أنا من زمان نفسي أكون أم وأحب أولادي أوي يمكن علشان ما حستش بحنان الأم والأب؛ على الرغم من توفيرهم كل اللي محتاجاه؛ بس من غير حب، عمر أمي ما حضنتني ولا مرة، كان نفسي لما يكون عندي مشكلة أقولها لبابا بس لا. كنت باخاف منه جدا لدرجة إني أصبحت أحب العزلة والظلام والبعد عن الناس، كنت باكره نفسي جدا، وقعدت طول الليل أبكي من غير ما حد يحس. اتعودت على كده؛ مع العلم إني كنت باتقطع من جوايا لما أشوف أب ولا أم بتحضن أولادها.
أخدت عهد على نفسي إني مش هاخلي أولادي يكونوا زيي ورضيت. لما جت مرحلة الجواز كانت كل الأمور مش بتتم، كان جواز صالونات؛ على الرغم إني مش وحشة؛ بس كان كل اللي ييجي ما يردش، وباعمل استخارة ومش باحس بأي حاجة. طب ليه كده أكون مكروهة من الأسرة والناس؛ مع إني والله محبوبة جدا من أصحابي، كرهت نفسي زيادة، بقت الدنيا بالنسبة لي نوم علشان أنسى، والصبح في الشغل أهدّ نفسي علشان ما افتكرش.
أنا بادعي ربنا في كل صلاة لدرجة إني باكون مكسوفة من الإلحاح. أنا طويلة يعني 173سم وأصحابي بيقولوا لي الراجل مش عاوز الطويلة؛ طيب يا رب أعمل إيه؟ دي خلقتي وأنا راضية بيها، هو مش من حقي أحب واتحب أبدا، أنا فعلا خلاص كرهت نفسي وحياتي كلها، ولو إن الانتحار مش حرام كنت عملتها من زمان، ده أنا بادعي ربنا يخلصني وياخد روحي علشان أرتاح؛ ومع ذالك وكل ده؛ إلا إني حاطة أمل إن ربي هيعوضني خير إن شاء الله.
janadoaa
صديقتي العزيزة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بداية تيجي نحط قواعد مع بعض:
-الطويلة لا تتزوج
- البدينة لا تتزوج
- القصيرة لا تتزوج
-النحيفة لا تتزوج
-السمراء لا تتزوج
-لأ البيضاء هي التي لا تتزوج..
لو الأمر كذلك لما تزوج أحد، ولا تنسي أنه لو لم تختلف الأذواق لبارت السلع، وأن لكل فولة كيال زي المثل الشعبي ما بيقول، أمال إيه الحكاية معك وليه الخطاب مش بيرجعوا؟
لو أخذناها من الجانب الديني فلا شك أن كل شيء بميعاد، وأن الله يرى أن في صالحك أن يتأخر الأمر بعض الشيء لحكمة هو يعلمها سبحانه وتعالى، بيده الأمر، ورزقك في السماء، سيؤتيك إياه وقتما وكيفما يشاء.. لكن علينا أن نسعى؛ وكيف نسعى في أمر الزواج؟
أن نفكر ونتأمل ربما كانت هناك بعض الأسباب من طرفنا نحن ويجب علينا إصلاحها، ولْنعتبر أن التأخير خير من الله لإصلاح أمر من شأنه إعدادك لمرحلة الزواج والمسئولية والأسرة؛ خاصة وأنك كما يتضح من كلامك أن نفسك ومشاعرك بها بعض الشوائب العالقة من الحزن والألم نتيجة لمعاملة الأسرة لك في طفولتك والتي لم تبرئي منها؛ بل عقدت العزم والنية على التظاهر بينك وبين نفسك بنسيان أو تناسي الأمر واختزان طاقة المشاعر لأطفالك متى رزقك الله بالأطفال، وهذا يا عزيزتي أسوأ ما في الأساليب التربوية أن نرى أطفالنا على أنهم أداة نعوض فيها كل ما فاتنا فلا نراهم ولا نرى احتياجاتهم؛ بل نرى ما يسكّن صراعاتنا القديمة، وهو أمر بالغ الضرر في التربية....
