حصل موقف غريب ..
رجل طيب كان يؤمنا في الصلاة في مسجد قريتنا الصغيرة ..
عجوز قد قارب العقد التاسع من العمر، أو يزيد، يصلي بنا بصوت متهجد ضعيف ..
كنت أحب الجلوس معه وسؤاله : انت حافظ كم من القرآن يا عم محمد .
ـ القرآن كله الحمد لله .. ...
ـ ما شاء الله، بس انت أمي يا عم محمد، الكُتاب أكيد ؟
ـ لا يا كريم يا ابني، حفظت القرآن من إذاعة القرآن الكريم!.
عم محمد اتوفى .. يوم وفاته الكهرباء قطعت عن قريتنا كلها، وبينما النساء في بيت الفقيد، وإذ بحدث غريب ..
يضيء المصباح في غرفة عم محمد .. ظن الناس أن الكهرباء قد عادت، المفاجأة أن الكهرباء لم تعد! .. فقط غرفة عم محمد ظلت لمدة ساعة مضاءة!!.
في ساعته الأولى في القبر أضاء الله نور غرفته وسط تعجب ودهشة وتكبير النساء ..
عم محمد الذي لم يترك ابداً تكبيرة الفجر .. الذي عهدته بملابسه البسيطة وعصاه التي لا تفارقه، وصوته الدافئ، يعيدني لزمن الكرامات التي ظننت بأنها قد ولت من زمن ..
عم محمد الذي بكاه محراب المسجد وسجادته .. الذي مات بعد صلاة العشاء متوضئ مستقبلاً القبلة ..
عم محمد الذي لا يعيره الكثير من الناس بالاً ولا اهتماماً ..
عم محمد .. نوماً هنيئاً ..
#منقول من صفحة الاستاذ كريم الشاذلى
2013-12-01, 6:10 am
