20 دقيقة إصدار دار طوى
ما هذا الإمعان في التوحش؟ لن يسألنا أحد بعد الآن، أو هذا ما نتمناه على الأقل! اتركوا غبار أرواحنا يشتت انتباه الهواء، فهو كما ترون، عشرون كائناً غريباً، اختبروا لياقتهم حيال الموت، ثم تواثبوا كعدّائين ناحية هذا المضمار المليء بالهيبة والفزَع… الرعب الذي يتولى الكائنات الحيّة من هذه اللحظة التي لم يعرفها أحد على قيد الحياة مطلقاً.
القِردة التي ترعى صغارها في الغابات، الشجرة التي يقتلعها حطّاب فقير وبقدمِ خشنة، العشبة التي تتزحلق عليها الأفعى وتهرسها، أو البشر الذين يطلقون أبواق عرباتهم في الشوارع ويخرجون أيديهم في إشارة غير لائقة للحياة، بينما يرعبهم المرض وأسِرّة المستشفيات وتربية أبنائهم؛ إيماناً بالواجبات الكبيرة المحدّدة، عدى الموت.
هنا كنّا نُدخّن سجائرنا بمتعة كبيرة، أو على الأقل، حين انتهينا من ترتيب هذه الميتة اللائقة. ضحكنا وبدأنا في التهيؤ! في الجانب الآخر أبهرنا هذا التدريب غير المتوقّع دون أن نطلب من بائع الأكفان نعشاً أو طِيباً أو عبارات عزاء ولا حتى أن تتدلّى من عينيه ولو لحظة رحمة واحدة.
هذه أحزمتنا المحشوة بالفتيل، لا لنحرق أحداً أو شيئاً، بل لنكتب بها، لشخصٍ ما، يرقد بسلام كبير وهو يردد موسيقى (20 دقيقة) في حفل بهيّ من الوحدة والانتظار.
وليقل آتٍ ذات يوم أننا حاولنا، بعشرين يد في عشرين دقيقة، أن نخدش الموت في وجه.
رابط مباشر [ هنــا ]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رابط بديل [ هنــا ]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]