ نبشتم )) قائلا :ــ
ولذا تراني قد جئت لأرى ((أوتو _ نبشتم )) الذي يدعونه القاصي
لقد طوفت في كل البلاد واجتزت الجبال الوعرة
وعبرت كل البحار
لم يغمض لي جفن ولم أذق طعم النوم
أنهكني السفر والترحال وحل بجسمي الضني والتعب
ولم أكد أبلغ بيت ((صاحبة الحانة))
حتى خلقت ثيابي وتمزقت ،
قتلت الدب والضبع والأسد والفهد والنمر
والضبي والأيل والوعل وكل حيوان البر ودوابه
أكلت لحومها واكتسيت بفروها
. . . . . . . . . . . . .
( يأتي نقص يبلغ نحو 42 سطرا )
. . . . .
قال (( أوتو ــ نبشتم )) لجلجامش :
(( أن الموت قاسٍ لا يرحم (؟)
هل بنينا بيتا يقوم إلى الأبد ؟
وهل ختمنا عقدا يدوم إلى الأبد ؟
وهل يقتسم الأخوة ميراثهم ليبقى إلى آخر الدهر ؟
وهل تبقى البغضاء في الأرض إلى الأبد ؟
وهل يرتفع النهر وتأتي بالفيضان على الدوام ؟
والفراشة لا تكاد تخرج من شرنقتها فتبصر وجه الشمس حتى يحل أجلها
ولم يكن دوام وخلود منذ القدم
ويا ما أعظم الشبه بين النائم والميت
ألا تبدو عليهما هيئة الموت ؟
ومن ذا الذي يستطيع أن يميز بين العبد والسيد إذا وافاهما الأجل ؟
إن ((الانوناكي )) الآلهة العظام تجتمع مسبقا
ومعهم (( ماميتم)) ، صانعة الأقدار تقدر معهم المصائر
قسموا الحياة والموت
ولكن الموت لم يكشفوا عن يومه ))
ـ اللوح الحادي عشر ـ
فقال جلجامش لـ (( أوتوا ـ نبشتم )) القاصي :
ها أنذا أنظر إليك يا (( أوتوا نبشتم ))
فلا أجد هيئتك مختلفة ، فأنت مثلي لا تتخلف عني
أجل ! أنت لم تتبدل بل أنك تشبهني
لقد تصورك لبي كاملا كالبطل على أهبة القتال
فإذا بي أجدك ضعيفا مضطجعا على ظهرك
فقل لي كيف دخلت في مجمع الآلهة ووجدت الحياة ( الخالدة )
فأجاب (( أوتوا ـ نبشتم )) جلجامش وقال له :
(( يا جلجامش سأفتح لك عن سر خفي محجوب
سأطلعك على سر من أقدار الآلهة :
(( شروباك )) ، المدينة التي تعرفها أنت
الواقعة على شاطئ نهر الفرات
أن تلك المدينة قد عتقت وكان الإلهة فيها .
أن الآلهة العظام قد حملتهم قلوبهم ( آنذاك) على إحداث الطوفان
وكان معهم أبوهم (( آنو ))
و(( انليل )) ، البطل ، مستشارهم
و(( ننورتا )) ، مساعدهم
و(( انو گي )) ، حاجبهم والموكل بالري والمياه
وكان حاضرا معهم (( نن – ايكي – كو )) ، أي (( ايا ))
فنقل هذا كلامهم إلى كوخ القصب وخاطبه :
(( يا كوخ ! يا كوخ القصب ! يا جدار ! يا جدار !
