زمان - أيام الحرب الباردة - كنا بنسمع نكتة بتتكلم عن الصراع الذي لا ينتهي بين الكنيسة والحزب الشيوعي حوالين كيف تم خلق العالم: يا ترى ربنا هو اللي خلقه زي الكني...سة ما بتقول؟ ولا هو عالم مادي لم يخلقه أحد زي ما الحزب الشيوعي بيقول؟ المهم النكتة بتحكي إن حصل اجتماع بين وفد الكنيسة برئاسة بابا الفاتيكان ووفد الحزب الشيوعي برئاسة سكرتيره العام، وقعد الاجتماع مستمر زمن طويل قوي، وبعدين خرج الطرفين من الاجتماع على المؤتمر الصحفي عشان يقولوا نتايج المفاوضات، وكانت النتيجة: "لقد خلق الله العالم، ولكن تحت إشراف الحزب الشيوعي". افتكرت النكتة دي وأنا بقرا دستور 2013 (وكمان 2012). الدستور برضه وصل لنتائج تلفيقية انتهازية زي بتاعة "خلق الله العام تحت إشراف الحزب الشيوعي". فمصر دولة مدنية (أو حكومتها مدنية - زي ما تحب)، لكن الإسلام دين الدولة والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع والأزهر المرجعية الرئيسية في الشئون الإسلامية. مصر دولة مدنية لكن الجيش بيختار وزير الدفاع، والميزانية بتاعته مسؤوليته هو، وبيحاكم المدنيين عسكريا. مصر دولة تقوم على التضامن الاجتماعي ونظامها الاقتصادي يهدف للعدالة، لكن من حق القطاع الخاص يستثمر في المرافق العامة، ونظام السوق هو نظامنا الاقتصادي، وتوازن الميزانية هو الهدف. مصر دولة ديمقراطية وتحترم الحريات، لكن الأمن القومي فوق كل شيء ومحاربة الإرهاب - غير المعرف - هدف من أهداف الدولة والمجتمع. مصر مش دولة مدنية، ولا ديمقراطية، ولا عادلة، مصر دولة مهلبية، والدستور ده هيسقط إن عاجلا أو آجلا.
_________________
حسن بلم