رواية غريقة بحيرة مورييه pdf أنطوان الدويهي
كنت أشعر وسط الجمع أن كل ما يقولونه من هنا وهناك عن هذه القضية الخطيرة أو تلك، لا شأن كبيراً له، كنت أوحي بصمتي أو حتى بابتسامة عابرة، بأني لا أوافق على هذه المقولات، ومنها ما كان صادراً عن مقامات سياسية وروحية تنبئ هشاشة تفكيرها وبؤس تحليلها بما يمكن أن يصيب هذه البلاد من كوارث. لم أكن أرغب في الاعتراض على الإجماع، أو مناقشة أي شيء، فالأمر لا يستحق ذلك، والمكان والظرف غير ملائمين. كنت أعي كم أرى إلى الأمور على نحو مختلف، حافظا اختلافي في نفسي. رسخت لديّ تلك اللقاءات الاكتشاف المأساوي الآتي: على رغم خطورة ما حدث من أهوال، وما يمكن أن يحدث، أو ربما بسببها، لا أدري، من النادر العثور على شخص، على عقل، يملك نظرة متكاملة إلى ما يحدث. إنه لأمر محزن ومخيف معا، على رغم معايشة الوقائع عن كثب، وغزارة المعلومات المتوافرة، المنتشرة في كل وسائل الاتصال والمعرفة، ثمة ضبابية هائلة، ثمة فوضى عقلية وشعورية داخل النفوس، يصعب وصفهما. إنها لحقبة عمياء، ومن الرهيب حقا أن يحيا المرء في حقبة عمياء" -