اسمع يا كوخ القصب وأفهم يا حائط
أيها الرجل (( الشروپاكي )) يا ابن (( اوبار – توتو ))
قوض البيت وابن لك فلكا ( سفينة )
تخل عن مالك وانشد النجاة
انبذ الملك وخلص حياتك
وأحمل في السفينة بذرة كل ذي حياة
والسفينة التي ستبني
عليك أن تضبط مقاسها
ليكن عرضها مساويا لطولها
واختمها عاجلا أيها مثل مياه أل (( أپسو )) ( العمق )
ولما وعيت ذلك قلت لربي ، (( ايا )) :
(( سمعا يا سيدي ! إن ما أمرت به سأصدع به وأعمل به
ولكن ما عسى أن أقول للمدينة ؟
وبم سأجيب الناس والشيوخ ؟
ففتح (( ايا )) فاه ، وقال لي ، مخاطبا إياي ، أنا عبده :
(( قل لهم هكذا : (( إني علمت أن انليل يبغضني
فلا استطيع العيش في مدينتكم بعد الآن
ولن أوجه وجهي الى ارض انليل وأسكن فيها
بل سأرد ( أنزل ) الى الـ (( أپسو ))
وأعيش مع (( ايا )) ،
وانتم سيمطر كم بالوفرة والفيض
ومن مجاميع الطير ، وعجائب السماك
وستملأ البلاد بالغلال والخيرات
وفي المساء سيمطركم الموكل بالزوابع بمطر من قمح ))
ولما نورت أولى بشائر الصباح تجمع البلد حولي
حملوا إلى أضاحي الأغنام الغالية
وأحضروا إلى أضاحي من ماشة مراعي البراري
. . . . . . ( انخرام من أربعة أسطر )
جلب الي الصغار منهم القير
وحمل الكبار كل الحاجات الأخرى
وفي اليوم الخامس أقمت بنيتها ( هيكلها )
وكان سطح أرضها (( إيكو )) واحدا
وعلو جدرانها مائة وعشرين ذراعا
وطول كل جانب من جوانب سطحها الأربعة مائة وعشرون ذراعا
وحددت شكلها الخارجي وبنيتها هكذا :
جعلت فيها ستة طوابق ( تحتانية )
وبهذا فرزتها ( قسمتها ) إلى سبعة أقسام ( طوابق )
وفرزت ( قسمت ) أرضيتها إلى تسعة أقسام
وحشوتها وغرزت فيها أوتاد الماء
ووضعت فيها (( ألمرادي )) وجهزتها بالمؤن
سكبت ستة شارات من القير في الكورة
وسكبت أيضا ثلاثة (( شارات )) من القطران
وجلب حاملوا السلال ثلاثة (( شارات )) من السمن
بالإضافة إلى (( شار )) واحد من السمن لحشو أوتاد الماء
و(( شارين )) من السمن اختزنهما الملاح
( ثم ) نحرت البقر وطبختها للناس
ونحرت الأغنام كل يوم
وقدمت عصير الكرم الخمر الأحمر والأبيض والسمن
إلى الصناع ليشربوها بكثرة كماء النهر
ليقيموا الأعياد كما في عيد رأس السنة
ومسحت يدي بسمن الزيت
وتم بناء السفينة في اليوم السابع
وكان إنزالها ( إلى الماء ) أمرا صعبا
فكان عليهم أن يبدلوا الأثقال في الطوابق العلوية والسفلية
إلى إن غطس في الماء ثلثاها
وحملت فيه كل ما أملك
وكل ما عندي من فضة حملته فيها .