هل رأيت؟ أنت بحاجة للتأخير إذن من أجل التفكير وإعادة بناء نفسك لتكوني أمًّا وزوجة صالحة بإذن الله.... إذن فلنفهم سوياً أصل الموضوع:
عانيت من فقدان الحب في الأسرة منذ طفولتك. ومشاعر الحب يا عزيزتي خير مؤسس لبناء الثقة بالنفس وتقدير الذات؛ فاختلّت صورة ذاتك ورأيت نفسك مكروهة، واختلال صورة الذات يؤثر في حدود الذات؛ فنتأثر بكلام المحيطين بنا بشكل بالغ وأي كلمة نصدقها (أنت طويلة - ده مش حلو - الرجالة مش بتحب الطويلة....) وكبر الموضوع معاك، وللأسف صدقتيه.
والآن ماذا نفعل للتغلب على التقدير السلبي للذات الذي هو الأصل وهو القادر على إصلاح صورة الجسد (يعني أرى نفسي حلوة مهما قال الناس)؟
تتبّعي معي كيف يؤثر التقدير السلبي للذات في رؤيتك لنفسك، وأيضاً في رؤية الآخرين لك:
التعرض لموقف معين وهو موقف تقدم الخطاب في حالتك ينشط بداخلك مفهوما سلبيا تجاه ذاتك؛ أنا وحشة، أنا طويلة، أنا مكروهة. ويحدث ذلك دون وعي منك قبل وأثناء الموقف يترتب على ذلك بعض السلوكيات أثناء وجود الشخص المتقدم للزواج منك، مثل القلق الزائد، التوتر في الكلام، ربما الصمت، ربما الغضب من أي كلمة (لا بد أن تراجعي مشاعرك وسلوكياتك في هذه اللحظات وترصديها جيداً لتكتشفي ماذا يرى الآخرون عليك في هذا الموقف ولا يعجبهم).
وفي الغالب تؤدي هذه الأفكار السلبية تجاه ذاتك إلى الحزن والاكتئاب، والذي قد يظهر عليك في تواصلك مع الآخرين، وفي ملبسك أيضاً. وقد تتصنعين أو تتكلفين من أجل الحفاظ على هذا الخطيب فلا يراك الآخرون على طبيعتك، وهذا لا يعجب الرجل في الغالب...
عزيزتي الرجل يسعد بالمرأة الذكية الواثقة من نفسها دون أن يخل ذلك برقتها وأنوثتها...
عزيزتي لكي نغير هذا المفهوم السلبي عن الذات عليك الآن أن تناقشي هذه الأسئلة مع نفسك وتتخيري ما يناسبك من إجابة لاختبار مدى تقديرك السلبي لذاتك:
1- أنا دايماً بأقول إيه لنفسي عن نفسي؟ بأقول إني ضعيفة، ومش واثقة من نفسي مثلاً، طيب ليه؟ ده أنا ناجحة في حاجات كتير زي... واكتبي حتى 10 نقاط عن أوجه نجاحك.
2- أنا دايماً بأقول إيه لنفسي عن شكلي؟ طويلة ووحشة وكده، مش حأتجوز.. الطول ده في ناس كتير بتحبه وتتمناه، وأنا سعيدة إني طويلة؛ لأن الطول ده.... واكتبي أيضاً مزايا الطول بالنسبة لك حتى 10 نقاط.
3- أنا ليه دايماً بأقلل من شأني وأشوف نفسي مكروهة مع إن فيه ناس كتير بتحبني وبيحبوا صُحبتي زي.......
4- أنا قد إيه؟ وليه باتأثر بكلام الناس بتأثر كتير بكلام الناس علشان....
وهكذا اكتشفي كل نقاط التقدير السلبي لذاتك ستتحسن بإذن الله رؤيتك لصورة جسدك، وتجدينها نعمة من الله وتذكّري أن الزواج رزق من الله؛ لكن نحن لا نفعل ذلك ولا نبحث عن ذاتك من أجل الزواج فقط؛ بل من أجلك أنت.
وفقك الله.
حسن بلم