أنا عايزة أشكركم على الموقع الهايل ده. أنا بنت عندي 20 سنة ومشكلتي إني باتخيل ناس قدامي وأقعد أتكلم معاهم، ممكن أقعد بالساعات أتكلم معاهم، هم مش موجودين؛ بس أنا باتخيلهم، أنا نفسي أروح لدكتور نفساني؛ بس أهلي مش موافقين، هم ما يعرفوش أنا عايزة أروح ليه، ومش عارفة أعمل إيه.
هو أنا ممكن أكون مريضة نفسيا، أنا مش فاكرة الموضوع ده بدأ معايا إزاي، ولا إمتى، ولا فين؟ يا ريت تساعدوني.
ما تتحدثين عنه يعرف"بأحلام اليقظة"؛ وهي عبارة عن تصورات وأحداث يحلم بها الشخص وهو مستيقظ ليحقق فيها كل ما يتمناه ولا يستطيع القيام به في الواقع الحقيقي الذي يعيش فيه؛ فيكون مثلاَ: شجاعاَ جداَ فيها لأنه جبان في الواقع، أو يرد على من يظلمه لأنه في الواقع خجول، أو يتزوج بفتاة أحلامه التي لم يحصل عليها بعد وهكذا.
وهذه الأحلام قد تكون مواقف أو أشخاصاً، وغالباَ ما تظهر بقوة في مرحلة المراهقة أو وقت الأزمات التي يمر بها الشخص ولا يستطيع تخطيها، والأصل فيها أنها جزء طبيعي وليس مرضياً؛ فكلنا يحلم، ولولا الأحلام لما توصلنا للاختراعات المذهلة ولا كان هناك طموح.
ولكن يتحول الحلم من الجزء الطبيعي والمقبول لمساحة المرض إذا كان كالتالي: * يأخذ ساعات طويلة جداَ من اليوم للدرجة التي تجعل الشخص غير قادر على القيام بالمطلوب منه في حياته الحقيقية؛ سواء علاقته بمن حوله أو دراسته أو عمله لأنه يحلم! * إذا استبدل الواقع الذي يعيشه بأحلامه، وبدأ في الانعزال عن واقعه والهروب دائماَ منه لأحلامه؛ فيصبح متقوقعا وحيدا ليس له علاقات بمن حوله.
* إذا بدأ يخلط بين ما هو حقيقي وما هو خيال؛ فلا يستطيع أن يفرق دوماَ بينهما.
فأنت من ستحددين هل دخلت في الجزء المرضي أم لا، وعلى أية حال؛ هناك علاج ذاتي يمكنه أن يقلل من أحلامك بقوة إرادتك إن شاء الله، وإن لم تتمكني من القيام به وحدك بمرور الوقت؛ فلا مفر من اللجوء للطبيب النفسي، وسيكون عليك توضيح الأمر لأهلك، وأقترح الآتي: * تخصيص مكان محدد في المنزل أو كرسي معين لتحلمي فيه؛ فهذا سيساعد على الضبط والحد من فترات الأحلام بمرور الوقت. * تحديد وقت معين للأحلام لتبدئي رحلة التدرج في تقليل وقت الأحلام بأن تضبطي المنبه لمدة معينة؛ حتى إذا رن انتبهت لتقومي من مكانك. * محاربة وقت الفراغ بكل الطرق؛ فكلما ملأت وقتك بالمفيد والعلاقات أو الترفيه كلما قلصت مساحة أحلام اليقظة؛ فالانخراط الكبير والمكثف في أعمال جسدية وذهنية لتقومي بها كنشاط رياضي أو ترفيهي أو عمل أو دراسة سيفيدك كثيراَ. * يمكنك الاستفادة من أحلامك بتحوير شكلها من مجرد أشخاص ومواقف، لكتابة الحلم في شكل قصة أو رسم مثلاَ؛ فقد تكتشفين قدرتك الإبداعية عن طريق أحلامك فمن يدري؟ * زيادة ارتباطك الاجتماعي بمن حولك بداية من أسرتك وأخوتك وأصدقائك لتكوّني علاقات حقيقية قدر استطاعتك. * يمكنك اختيار أحد أحلامك والاتفاق مع نفسك على خطوات عملية واضحة لتحقيقه في الواقع بأدوات وخطط وتطوير، لتتعلمي أن تنتقلي بحلمك للواقع حتى لو أخذ وقتاً.