وحملت فيها كل ما أملك من الذهب
أركبت في السفينة جميع أهلي وذوي قرباي
وحملت فيها كل ما كان عندي من المخلوقات الحية
أركبت فيها حيوان الحقل وحيوان البر
وجميع الصناع أركبتهم فيها
وضرب لي الإله (( شمش )) موعداً معينا بقوله :-
(( حينما ينزل الموكل بالعواصف في المساء مطر الهلاك
فادخل في السفينة وأغلق بابك ))
وحل أجل الموعد المعين
وفي الليل أنزل الموكل بالعاصفة مطرا مهلكا
وتطلعت إلى حالة الجو فكان مكفهرا ومخيفا للنظر
فولجت في السفينة وأغلقت بابي
وأسلمت قياد السفينة إلى الملاح (( بوزُر – أموري ))
أعطيته (( البناء العظيم )) وما يحويه من متاع
ولما ظهرت أنوار السحر
علت من الأفق البعيد ( من أسس السماء ) غمامة ظلماء
وفي داخلها أرعد الإله (( أدد ))
وكان يسير أمامه (( شُلاتَّ )) و(( خانيس ))
وهما ينظران أمامه في الجبال والسهول
ونزع الإله ((ايراﮔال )) الأعمدة
ثم أعقبه الإله (( ننوراتا )) الذي فتق السدود
ورفع أل (( انوناكي)) المشاعل
وجعلوا الأرض تلتهب بوهج أنوارها
وبلغت رعود الآلهة ((ادد )) عنان السماء
وبلغ الخوف من الإله ((ادد )) إلى السموات
فأحالت كل نور إلى ظلمة
وتحطمت البلاد الفسيحة كما تتحطم الجرة
وضلت زوابع الريح الجنوبية تهب يوما كاملا
وازدادت شدة في مهبها حتى غطت الجبال
وفتكت بالناس كأنها الحرب العوان
وصار الأخ لا يبصر أخاه
ولا الناس يميزون في السماء
وحتى الآلهة ذعروا من عباب الطوفان
فهربوا وعرجوا غالى سماء ((آنو))
وقد استكان الآلهة وربضوا كالكلاب حذاء الجدار
وصرخت ((عشتار )) (كما تصرخ) المرآة في الولادة
انتحبت سيدة الآلهة وناحت بصوتها الشجي نادبة :
(( وحسرتاه ! لقد عادت الأيام الأولى إلى الطين
لأنني نطقت بالشر في مجمع الآلهة
فماذا دهاني إذ نطقت بالشر
لقد صلت الدمار على أناسي (خلقي)
وإنا التي ولدت أناسي هؤلاء
لقد ملأوا اليم كبيض السمك )).
وبكى معها آلهة أل (( اوناكي))
أجل ! جلس الآلهة منكسي الرؤوس يندبون
وقد يبتست شفاههم
ومضت ستة أيام وست أمسيات
ولم تزل زوابع الطوفان تعصف وقد غطت الزوابع الجنوبية البلاد
ولما حل اليوم السابع خفت وطأة زوابع الطوفان في شدتها
وقد كانت تفتك كالجيش في الحرب العوان
ثم هدأت البحر وسكنت العاصفة وغيض عباب الطوفان
وتطلعت إلى الجو ، فوجدت السكون عاما
ورأيت البشر وقد عادوا جميعا الى طين
وكالسقف كانت الأرض مستوية
فتحت كوة طاقتي فسقط النور على وجهي
سجدت وجلست ابكي
فانهمرت الدموع على وجهي
وتطلعت إلى حدود سواحل (البحر)
وفي كل ناحية من نواحي الأربع عشرة
ظهر جبل (جزيرة)
واستقر الفلك على جبل((نصير))
لقد ضبط (مسك)جبل نصير السفينة ولم يدعها تجري
ومضى يوم ويوم ثان وجبل ((نصير)) ممسك بالسفينة ولم تجر
ومضى يوم ثالث ورابع وجبل ((نصير)) ممسك بالسفينة فلم يدعها تجري
وكان يوم خامس وسادس وجبل نصير ممسك بالسفينة
