® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر :   2013-04-28, 1:44 pm | | أعقدُ شَعري بالندم
فيوليت أبو الجلد
الذين ناموا باكرا بملابس موت ساذجة،
تناوشتهم وحوش الصمت.
الذين تلاحقهم لعنات أحزانهم ،
ينصبون الخيبات في حقول نائية،
يقرعون أجراس العيد بحبال موشحات منسيّة.
الحالمون ، الخاسرون ، ضحايا الهزائم المسبقة الدمع ،
المترنّحون في أزقة الوجع ،
الشعراء ، الأنبياء ، العراة ، الأنقياء ، عشاقي.
***
لي قدمان للرحيل ... يدان للتلويح،
لكن على كتفي وشم طائر بلا جناحين ،
يغرّد بحنان يسيل حتى أسفل الظهر ... حتى الخصر،
طائر يصطادكَ بي ، كلما افترقنا.
***
لأنكَ الكذبة الأخيرة لهذا المساء،
سأرافقكَ حتى الباب بابتسامة تليق بذهابك،
بقميص نوم يليق بموتي الطويل عند العتبة،
بالندم المصلوب على صدري،
بخواتم الفضة في أصابع النهاية.
***
لم يكونوا يوما نُسّاكا ،
لم يزهَدوا بجسد ولا ضحّت بهم شهوة .
رنين الأساور في النصوص الجميلة لا يملأ البيت بالذهب.
الزوجات اللواتي نضجن على مهل في دفء المنازل،
تعرّين في قصائد الشعراء وافترشنَ الأرصفة.
****
الفتى الجالس على حافة الحب ،
يسقي العابرين سأمه.
لأن البئر عميقة ،
لأن أحدا لم يحوّل الماء الى خمر في دمه،
لأن النساء اللواتي عطشن
شربنَ نومَه ومضينَ .
***
أعقدُ شَعري بالندم، بالهجران أملأ بيتي .
أنيقة ، مُترفة بالحزن ،
بقدمين ضاحكتين أسير نحو موتهم الأخير ،
أرقص كالثكالى خلف الباب ... خلف موتي.
***
هل تراكَ جاثيًا عند أقدام امرأةٍ
بكامل جبروتها، تتقدّس بأحضانها،
يلهثُ فيكَ تاريخُ الهزائم،
يستشهدُ بك الأبطالُ...
تموتُ وتحيا حيثُ صدرها مثواكَ،
وطفلا تشيخُ في صِباها؟
هل تراكَ مصلوبًا على ذراعَي امرأةٍ
تتلو لها التسابيحَ، تهلّلُ... وتهلّلْ،
صوتُك جحيمٌ، لسانُك طائرُ الجنَّة.
تدخلُ سارقًا، تخرجُ مسروقًا،
الهًا عبدا ... عبدا الهًا ...
هل تراكَ ، تتكهّن العتمة يديكَ،
ويداكَ عتمةٌُ لا تراكَ.
***
القمصان المشدودة كقوس ،المتوارية كسهم،
المخذولة ، المحاصرة ، المذابة ،
طريدة الصيّاد ، صائدة الخطوات التي تقترب ،
المحاربة ، المستسلمة ...
العَروات التي تتسع ، الأزرار التي تضيق ،
عرسُ الخيوط...
مهرجان الفضة في مناجم أجسادٍ تضحك .
***
هاوية واحدة لا تتّسع لشاعرَين ،
جحيمٌ واحدٌ لا يكفيني.
***
تموتُ في أحضانها ولا يأخذها صدرٌ اليه ،
المنتحرة تدّعي النوم على تَرف السرير ،
كلما أشعلَت النور اختفت،
كلما دخلَت عتمتها اشتعلَت.
***
أقتبسُ مني رجالا سيذهبون الى الحرب ،
سأقاتل فيهم ،
سنموت بطلقات عشوائية من قنّاص مخمور.
أنحتُ ضحاياي بي ، أرسمني بلادا ،
أرفرفُ علمًا في قلوب أحبّتي .
***
غالياًً دفعْنا ثمنَ هذا الباب ،
علّه يحتمل طرقات التوبة الموجعة ،
قبل أن يجفّ ماء الهجران عن العتبة.
***
نرتفع في منسوب الدمع ،
نهلوس بالرنين كأجراس الكنائس المهجورة .
***
أتشابه وأشي بي ،
كساحل تساقطت أسراره
ترميني الجبال بامتدادي ،
تمنحني الوديان مقاعد صخرية،
أستدلّ علي بالنوم،
أتخلى عن لكنتي ... عن لهجتي،
أنا التي هجرت الرجال ببلاغة
ثم دخنت رحيلهم بأناقة ... بحزن ... باختناق.
***
إذا رقصتَ لي بقامتكَ المشدودة كرحيل ،
لن أتداعى عند خصركَ ،
والأرض التي ستهتز تحتكَ لن تميلَ بي.
إذا رقصتَ لي،
سأعرف كيف تحارب الموسيقى الموت،
كيف يشتاق جنديّ الى حبيبته،
في رأسه معركة ،
وفي عينيه بلاد وامرأة.
***
.
" لا تشتهِ امرأة قريبك "،
قالت الوصية لرجل ذابت الوصايا في تـنّور جارته،
جارته التي وشمَت أعلى صدرها :
هذا جسدي وليسقط العالم.
***
لماذا يرتبك الرجل في حَضرة امرأة مكحلة ب: "نعم " ،
ملأى برائحة الغرق !
لماذا لا يشفّ كثوبها في منابت القلق ،
ولا يستعمر مواطن الفرح حيث ضحكتها!
هذا وقت موتها فاحيَ جميلا في تراتيل شهقتها . _________________  حسن بلم | |
| |
