تحميل رواية مملكة الفراشة لواسيني الأعرج
رواية مملكة الفراشة PDF
نحن أيضاً نحب التانغو ونرقص مع الموتي
بكلمات قليلة استطاع أن يلخص واسينى جوهر روايته بأكملها حينما قال : " الحرب ليست فقط هى ما يحرق حاضرنا ،و لكن أيضا ما يستمر فينا من رماد حتى بعد خمود حرائق الموت .. لكل فراشة احترقت أجنحتها الهشة ، وهى تحاول أن تحفظ ألوانها ، و تبحث عن النور فى ظل ظلمة كل يوم تتسع قليلا " .
وهذا يجعلنا نتساءل كيف يمكن أن تختصر بلد بأكملها فى ثورة وماتش كورة ،فأغلب ما يعرفه المصريون عن الجزائر هى ثورة الاستقلال عن فرنسا الذى وقف بجانبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجميلة بوحريد ، و الصراع المصرى الجزائرى على ماتش كورة !
لكن روايات واسينى و الكاتبة أحلام مستغانمى و العديد من الأدباء الجزائريين تنبئنا بالكثير عن ذلك الوجع الجزائرى بعد حرب أهلية أتت على الأخضر و اليابس ، ثم أتت الحرب الصامتة لتحيل كل شئ رمادا .
ففى الرواية يتحدث واسينى عن معاناة الشعب الجزائرى بعد انتهاء الحرب الأهلية ، و كلهم أمل فى بداية جديدة ولكن الحرب الصامتة تُجهز على أحلامهم ، حيث استيقظت الأحقاد والرغبة فى الانتقام ، ليعيشوا بزمن الخوف بين الاعتقالات والاغتيالات ، من ينتقم لنفسه أو لابن أو لوالد .
فى أرض يكتب فيه الشباب وصيتهم و هم فى عمر الزهور ، فيه تعودوا على الموت حتى أصبح لا يعنيهم كثيرا ، أكلت الحرب الأهلية أكثر من 200 ألف إنسان ، الجزء الأكبر منهم لم تكن هذة الحرب حربه ، وها هى الحرب الصامتة لم تشبع و يستمر نزيف الدم .
و رغم ذلك تصر الدولة أن الحرب انتهت و أن عصر الرخاء والأمان قد بدء ، ومن يقول العكس ، فهم مغرضون يبثون الشائعات يبغون بلبلة البلاد ومنع السياحة من القدوم ، و نقتبس من الرواية : " سيحرقون البلد بعقلية الإطفائى الذى لا يتحرك إلا عندما تشتعل النار ، لا يعرفون استباق الاحداث ، لم يتغيروا أبدا " .
و بقراءة تلك الكلمات ندرك أن الأمة العربية ربما لم تستطع أن تكون أمة واحدة ، إنما تفكير حكامها دائما واحد ، والشعب دوما هو الضحية .
كما نجد فى الرواية ملامح صراع أشبع أجيالا كاملة من الجزائريين بعد الاستقلال تخبطا بين ثقافتين و لغتين و عالمين ، و إن انتهى الصراع العسكرى و لكن خلف وراءه صراعا أكثر قسوة و ضراوة " صراع هوية " .
ونقرء من الرواية عن حملات التعريب التى تمت بعد الاستقلال : " حرموا اللغة الفرنسية على الكل و قالوا إنها من بدع المستعمر للاستيلاء على الأرواح ، و لم يفعلوا الشئ نفسه مع اللغة الانجليزية .. و اللواتى أصررن على التدريس بالفرنسية ذبحن ، تخيلى ؟ كيف تصبح لغة ما سببا فى القتل ! "
كما يظهر ذلك الصراع فى صفحات الرواية المختلفة فالبطلة تشعر بالراحة لدى سماع آيات القرآن الكريم ، و لكنها مع ذلك تشرب النبيذ و أحبت فتى يهودى ، وتقول : " لم أدخل إلى الكنائس و المساجد إلا كسائحة عابرة .. فشلت حتى فى أن أكون مسلمة جيدة " .
كما تثير الرواية قضية " الطائفية " بقولها : " لم يكن احد يهتم لقناعات جاره المسلم أو المسيحى أو اليهودى أو الإنسان ، فلا يفرق بين الخصوصيات الدينية الكبيرة و لكن يتفنن فى التفاصيل بالسؤال عن الطوائف و الملل ، كيف تخفى ذلك لمدة قرون ليستيقظ من جديد بهذا العنف و بهذة الكثافة حيث تبدو مواجهته مستحيلة ؟
و لكن تعود تؤكد أنه لا يهم دينك أمام الموت ،فهم يغتالون من يحاول أن يفهم مهما كانت ديانتهم و حتى من هم بغير دين .
و لا تنسى الرواية إلقاء الضوء على الإعلام وتأثيره قائلة : " الصحافة الوطنية الرسمية و الخاصة تكتموا على حريق السجن بعد فضيحة سرقة أعضاء المساجين ، و هم من يتصيدوا الأخبار ، حتى أصبحنا نتخيل ان لا شئ آخر فى هذة البلاد إلا المرضى جنسيا و المعتوهين و القتلة " .
وكذلك لجنة تقصى الحقائق التى تتقصى كل شئ إلا الحقائق ،كما ذكر واسيني عدة مرات فى روايته أول رئيس منتخب للبلاد الذى اغتيل بعد يومان من انتخابه بعد تدشينه لجسر العشاق .
التحميل::
إضغط هنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الكتاب علي جودريدز::
إضغط هنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]