ولما حل اليوم السابع أخرجت حمامة وأطلقتها (تطير)
طارت الحمامة ولكنها عادت
رجعت لأنها لم تجد موضعا تحط فيه
وأخرجت السنونو وأطلقته
ذهب السنونو وعاد لأنه لم يجد موضعا يحط فيه
ثم أخرجت غرابا
وطلقته فذهب الغراب ولما رأى المياه قد قرت وانحسرت
أكل وحام وحط ولم يعد
وعند ذاك أخرجت كل ما في السفينة إلى الرياح الأربعة
وقربت قربانا
وسكبت الماء المقدس على زقورة (قمة) الجبل
ونصبت سبعة وسبعة قدور للقرابين
وكدست أسفلها القصب وخشب الأرز والأس
فتنسم الآلهة شذاها
اجل تشم الإلهة عرفها الطيب
فتجمع الآلهة على صاحب القربان كأنهم ذباب
ولما حضرت الآلهة العظيمة(عشتار)
رفعت عقد الجواهر الذي صاغه لها((آنو))، وفق هواها،وقالت:-
((انتم أيها الآلهة الحاضرون :كما إنني لا أنسى عقد الازوارد هذا الذي في جيدي
سأظل أتحسس (اذكر) هذه الأيام ولن أنساها أبدا
ليتقدم الآلهة إلى القرابين
أما((انليل)) فحذار أن يقترب من القرابين
لأنه لم يترو فاحدث عباب الطوفان
وأسلم انسي (خلقي )إلى الهلاك))
ولما أن جاء انليل وأبصر الفلك غضب
وامتلأ حنقا على الآلهة أل((أيـﮔيـﮔـي))وقال:
((عجبا كيف نجت نفس واحدة ،
وكان المقدر الا ينجو بشر من الهلاك؟
ففتح الآلهة ((ننروتا)) فاه وقال مخاطبا البطل ((انليل)):
من ذا الذي يستطيع إن يدبر مثل هذا الأمر غير (أيا)؟
أجل أن ((أيا ))هو الذي يعرف خفايا الأمور
وعند ذاك فتح ((أيا)) فاه وقال مخاطبا ((انليل)) البطل:
((أيها البطل ! أنت أحكم الآلهة
فكيف لم تترو فأحدثت عباب الطوفان؟
حمل المخطئ وزر خطيئته
وحمل المعتدي إثم اعتدائه
ولكن ارحم (في العقاب)لئلا يهلك،
وتشدد لئلا يمعن في الشر
ولو انك بدلا من إحداثك الطوفان
سلطت السباع على الناس فقللت من عددهم
لو انك بدل امن أحداثك الطوفان
سلطت الذئاب فقللت من عدد الناس
وبدلا من الطوفان لو انك أحللت القحط في البلاد
وبدلا من الطوفان لوان ((اِيرا))،فتك بالناس
أما إنا فلم افش سر الآلهة العظام
ولكنني جعلت ((اترا –حاسس))يرى رؤيا
فأدرك سر الآلهة
وألان تدبر أمره وقرر مصيره))
((ثم علا (صعد) ((انليل))فوق السفينة
وامسك بيدي واركبني معه في السفينة
واركب معي أيضا زوجي وجعلها تسجد بجانبي
ووقف ما بيننا ولمس ناصيتنا وباركنا قائلا :
((لم يكن((اوتو- نبشتم )) قبل ألان سوى بشر
ولكن منذ ألان سيكون ((اوتو- نبشتم )) وزوجه مثلنا نحن الآلهة
وسيعيش ((اوتو- نبشتم)) بعيدا عند ((فم الأنهار))
ثم أخذوني بعيدا وسكنوني عند ((فم الأنهار))
وألان من سيجمع الآلهة من أجلك في مجلسهم ((ياجلجامش))
لكي تنال الحياة التي تبغي؟
تعال(امتحنك) !لا تنم ستة أيام وسبع أمسيات))
ولكن هو لا يزال قاعدا على عجزه إذا بسنة من النوم
تأخذه وتتسلط عليه كالضباب
فالتفت ((اوتو –نبشتم))إلى امرأته وخاطبها قائلا:
((انظري (وتأملي)هذا الرجل البطل الذي ينشد الحياة!
