أجهزة الليزر المسببة للعمى المؤقت... سلاح جديد يثير الجدل
هايدي عبداللطيف
بعد أن استخدمت القوات الأمريكية والبريطانية أشعة الليزر الكاشفة التي تصيب بالعمى المؤقت في نقاط التفتيش في العراق وأفغانستان، من المتوقع أن تبدأ الشرطة الأمريكية وخفر السواحل في تعميم استخدامها قريبًا، بعيدًا عن الأغراض العسكرية. وكانت شركة «بي.إي مايرز للبصريات الإلكترونية» قد كشفت الشهر الماضي في معرض «شوت شو» بلاس فيغاس، نيفادا، عن أجهزة الليزر المبهرة الأولى التي ستستخدم في الحياة المدنية بعد اعتمادها من هيئة الأغذية والعقاقير الأمريكية وموافقتها على قانون تطبيق استخدامها في أغراض غير عسكرية.
على الرغم من أنها ظاهريًا أقل ضررًا من الأسلحة غير الفتاكة الأخرى، مثل مسدسات الصعق الكهربائي والرصاص المطاطي، يساور اللجنة الدولية للصليب الأحمر الشعور بأن ما تم إنجازه في تطويرها لا يكفي للتخفيف من خطر الأشخاص الذين قد يعانون من العمى الدائم عند التعرض لها.
تم تصميم هذه الأشعة لإبعاد غير المرغوب في وجودهم بإحداث عمى مؤقت لهم عن طريق نبضات من أشعة الليزر باللون الأخضر. وعلى عكس مسدسات الصعق الكهربائي أو الرصاص المطاطي، لا يوجد أي احتمال أن تتسبب أشعة الليزر في القتل، لأنها تخلق مجرد شعاع مكثف جدا لا يمكن النظر إليه.
صممت معظم النماذج للاستخدام العسكري حيث يمتد تأثير أشعتها حتى مسافة 300 و500 متر خلال النهار، وعلى بعد حوالي كيلومتر تقريبًا في الليل، ما يجعلها، على سبيل المثال، مناسبة للاستخدام طويل المدى في البحر لوقف السفن التي يشتبه في اتجارها بالمخدرات، كما يمكن لحزمة كثيفة من أشعة ليزر قدرتها 200 مللي واط أن تلحق ضررًا دائمًا بالعينين إذا أطلقت على مدى 40 مترًا تقريبًا. على الرغم من هذا، استخدمت بصورة منظمة في العراق منذ العام 2006. وقد تسببت في حدوث بعض الإصابات التي كانت على الأغلب طفيفة. ويرجع ذلك، جزئيًا، لأنه عندما يواجه الضوء الساطع، العين، ينظر المرء على نحو غريزي بعيدًا. أيضا، تتقلص الحدقة خلال عشر من الثانية مما يخفض سريعًا كمية الضوء تصل إلى شبكية العين.
لكن قد لا تكون الإصابة بسيطة عند وجود مرآة أو شيء عاكس حيث تتسبب في انعكاس قوي للأشعة قد يؤدي إلى حرق شبكية العين، وبالتالي فقدان البصر.
وللحصول على موافقة هيئة الأغذية والعقاقير الأمريكية، وفي الوقت نفسه تفاديا لحوادث مماثلة، قامت شركة «مايرز» بتطوير الجهاز بقدرة 200 مللي واط، حيث يأتي مجهزًا بأشعة ليزر منخفضة القوة وغير مؤذية، تقلل من طاقتها تلقائيًا لمستويات آمنة إذا كشفت وجود شخص أو أجسام عاكسة داخل محيط منطقة الخطر الممتدة لنحو 40 مترًا. ومعظم الأشعة المستخدمة عسكريا لا تملك هذه الميزة.
ومازالت هيئة الصليب الأحمر - التي دفعت في إطار البروتوكول الرابع من اتفاقية جنيف لحظر استخدام أجهزة الليزر عمدا للإصابة بالعمى – متشككة بشأن أسلحة الليزر المبهرة. ودعت في نوفمبر الماضي لمناقشة كيفية تقليل خطر العمى الدائم الذي تسببه هذه الأسلحة.
ورغم ذلك، قد لا يشكل استخدام الجنود أو الشرطة لهذه النوعية من الأسلحة خطرًا كبيرًا، لكن الخطر عند وصولها لأيدي الأشخاص العاديين. فأسلحة الليزر وغيرها من معظم الأجهزة العسكرية متوافرة بسهولة عبر الإنترنت بأقل من 1000 دولار وتخلو من مزايا السلامة السابق ذكرها. مثلاً عند انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في اليونان يونيو الماضي، قالت الشرطة إن المتظاهرين استخدموا أسلحة شبيهة، بينما كشف المحتجون عن استخدام الشرطة اليونانية لأسلحة الليزر ذات الأشعة المبهرة لتفريق الاحتجاجات.