ندرك جميعاً أن النشاط الجسدي هو وسيلة فعالة جداً لمحاربة الأمراض والشيخوخة المبكرة لكل الوظائف الحيوية في الجسم.
والنشاط الجسدي مفيد أيضاً للحفاظ على الرشاقة والطلة الجميلة.
يجمع الأطباء على أهمية الرياضة وتأثيرها الإيجابي في الصحة. وإذا كنت لا تحبين كثيراً النشاط الجسدي، نعرض لك في ما يأتي بعض الحقائق العلمية التي ستدفعك حتماً إلى تبديل رأيك والشروع في ممارسة الرياضة في أقرب وقت ممكن.
محاربة الإكتئاب
تساعد الرياضة على محاربة التوتر. ويقول الأطباء إن تأثيراتها الإيجابية مماثلة تقريباً لتأثيرات الأدوية في حالات الاكتئاب. وتبيّن أن الرياضة تخفف خطر العودة مجدداً إلى الاكتئاب بنسبة 50 في المئة وذلك عبر تحفيز إنتاج الهرمونات المضادة للتوتر، أي الأندورفينات، إضافة إلى ناقل عصبي يثبت المزاج، ألا وهو السيروتونين. ووجد العلماء أن الرياضة تتيح للدماغ إنتاج جزيئات لها تأثير مماثل تقريباً للبنزوديازبين.
لمحاربة الاكتئاب ، يمكنك ممارسة أنواع الرياضة المتوسطة الكثافة، مثل الركض، والسباحة السريعة، والرياضة الإيقاعية، بمعدل ساعة واحدة، 3 إلى 5 مرات أسبوعياً.
تنظيم داء السكري
كلما تحرّكت العضلات، حرقت المزيد من السكر وانخفض بالتالي مستوى السكر في الدم. من هنا أهمية الرياضة للحؤول دون النوع 2 من داء السكري (أي غير المعتمد على الأنسولين)، ومعالجة النوع 1 من داء السكري (أي المعتمد على الأنسولين).
وتبين أن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً يخفض إلى النصف خطر التعرض لداء السكري (من النوع 2) في حال وجود استعداد لهذا المرض.
كما تساعد الرياضة على موازنة معدل السكر في الدم وخفض جرعات الأنسولين اللازمة للجسم.
يمكن للتمارين الرياضية البسيطة أن تؤثر إيجاباً في محاربة داء السكري. بالفعل، يقول الأطباء إن ساعة إلى ساعتين أسبوعياً من التمارين الرياضية البسيطة كفيلة بخفض خطر التعرض للنوع 2 من داء السكري بنسبة 25 في المئة.
الحؤول دون السرطان
يؤكد الأطباء أن النشاط الجسدي مثالي للوقاية من خطر التعرّض للسرطان، وهو قادر أيضاً على خفض خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 20 في المئة، وسرطان البروستات بنسبة 30 في المئة، وسرطان الثدي بنسبة 40 في المئة، وسرطان القولون بنسبة 50 في المئة.
فالرياضة تؤثر مباشرة في أيض الجسم، والهرمونات وجهاز المناعة، وتحول بالتالي دون نشوء الخلايا السرطانية فضلاً عن كبح نمو الأورام في حال وجودها.
كما تعتبر الرياضة سلاحاً قوياً في كل مراحل مرض السرطان، سواء خلال العلاج أو المتابعة أو عودة المرض بعد فترة من التعافي.
ينصح الأطباء بممارسة النشاط الجسدي المعتدل الكثافة، مثل المشي السريع والرقص والرياضة المائية والركوب على الدراجة الهوائية، لمدة 30 إلى 45 دقيقة يومياً لخفض خطر التعرض للسرطان.
الحدّ من الأمراض القلبية الوعائية
يتضاعف خطر التعرض لمرض القلب في حال عدم ممارسة نشاط رياضي منتظم. فالرياضة تخفف كل العوامل المسببة للأمراض القلبية الوعائية، مثل التريغليسيريد، والكولسترول، ومعدل السكر في الدم، وضغط الشرايين، وزيادة الوزن.
وفي حال ممارسة الرياضة بشكل مكثف، يمكن أن يزداد عدد الخلايا القلبية. وعند ممارسة الرياضة بانتظام، ينقبض القلب بتواتر أقل، ولا يتعب بسرعة، ويرسل دفقاً أكبر من الدم إلى الجسم.
إذا كنت تحت سنّ الأربعين، يمكنك ممارسة أي نوع من الرياضة. فكل شيء مفيد للحؤول دون الأمراض القلبية الوعائية.
وما بعد سن الأربعين، يوصى بممارسة المشي السريع أو السباحة أو الركوب على الدراجة الهوائية. والمهم دوماً هو إبقاء الجهد الرياضي منتظماً، أي 30 دقيقة بمعدل 3 مرات أسبوعياً.
معالجة القصور التنفسي
تستطيع التمارين الرياضية زيادة سرعة تحرك الهواء في الرئتين والقصبات الهوائية، مما يحسن القدرة التنفسية عند الأشخاص المصابين بمرض رئوي مزمن. فالرياضة توسع الشرايين وتساعد على تخفيف عدد النوبات وكثافتها عند المصابين بداء الربو، وتكبح تفاقم الانسداد المزمن للرئتين.
في حال المعاناة من مشاكل في الجهاز التنفسي، يوصى بممارسة أنواع مختلفة من الرياضة، وبشكل متناوب، لكي يعتاد الجهاز التنفسي على كل الظروف الحياتية عبر تمارين رياضية معززة للقدرة على الاحتمال (مثل الدراجة الهوائية وكرة القدم)، وتمارين رياضية مجزأة (مثل كرة المضرب والزومبا) وتمارين رياضية دقيقة (مثل اليوغا والتاي تشي).
الحؤول دون ترقق العظام
الرياضة تقوي العظام والعضلات، وتجعل المفاصل أكثر ليونة. يتضح إذاً أن الرياضة ضرورية للحؤول دون أمراض العظام والمفاصل (مثل أوجاع الظهر المزمنة، والروماتيزم…) وبما أن الرياضة تحفز تثبيت الكلسيوم في العظام، فإنها تعتبر وسيلة جيدة لإبطاء خسارة الكتلة العظمية، وبالتالي الحؤول دون ترقق العظام.
يستحسن عموماً ممارسة التمارين التي تعزز القدرة على الاحتمال، والتي لا تشغل كثيراً المفاصل (مثل السباحة والركوب على الدراجة الهوائية…)، إضافة إلى تمارين التمدد الناعمة.ن