لقد أخذته سنة من النوم وتسلطت عليه كالضباب))
فأجابت زوج ((أوتوا –نبشتم))زوجها وقالت له:
((المس الرجل كيما يستيقظ
ويعود أدراجه سالما في الطريق الذي جاء منه
ليعد إلى وطنه من الباب الذي خرج منه ))
فأجاب ((اونو-نبشتم))
امرأته وقال لها:
((لما كان الخداع من الطبيعة البشرية فانه سيخدعك
((فهلمي اخبزي له أرغفة من الخبز وضعيها عند راسه
والأيام التي ينام فيها اشريها في الجدار))
فخبزت له أرغفة من الخبز ووضعتها عند رأسه
وأشرت في الجدار الأيام التي نامها
فصار الرغيف الأول يابسا وتلف الرغيف الثاني
والثالث لم يزل رطبا
وابيضت قشرت الرغيف الرابع
والخامس لم يزل طريا والسادس قد تم خبزه في الحال
ولما كان الرغيف السابع لا يزال عل الجمر لمسه فاستيقظ
(ولما استيقظ) جلجامش قال لـ ((اوتو نبشتم)) ،القاصي:
((لم تكد تأخذني سنة من النوم حتى لمستني فأيقظتني)):
فأجاب((اوتو- نبشتم)) جلجامش قائلا:
((ياجلجامش عد أرغفتك
فينبئك المؤشر على الحائط عدد الأيام التي نمت فيها
فقد يبس الرغيف الأول والثاني لم يعد صالحا
والثالث لا يزال رطبا وابيضت قشرة الرابع والخامس لا يزال طريا
والسادس خبز في الحال . والسابع – إذا بك تستيقظ في الحال))
فقال ((جلجامش ) لـ ((اوتو نبشتم)) إن افعل والى أين أوجه وجهي ؟
وها إن ((المثكل )) قد تمكن من لبي وجوارحي
اجل !في مضجعي يقيم الموت
وحيثما أضع قدمي يربض الموت))
ثم قال((اوتو-نشتم)) إلى((أور- شنابي))الملاح:
((يا ((أور –شنابي))،عسى أن لا يرحب بمقدمك المرفأ
ويبرا منك موضع العبور!
ولتذهب مطرودا من الشاطئ
والرجل الذي قدته إلى هنا،
والذي يغطي جسمه الوسخ
شوهت جمال أعضائه أردية الجلود
خذه يا ((أور- شنابي)) ،وقده إلى موضع الاغتسال
ليغسل في الماء أوساخه حتى يصبح نظيفا كالثلج
لينزع عنه جلود الحيوانات وليرمها في البحر حتى يتجلى جمال جسمه
ودعه يجدد عصابة رأسه
وليلبس حلة تستر عريته
والى أن يصل مدينته ،
وحتى ينهي طريق سفره
لاتدع آثار العتق تبدو على حلته
بل لتحافظ على جدتها
فاحده ((أور –شنابي))إلى موضع الاغتسال
وغسل أوساخه في الماء حتى بدا نظيفا كالثلج
وخلع عنه لباس الجلود فجرفها البحر
حتى تجلى جمال جسمه
وجدد عصابته(عمامته)حول رأسه
والبسه حلة كست عريه
والى أن يصل إلى مدينته وينهي طريق سفره
جعل ثيابه جديدة على الدوام))
ثم ركب جلجامش و ((أور- شنابي)) في السفينة
وانزلا السفينة في الأمواج وتهيئا للإبحار
(واذ ذاك )خاطبت امرأة (اوتو-نبشتم ))زوجها وقالت له:
((لقد جاء جلجامش إلى هنا وقاسى التعب واشتطت به النوى
فماذا عساك أن تعطيه وهو عائد إلى بلاده؟))
وكان جلجامش في هذه اللحظة قد رفع المردي
ليقرب السفينة إلى الشاطئ
(فأدركه )((اوتو- نبشتم)) وخاطبه قائلا:
لقد جئت يا جلجامش إلى هنا وقاسيت التعب
فما غساني أن أعطيك حتى تعود إلى بلادك؟
سأفتح لك ،يا جلجامش ، سرا خفيا
اجل !ساشكف لك عن سر من أسرار الآلهة!
يوجد نبات مثل الشوك ينبت في المياه
وشوكه يخز يديك كما يفعل الورد
فإذا ما حصلت يداك على هذا النبات وجدت الحياة (الجديدة) ))
وما أن سمع جلجامش هذا القول
حتى فتح المجرى الذي أوصله إلى المياه العميقة
وربط بقدميه أحجارا ثقيلة
ونزل إلى أعماق المياه حيث انصر النبات
فاخذ النبات الذي يخز يده
وقطع الأحجار الثقيلة من قدميه
فخرج من عمق البحر إلى الشاطئ
ثم قال جلجامش لـ ((أور- شنابي))،الملاح:
((يا ((أور –شنابي ))، إن هذا النبات العجيب
يستطيع المرء أن يعيد به نشاط الحياة
وسيكون اسمه يعود الشيخ إلى صباه كالشباب))
احملنه معي إلى ((أوروك))،المحصنة
وأشرك معي (الناس)ليأكلوا منه
وإنا سأكله (في أخر أيامي) حتى يعود شبابي))
ثم سار وبعد أن قطعا عشرين ساعة مضاعفة تبلغا بلقمة من الزاد
وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توقفا ليبيتا الليل
وأبصر جلجامش بئرا باردة الماء
فورد(نزل ) فيها ليغتسل في مائها
فشمت الحية شذى (نفس ) النبات
فتسللت واختطفت النبات
ثم نزعت عنها جلدها
وعند ذاك جلس جلجامش واخذ يبكي
حتى جرت دموعه على وجنتيه
وكلم ((أور_شنابي)) ،الملاح قائلا:
((من اجل من يا((أور-شنابي)) كلت يداي؟
ومن اجل من استنزفت دم لبي (قلبي)؟
لم احقق لنفسي مغنما
اجل !لقد حققت المغنم الى ((اسد التراب))
افبعد عشرين ساعة مضاعفة
يأتي هذا المخلوق فيخطف النبات مني؟
وقد سبق لي إني لما فتحت منافذ الماء
وجدت أن هذا نذيرا لي أن أتخلى (عن مطلبي)
واترك السفينة في الساحل))
وبعد مسيرة عشرين ساعة مضاعفة تبلغا بلقمة من الزاد
وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توقفا ليبيتا الليل
ثم وصلا إلى ((أوروك))، ذات الأسوار
فقال جلجامش لـ ((أور- شنابي)) ، الملاح:
اعل يا ((أور –شنابي )) ، وتمش فوق أسوار ((أوروك))
وافحص قواعد أسوارها وانظر إلى آجر بنائها،
وتيقن أليس من الأجر المفخور
وهلا وضع الحكماء السبعة أسسها
ان((شارا))واحد خصص للسكن
((وشارا)) واحد لبساتين النخل
و((شارا)) واحد لسهل الري ،بالإضافة إلى حارة معبد ((عشتار))
فتتضمن أوروك ثلاثة ((شارات))والحارة.
تذييل!((اللوح الحادي عشر من ((هو الذي رأى
كل شيء )) ،من ((سلسلة،جلجامش))
استنسخ طبق الأصل وحقق
مكتبة (قصر )آشور بانيبال ،ملك العالم،ملك بلاد آشور
انتهت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نصوص ملحمة جلجامش كاملة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» نصوص شعرية لأسامة الدناصورى
» نصوص شعرية لعماد فؤاد
» خَلْقُ الإنسان في نصوص القرآن
» ديوان ملحمة تمرد لحسن طلب,شعر وقصائد حسن طلب
» نصوص من كتاب الصداقات لجبار ياسين

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا